
-ربنا يستر
تبسم “شريف” بمكر شديد وقال:-
-متقلقيش يا حنان هو هيقابل الأسد وبصراحة يستاهل، رجل متخلف ومجنون بستقوي على الضعيف لكن من دلوقت مش هقابل فى وشه غير جمال، خلينا نشوف قلبه الميت دا هيتحمل ولا لا؟
فتح “حمزة” باب الغرفة بصدمة ورأى “مريم” بداخلها بين ذراعي “سارة” ترتجف بعد أن سمعت صوته يناديها من الخارج، أسرع نحوها ب سافر كالثور الهائج ومسكها من مقدمة رأسها وغرة شعرها بقوة وهو يقوة ب شديد:-
-دا اللى اتفقنا عليه يا زبالة، أنا قُلتهم انك خرساء وروحتي أتكلمتي معاهم، قُلتي أيه ها؟ قلت ليهم أيه؟
ذرفت الدموع من عيني “مريم” بضعف شديد وخوف يحتلها بكل أنش فى جسدها وبدأت ت باكية من الألم بعد أن أوشك على أ ع خصلات شعرها من رأسها من قوته وتهتف قائلة:-
-أبعد عني، أرجوك أنا هعمل اللى تقولي عليه بس بلاش ت ني تاني والنبي
نظر إليها وهو يجذبها من رأسها بقوة مع طريقه للخارج قائلًا:-
-أ ك!! لا يا مريم أنتِ ال مش هينفع معاكي أنا ه ك وأخلص منك نهائي المرة دي؟
رفع رأسه عنها ليري وجه “جمال” أمامه بقميصه الأبيض وبنطلون، كان قميصه مفتوح وصدره عاري بعد أن أستوقفه صوت هذا المُختل أثناء تبديل ملا ، أبتلع “حمزة” ريقيه بصعوبة من نظرات “جمال” وقال:-
-أنا هأخد بنتي..
لم يكمل كلمته بل أستقبل لكمة قوية على وجهه من قبضته “جمال” أسقطته أرضًا داخل الغرفة وسقطت “مريم” معه بعد أن جذبها فى سقوطه من شعرها المُتشبث به.. أسرعت “سارة” إليها بلهفة وأخذتها من يديه بذعر بينما أخذ “جمال” والدها من ملا ف “حمزة” ب شديد قائلًا:-
-أنا هأخد بنتي ومحدش يقدر يمنعني
دفعه “جمال” لخارج الغرفة بقوة ليسقط “حمزة” مرة أخرى على الأرض فى الرواق وصاح به بأنفعال شديد قائلًا:-
-مين اللي سمح لك، ها!! مين سمح لك تطلع هنا من الأساس؟
وقف “حمزة” ب سافر وهندم ملا حادق بوجه “جمال” وهو يقول:-
-أنا مش عايز حاجة من بيتك غير بنتي والباقي هنسيبه للقانون
شعر “جمال” أن هذا المت..سول المتعطش للمال يُهدده مما زاد من ه وبركانه، تطلع به وهو يسير نحوه كى يأخذ ابنته وكأنه لا يخشي وقوف “جمال” على باب الغرفة، وقف “جمال” يحدق به بسخرية من جراءته وقبل أن يتحدث شعر بأنامل صغيرة تتشبث بقميصه من الخلف بمنتصف ظهره فألتف برأسه كى يراها تختبيء خلفه وتمتمت بحزن وعينيها تترجي عينيه كنبرة صوتها الضعيف قائلة:-
-متسبهوش يأخدني لو سمحت
شعر “جمال” بقشعريرة فى جسده من نبرتها ورجاءها وقبل أن يجيب عليه رأي “حمزة” يمسك يدها الآخرى بقوة ويجذبها من خلف “جمال” بقوة ويقول:-
-أنا هعاقبك على أفعالك يا مريم وعصيانك ليك هتشوفي
شعر “جمال” بيديها تزيد من جذب قميصه بقبضتها وتزداد تشبثًا به فمسك يد “حمزة” وأبعادها عنها وهو يشعر بإهانة من هذا الرجل وكبرياء الرجل الموجود بداخله وغروره قد هُزم بتحدي “حمزة” له، أفلت يد “مريم” منه وأخذه من ملا بقوة للأسفل وهو يقول:-
-وريني هتأخذها من بيتي أزاى؟
دفعه للخارج وقبل أن يتحرك “حمزة” من مكانه شعر بيدي تمسكه من الخلف وعندما نظر رأي رجال الأمن والحراسة ليعلم بأنه لن يأخذها من هذا المنزل إلا إذا أعطاها “جمال” له برغبته، غادر القصر مرتعبًا خوفًا من ابنته وما ستقوله وتفعله هناك ربما تهدم كل ما خطط له، ألتف “جمال” ب شديد وهو ينفض قميصه بأختناق لما يحدث فى حياته الهادئة، رأى “شريف” يقف بجوار “حنان” أمام الدرج ليتأفف ب شديد واضح لهما ثم صعد للأعلى فرأى “سارة” تقف أمام الغرفة و”مريم” بالداخل يراها جالسة هناك أرضًا جوار الفراش، تحاشي النظر إليهما ومر لتستوقفه “سارة” وهى تقول:-
-لحظة من فضلك
ألتف “جمال” إليها بأختناق وقال بتهكم:-
-أنا عارف أنه يوم مش فايت من أوله، عايزة أيه تاني؟
قالت “سارة” بلطف وعينيها تنظر إلى “مريم” قائلة:-
-أنا أسفة على الأزعاج فعلًا لكن ممكن سؤال، الحصان فين؟ حصانها هي عايزاه وبعدها ممكن نمشي وكمان شكرًا لحضرتك جدًا على اللى عملته عشاننا
ألتف كي يذهب إلى جناحه مُتجاهل كل كلمة تفوهت بها وقال بنبرة صارمة:-
-فى الأسطبل تحت
دلف لغرفته بينما أسرعت “سارة” للداخل وجلست جوار “مريم” لترفع “مريم” نظرها للأعلي حيث مربيتها أكثر شخص لين عليها ويعاملها بلطف فقالت:-
-هيحصل أيه؟ أنتِ أكتر واحدة عارفة أن الموضوع مش هيمر بسلام؟ حمزة هيرجع عشاني من تاني
مسحت “سارة” على رأسها بلطف شديد ثم قالت:-
-متقلقيش يا صغيرتي أنا معاكي ومستحيل أسمح لحد بأذيتك، خلينا نأخد صانك من هنا ونمشي قبل ما حد يكتشف أمرنا ونهرب بعد حتى لو أضطرت أخذك لأخر العالم أن حكم الأمر ، وأحميكي قبل ما يعرف جمال بحقيقتنا وحتى قبل ما يدور شريف ورانا ويشك فى كلامنا معه، لازم نمشي قبل ما يبدوا يفكروا فى موت مختار وقبل ما حد يعرف أنه أت ، لحد دلوقت الخطة ماشية صح زى ما خططنا، أجمدي يا مريم وأنا هحل المشاكل كلها ونخلص من الماضي واللي فات أتفقنا…
للحكــــــايــــة بقيـــــــة………
يتبع…
رواية جمال الأسود الحلقة الثانية
عانقتها “مريم” بضعف شديد وخوف يحتلها من الداخل من القادم وما سيحدث عما قريب، طوقتها “سارة” بحب مُحاولة إخماد نيران قلبها المُرتعب خوفًا من القادم ثم همست إليها قائلة:-
-حصانك تحت، أنا سألته ممكن تروحي له
خرجت “مريم” من بين ذراعيها بسرعة البرق وتلاشي الخوف وعادت للحياة كسمة صغيرة عادت للمحيط بعد ان أنقطعت أنفاسها فى صراع الخروج منه، تتطلع بها بحماس وقالت:-
-هروح أكيد، عن أذنك
تبسمت بسعادة وهى تقف من مكانها لتركض للخارج ولأول مرة تظهر بسمة على شفتيها مُنذ رحيل “مُختار”، ضحكت “سارة” بعفوية على عودة طفلتها إلى طبيعتها البريئة، كانت تركض على الدرج كطفلة صغيرة جميلة نالت حريتها فرأتها “حنان” وشعرت بأنها ترى فراشة جميلة حلقت بجناحيها فى السماء بعد أن نالت حريتها وبسمتها العريضة تجذب كل من تراه فقالت بدهشة من تبدل حال هذه الفتاة:-
-على فين، أساعدك؟
توقفت “مريم” بحرج من هذه المرآة وركضها هكذا فى هذا المنزل الغريب وقالت:-
-عايزة أروح الأسطبل
أشارت “حنان” إلى أحد الخادمات الواقفة هناك وقالت بجدية:-
-هي هتساعدك وتوصلك هنا، وصليها للأسطبل وأرجعي على طول
أومأت الخادمة لها بنعم ثم ذهبت فى المقدمة لتبتسم “مريم” بسمة لطيفة خافتة إلى “حنان” كشكر وأمتنان على مساعدتها، خرجت خلف الخادمة حتى وصلت إلى الأسطبل وكان خلف القصر وهناك سياج كبير لركوب الخيل بجوار منزل خشبي يسكنه الخيول، أسرعت بالركض إلى هناك لتمر من جوار الخادمة وتصبح هى فى المقدمة، تبسمت الخادمة عليها وسارت خلفها بعفوية، دلفت للأسطبل وكان هناك عامل “حاتم” فور رؤيتها تعجب من وجود غريبة هنا ليقول:-
-أنتِ مين؟ ممنوع حد يجي هنا أطلعي برا
لم تجيب عليه بل نظرت إلى حصانها ورأسه تظهر من فوق السياج الخشبي المغلق عليه فتبسمت بفرحة عارمة تغمرها وقالت:-
-أنا مالكة إيلا
بدأ الحصان يصدر صيهله ويقفز بأقدامه فرحًا لرؤيتها وكأن هذا الحصان يبادلها نفس القدر من العشق والشوق، أسرعت إلى هناك فأومأت الخادمة إلى العامل بنعم وأن سيد القصر قد سمح لها بالفعل بالمجيء إلى هنا فمن سيعترض، نظرتها كأنها تخبره بموافقة “جمال” على ذلك، رفعت “مريم” يدها إلى الأعلى بينما قربت “إيلا” رأسها إلى يد مالكتها تداعبها فقالت الخادمة بدهشة بعد أن سمعت أسم الحصان:-
-فرسة، حصان أنثي