منوعات

جمال الاسود ج 1

وضعت يديها على وجهها بصدمة مما تسمعه الآن، صعدت لغرفتها غاضبة من الجميع رغم قلبها الذي يشعر بعكس عقلها الذي يكاد يجن ويفقد صوابه، قلبها الذي يفقز على ضلوعها الصلبة من الفرح ودقاته تسبب الإزعاج إلى هذا العقل، ألقت بجسدها على الفراش مُستسلمة لهذا الصراع الذي يحدث بداخلها بين القلب والعقل….
____________________________
داخل الملهي الليلي وسط أصوات الموسيقي والرقص و الشباب، ولج “نادر” وترجل الدرجات الحديدية وسط الزحام لتبتسم “سارة” بمكر عندما رأته ووقفت تنهدم فستانها الذي يشبه قميص النوم من كثرة التعري فكان فستان أزرق طويل مفتوح من جهة اليمين من الفخذ ويظهر قدمها كاملة وبحمالة رفعية وعاري الظهر كليًا وترتدي حذاء أبيض بكعب عالي، بعثرت شعرها بطريقة عفوية ثم أتجهت نحوه بخطوات دلالية حتى وقع نظره عليها فتبسم بإعجاب وهو يتفحصها من الرأس حتى

اخمص القدم وخطواتها المُثيرة وعندما وصلت أمامه قالت:-
-نورت المكان كله
أخذ يدها الناعمة فى راحة يده وأنحنى ليضع قبلة عليها ثم قال بلطف:-

-المكان منور بالجمال اللي فيه
تبسمت بدلال ثم قالت:-
-تحب تقعد فى الصالة ولا نطلب المشروب فوق في مكتبي في الهدوء بعيد عن الدوشة
أجابها بلطف وعينيه تتجول فى المكان قائلًا:-
-زى ما تحبي
تبسمت وسلكت الطريق أولًا إلى مكتبها لتصعد الدرج الحديدي الموجود بالخلف وهو أول مكان يكون خاليين من الزبائن فى هذا المكان المزدحم، صعدت بدلال أمامه وهي تشعر بنظراته التى تلتهمها فتبسمت بخبث و ت بألم بعد أن التوى كاحلها بالكعب العالي ليتشبث “نادر” بها بقلق وهو يقول:-
-حصل أيه؟
-اااه رجلي
قالتها بدلال مُفرط وعينيها لا تفارق عينيه كأنها تلقي عليه تعويذة النظرات السحرية فقال بلطف:-
-أسمحيلي
حملها على ذراعيه وصعد بقية السلالم بها لتلف ذراعيها حول عنقه حتى أصبحت على قرب كبير منه وبات يشعر بحرارة جسدها البارد من التكيف وخصيصًا فى هذا الشتاء وأنفاسها الدافئة ت وجهه، دخل للمكتب وأنزلها على الأريكة بلطف ثم جلس على الارض أمامها ورفع قدمها على ركبته وخلع حذاءها لتبتسم عليه فهو رجل أعمال ذو نفوذ كثيرة والآن يجلس عند قدمها برحب شديد، قالت بدلال مُصطنعة الألم:-

-اااه

نظر إلى وجهها ثم إلى قدمها من جديد وبدأ يدلكها بلطف، راقبت “سارة” عينيه التى تعتصر جسدها بنظراته خلسًا لكنها قرأتها بمهارة عيناه التى تسعى لأكتشاف كل أنش بها وتشعر بيده تحسس قدمها بلطف فتبسمت بخبث شديد كالصقر الذي حصل على فريسته للتو وسحبت قدمها منه بلطف ثم قالت بنبرة ناعمة خافتة:-
-شكرًا تعبتك معايا
وقف من مكانه ليجلس جوارها مُبتسمًا وهو يتفحصها عن قرب لتهرب من هذه النظرات إلى المكتب ورفعت سماعة الهاتف كي تطلب زجاجة من الخمر الفاخر غالية الثمن لأجلهما وبدأت تتدلل عليه كلما سكبت إليه كأس متعمدة أن تزرع بداخله سحرها الأنثوي بضحكات رقيعة وهمسات فى الأذن ومداعبة رابطة العنق حتى تصل يدها إلى عنقه تمامًا كما فعلت مع “مُختار” وأستطاعت أن تسحبه للزواج وظلت زوجته لسنواته طويلة لأول مرة فهى الوحيدة التى أستطاعت أن تكن زوجته لسنوات فالبقية لا يكملن شهرًا واحدًا معه، ممارستها لسحرها علي هؤلاء الرجال سلس كتنفسها الهواء بسلسة دون أى مجهود، أنهوا زجاجتهما التي شربها “نادر” كاملة تقريبًا فى حين أن “سارة” لم ترتشف سوى كأسين فقط، وقفت بدلال من الأريكة وقالت:-
-هطلب واحدة تانية
مسك “نادر” ذراعها بقوة وجذبها لتسقط على قدميه جالسة وقد فاض به الأمر من دلالها المُفرط ووصل لأقصي درجات الصبر فى تذوق هذه المرأة، شعرت بيديه تداعب ظهرها العاري من الخلف والأخري تسللت إلى وجهها يلمسه بدلال وقال بحالة سُكر:-
-كفاية… أنا …

توقف عن الحديث عندما طبع قبلته على عنقها لتبتسم بدلال ثم فرت هاربة من بين ذراعيه بمكر بعد أن زرعت بداخله الرغبة بها….

____________________________
“قصـــــر جمــــال المصــــري”
ترجلت “مريم” من الأعلي صباحًا مُرتدية بنطلون جينز وتي شيرت أبيض اللون وفوقه بلطو باللون الازرق وترتدي حذاء رياضي بنفس لون تي شيرتها وتصفف شعرها على الجانبين بحرية دون أن تقيده بأى دبوس شعر، تحمل حقيبة ظهرها الصغيرة فى يدها وهاتفها، أخذتها “حنان” للإفطار وهناك راته يجلس على السفرة فرفضت الجلوس بخطوة للخلف لكن “حنان” دفعتها للأمام قائلة:-
-أرجوكي أقعدي أفطرى معه، مستر جمال مراحش الشركة لحد دلوقت عشان يفطر معاكي … أقعدي
تأففت ب ووضعت الكتب والحقيبة على السفرة ب و ية ليرفع نظره إليها من يتها فتحاشت النظر إليه وبدأت تأكل فى صمت بتعجل حتى ترحل ليقول بنبرة حادة:-
-مش محتاج أقولك لو عرفت أنك اتكلمي معاه أو حتى عينيك جت عليه هيحصل أيه
تنهدت بضجر وتركت الشطيرة من يدها فى الطبق ثم نظرت إليه وقالت ببرود أعصاب:-
-والله أنا اللى مش محتاجة أفكرك أنك تصلح اللى بوظته أمبارح وتقولهم أنى مش خطيبتك ولا نيلة وبعدين دى عيني وانا حرة فيها تبص علي اللى عايزاه

تبسم وهو يضع المربي بالسكين فى شطيرته دون أن ينظر إليها وقال ببرود سافر:-
-بس أنتِ خطيبتي

بروده الثلجي أشعل نيرانها كأنه يتعمد هذا الشيء ويتلذذ برؤيتها تغلي كالبركان لترفع يديها الأثنين فى وجهه وقالت ب :-
-أنا سنجل ومش خطيبتك ولا حضرتك مش ملاحظة أن أيدي فاضية
نظر لها بطرف عينيه نظرة مُخيفة أرعبتها ثم قال:-
-عشان كدة نزلتي أستوري على الواتس بليل مصورة أيدك الفاضية وكاتبة الحمد لله على نعمة السنجل، كنتِ بتوصلي له رسالة أنك مش خطيبتي مثلًا ولا بتطلبي منى أجبلك خاتم الخطوبة بس بشياكة
وضعت ذراعيها على السفرة مُتكئة عليهم ببرود شديد مثله وحدقت بعينيه مباشرة وقالت:-
-بالظبط بوصل له رسالة أنى مش مخطوبة واللى قولته مجرد تخاريف ونصيحة مني متحاوليش تختبر صبري كتير لأنك متتخيلش جناني ممكن يوصلني لفين يمكن أرجعلك من الجامعة فى أيده وأقولك أنا أتجوزت
قالتها ببرود ترد له القنبلة التى قذفها بها ثم وقفت من مكانها كي تغادر لكنها لا تدرك ما فعلته بكلمتها إليه وما العواقب التى ستحل عليها نتيجة نصيحتها المعتوهة، تنهد ب محاولًا كبح ه بعد كلمتها وهى تهدده بأنها تستطيع الزواج من غيره إذا أرادت فوقف “جمال” من مكانه، سارت بخطوات سعيدة وهى تعلم بأنها أت منه للتو وانتصرت لكن سرعان ما تلاشت بسمتها عندما حملها على كتفه ولة لت بصدمة أحتلتها وسقطت حقيبتها وهى ت ه على ظهره ب وتقول:-

-أنت أتجننت يا جمال، نزلنى
صعد للدرج بها غاضبًا لينظر “شريف” إلى “حنان” فقالت بأستسلام:-
-راحت أيام الهدوء فى القصر دا، إحنا لازم نستعد للحرب
ضحك “شريف” فالقادم بين هذا الثنائي حربًا فعلًا وكل واحد منهما يفكر فى قذف التاني أولًا ليرد الأخر بالأنتقام، صعد “جمال” للردهة وهى لا تتوقف عن ال ويقول بجدية صارمة:-

-أنا هوريكي أزاى تفكر فى الجواز من ورايا
فتح باب غرفتها وأنزلها فى منتصف الغرفة لتهندم شعرها المُبعثر بأنفعال وحدقت فى وجهه ب سافر قائلة:-
-أنت مجنون رسمي، أنت فاكرني كلبة عندك وهتحبسني هنا
لم يبالي بكلمتها ووضع يده فى جيب سترته الداخلي وأخرج منه العلبة ليفتحها بانفعال وأخرج الخاتم منها ووضعه فى بنصرها الأيمن بقوة لتتألم من فعلته وحاولت جذب يدها منه بكل قوتها ليقول بعناد وكبرياء شديد:-
-عشان أيدك متبقاش فاضية
دفع يدها ب أحرق كل خلايا عقله من كلمتها فكادت أن تنزع الخاتم من يدها ليقول بتهديد صريح:-
-جربي تقلعيه يا مريم وأنا هجبلك هدية ملفك من الكلية وأبقي وريني هتكلمي سنتك الأخيرة أزاى
توقفت عما تفعله وتركت الخاتم فى يدها وعينيها تحدق به فى صمت لا يخرج منها سوى صوت أنفاسها المرتفعة التى تخترق أذنيه لتخبره كم هى غاضبة وتحترق من الداخل كعقدة حاجبيها وتقوس شفتيها كل تعابير وجهها وجسدها يطلقوا العنان لهذا ال أمامه، تبسم على هذا ال وشعر بأرتياح فى داخله بعد أن رد لها جمرة ال التى أحترقته بها بالأسفل وأنحني قليلًا قرب رأسها وهمس فى أذنها ووجنته تلمس وجنتها المُلتهبة من ال :-

-قولتلك مشوفش قلم روج فى وشك بس واضح انها عجبتك
أدارت رأسها له بخجل بعد أن أزدردت لعابها الجافة فى حلقها بدهشة من تحوله المُفاجئ وهى تعلم أنه يتحدث عن قبلته لتتقابل عيونهما ويسرق منها قبلة جديدة بسرعة وهرب من أمامها قبل أن يعطيها المجال لمقاومته أو دفعه بعيدًا، ظلت محلها كالجبل المتجمد مكانه بعد أن أنصهر ها من قبلته كأنه أطفي النار التى بداخلها بهذه القبلة السحرية، لم تشعر بشيء سوى صوت الباب يغلق من الخارج بالمفتاح لتسرع إليه بصدمة وقالت:-

-جمال، أفتح جماااال
ت الباب بقدمها ب ثم جلست على الفراش بأستسلام للأمر ولمست شفتيها بسبابتها ببسمة رُسمت للتو عليهما لأجله وبدأ قلبها ي عقلها المتحجر، لمحت لمعة الخاتم وهى تمرر يدها على شفتيها فأنزلتها لتنظر إلى الخاتم بسعادة فكان رقيقًا جدًا يليق بأناملها النحيفة لتُتمتم بلطف:-
-أنا بقيت خطيبته بجد؟!
____________________________
تبسم “حمزة” وهو جالسًا فى سيارته أمام القصر بعد أن حصل على رسالة للتو تحمل بداخلها رقم “مريم” الشخصي فأنطلق بسيارته وهو لم يعد بحاجة إلى المراقبة هنا فبمجرد أن يتصل بها ستهرع إليه وتأتيه مهرولة دون تفكير، يكفيه أتصال واحد إليها، لكن سعادته تضاعفت من المُرسل الذي قبل بالتعاون معه من داخل القصر ليكون عينًا له ومساعده فى أى شيء يريد أن يفعله داخل القصر دون أن يجازف بحياته…..

___________________________

انت في الصفحة 27 من 28 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
144

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل