منوعات

جمال الاسود ج 1

“شــــركــة الجمــــال جى أند أم للألكترونيات”
فتحت “أصالة” باب المكتب وولجت بهدوء حتى وصلت إلى مكتبه وهو مُنغمس فى عمله بجد لتقاطعه لطف عندما قالت:-
-نادر الهواري متصدر الأخبار النهار دا
فتحت له الشاشة المجاورة للمكتب ليظهر له المقالات الكثيرة التى كُتبت عنه بطرق مُختلف لكن محتواها واحدًا
(رجل أعمال صالح فى الصباح ويقدم الخدمات للشعب وفى المساء يتردد على الحانات والنوادي الليلى)

تبسم “جمال” وهو يعود بنظره إلى اللابتوب الخاص به وقال بسخرية:-
-هم كانوا فاكرين أنه صالح بجد!! ميعرفوش غير الظاهر اللى بيحصل على المسرح لكن اللى خلف الكواليس لا، اللى زينا جوا هم بس اللى عارفين قذارته وأن مفيش مشروع دخله إلا بطرق غير مشروعة ومخالفة، بس متقلقيش يا أصالة ما دام الصحافة حط عينيها عليه هتكون مسألة وقت ويعرفوا عنه كل حاجة
تبسمت بفخر شديد كونها تعمل مع هذا الرجل لسنوات وقالت بلطف:-
-فى نفس الوقت الصحفيين اللى متعاقدين معانا بدأوا ينشروا مقالات عن شركتنا وسيرتك المهنية اللي زى البرلنت
أومأ إليها بنعم ثم تذكر “مريم” ليخرج بطاقته البنكية فتبسمت “مريم” بحماس وتحدثت قبل أن يفعل:-

-أجيب أيه؟
ضحك بخفة لأول مرة على حماسها ثم قال:-
-بقيتي حافظني يا أصالة
نظر نحو الباب بأرتباك من أن يدخل “شريف” ثم قال:-
-أشتري هدية تنفع تكون هدية خطوبة وفى نفس الوقت للصلح
أتسعت عينيها على مصراعيها بدهشة من كلمة خطوبة وظلت تحدق به وفمها مفتوح من الذهول ليقول بجدية:-
-مالك يا أصالة؟
فاقت من شرودها وقالت بخوف من جديته وتحوله المفاجئ هاتفة:-
-تحت أمرك ..
____________________________

“قصـــــر جمـــــــال المصـــــري”
خرجت “مريم” من المرحاض بعد أن أخذت حمام دافئ وجلست أمام المرآة تجفف شعرها بمجفف الشعر الكهربائي ففتح باب الغرفة لتترك المجفف من يدها وألتفت كي تنظر للباب وكان “جمال” الذي عاد من عمله بعد يوم طويل ح ا به داخل غرفتها، دُهشت عندما رأته يحمل باقة من الورود الحمراء مصنوعة داخل صندوق أسود على شكل قلب، وقفت من مكانها مذهولة من رؤيته يأتي إليها بورد وهذا لا يليق بشخصيته التى تعرفها، رمقها بنظره صامتًا وهى تسير نحوه حافية القدمين مُرتدية بيجامتها الوردي المصنوعة من الفرو لتحميها من هذا البرد القارس فى شهر فبراير وشتاءه وشعرها مسدول على الجانبين وظهرها بفوضوية وما زال يحمل بها بعض قطرات المياه، وصلت أمامه وعينيها لا تفارق بالباقة ولمعت ببريق الحب كأي فتاة تحصل على هدية رومانسية من حبيبها، رفرف قلبها بسعادة تغمرها كليًا لتقول بهدوء:-

-أيه دا؟
حاول أن يخبرها بأن هذا لأجلها لكن الكلمات كانت صعبة عليه فى الخروج والنطق بها، تلعثم كثيرًا أمامها رغم أنه ربت كلماته أثناء طريق عودته لكن أمامها تهرب الكلمات منه ولا يقوي على فعلها، رأت “مريم” ربكته وتلعثمه لا تعلم أهذه الكلمات البسيطة صعبة عليه بهذا القدر، مُنذ دخلت لهذا القصر ولم تجده عاجزًا أمام شيء لكن اليوم عجز كليًا فى التفوه بالقليل أمامها، تسألت أتعاقب قسوته التى جعلت من قلبه مُتحجر لهذه الدرجة أم تعاقب “مُختار” وزوجته على خيانتهم له حتى صنعه منه هذا الوحش الذي يخشي الحب ولا يستطيع النطق به، تبسمت بلطف وأخذت الباقة من يده بهدوء مُتفهمة موقفة ثم قالت:-
-شكرًا

-العفو
قالها بحرج شديد ثم ألتف كي يغادر لكنها أستوقفته بكلماتها اللطيفة عندما قالت:-
-أبقي شوفي الأستورى
أكمل طريقه للخارج وأتجه إلى غرفته ويده تخرج الهاتف من جيبه، فتح مقبض الباب ودخل وبيده الأخري يفتح تطبيق الواتس أب ليفعل كما طلبت منه، رأها حذفت حالة أمس ووضعت اليوم حالة جديدة بصورة لها جميلة وتضع يدها بين خصلات شعرها تظهر خاتمها وكتبت أسفل صورتها
(I got engaged)
تبسم بعفوية بعد أن أعلنت للجميع بأنها خُطبت والآن أصبحت تملك رجل فلن يقترب منها أخر، قال بعفوية وهو يلقي بسترته والهاتف على الفراش:-

-تستاهلي الهدية
دلف للمرحاض وأخذ حمام دافئ لكنه أنهت سريعًا عندما سمع صوت ها من الخارج، خرج من المرحاض بروب الأستحمام ليستمع لصوت الرعد والامطار الشتوية فألتقط هاتفه وضغط على الضبط ليقول “جين” بصوته القوي الالي:-
-لقد تم تفعيل عازل الصوت

لا يعلم ماذا يحدث لها عندما تسمع صوت الرعد وأى حالة هلع تصيبها، أرتدي ملا سريعًا وخرج إلى حيث غرفتها ليراها مُنكمشة فى ذراتها بغرفة الملابس الوردات الجميلة منثورة على الأرض، بحث عن “نانسي” لكنه لم يجد لها أثر ليكز على أسنانه ب من هذه الخادمة التي أمرها بألا تفعل شيء سوى مرافقتها والأعتناء بها، أقترب منها بلطف ثم جلس على ركبتيه وكانت ترتجف وتضع يديها على أذنيها بقوة تحاول إلا تسمع شيء وتغمض عينيها التى تعود بها لهذه الليلة المُخيفة وصوت ها وتمزيق ملا ا يلحقها مهما ضغطت على أذنيها فهو عالق بعقلها من الداخل، منظر جثة “مُختار” والدماء المُنثورة بكل مكان لا تقوي على تحملها رغم إغلاق عينيها لكن هذه الصورة لا تفارقها، مسك “جمال”يديها بلطف ليبعدهما عن أذنيها وهى تنتفض كليًا، نجح فى إبعاد يديها عن أذنها ليُدهش عندما أنتفضت من مكانها بهلع وعانقته بخوف مُتشبثًا بعنقه، شعر بجسدها الدفء يخترق جسده الصلب ببرودته وألتصقت به كأنها تريد الأختباء داخل قفصه الصدري هاربة من هذا العالم، طوقها بذراعيه بحنان بعد أن سمعها تُتمتم بخفوت شديد:-

-دا ماضي يا مريم… دا ماضي يا مريم… دا ماضي يا مريم
همس إليها بنبرة دافئة يقول:-
-أنا هنا!!
ظل بجوارها حتى أدركت أن صوت الرعد أختفي وتوقفت هذا الأصوات الموجودة بداخلها تؤلمها، راقبها عن كثب حتى هدأت تمامًا ليقول:-
-أنتِ كويسة؟
أومأت إليه بنعم بحرج من ماضيها الذي تخفيه مُتحاشية النظر إليه، سألها بفضول:-
-أنتِ بتسمعيه أيه مع الرعد؟

وقفت من مكانها بخوف من ذكر الماضي وكيف تخبره بأنها ت أخاها مع أئه عليها فهل سيصدقها من الأساس، صعدت لفراشها وقالت بخفوت وقلق:-
-أنا عايزة أنام
خرج من غرفتها مُتعجب لحالها دون أن يضغط عليها….
____________________________
وقف “حمزة” تحت الأمطار وصوت الرعد يسمعه بأستمتاع شديد وهو يعد له الذكريات مثلها تمامًا وقال:-
-الليلة دى مناسبة لشوفتك يا مريم….
أخرج هاتفه وأرسل لها رسالة تحمل صورة المسدس الخاص بـ “مختار” ومعه عنوان للقاء وقال برسالته (هستناك الساعة واحدة.. واحدة وخمسة لو مجتيش هتكون هديتي عند جمال فى المكتب)…..

يتبع…
يتبع…
يتبع…
يتبع…
يتبع…

انت في الصفحة 28 من 28 صفحاتالتالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
144

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل