
-إياك تخرج من أوضتها يا حنان فاهمة…
أومأت “حنان” له بنعم ونظرت إلى باب الغرفة بإشفاق على هذه الفتاة، ت “مريم” قدميها بالأرض بغيظ شديد من ح ا هنا وأرسلت رسالة لـ “أصالة” تعتذر منها على عدم ذهابها…
________________________________
“شــركة الجمـــال جى أند أم للألكترونيات”
كان كبركان يغلي من داخله مما حديث والآن “مريم” أصبحت خطرًا عليه فأصبح يقبلها ويتذوقها كثيرًا فى عقله، لا يعلم ماذا يحدث معه؟ لكن كل ما يعرفه أنها تُربكه وتهزم كيانه وصموده، دلف “شريف” إلى غرفة مكتبه وكان مُتكئ بظهره على مقعده للخلف ومغمض العينين بتهكم شديد فقال بهدوء:-
-مش هتروح يا مستر جمال المؤظفين كلهم روحوا
أجابه وهو مُغمض العينين ب قائلًا:-
-لا مش عايز أروح
كان “شريف” يراقبه الفترة الأخيرةويعلم بأنه يهتم كثيرًا بهذه الفتاة حتى وأن لم يكن يسأل عنها وعن أحوالها، يكفي أنه أشتري مدرسة بملايين لأجلها وأجبر “سارة” على التنازل عن حصتها فى القصرة لأجل “مريم”، ينتفض من مكانه إذا علم بأنها فى خطر وي كلما أرتدت ملابس قصيرة أو ة حتى وأن كانت جميلة، فكلما كانت جميلة كلما عاقبها وهو يعلم بأنه يعاقبها على شيء ليس من صنعها فهى خُلقت بجمالها، يخبرها ألا تدخل فى علاقة أرتباط مع شاب من مدرستها أو من أصدقائها دومًا وكأن “جمال” غبيًا بالحب ولا يعلم أن كل هذه التصرفات من فعل غيرته التى تلتهب بداخله، تنهد “شريف” بلطف ثم قال:-
-تحب أحجزلك فى فندق ما هو مش معقول هتنام هنا
هز رأسه بلا وقال بلهجة واهنة وصوت خافت:-
-أقعد يا شريف، معلش هأخرك على ولادك ومراتك
جلس “شريف” بأبتسامة على وجهه مرحبًا بهذه الجلسة لكن “جمال” كان صامتًا لا يتحدث بشيء وأكتفي بتنهيدة شقت طريقها من صدره مُعبأة بحيرته وصراعه النفسي والعقلي القائم بداخله فقال “شريف” بخفوت وقلق خافًا من رد فعل هذا الرجل:-
-مريم!!
فتح عينيه على مصراعيها بنظرة مُخيفة من ذكر أسمها فهو جلس هنا هاربًا من هذه الفتاة والآن يذكرها هو، تنحنح “شريف” بخوف منه ثم قال بلطف مُتابعًا الحديث:-
-أحم مريم من أمبارح من ساعة ما حبستها وهى رافضة تأكل أو تشرب وطلبت من حنان تشتغل فى القصر مع الخدم عشان تكسب فلوس من تعبها وقالت صراحةً أنها مش عايزة حاجة من حضرتك حتى لو لقمة أكل، حنان ونانسي حاولوا معها كثير لكنها مُصرة على رأيها وعنيدة بتشبهك فى عنادك
أعتدل “جمال” فى جلسته من كلمته الأخيرة بغيظ شديد لتنحنح “شريف” بحرج وقال:-
-أسف… أعمل أيه؟
-خليها تعمل اللى عايزاه يومين وهتقولك مش قادرة عشان مذاكرتها لكن مدام قررت تكون من الخدم انا مش عايز ألمحها قصادي، حتى فنجان القهوة متجبهوش واضح…
قالها بإخ..تناق شديد ثم هم بالرحيل ليستوقفه صوت “شريف” يقول:-
-مدام ولاء طلبت نحجز لها على أول طيارة للندن
وافق “جمال” على فعل ذلك لطالما والدته كانت تعيش فى الخارج ولا تأتي سوى زيارات قليلة، رحل من مكتبه وبدأ يتجول فى الشوارع بسيارته وحده وعقله لا يتوقف عن التفكير بها كأنها لعنة وسقطت عليه…..
___________________________
“قصــــر جمـــــال المصــــري”
تركت “مريم” غرفتها الملكية بالطابق العلوي وقررت أن تنزل مع الخدم فى غرفتها المخصصة فى السرداب لتكتشف جانب جديد فى القصر لم تكن تعرف عنه شيء، غرفتها صغيرة جدًا تكفي لسرير صغير ومكتب بجواره من اجل دراستها، أخبرتها “حنان” أن تعمل لمدة أربع ساعات يوميًا وستنجي ما يكفي لتناول طعامها حتى تستطيع الذهاب إلى مدرستها ودورسها وتهتم بدراستها، بدأت تعمل فى المطبخ مع الطباخ كمساعدة له شكليًا فالجميع يعرفون من هي وأنها هنا بسبب ها منه وليس أكثر لكن كونها هنا معهم لا يعنى نهائيًا بأنها سيدة القصر الصغيرة وإذا أصابها شيء أو ت يدها بالسكين أثناء عملها فى المطبخ سيهدم “جمال” القصر فوق رؤوسهم، أكتفي الطباخ بجعلها تغسل الخضراوات وتجهز له مستلزمات وجبة اليوم وكان يصنع لها طبق خصيصًا من الوجبة التى يُعدها إلى “جمال” فهى أميرة القصر…
ضحكت “مريم” بسعادة وهى تقف مع الطباخ ومساعديه ورؤيتها لصنع هذه الوجبات اللذيذة ليقول الطباخ:-
-تحبي تتدوقي؟
هزت رأسها بنعم إليه بحماس شديد بعد أن أبت هذه الرائحة أنفها وفتحت شهيتها لتتذوق ما قدمه لها برحب ثم رفعت أبهاميها بإعجاب وقالت:-
-رائعة جدًا … ممكن تعلميني
أومأ إليها بنعم لتدخل “حنان” بجدية ويتوقف الجميع عن الثرثرة وقالت بنبرة حادة:-
-مريم وقتك خلص أتفضلي
تأففت “مريم” بحزن شديد فأصبحت ساعات عملها القليلة تجلب لها السعادة داخل هذا القصر، خرجت من الغرفة وأتجهت إلى الأسفل فى السرداب وهى ترتدي ملابس الخدم وأخذت ملا ا وأدوات أستحمامها وأتجهت إلى دورة المياه العامة للخدم وأخذت حمام دافئ ثم خرجت لتسمع خادمتين يتحدثون عنه لتسترق السمع لهما:-
-بكرة عيد ميلاده ربنا يستر على اليوم دا
=أكثر يوم بحط أيدي على قلبي فيه
أقتربت “مريم” بفضول شديد من معرفة السبب لخوفهما الشديد من يوم عيد ميلاده ألا يجب أن يكون يوم سعيد، سألت بلطف:-
-ليه؟
ألتف الأثنين لها بصدمة ألجمتهم ونظروا إلى بعضهم بقلق من الحديث عنه أمام أحد أفراد العائلة وسكان القصر لكن جمعت أحدهن الشجاعة بعد أن نظرت حولها بخوف من أن تسمعهم “حنان” وتعاقبهما وقالت:-
-أصل اليوم دا بيفكروا باللى حصل قبل كدة لازم تخلي بالك من كل تصرف فى اليوم دا لأنه بيكون مراقب كل حاجة وأى غلطة حتى لو عطستي ممكن يطرد أو يعاقبك بطريقة مخيفة
-ليه؟
قالتها بفضول لمعرفة سبب هذا الخوف الذي رأته على وجه الخادمتين لتقول الأخرى وهى تأخذ صديقتها من يدها بخوف من البوح إلى “مريم”:-
-منعرفش خلى بالك من تصرفات بس لأنه بيكون مت ومش طايق نفسه…
هرب الأثنين من أمامها ليشتعل الفضول فى عقلها حتى أحرقه فتبسمت بخبث وذهبت إلى “نانسي” صديقتها المُفضلة ونشرة أخبارها فى القصر، دلفت إلى غرفتها ورأتها تستعد للنوم فقالت:-
-نانسي
ضحكت “نانسي” بسعادة وهى تعرف ماهية هذه النظر التى تعلو عينيها وبسمتها الخبيثة التى تنير شفتيها فمنذ أن نزلت للسرداب ولا ترى “نانسي” هذه النظرة إلا وكان وراءها سبب للفضول، فقالت بعفوية:-
-سمعتى أيه المرة دى
جلست “مريم” بحماس على الفراش أمام “نانسي” ثم قالت:-
-عيد ميلاده!!
تحولت ملامح “نانسي” العفوية إلى الخوف والقلق ثم قالت بحدة وحزم:-
-مين اللى أتكلم معاكي فيه
هزت رأسها بالنفي وأخبرتها أن الخدم جميعهم حذرين فى التعامل معها، تنهدت “نانسي” بقلق ثم قالت:-
-أبعدي عنه اليوم دا بالذات يا مريم وألا….
-ليه؟
سألتها “مريم” بفضول شديد فتأففت “نانسي” من فضولها وإصرارها على المعرفة وقالت:-
-هحكيلك اللى أتحكي ليا بس أوعي يا مريم
أومأت “مريم” لها بلطف وأنها ستلتزم الصمت بعد أو مررت يديها على فمها بمعنى أنها ستصمت نهائيًا لتبدأ “نانسي” فى الحديث قائلة:-
-لما جيت هنا كان بعد عيد ميلاده بيوم بدل كام خادمة طردها يوم عيد ميلاد ووقتها حذرون البقية، وحكولي أن يوم عيد ميلاده كان مسافر فى شغل ومراته أتصلت به قبلها بيوم…
أتسعت عيني “مريم” على مصراعيها بصدمة ألجمتها من هذه الكلمة وقالت بتلعثم تمكن منها وشل لسانها:-
-مراته، هو متجوز