منوعات

جمال الاسود ج 1

-لو على الجمال فهي جميلة جدًا يا عامر، لو واحد شهواني وبيفكر فى الستات بالجمال والج..سد فهي بلغت أقصي درجات الجمال ودا يخلي أي راجل يطمع بها لكن قد أبوها؟
-والجمال دا كفاية أن مختار يطمع بيها
قالها “عامر” بسخرية، نظرت “سلمي” إلى “عامر” وقالت بتوتر شديد قائلة:-

-متفكرش كتير فى الموضوع يا جمال، قرر هتديها ورث ولا لا ومشيها بعيد، متخلهاش جنبك ومعاك لوقت أطول، لأن هتتضطر تتحمل مسئوليتها ودا هيأخدك لمنعطف مع مريم أنت فى غني عنه، يمكن .. جايز تحبها ما أنت راجل زى بقية الرجالة وهى ست وحلوة وضعيفة وبتتساند عليك وصدقني دا لوحده كافي أنها تدخل لقلبك من غير ما تحس
رفع “جمال” عينيه بها بدهشة ألجمته وكأن تحذيرها كدلوًا من الثلج الذي لطم وجهه ليفيقه من شروده المُستمر بها، وقف غاضبًا يهرب من تحذيرها له وقال:-

-أنا ماشي
وصل “جمال” على قصره وصعد مباشرةً على الدرج للأعلى فسمع صوتها من الداخل تنادي على “سارة” ب قوية، طرق باب الغرفة بقلق ولم يأتيه جوابًا ففتح باب الغرفة وكانت فارغة وصوت “مريم” بالمرحاض، وقفت “مريم” بصعوبة على قدم واحدة وهى تتكأ على الحوض بيدها و”سارة” لا تجيب عليها، أتكأت على الحائط بصعوبة وبدأت تقفز على قدم واحدة رغم ألم ها مع القفز وفتحت الباب كى تخرج وتُمتمت بتذمر شديد:-
-دايمًا بتختفي وقت ما أعوزك يا سارة..
أبتلعت كلماتها بدهشة عندما رأت “جمال” يقف بجوار باب غرفتها، أتسعت عيني “جمال” على مصراعيها بأعجاب شديد وهو يراها تقف أمامه مٌرتدية روب الأستحمام يصل لأسفل ركبتيها مُغلق وشعرها المبللة مسدول على الجانبين وتتساقط منه حبيبات المياه، مُتشبثة بمقبض الباب حتى لا تسقط أرضًا، ألتف “جمال” مسرعًا يتحاشي النظر إليها بحرج ثم قال بتوتر شديد:-
-سمعتك بتنادي علي سارة، هخليهم يبعتولك خادمة تساعدك

أومأت إليه بحرج، فتح باب الغرفة لكى يخرج وبدأت تقفز مُجددًا فهى لا تقوى على الوقوف على قدم واحدة طويلًا ولم تتكأ على شيء فكادت أن تسقط لت ة خافتة لكنها دُهشت عندما رأته أمامها بسرعة البرق يمسك ذراعها بأحكام، رفعت نظرها إليه بأرتباك ليقول:-

-عايزة ايه؟
أجابته بتوتر وصوت دافيء قائلة:-
-هقعد مش قادرة أقف لحد ما الخادمة تيجي
شعر بقشعريرة شديدة من نبرتها الدافئة فسأعدها على السير إلى المقعد لها تجلس على أقرب مقعد لها، ترك يديها بحرج ثم قال:-
-هبعتها لك بسرعة ما تقلقيش
نظرت حولها بحيرة ثم أشارت إلى ريموت الشاشة الألكتروني وقالت:-
-معلش ممكن قبل ما تخرج تديني الريموت
أعطاها الريموت ثم وضع يديه فى جيبه بخجل شديد وأخرج منه هاتف بلون ذهبي من ماركة الأيفون وقدمه لها ببرود قائلًا:-
-اتفضلي
نظرت للهاتف بدهشة ثم رفعت رأسها للأعلي لتقابل عينيه التى تكاد ت ه خجلًا من فعلته وسألت “مريم” بسعادة:-
-دا عشاني
أومأ إليها بنعم فأخذته بسعادة لأول مرة يقدم لها أحد هدية وقالت:-
-أول مرة حد يديني هدية بعد مختار، جابلي حصان هدية عيد ميلادي وسارة هدية جوازي، شكرًا
غادر دون أن يجيب عليه ثم ألتف قبل أن يخرج من باب الغرفة وقال:-
-أنا سجلت رقمي لكن متتصليش غير لو كان حاجة مهمة ولما أتصل ترديه، جربي ما ترديش ومتلومنيش على اللى هعمله
أنصرف تمامًا قبل أن تُجيب عليه، تبسمت بسعادة وبدأت تتجول فى هاتفها وهى لا تفهم الكثير به لأول مرة تحمل هاتف فحتى مختار منعها من امتلك هاتف خوفًا من أن تخونه كما يفعل معها، فتحت الكاميرا وبدأت تلتقط الكثير من الصور لها

بسعادة وخانة الأتصالات لا تملك سوى رقمًا واحدًا تحت أسم “السيد” تبسمت كثيرًا وهى تتطلع بأسمه الذي سجل نفسه به، جاءت “سارة” من الخارج وكانت تغلق هاتفها بعد مكالمة طويلة أستغرقت الكثير من الوقت ودهشت لوجود هاتف فى يد “مريم” والأندهاش الأكبر أنه من “جمال”، ساعدتها فى تبديل ملا ا والصعود إلى الفراش بعد أن صففت شعر “مريم” وقالت:-
– أيه الفرحة دي كلها يا ست سارة؟ أول مرة أشوف الضحكة اللى من الودن للودن دي؟
تبسمت “مريم” وهى تحتضن الهاتف براحتي يديها أثناء النوم وقالت:-
-أيه رأيك تجيبلي هدية، عايزة هدية لأن الأحساس دا حلو أوى، إحساس أنك تعيش الحياة زى باقي الناس حلو، ممكن أعيش حياتي زيهم فعلًا
سألتها “سارة” بفضول شديد قائلة:-
-أزاى؟
تنهدت “مريم” بهدوء قائلة:-
-العيش كشخص طبيعي، عنده أصدقاء وبيجيله هدايا، نأكل الأكل مع عائلة وناس بنحبهم،
أمتي ممكن أعيش حياة زي دي يا سارة، أمتي الكل هيبطلوا يأذوني، تفتكري فعلًا هنقدر نعيش وننسي اللي فات، طب لو نسيت يا سارة ممكن جسمي ينسي الجروح اللى معلمة فيه، كل مرة أبص للمرايا بفتكر اللى أنا منستهوش، وبتسألني أنا ليه سعيدة ومبسوطة دلوقت؟ مبسوطة لأن أول مرة حد يعاملني بلطف كأني بني أدمة طبيعية
تنفس “جمال” بصعوبة وهو يستمع لحديثها عبر جهاز التنصص على هاتفها التى تحمله فى يدها، وتسأل ماذا تخفيه فى قلبه؟ أحقًا تملك ندوب بجسدها تبكيها دومًا؟ كيف لشخص يعيش لتسعة عشر عامًا دون أن يحصل على هدية من قبل، أخبرها ألا تثق بلطفه لكنها كالبلهاء وثقت بهذا القناع الذي يصطنعه امامها…

تابعت “مريم” بلطف وهى تأخذ يد “سارة” فى يدها وقالت بإمتنان:-
-أنتِ كنتِ أول هدية وتانية هدية كانت إيلا وفعلًا أنا بشكر مختار والقدر اللى جابكم ليا، أنتوا الأثنين غاليين على قلبي وكفيلين أنى أغفر لمختار أى حاجة عملها فيا
تبسمت “سارة” بلطف عليها وبدأت تمسح على رأس “مريم” بحنان فى حين أن “جمال” شعر ب شديد وهى تذكر أخاه لينزع السماعة من أذنه وألقي بها بعيدًا وكأنه شعر بال من براءتها التى تجعلها تغفر القسوة مقابلة هدية من رجل حتى وأن كان هذا الرجل هو زوجها السابق، أغمضت “مريم” عينيها وهى تملك الهاتف فى يد ويد “سارة” بيدها الآخرى وكأنها تخشي أن تخسر هداياها القليل، أنتظرت “سارة” حتى غاصت “مريم” فى نومها ثم سحبت يدها من يد “مريم” وتسللت خارج النافذة وبدلت الشريحة من هاتفها الخاص لترسل رقم هاتف “مريم” فى رسالة إلى رقم غير معروف لكنها تحفظه جيدًا وأخرجت الشريحة بعد أرسال الرسالة وأخفتها مرة أخرى وعادت إلى الغرفة…

خرج “جمال” من غرفته صباحًا مُرتديًا بدلة زرقاء وقميص أبيض ثم ترجل للأسفل وجلس يرتشف قهوته مع فطاره على السفرة ويستمع إلى جدول يومه من “شريف”، جاءت “حنان” إليه وقالت:-

-طلبتني يا مستر جمال

انت في الصفحة 11 من 28 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
144

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل