
على مسافةٍ ليست ببعيدةٍ عنهما..
قال لزوجته وهو يوزع نظراته بينهما:
_أنتي شايفة اللي أنا شايفه!
أجابته “إيمان” بإبتسامةٍ مشرقة:
_صدقتني أما قولتلك إن الأمل في البت اللي لسه لاقيها صدقة دي.
انتقلت نظراته تجاهها، ثم قال بإستهزاءٍ:
_أنا مقلق من أخوكي، ليكون البت دي مدياله حاجة كده ولا كده.
اتنقلت نظراتها المحتقنة تجاهه، ثم قالت بغضبٍ:
_أنا موافقة تديله حاجات بس يقرر يتجوز بقا ونخلص.
إرخي جسده على المقعد بإريحيةٍ:
_عندك حق، عايزين نخلص من العانس ده في أقرب وقت.
*******
بفيلا “قاسم خلدون”
ساعات متواصلة من البحث المتواصل، ولم يستطيع أحداً الوصول لشيء قد يفيدهم بمعرفةٍ مكانها، وكأنها إبرة رفيعة غرقت بكومة من القشٍ، تمرد غضب “قاسم” ليصيح برجاله بشراسةٍ:
_إقلبوا الدنيا لحد ما تلاقوها، حتى لو إضطريتوا تفتشوا بيت بيت، أنا عايزاهت واقفة قدامي هنا في أقرب وقت.
أومأ الرجل رأسه بخوفٍ:
_تحت أمرك يا باشا.
وأسرع للخارج ليتبعه رجاله للبحث عن العروس التي إنشقت الأرض وإبتلعتها، أما “قاسم” فجلس على البارٍ الصغير الموضوع بإحدى الزوايا، فإقترب منه عمه وهو يخبره بتوترٍ ملموس بنبرته:
_هترجع يا “قاسم”، هتروح فين يعني!
توقف عن إرتشاف المشروب، ثم إستدار بطرف عينيه تجاهه، ليشير له بغضبٍ:
_إدعي ربنا إنها ترجع ده لمصلحتك والا يا عمي متلومنيش في اللي هعمله فيك وفيها.
وتركه وجذب علبة السجائر الموضوعة على رخامٍ البار، ليتجه للأعلى تاركاً الأخير يلتقط نفسه بصعوبةٍ.