
الفصل الأول
#الفراشة_شيماء_سعيد
#أبو_الرجالة
بمنزل راقي به لمحة من التراث رغم بساطته بعروس البحر المتوسط، مكون من طابقين الأول به محلات والثاني خاص بصاحبة المنزل، به شقة كبيرة مكونة من خمس غرف ومطبخ كبير ومرحاض بحجم غرفة…
على أغنية أم كلثوم “أنت خلتني أعيش الحب واياك ألف حب” بدأت السيدة ثريا إعداد وجبة الإفطار في السادسة صباحا قبل موعد ذهابها للمدرسة، وضعت الطعام على المائدة وأردفت بنبرة مرتفعة بعض الشيء :
_ عطر يلا أدخلي صحي الهانم عايزين نفطر..
خرجت عطر من المرحاض وهي تربط رأسها بقطعة سميكة من القماش قائلة :
_ البرد تقيل عليا أوي ومش قادرة أفرهد نفسي مع الست هادية.
رفعت ثريا حاجبها ساخرة من أصغر بناتها، بارعة عطر بتمثيل المرض حتى تهرب به من مصائبها، رفعت سكينة الطعام الصغيرة مشيرة للأخري بالاقتراب قائلة :
_ والبرد ده جالك فجأة كدة، والا عشان باقي على فرحك أسبوع؟!..
بلعت عطر ريقها بتوتر من نظرات والدتها الثاقبة وفرت من أمها بسرعة البرق وهي تزيح عن رأسها قطعة القماش مردفة :
_ خمس دقايق وهنكون عندك يا ماما أنا ورايا كلية ولازم أفطر..
أجابتها ثريا بقوة وهي تجلس على أحد مقاعد السفرة مردفة :
_ طلعي من دماغك ابن أبو الدهب يا بنت بطني وارضي بنصيبك..
أغلقت عطر الباب خلفها بقوة، تبقى أسبوع واحد فقط على تنفيذ حكم الإعدام الذي حكمت به والدتها، رأت هادية مثل عادتها تقف أمام المرايا تتأمل بجمالها الساحر وتغازل نفسها بكل ما لذ وطاب، جزت عطر على أسنانها مردفة بغيظ :
_ أنتِ مالك باردة ومستفزة كده ليه، مش الأولى تقفي جانبي وتوقفي المهزلة اللي ماما عايزة تعملها دي..
تركت هادية الروج من بين أصابعها ودارت بوجهها لشقيقتها الصغرى مخرجة تنهيدة طويلة من أعماق صدرها قبل أن تقول :
_ هو أنتِ خليتي قدام ماما حلول تانية بعد عمايلك السودة، نوح أبو الدهب الكل عارف إنه مطلق مرتين ده غير إن أخوه مطلق أختك وأكبر منك وفوق كل ده جنابك مقفوشة معاه في السطح من أمك بدل المرة اتنين، احمدي ربنا إنها جات على قد جوازك من حسن واحدة غير ماما كانت غسلت عارها بايدها..
شهقت عطر مردفة :
_ عار إيه يا متخلفة أنتِ إحنا كنا بنتكلم مع بعض عادي، وبعدين أنا بحبه ومتأكدة من حبه ليا، اتقدم لأمك بدل المرة عشرة ومفيش فايدة..
ردت عليها هادية ساخرة :
_ مش كفاية اللي حصل في فيروز هتبقى أنتِ كمان متعلم عليكي من عيال أبو الدهب كدة كتير أنا رايحة أفطر..
تركتها بمفردها وخرجت لتلقي عطر بنفسها على الفراش بقلة حيلة، ظلت صامته لعدة ثواني قبل أن تسمع باب الشقة يفتح وتدلف فيروز بعد نهاية عملها فهي كانت تعمل بالمساء بأحد المشافي الخاصة..
دلفت إليها فيروز مردفة بابتسامة حنونة :
_ الصغنن قاعد حزين لوحده ومش بيفطر ليه؟!..
_ ماليش نفس مفيش حد في البيت ده كله حاسس بيا، حرام عليكم أنا مش عايزة أتجوز غير نوح..
جلست فيروز بجوارها على الفراش وحركت يدها على ظهر الأخرى بحنان قائلة :
_ أنتِ لسة صغيرة ومش فاهمة الدنيا يا عطر بس نصيحة مني ارضي بنصيبك، لو نوح ده بيحبك بجد زي ما بتقولي ومش بيلعب بيكي هيعمل المستحيل عشان تبقي على إسمه..
رفعت عطر عينيها لها بالكثير من الأمل مردفة :
_ تفتكري يا فيروز؟!..
_ أيوة طبعاً يلا نفطر بقى قبل ما ماما تقيم علينا الحد وربنا هيحلها من عنده..
_ يلا…
_______ شيماء سعيد _______<!–nextpage–>
على بعد مسافة صغيرة من منزل أم البنات نجد عمارة أخرى ولكنها أكثر فخامة، من الطراز الحديث بمساحة أربع شقق، ملفتة للأنظار بشكل غريب وأسفلها أكبر سلسلة محلات ذهب بمحافظة الإسكندرية..
بداخل المحل الرئيسي، رفع نوح أبو الدهب ساقيه على سطح مكتبه ثم وضع ساق على الآخر وهو يسمع لأحد رجاله الذي يقول :
_ كله زي ما أمرت يا باشا..
رسمت على ملامحه الوسيمة إبتسامة إجرامية وهو يسأله بنبرة صوته الخشنة بطبقة أكبر من باقي الرجال :
_ وعريس الغفلة أخباره إيه؟!..
رد عليه مرتضى بقوة :
_ لما نخلص اللي حضرتك عايزه هيتحاسب يا باشا، لا عاش ولا كان اللي يرفع عينه في حاجة تخصك..
أومأ إليه نوح برضا تام وقبل أن يرد عليه دلف كمال للمحل بهيبته ووقاره، من يراه يستحيل أن يعطي له عمره أبداً قادر على إيقاع أي أمرأة به من نظرة واحدة، أشار نوح لمرتضى بالانصراف ليختفي بنفس اللحظة، قام من مكانه باحترام لوالده ليجلس محله مردفا :
_ ناوي على إيه يا إبن كمال أنا مش مرتاح لك..
أبتسم نوح إبتسامة ماكرة قبل أن يقول :
_المثل بيقول إبن الوز عوام وأنا بصراحة يا وز مش ناوي أسيب حاجة نفسي فيها لحد مين ما كان..
ضحك كمال ضحكة رنانة مردفا بفخر :
_ صح يا واد طول عمري بقول عليك إبن أبوك، بس عايزك تلعبها صح وعلى الهادي..
غمز إليه نوح وهو يتجه لمحل آخر قائلا بذات المغزى :
_ متخافش يا كبير أنا عامل حساب اللي ليك كويس أوي، هاخد اللي يخصني من غير أضرار..
حرك كمال رأسه بمعنى لا فائدة، ثم أخذ نفس عميق وأخرج هاتفه من جاكيته وقام بإرسال رسالة صغيرة عبر تطبيق الواتساب :
_ عايزك بالليل الساعة 11 تكوني في الشقة…
______ شيماء سعيد ______
بمنطقة المعادي بشقة من الطراز الحديث استيقظ خاطر أبو الدهب، الإبن الأصغر والنسخة الحقيقية من والده، تلك العائلة يمكن أن نطلق عليها لقب أسوأ عائلة على وجه الأرض، نظر أمامه بضجر وهو يزيح كف زوجته السرية بعيداً عنه مردفا :
_ جرى إيه يا نوسة أنا بدأت أفصل منك، قولتلك تخفي من وشي لحد ما أصحى بمزاجي..
رفعت له حاجبها وهي تعود خطوة للخلف مبتعدة عن الفراش مردفة :
_ وأنا عملت إيه بس يا سي خاطر، ده نوح باشا برة..
أنتفض خاطر من فوق الفراش بالقليل من التوتر وسحب ملابسه من الدولاب وهو يشير إليها على باب الغرفة قائلا :
_ أطلعي أعملي لنا فطار وبعدها أياكي تخرج من الأوضة فاهمة..
أومأت إليه بابتسامة واسعة وخرجت، بعد دقيقة دلف لغرفة الصالون ليجد نوح ينام على الاريكة بكل أريحية وكأنه بمنزله، جلس خاطر على المقعد المقابل إليه ثم قال بسخرية :
_ معلش لو هقلق منامك يا باشا بس أنت هنا بتعمل إيه؟!..
تكاسل نوح عدة مرات ثم أعتدل بجلسته ورد علي أخيه ببرود :
_ قول للبنت المعفنة دي تشوف لها مكان تاني تقعد فيه الفترة الجاية، الشقة تلزمني..
رفع حاجبه بسخرية وسأله :
_ من أمتا ليك في الجواز اللي في السر، ده أنا ياما قولتلك تفرفش عن نفسك شوية بعد ما طلقت جوز المعيز اللي كانوا معاك..
رفع نوح رأسه بكبرياء وهو يضع ساقا على الآخر قائلا ببساطة :
_ لأ اطمن يا حبيب أخوك المرة دي من غير جواز خالص..
أنتفض خاطر بفزع، من المحتمل إن يكون ينقصهم هم ووالدهم الكثير والكثير من التربية والأخلاق ولكن لكل شيء خطوط حمراء، تحدث بأعين غير مصدقة :
_ لأ عندك يا نوح كله إلا الحرام مالناش فيه، عايز واحدة أتجوزها ولما تزهق قولها مع السلامة غير كدة لأ يا إبن الحاج كمال..
رد عليه نوح ساخرا :
_ يعني كدة هيبقى حلال وبعدين حاج إيه ده أبوك معملش باي باي للكعبة من بعيد..
_ يمكن احنا غلط بس غلط عن غلط يفرق..
قام نوح من على الأريكة بنفس اللحظة التي دلفت بها نوسة بالافطار ليأخذ قطعة من الجبن مجيبا قبل أن يذهب :
_ نفذ اللي بقولك عليه يا خاطر عايز على آخر الأسبوع الشقة تبقى فاضية..
_ آخر الأسبوع؟!.. يبقى الموضوع فيه عطر بنت ثريا، ناوي على ايه؟!..
ألقى عليه نظرة خبيثة وقال :
_ناوي أعمل فضيحة طالما الأصول مش جايبة نتيجة..
______ شيماء سعيد _______
مر الأسبوع سريعاً وأتى اليوم الموعود، حفل كتب كتاب عطر بأجواء عائلية بسيطة بين أهل الحي وبعدها من المفترض تذهب مع زوجها لعش الزوجية، ارتدت فستانا من الستان باللون الأبيض وخرجت بيد والدتها وخلفهما فيروز وهادية، أزالت دمعتها سريعاً قبل أن يراها أحد ولكن رأتها ثريا التي أردفت من بين أسنانها :
_ افردي بوزك ده أنتِ عروسة مش محكوم عليكي بالإعدام..
ابتسمت إبتسامة ساخرة على حديث والدتها التي تتحدث ببساطة وكأنها لم تحكم عليها بالإعدام بالفعل، أرتفعت دقات قلبها أكثر وأكثر مع كل خطوة تقترب بها من زوجها المستقبلي الذي يضحك بسعادة، ضغطت على كفيها وهي تجلس على الأريكة بجواره وتهمس لنفسها :
_ أنت فين يا نوح الحقني..<!–nextpage–>
تقريباً كان يسمعها ووصل بنفس اللحظة ومعه جيش من الرجال، اقتحم البيت بطريقة هجومية، صدم الجميع من هيئة إبن أبو دهب، يقف أمام الجميع عاري الصدر لا يرتدي غير بنطلون من الجينز، اقترب منها بخطوات واثقة وسحبها من بين يدي والدتها مشيراً للمأذون بالرحيل قائلا :
_ بالسلامة أنت يا شيخنا. معندناش حد للجواز..
فر الرجل سريعاً كأنه يهرب من المـ,ـوت وقفت أمامه ثريا بقوة مردفة :
_ مشيت المأذون ليه يا إبن أبو الدهب؟!.. عطر مش هتبقى على إسمك لو مسكت نجوم السما..
شهقت عطر برعب وهي تحمل مثل شوال البطاطس على ظهره ورجاله تمنع أي شخص من بالاقتراب، وصل بها لباب المنزل وهي تصرخ بكل قوتها ليضـ,ـربها على ظهرها مردفا :
_ بس يا بت كفاية صداع..
صرخت ثريا :
_ نزل البنت رايح بيها على فين..
_ طلبت الحلال قولتي لأ دلوقتي بنتك معايا وفي الحرام يا أبلة ثريا..
______ شيماء سعيد ______
أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ♥️
الفصل الثانى
#أبو_الرجالة
#الفراشة_شيماء_سعيد
بفيلا راقية خرج صوت ضحكات رجولية رنانة من غرفة المكتب الجالس بها الابن الأكبر لكمال أبو الدهب ” فريد” مع شقيقه ” خاطر”..للحق فريد وسيم جداً وجذاب بطريقة مدهشة، لديه شخصية رجولية مميزة تجعله مثل المغناطيس، ألقى القلم من يده وهو يضحك على ما فعله نوح، حرك خاطر رأسه بجنون قائلا :
_ أنت بتضحك على إيه يا جدع أنت، الواد أخد البت من نص فرحها ورفض يكتب عليها كمان وأنت وأبوك كأنكم جوا مسرحية ضحك بس..
توقف فريد عن الضحك وغمز لأخيه قائلا :
_ فخور بأخويا يا جدع ده عمل اللي محدش فينا قدر يعمله..
جز خاطر على أسنانه قبل أن يرد عليه بسخرية :
_ هو في زيك رسمت الحب واتجوزت وفي الآخر طلقتها واتجوزت غيرها ده أنت جبروت يا راجل..
أختفت إبتسامته من على وجهه ليعلم خاطر أنه تحدث عن أكثر ما يريد شقيقه الهروب منه، أخرج فريد تنهيدة طويلة، ذكرياته معها سارت أمام عينيه مثل شريط السينما، كل لحظة كانت بين أحضانه، كل لحظة ابتسمت له بها، وها هي لحظة النهاية أتت بذاكرته من جديد، طلقها لأنها تعوق مستقبله كطبيب..
تحدث خاطر بأسف :
_ فريد أنا مكنتش أقصد..
تنهد فريد وقال ببساطة :
_ لأ عادي، فيروز كانت كتير عليا ربنا يوفقها، قوم خلينا نتصرف في المصيبة اللي عملها أخوك العاقل..
_____ شيماء سعيد ______
ترك خاطر بالسيارة وصعد هو لغرفة نومه لكي يبدل ملابسه، رآها تجلس على الفراش بهدوء تنتظره، ألقى عليها نظرة ساخرة واتجه لغرفة الملابس، قامت من فوق الفراش وذهبت خلفه بخطوات سريعة وللمرة الثانية يتجاهل وجودها لتصرخ بعصبية :
_ اللي أنا سمعته ده صح؟!..
خرجت منه ضحكة عالية قبل أن يرد عليها وهو يختار بذلته :
_ بذمتك مش عيب لما تبقي هالة هانم صفوان ورامية ودنك معايا أنا وأخويا، ده عيب في حقك..
حبها له أكثر شيء قلل منها وأفقدها قيمتها، تعبت من غرام هي فقط من تدفع ثمنه وهو يشاهد ويأخذ، وضعت كفها على كفه برجاء :
_ بلاش تروح هناك يا فريد، تقدر تقابل إخواتك في أي مكان إلا هناك..
اقترب منهاورفع أحد أصابعه ليجذب خصلة كبيرة من خصلاتها السوداء هامسا :
_ بتعملي كل حاجة عشان تخليني أحبك وأنسى فيروز، بس ده مش هيحصل طول ما أنتِ نسخة منها حتى شعرك الأصفر اللي غيرتي لونه..
حركت رأسها مردفة برجاء :
_ أنا متقبلة تشوفني فيها بس تبعد عنها يا فريد أرجوك..
حملها فجأة لتتعلق برقبته وسندت رأسها على صدره مغلقة عينيها بخوف، أخذها بخطوات هادئة وخرج بها لغرفة النوم ثم وضعها على الفراش قائلا :
_ لو كانت تلزمني مكنتش أتجوزتك عليها، ولو كنت باقي عليها كنت خليتها على ذمتي حتى لو غصب عنها، أنا شبعت من فيروز يا هالة ريحي قلبك..
سألته بتردد :
_ وأنا هتشبع مني أمتا يا فريد؟!.
_ لما أوصل للمرحلة دي هتأخدي ورقتك يا روحي لا تقلقي..
تركها على الفراش وأخذ هاتفه المحمول ومفاتيحه الخاصة ثم ارتدى جاكيت البذلة ملقيا لها قبلة بالهواء، رن عليه خاطر بعد شعوره بالملل ليقول :
_ سلام يا روحي، نامي بقى لحد ما أرجع لك..
_____ شيماء سعيد _____
بمنزل بعيد عن الحي.. خاص بكمال أبو الدهب..
استيقظ بضجر على صوت جرس الباب، أخرج تنهيدة طويلة وهو يعلم المعركة التي تنتظره على باب المنزل، تناول كوب الماء الموضوع بجوار الفراش على دفعة واحدة وانحنى ليأخذ بنطلونه الملقى على أرضية الغرفة مردفا بمرح :
_ يااا على الصداع اللي هيحصل دلوقتي..
أخذ نفسا عميقا ليأخذ القليل من الطاقة قبل أن يفتح الباب، وكما توقع وجدها أمامه بطلتها القادرة دائماً على سحب أنفاسه من أعماق قلبه، من أول مرة دلفت بها الحي الخاص به وبيدها بناتها الثلاثة وضعها برأسه وقرر الحصول عليها، وبالفعل حصل عليها إلا إنها مازالت فرسة لا تقبل الترويض..
دفعته من صدره ليعود للخلف عدة خطوات، رفع يده باستسلام مردفا :
_ اهدي ونتفاهم قلة الأدب مش هتجيب نتيجة خالص..
هذا كثير جداً عليها ألا يكفي ما فعله هو معها؟!.. أغلقت الباب بقوة قبل أن تجذبه من قميصه مردفة بشراسة :
_ بنتي فين يا كمال بدل ما أخرج بروحك وروح عيالك في أيدي..
وضع يديه فوق يديها ورد عليها ببساطة حرقت أعصابها :
_ يا واد يا قادر أنت بدوب في شخصيتك القوية دي يا ثريا..
جزت على أسنانها من الغيظ، كل ما تتمناه أن يرحمها الله ويأخذ كمال أو يأخذها هي، أبتعدت عنه بنفور وهي تتحدث بصوت منهار :
_ بطل لعب بالكلام يا كمال، إبنك أخد البنت من الفرح، الله في سماه لو ما رجعت الليلة لابلغ عنك وعنه..
غمز إليها بمكر مردفا :
_ إخص عليكي بجد يا ثريا يهون عليكي جوزك برضو، ده إحنا حتى إمبارح كانت ليلتنا زي الفل..
ثريا شخصية قوية جداً ولم يقدر عليها رجل أو امرأة إلا هذا المغرور، دارت حول نفسها بجنون ولم تجد أمامها حلول إلا الصريخ بكل قوتها، نظر إليها بذهول واقترب منها بسرعة واضعا يده على شفتيها مردفا :
_ بس الله يخرب بيتك هتعملي ليا فضيحة في نص الليل..
عضت على يده بقوة ليبتعد فقالت بقوة :
_ أنت لسة متعرفش أنا ممكن أعمل إيه، اللي يقرب من بناتي أنا أطلع بروحه في أيدي، عايزك تفضل فاكر إني اتجوزتك في السر غصب عني عشان بس البنات تفضل في أمان يا أبو الرجالة غير كدة لأ..
عاد ثلاث خطوات للخلف ليجد مقعد جلس عليه بكل أريحية قبل أن يرد عليها بنبرة باردة :
_ يا ما قولتلك الواد طالب الحلال قولتي لأ، الموضوع بصراحة خرج من أيدي يا ثريا كل اللي أقدر أعمله أصلي وادعي لها تطلع من تحت أيده سليمه أصله يا قلب أبوه من يوم ما طلق وهو محروم وأنتِ أقول فيكي إيه قلبك من حجر..
لا فائدة من رجل مثل هذا، حركت رأسها بنفس بروده قبل أن ترد عليه وهي تذهب من المنزل :
_ ابقى ادعي لابنك لأن مـ,ـوته هيبقى على أيدي، كله إلا بناتي يا أبن أبو الدهب..
رد عليها بقوة بثت الخوف بداخلها :
_ بنتك في أمان طول ما هي تحت أيد نوح، لما يديها لك اعرفي وقتها إنها نهايتها، وخدي بالك كله إلا ولادي يا ثريا.. مش حلوة في حقك لما بناتك تعرف إن أمهم متجوزة في السر..
_______ شيماء سعيد ______<!–nextpage–>
بمنزل خاطر الذي أخذ نوح عطر إليه…
أغلق باب المنزل عليها بإحكام قبل أن يخلع قميصه بهمجية بعده البنطلون ليبقى بشورت قصير، عادت للخلف برعب حتى وصلت للفراش لتصعد فوقه بجسد مرتجف، أشارت إليه بتحذير تمنعه من الاقتراب ليأخذ الحزام من بنطلونه ويلفه حول يده صارخا بغل :
_ بقى أنا يا بت أدخل ألقى ابن **** أيده في إيدك،و المأذون كان ناوي يكتبك له، أمال أنا إيه يا بت..
حركت رأسها بكل الاتجاهات تحاول البحث عن مخرج وبالنهاية نظرت إليه برجاء وقلة حيلة :
_ والله والله يا نوح من قلة حيلتي، أنا قولتلك بدل المرة ألف الحقني ومكنتش بتعمل حاجة..
ضـ,ـرب بالحزام على طرف الفراش لتنتفض أكثر، دقات قلبها ترتفع بشكل مريب تشعر أن روحها أوشكت على الخروج:
_ كنتي تيجي عندي وتسيبي الدنيا كلها مش تروحي تلبسي فستان فرح يا بت ثريا..
سقطت دموعها وأشارت إليه بيد مرتجفة :
_ أنا عايزة أمشي من هنا يا نوح..
نظراته الاجرامية أوصلت إليها رسالة واضحة، هي على باب نهايتها، جذبها بقوة لتسقط بين يديه، نيران تأكل أعماق قلبه جعلته يقول :
_ هتمشي بس لما أجيب منك حفيد لعيلة أبو الدهب..
لو على مـ,ـوتها لن يحدث ما يريده، أغلقت عينيها بانهيار تام وهي تشعر بشفتيه تقترب منها، لحظة والثانية وشعرت أنها ضعيفة، عاجزة أمامه، نظرت بطرف عينيها بجانب الفراش وسحبت الفازة وعندما لم تجد أمامها حلول أسقطتها فوق رأسه..
_____ شيماء سعيد _______
أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ♥️
الفصل الثالث
#الفراشة_شيماء_سعيد
#أبو_الرجالة
بمنزل ثريا..
ضمت فيروز هادية المنهارة بالبكاء، أخذت نفسا عميقا وأصابعها تسير بين خصلات شقيقتها وهي شاردة بعالم آخر، لعنة أولاد أبو الدهب أصابت عائلتها ولو وضعت اللوم على أحد ستكون هي المذنبة الأولى..
ذهب عقلها ببحر من الذكريات متذكرة ليلة طلاقها..
فلاش باااااك…
سقط جسدها المزين بفستان قصير من الستان الأسود على أرضية الغرفة بين الورود، فكان اليوم عيد زواجها الأول فعلت كل شي ليكن الأمر رائعا خالدا بالذاكرة وبالفعل سيظل خالدا، ألقى عليها جملة ظلت دقيقة كاملة تحاول فهمها :
_ أنتِ طالق..
شعور غريب لم تتخيل بأبشع كوابيسها أن تشعر به، جسدها ينتفض من البرودة رغم حرارة أغسطس من حولها، قلبها يضعف وقدرتها على التنفس تقل مع نغزة سامة بمنتصف صدرها، أطرافها بدأت تفقد شعورها بهم، أمر مرعب غير مفهوم، خرج صوتها مثل الغريق الذي يلفظ جملته الأخيرة :
_ ليه؟!..
كانت إجابته الأصعب، لو لم يحبها يوما وكان يلعب بها هل قلبه أيضا خالي من القليل من الرحمة؟!.. نبرته أهانتها :
_ تقبلي تبقي نمرة اتنين؟!..
حركت رأسها برفض لتلك الفكرة وهي غير واعية لما يحدث حولها ليقول بهدوء :
_ ولا أنا أقلبها عليكي يا فيروز أنتِ بالنسبة ليا أغلى من كدة بكتير، عايزك تنسى السنتين اللي فاتوا من حياتك وتبدأي من جديد، كل حقك هيوصل لك..
تركها وذهب أو ربما يكون فر من المواجهة، ظلت ثلاث ليالي بعد تلك الليلة تجلس كما هي دون طعام أو شراب تدلف للمرحاض وتعود بعدها بمحل جلوسها، على أمل عودته على أمل أن يضمها ويعتذر، فاقت عندما أتت إليها والدتها تأخذها مردفة :
_ أنتِ قاعدة هنا بتعملي إيه إبن أبو الدهب فرحه الليلة..
انتهى الفلاش باااااك..
_ تفتكري عطر هترجع يا فيروز..
خرجت من دوامة ذكرياتها على صوت هادية، تنهدت بتعب مردفة :
_ متخافيش عليها عطر بمية راجل وهترجع..
شهقت هادية بقهر :
_ هما ليه بيعملوا فينا كدة عشان إحنا غلابة من غير راجل الراجل ده وعياله شياطين..
فيروز :
_ نطمن على عطر وهنسيب إسكندرية كلها ليهم ونمشي..
صمتت هادية وهي بداخلها رغبة ترفض الهروب بتلك الطريقة، ترفض الهزيمة والخسارة من تلك العائلة، أغلقت عينيها تحسم قرارها بداخل اللعبة مع الإبن الأصغر ومن هنا ستبدأ حرب من نوع خاص..
_____ شيماء سعيد _____
بمحل وجود عطر ونوح، فزعت من سقوطه أمامها، أمسك برأسه وهو ينظر لها بذهول، كيف للعبته الرقيقة ان تخرج من تحت جناحه وتتجرأ عليه؟!.. اشتد عليه الألم ليغلق عينيه مردفا بتقطع قبل أن يقفد الوعي :
_ نصيحة مني تهربي قبل ما أفوق لك..
انهارت ببحر من الخوف منه وعليه، اقتربت منه بخطوات مترددة لتجلس بجواره على الأرض مردفة ببكاء :
_ نوح فوق أبوس أيدك كل ده من فازة أمال لو رشيت عليك مياة نار هيحصل إيه، فتح عينك أنا خايفة..
ارتخاء جسده أسفلها جعلها تنتفض، جذبت خصلاتها ولم تجد أمامها حلول، نطرت إليه بقلة حيلة قائلة :
_ قوم يا حبيبي أنا من غيرك أمـ,ـوت يا نوح..
ببريق من الأمل سحبت هاتفه الساقط بجواره لتحمله وتقوم بالاتصال على والدتها مردفة :
_ ماما أنا عطر..
قدرت ثريا أخيراً أخذ أنفاسها، ردت عليها بنبرة ملهوفة :
_ أنتِ فين يا قلب أمك قوليلي هكون عندك..
ارتفعت شهقاتها وهي تكتم دماء رأسه بكفها مردفة :
_ نوح بيمـ,ـوت يا ماما أنا ضـ,ـربته ومش عارفة أعمل إيه..
جاء إليها صوت والدتها القوي وهي تقول :.
_ سبيه واهربي..
حركت رأسها بذهول :
_ مستحيل أسيبه يمـ,ـوت..
أغلقت الخط وقامت بالاتصال على الإسعاف، رغم خوفها من السجن إلا أنه عندها أهم بكثير، ضمته لصدرها وقبلت رأسه عدة مرات هامسة :
_ متخافش يا حبيبي الإسعاف جاية، خليك معايا يا نوح أنا ريحة قلبك زي ما بتقولي على طول…
_____ شيماء سعيد ______
بالحي..
دلف فريد إلى محل والده لأول مرة منذ طلاقه لفيروز، وجد كمال يجلس بهدوء وبيده بعض الحسابات، ابتسم فريد على والده وقال بمرح :
_ ولا كأن في مصيبة بتحصل قاعد على المكتب برنس..
ترك كمال ما بيده وضحك مردفا :
_ أخيراً دخلت المكان هتفضل خايف من بنت ثريا لحد أمتا؟!..
جلس على المقعد المقابل للمكتب وقال :
_ عيب عليك يا كبير هو أنا وش خوف برضو، ها ناوي تعمل إيه في إبنك جلاب المصايب..
أجابه كمال وهو يرتشف فنجان القهوة بلذة :
_ الواد نفسه في البت وأمها دماغها جزمة، يبقى اللي مايجيش باللين ييجي بالشدة، نوح ملوش في الحرام البت هترجع سليمة يضمن وجودها معاه مش أكتر..
حرك فريد رأسه بمعنى لا فائدة، بعدها نظر بطرف عينه للشارع أمامه، وجدها تسير بخطوات سريعة وكأنها تركض خلف أحد، قام هو الآخر وذهب خلفها ليقول كمال بسخرية :
_ وقال عيب عليك يا كبير، الواد ده واخد قلب أمه مش زيي لأ..
بالخارج وقف فريد أمام فيروز يمنعها من تكملة طريقها، رفعت وجهها إليه ويا ليتها لم تفعل، سنوات حياتها وهي مخدوعة بحب أعمى قلبها عن الحقيقة، أرتفع صدرها وهي تحاول كتم أنفاسها، أما هو كان منبهرا من جمالها الذي يزيد كل يوم، مشتاق للمسة شفتيها، لتمرير يده على جسدها الناعم، ليكن صريحا كان يهرب من رؤيتها وها هو يقف أمامها متلهفا، حلت بعينه من جديد، يريدها ليطفئ تلك النيران التي أشتعلت بجسده، شهر واحد فقط بين أحضانها يرتاح قليلا ويأخذ أكبر قدر من الطاقة وبعدها يعود لحياته وزوجته..
سألها بنبرة حانية :
_ أخبارك إيه يا فيروز..
بداخلها غل لو خرج من قلبها لحرقته، ردت عليه ساخرة :
_ أحسن منك ومن عيلتك كلها..
معذورة لذلك تحدث بهدوء :
_ وحشتيني يا فيروز..<!–nextpage–>
طوال حياتها معه وهي بين يديه مثل قطعة البسكويت يفعل بها ما يشاء، لأول مرة يراها بتلك القوة و الكره، عنيفة هي ولكن كل هذا غير مهم يكفي أنه مستمتع :
_ وحشك قطر لما يلهفك أوعى من طريقي..
مسك كفها سريعاً يمنعها من الذهاب لتنظر إليه بحدة محاولة الإبتعاد عنه، زاد من ضغطه على كفها مردفا بوقاحة :
_ أحلويتي بقيتي شبه الكريم كراميل، وأنا بصراحة بضعف قصاد الحلويات..
_ بطل أسلوبك ده، الجو ده خلاص شبعت منه أبعد من طريقي بدل ما ألم عليك الناس كلها..
بالفعل ابتعد وغمز لها قبل أن يعود لداخل محل والده :
_ فوق الجمال كمان شراسة يا بت الموضوع بنا هيبقى محتاج المطافي… الواحد بدأ يتحمس..
______ شيماء سعيد _____
بغرفة هادية..
أغلقت على نفسها الباب بإحكام وهي تفكر وتفكر حتى جذبت هاتفها من فوق الفراش وبدأت في البحث عن صفحة خاطر الخاصة على الفيسبوك، وجدتها ومن هنا شعرت بالقليل من القلق قبل أن ترسل إليه طلب صداقة..
أغلقت بعدها الهاتف وألقت جسدها على الفراش، أولاد أبو الدهب لابد لهم من لعنة حب تصيبهم كما أصابت فيروز وعطر..
______ شيماء سعيد _____
بمنزل خاطر وصلت سيارة الإسعاف لتحمل نوح، تمسكت عطر بيده أكثر وقالت من بين شهقاتها :
_ عايزة أروح معاه أنا مستحيل أسيبه لوحده..
أومأ إليها الطبيب وسألها بهدوء :
_ هو حصل فيه إيه؟!..
أبتلعت ريقها بخوف، لو قالت الحقيقة ستؤخذ للسجن، أزالت دموعها بطرف أكمامها مردفة بنبرة مترددة :
_ الفازةوقعت على دماغه من غير ما يأخد باله..
نظر الطبيب لهيئتها بشك ورد :
_ طيب يلا..
مرت ساعتان على وجودها معه بقلب المشفى، تجلس على المقعد المقابل للفراش الخاص به تبكي دون حديث، لم تتخيل أن تفعل بحبيبها هذا ولكنها كانت مجبرة، نوح غيرته أعمت قلبه وكان سيصل بها للنهاية، رفعت كفها المترجف وبدأت تمر به على ذقنه بحنان، سقطت دمعة منها على كف يده مردفة :
_ حقك عليا، أو حقي عليك، بصراحة مش عارفة مين فينا اللي مفروض يعتذر من التاني يا نوح بس صدقني أنا مكنش عندي حلول تانية…
تقريبا سمعها، بدأ مفعول المخدر يذهب منه بالتدريج حتى وصل لأرض الواقع مرة أخرى، فتح عينيه ورآها بجواره باكية ليرفع يده ممرا أحد أصابعه على خدها الأحمر المتوهج من انفعالها، همس بتعب :
_ اشششش مش عايز أشوف دموعك انتِ عارفة هي غالية عليا ازاي..
أومأت إليه عدة مرات بابتسامة متلهفة :
_ عارفة عارفة يا حبيبي، سامحني يا نوح بس أنت وقتها وضعك مكنش طبيعي خالص..
ابتسم إليها قائلا بتعب :
_ كنت زي المجنون عايز بس أثبت لنفسي إنك ليا ومش هتكوني لحد تاني، لو حد المفروض يطلب السماح هيبقى أنا يا حبيبتي مش أنتِ..
عضت على شفتيها بخجل مع قوله لكلمة حبيبتي، نوح قادر على أخذ روحها من بين ضلوعها من مجرد كلمة صغيرة تخرج من فمه، تحبه وتعترف أنه نقطة ضعفها الوحيدة، أزالت دموعها سريعاً وقالت :
_ أنا مش زعلانة منك بس خوفت أوي يا نوح، أرجوك مش عايزة أشوف منك الوش ده تاني خليك دايما نوح حبيبي..
ضحك بمرح مردفا :
_ ده وش الغيرة يا قلبي مش عايزة تشوفيه اياكي تثيري غيرتي عليكي..
أومأت إليه بطاعة وقبل ان ترد دق باب الغرفة ليأذن نوح للطارق بالدخول، دلف أحد الضباط مردفا :
_ المستشفى بتقول إن اللي حصل لحضرتك بفعل فاعل، عايزين نفتح محضر لو حابب تتهم حد..
رد نوح بتعب :
_ الآنسة عطر هي اللي عملت كدة وأنا فعلاً عايز أفتح محضر لأني مش هسيب حقي..
_____ شيماء سعيد _____
أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ♥️
الفصل الرابع
#الفراشة_شيماء_سعيد
#أبو_الرجالة
بمحل أبو الدهب..
دلفت ثريا وهي لا ترى أمامها، أعصابها منهارة منذ إتصال عطر بها ومعرفتها بالقبض عليها، تلك الحمقاء لو كانت هربت مثلما قالت لها لفرت من براثن تلك العائلة، رآها كمال ليشير للعمال بالخروج وأغلق الباب خلفهم، عاد الي مقعده وأخذ رشفة من فنجان القهوة مردفا :
_ طول عمرك ماشية جنب الحيط ومش بتحبي الفضايح جاية لحد باب المحل كدة عادي ومش عاملة حساب للناس.؟!..
صرخت وهي تجذبه من فوق المقعد من مقدمة ملابسه :
_ عشان بناتي أنا أدخل جهنم يا إبن أبو الدهب، اخلص ويلا بينا على القسم..
رفع حاجبه متعجبا ومعجبا للذاذة تلك المرأة وكلما اقترب منها خطوة يود الغوص بداخلها أكثر وأكثر، وضع يده على يدها ثم وضعهما خلف ظهرها مردفا :
_ عيب في حقي لما ايدك تترفع على رقبتي في المحل، استني لما نروح عشان برستيجي..
رغم جبروته وبروده إلا أن دمعتها أمامه #، سقطت دمعة مقهورة من عينيها، ونظرت إليه برجاء واضح مردفة :
_ خلي عندك شوية رحمة يا كمال وانا عندي أستعداد أعمل لك أي حاجة بس يلا نروح القسم..
رفع أحد أصابعه وأزال دمعتها، لأول مرة سيقف أمام أحد من أبنائه ومن أجل من؟!.. ثريا.. تنهد بهدوء ثم ابتعد عنها قائلا بقوة :
_هخلي الواد يرجع البت يا ثريا ويتجوزوا قدام الحي كله من غير كلام كتير، أما موضوع القسم ده فأكيد أنا مش هروح معاكي أبلغ عن إبني ولا هسمحلك تعملي كدة..
يحلم، يستحيل أن تبقى معه بنفس المكان، تطمئن على ابنتها وبعدها ستأخذهم وتفر بعيدا، مسحت على وجهها قائلة بتعب :
_ أنا مش عايزة أبلغ عن ابنك يا كمال بس قليل الأصل بلغ عن البت وقال إنها فتحت دماغه، بنتي لو نامت ليلة واحدة في الحجز أنا عندي استعداد أفتح كرشه وكرشك أنت كمان، اللي زيك مكنش ينفع يخلف كان المفروض تتوئد أو ما اتولدت..
صدم من فعلة نوح ولكنه فهمها، ماكر ومكره هذا ورثه منه، ضحك بصوت عالي وهي تسبه دون أن تخشى موقفها، عاد خطوة للخلف مع رؤيته للغدر بداخل عينيها وأشار إليها محذرا :
_ اياكي تقربي مني أنا لحد دلوقتي مش عايز أستخدم معاكي العنف..
ردت بقوة :
_ لأ استخدمه..
عدل من موضع ملابسه ورد بكبرياء وهو يخرج من باب المحل :
_ نحل مشكلة البنت بدل ما تنام على البرش وبعدين نتصرف مع بعض..
____ شيماء سعيد ______<!–nextpage–>
بعد عشرة دقائق نزلت هادية من منزلها، ربما ما تفعله خطأ كبير ولكنها أخذت أول خطوة وانتهى الأمر، مرت بخطوات واثقة من أمام المحل الجالس به خاطر، ألقت عليه نظرة سريعة وابتسامة بها الكثير من الدلال..
أخذ الأخر نفسا متلذذا من رائحة عطرها وقام من مكانه ذاهبا خلفها، مرت من أمام العمارة الخاصة بعائلة أبو الدهب، حدقت بالمكان ساخرة يبدو على المنزل من الخارج كأنه قصر ومن الداخل مقبرة انتهت بها حياة فيروز وعطر..
سقط قلبها أسفل قدميها بفزع وهي تشعر بيد تجذها لداخل عمارة أبو الدهب، كتم خاطر صرختها بيده الأخرى ووضع جسدها بينه وبين الحائط أسفل السلم، حدقت به بفزع وعينيها تدور بالمكان تبحث عن مخرج لها، أما هو كان بعالم آخر أتلك الجميلة كانت أمام عينيه طوال السنوات الماضية وهو يبحث بالخارج، أحمق!! ربما كان أحمقا أما الآن فاهي بين يديه ولن يتركها، أقترب من أذنها لتدلف رائحة عطرها إليه تسكره، لا يصدق أن هذا العطر مجرد مسحوق للغسيل ممزوج برائحة جسدها الناعم، أخذ أكبر قدر من الرائحة هامسا بنعومة :
_ اهدي هشيل أيدي ونتكلم كلمتين وهتمشي مافيش داعي للصريخ والفضايح..
أومأت إليه عدة مرات وهي كل ما تريده الخلاص، سحب كفه لتأخذ نفسها المكتوم براحة، وضعت كفها على صدرها تحاول التحكم بتلك الدقات، لا تصدق أرسلت إليه طلب صداقة الأمس ورفضه اليوم يفعل هذا؟!..
اتسعت ابتسامته مردفا :
_ شاطرة كدة بقى نعرف نتكلم..
أبتلعت ريقها بتوتر وأشارت إليه بالابتعاد قائلة :
_ هو أحنا هنتكلم في إيه حضرتك ميصحش كدة لو سمحت ارجع خطوة لورا..
غمز إليها بمكر قائلا :
_ يا بت أطلعي من دول ده أنتِ عينك هتطلع عليا، وبعدين بدل ما نتكلم على الفيسبوك ما نختصر على بعض الطريق..
اللعنة، كيف لم تفكر بتلك النقطة فهو ابن أبو الدهب كتلة من الوقاحة مثل باقي العائلة الكريمة، رسمت على وجهها التعجب قائلة :
_ إيه اللي حضرتك بتقوله ده، طلب الصداقة ضغطت عليه بالغلط لما طلعت ليا في الاقتراحات، عن إذنك لازم أمشى..
وضع يده على ذراعيها يمنعها من الحركة قائلا بهمجية :
_ مهو كل حاجة حلوة أولها غلطة، هطلق الزفتة اللي على ذمتي ونعيش بقي يا جميل..
تحولت، سقط عن وجهها قناع البراءة، نظر إليها منبهرا بحركة يديها حول خصرها وعينيها التي تحول لونها، ردت عليه من بين أسنانها وقالت :
_ مالك فخور أوي إنك ناقص تربية كدة ليه؟!.. وسع من وشي..
ضحك بلذة، هذا ما كان ينقصه بكل علاقاته المرح، تلك الفتاة لذيذة وكأن ثريا وبناتها عصير كوكتيل ممتعة، وضع يده على يديها مردفا :
_ شكلك غيرانة، بس متخافيش هطلقها وبعدها هلزق فيكي لحد ما نجيب كمال الصغير..
تركها وذهب ، ذهب هو ولعنت نفسها على غبائها، ثواني معدودة وابتسمت بخبث مردفة :
_ طيب وماله ما ده اللي كنت برسم عليه من الأول وهو كتر خيره سهل عليا المشوار أوي، قال عايز كمال الصغير ومش لما كمال الكبير وعياله يتربوا الأول، على أيدي هقطع النسل المعفن ده…
____ شيماء سعيد ______
بقسم الشرطة دلفت ثريا لمكان ابنتها متلهفة لتجد نوح يجلس بالخارج وضعا ساق على الآخر يتابع ما يحدث مثل نشرة الأخبار، أقترب منه كمال مردفا بقلق :
_ إيه اللي عمل في دماغك كدة أنت كويس؟!..
رد نوح ساخرا :
_ كويس ايه بس يا أبو الرجالة البت عملت عليا، فخور بيها أوي تربية أيدي..
ردت عليه ثريا بهجوم :
_ بقى عامل نفسك بتحبها وأنت عايز تحبسها يا بحج..
نظر لوالده ثم لها قبل أن يقول بخبث :
_ ما تلم المدام يا حاج كمال بدل ما البنات يعرفوا ووقتها هيبقى شكلك وحش خالص يا مرات أبويا..
حديثه هزها من الداخل، عاجزة عن قول أي كلمة وهي تعلم جيدا إنه يفعلها، كيف ستقف أمام بناتها وتقول إنها زوجة سرية لكمال أبو الدهب، رمقها كمال بطرف عيناه ولأول مرة ينصرها مردفا بقوة :
_ وعشان هي مراتي فهي في حمايتي يا نوح أتكلم معاها بأدب، ويلا روح اتنازل عن التخلف ده أنت عارف عطر مش هتقدر تقعد هنا ساعة كمان..
أوما إليه الاخر بأحترام وهذا نارد ما يحدث، ثم نظر لثريا قائلا :
_ هنخرج كلنا من هنا بس بشرط صغير خالص..
ردت عليه بنفاذ صبر :
_ ما تخلص بقى أنا مش عارفة إيه اللي بيحصل لبنتي جوا..
_ المأذون على وصول نكتب الكتاب ونعيش مع بعض بالحب والا نجيب عيش وحلاوة؟!..
بعد أقل من ربع ساعة بغرفة الضابط صديق فريد جلس نوح وبالمقابل له كمال والمأذون بالمنتصف لتتم مراسم عقد القرآن بين نوح وعطر، اردف المأذون جملته الشهيرة ليقوم نوح من مكانه بسعادة يضمها إليه مردفا :
_ ألف مبروك يا مدام نوح أبو الدهب..
تفاجأ منها عندما أزاحت يده بعيدا عنها بنفور قبل أن تلقى عليه نظرة مبهمة وتذهب لتقف بجوار والدتها مردفة :
_ مش أنت عملت اللي في دماغك أنا هعمل اللي في دماغي يا أبن أبو الدهب، مش هروح معاك في حتة وخلي الورقة اللي معاك تنفعك..
_ ورقة مين يا بت ده أنا قتيل الدخلة أمشي معايا بالذوق..
لا تنكر خوفها من ملامح وجهه الا إنها وضعت يدها بيد ثريا لتشعر بالأمان والقوة مردفة :
_ مش ماشية..
نظر إليها بخبث قبل أن يأخذها من يد ثريا واضعا أياها فوق ظهره ونظر للضابط صديق شقيقه :
_ الا قولي يا غالي مفيش أوضة فاضية ندخل فيها ونخلي الدخلة ميري..
_ في طبعا.. هو أنا عندي أغلى منك يا نوح..
______ شيماء سعيد ____
أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ♥️
التفاعل مش حلو عايزين نتفاعل بقي عشان نكمل
الفصل الخامس
#الفراشة_شيماء_سعيد
#أبو_الرجالة
بعد شهر..
بالمشفى الخاصة بفريد..
كان يقف أمام شرفة مكتبه يتابعها وهي تخرج من الباص الخاص بالأطباء بملامح غاضبة، أخذت تعدل من موضع نظارتها الطبية أكثر من مرة بحركات متوترة، مازالت كما هي تهرب خلف نظارتها عند توترها وغضبها، ابتعد عن الشرفة وهو يضع يديه بداخل جيب بنطاله مردفا :
_ مكنتش عامل حساب الرجوع يا بنت ثريا بس أحلويتي في عنيا من جديد..
عاد ليجلس على مكتبه ثم رفع سماعة الهاتف الأرضي وقام بالاتصال على السكرتير مردفا :
_ في دكتورة إسمها فيروز حمدي مع الدكاترة الجديدة عايزها عندي حالا..
وضع السماعة محلها وبعدها سند ظهره على المقعد بكل أريحية، أغلق عينيه ودار بالمقعد ليعطي ظهره للباب وبدأ يعد واحد.. إثنان.. ثلاث.. ثلاثون.. دلفت هي بخطوات متوترة من مقابلة مديرها الجديد، خائفة من فشلها وهي أخيراً وجدت تلك الفرصة التي بحثت عنها سنوات، أغلقت باب المكتب الزجاجي خلفها واقتربت من المكتب بخطوات بطيئة، انتظرت أي رد فعل منه ولكن بلا فائدة، تنحنحت مردفة بنبرة منخفضة :<!–nextpage–>
_ أنا دكتورة فيروز يا دكتور، بيقولوا حضرتك طلبتني..
توقعت شكل رجل وصل لمركز مدير مشفى بتلك الفخامة بأن يكون قصير القامة، أصلع، لديه بطن كبيرة، ومن المؤكد يكون تخطي السبعين عاما، سقطت تخيلاتها من دوران المقعد وظهور فريد أبو الدهب أمام عينيها.
قابلها بابتسامة مشرقة، لولا خطورة ما يريده لقام الآن وأخذها بين أحضانه، أبتلعت ريقها بذهول مردفة وهي تشير إليه :
_ أنت بتعمل ايه هنا؟!..
أجابها وهو مفتون بجمالها، ليكون صريحا زوجته الحالية أجمل بكثير من فيروز ولكن فيروز ساحرة قادرة على جذبه إليها من نظرة عين :
_ ما أنا المدير هنا المستشفى دي بتاعتي..
صرخت به :
_ لما هي بتاعتك طلبت من دكتور صفوت ليه يجيب لك دكاترة ووافقت على طلب تعييني هنا في المستشفى؟!..
قام من على المقعد وذهب ليقف أمامها، أخذ خصلتها الموضوعة امام وجهها ووضعها خلف أذنها ثم سحب نظارتها بين أصابعه مردفا :
_ قولتلك ألف مرة مش بحب حاجة تحجز عينيك عني..
حاولت جذب النظارة وهي تقول بعصبية :
_ بطل بجاحة وهات النضارة وبعدين أنا سألت سؤال وعايزة عليه إجابة..
وضع النظارة في فتحة قميصه وأشار إليها بخبث :
_ اللي عايز حاجة يمد ايده ياخدها أنا معنديش مانع، اعملي زيي لما حسيت إنك وحشتيني جبت للمستشفى فريق طبي كامل عشان بس تبقى معايا عرفتي طلبتك من صفوت مخصوص ليه؟!..
تفاجأت من رده ورفعت عينيها إليه ثم قالت بذهول :
_ طلبتني عشان وحشتك؟!..
أومأ إليها ببساطة قبل أن يبتسم على ملامحها، يعلمها أكثر من نفسها ويعلم أن الفأر وقع بالمصيدة من جديد، وضع النظارة على وجهها بحنان قائلا :.
_ عايز أردك لعصمتي يا فيروز..
______ شيماء سعيد ______
بنفس التوقيت بداخل منزل كمال..
انتهت ثريا من ارتداء ملابسها ثم خرجت من الغرفة لتجده بداخل المطبخ يقوم بعمل فنجان من القهوة، ألقت عليه نظرة سريعة قبل أن تقول :
_ لازم أمشي دلوقتي الوقت أتأخر..
أخذ الفنجان وقام بوضعه على سفرة المطبخ مقتربا منها، أخذ نفسا عميقا وطبع قبلة هادئة على وجهها هامسا :
_ ماليش مزاج تمشي خليكي في حـ,ـضني النهاردة..
أزاحته بعيدا عنها، كل لحظة تقضيها معه بهذا المنزل تشعرها بالاختناق، إهانة بشعة تعيش بداخلها مع كل لحظة تمر عليها وهي بين أحضانه، بللت شفتيها بطرف لسانها ثم همست :
_ أنت عارف إنه مش هينفع يا كمال هقول للبنات كنت بايتة فين؟!..
زفر بضيق من تلك الحالة، هي ليست أول امرأة يتزوجها بتلك الطريقة ولكنها الوحيدة التي تزوجها رغما عنها، الوحيدة التي يرفض تركها رغم مرور أكثر من عامين على هذه الزيجة، عاد خطوة للخلف وضـ,ـرب الطاولة بكل قوته لتسقط أرضا بكل ما عليها مع فنجان قهوته صارخا :
_ بقولك ايه الطريقة دي مش نافعة لما أقولك عايزك يبقى عايزك ولازم تفضلي، تصرفاتك زي العيلة الصغيرة اللي بتهرب من الإبرة بكل الطرق في إيه يا ثريا؟!…
قوية ثرياولكن أمام هذا الرجل بنظرة واحدة من عينه يسقط قلبها أرضا، ضمت نفسها بخوف قبل أن تعود للخلف عدة خطوات، لاحظها هو ليجذبها سريعا بين يديه حتى لا تفر مثل العادة مردفا بغضب :
_ اياكي تتحركي من مكانك وأنا بتكلم معاكي، بتهربي ليه يا ثريا..
حركت رأسها بكل الاتجاهات حتى لا يرى دموعها إلا أن فات الأوان وانهارت باكية وهي تجيبه بنبرة متقطعة :
_ مش مش ب بهرب بس هقول للبنات أنا هنام فين طيب..
رق لها، رغم عشقه لملامحها البريئة ونبرتها المتوترة، يسعد جداً برؤية رجولته الطاغية عليها، امرأة مثل ثريا وقوفها أمامه بتلك الحالة انتصار عظيم له، ومع ذلك رق، رفض هزيمتها، رفع أحد أصابعه ليزيل دموعها مردفا بحنان :
_ هششش بلاش دموع مش بحب أشوفها، ولو على بناتك محلولة اطلعي مـ,ـؤتمر أسبوع في أي مكان أو المدرسة تطلع رحلة وهناك هنكون سوا اتفقنا؟!..
حركت رأسها بقلة حيلة قائلة :
_ اتفقنا ممكن أمشي دلوقتي؟!…
تركها وعاد لإعداد فنجان قهوة جديد قائلا :
_ مع السلامة يا بيبي..
_____ شيماء سعيد _____
بالشارع..
مرت عطر من أمام محل أبو الدهب وهي عائدة من كليتها، نظرت لنوح الجالس على مكتبه بطرف عينيها وأبتعدت عن المكان بخطوات سريعة، أخذت نفسها براحة بعدما ضمنت عدم رؤيته لها، عشقها لنوح أصبح مثل اللعنة لا تعلم كيف تعيش بداخلها أو كيف تخرج منها..
دلفت لمنزلها ورفعت حاجبها بدهشة من هدوء المكان، قالت بصوت مرتفع :
_ ماما يا عيال أنتوا روحتوا فين؟!.. الله معقولة لسة محدش رجع، بس البت هادية مفيش عندها خروجات النهاردة راحت فين؟!…
دق باب المنزل لتبتسم بسخرية مردفة :
_ يا ريت كنت جبت سيرة مليون جنيه أهي جات، استني يا عبيطة أنا جاية أهو..
ألقت شنطتها على الأريكة الموضوعة بجوار المطبخ وفتحت باب المنزل، تجمدت مكانها بخوف وهي ترى نوح يقف بطلة كانت تخطف قلبها والآن تشعرها باقتراب الخطر، جاءت لتغلق الباب ليضع هو ساقه بحركة سريعة ثم دفعها للداخل وأغلق الباب عليهما مردفا :
_ شهر كامل مش عارف أتلم عليكي وأنتِ حلالي، أعمل فيكي إيه؟!..
عادت للخلف مردفة بتوتر :
_ امشي من هنا لو سمحت يا نوح أنا مش حابة أتكلم كفاية اللي حصل لحد كدة، ماما قربت تيجي وأنا والله مش عايزة مشاكل زيادة..
ضربها بخفة على رأسها بيد وبالاخري سحبها من خصرها لتثبت أمامه مردفا بسخرية :
_ ماما مين يا بت ما تظبطي كدة، الحاجة مش فاضية وراها شغل مهم خلينا في حالنا احنا…
نظرت إليه نظرة حزينة، عيناها قادرة على ارسال العتاب إليه أسرع من لسانها، وجعها كثيرا بالفترة الماضية حتى لو فعل ذلك من أجلها، عضت على شفتيها قائلة :
_ وهو فين حالنا ده اتكتب كتابنا في قسم البوليس وكنت عايز تدخل عليا من غير فرح زي باقي البنات، أنا طلعت قليلة في نظرك أوي يا نوح..
رأي دمعتها وهذا ما يكره رؤيته وضع قبلة حنونة على شفتيها ثم قبل عينيها هامسا :
_ أنتِ ست الكل في نظري والبنت الوحيدة اللي جوا قلبي، عملت كدة عشان أمك مجنونة وكنت عايز أضمن وجودك معايا، هعملك فرح اسكندرية كلها هتتكلم عليه لسنين قدام بس أضمنك يا بت..
تاهت معه بسحر حديثه المعسول ونظراته الحانية، قدر بكلمات بسيطة اقناعها بوجهة نظره، وبالفعل أرسلت إليه ابتسامة لذيذة تعبر عن ميول قلبها ثم ردت :
_ ما أنا دلوقتي مراتك يا نوح عايز ضمان أكتر من كدة إيه؟!…
رفع وجهها إليه بطرف أحد أصابعه وعينيه مركزة على شفتيها المهلكة بالنسبة له، أجابها بخبث :
_ كل ده على الورق وأمك فى أي لحظة ممكن ترجع في كلامها، أنا عايزك يا عطر وأوعدك هعملك الفرح اللي نفسك فيه بس سيبي قلبك يحركك اللحظة دي..
أومأت إليه وهي مغيبة، زوجها حبيبها بين يديها وطلب القرب وهذا بالنسبة إليها بالدنيا وما فيها، ستعيش تلك اللحظة وكأنها الأخيرة بحياتها وبعد ذلك يحدث ما يحدث..
شهقت بخجل عندما حملها مردفا بابتسامة :
_ أوضة النوم بتاعتك فين؟!..
_ هي اللي هناك دي..<!–nextpage–>
أجابته وهي شبه مخدرة ثم سندت رأسها على صدره بعدها أشارت إليه على غرفتها مع أخواتها ليأخذها بكل صدر رحب للداخل ويده تمر على جسدها بطريقة مغرية ليلعب على الوتر الحساس لديها مغلقا الباب خلفهما بساقه.. وبداخله يعلن إنتصاره العظيم.
_____ شيماء سعيد _______
أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ♥️
التفاعل مهم جداً يا حبايب قلبي ♥️
الفصل السادس
#الفراشة_شيماء_سعيد
#أبو_الرجالة
وضعها على الفراش وكأنه يملك العالم، ها هو عطره المفضل بين يديه، أخذ نفسا عميقا وهو يدفن وجهه بعنقها ليأخذ أكبر قدر من عطرها، بدأ يرسم لوحته المميزة بشفتيه على عنقها الناعم ومقدمة صدرها، هو يرسم وهي غارقة ببحر الأحلام تائهة بين أحضان رجل خبير.
همس إليها بنبرة شغوفة :
_ أنتِ أحلى واحدة أنا شوفتها..
جملة ساحرة زادت من ثقتها بنفسها كأنثي، أغلقت عينيها دون رد قلبها يرفض الحديث يود فقط ما يحدث الآن، فتح باب الغرفة ودلفت ثريا بتعب أعصاب تبحث عن البنات لتقول لهن على الرحلة، تجمدت بمحلها من هول الموقف..
لم تفكر أو تعمل حساب لأحد أقتربت من نوح لتسحبه من فوق الفراش مردفة بغضب وجسدها بالكامل ينتفض :
_ أنت بتعمل ايه في البنت يا حيوان يا قليل الأصل؟!..
تفاجأ من دخولها هذا، لعنها بعقله هادمة اللذات، كان على قرب خطوة واحدة من الوصول حتى أتت إليه تلك الكارثة، أبعد يدها عنه قائلا بغضب وقح :
_ يلعن أبو كدة طلعتيلي منين أنتِ وبعدين إيه قلة الذوق دي شوفتي حاجة مش عاجبكي أقفلي الباب وأخرجي..
كانت حالة عطر لا تحسد عليها، جسدها انتفض مع رؤية والدتها، اتسعت عيناها من رد نوح والأسوأ عندما خفضت نظرها لترى جسدها شبه العاري، سحبت غطاء الفراش سريعاً لتختفي تحته أما ثريا قالت وهي على مشارف الجنون :
_ ده أنت قليل أصل وكمان بجح و ليك عين ترد عليا..
أجابها بضيق وهو يرتدي قميصه الملقى على الأرض :
_ مردش ليه هو أنا على رأسي بطحة والا تكوني ماسكة عليا زلة، دي مراتي على سنة الله ورسوله مش جايبها من الكباريه اللي على أول الشارع.
ألقت نظرة سريعة على ابنتها التي سقطت دموعها من شدة الخجل، لأول مرة تشعر أنها غير قادرة على رفع عينيها بعين والدتها، أنقذ نوح الموقف وهو يقول :
_ بقولك ايه يا ثريا الفرح يوم الجمعة الجاية استري علينا بقى بدل ما يتعمل وبنتك في السابع..
وجهت حديثها لعطر مردفة :
_ أنتِ موافقة على كلامه عايزة تتجوزي الواد ده بجد؟!..
حقا تود المـ,ـوت الآن أرسل إليها نوح نظرة نارية جعلتها تحرك رأسها عدة مرات قائلة :
_ أيوة يا ماما موافقة والله نوح طيب وابن حلال وأنا بحبه، عارفة ان حضرتك حكمتي عليه بسبب تجربة فيروز وفريد بس صدقيني نوح غير خالص..
ابتسمت إليها ثريا إبتسامة ساخرة، ابنتها من شدة حبها أصبحت عمياء لا ترى أن أبناء أبو الدهب جميعا مثل أبيهم، أشاحت بوجهها بعيدا عنها وقالت لنوح :
_ ماشي يا ابن كمال الفرح الجمعة الجاية، بس لحد اليوم ده ما ييجي مش عايزة أشوف وشك هنا..
خبيث ابن كمال ها هو وصل لما كان يريده، فهو خطط لكل هذا مع أبيه حتى تأتي ثريا بهذا الوقت وترى هذا المشهد، أومأ إليها قبل أن يلقي على عطر قبلة بالهواء مردفا وهو بطريقه للخارج :
_ وأنا موافق هصبر الأربع أيام دول يا ثريا..
ذهب وظلت هي مع والدتها، قالت ثريا بصوت قوي :
_ ارفعي وشك ليا وبطلي تهربي بعينك مني.
رفعت وجهها ويا ليتها لم تفعل، نظرة الخذلان بأعين ثريا قتـ,ـلتها لأول مرة تراها ضعيفة هشة بهذا الشكل فتحت فمها قائلة بتردد :
_ ماما أنا..
_ مش عايزة أسمع منك كلام، بس عايزاكي تعرفي إن عشان تعيشوا في أمان أنا دفعت التمن غالي وغالي أوي كمان، نفسك فيه وأهو أنا وافقت هتشوفي عيال أبو الدهب لما بياخدوا اللي هما عايزينه بيبقوا عاملين ازاي، يا خسارة يا عطر يا ألف خسارة كنت فاكرة إنك أذكي من كدة..
خرجت تحاول الفرار من أي حديث آخر وتركت الأخرى تائهة خائفة لا تعلم أهذا الحب سيأخذها إلى باب الجنة أم سيلقي بها بأعماق النار..
_____ شيماء سعيد ______
بمطعم فخم أخذت هادية تتفقد المكان حولها بنظرات متحمسة، أما خاطر الذي كان يجلس بالمقعد المقابل لها كان يتابعها هي، تعبيرات وجهها تجذبه وتشعره كم هي رقيقة لذيذة جذابة، وضع ساقا على الآخر وهو يعد نفسه بمتعة فائقة بالأيام المقبلة من تلك الصغيرة..
أتى النادل لتنتبه على حالها أخيراً مردفة بهدوء :
_ لأ شكراً مش عايزة حاجة يا ريت يا أستاذ خاطر تقول عايز إيه عشان معنديش وقت..
_ واحد قهوة سادة وواحد شاي بلبن.
ذهب النادل وعاد هو للنظر إليها بصمت لتقول بتعجب :
_ أنت عرفت منين اني بحب الشاي بلبن؟!.
رد عليها بابتسامة واثقة :
_ لما بحط حد في دماغي بعرف عنه كل حاجة حتى بيحلم بأيه وهو نايم..
زادها ثقة رغم غروره، هذا ما كانت تود الوصول اليه، تشغل تفكيره وتسيطر على وقته، ها هي أخذت أول خطوة في الوصول لقلب خاطر أبو الدهب، ابتسمت إليه إبتسامة ساحرة ثم سألته بدلال مقصود :
_ يعني أنا كدة قاعدة في عقلك ومربعة..
ضحك من قلبه بملامحها براءة هي بعيدة عنها كل البعد، سألها هو تلك المرة :
_ عايرة مني إيه يا بنت ثريا من غير لف ودوران وبلاش تقولي وقعتي في غرامي مش هصدقك..
ذكي وذكائه يصعب عليها المهمة، حركت كتفها بلا مبالاة بنفس اللحظة عاد النادل ومعه المطلوب، أخذت كوب الشاي بحليب وأخذت منه عدة رشفات مستمتعة ثم وضعته مكانه مردفة ببرود :
_ تقدر تقول بلعب، ليا مزاج آخد حق أخواتي.
تعجب من جرائتها وزاده حديثها فضول بالتقرب منها أكثر، أعتدل بجلسته وقال :
_ وهتأخدي حق أخواتك مني ازاي يا هادية؟!..
أجابت بثقة بها الكثير من الكبرياء :
_ هتقع في غرامي وتتمنى قربي كمان يا إبن أبو الدهب بس وقتها هتجوز غيرك وهتبقى نجوم السما أقرب لك مني..
جنون ما قالته ليس له أي تفسير غير أنه جنون، للمرة الثانية تقدر على إخراج ضحكة رنانة من أعماق قلبه، غمز إليها بمكر قائلا :
_ ثقتك في نفسك حلوة وبصراحة عندك إمكانيات تستحق الثقة، بس أنا كمان جامد وممكن بدل ما تبقي الصياد تبقي الفريسة..
تحولت ملامحها للغيظ من حديثه الوقح، تعلم نيته ومع ذلك ترفض الخروج من تلك اللعبة إلا بعد الفوز، أخذت نفسا عميقا وتحدثت وكأنه لم يقل شيئا :
_ مالكش دعوة أنا مستحيل أقع المهم تبقى واثق في نفسك وتقدر تلعب يا خاطر بيه..
_ وماله نلعب أهو على الأقل نبقى على العيلة كلها ومحدش يبقى أحسن من حد..
____ شيماء سعيد _____
بالمشفى..
ظلت بغرفة مكتبها تجلس على المقعد لأكثر من ساعة بعد دخول زوجته عليهما وقطع حديثها معه، إلى الآن لا تصدق أنه يريد العودة إليها بعد كل ما حدث لها بسببه، مشاعر كثيرة بداخلها والأقوى بهم هو شعورها بالخذلان، طلب العودة وبنفس اللحظة دلفت زوجته ليأخذها بين أحضانه مقبلا رأسها وكأنها غير موجودة بالمكان..
ظلت تائهة ولم تشعر بدخوله، أغلق الباب خلفه وجلس على الأريكة قائلا :
_معلش يا فيروز لما هالة وصلت مكملناش كلامنا..
هنا فاقت على نفسها، اعتدلت على المقعد وقامت بارتداء نظارتها الطبية مردفة بنبرة ساخرة :
_ يا سلام ولما أنت من الأول كدة خايف منها، أومال طالب ترجع ليا إزاي؟!..
بالحقيقة فريد أقل أولاد أبو الدهب وقاحة، لذلك شعر بالخجل من سؤالها والخجل الأكبر من إجابته، حمحم ثم قال بنبرة متحشرجة :
_ لأ ما هو هالة مش هتعرف ومفيش حد هيعرف بالرجوع ده..
ثواني مرت عليها بلا كلمة حتى تعبيرات وجهها غير مفهومة بالمرة، هل وصلت به الوقاحة لهنا هل هي رخيصة بنظره لتلك الدرجة، مع كل يوم يمر تندم على وقوعها بحب واحد مثله، خرجت منها الكلمات بخبية أمل كبيرة :
_ يااا ده أنا رخيصة في نظرك قوي، إزاي قدرت تضحك عليا وترسم الحب سنين وأنا زي الهبلة مصدقة، بس أقولك على حاجة رخص برخص بقى مادام نفسك فيا يبقى تدفع يا دكتور..
بالبداية توقع انهيارها، كان يستحمله لأنه يعلم كم هي رقيقة، قدرت بالفعل على ضربه بعرض الحائط صدم من ردها ومن طلبها، سألها بذهول مردفا :
_ يعني إيه أدفع مش فاهم؟!..<!–nextpage–>
تغيرت فيروز مئة وثمانون درجة، وضعت ساقا على الآخر بعدما خلعت نظارتها الطبية وقالت ببرود :
_ طول عمرك ذكي يا دكتور وبتفهم كل حاجة وهي طايرة، عايزة شقة باسمي وعيادة كمان، أظن دول مش كتير عليك ولا خسارة فيا أنت أكتر واحد عارف اني أستحق، مش هطلع كل مرة خسرانة وبصراحة بقى أنت واطي وقليل أصل وأنا لآزم أضمن حقي..
_ موافق أشتري..
_ وأنا موافقة أبيع..
_____ شيماء سعيد _______
أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ♥️
التفاعل مش محمس وأنا بدأت أزعل
الفصل السابع.
#الفراشة_شيماء_سعيد
#أبو_الرجالة
بيوم الجمعة..
بقاعة لطيفة بأحد أرقى الأماكن بمدينة الإسكندرية، نزلت عطر بيد كمال ليسلمها بنفسه لنوح، وقفت ثريا تتابع الأمر أمامها بدموع أغرقت وجهها، خطأ صغير أتى بعده ألف خطأ كبير، حبها من البداية لكمال جعلها تصل هي وبناتها لحافة الهاوية.
أزالت دموعها بكف مرتجف وعادت بالذكريات للخلف، لذلك اليوم الذي تزوجت به كبير عائلة أبو الدهب..
طلقها زوجها لسبب مجهول أو كما قال حتى يأتي بالصبي من أمرأة أخرى، تركها وحيدة مع ثلاث فتيات لتبقى هي الأم والأب، اليوم أنتهت عدتها وانتهى معها آخر خيط يربط بينها وبين أبو البنات..
أعدت نفسها للذهاب للمدرسة بالصباح الباكر، وقفت أمام المرايا تمشط خصلاتها السوداء، دق باب المنزل لتقول بتعجب :
_ خير يا رب مين اللي هييجي في وقت زي ده البنات خرجت…
تركت ما بيدها وبخطوات سريعة وصلت للباب فتحته لتجد أمامها كمال أبو الدهب، سمعته معروفة بالمكان بأنه عاشق للنساء ولتكون صادقة كان دائماً معها شخص محترم حتى بعد طلاقها كان مثل الأب لبناتها، أردفت بقلق :
_ صباح الخير يا كمال بيه خير في حاجة؟!..
رد بنبرة هادئة وهو يشير بعينه للداخل :
_ ينفع أدخل الكلام مش هينفع على الباب..
ابتسمت بتوتر ثم حمحمت قبل أن تقول :
_ على عيني طبعاً أدخلك وأعمل معاك الواجب بس أنا هنا لوحدي والبنات مشيوا..
أجابها بعدما أزاحها للداخل وترك الباب مفتوح، رأى الأريكة الكبيرة الموضوعة بالصالة ليجلس عليها وضعا ساقا على الآخر براحة مردفا :
: اللي جاي لك عشانه مينفعش البنات تسمعه عشان كدة جيت لما اتأكدت أنهم مشيوا، أما بالنسبة لموضوع أننا لوحدنا تقدري تسيبي باب البيت مفتوح..
تركت باب المنزل مفتوح وهي متعجبة من حديث، لا تعلم لما بدأ القلق ينهش بداخلها لهذا الحد وكأن كارثة في الطريق إليها، اقتربت منه وجلست على المقعد الذي على بعد مسافة مناسبة منه مردفة بتوتر :
_ خير يا كمال بيه في إيه؟!.. أنا بدأت أقلق بصراحة…
أخذ نفسا عميقا قبل أن يقول بابتسامة هادئة :
_ هو الموضوع فعلاً مقلق بس هيبقى خير لو عرفنا نوصل مع بعض لحل مناسب..
أومأت إليه بترقب تحثه على إكمال حديثه ليكمل هو بكل أريحية :
_ قبل طلاقك بست شهور حمدي أستلف مني خمسين ألف ولما جه وقت السد رفض يدفع الفلوس بس أدى ليا حاجة تانية مكانها..
شعرت بشيء غريب من طريقته بالحديث والعجيب كانت نظراته إليها، أومأت إليه بتوتر قائلة :
_ طيب أنا مالي بالموضوع ده؟! زي ما حضرتك شايف إحنا منفصلين من تلات شهور وأكتر..
زادت ابتسامته اتساع وهو يقول بثقة :
_ أنا عارف الكلام ده وعارف إن النهاردة أخر يوم في العدة..
تحدثت بنفاذ صبر :
_ طيب لما حضرتك عارف كل ده أنا مالي بمشاكلك معاه؟!..
أخرج هاتفه وفتحه قبل أن يقوم مقتربا منها ليقف خلف المقعد الذي تجلس عليه وقدم لها الهاتف وفتح لها فيديو قائلا :
_ الفيديو ده الحاجة اللي جوزك عارضها عليا قصاد الفلوس، وقالي بالحرف الواحد لو مراتي عاجبتك هنيمها ومش هتحس بأي حاجة هتحصل، دفعت له 100 ألف غير الخمسين مقابل إنه يطلق وينسي إنه شافك في حياته صدفة..
الصدمة شلت حركتها، عينيها مثبتة على الفيديو في حالة من اللاوعي، هل ما تراه حقيقي، هل زوجها صورها فيديوهات مثل تلك وهي بأوضاع خاصة بينهما فقط، سقطت دموعها بخوف، جسدها يرتجف ومعدتها تحثها على إخراج ما بها، شعور بالنفور والتقزز يكاد يأخذ روحها، أغلق كمال الهاتف مردفا بحنان :
_ أنتِ أغلى من إن دموعك تنزل على كلب زي ده، متخافيش مفيش مخلوق شاف الفيديو ده غيري..
رفعت عينيها الحمراء وهي تنظر إليه نظرة مشوشة من شدة البكاء مردفة بخوف :
_ أنت عايز مني إيه بالظبط؟!..
_ عايز أعيش معاكي اللي في الفيديو ده بالحلال يا ثريا..
انتهى الفلاش بااااك..
فاقت من بحر الذكريات الغارقة بداخله ومازالت تدفع ثمنه على تسليم كمال لابنتها لابنه نوح، خرجت منها آه محترقة وهي ترى عطر ترقص بين يديه مثل الفراشة تحلق هنا وهناك..
جاء كمال وجلس على المقعد المجاور لها مردفا :
_ الواد ده مش هيعمل شهر عسل لوحده هنسافر الليلة..
نظرت إليه بطرف عينيها مردفة بتعجب :
_ وهقول للبنات إيه مش اتفقنا نستنى على موضوع السفر ده شوية؟!..
_ لأ أنا راجل برجع في كلامي عادي، حضري نفسك هنسافر بعد ما الفرح ده يخلص..
على الصعيد الآخر بالمكان المخصص بالمرحاض خرجت هادية بعدما عدلت مكياجها لترى خاطر يقف على باب المرحاض، شهقت بفزع مردفة :
_ إيه اللي موقفك هنا أنت عايز الناس تقول علينا إيه؟!…
رد عليها وهو يحدق بها بنظرة غريبة لم تفهمها ثم أقترب خطوة لتعود هي للخلف حتى ضربت ظهرها بالباب خلفها، عضت على شفتيها بوجع ليقول بعبث :
_ مش فارق معايا الناس كل اللي فارق معايا إني بعيش تجربة جديدة وليا فيها مزاج جامد.
وضعت يدها على صدره حتى يبتعد ثم عدلت من وقفتها مردفة بغرور أنثى :
_ كدة أنت بتخسر من أول جولة وده مش صح..
ضحك قائلا :
_ الخسارة لو حبيتك لكن أنا عايزك والراجل بطبعه نفسه حلوة ممكن يأكل أي حاجة مادام بعدها هيشبع..
قدر ببراعة إخفاء الانتصار من على ملامحها وحل محله ضيق شديد، لتكون صادقة لقد ربح بالجولة الأول ولكن هذا لا يعني انتهاء الحرب، ردت ببرود :
_ ما المشكلة ان في أكلات مهما أكلت منها مستحيل تشبع فتقع في حبها وتبقى بالنسبة لك إدمان..
غمز إليها بمكر ثم قال :
_ طيب يا تسيبيني أدوق وأحكم بنفسي، يمكن أشبع ويطلع كلامك غلط..
ردت عليه بابتسامة ساحرة قبل أن تترك المكان وتذهب للحفل بالخارج :
_ الأكل الغالي مش ببلاش يا إبن أبو دهب لو جعان أوعى وعايز تسد جوعك بأي حاجة روح لبتاعت العرفي اللي كنت متجوزها..<!–nextpage–>
أختفت من أمامه ليضرب الحائط بيده، هذه الفتاة تقوده للجنون، عض على لسانه أسفل ضرسه هامسا :
_ وماله نأكل ببلاش لحد ما الغالي يرخص يا بنت ثريا..
______ شيماء سعيد _____
بالخارج كان يجلس فريد بجوار هالة، كانت تتابع الأجواء حولها بصمت، ها هي تشاهد زوجها وعينه مع غيرها، ظلت سنوات تحاول الهروب مفكرة كونها أخذته من زوجته واختفت به عن الأنظار حتى أتى أخيه الأحمق وتزوج شقيقتها، تنهدت بتعب وهو يقوم من جوارها مقبلا رأسها ثم قال قبل أن يذهب :
_ خليكي مكانك أنا هروح أقف من أصحابي شوية وبعدين أشوف نوح..
أومات إليه بصمت وهي تعلم تمام العلم أنه ذاهب لفيروز إلا أنها غصبت نفسها على الإبتسامة مردفة :
_ ماشي يا حبيبي خد راحتك أنا لو زهقت هروح أقعد مع مامي وبابي على الترابيزة بتاعتهم…
أبتعد بخطوات متلهفة لتقول بحزن على حالها :
_ كنت فاكرة انك ممكن تحبني حتى لو جوازنا كان بطريقة غلط، بس ماشي يا فريد ألعب براحتك وارجع لها كمان لو عايز بس المهم بالنسبة ليا إنك تفضل معايا وفي حـ,ـضني وبس..
بين الأشجار رأها تعبر من جواره بخطوات رشيقة بفستانها الأسود المصنوع من الستان، جذبها لتبقى بين يديه مردفا بعتاب :
_ وحشتيني يا فيروز، من يوم ما اتفقنا نبقى سوا وأنتِ بعيدة..
لمسته تلك تجعلها تود صفعه من أين أتى بتلك القوة حتى يكون على بعد خطوات من زوجته ويضمها بتلك الطريقة، وضعت يدها على ذراعيه قائلة بهدوء :
_ نزل إيدك دي مش من حقك تقرب مني بالشكل ده تحت أي ظرف، وبعدين إحترم نفسك مراتك عنيها لينا..
حرك رأسه بلا مبالاة مردفا:
_ مش فارق معايا غيرك، ركزي معايا يا فيروز هنتجوز أمتا؟!..
ابتسمت على لهفته تلك حتى لو تعلم غايته فيكفي رؤيتها له بتلك الحالة، رفعت يدها ومررت اياها على ذقنه هامسة :
_ طلباتي تتنفذ في نفس اليوم هكون لك..
لا يعلم لما هو حزين بهذا العرض، تمنى لو رفضت العودة إليه بتلك الطريقة، يتمنى لو يرى بها فيروز القديمة البريئة، نفض تلك الأفكار من رأسه مردفا :
_ بكرا الصبح هتبقى كل حاجة أنتِ عايزاها بأسمك بالليل تكوني أنتِ بأسمي يا فيروز..
رفعت حاجبها بتعجب قائلة :
_ بالبساطة دي هتعمل كل ده عشان نتجوز، مش خايف أحسن هالة هانم تعرف؟!..
قهقه بمرح مردفا :
_ طبعاً خايف وبترعش كمان، فوقي يا فيروز أنا فريد أبو الدهب..
أومأت إليه بهدوء :
_ تمام يا دكتور فريد نتقابل بكرا عشان كل واحد ينفذ الجزء الخاص بيه..
_____ شيماء سعيد ______
بغرفة النوم الخاصة بالعروسين، فتح نوح الباب لتدلف عطر بالكثير والكثير من التوتر، جلست على الفراش ليغلق هو الباب بلهفة قبل أن يتقدم منها بخطوات سريعة مردفا :
_ أهو ده اليوم اللي بستناه واللي بحلم بيه..
ابتسمت إليه بخجل وهي تكاد تجرح يديها من شدة الفرك بهما هامسة :
_ أنا عايزة أنام يا نوح..
رد عليها بهمجية :
_ نامت عليكي حيطة يا بت ثريا، إحنا عندنا الست مش بتنام إلا لما جوزها يمـ,ـوت..
شهقت بخوف ووقفت لتبقى أمامه واضعة يدها على صدره مرددة بلهفة :
_ بعد الشر عنك بلاش تقول كدة تاني..
لف يده حول خصرها بنعومة وهمس إليها بحنان :
_ لو سبتيني ونمتي أنا همـ,ـوت مقهور يرضيكي حبيبك يمـ,ـوت مقهور؟!..
رغم خوفها وارتجاف جسدها الواضح تحت يده الا أنها حركت رأسها برفض، ابتسم باتساع ابتسامة خبيثة منتصرة مثل الطفل الذي ظل يدور حول والده طوال الليل والنهار حتى أتى إليه بلعبة كان يرغبها، دفنت وجهها بعنقه لتخفي ما تشعر به، رفع وجهها إليه مقتربا منها ويده توجهت بنعومة على ظهرها محركا أصابعه على سحابة الفستان ليسقط بعدها أرضا وبعد سقوطه حملت ختم ملكية نوح أبو الدهب…
_____ شيماء سعيد _____
بمنزل ثريا.
بعدما تأكدت من نوم فيروز وهادية أخذت علبة صغيرة من حقيبتها ودلفت بها المرحاض، أغلقت الباب عليها بإحكام ونظرت للعلبة المغلقة بخوف مردفة :
_ آكيد اللي في بالي مش حقيقي يمكن وصلت لسن اليأس قبل معادي قبل الهموم لكن أكيد مش حامل..
بلعت ريقها وعقلها يحاول بقدر المستطاع تأخير تلك الخطوة، بكف مثلج مرتجف أخرجت أختبار الحمل لتأخذ نفسا عميقا تخفي به خوفها قبل أن تبدأ بعمل الاختبار..
انتهت وألقت بجسدها بجوار حوض الاستحمام والاختبار بجوارها ترفض النظر اليه مرت دقيقة في الثانية في العاشرة حتى أردفت بقلة حيلة :
_بصي عليه وخلصي نفسك يا ثريا مهما كانت الحقيقة مش هتعرفي تهربي منها..
بالفعل نظرت ويا ليتها لم تفعل، أتسعت عينيها ووضعت يدها على بطنها مرددة برعب :
_ حامل من كمال؟!…
_____ شيماء سعيد _____
أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ♥️
المواعيد بإذن الله يوم الأحد والأربعاء الساعة 9
الفصل الثامن
#الفراشة_شيماء_سعيد
#أبو_الرجالة
بصباح اليوم الثاني بسيارة كمال المتجهة لشرم الشيخ، طوال الطريق وهي صامتة شاردة تشاهد الشارع الخارجي بعيون بها الكثير من الحديث، أوقف كمال السيارة بأول أستراحة وسألها :
_ تحبي تأكلي إيه؟!..
لم تنتبه إليه، نظر إلى حالتها تلك بتعجب، لأول مرة تصمت حتى لو كانت غاضبة، حاول النظر لعينيها ليعلم ما بها إلا إنها هربت منه سريعا، رفع حاجبه ورفع يده لذقنها يحثها على النظر إليه قائلا :
_ ثريا حكايتك إيه بالظبط من الصبح مش سامع لك صوت؟!.
ماذا تقول وكيف تقول لا تعلم، نفت برأسها ثم أردفت بنبرة متحشرجة :
_ تعبانة النهاردة شوية مش أكتر، كنت عايز حاجة؟!…
شعور غريب دلف لقلبه من فكرة مرضها، مسح على خصلاتها بحنان ثم أردف :
_ طيب أنزلي كلي أي حاجة وبعدين هأخدك لأقرب دكتور يقابلنا..
طبيب؟!.. يستحيل أن تضع نفسها بموقف مثل هذا، هي إلى الآن بداخل حالة من الصدمة لا تعلم ما عليها فعله، كيف ستقول له والكارثة الأكبر كيف ستقول لبناتها، هل هي قادرة على قـ,ـتل روح أو قادرة على مواجهة الجميع به؟!.. بالحقيقة هي غير قادرة على فعل أي شيء.
حاولت التحلي بالقوة وقالت بهدوء :
_ مفيش داعي للدكتور يا كمال دول شوية برد مش أكتر، يلا ننزل نأكل هبقي كويسة بعد الأكل..
رغم أن العلاقة بينهما يطلق عليها إسم ” تيكويه” الا إنه يعلمها من كلمة، من رجفة كفها، أخذ نفسا عميقا قبل أن يقول :
_ أنا عارف إنك بتكذبي عليا يا ثريا بس هعمل نفسي مصدق يلا نأكل ولو تعبتي أكتر هنروح للدكتور حتى لو غصب عنك..
أومأت إليه بملامح باهتة وخرجت من السيارة، خرج هو الآخر ودلف بها لمطعم هادئ يطل على البحر، مع رائحة السمك الموجودة بالمكان أتى إليها شعور ملح من معدتها بالتقيؤ لتمسك بيده سريعاً قبل أن يجلس على المقعد مردفة :
_ أنا مش عايزة سمك يا كمال يلا بينا نروح أي مكان تاني، بس أنا نفسي في كشري إيه رأيك نجيب من على أي عربية..
صدم من رفضها لأكلتها المفضلة والصدمة الأكبر طلبها للكشري التي كانت تكره رائحته، رجل مثله وبخبرته تغلغل الشك بقلبه بقوة، قام من مكانه مردفا :
_ أنتِ شكلك تعبانة جامد ومعدتك مش مظبوطة الأفضل نروح أي صيدلية قريبة لحد ما نوصل ونروح للدكتور..
_ لأ لأ يا كمال مش عايزة حتي دي هتكون معاك بالاجبار أقولك على حاجة أنا مش أكلة أكل أنت خلينا نغور بقى..
كانت تتحدث بغضب وسرعة حاولت بقدر المستطاع السير بمبدأ ” خدوهم بالصوت”، رسمت على وجهه إبتسامة خالية من أي مشاعر قبل أن يجذبها من يدها ويخرج بها من المكان مردفا :
_ العصبية غلط عليكي، نأكل كشري وماله إحنا تحت أمر السلطانة ثريا..
______ شيماء سعيد ______
بمنزل نوح..
أستيقظت عطر من الصباح الباكر بابتسامة مشرقة، أعدت الفطار ووضعته على صينية متوسطة الحجم، دلفت للغرفة بخطوات بطيئة حتى لا تفعل أي صوت ييقظه من النوم، وضعت الطعام بجوار الفراش وذهبت لخزانة الملابس، حركت شفتيها بحيرة مردفة لنفسها :
_ وبعدين يا بت يا عطر عايزة أول ما يصحى من النوم يشوف قمر قدامه، أيوة هي دي تحفة وهو بيحب اللون ده..
قالت ذلك بعدما رأت منامة باللون الأزرق بنصف أكمام، جذبتها سريعاً ودلفت بها للمرحاض خرجت بعد عشر دقائق وهي بكامل أنوثتها من وجهة نظرها، أخذت نفسا عميقا تحاول التغلب به على خجلها وجلست بجواره على الفراش، أول ما وقعت عينيها عليه أخرجت قلوب وقلبها رفرف وكأنها تراه لأول مرة، مررت أحد أصابعها على ذقنه هامسة بنبرة رقيقة :
_ نوح، يلا يا حبيبي أصحى أنا عملت لك الفطار بنفسي..
رنين صوتها جعله يستيقظ بتلهف لينعم بأحضان تلك الجميلة، فتح عينيه لها بابتسامة رجولية قدرت مثل العادة على خطف روحها، ابتسمت هي الأخر إبتسامة خجولة ليقول بغزل :
_ يا صباح الطعامة.. هو في حلويات كدة يا ولاد؟!..<!–nextpage–>
دفنت وجهها بداخل عنقه هامسة :
_ بس بقى يا نوح أنت عارف إني شخصية خجولة..
رفع حاجبه إليها بسخرية واضحة قبل أن يقرص أنفها مردفا :
_ بصي بقى يا قلب نوح كنت زمان بعدي موضوع الكسوف ده عشان احنا على البر أما دلوقتي لازم تعرفي اللي يريح جوزك يا حبيبتي مش كدة؟!..
أومأت إليه ببعض الريبة ليكمل هو بابتسامة واسعة :
_ شطورة عايزك بقى من هنا ورايح أول ما أدخل البيت أحس إني في كبارية النجوم بكل فقراته وعروضه..
شهقت من المفاجأة ثم ابتعدت عنه بعدما ضربت بكفها الصغير على صدره العاري صارخة :
_ إيه اللي أنت بتقوله ده يا وقح إياك تفكر فيا بالطريقة دي..
جذبها وضمها لصدره وهو يضحك عليها بمرح قبل أن يرد عليها ببراءة :
_ يا بت أنا بقولك كدة عشان بحبك وعايز نبقى مبسوطين مع بعض، اوعك تسمعي كلام اللي يقول قلب الراجل معدته ده حمار أنا بقولك قلبي فين وعايزك تحافظي عليا..
عضت على شفتيها من شدة خجلها، ما قاله وما عاشته ليلة أمس كان بالنسبة إليها غريب رغم كونه لذيذ، شعرت برجفة ممتعة بظهرها مع حركة يده عليه، ابتلعت لعابها وقالت ببراءة تجعله يشعر بالانتصار :
_ يعني اللي أنت عايزه ده مش عيب ولا حرام؟!..
حرك رأسه نافيا ووضع قبلة حانية على عنقها، خبير وبيده قطعة من العجين، بيده هو فقط ستتشكل كما يرغب ويحب، ابتسم بحلاوة من كم المشاعر الذي يخوضها على يديها مردفا :
_ مفيش بين أي اتنين متجوزين حاجة حرام، ربنا خلقنا لبعض عشان نبقى لبعض كل حاجة، عايز كل ما أشوفك أحس إني عيني مليانة، أصلي بصراحة بتاع ستات ونفسي استكفي بيكي..
ردت عليه بخوف مردفة :
_ طيب أنا مش بعرف أعمل حاجة..
غمز إليها بمكر وهو يجذبها لتبقى أسفل جسده، ركز عينيه على شفتيها مردفا :
_ أنا هعلمك يا حياتي أنتِ بس سيبي ليا نفسك..
____ شيماء سعيد _____
بمنزل راقي دلفت فيروز خلف فريد، دارت بعينيها بالمكان وهي متحسرة على حالها، ها هي أخذت منه كل طلباتها، العيادة، منزل، مال، يا ليته يعلم انها كانت ترغبه هو، جلست على أقرب مقعد واضعة ساق فوق الآخر قبل أن تفتح هاتفها وتفعل به شيء معين ثم رفعت رأسها عندما سمعته يقول بهدوء :
_ نفذت البند بتاعي وكل حاجة نفسك فيها بقت بأسمك فاضل بقى البند بتاعك أنتِ..
تركت هاتفها على المقعد وقامت لتقف أمامه، ظلت صامتة لمدة خمس دقائق قبل أن تقول بتردد :
_ لما كنا بنحب بعض كنت بتضحك عليا يا فريد والا كان في جواك مشاعر ليا فعلاً؟!..
صدم من سؤال ليس له أي إجابة لديه وخصوصاً بالوقت الحالي، حاول أن يبقى هادئا كما هو وقال :
_ مش نقفل اللي فات أحسن يا فيروز؟!..
حركت رأسها برفض وهي تنظر بداخل عينيه بشكل مباشر، بداخلها شعور يرفض الإجابة على هذا السؤال مازال قلبها الأحمق مرتعب من سماع ما يقـ,ـتل أي حبل للوصال بينهما، بللت شفتيها بطرف لسانها لتعطي لها بعض الطراوة بعد شعورها بالجفاف قائلة :
_ هنقفل اللي فات وصدقني هو مش فارق معايا في حاجة أنا بس عايزة أقفله صح وأفهم كانت الدنيا بدور من حواليا إزاي وأنا زي العبيطة..
تنهد بتعب أعصاب قبل أن يقول :
_ أنا معرفش يعني إيه حب بس كنت عايزك وبالنسبة ليا هو ده الشعور بالحب إني أبقى نفسي في واحدة..
قطع آخر أمل لها بكل بساطة، أومأت إليه وهي تدور بعينيها بداخل المكان تحاول الهروب مردفة بسخرية من حالها :
_ ولما طلقتني واتجوزت هالة كنت شبعت مني وعايزها هي مش كدة؟!.. طيب دلوقتي بقي رجعت ليه؟!..
قبل أن يرد عليها بكلمة واحدة وضعت يدها أمام فمه تمنعه من قول أي كلمة تجعلها تنفر من قلبها الذي أحبه وجسدها الذي كان يلبى رغباته وقالت هي :
_ أقولك أنا أنت حالياً شوفتني فرجعت أحلو جوه عينك من جديد مش كدة فقولت تدلع نفسك يوم في السر وتخسر قرشين مفيش مشكلة، مش دي الحقيقة؟!..
دموعها آلمته ورغم ذلك طغى عليه الكبرياء، ما قالته حقيقة وهو لا يود الهروب منها، جلس على الاريكة مردفا بجدية :
_ وفيها إيه لما تبقى دي الحقيقة؟!.. طالما بالحلال يبقى إحنا مش بنعمل حاجة غلط اللي عايز يأخد حاجة من التاني ياخدها ونخلص..
يكفي، كرامتها سقطت أمام عينيها للمرة المليون، لعنت تلك الدمعة التي وقعت على وجهها لتظهر ضعفها أمامه، دق باب المنزل لتمسح دمعتها سريعا وهي تقول بابتسامة ساخرة :
_ روح افتح الباب ده أكيد المأذون خليني أنفذ البند الخاص بيا وأخلص بقى..
قام من مكانه بخطوات متلهفة على قربها وفتح باب المنزل صدم من وجود هالة أمامه وهي تقول بقهر :
_ أنت رجعت للبنت دي بجد يا فريد؟!..
_____ شيماء سعيد ______
أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ♥️
الفصل ده عشان أشوف متابعين الرواية والتفاعل عليها وبعد كدة اوعدكم بفصل كبير زي زمان ♥️
الفصل التاسع
#الفراشة_شيماء_سعيد
#أبو_الرجالة
وقف كمال أمام إحدى أكبر المستشفيات بشرم الشيخ، ثم هبط من السيارة وذهب بخطوات هادئة للباب الخاص بثريا وفتحه لها مردفا بابتسامة :
_ أنزلي على مهلك يا حياتي..
ابتلعت ريقها بخوف من طريقته المريبة بالنسبة لها وظلت مكانها ترفض أن تتحرك خطوة واحدة، حرك حاجبه إليها متعجبا من تعلقها بالمقعد وكأنه من أفراد العائلة قائلا :
_ في إيه ماسكة في الباب وكأنه إبن أختك كدة ليه أخلصي أنزلي يا ثريا..
حركت رأسها برفض وهي تقول :
_ أنزل أروح فين إحنا على باب مستشفى هو أنت عيان؟!..
نفذ صبره ليجذبها من كفها المتعلقة بالمقعد يحثها على القيام وهو يقول بنبرة ساخرة :
_ أيوة عيان صحتي من الجري وراكي بقت في الأرض تعالي بقى اطمني عليا بنفسك..
أغلقت عينيها وهي تنفذ طلبه وتضع ساقيها بأرض الشارع ليغلق باب السيارة وصار بجوارها، مع كل خطوة لهما بداخلها ترتفع دقات قلبها لدرجة أنها شعرت بضيق المكان من حولها، ضغط على كفها بحنان كأنه يبث بداخلها الأمان هامسا بجوار أذنها :
_ اهدي وخدي نفسك..
رفعت عينيها إليه ببراءة وكأنها طفلة صغيرة خائفة وتبحث عن حيلة للخروج من ورطتها قائلة بتردد :
_ أنا مخبية عليك حاجة يا كمال خلينا نمشي من هنا وبعدين هقولك كل حاجة بس نمشي من المكان ده أنا خايفة..
أخذ نفسا عميقا قبل أن يرفع كفها المرتجف إليه مقبلا اياه عدة قبلات هادئة حنونة قائلا :
_ هندخل نطمن عليكي وبعدين نتكلم براحتنا يا ثريا..
تلفت أعصابها من طريقته تلك لتبعد نفسها عنه صارخة بخوف :
_ مش عايزة أدخل جوا يا كمال مش عايزة، أنا معنديش حاجة عشان تتطمن عليا….
نفذ صبره من جنونها ليزيد الأمر جنون وهو يميل عليها قليلا حاملا جسدها بين ذراعيه وأكمل سيره بكل هدوء للداخل، صدمت من إصراره على الذهاب للطبيب لتقول بتعب أعصاب :
_ أنا حامل يا كمال..
ارتسمت إبتسامة سعيدة على وجهه دون أن يرد عليها، شعر بانتعاش غريب من فكرة ربطها به إلى الأبد، وصل بها لغرفة الكشف ودلف بلا إذن لتقوم الطبيبة من مقعدها مردفة بغضب :
_ أنت مين يا أستاذ أنت وازاي تدخل من غير إذن ازاي بتوع الأمن سمحوا لك بكدة؟؟.
وضع ثريا على الفراش وجلس هو على أقرب مقعد مردفا ببساطة :
_أنا كمال أبو الدهب أبو الدكتور فريد يا دكتورة..
أبتلعت الطبيبة ريقها لأنها تعلم أن فريد صاحب تلك المشفى من عدة اشهر، اقتربت من كمال ومدت كفها إليه مردفة :
_ أهلاً بحضرتك يا فندم كان لازم انفعل لأني مكنتش أعرف حضرتك مين والمستشفى هنا ماشية بالساعة…
أومأ إليها كمال بهدوء ثم أشار على ثريا قائلا :
_المدام حامل عايزين نتأكد ونطمن على صحتها..
مرت دقيقة كاملة وهو يتابع أقل تفصيلة تظهر على الشاشة بقلب يخفق وكأنه لأول مرة سيكون بها أب، انتهت الطبيبة ليقول بلهفة :
_ هااا حامل صح؟!.
تعجبت الطبيبة من طريقته ولكنها ردت عليه بابتسامة :
_ أيوة يا فندم حامل ألف مبروك..
تركت لهما بعض المساحة حتى تعدل ثريا ملابسها ليقترب إليها قبل أن تنزل فستانها ووضع يده على بطنها مردفا برجفة لذيذة :
_ هنا في إبني يا ثريا، بيكبر كل يوم جواكي..
أبعدت كفه عنها بقوة ثم قالت بملامح غاضبة :
_ عيل ايه اللي بيكبر، إبنك مش هيعيش جوايا أكتر من كدة يا كمال كفاية قلة أدب وقلة قيمة لحد كدة بقى..
_ اللحظة اللي هيمـ,ـوت فيها إبني في بطنك لازم تكون روحك طلعت غير كدة لأ..
_____ شيماء سعيد _____
بمنزل فريد ظل ثابتا كما هو يشاهد رد فعل هالة بكل هدوء، أخذت فيروز نفسا عميقا وهي ترى الأخرى تسقى من نفس الكأس الذي أسقته لها، نعم هي من قامت بالاتصال عليها وبعثت لها العنوان تشعر بفخر غريب من نفسها.
أسندت ظهرها على المقعد براحة لتدلف هالة عليهم وهي بحالة جنونية، حاولت الاقتراب منها كل ما توده الآن أن تأخذ روح تلك اللعينة التي أقتربت من زوجها، وقبل أن تضع يدها عليها كان فريد الأسرع وهو يبعدها عن فيروز مردفا بغضب :
_ بطلي جنان وارجعي ورا يا هالة مالك و مالها..
صرخت هالة بوجع وقهر :
_ مالها؟!.. أنت بجد بتسأل مالها دي سرقتك مني..
حرك رأسه بهدوء قبل أن يجذبها تجلس على الأريكة لتكون بعيدة عن فيروز قائلا :
_ هو أنا موبايل عشان تسرقني فوقي يا هالة لو هي وحشة عشان وافقت تتجوزني وإنتِ على ذمتي فأنتِ كنتي أبشع منها بكتير لما عملتي نفس الحاجة وخربتي بيتها..
اتسعت عينا فيروز من وقاحته ولم ترسم رد مثل هذا أبداً شعرت ببوادر الخطر تقترب منها لتقوم من مكانها مردفة ببعض التوتر :
_ طيب همشي أنا بقى حضرتك والمدام حلوا مشاكلكم مع بعض يا دكتور..
لو النظرة تقـ,ـتل لخرجت روحها بنفس اللحظة، أشار إليها بالجلوس قائلا :
_ اياكي تتحركي من مكانك لحد ما المأذون يوصل يا بنت ثريا..
صمتت وهي تعض على شفتيها بتوتر يبدو أن الخطة فشلت وهذا بحد ذاته كارثة، انتفضت على صرخة هالة وهي تقول :
_ أنت بتقول إيه أنا عملت منك باشا يبقي في الأخر دي نهايتي مش هسكت يا فريد البنت دي هتغور من هنا حالا وأنت هتروح معايا هتحاول تصالحني وأنا مع الوقت هسامح..
أطلقت فيروز ضحكة خرجت دون انتباه من حديث تلك الحمقاء، اقترب فريد من هالة مقبلا رأسها مردفا بحنان :
_ أنا مراعي حالتك يا حبيبتي عندك حق الموقف صعب خصوصاً لو مع ست بتحب جوزها بجنون، الأحسن دلوقتي إنك تروحي بيتنا وأول ما أخلص شهر عسل هرجع لك وهفضل أصالح فيكي زي ما أنتِ عايزة يا حياتي اتفقنا..
رفعت وجهها إليه ببراءة طفلة صغيرة وازالت دموعها بطرف أصابعها قائلة برجاء :
_ بجد يا فريد هترجع ليا وتعمل أي حاجة أنا عايزاها عشان أرضى عنك؟!..<!–nextpage–>
أومأ إليها وهو يقبل أنفها هامسا :
_ طبعا يا حياتي هو أنا عندي أغلى منك، تمشي بقى عشان الليلة متبوظش والا تزعلي حبيبك؟!..
حركت رأسها برفض وهي تقوم من مكانها بخطوات متعجلة ثم حملت حقيبتها قائلة وهي تخرج من المنزل :
_ كله إلا زعلك يا حبيبي ألف مبروك هستناك لما تحس إني وحشتك..
ذهبت أغلقت الباب خلفها لتظل فيروز لأكثر من ثلاث دقائق بلا كلمة واحدة، ما حدث أمامها ليس لديه أي وصف سوا إنه جنون، حاولت القيام هي الأخرى الا إنها شهقت برعب مع سحبه للمقعد الجالسة عليه لتبقى محاصرة بين يديه مردفا :
_ على فين يا قطة بقى عقلك الصغير ده قالك إنك ممكن تضحكي عليا لأ وكمان تاخدي فلوسي وتهربي، عيب يا روزا ده أنا اللي معلمك على أيدي الصياعة وكل الحركات دي حافظها..
ردت عليه بنبرة صوت مرتجفة :
_ فريد هي مراتك طبيعية والا أنت عامل لها سحر؟!..
قهقه بمرح قبل أن يقول بنظرات ماكرة :
_ سيبك منها وركزي في نفسك يا عروسة دي الليلة ليلتك..
ما هذا بالفعل ما هذا كل ما رسمت إليه سقط أمام عينيها ويبدو أنها على وشك إعلان أكبر خسارة، قبل أن تنطق بكلمة واحدة ابتعد عنها وذهب لفتح باب المنزل إليها قائلا :
_امشي يا فيروز.
_____ شيماء سعيد _____
بمكان عمل هادية خرجت من المكان لترى خاطر يقف بسيارته أمامها، أقتربت منه بخطوات سريعة وهي تخشي أن يراه أحد هنا، أشار إليها بابتسامةواسعة وهو يلقى إليها قبلة بالهواء، جزت على أسنانها بغيظ وقالت بعدما وصلت لمحل وقوفه :
_ أنت بتعمل إيه هنا؟!..
حرك كتفه ببساطة قائلا :
_ بصراحة وحشتيني يا بت ثريا مقدرتش أقعد في المحل دقيقتين زيادة وجيت لحد عندك فيها مشكلة دي..
أومأت اليه بسخرية :
_ أنت كلك على بعضك مشكلة يا أستاذ وبعدين هنا مكان أكل عيش مش كورنيش العشاق..
قهقه بمرح وهو يضربها على كتفها مردفا :
_ دمك عسل يا بت، وبعدين بقولك وحشتيني هو ده مش موضح لك حاجة مهمة..
حركت كفها مكان ضربته بألم حاولت اخفائه ثم قالت :
_ إيه هي الحاجة المهمة دي يا ترى؟!..
جذبها سريعا وفتح لها باب السيارة مشيراً لها بالجلوس قائلا :
_ أركبي وأنا هقولك إيه هي الحاجة المهمة..
صعدت بالسيارة ليجلس هو بمكان القيادة وتحرك بها بدأت تشعر بالملل أو لتكون صادقة بالخوف يكفي أنها بسيارة واحدة مع إبن أبو الذهب، ضمت يديها لبعضهما مردفة :
_ هو أحنا رايحين فين بالظبط يا خاطر..
ألقى عليها نظرة سريعة قبل أن يقول ببرود :
_ شوية وهنوصل وقتها هتعرفي أحنا رايحين فين بالظبط..
حديثه هذا جعل الأمر أكثر سوءا بالنسبة لها، لذلك قالت بنبرة عالية :
_ وقف العربية دي ونزلني مش عايزة أعرف حاجة ولا أروح معاك في حتة..
ظل كما هو يتابع الطريق أمامه ويبث بداخلها الخوف أكثر، أرتجف جسدها وهي تشعر إنها على وشك الدلوف معه بطريق مجهول الهوية، لعنت نفسها فجنونها هو من أدخلها بتلك الدائرة مع عائلة جميع أفرادها مختلين عقليا..
وقف بالسيارة أخيراً بمكان خالي من أي كائنات حية لتقول بخوف :
_ إيه المكان ده إحنا هنا ليه؟!..
_ أنزلي يا هادية..
____ شيماء سعيد _____
أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ♥️
كل ما التفاعل يكون عالي كل ما الفصول هتكون أسرع
الفصل العاشر.
#الفراشة_شيماء_سعيد
#أبو_الرجالة
بخطوات مترددة وساق مرتجفة هبطت هادية من السيارة، مد لها كفه نظرت إليه للحظة قبل أن يحرك رآسه بابتسامة جميلة يحثها على ضم يده وبالفعل مدت يدها ليده ليغلق أصابعه عليها بإحكام..
أخذها بخطوات ثابتة وفتح البوابة الحديدية ثم رفع وجهها بأحد أصابعه لتنظر للمكان حولها، شهقت بصدمة من كم الجمال الذي تراه، ورود بكل مكان باللون الأبيض وقلب كبير باللون الأحمر وبداخله إسمها مع كلمة أحبك باللون الأبيض..
مشهد رائع قدر على خطف روحها منها، نظرت إليه لتجده يجلس على ساقه وبيده محبس زواج، أرتفعت دقات قلبها أكثر وهي لا تفهم شيئا مردفة :
_ هو في ايه؟!..
جذب كفها بقوة ووضع خاتمه بأحد أصابعها ثم قام من مكانه ليقف أمامها مردفا :
_ في إن النهاردة أنتِ كسبتي التحدي وأنا خسرت..
رغم حلاوة الموقف أمامها إلا أن أنفها تشعر بالغدر يقترب منها، رفعت حاجبها بتعجب مردفة :
_بالبساطة والسرعة دي بتقول إنك خسران، مش شايف إنها حاجة مريبة يا إبن أبو الدهب ومتدخلش دماغ عيل صغير؟!..
أبتعد عنها خطوة قائلا :
_ يعني إيه الكلام العبيط ده؟!…
_ يعني عيب أنا مش عيلة صغيرة عشان أصدق الفيلم الهندي الحمضان اللي أنت عامله ده، ترسم إنك خسرت لحد ما أقع في حبك زي العبيطة وفي الآخر أبقى من ضمن حريم عيال أبو الدهب زي فيروز وعطر فيه ايه يا ياض ده أنا هادية..
صدم من قوتها والصدمة الأكبر كانت في فهمها للعبته، هذه الفتاة خصم قوي لا يستهان به على الإطلاق، عاد خطوة للخلف يستعيد بها قوته قبل أن يضع يده على كفها الموضوع به الخاتم مردفا ببرود :
_وماله، بس الخاتم ده لو أتقلع من إيدك هنزعل إحنا الاتنين.
نفضت يده بعيدا عنها مردفة بنبرة ساخرة :
_ ما تزعل والا تتفلق الموضوع مش فارق معايا، وبعدين بعد كدة لما تحب تثبتني ابقى هات نص كباب ونص كفتة مع حلة ورق عنب الكوارع وسيب الورد ده للعيال الفافي..
أطلق ضحكة عالية وغمز لها بوقاحة قائلا :
_ أحبك أنت يا عشوائي، ده أحنا هنعمل شغل زي الفل إن شاء الله..
أومأت إليه ونظرت للمكان حولها بانبهار لتدور حول نفسها بسعادة طفلة صغيرة ذهبت لرحلة ممتعة مع والدها، اقتربت منه وألقت عليه حقيبتها مردفة :
_ خد يا واد يا خاطر خلي دي معاك على ما أتصور بقى تعالى قولي هنا المكان الجامد ده أنت تعرفه منين..
حمل الحقيبة وأخذ منها الهاتف قائلا :
_ تعالي أصورك بنفسي، المكان ده بقى يا ستي بآخد عليه البنات قبل ما أضرب معاهم الورقة العرفي..
ضربت على صدرها قائلة :
_ يا ليلتك اللي مش فايتة أنت كنت ناوي تضرب معايا ورقة عرفي..
أجابها ببراءة :
_ أنا عن نفسي معنديش مشكلة لكن أنتِ وأمك عقارب هتقفوا ليا..
حركت رأسها بقلة حيلة إذا كان الأب كمال أبو الدهب فكيف ستكون الأبناء، السؤال المحير لماذا لم يأخذ أحد منهم جينات والدته رحمة الله عليها فكانت إمرأة حنونة محبة للجميع، انتهت من التصوير واقتربت منه لتأخذ هاتفها والحقيبة ليقول لها بهدوء :
_ نظرة عينك أول ما دخلنا المكان كانت مبسوطة كأنك كنتي هتصدقي وده خطر كبير عليكي يا هادية..
ما قاله حقيقة بالبداية كانت سعيدة، قلبها دق وصدرها طارت بها الفراشات، ولكن هذه هي الحياة أجمل ما بها الأحلام، حركت رأسها مردفة :
_ أي بنت أكيد هتبقى مبسوطة بحاجة زي دي بس لما يبقى أبن أبو الدهب اللي قدامها لازم تشم ريحة الغدر..
____شيماء سعيد _____
بالمساء..
على باب منزل ثريا وقفت أمامه وهي مذهولة، لغى الرحلة وأتى بها إلى هنا عنوة، حاولت التخلص من كف يده المحاصر لكفها منذ خروجهما من المشفى، رفع كفه ليضرب جرس الباب فقالت بنبرة لأول مرة تكن بهذا الضعف :
_ مش هنزله يا كمال بس أرجوك بلاش تقول لهم بالطريقة دي أديني وقتي وأنا هعرف البنات..
رفض بحركة من رأسه مردفا :
_ مش قادر أصدقك، أنتِ ست قادرة ملكيش ضمان..
حاولت منع نفسها من قول أي كلمة تخرجها عن السيطرة ولكنها أردفت بغضب :
_ أنت عارف اللي مصبرني عليك بناتي يا كمال اللي لو عرفوا مش هيبقى اللي أخاف منه أو أبقى عليه..
ألقى عليها نظرة سريعة قبل أن يضغط بأحد أصابعه على جرس الباب، ثانية والأخرى وهي تحاول الفرار من بين يديه إلا أن فيروز فتحت لهما الباب بكل أسف، رفعت حاجبها بتعجب من وجود الأثنين معا وقالت :
_ عمي كمال ومع ماما حصل ازاي ده؟!..
دفعها كمال بخفة للداخل وهو يقول بمرح نابع من سعادته بخبر حمل ثريا :
_ أهو حصل والسلام يا غالية وسعي خلينا ندخل..
أعطت لهما مساحة للدخول ليدلف هو لغرفة الصالون ومعه ثريا الخرساء بالمعنى الحرفي للكلمة، جلس على أحد المقاعد وقال :
_ روحي يا حبيبة عمو هاتي هادية من جوا وعطر جاية مع نوح في الطريق، شعرت فيروز للحظة بأن فريد كشف أمرها فخرجت سريعاً وهي مرتعبة تحدث نفسها :
_ هو ممكن فريد يعمل حركة زي دي؟!.. اه والله ده فاقد كل حاجة حلوة ويعمل أبو كدة، لأ لأ بس برضو مش هيقول إن واحدة علمت عليه ببساطة وأخدت فلوسه وخلعت.. صح كدة صح..<!–nextpage–>
قطع جنونها هادية التي خرجت من المطبخ وهي تحمل كوب من الشاي بلبن، أخذ أول رشفة لترى فيروز بحالة غريبة عجيبة اقتربت منها مردفة بسخرية :
_ عقلك خف والا ايه يا دكتورة ده أنتِ كنتي زينة البنات يا حبة عيني..
_ أسكتي سيبك من الندب عليا وتعالي معايا شوفي المصيبة اللي جوا..
أبتلعت هادية ريقها مردفة بقلق :
_ مصيبة إيه دي؟!..
_ كمال أبو الدهب جوا مع ماما في الصالون وعياله وعطر جايين في السكة شكل الموضوع مش سهل..
تركت هادية الكوب على الطاولة الموضوعة بالصالة بكف مرتجف، هل أتى لهنا بسبب فعلة خاطر معها بالصباح؟!.. أردفت برعب :
_ جايين ليه دول هو إحنا ناقصين مصايب تعالي نهرب..
نظرت إليها فيروز بشك قبل أن تقرصها من أذنها مردفة :
_ بقى ليا فترة شاكة فيكي يا بت أنتِ حكايتك إيه بالظبط ومخبية إيه؟؟
وضعت يدها محل أصابع شقيقتها وقالت بالقليل من الألم :
_ أه أيدك تقيلة يا غبية وبعدين هخبي إيه يعني تعالي نتنيل ندخل واللي مخبي حاجة هتبان..
أنهت جملتها وفرت من أمامها سريعاً لغرفة الصالون، دق جرس الباب للمرة الثانية لتذهب فيروز بخطوات بطيئة حتى فتحت لتجد فريد أمامها، قالت بتوتر :
_ فريد هو أنت جاي تعترف على اللي أنا عملته معاك؟!..
أومأ إليها بمكر قائلا :
_ أمال أنتِ فاكرة إن الضحك على ولاد الناس حاجة عادية لأ أنا ورايا أب يبلع الزلط…
كل مرة تراه بها تفكر أين كان عقلها عندما وقعت بغرامه لأول مرة، أبتلعت ريقها بتوتر وقالت بعيون بريئة بها نظرة رجاء واضحة :
_ هرد لك فلوسك بس بلاش فضايح يا فريد إحنا برضو كان في بنا عشرة حتى لو عشرة معفنة وأيام شبه ضميرك..
مال عليها وأخذ خصلة من خصلاتها ولفها حول أحد أصابعه مردفا بملامح حزينة أستطاع رسمها ببراعة :
_ بقى أنا عشرتي عشرة سودة يا بت ده أنتِ كنتي أول حـ,ـضن وأول قبلة أخدتيني بكر..
ردت عليه ساخرة :
_ كنت قطة مغمضة وفتحت على أيدي بطل كذب يا فريد وبلاش تدخل حد بنا..
أخذ نفسا عميقا وهو يتأمل ملامحها كم هو سعيد بجمعها معه بجملة واحدة اشتاق لكلمة ” بيننا” كم هي حلوة وهي معه بنفس الخانة، قرب خصلتها من أنفه آخذا أكبر قدر من رائحتها اللذيذة ثم همس :
_ تفتكري سبتك تمشي وأنتِ تحت أيدي ليه يا فيروز مع إن كان ممكن أتجوزك غصب وأنتِ جوا بيتي؟!..
للحظة ضعفت من تلك الحركة التي كان يفعلها بها كثيراً وكانت تغرق معه بسحره، أبتلعت لعابها هامسة بتوتر :
_ ليه؟!..
_ عشان عايزك بالرضا وعن طيب خاطر، عايز لما أبص جوا عينيك أشوف فيها نظرة الدوبان اللي أنا شايفها دلوقتي دي، عايزك بالحب يا فيروز..
ها هي فاقت من لعنة سحره، ابتعدت عنه بقوة لتشهق بألم من خصلتها الموضوعة بيده، تركها وعاد للخلف مرسوم على وجهه نظرة انتصار، عضت على شفتيها وقالت بسرعة قبل أن تذهب من أمامه :
_ عايزك تفضل تحلم باللحظة دي يا دكتور طول عمرك لحد ما في الأخر تمـ,ـوت مجنون فيروز زي مجنون ليلى..
______ شيماء سعيد ______
بسيارة نوح ظلت طوال الطريق صامتة تشاهده وهو يقود السيارة قفط، لأول مرة تخرج معه بعد زواجها منه، ألقى عليها نظرة سريعة ثم غمز إليها قائلا :
_ الحلو سرحان فيا ليه معجب؟!..
أومأت إليه بهيام وقلوب تخرج من عينيها قائلة :
_ مغرمة كمان والله مغرمة..
مع كل لحظة تمر بينهما يشعر بالانتشاء هذة الفتاة قادرة على أخذ تفكيره منه بكلمة واحدة منها، ألقى عليها قبلة سريعة وعيناه على الطريق :
_ يا أخي يسلملي المغرم..
خجلت من غزله اللطيف جداً بالنسبة لها، لم يمر إلا يوم واحد على زواجهما ولكنها تعيش معه عمرها من جديد بشكل أكثر متعة وحلاوة، سألته بتعجب :
_ ده مش طريق المطار مش المفروض عندنا معاد طيارة؟!..
أطلق ضحكة عالية متذكرا مكالمة والده له، يبدو أن الحاج كمال قرر الدخول لساحة الحروب وسيكون الأمر أكثر من مسلي بمراحل، رد عليها بنبرة مرحة :
_ هنروح نسلم على حماتي الغالية قبل ما نسافر أكيد عايزة تتطمن عليكي..
ابتسمت بسعادة قائلة :
_ حبيبي يا نوح قلبك عليا وعلى ماما بس أنا كلمت ماما الصبح..
_ لأ طبعاً لازم تشوفك بعنيها لتقول أكلت منك أيد والا رجل أمك شايفة عيال كمال عيال أبو لهب..
ضحكت من قلبها حتى وصلا على باب منزلها، قالت وهي تفتح باب السيارة :
_ كفاية عليك إني شايفك أحسن واحد في الدنيا.
حرك رأسه بتعجب وهمس لنفسه وهو يسير خلفها :
_صحيح مراية الحب عميا قال أحسن واحد في الدنيا قال ده أنا عيل زبالة وواطي..
وصلوا أخيراً لغرفة الصالون بعدما فتح لهما خاطر الذي وصل من دقائق، همست ثريا لكمال برجاء قائلة :
_ كمال بلاش الطريقة دي أرجوك أنا خايفة..
وضع كفه على كفها أمام الجميع بلا مبالاة، فكرة أن بداخلها قطعة منه تثير جنونه، غمز إليه فريد مردفا :
_ أكيد اللمة الحلوة دي فيها حاجة يا حاج قول التشويق أخد دماغنا إن في علاقة عاطفية بينك وبين الحاجة ثريا..
أجابه كمال بكل هدوء :
_ هي كدة فعلاً كبيرة ثريا فيروز وأنا كبيري فريد إبني عشان كدة أطلب ليا أيد ثريا..
نظر فريد لفيروز المذهولة من الصدمة قائلا بجدية :
_ طبعا سمعتي يا مدام فيروز كمال ابننا طالب أيد بنتكم المحترمة ثريا..
_____ شيماء سعيد ______
أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة