منوعات

بقلم مني سلامه ج 2

الحلقه 18

جلست “سمر” على الأريكة تضرب أزارا هاتفها فى عصبيه .. نهضت وهى تسير يميناً ويساراً فى عصبيه واضعه هاتفها فوق أذنها .. ثم تمتمت بحنق بعدما سمعت صوت محدثها :

– “باهر” ليه مبتردش عليا

أتاها صوته ناعساً وهو يقول :

– معلش يا روحى كنت نايم

قالت بضيق :

– نايم من امبارح الضهر .. أنا بكلمك بقالى يومين

قال معتذراً بهمس :

– معلش يا روحى لما أصحى هكلمك

قالت “سمر” بعصبية :

– طيب ضرورى تكلمنى لان فى أوراق وعقود وأنا مش عارفه أتصرف لوحدى وانت من امبارح مروحتش الشركة

– طيب يا روحى .. سلام

قالت “فيروز” والتى كانت واقفة خلفها تستمع الى المكالمة :

– خليكي كده لحد ما ياخد اللى وراكى واللى أدامك

التفتت اليها “سمر” بحده قائله :

– ملكيش دعوة لو سمحتى

قالت “فيروز” بحنق :

– فوقى بأه .. بلاش تبقى هبله .. هو فى واحده تآمن لراجل .. ده الخيانة فى دمهم .. مكنش لازم تعمليله توكيل .. خليه شريك معاكى فى الإدارة والغى التوكيل اللى عملتيهوله ده

قالت “سمر” بحيرة :

– بس لما طلبتى منى انك تديري الشركة بدالى .. قولتيلى انى لازم أعملك توكيل عشان تعرفى تشوفى الشغل فى الشركة .. طالما ينفع انى أشركك فى الادارة طلبتى منى توكيل ليه ؟

قالت “فيروز” بتوتر :

– عادى يعنى عشان أتصرف بحرية أكبر .. لكن مش تروحى تعملى للواد ده توكيل

قالت “سمر” بحده :

– مسموش الواد ده .. اسمه “باهر” .. خطيبى .. وخلال فترة صغيرة هيبقى جوزى

أطلقت “فيروز” ضحكة عالية ساخرة وهى تقول :

– جوزك .. انتى لسه عندك أمل انه يتجوزك

شبكت “سمر” ذراعيها أمام صدرها وهى تقول بحده :

– وليه بأه ميتجوزنيش

اختفت ابتسامة “فيروز” واقتربت منها قائله بجديه :

– اسمعيني كويس .. انتى عارفه كويس ان فى الفترة الأخيرة باباكى بدأ يخسر فى شغله .. وراس المال يقل .. “باهر” زمانه دلوقتى عرف وضع الشركة كويس .. وعرف انها مش هتستمر كتير .. مش هينوبك الا تمن بيعها مش أكتر .. لكن أرباح زى الأول انسى .. الشركة محتاجه شغل جبار عشان تقدر تقف على رجليها زى الأول .. و “باهر” مش بتاع شغل .. لما يعرف الوضع كويس .. هتلاقيه خلع .. ده ان مبعش الشركة بالتوكيل اللى حضرتك عملاهوله قبل ما يخلع

احتدت “سمر” بعنف قائله :

– اسكتى خالص .. انتى فاكرة كل الناس زيك .. أنا و “باهر” بنحب بعض .. فاهمه .. طبعاً انتى متعرفيش يعني ايه حب لانك انسانه مادية وكل اللى يهمك مصلحتك وبس

ضحكت “فيروز” عالياً وهى تقول :

– حب ! .. مممممم ماشى أما نشوف رد فعل حبيب القلب لما يعرف ان حضرتك على وشك الإفلاس .. ساعتها هنشوف الحب اللى بتتكلمى عنه

غادرت “فيروز” .. فجلست “سمر” فوق الأريكة واجمة .. مسحت وجهها بكفيها وقد بدأت كلام “فيروز” يشعرها بالقلق .. لكنها نفضت تلك الأفكار من رأسها وتمتمت بخفوت :

– لا “باهر” مش كده .. “باهر” مش ممكن يسيبنى

حاولت اقناع نفسها بتلك الكلمات .. لكنها وعلى الرغم منها لم تستطع ازالة القلق الذى انتشر فى قلبها انتشار النار فى الهشيم .. أخذت تتساءل .. اهى حقاً واثقة من حب “باهر” لها ؟ .. أحقاً واثقة أنه لن يتخلى عنها ؟ .. أحقاً واثقة أنه لن يخون ثقتها ؟ .. خفق قلبها بقوة .. لأن الإجابة .. أرعبتها !

 

****************************************

 

جلس أحد المساعدين أمام الرائد “عادل” وقال له :

– غريبة أوى القضية دى .. كل الناس حوليه بيكرهوه .. يعني ممكن يكون أى واحد من اللى كانوا فى السهرة .. او حتى من الخدم

قال “عادل” وهو يرجع ظهره الى الوراء وينقر بقلمه فوق أحد الملفات :

– لأ مش من الخدم .. ايه مصلحة حد من الخدم انه يحاول يقـ,ــ,ـتل “عدنان” .. القـ,ــ,ـتل مش بدافع السـ,ـرقة القتـ,ــ,ـل كان متعمد .. وقرايبه كلهم ليهم مصلحه فى قـ,ــ,ـتله عشان ميكتبش وصيته

سأله مساعده :

– بتشك فى حد معين يا فندم ؟

قال “عادل” شارداً :

– الوحيد اللى كان عارف ان فى جهزة انذار على السور هو “مهند”

– يعني بتشك فيه

قال “عادل” بثقه :

– بالعكس .. هو أقل واحد بتحوم حوليه الشكوك .. لأنه منع دخول الناس للمرسم .. وقفل المرسم عشان الأدلة والبصمات متضعش .. لو هو فعلاً اللى قـ,ــ,ـتل أو اللى أجر حد يقـ,ــ,ـتله .. هيبقى من مصلحته ان الأدلة تطمس

ثم قال :

– وكمان الباقيين دوافعهم أكبر من دوافع “مهند”

– يعني “مهند” خرجته من دائرة الشكوك

قال “عادل وهو يرفع حاجبيه بحزم :

– مفيش حد خارج دائرة الشكوك .. بس فى درجات

ثم انحنى بجسده فوق المكتب وقال بثقه :

– وأكبر واحد بتحوم حواليه الشكوك هو “حسنى” أخو “عدنان” .. الشهود بيقولوا انه كان بيتكلم فى التليفون وبطريقة مريبة .. وكمان فى حاجة “نهاد” قال انه اتصل بـ “عدنان” و “عدنان” مردش عليه .. عايزك تروح شركة الاتصالات اللى تبع خطين “حسنى” و “نهاد” وتجبلى سجل المكالمات من بداية اليوم اللى حصل فيه الجريمة

ثم قال بثقة :

– أكيد هنكتشف حاجة توصلنا لبداية الخيط

لكنه لم يكن يعلم وقتها أنه مخطئ فى ثقته .. فبعد يومين أتى المساعد بسجل المكالمات ليكتشف أن “نهاد” بالفعل أجرى مكالمة على هاتف “عدنان” و بسؤال “عدنان” قال :

– أنا قولت لحضرتك كان معايا مكالمة تانيه .. وكان “نهاد” على الويتينج .. بس كانت المكالمة مهمة فمقطعتهاش

أما سجل مكالمات “حسنى” فثبت أن الرقم الذى كان يهاتفه .. رقم دولى .. تحديداً .. من تركيــا ! .. وبسؤاله قال :

– دول ناس بينا وبينهم بيزنس وكنت مسافرلهم فترة .. وكنت بتكلم معاهم عشان تفاصيل الشغل مش أكتر

عادت الحيرة تحيط بـ “عادل” مرة أخرى .. تُرى من منهم القاتــل ؟! .. وكيف نفذ جريمته ؟! .. لا أثر يدل على اقتحام الفيلا أو حتى تسلقها فأجهزة الإنذار اختبرها بنفسه وهى حساسة للغاية .. أجهزة الإنذار ظلت تعمل بكفائه .. تم تفتيش الفيلا والحديقة والمرسم جيداً .. لم يدخل أو يخرج أحد .. والأهم .. سلاح الجريمة مختفى .. وكذلك البصمات لا أثر لها .. والأغرب .. كيف علم القاتل بوجود “عدنان” فى المرسم فى هذا الوقت تحديداً .. إلا إذا كان على صلة بأحد من أقرباء “عدنان” والذى أعطاه التعليمات بتنفيذ الجريمة .. لكن يبقى السؤال كما هو .. كيف دخل القاتل ؟! .. وكيف خرج ؟! .. ومن ساعده ؟! .. أم أن أحد أقرباء “عدنان” هو من نفذ الجريمة بيده ؟! .. لكن كيف ؟! .. ومتى ؟! .. وأين أخفى المسدس الذى نفذ به جريمته ؟!

انت في الصفحة 3 من 14 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل