
الحلقه 17
فى صباح اليوم التالى توجه “عدنان” الى قسم الشرطة وطلب مقابله الرائد” عادل” الذى نهض لإستقباله وهو ينظر اليه متفحصاً .. قال “عدنان” بقلق :
– أنا عايز أعرف انتوا قدرتوا توصلوا لحاجة ولا لأ
مسح “عادل” وجهه بكفيه ثم ضحك قائلاً :
– بالسرعة دى .. أكيد لسه
ثم تحدث بجدية قائلاً :
– بس اللى أكيد هو حاجتين
سأل “عدنان” بإهتمام :
– ايه هما
قال “عادل” وهو يعقد يديه فوق المكتب :
– أول حاجة اللى كان مقصود بالقتـ,ــ,ـل حضرتك مش الجناينى
اتسعت عينا “عدنان” بينما أكمل “عادل” قائلاً وهو يشير بأصابع يده :
– أولاً : اللى عايز يقـ,ــ,ـتل الجناينى يقتـ,ــ,ـله فى أى مكان فى الجنينة أو فى أوضته .. اشمعنى المرسم
ثانياً : لما مدام “لميس” اكتشفت الجثة قالت ان النور فى المرسم كان مطفى .. يعني اللى دخل يقـ,ــ,ـتل دخل وهو عارف ان الشخص اللى هيكون فى المرسم فى اللحظة دى هو حضرتك
ثالثاً : الجناينى ملوش أى عداوات مع أى حد .. لكن حضرتك فى خلاف قوى بينك وبين أفراد أسرتك على ميراث قديم
ظهر التفكير على “عدنان” والضيق فى عينيه وهو يقول :
– وايه الحاجة التانية اللى حضرتك متأكد منها
أرجع “عادل” ظهره الى الوراء وهو يقول بلامبالاة :
– ان القاتل نط من على السور ونفذ جريمته وهرب تانى
ابتسم “عدنان” بسخرية وقال بثقه :
– لا معلش يا باشا فاتتك دى
نظر اليه “عادل” بإستفهام فأكمل “عدنان” :
– السور كله متحاط بأجهزة انذار حساسة لأى حركة
عقد “عادل” جبينه فى تركيز وهو ينظر الى “عدنان” الذى قال :
– ومحدش أبداً يعرف ان فى أجهزة انذار على السور الا أنا و “مهند” .. حتى الحرس ميعرفوش
– “مهند” ابن أخوك ؟
– أيوة
حك “عادل” ذقنه بأصابعه وهو يحاول تجميع الخيوط ببعضها البعض .. ثم نظر الى “عدنان” هاتفاً بحنق :
– وليه ما قولتش الكلام ده امبارح .. عارف الكلام ده معناه ايه .. معناه ان القاتل شخص من جوه الفيلا .. شخص من اللى كانوا متجمعين فى السهرة امبارح
ضاقت عينا “عدنان” وصاح :
– يعني تقصد ان اللى قتـ,ــ,ـل الجانينى ده واحد من عيلتى أو من الخدم كان قاصد انه يقـ,ــ,ـتلنى أنا
أومأ “عادل” برأسه قائلاً :
– معنديش أى شك فى كده .. عايزك بأه بالراحة كدة وبهداوه تحكيلى تفاصيل الخلاف بينك وبين أفراد عيلتك .. نفر نفر
****************************************
دخلت انعام غرفة الطعام لتجد “مهند” جالساً بمفردة يحتسى فنجاناً من الشاى .. فحيته قائلاً :
– صباح الخير يا “مهند”
التفت اليها قائلاً :
– صباح النور يا عمتو
جلست “انعام” وهى تقول بأسى :
– معرفتش أنام طول الليل .. يا عيني صعبان عليا الراجل اللى كات ده
بدا “مهند” شارداً ممعناً فى التفكير .. فقالت “انعام” :
– أكيد المجرم نط من على السور وموته .. بس نفسى افهم ليه موته .. الراجل كان فى حاله ومبيضايقش حد
نظر “مهند” اليها بعزم قائلاً :
– لأ مستحيل يكون القاتل نط من على السور يا عمتو
التفتت اليه وقالت :
– يعني ايه يا “مهند” .. ليه مستحيل ؟
أخذ “مهند” نفساً عميقاً ثم قال :
– السور كله متركب عليه أجهزة انذار ومحدش أبداً يعرف الموضوع ده غيري أنا وعمى “عدنان” .. امبارح بعد ما البوليس مشى فكرت ان ممكن يكون القاتل عطل الأجهزة .. روحت الكونترول روم .. الأجهزة شغاله زى ما هى .. وكمان فى تايمر بيحدد هل الأجهزة انفصلت عن العمل ولا لأ .. لقيت التايمر تمام .. الانذار كان شغال طول الوقت متفصلش ثانيه واحدة .. يعني مستحيل حد ينط على سور الفيلا وإلا كانت الأجهزة كلها اشتغلت .. القاتل واحد من جوه الفيلا
قالت “انعام” بدهشة وهى تحاول استيعاب ما يحدث :
– يعني مين هيكون لها مصلحه فى قـ,ــ,ـتل الجنايني يا “مهند”
نظر اليها “مهند” بثبات وقال :
– اللى كان المقصود بالقتـ,ــ,ـل عمى .. مش الجنايني
شهقت “انعام” ووضعت كفها على فمها وقد اتسعت عيناها فزعاً
*****************************************
التف “حسنى” و “يسرية” و “كوثر” و “نهال” و “علاء” على طاولة الطعام .. قالت “يسرية” بحنق :
– كنت هتجنن امبارح .. عشان حتت جناينى يعاملونا أكننا مجرمين
قالت “نهال” بأسى :
– يا حرام صعبان عليا أوى
قال “حسنى” شارداً :
– حكاية لا كانت على البال ولا على الخاطر .. ربنا يستر وتعدى على خير
هتفت “كوثر” بحنق :
– واحنا مالنا ومال اللى حصل .. أكيد حد من الشغالين فى الفيلا كان بينه وبين الجناينى مشاكل والخلاف اتطور قام قـ,ــ,ـتله
قال “علاء” بتبرم :
– تفتكروا هيطلبونا نروح القسم ولا هيكتفوا بالمحضر اللى اتعمل امبارح
هتفت “كوثر” بعصبية :
– لا قسم ايه .. أنا مدخلش قسم أنا .. قال قسم قال .. أما أقوم أجيب دوا الضغط بتاعى .. الصداع هيموتنى من امبارح
قامت “كوثر” وتركت خلفها كل منهم شارداً فى مكان آخر
****************************************
تنهدت “بيسان” بحسرة وهى تجلس على الأريكة قائله :
– كنت هموت من الرعب امبارح .. الحمد لله ان محدش مننا جراله حاجه
قال “نهاد” شارداً :
– أهاا
تفحصته “بيسان” قائله :
– مالك يا “نهاد” من امبارح وانت سرحان ومش على بعضك
قال “نهاد” بإضطراب :
– ليه يعني .. ما أنا كويس هو .. بيتهيألك بس
نظرت اليه “بيسان” وقالت بثقه :
– أنا عارفاك كويس أوى يا “نهاد” فى حاجه قلقاك وموتراك .. اتكلم معايا
نهض بعضبيه وهو يقول :
– أنا مش فاضى أعد وأتكلم أنا عندى شغل .. يلا سلام
خرج وأغلق باب البيت خلفه .. لكن قلب “بيسان” ازداد قلقاً على قلق
****************************************