منوعات

بقلم مني سلامه ج 2

الحلقه 19

 

مرت الأيام التالية على “عدنان” وهو حيرة من أمره .. ازدادت فترات صمته .. ووجومه .. وشرودة .. يحاول أن يتوصل الى معرفة الشخص الذى حاول قتـ,ــ,ـله .. أصبح يشك فى كل من حوله .. فكل منهم له دافع لقـ,ــ,ـتله .. حاول أن يحل لغز تلك الجريمة المعقدة فلم يستطع .. أصبح عصبياً وقلوقاً .. ويتعامل مع الجميع بحذر .. لكن بقى عنده أمل .. فى أن يكون الرائد “عادل” مخطئاً .. وأن يكون القاتل من خارج الفيلا .. دخل بطريقة ما ونفذ جريمته ثم هرب مرة أخرى .. حاول أن يبث الإطمئنان بداخله .. لكن عقله بقى منتبهاً .. لكل شاردة وواردة ……

 

دخل “مهند” مكتب “عدنان” محيياً اياه قائلاً :

– صباح الخير يا عمى

– صباح النور يا “مهند”

– السكرتيرة قالتلى ان حضرتك عايزنى

أومأ “عدنان” برأسه وأشار له بالجلوس .. جلسه “مهند” يتطلع الى عمه بإهتمام .. قال “عدنان” بجديه :

– “مهند” .. أنا محتاجلك جمبى .. أنت أكتر حد بثق فيه دلوقتى .. بعد اللى حصل ده بقيت بشكل فى كل اللى حوليا

قال “مهند” على الفور :

– متقلقش يا عمى .. أنا جمبك

قال “عدنان” وهو ينظر اليه بحزم :

– أنا قررت أعينك نائب رئيس مجلس ادارة الشركة

جمدت ملامح “مهند” لذاك الخبر الصادم .. فأكمل “عدنان” :

– أنا محتاجك جمبى يا “مهند” .. أنا معرفش مين اللى كان عايز يقتـ,ــ,ـلنى .. بس اللى أنا متأكد منه أنه أكيد هيحاول تانى .. لما أعينك نائب ليا فأنا كده بستفز القاتل .. وأكيد أكيد هيغلط ويكشف نفسه

قال “مهند” وهو مطرقاً برأسه :

– بس يا عمى الحكاية دى ممكن تخلق عداوات بينى وبين “نهاد” و “علاء” و عمى “حسنى”

هتف” عدنان” بحدة وهو يشيح بيده :

– العداوات أصلاً موجودة .. أنا موتى وسمى الناس الحقوده اللى تبص على اللى فى ايد غيرها .. دى فلوسى ودى شركتى وأنا حر فيها .. أمشيها على مزاجى أنا مش مزاجهم هما

صمت “مهند” حتى لا يثير غضب عمه أكتر .. حاول “عدنان” تمالك نفسه قائلاً :

– “مهند” عمك بيقولك انه محتاجلك .. هتقف جمبه ولا لأ ؟

أطرق “مهند” قليلاً وأخذ نفساً عميقاً ثم رفع رأسه قائلاً :

– طبعاً يا عمى .. هقف جمبك

ابتسم “عدنان” وأشار له برأسه للإنصراف .. غادر “مهند” مكتب عمه وهو يفكر بغضب .. من ذا الذى يجرؤ على محاولة قتـ,ــ,ـل “عدنان” .. كيف يعمى الطمع الناس بهذا الشكل .. لدرجة أن يفر الواحد منهم فى القتـ,ــ,ـل طمعاً فى ممتلكاته .. كيف يخلق المال العداوة والبغضاء بين أبناء الرحم الواحد .. كيف يأتون بأكبر الكبائر من أجل حفنة جنيهات .. لن تسمن ولن تغنى من جوع يوم العرض على رب الأرباب .. يوم يقدم لكل نفس ما عملت .. كيف سيكون رد كل منهم على رب السماوات .. عندما يسأله لما قتـ,ــ,ـلت عبدى ؟!

دخل “مهند” مكتبه ماراً بمكتب سكرتيرته .. فقال دون أن ينظر اليها :

– لو سمحتى مش عايز أن ازعاج دلوقتى لا مقابلة ولا تليفون

قامت بأدب وقالت :

– حاضر يا فندم

تابعته بعينيها حتى دخل المكتب .. بعد قليل أتتهى احدى الفتيات العاملات بالشركة .. ألقت نظرة على غرفة “مهند” ثم قالت :

– ازى “هتلر”

ضحكت السكرتيرة بخفوت وهى تنظر الى باب مكتب “مهند” المغلق مخافة أن يسمعهما وقالت هامسه :

– حرام عليكي ده “هتلر” ؟

قالت الفتاة بضيق :

– أيوة “هتلر” .. “هتلر” كان بيعذب اليهود .. وبشمهندس “مهند” بيعذبنا احنا .. من ساعة ما جه الشركة وهو ما بيفوتش أى حاجه .. ومركز أوى فى كل حاجه

ثم تنهدت قائله بحسره :

– فين أيام سى “عيييلاء”

ضحكت السكرتيرة وقالت :

– لا “عيييلاء” ايه بأه ما راحت عليه خلاص .. البشمهندس “مهند” بأه الكل فى الكل دلوقتى .. ده بأه أهم من أستاذ “حسنى” وأستاذ “نهاد” شخصياً

قال الفتاة بحنق وهى تنظر الى الباب المغلق :

– ما هو لو يفك التكشيره بتاعته دى كان ممكن يبقى مبلوع .. لكن شخط ونطر وتكشره ويحاسبك على الواحدة كده أوفر أوى

فتح “مهند” باب المكتب فجفلت الفتاتان .. تظاهرت السكرتيرة بأنها تعطى الفتاة احدى الملفات .. خرج “مهند” دون أن يهتم بالنظر اليهما .. تابعته الفتاتان بأعينهما ثم هتفت الفتاة :

– يا باى على دى قلبة وش

هتفت السكرتيرة وهى تدفعها بيدها :

– يلا يا بنتى متجبيلناش مشاكل .. لو كان سمعنا كان زمانه سوحنا .. يلا كلى عيش

 

*****************************************

 

جلس “نهاد” منهمك فى عمله فى مكتبه .. عندما رن هاتفه المحمول .. نظر الى المتصل فى توتر .. ثم أطلق سبه وتحدث قائلاً بتوتر:

– عايزه ايه ؟

أتاه صوت أنثوى ناعم يقول :

– وحشتني يا حبيبى

قال “نهاد” بإضطراب :

– لو سمحتى أرجوكى سبيني فى حالى مراتى لو عرفت هتبقى مشكلة

أطلقت المرأة ضحكة قبل أن تقول :

– ايه يا “نهاد” اللى حصلك .. مالك خايف منها كده ليه .. وبعدين يا حبيبى مين قالك انها هتعرف .. أنا مش ممكن أأذيك أبداً

قال “نهاد” بحزم وإن لم يستطع اخفاء التوتر من صوته :

– لو سمحتى دى آخر مرة تتصلى بيا .. ولا أقولك أنا هغير الخط خالص .. سلام

وبحركة سريعة نقل الأرقام المسجلة على الشريحة الى الهاتف .. ثم أخرج الشريحة ووضعها فى جيبه وفتح أحد الأدراج ليخرج منها شريحة أخرى وضعها بدل الأولى .. زفر بضيق وهو يعاود عمله محاولة التركيز مرة أخرى

عاد “نهاد” الى عمله شارداً كعادته فى الآونة الأخيرة .. حاول أن يندمج مع “بيسان” فى الحديث حتى لا يثير شوكها .. لكن “بيسان” تعرفه جيداً .. تعرفه أكثر من نفسه .. علمت بأن هناك ما يشغل باله ويقلقه .. حاولت معرفة السبب لكنه أنكر .. فإستسلمت وتظاهرت بأنها تصدقه .. لكن عقلها ذلك يدور ويدور .. تحاول أن تخمن سبب قلق زوجها وتوتره !

 

******************************************

انت في الصفحة 4 من 14 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل