منوعات

بقلم مني سلامه ج 2

الحلقه 29

دخلت “فيروز” المشفى وبمجردأن رأت “باهر” الواقف مع أحد رجال الشرطة .. اقترب منه قائله بلهفة :
– “باهر” ايه اللى حصل .. فين “سمر”
قال وهو يزفر بضيق :
– حصلت حادثة .. متقلقيش هى كويسة
هتفت “فيروز” بحنق :
– طبعاً كنت سايق زى المجنون كعادتك مش كدة
احتد عليها قائلاً :
– هى اللى غلطانه .. هى اللى عصبتنى وأنا سايق
قالت بقلق :
– فين أوضتها
أسار لها “باهر” الى الغرفة خلفها .. تقدمت لفتح الباب .. لكن الباب انفتح من الخارج ليخرج منه طبيب وطبيبة .. نظرت اليهما “فيروز” قائله :
– أنا زوجة أبيها .. كيف حالها ؟
نظر الطبيبن الى بعضهما البعض .. ثم قال الطبيب لها :
– بصراحة الأخبار ليست جيدة
ازداد قلق “فيروز” فقالت لعصبية :
– من فضلك أخبرنى
قال الطبيب بأسى ممزوج بالحيرة :
– جسمها سليم الا من بعض الرضوض والكدمات التى ستشفى مع الوقت .. أما بخصوص ذراعها فالأمر محير
قالت بدهشة :
– ما به ذراعها ؟
قال الطبيب وهى ينظر الى زميلته :
– فى الحقيقة لقد أصاب ذراعها الأيسر .. الشلل
وضعت “فيروز” كفها على فمها وعيناها تتسعان على آخرهما .. بينما وقف “باهر” يتطلع الى الطبيب بدهشة هو الآخر .. أكمل الطبيب :
– المحير فى الأمر هو أن ذراعها الأيسر فقط هو ما اصابه الشلل .. ففى المعتاد فى مثل تلك الحواث التى يتعرض أصحابها الى اصابات فى الرأس أن يصيبها شلل نصفى أو كلى .. أى تشل حركة الذراعان أو القدمان أو كليهما .. أما فى هذه الحالة فالمحير هو أن ذراعها الأيسر فقط هو ما أصابه العطب
قالت “فيروز” بلهفه :
– أتعنى أن ذراعها لن يتحرك مرة أخرى .. ألا يوجد أمل ؟
قال الطبيب بأسف :
– أنا آسف .. هذا الأمر ليس بأيدينا .. سنخضعها الى المزيد من الفحوصات .. لكن ليس فى أيدينا أى شئ
أومأت “فيروز” برأسها .. انصرف الطبيب .. فالتفتت ترمق “باهر” بنظرات نارية .. فما كان منه الا أن انصرف مغادراً المشفى .. دخلت “فيروز” حجرة “سمر” .. رأتها نائمة على فراشها مغمضة العينين .. قالت لها الممرضة بهمس :
– لقد نامت الآن بعدما أعطيناها المهدئ
أومأت “فيروز” برأسها وقالت :
– سأعود الى البيت وآتيها فى الصباح
خرجت هى الأخرى .. لتغادر المشفى !

***********************************
فى صباح اليوم التالى .. نهض “دياب” من فراشه ودخل الحمام يأخذ دشاً بينما كانت “سحر” تعد الفطور .. خرج مبتسماً لها وقال :
– صباح الخير يا “سحور”
قالت وهى مستمرة فى عملها :
– صباح النور ..يلا عشان تفطر
جلسا حول الطبلية الصغيرة الموضوعه على الأرض .. فنظر اليها “دياب” قائلاً :
– “سحر” .. خلينا نتكلم مع بعض .. مش حابب نكون أفشين على بعض كده
فى تلك اللحظة استيقظت الصغيرة تصرخ باكية فقالت “سحر” بعصبية :
– أوووف بأه
نهض “دياب” بسرعة قائلاً :
– خليكي أنا هجيبها
حمل “دياب” صغيرته بني ذراعيه يلاعبها ويداعبها حتى هتفت “سحر” :
– يا “دياب” يلا يا “دياب” هتتأخر على شغلك
خرج “دياب” من الغرفة يحمل الصغيرة وجلس يتناول طعامه مجلساً اياها فوق ساقه .. حاول أن يضع قطع خبز فى فمها فصاحت “سحر” بحده :
– “دياب” انت بتعمل ايه .. ملهاش أكل دلوقتى
قال “دياب” مبتسماً :
– نفسى أوى أأكلها
ٌقالت بنفاذ صبر وهى تحملها من بين ذراعيه :
– هاتها عشان تعرف تاكل .. وأنا هدخل أغيرلها البامبرز
أنهى “دياب” طعامه .. وتوجه الى غرفة النوم .. كانت “سحر” جالسه على الفراش ترضع الصغيرة .. فاقترب “دياب” منها يداعب الصغيرة التى تلهت فى اللعب معه تاركة الرضاعه .. فتمتمت “ٍحر” :
– يا “دياب” يلا هتتأخر
ارتدى “دياب” ملابسه وودعهما قائلاً :
– هحاول أرجع النهاردة بدرى .. بس متنيميهاش بدرى ماشى .. هجبلكوا حاجة حلوة وأنا جاى
قالت “سحر” :
– اقفل الباب كويس وانت خارج
أومأ برأسه وخرج من بيته ذاهباً الى عمله

*************************************

قال “عدنان” واضعاً ساقاً فوق ساق :
– أيوة فعلاً يا حضرة الظابط .. مدام” لميس” كانت بتشتغل عد “حسنى”
قال “عادل” وقد ضاقت عيناه :
– بس مش غريبة يعني .. خدامه كانت بتشتغل عند أخوك .. وسابت الشغل .. وتجيبها انت شتتغل عندك
قال “عدنان” بحزم :
– وايه الغريب فى كده .. عادى .. سابت الشغل عند أخويا وشغلتها عندى .. ايه المشكلة
انحنى “عادل” واضعاً مرفقيه فوق المكتب وهو يقول :
– طيب هى سابت الشغل عند أخوك ليه
ٌقال “عدنان” بإقتضاب :
– مرتحتش معاهم
سأل “عادل “بإلحاح :
– ليه ؟
قال “عدنان” بنفاذ صبر :
– مرتحتش وخلاص .. كام خدامه بتسيب الشغل فى البيوت عشان مرتاتحش .. ايه المشكلة يعني
قال “عادل” وهو يرفع أحد حاجبيه :
– تفتكر ممكن يكون أخوك ضايقها
التفت “عدنان” ينظر اليه بحده .. فأكمل “عادل” بمكر :
– يعني يكون اتحرش بيها مثلاُ .. ومدام “يسرية” اكتشفت الموضوع وطردتها .. أو اكتشفت ان فى علاقة بينهم فعلاً برضى مدام “لميس” .. وطردتها عشان تبعدها عن جوزها
قال “عدنان” بصرامة وقد بدا الغضب فى عيناه جلياً :
– مدام “لميس” ست محترمة .. وعارفه ربنا .. ومكنش ليها علاقة بحد
ضاقت عينا “عادل” وهو يقول :
– مالك متأكد كده يا “عدنان” بيه .. مش يمكن …….
قاطعه “عدنان” بحزم وهو يقف بعضبيه :
– لا مش يمكن .. مفيش حاجه بين “حسنى” وبين “لميس” .. محصلش حاجه بينهم ومش هيحصل .. ياريت تحاول تدور على القاتل يا حضرة الظابط .. بدل ما انت عمال تخوض فى أعراض الناس .. ممكن أمشى ولا لسه فى اسئله تانية
أشار “عادل” فى اتجاه الباب .. خرج “عدنان” بينما أرجع “عادل” ظهره الى الوراه وهو يتمتم :
– أقطع دراعى ان ما كنت مخبى حاجه يا “عدنان” .. بس هتروح منى فين .. هعرفها يعني هعرفها

*****************************************
اصطدم “نهاد” أثناء سيره فى ممر المستشفى بفتاة فأوقع هاتفه .. انحنت الفتاة لالتقاطه وهى تقول :
– سورى مخدتش بالى
ابتسم “نهاد” قائلاً وهو يتناول منها هاتفه :
– لا ولا يهمك
كاد أن يكمل طريقه لكنها أوقفته قائله بمرح :
– انت “نهاد زياكيل” مش كده
نظر اليها “نهاد” بدهشة فقالت مبتسمه :
– أنا “انجى” صاحبة “بيسان” حضرت فرحكوا
ابتسم لها “نهاد” معتذراً وهو يقول:
– معلش مش واخد بالى
ضحكت قائله :
– ولا يهمك .. أنا جيه لـ “بيسان” ممكن تاخدنى لأوضتها
قال على الفور وهو يشير الى الطريق بيده :
– أيوة طبعاً اتفضلى
اتسعت ابتسامة “بيسان” وهى ترى صديقتها مقبلة نحوها فصاحت :
– “انجى” .. حبيبتى وحشتينى
عانقتها “انجى” قائله :
– حبيبتى “بيسان” انتى كمان وحشتيني موت
قالت “بيسان” بلهفة :
– احلويتي يا “انجى” هو كل اللى بيسافر بره بيحلو كده
ضحكت “انجى” بدلال وقالت :
– ميرسى يا “بيسان”
ثن التفتت حولها قائله بمرح :
– أمال فين البيبى
قالت “بيسان” بضيق :
-أخدوه وحطوه فى الحضانه .. بيقولوا يومين ويطلع تانى ان شاء الله
قالت “انجى” وهى تمط شفتيها :
– يخساره كان نفسى أوشفه
نظرت “انجى” ضاحكة “الى “نهاد” الواقف أمام باب الغرفة وقالت :
– مش أنا عرفت جوزك .. صحيح مشفتوش غير مرة واحدة يوم فرحكوا بس عرفته على طول
ابتسم “نهاد” قائلاً :
– أنا بأه اللى مش فاكرك معلش
قالت “بيسان” وهى تنظر اليه :
– دى “انجى” يا “نهاد” صحبتى من زمان .. عرفتك عليها يوم فرحنا
قالت “انجى” ضاحكة :
– عادى يا جماعة . .أكيد كنتوا ملبوخين يومها .. وكمان حبايب “بيسان” كتير
قالت “بيسان” وهى تتأملها بلهفة :
– بجد فرحت أوى انى شوفتك يا “انجى” .. اوعى تقوليلى انك هتسافرى تانى بسرعة .. المرة اللى فاتت كنت ملبوخة فى التحضير للفرح ومعرفناش نعد مع بعض
قالت “انجى” بتهكم :
– لا هتشوفيني كتير من هنا ورايح
رفعت كفها الخالى أمام وجه “بيسان” وهى تقول :
– اطلقت !

*************************************

فى المساء دخلت “فيروز” المشفى وبمجرد أن اقتربت من غرفة “سمر” سمعت صوت صراخ .. اقتحمت الغرفة لتجد اثنان من المممرضات يحاولان تهدئة “سمر” التى أخذت تصرخ باكية .. قالت “فيروز” بتوتر :
– “سمر” .. مالك فى ايه
سكنت “سمر” قليلاً والتفتت تتطلع اليها بوجهها الباكى وعينيها الحمراوين والضمادة على رأسها وتلك الخدوش فوق وجهها وذراعيها .. قالت بصوت مبحوح من كثره البكاء :
– “فيروز” .. “فيروز” الحقيني
اقتربت “فيروز” من فراشها .. وسألت الممرضة :
– ماذا بها ؟
قالت الممرضة وهى تعيد رأس “سمر” الى الوسادة :
– كلما استيقظت أخذت تصرخ وتبكى
قالت “سمر” بألم وهى تعاود البكاء بأدمعها المنهمرة فوق وجهها :
– “فيروز” خليهم يشوفولى حل .. خليهم يعملوا أى حاجه .. دراعى مش بيتحرك يا “فيروز” .. خليهم يعملوا حاجه .. مش هقدر أعيش كده
أقتربت “فيروز” من فراشها وبلعت ريقها قائله :
– ان شاء الله هيكون فى حل يا “سمر”
مدت “سمر” يدها لتسمك بذراع “فيروز” وقالت بلهفة وهى تنظر اليها برجاء ودموعها تغرق وجهها :
– عشان خاطرى متسبينش كده .. بيعي الشركة .. هعملك توكيل .. عشان خاطرى خليهم يعالجونى .. دراعى مش بيتحرك يا “فيروز ” .. متسيبينيش كده
أخذت ترتجف وتبكى .. أسرعت الممرضة بحقن المهدئ مرة أخرى فى المحلول الموصل بذراعها .. دفعت “سمر” الممرضة بيدها وهى تصيح :
– بتنيمينى ليه .. مش عايزة أنام .. ناديلى الدكتور يشوف دراعى .. ناديلى الدكتور اللى هنا
خرجت “فيروز” بعدما فشلت أعصابها فى تحمل هذا الكم من الصراخ .. زفرت فى ضيق وهى تسب وتلعن “باهر” الذى تسبب فى تلك الكارثة .. ماذا تفعل .. أتخبرها بالحقيقة .. لا شئ سيعود الى ما كان عليه .. عيلها أن تتأقلم على وضعها الجديد .. وعلى اصابتها التى لن تطيب !

**************************

انت في الصفحة 13 من 14 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل