منوعات

بقلم شيماء الجندي

صمته لتبتعد عنه بعد أن اشعلت أنفاسه و جسده ثم تستقيم واقفه تبتسم بمكر و تتجه إلي الباب و هي تقول : -هروح أشوف الأكل بيتسخن إزاى يا حليوه .. زفر أنفاسه و هو يدفع خصلاته للخلف ثم فرك وجهه ب مما يحدث له لكن اتسعت عيناه حين دق الجرس و هتفت بحماس و هى تركض إلى الخارج : – ده أكيد ماما بعتالي الهدوووم .. ماذااا هل تفتح باب شقته بتلك الهيئه هرع خلفها مسرعا و هو يصيح بها متناسيا نوم والدته : -أنت يابت خدي هنااا باب ايه اللى تفتحيه ؟!! علقت باندهاش و هى تشير إلى الباب

: -باب الشقه !! اخد هدومي .. أشار إليها مستنكرا و قال ب : – كده ؟!!! هتفتحي بالهدوم دي ؟!! هزت رأسها بالإيجاب ليجز على أسنانه و هو يدفعها إلي الغرفه من كتفها قائلا ب : – إياك تخرجي من الاوضه لحد مااجي … ثم أغلق الباب منصرفا إلى الجرس الذي يقرع منذ مده ، لتبتسم خلفه و هى تهمس بابتسامه عريضه : -ايييه قمرررر الحليوه ، بمووت فيه .. — مساء لطيف على تلك الأسره الصغيره الهادئه جلست ريناد بغرفتها تنتظر عودته بفارغ الصبر لقد أطال اليوم بعمله و يقرصها الجوع منذ فترة لكنها اعتادت على تناول طعامها

معه تبتسم حين ترى توتره من أفعالها العفويه مره و المتعمده مره اخرى كل تلك الأفعال تكون أمام أمه و شقيقته !! تراقبه أثناء هدوءه و صمته و كأنها تحفر هيئته الوسيمه بعقلها تنتظر ابتسامته اللطيفه المتريثه التي تزين ثغره الجميل الذي يدعوها لالتهامه حينها … لكن ما يحزنها أنه يعاملها بتردد و جفاء بعض الشيئ مبديا بعض التحفظ على تصرفاتها الجريئة خاصه إن فعلتها أمام شقيقته الصغرى ، هي لا تستطيع التحكم بعفويتها لكنها لا تنكر أنها تتمادي قليلا و من حقه ال على تلك الصغيره التى اكتشفت أنه يحبها بجنون ، كثيرا ما تغار من علاقته بأمه و

شقيقته كم كانت تتمنى أن تحظى شقيق مثله لكن هيهاات بالطبع كان سوف يشبه أباها الطامع الذى عاملها بقسوه كالسلع و حرمها من رؤيه الجميع لأشهر بما فيهم أمها الغاليه .. تنهدت بحزن و هى تستقيم لتخرج من غرفتها متجهه إلى المطبخ تناول ما يسد جوعها إلى أن يعود لكنها توقفت و اتسعت عينيها حين استمتعت إلي تلك الضحكه المكتومه بغرفه شقيقته .. هل هى متيقظه لقد قالت أنها سوف تخلد إلى النوم ؟!! لكن ما ادهشها حقا حين سمعتها تقول بصوت يحمل بقايا ضحكتها : -لا كلهم نايمين و يوسف لسه مجاش أنا مركزه مع الصوت بره ، هشوفك

بكره ؟!!! شقهت و لكنها كتمت صوتها و عقلها يعمل ماذا تفعل تلك الصغيره ؟!! لكنها واضحه إنها تواعد شاب ؟!! أو بمعني أدق أحدهم قد عبث بعقلها المراهق الصغير .. اتجهت إلى الباب تقرعه بلطف لتفتح لها هاله بعد لحظات بملامح متوتره بعض الشيء تهمس برقه : – في حاجه يارينو ؟!! ابتسمت لها بهدوء و قالت بنعومه : -كنت بشوفك لو صاحيه أقعد معاك شويه ممكن ؟!! ابتسمت بتوتر و هى تومئ بالإيجاب تفسح لها الطريق لتمر بهدوء و تغلق الباب بلطف تجلس أعلي الفراش تبتسم لها و هي تقول بهدوء: – عامله ايه في المذاكره أنا شاطره

جدا و أقدر اساعدك .. ابتسمت لها و هى تقول برقه : -تمام شغاله أنت عارفه النظام الجديد ده صعب شويه … اومأت لها و هى تقول برفق تبسط يدها لها : – تعالي اقعدي معايا أخذ رأيك في حاجه مهمه افتكرتها عن أخت صاحبتي و أنا قاعده فاضيه و بما إنك نفس السن أكيد هتساعديني يمكن أعرف اساعدهم … اتجهت إليها و هي تبتسم و تنصت باهتمام حيث بدأت تقص عليها بصوتها الرقيق : -شوفي بقى أخت صاحبتي دي صغيره قدك كده بالضبط في واحد حاول مره و اثنين و ثلاثه عشان يكلمها هي في الأول كنت بترفض لأنها

كانت قلقانه منه بس بعد فتره قدر بطريقه و أسلوبه يقنعها إن هي تتكلم معها من غير ما حد من أهلها يعرف مره في اثنين في ثلاثه اتعلقت بيه قوي و بقيت بتحبه جدا بتستنى مكالماته مهتمه بأقل تفصيله منه بتسمع كلامه مهما كان … بس فجأه بطل يكلمها مش كده و بس لا اكتشفت إن هو بيكلم واحده صاحبتها جدا و لما قالت له قالها أنا موعدتكيش بحاجه أنا بتسلى بس للأسف كان بعد ما خلاص حبيته و اتعلقت بيه و خانت ثقه أهلها فيها راحت تقول لأختها لما كلمها تاني و طلع واخذ منها صور و ابتدا يبتزها

بيها عشان ترجع تكلمه تاني .. و أختها اتدخلت و قدرت توقف الولد ده عند حده و تاخد الصور بس المشكله دلوقت في البنت متقلها واحد مناسب أوى و الموضوع عدي عليه كذا سنه لكنها لسه موجوعه و حاسه إنها أقل من البنات اللى صانت قلبها و عقلها لواحد يستاهلها قدر يحترمها و يقول لأهلها إنه عاوزها مش يدخل من الشباك زي ما بيقولوا .. تفتكري نقدر نساعدها ازاي ؟!! ابتلعت رمقها بتوتر طفيف وهي تهمس بحزن واضح : – مش عارفه أنا مجربتش ده عشان اعرف أنت قولتي إنها قدي بس هي كده كبيره عني … ابتسمت لها و

قالت : -اه كان قصدي قدك لما عملت كده عاوزه رأيى اللي انا مقتنعه بيه في الحالات دي ؟!! اومأت لها بصمت لتتبسم لها قائله برقه : – أنا شايفه أن البنت و خصوصا لو قمر زيك كده و عندها أخ زى يوسف ماينفعش تخون ثقته فيها و لا ثقه أهلها أيا كانوا لأنها هي الوحيدة اللي بتطلع خسرانه الأب و الأم و الأخ لما بيمنعوا علاقتها بأي شاب بيبقي عليها عشان تصون نفسها و قلبها لواحد يحترمها و يقدرها مش واحد خان أهلها و طلب منها تخبي عنهم لأنه جبان ما يقدرش يواجههم لو كان فعلا بيحبها كان راح

لأهلها و قالهم ده و ارتبط بيها قصاد الكل و احترمها و كبرها مش هانها و خباها كأنها سر ماينفعش يطلعه لأى حد ، الحب مش عيب عشان نداريه لكن الحب الحلال اللى في العلن طعمه أجمل مليون مره من حب اتداري و استهلك قلب البنوته الجميله اللى لما تقابل واحد يحبها فعلا يبقي قلبها خلاص تعب و استهلكه واحد مريض شايف نفسه كده شاطر بيلعب ببنات الناس … شردت و هى تستمع إليها لتتساءل بحزن قائله : – طيب مش يمكن خايف يتق و أهلها يرفضوه ؟!! عشان صغير و هى صغيره ؟!! ابتسمت و هى تقترب منها تحيط

كتفها قائله بهدوء و لطف : – اديك قولتي صغير يعنى معندوش قدره إنه يواجه حد لو هو شايف نفسه كبير و راجل و بيحبها يبقي يبعد عنها لحد ما يقدر يواجه أهلها بقوه .. الحب بيقوي مش بي و ساعتها هى هتتأكد إنه راجل و يستاهلها صبر و استني لحد ماقدر ياخد جايزته ، مش جايزه عجبته راح سرقها .. البنت زي الماسه يالولا مش أى حد يفوز بيها و لا إيه ؟!! ابتسمت لها و هى تومئ بتأكيد متوتر لتنتفضا الاثنتان حين استمعا إلى صوته القوي يقول مازحا و عينيه مسلطه عليها : – أنا جعان حد فيكم

هيسخنلي ولا أروح انام خفيف ؟!! نظرت له بهدوء و هى تشعر بتوتر شقيقته يتزايد لتهمس لها بلطف و هى تقبل خديها : -يلا تصبحي علي خير عشان مدرستك بدري و أنا هروح اكل بقاا … بادلتها ابتسامه لطيفه و هى تتجه إلي فراشها لتتجه هى الأخري خارجا و تغلق الباب خلفها تستمع إليه يهمس لها بهدوء : – أنت عندك صحاب فعلا ؟!! اللى عرفته إنك منعزله .. حدقت به لحظات عاقده حاجبيها ثم سرعان ما استوعبت أنه كان يستمع إلي قصتها .. لتبتسم له قائله بعبث : – مش عيب نلمع اوكر ياحليووه … ثم انصرفت من أمامه

ليطلق ضحكات مرتفعه نادرا ما تستمع إليها منه ……… — بعد مرور شهرين وقفت داخل المدخل تتأمله و هو يصلح ذاك العطل بالسيارة الخاصه بأحد الجيران المسنين و التى لا تقارن بالطبع بسيارة بأبيها سيادة السفير الذى عاملها تنهدت بحزن و تابعت رؤيته …. انفرجت أساريرها حين نظر ناحيتها فلوحت له بيدها كالأطفال مما دفعه للتبسم ضاحكا من أفعالها الجنونيه اللطيفه التي جعلته بحاله انتشاء غريبه أغلب أوقاته أمسك تلك المنشفه الصغيره يحاول إزاله ما علق بيديه ثم أغلق السيارة حين أدارها صاحبها و هو يمطره بوابل من الدعوات جعلته يبتسم برضا اتجه إلى مدخل العماره و هو يسد عليها

الرؤية بجسده قائلا بنفاذ صبر : – افهمك ازاي أن دي مش جنينه قصرك تنزلى وقت ما تحبي العماره فيها ناس غيرنا سااكنه … كاد يتجه إلى الاعلي لكنها أمسكت بيده و هى تقول بابتسامة عريضة: -بقولك ايه ياحليوه مش هتعلمني السواقه بقااا ؟!! جذبها من يدها مستخا يده الأخرى و هو يقول ب : -افهمك ازاااي أنا اسمي يوسف ؟!!! ده غير ان المنظر اللى نازله بيه ده مش ممكن تخرجي بيه من باب الشقه مش العماره … احسنلك مشوفش ده تاااني … ارتفعت ضحكاتها و هي تصعد معه بطواعيه قائله بمشاكسه و هي ترقص حاجبيها : – إيه

هو الحليوه بيغير ؟!! قلب عينيه يهز رأسه بيأس منها و صاح بنفاذ صبر و هو يدلف بها إلي شقته : -ياا أمييييي !! ياا هااااله !!!! أتت السيدتان على صوته المرتفع نافذ الصبر و هو يمسكها من طرف ملابسها ناحيه عنقها بالخلف كالسارق مما دفعهن لكتمان ضحكاتهن علي هيئتها الحزينه حيث عقدت يديها أسفل صدرها تنظر حياله ب : – ياا أمي مش اتفقنا إنها مش هتنزل من هنااا هو أنا ناقص بلااااوي . دفعت يده عن ملابسها ب و هى تهتف به : – هو أنا طفله ؟!!! إيه مش هتنزل دييي … ؟!!! نظر إليها بحده و

زفر غاضبا و قد ضاق ذرعا من كل ما يحدث حوله خاصه ضغط أبيها عليه ليصرخ بها غاضبا : -حلو الهااانم الكبيره بقااا تجهز نفسهااا عشان هترجع لابوها النهااارده …. اتسعت عينيها بصه بل و أعين الجميع و حدقت به ب جلى ليقابلها بنظرات هادئه للغااايه ….. ممنوع النسخ أو النقل بدون أذني الفصل الرابع أغار ! وقفت ريناد تنظر إليه بصه بالغه وأعين دامعه لم يتحمل أن يراها هكذا حائره .. نظرات ال تندلع من مقلتيها الجميله استمع إلي كلمات أمه الغاضبه تقول زاجره إياه بلطف حازم : – إيه الكلام ده ياايوسف ترجعها فين ؟!! ارتباك واضح سيطر

انت في الصفحة 5 من 18 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل