
رواية جمال الأسود الحلقة الأولى
أشرقت الشمس صباحًا وبدأت تخرج العاملات من جناحهم الخاص بالطابق السفلي داخل قصر ملكي أقل ما يقل عنه انه لأحد الملوك وكلا منهن ترتدي زي العمل الرسمي عبارة عن بنطلون أسود وقميص أبيض فوق مئزر أبيض اللون حول الخصر من الجزء السفلي للبدن وبدأ كلا منهن فى عملها المعتادة من التنظيف والترتيب والمطبخ أصبح فى حالة من النشاط لتجهز الإفطار، كان القصر ملكي ومصمم بالألكترونيات والأجهزة الالكترونية على أعلى مستوي خصيصًا أن “جمال المصري” مالكه يملك شركة من أكبر شركات التكنولوجيا والألكترونيات فى الشرق الأوسط، جهاز أمن عالي ويمكن أن يصنع له الأجهزة الألكترونية ما تريده، دلف رجل أربعين من باب المنزل فى تمام الساعة السابعة وقال بهدوء:-
-صباح الخير يا حنان
أجابته رئيسة الخدم “حنان” بنبرة هادئة:-
-صباح الخير يا شريف، هتخرجوا أمتي؟
تبسم بعفوية وهو يسير نحو الدرج قائلًا:-
-كمان ساعة ونصف، جهزوا الفطار وأنا هصحيه وعلى ما يخلص فترة الرياضة ويلبس يكون الفترة والقهوة جاهزين
أومأت إليه بنعم ليصعد إلى الطابق العلوي وكان هادئًا تمامًا على عكس الطابق السفلي، سار فى الرواق حتى وصل إلى الباب الموصود فى الوجهة وفتحته بخفوت ثم دلف بعد أن أغلق مقابض الباب برفق وأتجه إلى الغرفة الأخرى من الجناح وكانت غرفة النوم تتوسطها فراش كبيرًا جدًا يسعى لأكثر من خمسة افراد لكن بداخله فردًا واحدًا، سار إلى الفراش وهمس بنبرة خافتة هامسًا:-
-مستر جمال، الساعة ستة ونص هنتأخر
ألتف “جمال” فى فراشه بخفوت شديد ثم قال بجدية رغم صوته العابس:-
-خلاص يا شريف صحيت، روح وأنا هجي وراك
غادر “شريف” الغرفة تاركًا “جمال” يستعد وفى طريق مغادرته قابل الخادمة تحمل بدلة رسمية خاصة بـ “جمال” ليقول:-
-بسرعة كل دا بتجهزي هدومه والحمام
أنحنت له بلطف وقالت بنبرة هادئة:-
-أسفة
أومأ إليها بنعم وغادر، قليلًا من الوقت، بدأ “جمال يومه بغرفة الرياضة الخاصة به ليبدأ جولته الرياضية ثم خرج منها إلى الحمام ليأخذ حمام دافىء وبهذا الوقت كانت الخادمة كانت أختارت من أجله العطر ورابطة العنق التي يجب أن يرتديها، خرج من المرحاض وكان كل شيء جاهز بدل ملا وصفف شعره حتى سمع صوت “جين” المُتحدث الألي المسؤول عن النظام الأمني فى القصر:-
-صباح الخير يا سيدي، هل أخبرك عن جدولك اليوم
-لا شكرًا لك يا جين
برمج “جين” على اللغة العربية الفصحي من أجل العملاء فى جميع البلدان العربية بأي لهجة يمكن أن يساعدهم، ترجل “جمال” من الأعلي مُرتديًا بدلة سوداء اللون ويرفع شعره الأسود للأعلى ويداعب لحيته بأصابعه بجدية، جلس على المقعد فى مقدمة السفرة وبدأ يتناول طعامه و”شريف” يتلوى عليه جدول أعماله اليوم وهو مُستمعًا جيدًا إليه حتى توقف عن تناول لقمته وعقد حاجبيه بأختناق بعد أن بدأ “شريف” فى نهي حديثه بجملة تزيد من قائلًا:-
-النهار دا هتوصل أرملة أخوك على الموعد المتقف عليه عشان نفتح الوصية
رفع “جمال” عينيه الخضراء للأعلى بقوة وحزم مما جعل “شريف” يبتلع لعابه بقوة خوفًا من رد فعله وكلماته القادمة، تنهدت ب وهو يخفض نظره مُجددًا للطبق يكمل طعامه ببرود ثم قال:-
-جاية عشان الفلوس رغم أنها أختفت من يوم موت أخويا اللى هو جوزها، خليها تجي لكن مستحيل تحصل على جنيه واحد مني
غادر المكان فتنهد “شريف” ب شديد مما هو قادم وهذا الرجل سينفذ كل كلمة يتفوه بها وإذا كان حسم أمره على ألا تأخذ منه شيء فسيفعل دون أن يوقفه شيء ودون أن يخشي المحاكم أو القانون، خرج خلفه ليراه يصعد بسيارته بالمقعد الخلفي والسائق يغلق الباب له فصعد “شريف” بجوار السائق ثم قال:-
-خلينا نمشي يا صادق
بدأ “صادق” فى القيادة و”جمال” صامتًا طيلة الطريق إلى شركته شاردًا بهذه الزوجة التي تزوجها أخاه عرفيًا دون أن يعلم عنها أحد والآن بكل وقاحة تعلن زواجها منه لأجل المال فقط..
________________________________