_ طبعا بس ثواني صغيرين أد كده…
قام ناير من مكانه واوصد الباب بالمفتاح ووضعه بجيب بنطاله وسار نحوها وفك قيدها…
_ اهو يا ستي …ها بقي تعالي استحمي كده وسرحي شعرك ده وخلينا قاعدين مع بعض اليوم كله النهاردة…
_ مش عاوزة …عاجبني نفسي كده …وكمان مش عاوزاك تقعد معايا اصلا …
كان ناير ينظر إلي بقعه ما بغضب شديد حتي رفع بصره إليها وهتف…
_ مين؟؟..
_ مين ايه؟؟…
_ مين اللي لبسك بنص كم؟؟..
ابتسمت زهرة بتشفي وفرح وهتفت بابتسامة عريضة وعيون مدمعة…
_ امبارح يا سيدي طلبت منهم استحمي رفضوا..ف قولتلهم ع الأقل اغير هدومي وواحدة م الممرضين اخدت رأيي ف اللي هلبسه وانا اخترت ده اصل الجو حر جداااا…
نهض من مكانه وسار الي الحقيبة الموجودة وأخرج محتواها حتي عثر علي كنزة أخري بأكمام طويلة أمد يده بها …
_ خدي البسي ديه…
هزت رأسها نفيا ببراءة مصطنعة..
_لا …ديه مريحاني اكتر ..مش عاوزة اللي ف ايدك..
_ البسيها يا زهرة بدل م البسهالك غصب عنك…يلا..
ربعت يديها والتفتت للجهة الأخري واردفت..
_ لا …مش هلبسها انت جاي تقعد معايا ولا تدايقني..
زمجر بغضب واقترب منها يحاول تبديل تلك الكنزة التي ترتديها بالموجودة بيده لكنها نهضت من مكانها بسرعة وركضت في الغرفة وهي تضحك بطريقة غير طبيعية جعلته يجعد جبينه في شك…
_ زهرة انت مالك النهاردة فيه ايه ؟؟..
_ مفيش حاجة بس عاوزة اجري وطبعا مش مسموحلي اني انزل الجنينة ف بحاول اعمل ده ف الاوضة الكبيرة ديه…
_ ماشي يا زهرة بس غيري التي شيرت ده الاول والبسي التاني..
_ لا..انا هفضل بده يا اما انت تمشي لو مدايق …
زفر ناير بضيق وحنق قائلا…
_ خلاص ماشي ..تعالي اقعدي بقي …
“*******************
بالسرايا …تجلس زمزم بالمطبخ وتطهو الطعام كما امرتها السيدة نجاة وتمسك بهاتفها تنتظر رسالته بفارغ الصبر بابتسامة رقيقة علي شفتيها الي أن أعلن هاتفها عن وصول رسالة ما…
“انا الحمد لله كويس…انت اخبارك ايه ؟؟”…
فتحت الرسالة بلهفة وكتبت…
” الحمد لله..كويسة”..
“اخبار رجلك ايه؟؟…احسن ؟؟…
ظلت تنظر الى الهاتف بيدها بابتسامة فرحة وشعور بالكمال لاول مرة فها هي لأول مرة يهتم أحد لامرها سوي شقيقاتها وعمها وابنته …قطع شرودها صوت وقاص وهو يدلف الي المطبخ …
_عاوز ميه
لم تستمع إليه زمزم من الاساس فقد كانت شارده في الرسالة كما هي …حول بصره ناحية ما يلهيها عنه فوجد الهاتف بيدها فاقترب منها وهزها بقوة قليلا…
ذعرت زمزم من الحركة المفاجأة وسقط هاتفها منها ..
_ نن..نعم..
كانت تتهرب بعينيها من نظرات عيناه التي ثبتت عليها واخترقتها ..
_ عاوز مية..مش سامعاني ؟؟…
اخفضت رأسها عندما شاهدت إصراره علي تفحصها وهتفت بصوت خافت…
_ كنت عاوز حاجه..
_ اه…مية وتجيلي ف اوضتي يمكن تفوقي م السرحان ده شوية …
وخرج من المطبخ وانحنت هي حتي تجلب الهاتف الذي سقط منها وذهبت الي البراد حتي تجلب له الماء….
دق باب الغرفة ففتحت شيما الباب ونظرت إلى زمزم باستهزاء…
_خير!!…
امدت لها يدها بزجاجة مياه وكوب قائلة برقتها المعهودة…
_ وقاص كان طالب مية وقالي اجبهاله ف الاوضة …
_ طيب هاتيها ممكن تمشي بقي؟؟…
التفتت زمزم حتي تغادر لكن صوت رنين هاتفها فردت بسرعة غافلة عن هذه المرأة وراءها وهي تتسمع علي مكالمتها ..
_ الو..انا الحمد لله..لا كنت بعمل حاجات كده ف المطبخ ومعرفتش ارد …
جاءها صوت ياسر يقول…
_ مروحتيش شوفتي الأشعة ليه ؟؟..استاذ عبد القادر قالي ديه رجلك مينفعش تسكتي عليها كده خصوصا أن منظرها كان صعب جدا..
_ لا لا…انا اصلا مبحبش الدكاترة …والمرة اللي فاتت بابا هو اللي أصر على دكتور عشان رجلي ..وسبحان الله يعني ارتحت لحضرتك وخليتك تكشف عليا …يعني تجارب الدكاترة مش سهلة اوي كده بالنسبالي …
_عقدة صح؟؟…بسبب الحادثة اللي سببتلك الاعاق…الو ..الو..
علي الجهة الأخري …
اغلقت زمزم الهاتف دون قصد فقد ارتعشت يداها بسبب خروج وقاص من الغرفة علي حين غرة وهو يستدعيها حتي تتبعه الي غرفتها …فأغلقت الهاتف وإزالة اخر مكالمه من سجل المكالمات …
_ تعالي ..اقعدي بقي مش هفضل اقولك كل حاجة كده…
سارت زمزم حتي جلست علي الكرسي وانتبهت له …
_دلوقتي انت واحدة بس..انا وشيما اتنين ..طبعا من ساعة م جينا واحنا بنام ف الاوضة الصغيرة ديه..وانت بتنامي ف الكبيرة لوحدك …ف احنا عاوزين الاو…
قاطعته زمزم قائلة…
_ مفيش مشكلة انا اصلا كنت عاوزة استأذن نجاة هانم اني اخد الاوضة اللي ف الجنينة…عاوز حاجة تاني مني؟؟…
نهض وقاص من مكانه قائلا…
_ لا هو ده الموضوع اللي كنت هكلمك فيه بس…انت كنت بتكلمي مين ف التليفون؟؟…
ابتلعت ريقها بتوتر وهتفت…
_ ااا الرقم كان غلط…
وقاص بشك..
_ الرقم كان غلط…اممم طيب…
وخرج من الغرفة وهي وراءه حتي تعود لعملها بالمطبخ وتنهيه…
******************
بمنزل “عابد سلمي ” كانت تمارا تجلس علي الاريكة وبجانبها طفليها بمنزل جدتهم عندما دلف الي المنزل عابد بهيبته الطاغية …
امسك بيد والدته وقبلها قائلا…
_ عاملة ايه يا ست الكل؟؟…
ربتت والدته علي كفه قائلة…
_ الحمد لله يا حبيبي…انت اخبار شغلك ايه؟؟…
عابد بابتسامة ونبرة ذات معني …
_ الحمد لله..الشغل كويس جدا ..حتي اني اخدت اسبوع إجازة وهقعده كله هنا عشان زينب سافرت لأهلها ..
ارتعشت تمارا رغما عنها بعد أن صرح بمكوثه معهم لمدة أسبوع كامل وبالطبع لن يتنازل عن حقه فيها …فمنذ يومان اخذها لموعد استشارتها مع الطبيبة التي طمأنته بتمكنها من وقف النزيف وأنهم بامكانهم ممارسة حياتهم بطبيعية…
_ يلا يا تمرة قومي اطلعي مع جوزك …
زاغت بعينيها تحاول الهروب وهتفت..
_ طيب بس اقفلك ع الاكل الاول …
_ لا يا حببتي خلاص كتر خيرك انك عملتيه انا هتابعه…
حاولت تمارا الحديث لكن والدته أوقفتها وهي تقول بصرامة وقوة…
_ قولت مع جوزك يلا …جاي م الشغل تعبان وعاوز يرتاح …
نهضت تمارا من مكانها بضيق شديد وسارت نحو الباب يتبعها عابد …
دلفا الي الشقة بهدوء شديد لم يتفوه أحدهم بكلمة فقط الصمت هو الذي يسود الأجواء ..
_ انا جعان حضريلي الاكل لو سمحتي..
اومأت تمارا برأسها إيجابا وسارت الي المطبخ حتي تطهو الطعام..بعد الانتهاء من الطعام نظر عابد الي تمارا قائلا…
_ شيلي الاكل وتعالي الاوضة…
اغمضت عيناها بقوة وهي تهدئ من روعها …تعلم أنه نسخة من والدها ولذلك رفضته عندما تقدم لها …لكن والدها وطغيانه أصر علي إتمام تلك الزيجة وبسبب خوفها من والدها لم تتمكن من أخباره بعدم رغبتها فيها ….وكحال شقيقتيها اختارت التأقلم مع الظروف والتلوي معها اينما انجرفت بدلا من الاعتراض عليها من البداية…
_ سيبي النور مفتوح…
أجابت بصوت باكي…
_ لو سمحت خليني اقفله الله يخليك…
كانت تتوسل اليه وهي تعلم أنه لن يجدي معه …عابد لا يضعف ولا يتأثر أمام دموعها فقط الجمود هو ما يسود الأجواء بينهم …ولكن ذلك لم يمنعها من المحاولة مرة أخري …
_ يا عابد ااا…
_ خلصنا تعالي يلا…
سارت بخطوات بطيئة مثقلة نحوه …عندما بدأ بتجريدها من ملابسها اغمضت عيناها تحاول استرجاع ذكريات شبابها مع شقيقاتها حتي تنعزل عن الواقع وينتهي عابد مما يفعله ….تعلم جيدا بل إنها متيقنه انه تفرغ لها هذا الاسبوع لا لشئ سوي ليربيها علي امتناعها عنه ويضع الأمور في نصابها الصحيح بعلاقتهما وهي علاقة الخادمة بمخدومها…
الفصل الرابع…
بعد مرور اسبوع كان ناير يجلس أمام زهرة بالمقعد الموجود بالغرفة ينظر إليها بغموض وهي تبادله نظراته بابتسامة غريبة وغير متزنة …
_ الا قوليلي يا زهرة انت مرتاحه هنا ف المستشفي؟؟…
اومأت زهرة برأسها إيجابا وهتفت..
_ امممم… مبسوطه جدا هنا…المستشفي حلوة اوي..
ابتسم ناير بخفة وهتف…
_ طب الحمد لله انها عجباكي ومرتاحة فيها…
نظرت اليه زهرة بضيق حنق قائلة…
_ هو انت ليه مبقتش بتفكني ؟؟؟….
ناير بجدية…
_ مش لازم ..انا باجي اقعد معاكي ساعتين تلاته بالكتير ملهاش لازمة اني افكك يعني…
_ بس انا بستني الساعتين اللي بتجيلي فيهم عشان تفكني شوية …انا زهقت وانا مربطة كده…
عبث ناير بخصلات شعرها قليلا ثم قال..
_ بكرة تخفي وتبقي حصان ومحدش يربطك…بس ده بيعتمد عليكي اذا كنت عاوزة ولا مش عاوزة…
ردت زهرة بلهفة…
_ أيوة عاوزة…
_ خلاص يبقي تشدي حيلك بقي عشان تخفي كده وتشوفي اللي ف بطنك ده…انت طبعا عارفة أن الحاجات المخدرة اللي بتاخديها ديه بتضره عشان كده بيحاولوا يخففوهالك وده اللي بيزودلك الصداع والتعب…
وبنبرة ذات مغزى…
_ بس عشانه تستحملي اي حاجة مش كده بردو؟؟..
ارتعشت زهرة بداخلها قليلا ثم قالت بابتسامة مهتزة…
_ ااه..اي حاجة استحملها عشانه ….
مرر يده على وجنتها وانحني يقبلها بجبينها ثم انحني الي اذنها هاتفا…
_ صدقيني يا زهرة العيل ده لو نزل هعيشك ف جحيم ..انا ماشي دلوقتي …عندي شغل هجيلك بكرة ..
أشار لها بيده مودعا وغادر المشفي …اما هي فبعد مغادرته صاحت بأعلى صوتها تستدعي تلك الممرضة حتي تطلب منها جرعة اليوم مقابل ما يتركه ناير تحت الحساب بالمشفي تأخذه الممرضة وتعاود مطالبته بدفع الحساب….
كما توقعت تماما…تركها بعد أن فرغ منها واعاد الأمور الي نصابها الصحيح تركها مغادرا الي زوجته الأخري …كما أنه أصر علي معاقبتها فلم يتراجع عن انتقال طفليها للعيش مع والدته..
مازالت تتذكر اخر ما القاه علي مسامعها بأخر يوم بالاسبوع الذي أعاد تربيتها به…
” ده كان نتيجة تصرفك يا تمارا…اسبوع…اسبوع كامل استمتعت بيكي فيه…كل ليلة كنت ف حضني سبع تيام يا تمارا كل ما هتحاولي تتحديني هتفتكريهم…واقدر اقولك انك مش هتعملي كده تاني …لأنك مش هتبقي عاوزة تكرريهم تاني اصلا….”
فاقت من شرودها علي صوت باب المنزل يفتح ويدلف منه عابد وضرتها…اغمضت عيناها بقوة تحاول منع الدموع منهما ..
_ انت قولتي لمين انك جاية لامي ؟؟..
قالها عابد بحدة وصوت مرتفع قليلا …
_ انا مرحتش ف حته انا بس نزلت كام سلمة …كنت عاوزة اشوف عيالي …
_ ولو…كام سلمة…كام خطوة حتي ولا يفرق معايا الكلام ده ف حاجة اصلا ..تستأذنيني الاول ..
جاءت والدته علي صوته المرتفع وهي توجه كلامها الي تمارا قائلة بتحذير..
_ خلاص يا عابد حصل خير يا حبيبي …هي مكانتش بتروح ف حته اصلا الا عندي …مش هتعمل كده تاني …صح يا تمارا…
اخفضت رأسها محاوله السيطرة على دموعها أمام تلك الغريبة التي لمحتها تبتسم بخبث فرحة بما يحدث …
_ صح يا طنط…
_ اعتذري لجوزك واطلعي شقتك وتاني مرة تستأذني لما تحبي تجيلي…
تمارا بخفوت…
_انا آسفة…
وخرجت من المنزل بأكمله وصعدت الي شقتها…بمجرد أن أغلقت الباب خلفها تصاعد رنين هاتفها..
_ تنزلي دلوقتي عند امي تحت…
كان المتصل عابد زوجها قال لها ما يريده واغلق الهاتف بوجهها مباشرة…تأفأفت تمارا بنفاذ صبر وهي تقول..
” مش انت اللي عملتي فيها سبع رجالة ف بعض …استحملي بقي”…
نزلت تمارا إلي الأسفل مرة أخري بناءا على أوامر زوجها…
“روحي حضري الاكل مع زينب جوة”..
لم ترد عليه حتي فقد سارت نحو المطبخ بكل هدوء حتي تباشر عملها…
لم يخلو الوضع بينهما من مضايقات زينب لتمارا واخيرا اتمتها زينب بملء الحوض بأواني كثيرة وخرجت من المطبخ وهي تقول بنبرة ماكرة..
_ انا سيبالك تذكار بقي يا حببتي ف الحوض…سلام بقي..
اكتفت تمارا بالصمت ولم تعيرها انتباها من الاساس..
بعد انتهاءها من العمل كانت تمارا تضع الطعام علي الطاولة المستديرة ووجهت حديثها الي حماتها قائلة….
_ الاكل خلص يا طنط …
تغيرت ملامح حماتها الي الغضب وهتفت بصوت مرتفع حاد…
_ احترمي نفسك يا تمارا…اوعي …اوعي تقللي من احترام ابني…ابني ده يبقي جوزك …اوعي تنسي نفسك …كل الخير اللي انت عايشة فيه ده كله من شقاه وعرق جبينه…اعتذري لجوزك واطلعي شقتك مش عاوزة اشوف وشك دلوقتي خااالص..
فرت دمعه من عيني تمارا رغما عنها لكنها ازالتها بسرعة وهتفت بصوت حزين…
_ انا آسفة…
وغادرت المكان بأكمله ذاهبة الي شقتها حتي تستطيع البكاء بحريتها …
**********************
قلبها يرفرف من السعادة لا تصدق ما فعله بها خلال اسبوعان لا اكثر …أحبته بكل تفاصيله التي تعلمها والتي لا تعلم عنها شيئا …خلال هذا الأسبوع تبدلت حياتها كثيرا لم تعد تبكي كالسابق …أصبحت تجلس مع سيلين بغرفتها وتتحدث الي صديقاتها …حتي انها تشارك سيلين الرقص عندما تشغل المسجل …لا يعنيها وقاص في شئ ولا حتي زوجته…
لم يعد يؤثر فيها كلام السيدة نجاة أو حتي توبيخها لها بسبب اعاقتها أو لبطئها في إنجاز أعمال المنزل الملكفة بها..
فقط تهتم بملابسها …حررت شعرها من ربطته المعتادة واصحبت طوال الوقت تتركه منسدلا علي ظهرها …
باختصار دخول ياسر الي حياتها نعمة تشكر ربها عليها فى صلاتها المتقطعة وتتمني عدم زوالها…
دلفت إليها سيلين الغرفة وبمجرد أن رأتها حتي أطلقت صفيرا دلالة على اعجابها…
_ واااااو …ايه الجمال والشياكة ديه…انا كده هغير منك بقي…
قرصتها زمزم من وجنتها بخفة قائلة…
_ انت الاصل يا جميل..
وانحنت علي وجنتها وعضتها مما جعلها تصرخ…
_ اااااااااه ايه يا زمزم ده خدي الله…المهم بقي راحة فين كده يا جميل ؟؟؟…
_ عندي معاد عند دكتور ياسر…عشان الأشعة بتاعت رجلي…
دارت حولها سيلين وهي تتصنع التفكير قائلة…
_ امممم…دكتور ياسر…وانت متشيكة كده عشان دكتور ياسر ولا ايه؟؟…
ارتعبت زمزم بشدة وحاولت التماسك قائلة…
_ لا طبعا عجبتني الهدوم ف لبستها…انت عارفة أن انا كل فين وفين لما بخرج اصلا…
اقتربت منها سيلين ووضعت يديها علي كتف زمزم قائلة برفق…
_ زمزم انا اختك والله العظيم..صدقيني انا افرحلك لو حبيتي وحياتك اتعدلت بدل القرف اللي انت عايشة فيه ده…وبعدين حتي لو مش حب ف هو اثر عليكي بطريقة كويسة…كفاية أن خدودك رجعت تحمر تاني بدل لونك المخطوف دايما ده بسبب التعب…لسه شوية ع معاد الدكتور تعالي اقعدي واحكيلي كده من طقطق لسلامو عليكو…
سارت زمزم معها حتي جلست علي الفراش وبدأت تسرد لها ما حدث بينهم خلال هذا الأسبوع بدءا مما حدث عندما فحصها وأمرهم بالخروج الي اليوم الذي ذهبت فيه الي المشفي وتبادلا ارقام الهواتف بناءا علي طلب ياسر معللا طلبه ذلك بأنه يريد التحدث معها بشأن اعاقتها….
_يا سيدي يا سيدي…أيوة بقي…ياسر ده انا أعرفه من فترة مش كبيرة بس هو محترم جداااا…بس انا مستغربة ازاي كلمك وطلب رقم تليفونك وانت متجوزة؟؟؟…
_ لا م انا مش قيلاله…يعني هو مسألش واستنتج من عنده كده اني اختك الصغيرة وعمي يبقي بابا …
_ ودبلتك فين طيب ؟؟..
_ م انت عارفة أن انا قلعاها من ساعة م اتجوزت اصلا …
سيلين بتذكر…
_ ااااه صح….طيب يلا بقي عشان ننزل نروح معادنا عشان التأخير…
اومأت زمزم برأسها وسارت خلف سيلين بخطوات بسيطة وابتسامة رقيقة تزين ثغرها …
بالمشفي كان ياسر يمسك بالأشعة الخاصة بزمزم يفحصها…بعد أن انتهي ياسر منها التفت إلي زمزم وعبد القادر قائلا…
_ زي م اتوقعت تماما الورم الزرقان ده سببه التحميل علي رجليها وطبعا ده خلي العضم يلتهب لأنه اصلا تعبان …
عبد القادر بقلق….
_ يعني ايه يا دكتور ايه الحل دلوقتي ؟؟..
ابتسم ياسر بخفة وهتف مطمئنا إياه…
_ متقلقش يا استاذ قدري …انا بس بطمن حضرتك علي المنظر البشع بتاع المرة اللي فاتت..لكن الحل موجود أن شاء الله…
دلوقتي الآنسة زمزم رجليها بتوجعها جدااا والإعاقة فيها باينة…اعتقد ان الدكتور اللي قبلي قال لازم علاج طبيعي عشان اثر الإعاقة يخف شوية …صح؟؟…
نظر قدري الي زمزم التي اخفضت رأسها بعتاب وهتف…
_ صح يا دكتور ..
_طيب…احنا هنبدأ بالعلاج الطبيعي بعد م الورم ده يخف شوية..
_ للا..انا مش عاوزة العلاج الطبيعي ده…
قالتها زمزم بصوت متوتر مهتز..
قطب ياسر جبينه قليلا وهتف…
_ ليه يا انسة؟؟..
تولي قدري مهمة الرد هذه المرة لعلمه بعدم ردها على الطبيب مهما تحدث…
_ بعد الحادثة وكده راحت جلسة واحدة بس …مستحملتش الوجع كانت الجلسة كلها تقريبا صويت وعياط ف مرحتش تاني ..
ابتسم ياسر بخفة وهتف مطمئنا إياها..
_ طبيعي طبعا أنه يبقي فيه وجع..بس بصي لنص الكوباية المليان هتعرفي تمشي من غير ما تتكعبلي ف حاجة …هتعرفي تلبسي اي حاجة ومش هيهمك اذا كانت رجلك هتبان ولا لا …انت نفسك هتبقي عاوزة تخوضي التجربة…
_ بس وجعها انا مش هستحمله يعني صعب جدا ده غير أن الدكاترة بتوع العلاج الطبيعي دول بيبقوا عنديين جدا يعني الدكتور ده كنت بعيط ادامه وهو برضه كمل…
_ طبيعي جدا أنه يكمل …انت متعرفيش المرضي يبقوا عنديين ازاي يتمسكنوا ويعيطوا دول الستات طبعا وتفضل كده كل جلسه وف النهاية مفيش تحسن…
لم ينتبه ايا منهم الي قدري الذي خرج من الغرفة ليتحدث في الهاتف واكملا حديثهم الي أن هتف ياسر بأسف…
_ المرة اللي فاتت انا مكانش قصدي اني افكرك ب الإعاقة أو حاجة …بس انا كنت بسأل عادي ..انا اسف..
زمزم بلهفة ..
_ لا طبعا حضرتك بتتأسف ع ايه …اصلا التليفون وقع مني واتقفل بس انا مكانش قصدي خالص و والله ولا زعلت اصلا …
ابتسم ياسر بلطف وبعدها دلف قدري الي الغرفة مرة أخري…
_ خلاص يا استاذ قدري انا والأنسه زمزم اتفقنا خلاص هتيجي الاسبوع الجاي عشان العلاج الطبيعي بس مش هنا هيبقي ف المركز بتاعي أن شاء الله ..
صافحه قدري شاكرا إياه علي قدرته في التأثير على قرار زمزم وغادر المشفي عائدا الي المنزل مرة أخري …
الفصل الخامس…
هرج ومرج بالطابق الثاني بالمشفي …ممرضين واطباء يذهبون هنا وهناك وهم يدعون بداخلهم ألا يحدث ما يخشاه أحدهم …ولكن إرادة الخالق سبحانه فوق كل شئ…
لم يستطع ايا منهم أو مجهوده وتعبه أن ينقذ الجنين داخلها…
لكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل…
الان عليهم الانتظار الي أن يأتي زوجها ولكن ليس كزائر…وانما بصفة رسمية…
بعد قليل كان ناير يصعد درجات الدرج بسرعة وملامح غاضبة للغاية حتي وصل إلي الغرفة الموجودة بها زوجته كما أخبروه…
كان الطبيب قد خرج من الغرفة المحجوزة بها زهرة وتفاجأ بوجود ناير أمامه…
_ انا عاوز افهم ازاي ده حصل ؟؟؟…
ابتلع الطبيب ريقه بصعوبة شديدة وقلق من هدوء ناير فالمعروف عنه أنه عصبي للغايه ولكن الان يتحدث بكل هدوء …
_ المدام سقطت …
_ وده حصل ازاي؟؟…حصل ازاي يا دكتور يا محترم والمدام متربطة ف السرير ٢٤ ساعة!!!!…
كان الطبيب يحاول السيطرة علي خوفه من القادم …يعلم أن ما سيقوله الان سيضيع ذرة العقل الموجودة ب ناير…هذا اذا كانت توجد اصلا في حالته العاديه…
_ أعتقد أن المدام رجعت تتعاطي المخدرات تاني..لان احنا لاقينا دول ف هدومها…
وأخرج الاكياس الصغيرة التي كانت تحوي شئ لا يذكر من المسحوق الابيض…اخذها منه ناير بهدوء وضعها بجيب بنطاله وبسرعة لم يتداركها الطبيب كانت لكمة قوية تطيح بوجهه …
_ ديه عشان تبقوا تشوفوا شغلكوا كويس بعد كده …دلوقتي تعملولها تحاليل والنتيجة تطلع النهاردة سامع…
اومأ الطبيب برأسه موافقا ثم فر من أمامه بسرعة..
****************
تقف أمام المرأة تضع احمر شفاه لامع فقط مع تحديد عيناها العسلية بكحل حتي تبرز جمالهما…وتركت شعرها منسدلا علي ظهرها برقة …دقات علي باب الغرفة جعلتها تهتف بسرعة….
_ اتفضل يا عمو ادخل …انا خلاص خلصت …
لم يكن الذائر سوي “شيما” زوجة بن عمها_كما اختارت أن تسميها_…
_ اهلا يا شيما اتفضلي….عاوزة حاجة؟؟…
شيما بابتسامة مصطنعة…
_ الحقيقة اه كنت عاوزة…يعني النهاردة عندي فرح كده انا ووقاص طبعا الفرح ده جه ع غفله كده ف مكنتش عامله حسابي يعني….و طنط نجاة قالتلي اطلع اخد من عندك فستان لانهم عندك ومش بتلبسيهم عشان رجلك يعني وكده ..
زمزم ابتسامة علي صفحة وجهها وهتفت …
_ عندك الدولاب يا حببتي خدي اللي انت عاوزاه….
وخرجت وتركتها مسرعة عندما صاح عمها مناديا إياها حتي لا يتأخرا عن موعد الجلسة…فخرجت مسرعة وتركت هاتفها بالغرفة ….
بالمركز الخاص بالدكتور ياسر …كان ينتظرها علي احر من الجمر وابتسم بارتياح عندما شاهد سيارة السيد قدري أمام المركز …