_ اهلا وسهلا…ازيك يا استاذ قدري؟؟…
_ الحمد لله يا دكتور…انت اخبارك ايه ؟؟…
_ الحمد لله بخير…
قم حول بصره ناحية زمزم متجاهلا سيلين تماما …
_ ازيك يا آنسة زمزم؟؟…احسن النهاردة؟؟..
زمزم بخجل..
_ الحمد لله..احسن…
-طيب اتفضلي ادخلي جوة ف الاوضة الكبيرة اللي قدامك ديه وانا هاجي عشان نبدأ الجلسة…
اومأت برأسها إيجابا وسارت الي الغرفة برفقة سيلين…
تحدث قدري بابتسامة عملية قائلا..
_ تمام يا دكتور …مش هوصيك علي زمزم هي مهمة عندي اوي ..
ياسر مطمئنا إياه…
_ طبعا مش هتوصيني….
غادر قدري المركز واتجه ياسر نحو الغرفة الموجوده بها زمزم وشقيقتها ….
_ الحمد لله انك اخدتي ع المكان بسرعة…
نظرت اليه زمزم بابتسامة عريضة قائلة…
_ اه تقدر تقول كده…يعني سيلين هي اللي جابتلي الهدوم ديه عشان اغير وهي اللي ربتطلي شعري كمان …
_ لا احنا نشكر الآنسة سيلين بقي…طيب نبدأ؟؟؟..
اختفت ابتسامتها تماما وظهر الخوف علي محياها..
_ اوكي احنا لسه مبداناش اصلا عشان الخوف ده…شوفي لازم تبقي عارفة أن كده كده هيبقي فيه وجع رهيب ف الاول طبعا عشان انت مريحاها خالص لما بتتعبي بتقعدي ترتاحي مفيش تمارين ولا اي حاجه…
اقترب منها وامسك يقدمها يبدأ أولي مراحل العلاج الطبيعي…طوال فترة الجلسة كانت زمزم تحاول قدر الإمكان الا تبكي أو تطلب منه التوقف ولكن الالم زاد عن احتمالها فصرخت بقوة…
_ لا…لا كفاية…كفااااية مش قادرة…
وحاولت التملص منه لكن ياسر لم يتوقف وتابع عمله دون أن يكترث …ظلت تبكي وتطلب منه أن يتوقف الي أن هتفت سيلين بتوتر…
_ط..طب سبها بس تريح خمس دقايق …
لم يلتفت إليها ياسر حتي وانما هتف بجدية…
_ الساعة كام يا آنسة معاكي؟؟…
سيلين باستغراب….
_ الساعة اتنين ونص…
_ تمام …حضرتك ممكن تستني برة ونص ساعة كده والانسة هتخرج…لو مش قادرة تستحملي صوتها يعني…
اغتاظت سيلين منه وخرجت من الغرفة بغضب …وواصل ياسر عمله مع زمزم الي أن انتهت الساعة الي آخرها فابتعد عنها وتركها…
_ احم …شوفي انت لازم تروحي ترتاحي يعني متعمليش اي مجهود نهائي مهما كان صغير …
لم ترد عليه زمزم فقد دفنت وجهها بين كفيها وظلت تبكي بنعومة..
خرج ياسر من الغرفة وهتف محدثا سيلين…
_ آنسة سيلين احنا خلصنا …اتفضلي حضرتك ساعديها تغير هدومها لانها مش هتقدر تعمل حاجة هي دلوقتي تقريبا جسمها شبه متكسر…
اومأت سيلين برأسها وغادرت مسرعة الي الغرفة وما أن شاهدت حالة زمزم حتي هرولت نحوها تحتضنها …
_ خلاص يا زمزم ..اهدي يا حببتي..اقولك..يلا تعالي البسك ونخرج نتغدي برة..
ساعدتها سيلين حتي انتهت من ارتداء ملابسها وخرجا من المركز بأكمله دون أن تلقي السلام عليه حتي أو تلتفت له …
ظهرت نتائج التحاليل بمنتصف الليل ..كانت الطبيب يرتعد خوفا من اعطائها لناير…ولكن ليس بيده حيلة سوى الدعاء والتضرع الي الله حتي لا يطاله اذي ناير خاصة وأن التحاليل أثبتت تعاطي زهرة للمخدرات بصورة كبيرة جدا مما ادي الي إجهاضها…
تقدم الطبيب من ناير يمد يده بالتحاليل…
_ اتفضل..ديه نتايج التحاليل ..
نظر إليه ناير بحدة قائلا بصوت ساخر…
_ حد قالك اني خريج زفت طب!!!…ما تخلص وتقولي فيها ايه؟؟…رجعت تتعاطي تاني ولا لا؟؟..
_ أأأأ…أيوة رجعت تتعاطي تاني…
شتم ناير بسره بغضب شديد ثم التفت إلي الطبيب قائلا…
_ هي تخرج امتي؟؟؟…
_ يعني يومين كده ولا حاجة والمدام تبقي زي الفل …وتقدر تخرج أو تكمل علاجها …
_ لا والله ..تكمل علاجها ولا تكمل موتها !!..غور امشي وانا مش هسيبكوا انا هبلغ عنكوا وهشتكيكوا …عاوز سجلات الكاميرا بتاعت اوضتها وبتاعت الطرقة…
انصرف الطبيب حتي يفعل ما أمره به ناير …
دلف ناير الي الغرفة المحجوزة بها زهرة فوجدها نائمة كعادتها مؤخرا بعد ما حدث وفقدانها لطفلها ..
“تفوقي بس يا زهرة…تفوقي بس وانا هعالجك…”.
****************
دلفت زمزم الي المنزل بمساعدة سيلين ابنة عمها إذ أنها كانت متعبه كثيرا بعد جلسه العلاج الطبيعي تلك..
قابلتها زوجه عمها وهي في طريقها إلي الغرفة ولم تسلم منها …
_ خير يا سيلين مالها الاخت؟؟…
_ تعبانة يا ماما لسه راجعة من جلسة العلاج..
مطت نجاة شفتيها ثم قالت بسخرية…
_ وياريته يجيب نتيجه…
وغادرت من أمامهم تحت نظرات سيلين المستاءة ودموع زمزم..
بعد مرور بضعه ساعات كانت سيلين تدق الباب حتي تدلف الي غرفة زمزم…
_ ادخل…
سيلين بابتسامة…
_ ايه يا زوزو…تعالي عشان الغدا يلا…
_ مش قادرة انزل والله يا سيلين…وانا مش جعانة اصلا..
تصنعت سيلين الزعل وهتفت بصوت حزين….
_ يعني انا طالعه اندهك وانت تقوليلي مش قادرة…خلاص هطلبلك الاكل هنا واكل معاكي …
اومأت زمزم برأسها وهتفت…
_ ماشي اطلبي الاكل هنا…انا مقدرش علي زعلك يا سيلا..
بعد أن انتهيا من تناول الطعام خرجت سيلين من الغرفة وتركت زمزم …
أصدر هاتفها صوتا يخبرها بوصول رساله ما فالتقطته بسرعة حتي تفتحه..
” زمزم انا اسف…بس صدقيني ده اللي المفروض يحصل …هتشكريني بعد كده ع اللي بعمله ده…المهم انت دلوقتي اخبارك ايه؟؟؟…”
وبذلك نسيت زمزم ما حدث…ونسيت ايضا الم ساقها …ياسر مهتم بها …يهتم لمشاعرها كما لم يفعل أحدا من قبل ….ياسر يعاملها كإنسانة طبيعيه…ينسي اعاقتها تماما ويتعامل معها كأنثي بها من معالم الأنوثة ما يكفي ويفيض….
*********************
مر اسبوع اخر…يليه اخر ولم يأتي إليها أو لأبنائه عاد كما كان قبل أن تشعل فتيل غضبه…ما الاسبوع الذي قضاه معها سوي عقاب علي رفضها له..كيف ترفض “عابد سلمي”؟؟…بالتأكيد جُنت … ولكنه أصر أن يجعلها تدفع ثمن جنونها ذاك…
نظرت إلي نفسها بالمرأة وابتسمت بسخرية مريرة…خلال ستة أشهر وصلت الي هذا الوزن …بدلت ثيابها كاملة الي عباءات حتي تداري بها زيادة وزنها…كما أنها لا تخرج من المنزل إلا للضرورة فقط…
شردت بفكرها بعيدا إلي ذلك اليوم الذي علمت فيه بزواجه من أخري ثارت…غضبت ..ولكن لم تستطع الصمود أمام غضبه …
“مقصرة معاك ف ايه عشان تتجوز عليا؟؟…خلفة ؟؟…الحمد لله جبتلك الواد والبت…جمال.؟..جميلة بشهادة الكل ومحدش بيصدق اني متجوزة اصلا …حقوقك؟؟…بتاخدها مهما كنت تعبانة أو بموت حتي مبقولكش وبضغط علي نفسي عشان ممنعكش من حقك…ليه تتجوز عليا لييييييييه؟؟!!!….
لم يهتز قليلا حتي من انهيارها أمامه فقط ما لفت نظره هو صوتها المرتفع …
” وطي صوتك يا تمارا …انا اتجوز مرة واتنين وأربعة محدش ليه عندي حاجه…انا حر …
صرخت بجنون …
_ لا مش حر…لا انت اتجوزت عليا من غير سبب…اتجوزت وبس …انت اتجوزت لأنك ناقص …ناقص وحاسس اني كتيرة عليك …رحت لواحدة زيك ناقصة عشان تبقي سي السيد عندها وتديك مكانتك كإنك كامل…
كان ذلك اخر ما تفوهت به من جنون وكلمات لا تعلم عواقبها جيدا…انتهي بها الأمر علي الفراش وهو فوقها مستعينا ببنيته القوية بعكسها ..أما هي فاستسلمت وفاقت من نوبة الجنون التي اجتاحتها
الفصل السادس..
كان يجلس بجانبها علي الفراش منتظرا استيقاظها من النوم كما أخبره الطبيب …
فقد اخذها ناير من المشفي ونقلها الي المنزل بعد أن جهز لها غرفة بالمنزل حتي يتابع ويشرف هو علي علاجها…
تململت زهرة في فراشها وفتحت عيناها وهي تضع يدها علي رأسها بملامح منزعجة…
ابتسمت زهرة عندما شاهدت ناير أمامها وهتفت…
_ازيك يا ناير؟؟…فينك بقالك كتير مبتجيش؟؟…
ثم حولت بصرها بأنحاء الغرفة الموجودة بها ..لم تكن غرفة المشفي …
_انا فين؟؟..
_ انت ف البيت…
أفلتت ضحكة صغيرة منها ثم قطبت جبينها قائلة …
_ ازاي يعني ف البيت!؟…وليه ف البيت اصلا … مش المفروض اني بتعالج!!…
اومأ ناير برأسه ونهض من مكانه قائلا…
_ المفروض…المفروض انك بتتعالجي فعلا..بس لما تكوني انت مش عاوزة تتعالجي ووجودك ف المستشفي بيتعبك اكتر وبيدهور حالتك اكتر يبقي ملهاش لازمة وتخرجي منها…ولا انت ايه رأيك؟؟…
اجفلت من كلامه الغير متوقع فطوال فترة تعبها كانت مخدرة ..فقد أمر ناير الأطباء بتخديرها حتي ينتهي من إجراءات خروجها من المشفي وينقلها الي المنزل …
_ انا مش فاهمه حاجه…بس انا حالتي كانت كويسة ف المستشفي …
ضحك ناير بسخرية ثم قال…
_ حالتك كانت كويسة!!!…ده قبل البودرة ولا بعدها ؟؟…علي حد علمي انت اول م روحتي المستشفي مكنتيش طيقاها..ومن كام اسبوع بدأتي تحسي انك مرتاحة فيها…مش حاجة غريبة ؟؟…
اتسعت عيناها وخوف معا وتلقائيا وضعت يديها على بطنها…تفهم ناير جيدا فهو إذا علم بتعاطيها المخدرات مرة أخري كان عاقبها بداخل المشفي ..لكن هدوءه والسخرية التي تظهر على صفحة وجهه الان اخبرتها أن شيئا ما حدث لجنينها…
_ اممم…فعلا يا زهرة انت مبقتيش حامل خلاص مفيش عيل ..وحتي اني قرفان اقرب منك عشان نجيب عيل تاني..بس صدقيني هدفعك تمن العيل اللي راح ده..
تحرك ناير ناحية الطاولة المستديرة الموجودة بالغرفة وأخذ صينية الطعام وسار ناحية زهرة …
_ اول ايام الجحيم يا زهرة….فطارك وكمان كام ساعة هيجيلك الغدا…لو وقعتي الاكل ف مفيش غيره…بالإضافة لأنك هتنضفي اللي عملتيه…
انا لا عندي مصحات ولا علاج ..هتتحبسي هنا لحد السم ده م يخرج من جسمك..حتي لو بعد ميت سنة…
عاملتك زي الناس ووديتك مصحة بس انت رفصتي النعمة ..شيلي بقي…
وخرج وتركها في وكل ما يدور برأسها أن ايامها هنا لن تمر بسلام ابدا …
********************
على طاولة الغداء كانت تجلس نجاة وزوجها ووقاص وزوجته وسيلين وبجانبها زمزم التى تمسك بهاتفها طوال الوقت ولا تفارقها تلك الابتسامة المحبة على شفتيها …كان عمها يتابعها بابتسامة صغيرة وتعبيرات غامضة الى ان انتفضت زمزم على صوت زوجة عمها توبخها كعادتها…
-ياريت تبطلي توزيع ابتسامات هنا عاوزة توزعيها اطلعي اوضتك مش ناقصين احنا…
اخفضت زمزم رأسها ونظرت الى طبقها بعينين مدمعة حتى تحدثت شيما بنبرة خبيثة متوارية ولكنها بالطبع لم تخفي على نجاة…
-معلش يا طنط سبيها هي اكيد بتكلم صاحبتها او حاجة…اصلا طول اليوم فونها مش بيبطل رسايل واتس اب..
قبضت زمزم على هاتفها بقوة مذعورة ولم تقوى على رفع عيناها ولكن سيلين كانت تستعد للهجوم على تلك الماثلة امامها اذ انها لا تحبها ابدا وتتمني خروجها من المنزل بلا رجعة…
-ملكيش دعوة يا شيما ..رسايل واتس اب مكالمات فيديو حتى ملكيش علاقة …هي مبتجيش تقولك وريني تليفونك وكلنا بنبقي سامعين الرسايل اللى بتجيلك على اى اب ف الفون …ف متدخليش ف اللى ملكيش فيه…
قاطعها وقاص عندما نظر الى زمزم بقوة قائلا…
– تعالى ورايا…
هربت الدماء من جسد زمزم وشحب لونها لم تتوقع ان يأمرها باتباعه فجميع لقاءاتها مع وقاص كان التجاهل هو ما يسيطر عليها يلقي اوامره ثم يذهب من امامها وهى تفعل ما يأمرها به بصمت خشية مواجهته او التشاجر معه…
ابتسمت نجاة بتشفي وفرح فهي تعلم ابنها جيدا رغم هجره لها لكنه لم ولن يرضي ان تقلل من احترامه او تتصرف بما يضع رأسهم بالطين …لم يتحرك عبد القادر من مكانه ولم يتفوه بحرف او يدافع عنها حتى وذلك ما اثار ريبتها فقط سيلين هى من نزعت منها الهاتف حتى انها لم تخبرها بما فعلته واعطته لها مرة اخري…
تحركت زمزم بخطي متثاقلة نحو الغرفة التى دلف اليها وقاص ومعها هاتفها …اوشك قلبها على التوقف من قوة نبضاته التى كادت ان تحطم اضلعها ….
اخيرا دلفت زمزم الى الغرفة واغلقت الباب خلفها كما امرها وقاص…
-هاتي تليفونك…
مدت يدها بالهاتف بأصابع مرتعشة خائفة من انكشاف امرها ..التقطه وقاص وحاول فتحه لكنه وجده بكلمة سر…
وقاص بحدة…
-هو انا فضل ازقك بقي ولا ايه؟؟…لما انت عارفة انه بزفت باسورد م تفتحيه…قولي الزفت…
حمدت ربها انها لم تضع كلمه السر حروف اسمه لكانت الان فى عداد الاموات فقط اليوم الاول الذي تقابلا به ومن المؤكد ان بضعة ارقام منفردة كما تقولها هي لن يستطع وقاص معرفة هويتها او ماذا تعني …
فتح وقاص الهاتف وبحث فى كافة محتوياته لكنه لم يجد شيئا -كما ظنت هي-…
-طيب يا زمزم خدي تليفونك واطلعي..
عقدت جبينها باستغراب وتوجس فهو لم يتوصل لشئ…ولكن كيف؟؟..من المؤكد ان ما فعلته سيلين بالهاتف هو ما ادي الى عدم معرفته بشئ بشأن ياسر …لا يهم اي شئ الان فقط ما يهمها انه لم يكشفها …
خرجت من الغرفة مسرعة قدر استطاعتها وصعدت الى غرفتها وتبعتها سيلين حتى تعلم ماذا حدث…
*****************************
التقطت هاتفها حتى تتحدث الى شقيقتها وتخبرها بقرارها الجديد والذي توصلت له بالنهاية …ضغطت على رقمها وانتظرت حتي ترد عليها شقيقتها وبالفعل بعد ثوان وصلها صوت زمزم المرتعش الخائف وهى تعلمه جيدا..على الفور نسيت ما اتصلت بها بشأنه وراحت تسألها بلهفة وقلق…
-مالك يا زمزم؟؟…صوتك ماله؟..
جاءها صوت زمزم على وشك البكاء…
-كـ..كنت هتكشف يا تمارا…انا ميتة ف جلدى م الرعب ..
-ليه يا حببتي بس مالك؟؟…تتكشفي ليه انت بتعملي ايه اصلا؟..
انفجرت زمزم باكية بعنف وقالت…
-ياسر..ياسر يا تمارا كنت هتكشف فعلا ووقاص اللى كان هيكشفني لولا سيلين مسحت الرسايل ….
تنهدت تمارا براحة ثم حاولت تهدأة زمزم قائلة…
-طب اهدي بس…الحمد لله اهو متكشفتيش الحمد لله يلا قومي اغسلى وشك وتعالى عشان عاوزة اكلمك ف موضوع كده..
نهضت زمزم من مكانها وفعلت كما امرتها شقيقتها …
-ها يا توتا كنت عاوزة تقولي ايه؟؟…
بدأت تمارا الحديث بحماسة اثارت استغراب زمزم واهتمامها ايضا فانتبهت اليها بجميع حواسها..
-شوفي يا ستي…طبعا زى م انت عارفة انا عجلة واااد كده على غير العادة…يعني وصلت لوزنى ده ف ست شهور بس.. .وبسبب الوزن ده غيرت استايل لبسي كله وبقي عبايات او تونيكات بس..بصراحة زهقت من شكلي كده ف انا قررت انى اخس وارجع زي الاول انت ايه رأيك؟؟…
هتفت زمزم بصراخ وفرحة…
-انت بتسأليني ع رأيي ؟!!…طبعا معاكي يا متخلفه انت لازم تخسي وترجعي زى م كنتي طبعا…
زادت حماسة تمارا واتسعت ابتسامتها وتابعت..
-امبارح بدأت رجيم من صفحة ع الفيس بتنزل نظام اكل وكدة والحمد لله ماشية عليه كويس لغاية دلوقتي بس فيه مشكلة صغنونة كده وانت اللى ف ايدك الحل…
زمزم بسرعة…
-عنيا ليكي يا توتا قوليلي بس انا ف ايدي ايه وانا هعمله فورا…
-لازم رياضة …والرياضة ديه مش هتيجي الا اذا نزلت اتمشيت كل يوم ساعة ع الاقل ع مدار اليوم..وعابد مش هيرضي ينزلني الا لو كان حد معايا ف انا فكرت انى اقولك عشان تنزلى معايا وهو كده يبقي مطمن لان انت عمو قدرى مبيسبكيش تنزلى من غير حراسة وديه حاجة هتنفعني طبعا…
-اوكي يا توتا اتفقنا بس خليها ع 10 الصبح كده ننزل واهو بعد الساعة اروح جلسة العلاج علطول…ماشي؟؟..
-طبعا ماشي يا قلب توتا…باي يا حببتي..
ودعتها زمزم كذلك واغلقت الهاتف والتفتت الى سيلين حتى تسألها ماذا فعلت بالهاتف واخفت اثر حديثها مع ياسر؟؟…
-سيلا انت عملتي ايه ف التليفون …وقاص معرفش يطلع حاجة خالص من عليه؟؟..
امسكت سيلين بياقة قميصها وهتفت بغرور مصطنع…
-عشان تعرفي بس فايدتي ف حياتك يا بنت عمو ناصر…معملتش حاجة بما انى عارفة باسورد الفون ف فتحته ومسحت الواتس خالص …وطبعا بما انك دهولة يا حياتي وادتيني انا التليفون عشان انزلهولك م الاساس ف الرسايل مضاعتش …لا تقلقي عزيزتى…
قفزت زمزم من مكانها وانقضت على سيلين تحتضنها بقوة وهى تبكي وتلقي على مسامعها عبارات الشكر والامتنان الغير منتهية….
مرت عليها الدقائق بثقل شديد مع مرور كل ثانية كان الم رأسها يتضاعف اكثر من ذي قبل …سابقا وقبل ان تعاود تعاطي تلك السموم كانت بدأت تعتاد على الم رأسها قليلا ولكن امكانية وجود المسحوق الابيض جعلتها تلقي ما بنته خلال شهر من العلاج وراء ظهرها وانجرفت وراء الممرضة وعاودت تعاطي المخدرات…
تناولت طعامها كما امرها ناير ولم تتسبب فى احداث ضجة قدر استطاعتها فزوجها لن يتوانى عن تنفيذ تهديده اذا ما حاولت اثارة المشاكل بالغرفة او العبث بمحتوياتها…
فتح الباب ودلف منه ناير يحمل صينية طعام بيده نفس المشهد يتكرر وضع الصينية على الطاولة الصغيرة بالغرفة والتفت لها قائلا…
-الغدا..يلا كلي كده انت خسيتي خالص عاوز اجي اخد الاطباق ديه الاقيها ممسوحة…
واستعد حتى يخرج من الغرفة فاستوقفته زهرة قائلة بصوت مهتز وعينان مدمعة…
-مـ..ممكن تـ..تديني حاجة للصداع يا ناير؟؟…
لم يلتفت لها واجابها قائلا بصوت حاد لا يقبل النقاش..