
بعد مرور عدة أيامٍ آُخر
كانت جالسة فوق ذاك المفرش الموضوع فوق أرض تلك الساحة الخضراء تفترش الأرض هي وصغيرتِها و والدتها وشقيقتها رانيا وخطيبها طارق الذي لم يتركهم في محنتهم تلك ولو للحظة
ويجاورهم ذاك الحسن صاحب الدعوة والذي أصّر علي قبولها من سحر التي كانت مُعترصة في بداية الأمر، لكنهُ صمم حيثُ أقنعها أن التنزُه بين الساحات الخضراء والمناظر الطبيعية هو كل ما تحتاجهُ أمل في تلك الفترةِ الصعبة، وأنهُ سوف يُفيد أمل ويجعل من حالتها النفسية والمزاجية أفضل وأكثر تفاؤلاً
كانت تداعب صغيرتها التي تخطت سعادتُها عنان السماء بفضل مكوثها داخل أحضان والدتها الحانية التي حُرمت من ضمتها بفضل تفكير راوية العقيم وجبروتها
أمسكت إحدي ثمرات التُفاح الموضوعة داخل سَلة الفواكه أمامهم والمليئة ببعضٍ من الفواكة الأخري المتنوعة بجانب بعضً من المُسليات والحلوي والأطعمة التي أحضرها حسن من أجل قضاء يومهم المميز ذاك
ناولت ثمرة التفاح إلي صغيرتها التي تناولتها منها وتحدثت بحب وهي تقضمها :
_ ميرسي يا مامي
إحتضنتها أمل بحب ثم نظرت بإمتنان إلي حسن وأردفت بنبرة صوت تملؤهُ السعادة لأجل صغيرتها :
_ مش عارفة أشكر حضرتك إزاي يا أستاذ حسن علي اليوم الجميل ده، ما تتصورش إزاي فرق معايا أنا شخصياً ومع كارما
أكدت رانيا الجالسه بمقابلتها بنبرة حماسية :
_ عندك حق يا أمل، إحنا فعلاً كنا محتاجين لخروجة في مكان مفتوح زي ده
ونظرت إلي حسن وتحدثت بإستحسان:
_ إختيار حضرتك للمكان إختيار رائع وموفق جداً
إبتسم لهما وشعر بالسعادة تقتحم قلبهُ من إستحسان نجلتي حبيبتهُ بما قام به من أجل إسعاديهما وحبيبته
تحدث إليهما بحميمية :
_ مبدئياً كدة أنا مش عاوز أسمع أستاذ حسن دي منكم مرة تانية
إنتم زي بناتي بالظبط، ولو كان ربنا رزقني ببنات مكُنتش هتمني غير إنهم يكونوا شبهكم في كل حاجة
تحدثت أمل إليه مرةً آخري بإمتنان :
_ شكراً لذوق حضرتك، بس يعني عاوزنا نقول لحضرتك إيه
إبتسم لها وهتف :
_ قولولي يا عمو، إيه رأيكم
تحدثت رانيا بدُعابة :
_حاضر يا عمو
وقفت أمل وأمسكت كف يد طفلتِها وتحدثت إليها :
_ يلا بينا يا كوكي نجيب الأيس كريم اللي بالشيكولا اللي بتحبيه
صفقت الصغيرة بمرح وسعادة وتحركت بجانب والدتِها
وأنسحبت رانيا وخطيبها أيضاً وتحركوا للتنزه وسط الأشجار
ولم يتبقي سوي ذاك الحسن الأصيل وسحر التي نظرت إليه وأردفت قائلة بإمتنان وأبتسامة شكر إرتسمت فوق ثغرها فزينته :
_ متشكرة جداً يا حسن علي اليوم الظريف ده
ثم نظرت إلي أمل التي تتحرك بمرح بجانب صغيرتها وتُداعِبُها وأكملت حديثها بنبرة ضعيفة :
_ من زمان ما شفتهاش فرحانة والضحكة مالية وشها كده
تنهد بحُزن لأجل حبيبته ثم تحدث بمؤازرة :
_ أصبري يا سحر وإدعي لها ، وصدقيني أنا عندي شعور ويقين إن ربنا شايل لأمل حاجات حلوة كتير لسه هتعيشها وهتشوفها في دُنيتها
هزت رأسها بموافقة وأردفت وهي تنظر إليه متلهفة :
_ يارب يا حسن، يارب