
-أيوة بطلت احبه …مراد انتهى من حياتي !!
ومن خلف الباب كان مراد يسمع كل كلمة ووجهه شاحب كالأموات …طحن أسنانه بقوة وهو يتجه إلى المطبخ ويلقي الأشياء بغضب …هو يفعل المستحيل لإرضاؤها وهي ترد عليه بتلك الطريقة…
…………..
في الليل …
قبل مراد راس ابنتيه وهما نائمات ثم دثرهما برفق وخرج من الغرفة بهدوء وهو يتجه إلى غرفته هو ومنار …
وجدها تمشط شعرها وتقف أمام المرآة …وقف خلفها وهو ينظر إلي انعكاسها بالمرآة ….هربت هي بنظراتها منه وهي تكمل تمشيط شعرها …
انتهت آخيرا وهي تستدير وتحاول تجاوزه ولكنه أمسك ذراعها وقال :
-انا سمعت كلامك مع تقى …
لم تُخفي صدمتها فأكمل هو والجـ,ـرح في عينيه :
-صحيح بطلتي تحبيني ؟
رفعت راسها بقوة وقالت:
-أيوة بطلت أحبك ..
شدها من ذراعها حتى التصقت به وقال:
-أنتِ كدابة …
ضحكت بسخرية وقالت:
-ده اللي أنت بتتمناه بس صدقني يا مراد أنا بطلت أحبك …
وكادت أن تبتعد عنه الا أنه حملها على ظهرها وقال؛
-أنا هوريكي دلوقتي أنك بتحبيني …
ثم اتجه بها الى الفراش بينما هي تزعق به وتضربه على ظهره …اسقطها على الفراش وفيه عينيه نية عرفتها فورا !!! نية لجعلها تخضع له …وهي قررت ان تفوز اليوم …لن تجعله يفوز عليها او يخضعها …قررت ان تحارب بقدر ما يمكنها ..
-أنا مش عايزاك مبتفهمش …ابعد عني !!!
صرخت منار وهي تحاول أبعاده عنها بينما يقترب منها أكثر …كانت تختنق …لا تطيق أن يلمسها ولكن مراد أمسك ذراعيها وثبتها على الفراش وهو يقترب منها لتصرخ هي :
-خلي عندك دم قولتلك مش عايزاك ..مش عايزاك …خلي عندك كرامة …لو لمستني غصب عني ده هيبقى اغتصاب …
ابتعد عنها كالملسوع وقال بصدمة :
-اغتصاب !!!!
نهضت و هزت رأسها بقوة ثم قالت:
-أيوة أغتصاب ؟!لاني انا مش عايزاك دلوقتي ..
طحن أسنانه بغضب وقال:
-وعلى ايه تتهميني بالإغتصاب …أنا سايبلك البيت كله اهو …افرحي بيه…وافرحي وأنتِ بتخسري جوزك بإيديك…لما تلاقيني بطلت أحاول معاكي متلوميش الا نفسك وبس !!
…
ثم.ترك المنزل بأكمله وخرج ….
…
توقف برهة وهو يجد هنا أمام شقتها ..نظر إليها بحيرة وقال؛
-بتعملي ايه برا دلوقتي ؟!
-الانبوبة خلصت وانا مبعرفش أغيرها فقولت أعمل شاي على البوتجاز اللي تحت
-ادخلي يا هنا أنا هغيرلك الأنبوبة …
دخلت هي بكل هدوء ودخل خلفها ….
….
بعد قليل كان قد انتهى وقال بعد أن جربها :
-تمام كده انا خلصت ..تصبحي على خير.
وبالفعل كاد أن يذهب إلا أنها أمسكت كفه وقالت:
-لا ميصحش اقعد اشرب معايا شاي …
كاد أن يرفض فقالت بإصرار :
-لو سمحت ..
هز رأسه وخرج بتعب إلى الصالة وجلس على الأريكة …
وضعت هي الآبريق على النار ثم خرجت لتجده جالس بتعب وهو شارد تماما …
جلست بجواره وقالت:
-أخبار منار ايه ؟!
ابتسم ساخراً وهو يقول :
-كويسة أووي أنا اللي مش كويس …
ابتلعت ريقها وهي تنظر إلى ابتسامته الساخرة والتي كانت مدمرة لقلبها
بتردد مدت كفها المرتعش ووضعته على وجنته …نظر إليها بصدمة …ارتعشت ابتسامة على شفتيها وقالت:
-كله هيتصلح يا مراد متقلقش…
حاصرت عينيه عينيها …أنها تذوب …تستلم الآن …قلبها يدوي بعنف داخل صدرها…يصرخ بإسمه فقط …انها ترفع رآية الاستسلام …قلبها يعلن عصيانه على اوامر عقلها ويصرخ بحبه!!…لم تفكر مرتين وهي تقترب أكثر منه و…
يتبع
رفقا_بي_يا_قاتلي
سولييه_نصار
الفصل الرابع عشر (ضيف جديد)
والغيرة تفعل بي الأفاعيل…انها تقتلني
……
صوت الأبريق جعله يبتعد عنها قبل ان تقبله وقال بتوتـ,ـر :
-الشاي يا هنا …
ابتعد بإرتباك وقالت :
-اسفة …
ثم بسرعة اتجهت إلى المطبخ وهي تضع كفها على قلبها الذي يدوي بعنف داخل صدرها…ماذا تفعل هل جُنت؟! …
اتجهت إلى الأبريق ثم وضعت الشاي به وأطفأته …
…
كان مراد ما زال واقفا بجوار الأريكة يشعر انه مشتت للغاية …هنا تستلم له ورغم هذا ما زال غير شاعراً بالرضا …ما زالت كلمات منار تدوي في عقله بقوة …
جلس على الأريكة وهو غاضب من نفسه …لماذا يفكر بها …هي من الاساس لا تريده ولا تحبه ..
ولكن هناك هنا التي يبدو ان هناك مشاعر تولدت بداخلها نحوه …وهو أيضا يحبها …يجب ألا ينسى هذا …صحيح أهملها مؤخرا بسبب منار ولكن هذا لن يحدث مجددا …فمنار لا تهتم به وهو لن يهتم بها !!!انتهى الأمر …
قاطع شروده.خروج هنا وهي تحمل صينية الشاي …
كانت مبتسمة وهي تقترب منه وتقول :
-اتفضل الشاي..
همس.شاكرا وهو يمسك كوبه ولكن لم يخف شروده …كلما قال انه لن يفكر بمنار يجد أفكاره تنزلق نحوها …
وضع كوب الشاي على المنضدة بجواره وهو يدعك عينيه بتعب ….
وضعت هي الكوب على الصينية وقالت:
-مالك يا مراد ؟!
-تعبان …حاسس ان الدنيا مسدودة في وشي …مفروض اكون فرحان بس مش حاسس بالفرحة …معرفش ليه.حاسس بحاجة تقيلة على قلبي يا هنا …تقيلة اووي…
وضعت كفها بتردد على كفه وقالت :
-متفكرش كتير ربنا هيحلها من عنده …
-اتمنى ..
تنهد.وهو يقولها ثم أمسك كوب الشاي الخاص به وشربه.دفعه واحدة شاعرا بألم غريب في صدره …
ثم نهض وقال :
-شكرا على الشاي …تصبحي على خير ..
نهضت هي معه بسرعة لكي تمنعه الا ان الشاي انسكب على يديها لتصرخ بألم …أمسك مراد منها كوب الشاي بسرعة ثم وضعه على المنضدة وهو يجذبها من كفها ويذهب الى الحمام …فتح الصنبور ووضع كفها تحت الماء …
أغلق الصنبور ثم جفف يدها برفق وقال:
-حاسة بحاجة لسه بتوجعك ….
-لا ..
قالتها بشرود وهي تنظر إليه …تعانقت نظراتهما للحظات …بحث مراد في عينيها عن النفور فلم يجد …وجد الترحيب بهما ولكن لا يعرف لماذا لم يتخذ.هو الخطوة الأولى …ظل واقفا وهو ينظر إليها …
هي من أتخذت الخطوة الأولى ..اقتربت منه وهي تقبله بلطف …وقد أشهرت رأية استسلامها !!!
…….
بعد ساعة تقريبا …
كانت تقف أسفل صنبور المياة والدموع تنساب من عينيها …تشعر بألم طفيف في قلبها….تشعر انها خائنة …هي من اقتربت الآن منه …هي من سلمته كل شئ ….
أغمضت عينيها بعنف وهي تتذكر همساتها له وهو يبثها حبه ..
…
فلاش باك
-مراد ..أنا بحبك…بحبك ..
رفع وجهه عنها وابتسم لها وقال:
-وأنا بحبك كمان …
باك …
وضعت كفها على وجهها وهي تشهق بالبكاء …كيف احبته بهذا الجنون…كيف …
…….
في الخارج ..
كان مراد جالس على الفراش …لقد اعترفت له بالحب …شئ اراده منذ زمن …ولكنه لا يشعر بالسعادة الغامرة…صحيح سعيد ولكنها سعادة باهتة ..ما زال اعتراف منار يخنقه …ما زال يتذكر كيف كانت عينيها صادقة وهي تنطق بالكلمة هل صحيح توقفت عن حبه ؟!وان حدث لماذا هو غاضب بتلك الطريقة ..لماذا هو مقهور ؟!هو لا يحبها …أجل لا يحبها !!!
…
خرجت هنا من الحمام وهي تلف منشفة حول جسدها ووقفت امام المرآة ….
نظر مراد إليها بصدمة وقال:
-ايه اللي على كتفك ده ؟!
نهض واقترب منها وهو يضع يده على كتفها الذي عليه علامة حرق كبيرة …كيف لم يراها من قبل …انها واضحة …لم تكن هناك علامة حرق فقط بل آثار ضرب …
-مين عمل فيكي كده و…
-مفيش حد أنا وقفت ..
قالتها بنبرة مغلقة …كان من الواضح انها لا تريد الحديث …
-علي عمل كده.صح ؟!
قالها بصدمة وهو يلمس كتفها لتستدير هي وتقول بإنفعال:
-لا مش على أنا قولتلك أني وقعت ؟!
-مالك؟!ليه متعصبة ؟!
قالها بحيرة لترد بقوة :
-عشان اللي بنعمله غلط …غلط في حق علي وحق منار ..
كاد ان يعترض لتكمل هي :
-مش عايزة ده يحصل تاني يا مراد …مش عايزة احب وانجرح تاني …لو سمحت روح من هنا …لو سمحت !!
…..
في اليوم التالي ….
كان مراد قد تجهز لعمله في الحمام بالأسفل وذهب