منوعات

بقلم سولييه نصار ج 2

هزت كتفها وقالت:
-لا طبعا ميرضنيش …هو أنا معنديش قلب مثلا ؟!اتصل بجوزها يجي يوديها المستشفي..جحا أولى بلحم توره …
نظر إليها سالم بتوتر وقد شعر بثقل في قلبه …أنها شقيقته ..شقيقته مريضة وزوجته تمنعه من إسعافه …ولكنه كان يعرف انه لو صمم على أخذ شقيقته الى المشفى زوجته لن تصمت ….بالتأكيد سوف تقيم الدنيا فوق رأسه .
…وهو لا يريد إزعاجها وهي حامل….
لذلك أخرج هاتفه وهو يتصل بمراد …
……
في منزل عائلة المنصوري ….
-يعني ايه سابت البيت ؟!وأنتوا ازاي تخلوها تسيب البيت ؟!محدش منعها ليه ؟!
صرخ بها مراد بحدة وهو يشعر بالجنون … زوجته تركت المنزل …تركته هو ….تلك الفكرة أرعبته …عندما اتصلت به والدته وأخبرته ان منار تركت المنزل شعر بقلبه يسقط في قدميه …حسنا يعترف انه اخطأ في حقها ولكنه وعد نفسه انه عندما يعود سوف يعتذر منها كثيرا ويطيب خاطرها ولكنها تركته قبل أن يفعل هذا ….
شد مراد شعره الداكن وهو يدور حول نفسه بينما كانت صابرين تشعر بالقلق وهي ترى ابنها في تلك الحالة …كان يبدو غاضب بطريقة لم تراها من قبل …
-والله يا بني حاولت امنعها بس مراتك قوية محدش يقدر عليها …ده غير انها قالت أنك ضربتها وعلت صوتها وانا خوفت من الفضايح وسبتها تمشي ..
توقف مراد عن الدوران …وتيبس في مكانه واطرق بوجه متجهم…ثم قال:
-انا السبب …أنا اللي زعلتها …أنا لازم اروح اجيبها …لازم اعتذر منها …
ثم كاد ان يذهب الا أن رنين هاتفه جمده مكانه….أخرج هاتفه وهو يرى المتصل …ابتلع ريقه وهو يجده.سالم …تردد في الرد على اتصاله ولكنه قرر ان يواجهه بشجاعة حتى لو أهانه سالم لن يرد ….
-ألو ….
لحظات وكان وجهه شاحب كالأموات وهو يستمع الى سالم…
-ايه ؟!بتقول ايه ؟!!…طيب أنا جاي فورا !!
قالها وهو يركض خارج المنزل دون أن يلتفت لنداءات والدته الحائرة ولا أسألتها الفضولية …كان قلبه يكاد يخرج من صدره بفعل الرعب وكلمات سالم تتردد في عقله …..
استقل سيارته الصغيرة وأنطلق بها مسرعاً …
……
وصل الى منزل سالم بسرعة قياسية وخرج ولم يغلق باب السيارة حتى .. اندفع الى المنزل وهو يصرخ ؛
-منار …
توقف فجأة وهو يرى زوجته فاقدة للوعي على الأريكة ….انعصر قلبه بألم وهو يراها بتلك الحالة …كان يعرف داخل قرارة نفسه انه هو السبب …هو من أوصل منار لتلك الحالة …اقترب منها وهو يمسك كفها ويقول بنبرة مختنقة بينما شعر بالدموع تلسع عينيه ؛
-منار !!
انها زوجته…والدة طفلتيه كيف يفعل هذا بها ؟!كيف يوصلها الى تلك الحالة ….الشعور بالذنب كان يخنقه…
-حقك عليا أنا يا منار …
قالها بإختناق ثم حملها بعد أن لف حجابها ونظر الى سالم بغضب وقال:
-كان لازم توديها المستشفى علطول بس أنا نسيت أنك مش راجل..عمرك ما كنت سند ليها ولا هتكون !!
اشاح سالم بوجهه وهو غير قادر على الكلام ثم أكمل :
-ماسة ملك تعالوا يالا معايا ….
وجه كلامه لسالم مرة آخرى وقال:
-هاجي اخد شنطة مراتي بعدين ..
ثم خرج يتبعه الطفلتين…
…. …..
بعد نصف ساعة …
كان امام المستشفي…
حمل زوجته واتجه بها للداخل وهو يهتف بإسم طفلتيه ..
-ملك …ماسة خليكم جمبي….
ولج.للمشفى متجها بها الى الطوارئ وقد استقبلها الممرضين بالنقالة
……
بعد قليل
في رواق المشفى …
كان مراد يجلس على المقعد وهو يضم طفلتيه إليه …منتظرا بقلق خروج الطبيب ليطمئنه عليها …
خرج الطبيب بالفعل لينهض مراد ويقول :
-مراتي ..
-اطمن يا أستاذ مراتك بخير هي بس جالها هبوط …واضح انها مكانتش بتاكل كويس …دلوقتي معلقين ليها محلول والحمدلله فاقت بس يخلص المحلول اللي في ايديها تقدر تأخدها وألف سلامة عليها.
-الله يسلمك يا دكتور ..شكرا …
قالها مراد براحة ….
ثم ولج هو وطفلتيه لمنار التى كانت جالسة على الفراش شاخصة عينيها للأمام بشرود …
-ماما …
اخرجها.من شرودها صوت طفلتيها لتبتسم بشحوب وهي تشير لهما لكي يقتربا منها …
اندفعت الفتاتين إليها لتعانق كل منهما على حدة وتقول :
-متخافوش يا حبايبي …متخافوش …..
-يا بنات خلوا ماما ترتاح لو سمحتوا ..تعالوا واقعدوا هنا …
ثم اشار الى المقعد الجلدي الكبير نسبيا وبالفعل أطاعتا أمر والدهما دون نقاش …
ابتسم مراد وهو يربت على رأسهما ويقول :
-شطار يا حبايبي …
ثم تنهد وهو ينظر الى منار التي تشيح بوجهها بعيداً عنه وكأنها لا تطيق ان تراه …
اقترب هو منها وجلس على السـ,ـرير الصغير التى تجلس عليه …
-منار ..
قالها بندم ولكنها لم تنظر إليه …
مد كفه وأمسك وجهها ليجعلها تنظر إليه …تخيل أن يرى بعينيها الألم …او الإنهيار ….ولكنه رأى أسوأ.من هذا …رأى البرود …رأى ان الحب في عينيها نضب تماما وهذا جعله يختنق دون سبب …
-منار!!
همس بها بصدمة
-طبعا حضرتك فرحان دلوقتي …فرحان ان حتى اخويا اتخلى عني ودلوقتي تقدر تذلني زي ما أنت عايز ..صح.؟!
قالتها منار ببرود …هز مراد رأسه بقوة …أوجعه اتهاماتها الظـ,ـالمة له لتكمل هي بسخرية مريرة ؛
-انبسط يا مراد ..اخويا اتخلى عني رسمي وسلمني ليك …تقدر تعمل فيا اللي انت عايزة بما اني دلوقتي لا معايا بيت ولا فلوس عشان اقدر اطلق.منك …ده اللي كان نفسك فيه من زمان عشان كده رفضت دايما تشغلني …كنت عايزني ابقى تحت طوعك صح وتعمل فيا اللي انت عايزة … تتجوز عليا بقا او تضربني عشان مراتك التانية ..وطبعا عشان أنا مليش حد مش هتكلم …مبروك يا مراد وصلت للي أنت عايزه…
-انا عمري ما افكر أعمل فيكي كده يا منار …اطلبي مني دلوقتي اللي عايزاه وانا هنفذه بس متطلبيش الطلاق أنا مش هقدر أطلقك ..
أغمضت عينيها بتعب وقالت:
-للاسف أنا مش عايزة غير الطلاق دلوقتي …مش عايزه غيره
أمسك كفها وقال :
-طيب اديني فرصة تانية وانا مش هجرحك تاني يا منار و …
سحبت كفها وقالت:
-للأسف رصيدك.عندي خلص يا مراد …أنا هعيش.معاك لاني مضطرة بس واثقة انه هيجي اليوم اللي هقدر فيه أمشي بعيد عنك وساعتها مش هتردد لحظة !!
يتبع

سولييه_نصار

الفصل الثاني عشر(غيرة)
………
ما هذا الشعور الذي يعتمل قلبي …لماذا أختنق وأنا أراك معها ؟
………
كان مراد يسند منار وهو يدخلها لمنزل عائلة المنصوري …كانت تريد أن تبتعد عنه …لا تطيق لمسته لها ولكنها لم تعارض…أرادت فقط ان تتسطح على فراشها وترتاح …..
كان هنا واقفة بجوارها حماها وحماتها وهي تحمل طفلها وتنظر الى منار والذنب يمزقها من الداخل …تشعر انها سبب الدمار الذي طال تلك الأسرة …
لم يكلم مراد أحد وهو يسير بزوجته للداخل ويتجه الى الأدراج ليصعد للأعلى …توقف فجأة امام الدرج ثم حمل منار ليصعد بها …أحمر وجهها بخجل وهي تحاول دفعه وتقول بإرتباك :
-خلاص نزلني يا مراد أنا هعرف.اطلع لوحدي…
ولكنه لم يجيبها وهو يصعد بها بينما طفلتيهما يصـ,ـعدان خلفهما ….
تخضب كامل وجهها بحمرة الخجل وشعرت بالإختناق …كانت لا تريد منه ان يقترب منه بتلك الطريقة …لا تريد أن يحدث بينهما أي تلامس…أشاحت بوجهها مصرة ألا تتواصل.معه بصريا بينما بنيتيه كانتا تحاصرانها بإصرار …
أخيرا وصلا لمنزلها وأدخلها غرفتها وهو يجلسها بكل راحة …
وضع الحقيبة البلاستيكية التي كان يحملها معه والتي كانت بها ادويتها على الكومود وقال:
-هعملك حاجة تاكليها عشان تأخدي الادوية …
لم ترد عليه وهي تنظر للناحية الآخرى ..فتنهد وهو يجلس بجوارها …شد.كفها إليه…حاولت سحب كفها من قبضته القوية الا انها فشلت فأغمضت عينيها وهي تقول بإختناق ؛
-سيبني لو سمحت !!!
ولكن رفض ان يتركها بل رفع كفها لفمه وقبله بلطف قائلا:
-انا عارف ان زعلتك كتير يا منار …عارف اني جرحتك وانا آسف وطالب تديني فرصة اصلح اللي انا عملته و…
-فات الاوان!..فات الاوان يا مراد
قالتها منار وهي تشعر ان شئ انكسر داخلها …شئ لن تشفيه كلمات الآسف من مراد …
تنهدت وأكملت :
-خلينا كده يا مراد….خلي الوضع زي ما هو ….متحاولش تصلح حاجة …لان مفيش حاجة هتتصلح …أنا مش هنسى.انك مديت ايدك عليا عشانها …ولا هنسى كمان انك.بتحبها هي مش بتحبني أنا….فيه حاجات كتير مش هنساها …
-منار اس….
ولكنها قاطعته وهي تبكي :
-خلاص يا مراد روح لو سمحت كفاية…سيبني في حالي انا رجعت وتقبلت الوضع متحاولش تصلح حاجة عشان مش هيتصلح….قلبي مش هيتصلح.مهما عملت !!!
تنهد مراد بيأس وهو ينظر إليها…هي حتى ترفض أن تنظر إليها …يشعر أنها تذبل رويدا رويدا …
هز رأسه وقال؛
-أنا هقوم أعملك حاجة تأكليها عشان هتأخدي العلاج …متقلقيش على البنات امي هتراعيلهم …اقعدي أنتِ ارتاحي …
لم ترد عليه وهي ما زالت تنظر للجهة الآخرى …
دار هو حول الفراش حتى واجهها وانحنى وهو يقبلها بينما هي كانت جامدة بين ذراعيه ..طالت القبلة وهو يحاول أن ينتزع منها أي رد فعل ولكن للمرة الأولى يفشل الأمر ….لم يحصل إلا على دموعها التى تذوقها بشـ,ـفتيه …
ابتعد ليجد دموعها تنساب من عينيها الجريحة …أغمض عينيه بيأس وهو يفكر أنه ربما خسرها …والأمر مؤلم …رغم أنه لا يحبها ولكن التفكير في أمر خسارتها مفجع بالنسبة إليه …
-أنا اسف
تمتم.بها وهو يخرج من غـ,ـرفتها متجها إلى المطبخ وهو معكر.المزاج …
…..
في منزل هنا ….
وضعت طفلها النائم على الفراش ونهضت وهي تجلس على المقعد المجاور …تفرك كفيها بعصـ,ـبية والضيق داخلها يزداد …لا تعرف لماذا هذا الشعور الخبيث يتسلل إليها …عندما رأت مراد يحمل منار وينظر إليها هي فقط شعرت بقلبها ينقبض …
وضعت كفها على قلبها ودموعها تتساقط من عينيها …لا لا يمكن أن يحدث هذا …كيف تفكر ….أن تكونت مـ,ـشاعر داخلها نحو مراد سوف تدمر منار …لا يمكنها أن تفعل بإمرأة مثلها هذا …
أغمضت عينيها وهي تتذكر كيف حرق علي قلبها …
…..
فلاش باك …
كانت تمسك الهاتف تطالعه بذهول والقرف يزداد داخلها وهي ترى تلك الرسائل المقززة التي يتبادلها زوجها مع امرأة غريبة …كانت الكلام الذي امامها صادم …خادش للحياء…كانت دموعها تتدفق بقوة بينما معدتها تتلوى من الألم…أرادت ان تتقيأ من فرط الاشمئزاز
فجأة انتفضت بقوة عندما سحب.احدهما منها الهاتف ..نظرت لتجده على ينظر إليها ببرود.ويقول :
-كام مرة قولتلك متلمسيش.تليفوني ؟! …
نظرت إليه بصدمة وقالت:
-ايه الكلام ده …انطق ايه الكلام القذر ده …ومين دي ؟!
-ملكيش دعوة …اللي بعمله …أنتِ ملكيش دعوة بيه …أنتِ فاهمة ولا لا ….
دفعته وهي تصرخ وتقول :
-لا ليا دعوة ….لما اشوف الكلام ده بينك وبين واحدة غريبة يبقى ليا دعوة….قولي لو أنا كلمت واحد ….آه …
لم يتركها تتم كلمتها إذ سقطت كفه على وجهها لتسقط أرضا …نظرت إليه بصدمة وهي تجده.يخلع طوق خصره ويقول :
-بدأتي تقلي أدبك …بس أنا اللي عملت كده …أنا اللي دلعتك زيادة …
-علي لا …لا ..
قالتها هنا برعب ولكنه رفع يده وهو يسقط الحزام على جسدها فتصرخ برعب …ثم توالت ضرباته وهو يصرخ بها :
-ابوكي كان عنده حق لما كان بيضربك…أنتِ تستحقي الضرب …
….
بعد قليل ..
جلس على الأرض وهو ينهت بقوة بينما هي متسطحة ورأسها مواجه للأرض …دموعها لا تتوقف عن الانهمار ..بينما جسدها يؤلمها بالكامل …
اخرج علي سيجارته واخذ يدخنها بهدوء ويقول :
-انتوا صنف الستات مينفعش معاكم الحنية …أنتوا تاخدوا على راسكم عشان يجي خيركم….كان لازم أعمل زي أبوكي عشان تتلمي يعني …هو اتضربتي واتهانتي اخدتي ايه ؟!…
شهقت هنا بعنف ليكمل علي ؛
-قومي حضري الاكل يالا واتعلمي متفتشيش في تليفوني لاني المرة الجاية هرجعك عند أبوكي يتصرف معاكي ويربيكي ….
….
باك …
عادت من شرودها وهي تبكي بعنف وتربت بكفها على قلبها …هي لا يجب أن تحبه…لا يمكنها.ان تفعل هذا …هي تعرف شعور القهر لأمرأة …لا يمكنها أن تقهر منار بتلك الطريقة لا يمكنها!!!
…………
كان يقف مسندا رأسه على الباب وهو يراها تأكل بهدوء ….
انتهت منار سريعا من طعامها ليذهب مراد إليها ويأخذ صينية الطعام ويقول :
-ثانية واحدة وهجيبلك الدوا…
هزت رأسها ليختفي هو للحظات ثم يعود بالدواء ..شربت منار الدواء بكل طاعة ثم تسطحت وهي شاخصة عينيها للأعلى ….
جلس مراد بجوارها وهو يمد كفه ليعبث بشعرها الا انها قالت:
-معلش ممكن تمشي حابة ارتاح شوية !!
ابتلع ريقه ولكنه لم يضغط عليها وانسحب بكل هدوء خارجا من الغرفة ….
…….
في اليوم التالي ….
لم يذهب مراد للعمل وفضل البقاء مع منار التي اصبحت تتجاهله اكثر …..

نزل مراد للأسفل ليخرج لشراء بعض الطلبات …كانت هنا ووالدته ينظفان المنزل …لم ينظر الى هنا حتى بل وجه كلامه.لوالدته وقال :
-خلي بالك من البنات أنا خارج أجيب لبن وشوية فاكهة لمنار …
لوت صابرين فمها وقالت:
-قولي بقا السنيورة امتي ناوية تنزل تساعد ولا هي خدت على الرحرحة…
وضع مراد كفيه في جيبه وقال ببرود.:
-مش هتنزل لا النهاردة ولا بعدين يا أمي …..خلاص كده…
نظرت إليه والدته بصدمة ليكمل ؛
-لما تقرر هي تنزل براحتها تنزل غير كده لا …
قبضت هنا على كفيها بإنفعال وهي تشعر بتزايد الضيق في قلبها …
لم يزد.مراد حرف على كلماته وخرج !
-البت دي أكيد سـ,ـحرته !!!
قالتها صابرين بغـ,ـيظ …
……
بعد ساعة تقريبا …
كان قد أتى سالم لمنزل عائلة المنصوري لكي يزور شقيقته …
لم تهمه.نظرات صابرين متهكمة وهي تنظر إليه ولكنها لم تثير أي مشاكل وهي تراه يتجه الى الأعلى …
……..
نهضت منار بتعب لتتجه الى المطبخ وتشرب ..ولكنها عبست وهي تسمع رنين جرس المنزل …
من يطرق الباب الآن؟!مراد معه المفتاح فكرت بحيرة ولكنها ذهبت وفتحت الباب …
تجمدت وهي ترى سالم أمامها …
-خير عايز ايه ؟!
قالتها بغضب ..
-مش هتدخليني الأول يا أختي …
ثم كاد بالفعل ان يدخل الا انها وقفت أمامه وقالت :
-لا مش هتدخل…ده بيتي وبيت أولادي وانت مش مرحب بيك هنا ..وزي ما طردتني من بيتك أنا دلوقتي هطردك من بيتي …
ثم كادت أن تغلق الباب في وجهه ..أمسك الباب وقال بغضب :
-عيب يا منار أنا اخوكي …
نظرت إليه بقرف وقالت:
-كان لازم تفتكر.كده لما سبتني زي الميتة ومودتنيش المستشفى واستنيت مراد يجي يوديني …هونت عليك يا سالم مخوفتش عليا …معقول مراتك غيرتك بالشكل ده …
أطرق وهو لا يجد أي تبرير بعقله .هزت رأسها بيأس وقالت:
-من النهاردة أنت ملكش أخت يا سالم وانا مليش أخ …اعتبرني مُت !!
ثم أغلقت الباب في وجهه
يتبع

سولييه_نصار

١٣/١٤
الفصل الثالث عشر (استسلام)
لن أخضع لك بعد اليوم …أنظر الى عيناي لقد أختفى حبك!!!
….
اتجهت منار الى غرفتها بتعب وتسطحت على فراشـ,ـها …لم تعرف الدموع الطريق الى عينيها…يبدو انها فقدت قدرتها على البـ,ـكاء ….حتى الألـ,ـم لا تـ,ـشعر به …تشعر ان كافة مشـ,ـاعرها متجمدة !!
…….
وقف سالم للحظات أمام الباب الذي أُغلق في وجهه وهو لا يصدق …هل شقيقته فعلت هذا …طردته بكل سهولة واعتبرت انه غير موجود …داخله كان يعترف انها محقة للغاية …ولكنه لا يمكنه اغضاب زوجته من أجل شقيقته التي تتدلل….لا بأس ايام قليلة وستهدأ وستكلمه هي بنفسها
بعد قليل ..
جاء مراد للمنزل وهو يحمل الطلبات ويصعد للأعلى بعد ان اطمأن على بناته مع جدتهما….
وقف امام باب المنزل ليفتحه فجأة خرجت هنا من الشقة.المقابلة ….
نظر إليها مراد نظرة عابرة فقالت بسرعة :
-ازيك.يا مراد ..؟!
-كويس…
-منار اخبارها دلوقتي …
-كويسة الحمدلله ..
رد بإيجاز وهو يفتح الباب ويقول بإبتسامة مجاملة:
-عن اذنك يا هنا ..
ثم أغلق الباب …
قبضت على كفيها والدمـ,ـوع تحتـ,ـشد بعينيها ..كانت تختنق دون سبب واضح ….
ولجت لغرفتها بسرعة وهي تبحث بضراوة عن صورة علي زوجها …ما ان وجدتها ..نظرت الي الصورة وهي تبكي …تبحث عن تلك المـ,ـشاعر القوية التي تكنها له فلا تجد …تحاول تذكر أي شئ عاطفي حدث بينهما ولكنها لا تتذكر الا لمـ,ـسات مراد …حب مراد وقبلاته العاطـ,ـفية…تتذكر تلك الليلة التي جعلها تلمس النجوم بها ….
-ليه…ليه بيحصل معايا كده ليه ؟!
صرخت بقهر وهي تلقي الصورة على الأرض …شدت شعرها الطويل حتى مزقت خصلاته في يدها ثم جلست على الأرض وهي تشعر ان قلبها سوف يخرج من صدرها من فرط البكاء والإنفعال …
-يارب أنا مش عايزة احبه يارب …ساعدني يا رب ..
اخذت تصرخ بها وهي تبكي بعنف …
…..
في منزل منار ومراد …
وضع مراد الأشياء في المبرد وترك الدجاجة ليطهيها لمنار …وضع قدر المياه على النار حتى يغلي ووضع به التوابل ثم وضع الدجاج وتركه ليطيب ثم خرج من المطبخ متجها إلى الصالة ليجد منار جالسة على الأريكة تتابع التلفاز….اقترب منها وهو يبتسم وقال :
-حاسة نفسك احسن دلوقتي ..
هزت رأسها وهي ما زالت تنظر إلى التلفاز …
جلس بجوارها وقال بتردد :
-ايه رايك اخد إجازة ونسافر تغيري جو شوية والبنات تروح معانا …
ردت وهي لا تنظر إليه من الأساس وقالت:
-البنات بدأو يروحوا الحضانة مينفعش …
زفر بضيق وأمسك جهاز التحكم وأطفأ التلفاز. ثم قال ؛
-ممكن تبصيلي…
نظرت إليه …نظراتها كانت خالية من المشاعر واختنق هو …وقال بضيق:
-أنا بحاول اصلح جوازنا مش شايفة انك زودتيها شوية ؟!أنتِ عايزة ايه يعني ؟!عايزة كل حاجة بيننا تضيع …..
-انا تعبت من كتر الكلام في الموضوع ده !!
قالتها منار وهي تحاول النهوض ولكن مراد أمسك كفها بقوة …
نظرت إليه ببرود…برودها يقتله …يشعره أن قيمته انعدمت عنها …
تنهد بإستسلام وترك يدها وقال:
-أنتِ اللي بتخسريني بإيديكي يا منار …
-أنت عمرك ما كنت ليا عشان اخسرك فصدقني مش فارقة ..
ثم.تركته وذهبت …
……
في اليوم التالي …
كانت قد عرفت تقى بما حدث وقررت الذهاب الى منار وحمدت ربها أن زوج منار غير موجود الآن …

-ايه اللي خلاكي تروحي عند سالم كنتِ جيتي عندي وأنا كنت هتصرف .
قالتها تقى بعتاب لتهز منار رأسها وتقول:
-سالم.كان اولى بيا أنا وعيالي بس يظهر اني كنت غلطانة ؟!ثم ايه ذنبك أنتِ تستحملي …
-ايه اللي بتقوليه.ده.احنا بيننا كده برضه ؟!
قالتها تقى بلوم فقالت منار ؛
-معلش يا تقى صدقيني مكنتش هرتاح ابدا …الحمدلله على كل حال يمكن الوضع ده عرفني وش سالم الحقيقي ..
نظرت إليها تقى بحزن فأمسكت منار كفها وقالت:
-متزعليش أنا كويسة …اهو أنا عايشة … صحيح مش مبسوطة بس هتعود …اكيد في يوم هقدر اقوم على رجلي وهبعد عنهم كلهم…هبعد عن كل اللي أذوني …ودلوقتي أنا معنديش اهم من بناتي مش عايزة غير انهم يبقوا بخير ويفرحوا …
-وجوزك يا منار ..جوزك لازم تحاربي عشانه و
-أحارب عشان مين يا تقى …ها قوليلي أحارب عشان مين ؟!عشان واحد مش شايفني اصلا ؟!واحد حرق قلبي واتجوز عليا …ومد ايديه عليا كمان ؟!ده يستحق اني احارب عشانه …
-منار اسمعيني …
-لا لا يا تقى مش هسمع …أنا إنسانة …
قاطعتها منار ثم أكملت وقد اهتز صوتها :
-أنا إنسانة برضة وبحس …عندي قلب وبتوجع زي باقي الناس …ليه انا بس اللي احارب وأشيل الطين …أنا عملت ايه عشان أحارب ..أنا مقصرتش في حق مراد أبداً…كُنت قايدة ايدي العشرة ليه …كنت بديله حب واهتمام وبخدم.امه واتحمل رخامتها عليا وانا حاطة جزمة في بوقي عشان خاطره …شيلته هو وأمه على رأسي شيل وقولي اللي حصل في الآخر ايه ؟!راح اتجوز عليا وقهرني …اتهمني اني ست فاشلة ..فقوليلي ليه احارب عشان شخص زي كده …
انسابت دموعها فمسحتها بقوة أوجعت عينيها وقالت:
-خلاص يا تقى أنا قررت من النهاردة مش هحارب عشان حد لا هو ولا غيره …اللي هيمشيلي خطوة همشيله خطوة غير كده لا …دلوقتي أنا هحارب عشان بناتي وبس …لكن لا مراد ولا غيره يهموني …خلي هنا تأخده.مبروك عليها …أنا مبقاش يهمني …أنا خلاص خرجته من حياتي للأبد …
-يعني بطلتي تحبيه ؟!
سألتها تقى لتهز رأسها وعينيها تلمعان بإصرار :

انت في الصفحة 7 من 20 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
12

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل