منوعات

بقلم نسمه مالك الجزء الثاني

همست بها” سعاد” بصعوبة من بين شهقاتها، و تابعت قائلة..
“أنا مكنتش أعرف أن قناوي ده هيعمل في أختي كده.. لو كنت أعرف أنه جبروت بالشكل ده مكنتش وافقت ولا أنا و لا أبو جابر الله يرحمه.. و لما قولت إني هكلمه يجي ياخد سلسبيل كنت بهوش بس لكن والله ما كنت هكلمه..و قلقي على ابني ده غصب عني.. مش بخاطري.. مش هقدر أشوفه الراجل التالت في حياة مراته و هو يا حبيبي مخطبش و لا حتى حب واحدة غيرها..معلق نفسه و قلبه بواحدة ياريتها حتى بتبادله مشاعره ناحيتها.. و كمان بتحب طليقها!! .. عايزني اعمل أيه و أنا شايفة ابني و حيدي واقع الواقعة السودة دي.. قولي يا بابا عايزني أقف أتفرج عليه؟!! “..

قطعت حديثها فجأة، و إرتفع صوت نشيجها و قد داهمها دوارًا عنيف أفقدها توازنها، و أصبحت تترنجح يمينًا و يسارًا، حاولت الاستناد على أي شيء حولها، لكنها سقطت أرضًا مستندة بظهرها على الحائط..

” سعاد.. مالك يا بنتي”.. قالها” فؤاد “و هو يهرول مسرعًا تجاه مصدر الصوت، باحثًا عنها كالغير متزن، و قد سقط قلبه بسقوطها، فبدأ يبكي و هو يتحسس بيده المكان من حوله حتى وصل إلي يدها الملقاه بجوارها، لينصدم من برودة بشرتها الشديدة،و همسها الضعيف تقول بوهن..
“دوا الضغط و السكر.. الحقني بدوا يا بابا”..

قال “فؤاد” بصوتٍ مرتجف، بل جسده كله أصبح ينتفض بقلق مفاجئ، و قد شعر بالندم لأنه قسي عليها..
“هو فين.. قوليلي حطاه فين و أنا اجبهولك”..

لم تستطيع “سعاد” الرد عليه، و قد بدأت تغيب عن الوعي بعدما داهمها دوارها بقوة أكبر..

شعر” فؤاد ” أنه على حافة الجنون بعدم ردها عليه، مما يعني أن حالتها تدهور و هو عاجز عن إسعافها، ليرأف الله بحاله، و صدح صوت رنين هاتف ابنته، فهرول راكضًا تجاه الصوت، و أسرع بالضغط على زر الفتح مرددًا بلهفة ظنًا منه أن المتصل حفيده..
“جابر.. ألحق أمك يا ابني”..

“مالها ماما سعاد يا جدو”.. صرخت بها “صفا” ابنة زوج “سعاد” ..

أجابها “فؤاد” بصوتٍ باكي يدل على شدة قلق مفاجئه..
“وقعت من طولها يا بنتي و قالتلي الحقني بدوا الضغط بس أنا مش عارف مكانه.. مش عارف الحقها و جابر كمان مش هنا و أنا لوحدي مش عارف أتصرف “..

انتفضت “صفا” من مكانها، خطفت اسدالها ارتدته بلمح البصر، وركضت بأقصى سرعة تملكها مرددة بأنفاس لاهثة و قد بدأت تبكي هي الأخرى ..
“أنا هجيب العلاج و أجيلك حالاً.. بس أديها أي حاجة مسكرة على ما أوصل “..

……………………………… سبحان الله العظيم..

“جابر “..

كانت تمنعه “عفاف” بشق الأنفس حتى لا يقتحم الغرفة على “سلسبيل” بعدما استمع لصوت نداء عالها الباكي..
“سيبهم يا ابني يتعاتبوا مع بعض.. متدخلش بينم عشان المشكلة متكبرش أكتر.. لأنهم في الأخر واحد ومراته و الداخل بينهم خارج”..
أردفت بها “عفاف” بتعقل و هي تقف أمامه تمنعه من الوصول لباب غرفة “سلسبيل” ..

اصطك “جابر” على أسنانه كاد أن يهشمها، و كور قبضة يده و لكم الحائط بجواره عدت مرات متتالية ينفس عن انفعاله الخذلانم..

ليتوقف بذهول حين وصل لسمعه صوت” عبد الجبار ” يقول بصوته الأجش..
“أنتي طالق يا سلسبيل!!!! “..

ساد الصمت لدقائق بعد جملته هذه التي أصابت الجميع بذهول، فقدتهم النطق و حتي الحركة، لم يقطع هذا الصمت سوي صوت رنين هاتف “جابر” الذي صدح تزامنًا مع فتح باب الغرفة و خروج “عبد الجبار” كقذيفة نيران متوهجة، سار من جانبه دون النظر إليه بنظره عابرة حتى، كان سيره حثيثًا أقرب إلى الهرولة من شدة انفعالاته المتضاربه..

“أيوه يا جدي!!”.. نطق بها “جابر” بصوتٍ يملؤها الفرحة، ليأتيه صوت” فؤاد” يقول ببكاء..
“جابر.. أنت فين يا ابني.. تعالي ألحق أمك وقعت من طولها”..

انقطعت أنفاسه حين استمع لصوت جده الباكي، و تباطأت دقات قلبه بعد ما تفوه به، و أصبح في حيرة من أمره، ايدلف ل “سلسبيل” التي بدأت تبكي بصوت أشبه بالنداء عال، أم يذهب لوالدته؟!!..

وجهه نظره ل “عفاف” التي أسرعت بلهفة تجاه غرفة” سلسبيل ” و همس بأسف..
” أمي وقعت و لازم أروح الحقها”..

“روح لها أنت يا ابني و أنا هفضل مع سلسبيل.. متقلقش عليها”..
قالتها “عفاف” قبل أن تدلف لداخل الغرفة، و تغلق الباب خلفها..

تحرك “جابر” على مضض راكضًا لخارج المستشفى، و من ثم نحو سيارته، قفز بداخلها و بدأ يقودها بأقصى سرعة ممكنة و هو يقول..
” أنا جاي حالاً يا جدي “..
غافلاً عن أعين” عبد الجبار ” الذي كان مازال يجلس داخل سيارته يلكم المقود بقبضة يده، و يصرخ بهياج بصوتٍ مكتوم من شدة ألم قلبه الملتاع..

بينما بداخل غرفة “سلسبيل”..

“طلقني.. قولتله الحقيقة كدبني و صدق خضرا و أخترها هي و طلقني رسمي يا دادة”..
قالتها “سلسبيل” ببكاء يقطع نياط القلوب و هي تطلع بحسرة لورقة طلاقها الذي وقعها “عبد الجبار” و ألقاها بوجهها..

يتبع………
واستغفروا لعلها ساعة استجابة..
الفصل السابع..
جبر السلسبيل2..
✍️نسمة مالك✍️..

.. بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..

في بعض الأحيان يأتي علينا وقت نكن فيه كالمغيبين ، نسير وراء ما نريد دون النظر في عواقبه، حتى تأتي إساءةة قوية على حين غرة تعيد لنا وعينا، إساءةة تكاد تكون قاتلة، ولكنها وبكل آسف تركنتا أحياء، لنقر و نعترف بأنها أعطتنا درسًا قاسيًا نخرج منه بقوة لم نكن نظن إننا نمتلكها ذات يوم..

انت في الصفحة 9 من 13 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
14

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل