
وجدت نفسها تحرك رأسها بالنفي مرددة ببكاء..
“لا.. لا.. أنا و هي مش هينفع نبقي على ذمتك..يا أنا يا هي يا عبد الجبار.. لكن إحنا الاتنين مع بعض مش هينفع.. لازم تختار بنا”..
ما تفوهت به الآن هي على دراية كاملة ما سيكون إختياره، تعلم أنها وضعت نفسها في مقارنة خاسرة، بالرغم من عشقه لها، لكن ابنتيه يفضلهما دائمًا عن نفسه، و هي على يقين أنه لا و لن يفرط بهما مهما فعلت أمهما..
” بتلوي دراعي يا سلسبيل!!! “.. نطق بها مذهولاً من حديثها الذي بدأ يفقده صوابه،و قبض على ذراعها بكف يده بقوة ألمتها مكملاً بانفعال عارم تمكن منه..
“بتخيريني بينك و بين خضرا !!
مقدرش أصدق يعني هي كانت على حق و أني كدبتها و دفعت عنك لما قالتلي إنك هتخليني أطلقها بعد كل اللي عملته وياكِ.. أخرتها عايزه تخربي بيتها و توقعي بيني وبينها.. فاكراني شخشيخة في يدك عاد و هچري أنفذ حديتك الماسخ ده و أطلق مَراتي أم بناتي!!! “..
انفجرت” سلسبيل ” في وجهه صارخة بعدما صدمها حديثه و نظرته لها التي تحولت للنقيض، يرمقها بنظرة خذلان، يخبرها أنها خذلته و سقطت من نظره بقولها المتهور هذا..
” و هي عملت ايييه معايا يا عبد الجبار و لا أنت نفسك عملت ايه معايا؟!.. أنا كنت لعبة في أيدك أنت و هي.. اختارتني ليك أنا بالذات عن كل حريم الدنيا لأنك اتفقت مع الدكتور يفهمها إني مريضة و مش هقدر أخلف و لا هعيش أساسًا!!!”..
استجمعت قوتها، و رفعت يدها دفعته بصدره بعيدًا عنها بكفها الصغير، و تابعت بغصة مريرة يملؤها الآسي..
” يا ريتني كنت مت و اترحمت من البهدلة دي كلها.. أنا خلاص جبت أخرى من أبويا و مراتك و أمك و منك أنت كمان يا عبد الجبار.. مش هشوف راحة طول ما أنا و أم بناتك على ذمتك”..
“و أني مش هطلق خضرا يا سلسبيل”..قالها “عبد الجبار” بنبرة جادة لا تحمل الجدال..
أبتسمت “سلسبيل ” إبتسامة تخفي خلفها حزنها و كسرتها مرددة بأسف..
” يبقي أنت كده هطلقني أنا “..
………………………… سبحان الله العظيم…
كانت” سعاد” تبكي بنجيب و قد تمكن من قلبها القلق و هي تتخيل رد فعل” جابر” إذا علم أنها وراء هروب “سلسبيل” بعدما استمعت لحديثها تقول أنها ستحدث والدها حتى يأتي ويأخذها..
و أيضًا لم تسلم من حديث” فؤاد” الذي صب جم انفعاله عليها، و ظل يلقى على سمعاها كلمات دبت التوتر شديد بأوصالها أكثر..
“أنتي السبب في اللي حصل لبنت أختك زي ما كنتي السبب في جوازة أمها عشان تسد ديون جوزك للمفتري قناوي اللي خد أختك الصغيرة تخليص حق.. خدها موتها بقسوته عليها، و دلوقتي مبتفكريش غير في إبنك و عايزة ترميله بنته عشان يموتها زي أمها.. أنتي قلبك ده أيه يا سعاد.. حجر.. مبتحسيش!!! “..
“كفاية يا بابا أبوس إيدك.. كفاية جلد فيا”..