منوعات

ج1

الفـصــــل الـــرابــــع

وكأن كُتب عليها ان تودع أعز ما تملك في نفس العام.
وكأن الحزن لا يريد تركها دون أن يختبر صبرها.
نظرت حولها تتأمل بيتها الموحش… تُحاول أن تتذكر بيأس الايام السابقه التي نعمت بها بدفئ عائلتها وحنانهم الذي لن يعوضه أحد . وقفت أمام الصوره التي تجمعها بوالديها وهي تتوسطهم ويحتضنوها. كانت تتأمل الصوره ودموعها تنهمر على خديها وقلبها يكاد أن يتوقف عن النبض، تريد الصراخ لتعبر عن مدى ألمها الذي لا تستطيع تحمله.
فقد ماتت والدتها وكأنها لا تريد أن تترك اباها بمفرده فذهبت اليه وتركوها هي بمفردها. كانت عبارة الطبيب مازالت عالقه بأذنيها وهو ينظر لها بشفقة بعد ان فحص والدتها التي كانت منذ لحظات قليله تجلس بجانبها وتبتسم لها تارة وتدعوه لها تارة أخرى.
عبارة سمعتها للمره الثانيه، وكأن الوداع اصبح رفيقها.
البقاء لله يابنتي
وضعت يديها على اذنيها ثم سقطت على ركبتيها وظلت تبكي وتنوح.
………………………………………….. ……
عـاد من رحلة عمله بطيارته الخاصه وكان أياد بانتظاره.
اياد: يااا وحشتينا يابوس ، شهرين تغيبهم
ادهم بجدية : اكيد ارتحت مني ، وقولت ايه اللي رجعه تاني
اياد بعتاب: اخص عليك يا ادهم ، انت عارف اني ماليش حد غيرك
نظر ادهم لأخيه الذي يعشقه كثيرا ويشعر دائما بالأبوه اتجاهه ثم ابتسم له بحب.
وبعد وقت قصير..
ادهم بسؤال : اخبار عزت باشا إيه
اياد بسخرية : كنت لسا امبارح بحضر حفلة جوازه ، بس ايه بنت جامده ، ابوك ده بيقع واقف بصحيح
نظر له ادهم بنظرة قاتمة؛ فاكتفى أياد بالصمت.
………………………………………….. ………
ذهبت إلى عملها بعد غياب دام أسبوعًا..
كان وجهها يكسوه الحزن والتعب. بدأت مريم في عملها ولاول مره لا تسمع توبيخ من السيد خيري -صاحب المطعم-.
جاء إليها خيري ووجهه لاول مره لا ترى فيه النفور والضيق الذي اعتادت عليه.
خيري: اظن إني سمحتلك باسبوع اجازه عشان ظروفك دلوقتي بقي لازم تنزلي شفت زياده
هزت له رأسها بالموافقه ولم تعقب او تتحدث… فنزولها وردية إضافية معروفًا يقدمه لها، فهذا سيريحها من مكوثها وقت زياده بالمنزل الذي صار موحش.
نظر لها خيري بشفقة مست قلبه أخيرًا ، فحمدت ربها بأنه مازال لديه قلب.
………………………………………….. ………..
كانت لا تصدق بأنه بجانبها الان تنعم بدفئ أنفاسه ، حاوطها بذراعيه.. فدفنت رأسها بحضنه الذي صار ملاذها.
رفعت يدها لتلمس وجهه باطراف أناملها كي تتأكد بأنها لا تحلم وانها بحضنه ونائمه جواره.
ابتسم لها أبتسامته التي تزيد من عشقها له.
ادهم : ايه مش مصدقه اني جانبك
صافي بحب وهي تتوسد صدره العاري : اصلك غبت عني كتير اووي يا ادهم
ادهم : علي فكره وحشتيني اوووي اوووي
لم تصدق ما سمعته اذنيها، فهل يعقل أنه اشتاق لها ولكن لم يعطي لها فرصة للتفكير اكثر ، وأخذ يزيد من ضمها إليه لينعما معًا بليلتهم الهادئه.
………………………………………….. ……..

انت في الصفحة 12 من 37 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل