
انتبهت فجأة على قرب فوران إناء الحليب فوق الموقد الغازي لتسرع في إطفاء نيرانه ثم رفعته لتصغه على الصنية النحاسية المتوسطة بجوار باقي الأطعمة لتحملها وتخرج بها متمتمة بالأدعية والإستغفار حتى تصل إلى داخل غرفة صغيرتها وينطلق لسانها
ليلى يا نن عين امك ليلى يا عمري كله جومي يا بت النهاردة نتيجتك.
حينما لم تجد ردا كعادتها خطت حتى اقتربت تجلس بجوارها وتهزهزها بخفة من كتفها وبصوت حنون
ليلى يا ليلى جومى ياضي عين امك يابت جومي .
استجابت ابنتها تصدر صوتا متذمرا وهى تشد الغطاء عليها اكثر وقالت بصوت ناعس
اممم سيبنى انام شوية ياما الوجت لسه بدرى .
ڼهرتها مزيونة بضيق
بدري من عمرك ياعين امك جومي يابت بلاش دلع.
لم تتأثر ليلى بل تابعت تغمغم بصوت ناعس وكلام غير مفهوم.
امممنمن .
منعت مزيونة ضحكة ملحة بصعوبة وهي تزيد بهزهزتها وتذكرها
يا بت جومى وبطلي كسل بقى خلينا نطمن على نتيجتك النهاردة ونشوف مستقبلك رايح لفين
ماشي ماشي……
تمتمت ليلى بالكلمات توميء برأسها بنعاس وكأنها تراضيها لتشد عليها الغطاء وتعتدل بنومها للجانب الاخر مما أثار استياء والدتها وحنقها فهدرت فيها صائحة بصرامة
جومى يابت هافضل اصحى فيكى اليوم كله ولا إيه جومي اخلصي بلاجلع ماسخ .
انتفضت ليلى بزعر هذه المرة تأثرا بلهجة والدتها الحازمة وهي تعتدل بجذعها في الفراش لتحاول الجلوس والإيقاظ فهي على قدر محبتها لوالدتها الحنونة على قدر خۏفها منها حينما تغضب.. لتردد لها بمهادنة
انا جومت اها ياما انا فوقت وصحيت كمان.
نهضت مزيونة من جوارها وهى تحدثها بحزم
طب يالا استعجلى وقومي من فرشتك دي ادخلي الحمام واشطفي ولا صلي على ما اروح اوكل الطير كمان وافتحلو عشته
اومأت ليلى رأسها بطاعة وهي تهم للقيام والنهوض بجذعها لكن بمجرد ذهاب مزيونة وتحركها سقطت للدخول مرة ثانية فى الفراش لاستكمال النوم حتى اجفلتها صړخة مزيونة من الخارج وكأنها داخل الغرفة معها
اخلصى يابت جومى
انتفضت بفزع تأثرا بصړختها تردد بنشاط مفاجيء
حاضر ياما انا قومت المرة دي صح والنعمة قومت.
……………………..
بعد قليل كانت ليلى تضع اللمسات الأخيرة فى لف حجابها امام المراة بعدما تناولت طعامها وقد أدت فرض الصلاة كما عودتها والدتها والان هي تتجهز للذهاب برفقة تلك الواقفة خلفها تراقبها بأعين تفيض بالحب حتى إذا انتهت لم تقوى على كتم ما يجول بخاطرها فور أن الټفت نحوها
حلوة كدة ياما
بدر منور يا جلب امك
تمتمت نعيمة بالرد تقبل وجنتها الناعمة فتتلمسها بأناملها مرددة
من ساعة ما خلصتي الإعدادي وكل الناس تقريبا بتكلمني عنك اللي عايزك لولده واللي عايزاكي لاخوها وانا طول الوقت بنكر واعمل نفسي مش شايفة لكن الحقيقة كل يوم تظهر جدامي كيف عين الشمس بت جلبي كبرت وبجت احلى بنية في بر البلد كلها تسر العين وتشرح القلب
يعني بجيت عروسة زينة صح ياما زي الناس ما شايفاني
تفوهت بها ليلى بعفوية ندمت عليها بعد ذلك فور أن انتبهت لملامح والدتها التي تبدلت لڠضب مفاجيء تحذرها
انا جولت احلى بنية انما عروسة دي بعيدة خالص لسة جدامك سنين طويلة على ما تخلصي السنة الاخيرة في الثانوي وبعدها
سنين الكلية ولو طلبت تعليم اكتر برضو مفيش مانع لكن قبل كدة لا كام مرة هنبه عليها ولا انتي ناسية اننا رايحين دلوك نشوف نتيجة السنة والله ما تكوني نازلة درجة عن السنة اللي فاتت لا تبجي بتي ولا اعرفك يا ليلى.
سمعت منها الاخيرة لتسارع في ترضيتها والتلطيف معها
لا والله ياما ما تجولي كدة اهون عليكي برضو دا انا حبيبتك ليلى اللي هتشرفك وترفع راسك جدام البلد بحالها وهي الواحدة ليها ايه غير تعليمها ووظيفتها بعد كدة ان شاء الله دا عهد وخدته على نفسي ياما .
عاد وجه مزيونة للإشراق مرة اخرى وقد طمأنتها ابنتها بما تتمناه لها وتسير على خطاه لټحتضنها متمتمة بالادعية ان يحدث ما تصبو إليه لتبعدها بعد لحظات تلقي نظرة اخيرة على ما ترتديه من ملابس محتشمة زاهية تتمثل في دريس صيفي واسع وحجاب كبير غطى نصف صدر الفستان بلونه الزهري لينعكس على وجهها فاظهر تورد وجنتيها الطبيعي دون مساحيق على بشرتها الخمرية تزيد من فتنتها وتضاعف من خوف مزيونة لتتبع بالآيات الحافظة لها من أعين الحاسدين حتى إذا انتهت صدر التعقيب من ليلى
يعني عمالة تقري وتحاوطيني بالقرآن ومش واخدة بالك من نفسك وأنت الناس بتفتكرك صاحبتي مش امي دا انتي احلى مني يا مزيونة ليه مش حاسة بنفسك
ابتسامة باهته احتلت محياها في استجابة ضعيفة لتصريح ابنتها عن شي فقدت معناه منذ انجابها لها شيء أصبح التذكير به يؤلمها لفرط ما جرحت كرامتها به!
انت هاتفضلي بصالي كدة كتير ياما يا ست الحبايب اليوم هيروح مننا
هتفت بها ليلى لتنتشلها بمرحها من شرود يرهقها فتواصل بتفكه