
والنقود التى معها لا تكفى أجرة تاكسى.
وصلت أمام العمارة و العرق يسيل على وجهها
ثم شعرت بالدوار والسواد يسيطر عليها و وقعت
على الأرض مغشيا عليها وابنتها تناديها بلا إجابة!
فتحت عينيها ببطء وهى تشعر بألم شديد فى معدتها
تلفتت حولها لتدرك أنها فى مستشفى.
نهضت فجأة بخوف أين هى ابنتها وماذا حدث لها؟
فى تلك اللحظة دلف رجل إلى الغرفة يبدو من هيئته
أنه طبيب.
الطبيب: حمدا لله على سلامتك حاسة بأيه دلوقتى؟
دينا بخوف: بنتى، بنتى فين؟
الطبيب بإبتسامة: أهدى بنتك بخير ومعانا.
تنهدت بإرتياح: طب هى فين عايزة أشوفها.
قال بجدية أقلقتها: هنجيبها لك بس فى حاجة الأول
عايزة أقولها لك .
دنيا بقلق: هى إيه؟
الطبيب بأسف: للأسف مقدرناش ننقذ الجنين.
نظرت له بعدم استيعاب ثم بكت رغما عنها
ولكن قالت بصبر: الحمد لله على كل حال.
نظر لها الطبيب بتعجب، فقالت: يمكن ربنا عمل كدة
علشان مشيلش الهم أكتر من كدة ومفيش حاجة
تربطني بيه غير البنت .
بقلم ديانا ماريا.
حمحم الطبيب ثم قال : ممكن أعرف قصدك مين
وليه كنتِ لوحدك مع بنتك من غير حد؟
ده لو مش هيتطفل على خصوصياتك.
دنيا بألم: قصدي جوزى اللى راح اتجوز عليا وصدق
كدي وافتراء مراته التانية وطلقني ورمانى أنا
وبنته واللى فى بطنى من غير ما يقلق علينا.
الطبيب بأسف: لا حول ولا قوة إلا بالله.
الطبيب : على فكرة أنا لقيتك قدام العمارة اللى
ساكن فيها، أنتِ ساكنة هناك؟
دنيا بتأكيد: اه بيت أهلى القديم هناك.
الطبيب بإبتسامة: طب ده كويس؟
دنيا بشك: ليه؟
الطبيب بإحراج: قصدي يعنى علشان نبقى جيران
ومتبقيش لوحدك وكمان أنتِ تعبانة.
دنيا بإبتسامة باهتة: كتر خيرك يا دكتور شكرا جدا.
الطبيب بإبتسامة خفيفة: الشكر لله.
خرجت فى اليوم التالى من المستشفى ومع طفلتها
وقد أصر الطبيب التى عرفت إسمه وهو (على) على أن يوصلها إلى شقتها.
بقلم ديانا ماريا.
فتحت الشقة وهى تنظر لها بحنين، كانت متعبة
ف أرجأت التنظيف لليوم التالى واكتفت بتنظيف
الغرفة التى سينامون بها.
فى المساء طرق الباب ف فتحته لتجد على
يقف هناك .
دنيا بإستغراب: دكتور على، فى حاجة؟
قال بهدوء وهو يمد يده بأكياس لها: اتفضلي دول.
دنيا بحيرة: ايه دول؟
الطبيب : ده عشا أنا جيبته من مطعم ليكم.
دنيا بكبرياء: بس أنا مش باخد حاجة من حد يا دكتور.
الدكتور بصرامة: متفهمنيش غلط أنا مش بعطف عليكِ
أنا بس حبيت أعمل كدة علشان أنتِ تعبانة ومش هتقدري
تعملي اكل ولسة مشترتيش حاجة للبيت وده أول يوم
ليكِ هنا وكمان علشان البنت الصغيرة .
دنيا بإحراج: أنا آسفة مش قصدي بس….
على بإبتسامة: ولا يهمك المهم خديه بس ودى كمان.
ومد يده ب كيس من الحلويات والشيكولاتة والعصائر.
على : دى للبنت الصغيرة.
دنيا بإمتنان: مش عارفة أقولك إيه بجد.
على برقة: متقوليش حاجة ولو احتاجتي أي حاجة
أنا فى الدور اللى تحتك علطول.
دنيا بصوت منخفض: شكرا يا دكتور .
ذهب بينما هى أغلقت الباب وابتسمت بسبب كرمه
ولطفه وذهبت لتأكل هى وابنتها.
كانت ممتنة له حقا لأنه فكر بما نسيته هى، كانت
جائعة هى وابنتها ولم تعرف من أي ستحضر طعام
ولكنه فكر بها وأحضر طعاما كثيرا لهما.
كان الطبيب ينهى تقريرا فى وقت متأخر.
انتهى ثم خلع نظاراته وهو ينظر فى الساعة
ليجدها الواحدة صباحا.
كان على وشك الذهاب للنوم حينما سمع طرقا
قويا على بابه، ف ذهب يفتحه بإستغراب.
وجد دنيا أمامه تبكى : الحقني بسرعة يا دكتور!
على بقلق: حصل إيه؟
دنيا : حلا حرارتها عالية أوى ومش راضية تنزل
وبترتعش.
على : ثانية واحدة.
ذهب للداخل وأحضر حقيبته ثم صعد معها و وجد
الطفلة وجهها أحمر وترتعش كما يتصبب العرق منها.
فحصها سريعا : هاتي طبق مية ساقعة بسرعة
علشان نعملها كمادات.
حاول خفض الحرارة ولكن لم يفلح ف حمل الطفلة
ثم دلف إلى الحمام و فتح المياه الباردة فى مكان الإستحمام و وقف تحتها وهو يحمل الطفلة لمدة
وهى تراقبهم بقلق.
خرج بعدها : هاتى هدوم نضيفة ليها بسرعة وفوطة.
أسرعت تحضر ما طلبه وكان أثناء ذلك مدد الطفلة
و هو يحضر حقنة خافضة للحرارة لها .
بعد أن أعطاها الحقنة قال لدنيا: أنا هطلع لحد ما تغيري لها.
نظرت إلى ثيابه المبللة: طب يا دكتور روح غير هدومك
دى على ما أغير لها هدومها.
نظر لنفسه ثم قال: تمام .
ذهب بسرعة وعاد ثم اطمئن على الطفلة مجددا.
قال ل دنيا بإبتسامة: أهدى الحرارة بدأت تنزل دلوقتى
وهى هتبقي بخير.
تنهدت بإرتياح كبير وهى ترتعش من الفرحة .
قال على وهو يلاحظ إرهاقها: اتفضلي روحى ارتاحى
وأنا هقعد جنبها.
نفت بقوة: لا طبعا مش هسيبها، هفضل قاعدة معاها.
جلس على كرسى بجانب السرير بينما
هى جلست على الناحية الأخرى على السرير
بجانب ابنتها النائمة.
كانت تمسح على وجه ابنتها بحزن ف قال لها على بلطف:
متخافيش عليها هى بقت كويسة دلوقتى وأن شاء الله
هتخف بسرعة.
دنيا بحزن وهى تناظر ابنتها: مبقاش ليا غيرها فى الدنيا
دى، خوفت اخسرها.