
بعدها كانت تنظف المكان أمام شقتها حينما وقفت
رشا أمامها وهى تضع يدها على حاجز السُلم .
ف نظرت دنيا لها بإحتقار: نعم؟
رشا بدلع: مش هتباركيلي على البيبى الجديد يا دنيا؟
دنيا بقر*ف: أبعدى عن وشى أنا مش طايقاكِ.
أمسكتها رشا من ذراعها بقوة: لا بقولك إيه
اتعدلى معايا وإلا أنتِ مش عارفة أنا ممكن أعمل إيه؟
دنيا بحنق: اللى عندك اعمليه و وريني.
ابتسمت بمكر ثم فجأة أوقعت نفسها على السلالم
وهى تصرخ ودنيا تنظر لها بصدمة.
رشا بصراخ:ليه يا دنيا تعملي كدة، أنا حامل حرام عليكِ
الحقنيييي يا أيمن، دنيا وقعتنى
من على السلالم عايزة تسقطني
الحقنييييي!
أتى أيمن راكضا لينظر إلى رشا الواقعة على الأرض
ودنيا الواقفة بجانبها.
ركع إلى جانب رشا بقلق: مالك يا رشا فى إيه؟
رشا ببكاء مصطنع: دنيا علشان بكلمها أقولها مش
هتباركيلي على البيبى الجديد، قالتلي أنى بغيظها
وأنها مش هتخليني اتهني بيه و زقتني وقعتني
زى ما أنت شايف.
دنيا بسرعة: والله يا أيمن….
قاطعها بصراخ: مش عايز أسمع منك حاجة حسابك
معايا بعدين .
التفت إلى رشا : طب يلا نروح المستشفى بسرعة.
تصنعت التعب: لا مش قادرة، بنتى عمى دكتورة
أتصل عليها تيجي أحسن.
حملها بسرعة ثم دلف بها إلى غرفة النوم ودنيا تلحق
بهما.
وضعها على السرير ثم استقام فقالت له: هاتلي
موبايلي بسرعة اتصل عليها.
أسرع يبحث عن هاتفها بتوتر ثم أعطاه لها ف اتصلت
على ابنة عمها أثناء ذلك انتبه أيمن لوجود
دنيا فقال بغضب: أنتِ واقفة بتعملي إيه هنا؟
دنيا بتبرير: يا أيمن عايزة افهمك..
قاطعها باقتضاب: متفهمنيش حاجة اطلعي برة يلا.
خرجت بقلة حيلة وهى تجلس على الأريكة تفكر
كيف تستطيع أن تشرح له بأنها حيلة خبيثة من رشا
و أن لا يد لها، تنهدت لو تستطيع فقط أن تبتعد
عنه وعن كل شئ ولكن ليس لديها غيره
كمان أنها حامل ولا تستطيع أن تعمل لتعيل نفسها
وطفلتها.
أتت ابنة عمها الطبيبة بعد وقت وطلبت من أيمن
الخروج حتى تفحصها بعناية .
بعد قليل خرجت وعلى وجهها علامات الحزن: للأسف
رشا أجهضت.
صُدم كلا من أيمن ودنيا التى تقف على مقربة منهما.
أيمن بحزن: طب هى عاملة ايه دلوقتى؟
الطبيبة: هى كويسة أنا ادتها حقنة منومة هتفضل
نايمة كتير.
ذهبت الطبيبة ونظر أيمن إلى دنيا بخيبة أمل: مكنتش
أتوقع فى يوم أنك تعملي حاجة زى كدة.
دنيا بنفاذ صبر: أنت ليه مش راضي تسمعني حتى؟
أيمن بتهكم: أسمع إيه ما كل حاجة واضحة زى الشمس
على العموم لازم نهاية لكل ده؟
دنيا بتوجس: قصدك ايه؟
أيمن بقسوة: أنتِ طالق يا دنيا .
شهقت من الصدمة ثم سيطرت على انفعالها وهى
تواجهه.
أيمن بجفاء: أنا هطلع وأرجع ألاقيكِ لميتي هدومك و
هدوم البنت.
ثم ذهب بينما دنيا واقفة مكانها لا تقدر على استيعاب
كم المشاكل التى لحقت بها فى فترة قصيرة
تنهدت وهى تسمح دمعة انهمرت على خدها ثم
ذهبت حتى تعد حقيبتها وحقيبة ابنتها، أنها
لاتريد البقاء حتى لو لم يطردها، لم تعد تتحمل
هذه الحياة المستحيلة.
أسرعت توضب حقيبتها وحقيبة ابنتها ثم ألبستها
ثيابها وارتدت ثيابها وحجابها.
قبل أن تغادر دلفت الغرفة الرئيسية بهدوء لتجد
رشا مستيقظة.
نظرت لها بمكر لتصرخ بها دنيا: ارتحتي كدة ؟
رشا بمكر: طبعا يا حبيبتى.
دنيا بقهر: أنا ماشية وسايباها لك بس أنا متأكدة أنه ربنا
هيجبلي حقى قريب منك ومن كل اللى ظلمنى.
ضحكت رشا بسخرية ف نظرت لها دنيا بإحتقار وغادرت.
دلف أيمن المنزل عندما كانت على وشك الخروج.
أيمن وهو يخرج ورقة من جيبه: دى ورقة طلاقك.
أمسكتها بيد ارتعشت رغما عنها وقالت بكبرياء: وأنا
ماشية.
مد يده بنقود: خدى دول هتحتاجيهم.
دنيا بسخرية: لا كتر خيرك مش محتاجة منك حاجة .
ثم أمسكت ابنتها بيد و اليد الأخرى حقائبهم.
كانت حماتها تنتظرها فى الأسفل وهتفت بحزن: هتمشي
يا بنتى؟
دنيا بصوت خافت: ايوا يا ماما عايزة حاجة؟
بكت حماتها وعانقتها: متمشيش يا بنتى طب تعالى
عيشي معايا طيب بالله عليكِ.
تنهدت دنيا وهى تضمها بيد واحدة: مينفعش يا ماما
وأنتِ عارفة .
حماتها بقلق: طب هتعيشي فين و حلا ؟
بقلم ديانا ماريا.
دنيا بتهكم: تصدقني هو مقلقش ولا سأل هنعيش
أنا و بنته فين! متقلقيش يا ماما أنا هروح شقة
أهلى القديمة لسة موجودة ودى ورثي منهم.
عانقت حماتها حفيدتها وبكت بحرقة: ربنا على الظالم
يا بنتى، حسبى الله ونعم الوكيل، امتى هيعرف
أنه فرط فى بنت الأصول علشان يجري ورا وهم.
تجمعت الدموع فى عينيها ولكن لم تبكِ.
مشت فى الطرقات مع ابنتها لأنها لم تجد أتوبيس