
كان هناك شاب جالساً على السرير مرتدي ملابس المريض في هذه المشفى، بجسده النحيل وبشرته الداكنة وعينيه السوداء بشعره الاسود ولحيته الخفيفة ،مكبلاً من يديه بالسرير بالقيود ،و ملامحه المُتعبة واسفل عينيه ظلام الليل ،انه مريض بالادمان ،ينظر للشخص الذي امامه بضعف ،والذي كان امامه واقفاً على بُعد ٣ امتار بعينيه البنية وبشرته البيضاء بجسده الرياضي المتناسق ،بصدره العريض و بشعره البني، مرتدي زي الضابط ،وسلاحه في ملابسه من الخلف ،كان ناظراً له بجمود.
وريث بجمود: لسة مش عايز تتكلم؟..لحد امتى هتفضل ساكت!…سكوتك مش هينفعك بحاجة.
رفع ذلك الشاب نظره اليه.
مصطفى بضعف: خرجوني من هنا…انا مش هتكلم…سيبوني.
رفع وريث رأسه بملامح جامدة وعينين مليئتين بالغضب.
وريث بجمود : هتخرج .. لكن تتكلم وانا هخرجك او…….
ثم نظر لمقعد ما وجلس عليه ،ووضع قدماً فوق الاخرى بكل كبرياء ورفع رأسه في غرور كالطاووس ،ثم اخرج من جيبه كيس صغير به تلك المادة التي يدمنها مصطفى (مخدر)، حاول مصطفى ان يقاوم تلك القيود وان يصل اليه كي ياخذ ذلك المخدر الذي في اعتقاده انه سيرجع اليه تنفساته و الحياه!!! يا له من غبي! ، نظر له وريث بجمود و الغرور في عينيه.
وريث بجدية: هتاخدها لكن تحكي.
مصطفى وهو يحاول ان يأتي اليه ولكن القيود تمنعه: هموت حرام عليك…هاته…انت مش حاسس باللي انا فيه.
ابتسم وريث بكل نصر ..ابتسامة غرور خفيفة لم تظهر حتى ،ثم وقف وجاء اليه وفتح ذلك الكيس وسكب بعض من ذلك المخدر على الارض وعاد الى مقعده من جديد ،فارتمى مصطفى على الارض وهو يتذوق ذلك المخدر المسكوب على الارض بلسانه كالحيوانات مثل الكلب ،غير عابيء بيديه التي كادت ان تقطع من تلك القيود!! ،ووريث ناظراً له بمتعه ،وبعدما انتهى نظر لوريث وهو يلهث .
مصطفى وهو يلهث: والباقي؟
وريث بابتسامة نصر : بعد ما تحكي.
هز مصطفى رأسه سريعاً.
مصطفى بضعف: هحكي…هحكي.
ابتسم وريث ورفع رأسه في كبرياء وهو يستمع له …..وبعدما انتهى وقف وريث وابتسم بغرور.
وريث: الكلام دة بقا تقوله هناك في القسم.
اخذ يتحرك بطريقة غير طبيعية بجسده الذي ينهش به يريد المخدر.
مصطفى بضعف: والباقي؟…انت وعدتني.
وريث بنصر: طبعاً …لكن يؤسفني اقولك ان دة مش مخدر…..
نظر له مصطفى بعدم فهم ،ثم اكمل : دة دقيق.
نظر له مصطفى مصدمة ممزوجة بالغضب ،بينما ابتسم له وريث بنصر ونهض واعطاه ظهره وخرج.
#######################
في المشفى:
دخل كريم والاء..حتى وصلوا امام باب غرفة مصطفى وكادت الاء ان تدخل ،منعها العسكري ،وكادوا ان يتحدثوا خرج وريث ثم نظر لهم.
وريث موجهاً حديثه للعسكري:ايه اللي بيحصل هنا؟
كاد العسكري ان يتحدث ،اسرعت الاء بالحديث.
الاء مسرعة : عرفنا انكوا عرفتوا تمسكوا القاتل فكنا عايزين ناخد بعض معلومات ..لو حضرتك تسمح؟
نظر لها كريم بضيق من حديثها وكأنه ليس واقفاً بجوارها! ،نظر لها وريث بجمود ،ثم نظر لكريم ،ولم يرد عليا وتركهم وتوجه لناحية اخرى ،ثم وقف امام طاولة ما واخذ سطرته كي يرتديها ،جائت اليه سريعاً.
الاء بضيق: لو سمحت انا بتكلم معاك…جاوب على سؤالي.
امسك كريم كوع يدها الايمن ونظر لها بضيق كي تصمت نظرت له ثم نظرت لوريث من جديد ،مازال معطيهم ظهره ثم ارتدي سطرته ،غير عابيء بحديثها!
الاء بضيق: لو سمحت انا بتكلم…ولا انت مابتسمعش.
امتلأت عينيه بالغضب بعد آخر جملة قالتها ثم استدار اليهم.
وريث بغضب موجهاً حديثه الى كريم: ياريت تفهم خطيبتك ان صوتها مايعلاش على ظابط شرطة..وتفهم اني الصعيد وعندنا اللي بترفع صوتها على راجل بيتقطع لسانها …
نظرت له بدهشة ممزوجة بالضيق ،واكمل: ..ولو انت ماكنتش موجود انا كنت خليتها تلزم حدها.
ثم ابتعد عنهم بضيق ورحل الى الممر ،نظرت له بغضب.
الاء بغضب:دة مش عايز يرد عليا….واحد ماعندهوش ادب..حتى بيدينا ضهرنا ومش عايز يرد.
كريم بضيق: الاء …كفاية كدة…كلامنا لما نروح مش عايز اتخانق هنا.
ونظر امامه بضيق ،نظرت له بضيق ثم نظرت لوريث الذي هناك.
الاء بهدوء: طب هنعمل ايه؟…شكله مش هيدينا اي معلومات.
كريم بضيق: سيبيني انا اتصرف ..وماتتصرفيش من دماغك.
الاء مسرعة بسعادة: خلاص…خلاص جاتلي فكرة .
وتركته ورحلت سريعاً الى وريث.
كريم بضيق: الاء!!
وذهب خلفها .
######################
في حديقة المشفى: