منوعات

بقلم مني سلامه ج 1

الحلقه الرابعه

 

فى ظهيرة اليوم التالى .. بينما كانت “انعام” جالسة فى شرفة غرفتها .. سمعت زمور سيارة يطلق بقوة .. قامت ونظرت الى الأسفل فارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيها وهى ترى السياراتان اللاتان عبرتا بوابة الفيلا .. نزلت الى الأسفل .. توجهت احدى الخادمات لفتح الباب .. اندفعت من الخارج فتاة جميلة شقراء ممشوقة القوام .. ارتمت فى أحضان “انعام” وهى تهتف :

– وحشتيني يا عمتو .. وحشتيني أوى

عانقتها “انعام” بقوة وهى تقول :

– حبيبتى “نهال” .. وحشتيني جدا جدا جدا

رفعت الفتاة رأسها لتنظر اليها مبتسمة .. فى تلك اللحظة دلف من الخارج رجلين وامرأة استقبلتهم “انعام” قائله :

– أهلا أهلا .. حمدالله على سلامتكوا

قبلها أحد الرجلين قائلاً :

– ازيك يا عمتو وحشتيني

ابتسم له قائله :

– وانت كمان يا “علاء” .. وحشتيني أوى

تقدمت الفتاة وعانقتها قائله :

– وحشتيني أوى يا طنط .. الرحلة كانت عايزاكى

ضحكت “انعام” وهى تعانقها قائله :

– حبيبتى “بيسان” انتى كمان وحشتيني أوى

ثم نظرت الى الرجل خلفها وقالت :

– ازيك يا “نهاد”

اقترب منها مبتسماً وقبلها قائلاً :

– ازيك يا عمتو .. وحشتيني أوى

– تسلم يا حبيبى

ثم نظرت اليهم قائله :

– اتفضوا على الصالون

دخل الجميع الى حجرة الصالون الواسعة والتى تقع فى الدور الأول من الفيلا .. قالت “نهال” بمرح وهى تجلس على يد المقعد الذى تجلس عليه “انعام” :

– متتصوريش يا عمتو فرحنا ازاى .. بجد الرحلة كانت رهيبة

قالت “بيسان” بمرح وهى تضع يدها على بطنها المتكور :

– كنت خايفة أوى أولد هناك .. كانت هتبقى مصيبة بجد

جلس “نهاد” على طرف المقعد بجوارها وأحاطها بذراعه قائلاً :

– متقلقيش يا حبيبتى لسه على ولادتك شهر بحاله

هتفت قائله بإستنكار وعيونه تتسع خوفاً :

– يا “نهاد” مسمعتش عن ستات بتولد فى السابع وفى التامن .. أنا بجد مرعوبة

قام “علاء” وقد بدا عليه الضجر .. فقالت له “انعام” :

– على فين يا “علاء” ؟

قال وهو يحك رأسه :

– شوية كدة يا عمتو

هتفت “نهال” بغيظ :

– آه شوية كدة يا عمتو .. وحشتك السرمحه مع صحابك مش كده

اقترب منها وجذبها من شعرها بمزاح وقال :

– عيب لما تتكملى مع أخوكى الكبير كدة

هتفت “نهال” تستنجد بعمتها :

– يا عمتو خلى البنى آدم ده يسيب شعرى

نظرت اليه “انعام” بحزم وقالت :

– عيب يا “علاء” هو انت صغير .. سيب أختك ميصحش كده

ترك شعر “نهال” وهو ينظر اليها مغتاظاً .. ثم خرج من الغرفة .. تابعه “نهاد” بنظره ثم قال بحنق :

– الواد ده مش هيعقل أبداً

قالت “انعام” مبتسمه :

– معلش يا “نهاد” .. أخوك لسه صغير ..بكرة يكبر ويعقل

هتف “نهاد” بإستنكاء :

– صغير ايه يا عمتو .. اللى أده فتحين بيوت دلوقتى

قالت “بيسان” وهى تنهض بصعوبة بمساعدة “نهاد” :

– معلش يا جماعة أنا هطلع أرتاح شوية قبل معاد الـ ……….

قطعت حديثها ووضعت يدها على فمها بعدما نظرت اليها “انعام” بإستنكار .. فهتفت “نهال” وهى تصفق كالأطفال :

– فى حفلة مش كدة .. عاملينلى حفلة بمناسبة دخولى الجامعة .. صح صح .. قولوا صح

نظرت “بيسان” الى “انعام” بخجل وهى تقول :

– والله آسفة يا طنط .. معرفش الكلام خرج منى ازاى .. باين الحمل خلانى غبية أوى

نظر اليها “نهاد” قائلاً :

– ولا يهمك يا حبيبتى .. حصل خير

ابتسمت انعام” وهى تقول :

– ولا يهمك يا “بيسان” .. أصلاً كان لازم تعرف من دلوقتى عشان تلحق تحضر نفسها للحفلة

قفزت “نهال” بمرح وعانقت عمتها وهى تقول :

– يا حبيبتى يا عمتو

ضحكت “انعام” وهى تقول :

– كنت واثقة انك هتفرحى كدة .. يلا اطلعى استعدى للحفلة

– ماشى

خرجت “نهال” متوجهة الى غرفتها عندما استوقفتها “لميس” وهى تقول بسعادة :

– حبيبتى “نهال” وحشتيني أوى .. اتبسطتى فى الرحلة ؟

قالت بمرح :

– جداً جداً يا مدام “لميس” .. انتى عارفه ان فى حفلة النهاردة عشانى ؟

ضحكت “لميس” ثم قالت :

– إلا عارفه .. طبعاً عارفه .. ده أنا اللى مرتبالك الحفلة بنفسى

قالت “نهال” بسعادة وحماس :

– طيب تعالى ساعديني بأه عشان أستعد للحفلة كويس .. أكيد هيكون فيها كل العيلة

أمسكت “لميس” بكفها الممدود ثم صعدتا معاً الى غرفة “نهال”

 

******************************************

 

نظر “باهر” فى المرآة يتمم على تصفيفة شعره التى استغرقت ما يقرب من نصف ساعة لضبطها .. ثم ألقى نظرة على الطاولة فى الشرفة .. نظر بعين الرضا الى المفرش الأحمر والى الكاسين الفارغين والثلج الموضوع به زجاجة الخمر .. والى الشموع و العشاء الشهى .. نظر الى ساعته لبرهه ثم .. سمع جرس الباب .. فعلت شفتيه اتسامه خبيثه وتوجه مسرعاً الى غرفة النوم يلقى نظرة على الشموع التى أعدها وعلى المفرش النارى الموضوع فوق الفراش .. ثــم توجه الى الباب وفتحه وهو ينظر اليها متأملاً اياها فى فستانها الأنيق الذى كشف عن ساقيها ذراعيها .. ثم قال مبتسماً وعيناه تلمع بخبث :

– سمــر !

 

وقفت فى الشرفة وكأنها تنتظر أحداً .. دخلت “لميس” الغرفة وهتفت بإستنكار :

– “نهال” بتعملى ايه عندك .. يلا الضيوف كلهم تحت

أطلقت نظرة قلقة على ساعتها ثم على الطريق وهى تقول :

– ثوانى بس يا مدام “لميس” .. ثوانى ونازله .. قوليلهم ثوانى

قالت “لميس” بحزم وهى تخرج :

– طيب متتأخريش عشان ميصحش كدة

عادت تتطلع الى الطريق خارج الفيلا .. ثم ما لبثت أن اتسعت ابتسامتها ولمعت عيناها بسعادة وهى تنظر بلهفة الى تلك السيارة السوداء الفارهة التى عبرت بوابة الفيلا .. وهتف قلبها وهو يقفز فرحاً :

– مهنــد !

انت في الصفحة 4 من 15 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل