
“نعم ازاى طلقتها وعايزها فى نفس الوقت انت …”
مصطفى “ما انت هتتجوزها ”
سحبت مفاتيحى من فوق طاوله المطعم وقلت
بغضب”لا ده انت اتجننت على الاخر ”
….أمسك مصطفى بيد صابر وهو ينظر له نظرات
حزينه يرجوه ان يوافق
أغمض صابر عيناه فى أسف وقال”هى عارفه اللى
انت بتقوله ده ”
مصطفى”أيوه…علشانى يا مصطفى انا مليش غيرك
انا مش هقدر استأمن حد غيرك على مراتى وحبيبتى
انا عارف انى غلطت بس انا ما أقدر أعيش من غيرها
ارجوك ”
جلس صابر مره اخرى على كرسيه وضع يده فى يد
مصطفى وقال”انت عارف معنى اللى انت بتقوله”.
مصطفى:”أيوه عارف ومستعد لأى حاجه
بس جهاد ترجعلى ”
صابر “مصطفى انا ..مش مستعد لحاله زى كده
افهمنى ارجوك”
مصطفى”كلها كام يوم بس استحملنى ولو مش عايز
تشوف وشى بعدها مش هخليك تشوفه بس ساعدنى ”
أرجع رأسه للخلف قليلا يفكر ثم قال”ماشى بس لازم
نسأل شيخ الأول علشان اعرف اكتر عن الموضوع”
أبتسم مصطفى بأمل ثم قال”بجد …انا مش عارف
أشكرك ازاى يا صابر يلا بينا نروح لشيخ دلوقتى”
…….
كان رأفت يجلس بحزن فى أحد أركان منزله
فالكلمات التى خرجت سلسه وقويه من فم ابنته لم
تكن بتلك الكلمات التى يتمناها اى أب
من ابنته مهما كان سئ وهو كل ما يراه الان امامه
هو أنه لا يفعل شئ خاطئ بالعكس هو يبحث عن
سعاده ابنته التى تكمن مع مصطفى فى نظره هو
يبحث عن راحتها ومنزل تجد فيه سعاده تتمناها كل فتاه
لكنها وبكل ثقه أخبرته انها لا تريده أب لها
وما ان تستطيع ان تفلت من بين يديه حتى تعمل على
التحرر من القيود التى يربطها بها
جاءت نعمه من خلفه وجلست إلى جانبه
وقالت”انا عارفه انك زعلان من كلام جهاد”
لكنه لم يجيبها بشئ بل زاد امتعاض وجهه أكثر
فوضعت يدها على كتفه وهى تقول”ليه دايما بتنكر
انك متأثر برد فعلها هى بنتك برده وخوفك عليها
مش ضعف ”
قال بغضب “لا ضعف ..ضعف وضعف كمان بنتك مش
عارفه الزمن اللى احنا فيه الدنيا ما فيهاش أمان وانا
ما عملتش حاجه ضد مصلحتها
انا صحيح منعتها من حاجات كتير فى حياتها
بس علشان انا خايف عليها من الزمن وحاجات كتير
هى مش قداها ومش هتستحملها”
نعمه”انا عارفه وبكره هى كمان تعرف انك مش بتفكر
غير فى مصلحتها”
رافت”انا هتصل بمصطفى أشوفه عمل ايه”
……………..
بينما فى مكان آخر
جلس صابر يستمع بتركيز إلى كل كلمه يقولها الشيخ
عله يجد اى شئ أو حجه تمنعه من الزواج بها
فهو لن يتحمل أن يكون هو الوسيط بين حبيبته
وصديقه
هذا الشعور صعب جدا على اى شخص
بينما ظل الشيخ يشرح لهم شروط الرجعه
اى اعاده الزوج زوجته التى طلقها
بشرع الشيخ يبدأ حديثه قائلا”وبعولتهن أحق بردهن
فى ذلك، ان أرادوا إصلاحا ”
ثم قال”يا بنى للرجعه شروط بينه للجميع وهى
ان تكون المطلقه مدخولا بها وإن طلقتها أكثر من عدد
الطلاقات المسموح بها فلا تحل لك قبل أن تنكح رجلا
غيرك
ومفهوم النكاح فى اللغه هو ان تتزوج غيرك وتعيش
معه حياه زوجيه سليمه
ويجب يا بنى لن تعرف الهدف من هذا كله
وهو رحمه من الله عز وجل حتى يجعل الزوج يفكر
مئات المرات قبل أن يطلق زوجته لأسباب واهيه
تافهه
لأنها سوف تكون زوجه لغيره ”
..نهض الشيخ وألقى السلام مودعا بعد ان نصحه
بالتفكير بدقه قبل الأقدام على اى فعل يندم عليه
صابر”لا يا مصطفى الشروط دى صعبه عليا وانا مش
هقدر عليها ابدا”
مصطفى”انت املى الوحيد دلوقتى ارجوك افهمنى يا
صابر انا صاحبك برده وانا مستعد أعمل اى حاجه