
نبض القلب
الفصل السادس ( الجزء الثاني ) : seni seviyorum !
______________________
في كلية الطب.
نظرت لها وهي شاردة تطالع القلم الذي بيدها و على وجهها ابتسامة بلهاء عقدت حاجبيها ثم وكزتها و همست :
– نــازلـي !!
انتفضت نازلي بخفة و قالت :
– نعم ماذا هناك مالذي يحدث ؟!
فتون بغيظ :
– المحاضرة بدأت منذ نصف ساعة و من المفترض ان تركزي لان الدكتور يشرح لنا خطوات التجربة التي سنقوم بها ايتها البلهاء !!
حمحمت نازلي ثم اعتدلت في جلستها و تشدقت ب :
– انا مركزة أصلا.
هه أجل هذا واضح جدا !
هتفت بها فتون في نبرو متهكمة و اعادت تركيزها للمحاضرة بعد ساعتين خرج الطلاب لتقول فتون بتعب :
– اااه رأسي يؤلمني اللعنة ياليتني بقيت في المنزل ولم أحضر.
نازلي بضحكة :
– أنا أشعر بالصداع أكثر منك ما رأيك ان نذهب للكافيه سنستمتع و ايضا أريد شرب القهوة.
اومأت برأسها و اتجهتا للكافيه جلستا و بعد احاديث جانبية نظرت فتون لهاتفها بعبوس لم يتصل بها مراد حتى الان ليس من طبيعته فهو معتاد بأن يتصل كل ساعة لكن هذه المرة لم يكلمها من ساعات طويلة ، لاحظت نازلي ضيقها فتساءلت باستغراب :
– ما بك ؟؟
فتون بتذمر أجابتها :
– مراد لم يتصل بي منذ البارحة ليس من عادته.
نازلي بمكر :
– و لماذا انت منزعجة ؟
جزت على اسنانها قائلة :
– مراد صديقي بالتأكيد سأنزعج عندما يتجاهلني.
– انا ايضا لدي اصدقاء و منهم انت لكنني لا انزعج عندما لا تتصلين بي.
قالتها ببراءة مصطنعة وهي ترمقها نظرة حسابية تنهدت فتون و ردت عليها بحزن :
– لكنني تعودت عليه و على كلامه و تعودت على اهتمامه أيضا اصبحت اشعر بأن اليوم ناقص اذا لم اسمع صوته و ارى ابتسامته الجميلة….. لقد وقعت في حبه حقا يا نازلي وعدني بأنه سيجعلني أحبه و هذا ما حدث بالفعل !!
نازلي بدهشة :
– وااااو اشعر بأنني اعيش في احدى الروايات ! لم يمضي شهر على صداقتكما لكنك أحببتك هنيئا لك.
ابتسمت فتون ببعض من الخجل لكنها تجهمت ثانية و قالت :
– لقد أخذني للسينما البارحة و التقى بصديقته لقد كانت تحتضنه و تكلمه بدلال زائد و عندما سألني ان شعرت بالغيرة أخبرته بأنه لا شيؤ بالنسبة لي لكي أغار.
شهقت نازاي و هتفت بصدمة و غضب :
– انت غبية أليس كذلك سحقا هل جننت كيف قلت له هذا لو كنت مكانه لم أكن لأتردد لحظة في انهاء هذه العلاقة و ….
قاطعتها بفزع وهي تدق على الطاولة الخشبية عدة مرات :
– أبعد الله الشر عنا ، لا تقولي هذا ثانية مراد لن يتخلى عني.
نازلي بابتسامة مغتاظة :
– من حقه ان يبتعد و ان يحزن من كلامك الا يكفي انه يحبك منذ فترة طويلة و مر عليه شهر وهو يحاول اقناعك بحبه فعل كل مايستطيع من أجلك لتقولي له في النهاية انه لا يهمك ؟!! ل
فتون بنبرة حزينة :
– لم يكن هذا الكلام من قلبي…. لقد كنت اشعر بالسوء كلما اتذكر صديقته فخرجت تلك الكلمات من غير قصد ، مالذي علي فعله الان ؟
نازلي وهي تشرب القهوة بتلذذ :
– لا تنتظري اتصاله انت المخطئة اذا انت من عليها الاتصال و الاعتذار كذلك…. ثم الاعتراف له بحبك.
بحماس بالغ رددت وهي تلتقط هاتفها :
– حسنا سأطلب منه ان نلتقي و عندما يأتي سأفصح له عن مشاعري.
طلبت رقم هاتفه و انتظرت الرد رن عدة مرات لكنه لم يجب اتصلت ثانية و ثالثة و رابعة لكنه لم يجب و عند محاولتها الأخيرة فصل الخط.
فتون باندهاش :
– قطع الاتصال !!
نازلي وهي تهدؤها :
– لا تحزني مؤكد انه مشغول ، اتصلي به بعد قليل سيجيب عليك.
اومأت بعدم اقتناع ثم نهضتا متجهتان للمنزل.
______________________
كان ينتظر اتصالاتها و لا يجيب حتى قطع الخط في وجهها لينظر له و يقول بقلق :
– هل انت متأكد يا آركان ؟
اعتدل في جلسته على الاريكة وهو يقول بثقة تامة :
– كن واثقا مني انا ادرك معنى كلامي جيدا ، اسمعني صديقتك فتون متأكدة من حبك لها و مطمئنة من جهتك لذلك لن تقدم على اي خطوة فهي متأكدة انك ستكون معها في كل لحظة لكن عندما تتجاهلها ستخاف من خسارتك وتصبح هي من تلحقك وتتمنى رضاك.
مراد بامتعاض :
– و اذا لم يحدث هذا.
ببساطة اجابه وهو يأخذ احدى الملفات :
– يعني انها لا تحبك و انصحك بان تجد فتاة أخرى تبادلك نفس الشعور.
جز مراد على اسنانه متمتما بضيق :
– الا تخجل من قول مثل هذا الكلام الجارح لصديقك أيها البارد !! انا اعلم جيدا اني مجنون لانني انفذ خططك لا اعرف كيف سينتهي بي الأمر.
ضحك آركان ثم تجهم و انتصب واقفا وهو يغمغم بصلابة :
– يكفي كلاما الآن حان وقت الاجتماع هل العروض جاهزة.
مراد وهو لم يستغرب من تغيره المفاجئ :
– كل شيء جاهز لا تقلق سنأخذ العقد انا متأكد.
هز رأسه ولم يعلق ثم عدل بدلته و خرج من غرفة مكتبه متجها الى قاعة الاجتماعات…. هذه هي حياة آركان عبارة عن جزئين منفصلين احدهما يتضمن العمل في الشركة و الثاني يتعلق بقيادة الدراجات و اللعب في المباريات.
بدأ الاجتماع وكان جميع الموظفين متوترين من وجود زعيم الامبراطورية أمجد أتان اوغلو و اولاده خاصة من آركان فهم يرونه المدير الجدي و الصارم لا يسامح اي احد اقدم على فعل خطأ و يكلف الموظفين بعمل كبير في وقت قليل لا يعلمون شخصيته المرحة في التعامل مع الآخرين ولو رأوه لن يصدقوا انهما نفس الشخص.
لاحظ آركان شرود أنس و انزعاجه و أدرك السبب فابتسم بخبث محدثا نفسه :
– يجب ان تقدم لي جائزة على ذكائي و خططي العبقرية اهنئك يا آركان لا اعلم كيف سيعيش الناس بدونك ومثلما أردت هاهو أنس يجلس مهموما بسبب زوجته لن يطول الوقت حتى يعتذر منها و يطلب ان تعود مثلما كانت ان تعود لنفس الطبيعة التي انتقدها ، انتهى الاجتماع و خرج الجميع كاد أنس يغادر لكن أمسكه آركان هاتفا بجدية :
– أنس هل هناك مشكلة ؟
زفر أنس و رد عليه :
– ألم ترى آسيا كيف تتصرف هذه الايام ؟ لا اعلم مالذي يحدث معها بالضبط لكنها تغيرت كليا لم تعد تلك الفتاة اللطيفة بل اشعر و انها ليست آسيا نفسها !!
آركان بتعجب مزيف :
– حقا غريب ! هل فعلت لها شيئا يجعلها تتصرف على هذا النحو ؟
تذكر أنس مشاجرتهما و عندما صب غضبه عليها دون ادنى حق ووصفها بأنها لا تنفع الا للمطبخ مؤكد انها حزنت لكنها ليست من هذا النوع الذي يخب الانتقام !! نظر لشقيقه و قال بندم :
– فعلا انا السبب لقد اخطأت في حقها لكنني كنت غاضبا يجب عليها ان تعذرني و ليس ااا….
قاطعه آركان بحدة :
– لو كانت هي غاضبة هل ستفعل ما فعلته انت ؟
صمت أنس فتابع الاخر :
– انا سأجيبك زوجة أخي آسيا كانت تحزن و تغضب مرات كثيرة بسبب تصرفات امي و ابي لكن رغم ذلك لم تتذمر بل كانت تهفي عنك أوجاعها و تقوم بواجباتها ك كنة و زوجة و إبنة ومع ذلك لم تسلم من مضايقات أبي بسبب تأخر حملها و حتى مع هذا لم تزعجك بمشاكلها و همومها فتأتي أنت و تنعتها بأنها مجرد ربة منزل ؟؟ هل نسيت انها كانت من أمهر الاطباء و استقالت من عملها لأنك طلبت منها و لأن عائلتنا لا تقبل بعمل الفتيات ؟
قاطعه انس بانزعاج :
– أعلم انها تحملت من أجلي الكثير رغم انني مقصر معها جدا….انا لا اعلم مايجب علي فعله الآن.
ابتسم آركان و قال :
– ما رأيك ان تأخذها و تسافرا لبلد ما سويسرا مثلا آسيا تحبها و تتمنى زيارتها و كذلك هذه فرصة لتكون بمفرديكما.
أنس بسخرية :
– انسيت كم مرة حجزت التذاكر ثم ألغيتها بسبب عمل مفاجئ يكلفني به والدي لن يسمح بذلك بالتأكيد بالاضافة الى انه منزعج بسبب الخسائر التي تعرض لها بسبب الطبيب جلال اوزغان و القضية التي رفعت ضده.
زفر بضيق منه لن يتغير ابدا و سيظل يفضل كل شيء على زوجته اذا مسرحيات آسيا لن تتوقف ستظل تزعجه حتى يفيق مما هو فيه . ربت على كتفه عدة مرات ثم غادر……
_______________________
بعد مرور اسبوعين.
لا تزال آسيا تقوم بتصرفات ليست من عادتها حسب ما طلب منها آركان لم تعد تلك الزوجة الضعيفة التي تقبل الاساءة من حماتها و تصمت ومن تقوم بواجباتها دون طلب حقوقها بل كونت شخصيتها و اصبحت تشعر بأنها قوية اصبح الجميع يحترمها عكس ما كانوا عليه من قبل خاصة أنس الذي يتمنى رضاها و ان تتنازل و تكلمه صدق آركان عندما أخبرها بأن عائلته تذل الضعيف و تكرم القوي و لن تتنازل مجددا ولن تكف عن هذه التصرفات حتى يعتذر منها أنس…. هذا ما قررته آسيا !!
مراد اصبح يتجاهل فتون حقا لا يرد على اتصالاتها و عندما يجيب يكتفي بقول كلمتين ثم يغلق الخط كانت فتون غاضبة و مغتاظة من تجاهله حتى قررت فعل شيء سيحسم علاقتهما و يحدد نوعها…
علاقة آركان و نازلي اصبحت اقوى من ذي قبل تعلقت نازلي به بل و أحبته ايضا كانت تظن انه مجرد اعجاب لكنها تأكدت من مشاعرها تأكدت انها تعشقه لم يحدث معها هذا الشيء من قبل لم تتعلق بأحدهم هكذا كانت تحلم بأن تجد فارس احلامها ذلك الذي يمتلك قلبها و نبضاته من يجعلها تحلق في سماء الحب من يسعدها و يضحكها و يمتلك قلبها و عقلها وكل جزء منها و هاقد وجدته انه آركان….. نبض القلب !!
و أيضا آركان تعلق بنازلي كثيرا كان يقضي وقته من فتاة ل أخرى لكنه الان لم يعد يرى سوى نازلي كان يسخر من صديقه الذي احب فتاة بمجرد ان رآها عدة مرات لكنه الان تعلق بل أحب فتاة من النظرة الأولى !!
_______________________
صباح يوم جديد.
استيقظ من نومه و فتح هاتفه وجد عدة اتصالات من نازلي فاتسعت ابتسامته و اتصل بها.
آركان بضحكة خفيفة :
– هل اشتقت الي لهذه الدرجة يا صاحبة العينين العشبيتين ؟!
ردت عليه نازلي بابتسامة :
– اولا صباح الخير ثانيا توقف عن مناداتي بهذا الاسم ” ذات العينين العشبيتين ”
ضحك أكثر و أجابها بصوت شاعري :
– هوووه ماذا أفعل عقلي لا ينفك يفكر بك و قلبي متيم بعينيكي عزيزتي !!
نازلي بضحكة مماثلة :
– اذا لم تكف عن كلامك فسأغلق الخط !!
– ههههههه حسنا سأصمت….. نظر لساعة يده وجدها 12 صباحا فقال :
– نازلي انا الان اعزمك للغداء في أشهر مطعم يقدم ألذ طعام ما رأيك سنستمتع كثيرا !!
نازلي بتفكير :
– اممم اذا كنت انت من ستدفع فأنا موافقة.
آركان بتهكم ساخر :
– وهل كنت تتوقعين انني سأسمح لك بالدفع و انت معي ؟ المهم سأكون امام منزلك بعد نصف ساعة اتمنى ان لا تتأخري.
– حسنا الى اللقاء.
اغلق الخط و نهض بسرعة دلف للحمام و استحم ثم ارتدى ملابسه عبارة عن بنطال اسود جينز و تيشرت رمادي و كوتشي باللون الأسود صفف شعره ثم اخذ هاتفه و مفاتيح سيارته و خرج.
كانت آسيا جالسة في الصالون تقلم اظافرها ولم تلاحظ وجوده ابتسم و ضربها على مؤخرة رأسها فاستدارت وكادت تصرخ لكنها عندما رأته قالت :
– جيد انه أنت كنت سأدعي الغضب ولقد مللت من هذا الدور.
آركان بضحكة وهو يعدل خصلات شعره :
– لماذا ألم يعجبك الأمر ؟
ردت عليه بحزن و ندم :
– آركان انا اشعر بالسوء لانني اعامل عائلتي هكذا أنس لن يتنازل و يعتذر مني فهو متعود على اعتذاراتي الدائمة إنس الأمر قررت ايقاف هذه المهزلة.
آركان بغيظ :
– انا مشغول الان مضطر للمغادرة لكن سأعود باكرا و نتناقش في هذا الموضوع اياك و الاقدام على شيء قبل اذن مني هل فهمت !!
مطت شفتها بامتعاض منه :
– حسنا.
ابتسم مجددا وعبث بشعرها بطريقة فوضوية ثم خرج ركب سيارته الرياضية و انطلق بها بأقصى سرعة متجها نحو منزل نازلي….. بعد دقائق وصل ووجدها تخرج من المنزل و عندما رأته أسرعت إليه و ركبت نظرت اليه و قالت باعجاب :
– تبدو وسيما جدا اليوم !!
اجابها آركان بغرور :
– انا وسيم دائما هل تظنين انك الوحيدة الجميلة ؟
– تقصد انني جميلة يا آركان ؟
هتفت بها في نعومة و سعادة رمقها بطرف عينه هامسا :
– وهل لديك شك في هذا يكفي لون عينيك الذي يسحر كل من يراه.
نازلي بمزاح :
– اممم اذا فالشباب كلهم متيمون بي أليس كذلك ؟؟
جز على اسنانه بقوة و احتدت عيناه بدرجة مخيفة قبض على المقود حتى ابيضت يده فخافت نازلي من شكله و تلعثمت بارتباك :
– م…م… مابك لماذا انت غاضب هكذا ؟؟
همس بحدة أخافتها أكثر :
– من يتجرأ على النظر لما هو ملكي سأنزع عينيه من مكانهما و أقتله….. اخذ نفسا عميقا ثم زفره ببطئ و نظر لها بابتسامة مغيرا مجرى الحوار فلقد شعر بخوفها :
– حسنا أخبريني ما اخبار دراستك في الكلية ؟
نازلي بنبرة عادية :
– جيدة رغم ان المناهج صعبة قليلا لكن نازلي لها.
ضحك آركان على كلامها :
– زوجة اخي خريجة جامعة طب اذا احتجتي لاي مساعدة أخبريني و سأقول لها لن تبخل بتعليمك.
– هههه حسنا.
مرت دقائق وهما يتحدثان في امور جانبية حتى وصلا للمطعم كان راقيا حقا و اجمل مافي الامر انه يطل على البحر ، ترجل آركان و امسك بيد نازلي و دلفا جلسا على طاولة في الجانب و طلبا عدة مأكولات أغلبها من الاسماك و ثمار البحر و العصائؤ ايضا . مر الوقت سريعا و هما يضحكان حتى تمتم وهو ينهض :
– سأذهب للحمام لن اتأخر.
نازلي بابتسامة :
– حسنا.
ذهب بينما جلست هي تتابع طعامها و تفكر فيه اللعنة لقد أصبح يملك كل خلية منها لدرجة انها تفكر فيه كل يوم بل كل ساعة و دقيقة و ثانية !! ابتسمت و همست بحب :
– مجنون…. لكنني احبه.
مرت دقائق حتى شعرت به يجلس امامها لم ترفع بصرها اليه لكنها قالت :
– أخبرني سيد آركان ما طبيعتك بالضبط هل انت رجل اعمال صارم ام دراج مجنون لا يهتم بشيء هل تعلم انني لحد الان لا اعرف شخصيتك الحقيقية و ايضا مستغربة من الذي حدث في السيارة لقد تحولت فجأة و اصبح شكلك يخيف !!
لم يتكلم بل أمسك يدها و ضغط عليها و اصبح يتلمسها استغربت و رفعت نظرها اليه و سرعان ما شهقت عندما رأت شابا آخر لا تعرفه يجلس مكان آركان !!
كادت تقف لكنه امسكها مجددا و همس :
– اجلسي و احذرك من النطق بحرف والا سأسبب لك فضيحة و اخبرهم انك تتوددين الي !! اسمعيني منذ دخولك للمطعم و انا اراقبك و للصراحة لقد اعجبتني ذلك الشاب لديه ذوق في اختيار حبيبته !
فتحت عيناها باتساع ثم همست بحدة :
– اقسم لو لم تنهض الان فسأفعل شيئا لن تنساه مدى حياتك ايها الوقح السافل !!
الشاب بحقارة :
– لا تغضبي حبيبتي اخبريني كم تريدين ان ادفع لك و لن ابخل صدقيني اهدئي و دعينا نتفق.
– ما رأيك ان تتفق معي أنا ؟!
كان هذا صوت رجولي حاد و غاضب نظرت له نازلي و همست براحة :
– آركااان.
اما هو فكان يشتعل غضبا و عصبية من حلوس حقير مع حبيبته و ايضا التكلم معها بطريقة وضيعة شعر بالدماء تغلي داخله ولم يعد يستطيع التحكم في ذاته فاقترب منه و في ثانية كان الشاب يصرخ بألم عندما ركله آركان ليسقط من على الكرسي ! انتفضت نازلي و هي تقف و ايضا انابه الجميع لما يحدث انقض آركان بالصفع و الركل و اللكم وهو يزمجر بعصبية :
– كيف تجرؤ على الاقتراب و لمسها سأقتلك ساااااقتلك !!!
امسكت نازلي يده وهي تردد بفزع :
– آركان ابتعد عنه سيموت ارجوك دعك منه !!
لم يصغ لها بل دفعها بقوة حتى ارتطمت بالحائط و اكمل ضرب الشاب تدخل الامن و فصلوهما عن بعضهما البعض بصعوبة ف آركان كان كالوحش الثائر منفعلا و غاضبا حد الجحيم لم تراه نازلي هكذا من قبل منظره الان أرعبها و جعلها ترتجف منه عروق وجهه و ذراعيه البارزة عيناه الحمراء كالدماء صوته الجهوري الغاضب الان اكتشفت شخصيته الغاضبة !!
استدار لها آركان وهو يتنفس بقوة و العرق يتصبب منه أمسك يدها حتى كاد يسحقها و سحبها خلفه للخارج صاحت نازلي بألم وهي تحاول الافلات منه :
– ااااه دعني انت تؤلمني ابعد يدك آركااااان !!!
دفعها داخل السيارة و ركب هو ايضا و انطلق بها بسرعة جنونية انتفضت و صرخت بغضب :
– مجنوون اوقف السيارة !!
غمغم من بين اسنانه :
– اخرسي.
ازداد غضبها فاكملت بصوت عال :
– بربك مالذي يحدث لك لم يكن هناك داع لاثارة المشاكل كنت استطيع حل الامور و التصرف معه بنفسي لماذا تدخلت !!
شهقت برعب عندما توقف فجأة بقوة ادت لارتدادها للامام بقوة لم يدع لها آركان الفرصة للتحدث بل جذبها من عنقها و انقض عليها يقبلها لاول مرة و بقوة و عمق ناتج عن غضبه !!
فتحت عيناها باتساع و حاولت ابعاده لكنه ثبتها جيدا و تابع تقبيلها و صدره يرتفع و ينخفض دليلا على انفعاله ظل يقبلها حتى هدأ قليلا و ابتعد….. اخفض رأسه لاذنيها و همس :
– تدخلت لانك تخصينني يا نازلي انت ملكي انا ولا احد يحق له لمسك او كتى النظر اليك بطرف عينه…..seni seviyorum…… انا أحــــبــــك !!
______________________
نوفيلا نبض القلب 💓
الفصل السابع ( الجزء الاول ) : رفض
______________________
دعني احبك كما اشاء ..
دعني اجعلك لقلبي الترياق
فقلبي من الدنيا ومافيها يشعر بالعناء ..
يارجلا جعلني أامن حقا ان الحب دواء لكل داء ..
يا من ملأ سمائي الملبدة بالغيوم بالصفاء ..
يامن لعشقي لحروف اسمه عشقت كل حروف الهجاء ..
متى ستعرف كم اهواك .. واني في بعدك اعيش الشقاء ..
واني اغار عليك من كل النساء ..
فقلبك ملكي و لتخبر الباقي رفض ام شاء…
انظر الي واشعر بحبي ولا تكترث للاغبياء ..
لا تنظر الي وترحل كالغرباء ..
كن لصحرائي الحياه .. كن لي الماء والهواء ..
اروي قلبي بحبك وقربك .. كن لقلبي من الرحماء ..
فأنا اعشقك وكم تمنيتك وحلمت بك دون سواك ويشهد علي رب السماء ….
مرت ثواني صامتة الا من صوت انفاسهم العالية همس آركان ثانية وهو يحتضن وجهها و يجذبها إليه :
– أحبك نازلي…. لا اعلم متى وكيف لكن كل ما اعلمه انك اصبحت جزءا لا يتجزأ مني كل شيء فيك يجذبني ويجعلني اعشقك و اتعلق بك اكثر عيناكي ضحكتك براءتك و روحك الجميلة و قلبك الطيب نازلي انا لم اؤمن بالحب سابقا لكن عندما رأيتك ادركت معناه….. و ادركت انني لا اعشق غيرك اريدك لي انت ملك لي فقط لا احد يحق له النظر اليك و التكلم معك غيري ، انا فقط من امتلك الحق في امتلاكك انت لي فقط يا نازلي.
توقف عن الكلام لكن انفاسه لم تهدأ فتحت نازلي عينيها ببطئ و هي تشعر بالصدمة لم تعرف ان آركان يحبها بل و متملك في حبه أيضا هي تحبه نعم لكن مقدار حبها لا يقدر بشيء امام حبه هو ، ابتسمت بخجل لتهمس أخيرا :
– انا…. انا أيضا أحبك آركان…. أحبك فعلا.
ابتسم و تمتم بنبرة خافتة :
– اعلم ذلك.
– كيف ؟
قالتها باستغراب فأجابها :
– تصرفاتك و نظراتك تفضحك ، لا تظني انني اغازل عيناك بدون سبب أنا استطيع قراءتها حبيبتي و رأيت الحب فيهما و في ابتسامتك عتدما تكونين معي.
نازلي بضحكة خفيفة :
– امممم ليس سيئا سيد آركان أتان اوغلو و ….
لم تكمل كلامها لأنه اقترب منها ثانية و قبلها بشغف ضاما شفتيها بين شفتيه الغليظتين اغمضت عيناها من شدة الخجل ووجهها محمر بشدة بينما تابع آركان تقبيلها و بدون شعور منه مد يده يتلمس جسدها برغبة ولم يفق الا على شهقتها وهي تبتعد عنه بسرعة !!
أغمض عيناه يحاول التحكم في مشاعره قائلا بصوت اجش :
– اسف لم اقصد لكنني فقدت السيطرة على تصرفاتي لا تنزعجي مني ولا تفكري انني انظر اليك نظرة سيئة !!
حمحمت وهي تعدى ملابسها و همست بصوت متقطع :
– ل…. لا بأس.
ابتسم آركان هامسا :
– اعتقد انه حان الوقت لطلب يدك للزواج لأنني لا اضمن نفسي معك و اخاف أن افعل شيئا مشينا.
خجلت نازلي فاخفضت بصرها ولم تتكلم ابتسم بخفة و انطلق بسيارته وهو يتكلم معها في امور شتى ليخرجها من خجلها حتى بدأت تتفاعل معه و تضحك كانت سعيدة للغاية وهي بجانبه لم تعلم من قبل ان الحب جميل هكذا…. ابتسمت بداخلها وهي تتذكر كلام امها عن ان فارس أحلامها موجود في الروايات فقط كم تريد الآن ان تذهب إليها و تخبرها بأنها وجدت شخصا افضل مما كانت تتمناه ، أخذها آركان للملاهي و قضيا وقتا ممتعا هناك ثم ذهبا للبحر و تمشيا على الرمال الذهبية وهو يمسك يدها يحتضنها بقوة و تملك ابتسمت نازلي واسندت رأسها على ذراعه متنهدة بسعادة بالغة.
حل المساء فعاد آركان بها و توقف امام منزلها ودعته و كادت تخرج لكنه امسك يدها و غمغم بجدية :
– نازلي اريد منك عدم ارتداء ملابس ضيقة هكذا مجددا.
نازلي بدهشة وهي تنظر لنفسها كانت ترتدي بنطال ابيض ضيق يجسد قدميها بشدة و تيشرت باللون الزهري نص كم تعجبت من كلامه فقالت :
– احم انا لم الاحظ أي مشكلة في الملابس الم تعجبك ؟
نفى برأسه وتحدث :
– لأنها اعجبتني لا اريدك ان ترتدي ملابس تجسد جسمك عزيزتي لا اريد لأحد غيري رؤية جمالك هذا… اتمنى ان تتفهمي كلامي.
تنحنحت باحراج و هزت رأسها بنعم ابتسم برضى و قبل يدها هامسا :
– تصبحين على خير.
دلفت نازلي لمنزلها و بمجرد ان دخات غرفتها وجدت والدتها تدخل خلفها نظرت لها نازلي بتعجب :
– ماما ماذا هناك ؟
زمرد بعبوس و شيء من الحدة :
– من ذلك الشاب الذي أوصلك ؟
توترت نازلي ولم تجب فأعادت سؤالها :
– ماذا تخفين عني ؟ هل هذا…..
قاطعتها نازلي وهي تنهض وتمسك يدها اجلستها بجانبها ققائلة بهدوء :
– هذا الشاب صديقي ، أقصد انا اا… احبه.
زمرد بتعجب :
-تحبينه ؟ منذ متى و اين التقيت به في الأصل ؟!!
تنهدت نازلي و بدأت بسرد اول لقاء بينها و بين آركان ثم صداقتهما و الان اعترافه بحبه لها…. وبحبها له أيضا !!
عبست والدتها و قالت :
– كل هذا يحدث في حياتك ولم تخبريني منذ متى تخفين عني شيئا يتعلق بك خاصة أمر هذا الشاب.
نازلي بخجل :
– لم يتسنى لي الوقت المناسب للحديث معك يا ماما ، و ايضا كنت محرجة.
ابتسمت امها و قبلت جبهتها ثم هتفت ب :
– لكن هل انت تثقين به اقصد هل هو جدي في علاقتكما ام…
قاطعتها نازلي بسرعة :
– لالا آركان يحبني حقا و يريد طلب يدي للزواج في أقرب وقت ماما انت تعرفينني جيدا لم اكن لأقيم علاقة عابرة مع اي رجل.
زمرد بفخر :
– ابنتي العاقلة لطالما جعلتني فخورة بك متأكدة من انك لن تفعلي شيئا خاطئا…… بالمناسبة ما اسمه ؟
ردت عليها نازلي بابتسامة :
– آركان…. آركان أتان اوغلو.
شهقت زمرد ووقفت بسرعة قائلة :
– آركان تقصدين من عائلة اوغلو ؟ هل جننت !!! الا تعلمين بان لوالدك عداوة كبيرة مع هذه العائلة كيف ترتبطين بفرد منها ؟!!
نازلي بصدمة :
– مالذي تقولينه اي عداوة هذه ؟!!
زمرد بحدة :
– نازلي والدك يكره أمجد اتان اوغلو بل يكره تلك العائلة و تعلمين لماذا و بالطبع هم يكرهون والدك ايضا بسبب اخر قضية لا احد سيتقبل علاقتكما الافضل ان تنسي المدعو ب آركان هذا.
استدارت لتذهب لكن نازلي اوقفتها بغضب :
– مستحيل ان اتخلى عن حبي بسبب اشياء تافهة هكذا و….
قاطعها والدتها بحزم :
– انا اعتقد ان حبه لك مجرد خدعة من يعلم ربما يريد الانتقام من والدك عن طريقك…… نازلي انسي امره هناك الف رجل يتمناك غيره.
– انا لا اريد سوى آركان.
هتفت بها نازلي فأردفت الاخرى بغضب :
– انتهى النقاش اياك و التحدث معه مجددا !!
انهت كلامها و خرجت من الغرفة ضربت نازلي بقدمها الارض ثم جلست على سريرها و بدأت بالبكاء….
_______________________
في منزل فتون.
زفرت بضيق بعدما اتصلت به عدة مرات لكنه لم يجب عليها كالعادة سحقا انه يستعمل طريقة التجاهل لكن تقسم انها ستندمه.
اخذت هاتفها و بعثت له رسالة ” مراد تقدم لي أحدهم و اهلي موافقون” ، ثم ابتسمت بشماتة وهي تدرك رد فعله الآن.
…………………………………..
كان مراد جالسا مع آركان بعدما اخبره بما حدث ، ضحك و تمتم بإعجاب :
– ممتاز الدنجوان آركان أتان اوغلو يقع في الغرام اذا ومن اول نظرة اذا ! هههههههه انت من كنت تسخر مني انظر الى نفسك ايها العاشق الولهان ! و ايضا لم تقضي وقتا طويلا للاعتراف من اين لك بهذه الجرأة ؟!
آركان بغمزة :
– هل تظنني مثلك جريئ في اخذ ارقام الفتيات لكن خجول مع حبيبتي انا لست مثلك لا احب المقدمات انا ادخل في الموضوع مباشرة ، بالمناسبة أخبرني ما اخبارك مع صديقتك اياك وان تكون قد تجاهلت كلامي.
مراد بنفي :
– لا انا انفذ خططك بحذافيرها لكن اشعر بأني تجاوزت الحدود كلما تتصل بي اهرع للكلام معها لكن اتذكر نصائحك.
آركان بجدية :
– هناك شيء جيد في هذا من قبل كنت انت من تتصل لها لكنها الان هي من تتصل بك و تطلب رضاك.
اجابه بنبرة عادية :
– يمكن ان يكون تعلقا فقط ليس إلا و….
قاطعه رنين هاتفه وكانت فتون تتصل به للمرة المئة فصل الخط وتنهد بحزن تابع كلامه مع صديقه ولم تمر دقيقتان حتى بعثت له رسالة و عندما قرأها اتسعت عيناه بصدمة و صرخ :
– ماااااذااا !!!
انتفض آركان بغضب :
– اللعنة عليك مابك تصرخ كالفتيات هكذا !!
مراد بغضب اكثر منه وهو ينهض :
– فتون تقول لي بأن احدهم طلب يدها للزواج و هي وافقت ، يستحيل ان ادع ذلك ال*** يحصل عليها !!
انهى كلامه وهو يغادر ركضا استقل سيارته و انطلق بها بأقصى سرعة اخذ هاتفه و طلب رقمها.
عندكا رأت فتون اسمه على شاشة هاتفها ابتسمت بانتصار و فصلت الخط فبعث لها رسالة ” اقسم ان لم تردي سآتي لمنزلك و ادخل ايضا ” ، اتصل بها ثانية فأجابت ببرود :
– نعم مالذي تريده ؟
صاح مراد بعصبية :
– كيف توافقين على الزواج !!
فتون بعدم فهم مصطنع :
– و ماشأنك مالذي يغضبك ؟ انا افعل ما اشاء و اتزوج بمن أشاء لا دخل لك في.
جز على اسنانه ليهمس بأمر :
– سأصل لمنزلك بعد خمس دقائق اذا كنتي لا تريدين الفضائح فالاحسن ان تخرجي إلي.
اغلق الخط و تابع قيادته وصل لمنزلها وجدها تقف امام الباب و عندما رأته ركبت سيارته قائلة :
– ماذا تريد ؟
اخذها مراد لمكان معزول قليلا ثم اوقف السيارة و خرج و اخرجها معه وقف امامها و امسك كتفيها صائحا :
– انا من يجب علي سؤالك مالذي تريدينه !! تعلمين انني احبك ومع ذلك تستفزينني لقد جعلتني لعبة بين يديك تحركينني مثلما تشائين و دائما تتجاهلينني و انا من اتصل لاطمئن عليك و الان تريدين الزواج ؟!
ازاحت فتون يديه بحدة :
– لست انا من يتجاهل يا مراد انت من تفعل ذلك انت تتجاهل اتصالاتي منذ اسبوعين حتى عندما تجيب تكتفي بكلمتين ولا تكترث لمشاعري.
– هه وهل انت تكترثين الم تخبريني بأنك لا تهتمين لأمري ؟
هتف بها في تهكم ساخر فصاحت فتون باندفاع :
– انا اهتم أيها الاحمق اكترث لأمرك كل ثانية انظر لهاتفي انتظر اتصالك اشتاق لحديثك معي ……. انا اعلم انك تضايقت منذ اخر لقاء بيننا فعلا لم اكن ادرك حينها حقيقة مشاعري اتجاهك اما الآن….
صمتت وعيناها تدغع فهمس بترقب :
– الآن ؟؟
اغمضت عيناها متنهدة بعمق ثم تمتمت بنبرة هادئة :
– الآن ادركت انني….. أحبك !!
تابعت كلامها وهي تطالعه بحب :
– اقسم أنني أحبك غيابك ترك لي فراغا كبيرا واذا اردت الصراحة فأنا احسست بغيرة كادت تحرقني عندما رأيت تلك الفتاة تحتضنك نعم انت ملكي يا مراد انا من يحق لها الضحك معك و احتضانك و امضاء الوقت معك انا فقط و ليس اي فتاة أخرى.
صمتت و أخفضت بصرها فابتسم مراد بسعادة أخيرا الفتاة التي احبها بصمت لأيام طويلة اصبحت تحبه مثلما يحلها هو استطاع زرع حبه في قلبها…… اقترب منها ورفع وجهها إليه و همس :
– و أنا اعشقك.
جذبها لصدره يحتضنها بقوة وهو يمرر يده على شعرها و يقبله بادلته الاحضان ولفت يديها حول عنقه ، مرت دقائق على هذا النحو حتى ابتعدت عنه قبل وجنتها برقة و تشدق ب :
– أخيرا رحمتني و رحمت قلبي الذي ينبض بحينبض
ابتسمت بخجل فقال :
– بالمناسبة ارفضي ذلك الذي طلب يدك للزواج و الا سأقتله.
فتون بضحكة :
– هههههه مراد لقد كذبت عليك لم يتقدم لي أحد.
رفع مراد احدى حاجبيه :
– حقا ؟؟ اذا كنت تتعمدين اغضابي.
بابتسامة قالت فتون :
– كنت اريد استدراجك اعلم ان هذه هي الطريقة الوحيدة التي تحضرلك إلي ههههه.
مراد :
– من حظك انني سعيد الان والا كنت رأيت شيئا لن يعجبك انا احتمل كل شيء الا ان يلف خيال رجل حولك ، اما الان فعليك ان تتكلمي مع والديك لانني سآتي لطلب يدك للزواج حبيبتي.
فتون بدهشة :
– هل انت جدي في كلامك ؟؟
– بالطبع انت لا تعلمين كم أنتظرت هذه اللحظة لتصبحي ملكي لا داعي للإنتظار اكثر.
ابتسمت بسعادة ثم القت نفسها في احضانه مجددا.
_______________________
في المساء.
في فيلا أتان اوغلو.
انتفض امجد واقفا وهو يصرخ بغضب تجمعت له العائلة كله :
– هل انت مجنون !! تريد الزواج من ابنة ذلك الطبيب الحقير !!
آركان وهو يحاول تهدئته :
– أبي اهدأ ارجوك اسمعني ااا….
قاطعته شمس بحدة :
– لا مجال للنقاش انت تعلم طبيعة العلاقة بيننا نحن و تلك العائلة ألم تجد فتاة احسن منها.
آركان بضيق :
– لا لم اجد فتاة احسن من نازلي ولن اجد….. انا احبها يا امي و سأتزوجها.
امجد بسخرية :
– غريب اليس كذلك امضيت حياتك بأكملها تقيم علاقات عابرة مع الفتيات و الان تريد الزواج ؟ هل هي حامل وتريد ستر الفضيحة ام ماذا ؟!
هنا فقد آركان اعصابه فزمجر بانفعال :
– اياااااك اياك و التكلم عنها بهذه الطريقة نازلي اشرف من هذه العائلة بأكملها لن اسمح لك بالتكلم عنها كلمة واحدة !!
تحدث انس هذه المرة :
– آركان لا تنس انك تكلم والدك اظهر بعض الاحترام.
نظر له بسخرية حادة :
– لا اريد ان اكون مثلك يا أخي اقبل الاهانة على من تخصني بحجة الاحترام !!
اغتاظ انس ولم يتكلم بينما اخفضت آسيا عيناها بحزن ، صاح آركان ثانية :
– فليستمع الجميع انا سأتزوج نازلي شئتم ام ابيتم لن ادع احدا يتحكم في حياتي و خصوصياتي و سأختار من تعجبني.
القى كلامه و كان سيصعد لغرفته لكن كلام والده اوقفه :
– اذا تزوجت تلك الفتاة فتأكد انني سأتبرأ منك وللأبد !
_____________________
نوفيلا نبض القلب 💓
الفصل السابع ( الجزء الثاني ) : طلب الموافقة !!
_____________________
كان آركان سيصعد لغرفته لكن اوقفه كلام والده :
– اذا تزوجت تلك الفتاة فتأكد انني سأتبرأ منك وللابد !!
شهقت شمس و آسيا بصدمة بينما التف له آركان و طالعه بهدوء ، اقترب منه أمجد و تابع :
– هل ستفضل فتاة غريبة عن عائلتك ؟ هل تستغني عن والدك ووالدتك مقابل حصولك على ما تريده ؟
تمتم بصوت قاتم :
– لست انا من اتخلى يا أبي بل ان من تفضل مصالحك على كل شيء……حتى عن سعادتي.
تركه و صعد لغرفته تاركا الجميع يتطلع لفراغه و الصمت يسود المكان قالت شمس برجاء :
– ارجوك اسحب كلامك يا امجد آركان صغير و لا يدرك ما يفعله ومن واجبنا ان ننصحه وليس ان نتخلى عنه.
امجد بصرامة :
– شمس لقد اصدرت قراري ولن اتراجع عنه ابنك الآن ملزم بأن يختار بيننا و بين حبيبته لنرى من هو الاهم بالنسبة له !
غادر المكان بعد انتهائه من كلامه زفرت شمس بحرقة و ذهبت خلفه اما آسيا فرمقت أنس بسخرية هاتفة :
– انا سعيدة لأنني رأيت احدا من هذه العائلة يتمرد و يرفض الاوامر…. و يدافع عن حبيبته بدلا من الصراخ عليها.
كاد انس يتكلم لكنها تركته و غادرت لغرفتها أصلا تبعها انس ووجدها تقف امام التسريحة تنظر اليها بشرود تقدم منها أنس و بقي يطالعها دقائق بصمت حتى همس بعمق :
– آسيا….. أنا اسف.
استدارت له بدهشة فأكمل بندم :
– اسف سامحيني انا لم اقصد جرحك لكنني كنت غاضبا و افرغته عليك ، اسف ايضا على ما تعرضت له كل مرة من والدي و كلامه الجارح و انا كنت اصمت خوفا منه ، انا اسف.
شعرت اسيا بغصة مؤلمة في قلبها لتذكرها ما عانته هنا في هذه الفيلا لكن رغم هذا اظهرت الجمود و قالت :
– حسنا . هل هناك شيء آخر ؟
لم يتكلم فرمقته ببرود و تحركت لتذهب لكنه امسكها من كتفيها و صاح بخنقة :
– لماذا اصبحت هكذا يا آسيا من قبل كنت لا تتحملين رؤيتي حزينا و منزعجا لكن الان لم يعد شيئ يهمك حتى افراد عائلتي لا يهمونك اين آسيا الفتاة الطيبة و العاقلة التي اعرفها لقد تغيرت و لم اعد استطيع التعرف عليك….. تغيرت جدا !!
ابعدت يديه عن كتفها و صاحت هي ايضا :
– الم تكن هذه ارادتك اخبرتني بانك منزعج مني و من تصرفاتي رغم كل ما اقدمه لعائلتك جرحتني و اهنت كبريائي دون ادنى حق أجبتي يا أنس الم تكن تريد ان اتغير لماذا انت متضايق الآن ؟ اعتذرت مني و انا سامحتك ماذا تريد اكثر من ذلك ؟!!!
أجابها وهو يحتضتها باشتياق :
– لا انت لم تسامحيني…. انت لازلت غاضبة مني اريد ان تعودي الي حبيبتي اريد ابتسامتك الجميلة التي كنت اصطبح عليها كل يوم اريد اهتمامك بي اريد سماع صوتك الجميل وهو يهون علي و يشجعني على مواجهة المصاعب اريد آسيا القديمة تلك الملاك التي تنشر السعادة في كل مكان انا اعلم انني اخطأت كنت دائما سلبيا فيما يخصك لم اتجرأ و اعترض على معاملة أبي لك لكن اقسم انني ادركت اهمية وجودك في حياتي و اليوم بعد كلام آركان و مقارنة نفسي به ادركت كم كنت غبيا …… عودي الي يا حبيبتي واعدك بأن لا احزنك مجددا ارجوك.
اغمضت اسيا عيناها و بادلته الاحضان بقوة ودموعها بدأت بالسيلان لقد اشتاقت لحضنه و لكلماته اشتاقت له و لحديثهما سويا كانت تريد منه ادراك قيمتها الحقيقية و الاعتذار منها ايضا وهاهو تحقق ما كانت تريده لاداعي الان لمتابعة تلك المسرحية.
ابتعدت عنه اخيرا و همست بدموع :
– انا لم و لن اتغير يا حبيبي ساظل آسيا التي تعرفها مهما طال الزمن ثق بأني لن اتغير ابدا.
قبل انس يدها ببطئ قائلا :
– أحبك يا اغلى شيء لدي.
– و انا اعشقك….. لكنني قلقة بخصوص آركان.
قالتها بتوتر فأجابها مهدئا :
– لا تقلقي كل شيء سيكون جيدا باذن الله سأحاول اقناع أبي بالعدول عن رأيه من الممكن ان استطيع اقناعه.
اومأت بصمت فاقترب منها وهو يحدجها بنظرات محبة و راغبة هاتفا ب :
– بالمناسبة لقد اشتقت اليك كثيرا.
ابتسمت بخجل قاقترب اكتر وكاد يقبلها لكن صوت والده وهو يناديه جعلها تنتفض وهي تدفعه بقوة !!
زفر انس بضيق و قال :
– الا احد يستطيع الاختلاء بزوجته في هذا المنزل اللعنة.
ضحكت آسيا و اردفت :
– يمكن ان يكون محتاجا لشيء اذهب له.
انس بعبث وهو يحيط خصرها :
– و انا احتاج اليك الآن ف…..
قاطعه صوت والده ثانية فصاح بصوت مكتوم جعلها تضحح نظر لها بلؤم ثم قبل وجنتها باستعجال و خرج ، تنهدت آسيا بسعادة فهاهي مشكلتها حلت و أخيرا…..
تذكرت آركان فخرجت و اتجهت لغرفته طرقت الباب و دلفت وجدته على الارض يمارس تمارين الضغط وكل جزء من جسده يتصبب عرقا بغزارة و انفاسه العالية تملأ الغرفة هذه عادة قديمة ل آركان يمارس تمارين الضغط عندما يكون غاضبا و يحاول التحكم. في نفسه ،ابتسمت آسيا وقالت :
– ايها العاشق الولهان !
توقف آركان و نظر اليها نهض و جلس على السرير وهو يتنفس بقوة جلست هي بجانبه و ربتت على كتفه قائلة :
– لم لم تخبرني بأمر هذه الفتاة من قبل اليس من المفترض ان نكون اصدقاء كيف يمكن اخفاء سر كهذا عن صديقتك ؟!
رد عليها بنبرة هادئة :
– لم تتسنى لي الفرصة المناسبة لإخبارك كل شيء حدث بسرعة ولم اتوقع ان احبها بهذا الشكل و اليوم اعترفت لنازلي بمشاعري و هي ايضا.
آسيا بابتسامة حانية :
– هل انت تحبها حقا ؟
ابتسم بشرود و رد عليها :
– لا احبها بل اعشقها هي الوحيدة التي شغلت قلبي منذ اول لحظة رأيتها فيها اعتقدت انه مجرد انجذاب لكن مع الايام ادركت انه حب…. حب كبير و لا اريد الان سوى جعلها ملكي للابد لكن ابي معارض لفكرة الزواج منها و يعجزني بطلباته كيف له بأن يخيرني بينه و بين من احب !
آسيا بجدية :
– لا تقلق لقد كان غاضبا وعندما يهدأ تكلم معه سيقتنع بالتأكيد.
آركان اجابها بضيق :
– من اين له ان يقتنع انت تعرفينه جيدا و في الحقيقة انا غاضب جدا و الاحسن ان لا اكلمه لانني سأزيد الوضع سوءا.
فكرت سريعا و قالت :
– آركان انا لدي خطة لتجعله يوافق على مقابلتها و التعرف على عائلتها جيدا مؤكد سينجح الامر !!
طالعها باهتمام فبدأت بسرد ما عليه فعله و عندما انتهت ابتسم و تشدق ب :
– سأفعل ما طلبتيه بالحرف ، شكرا لك عزيزتي.
وكزته في كتفه و تمتمت بصدق :
– انا صديقي يا آركان و يجب علي مساعدتك مثلما انت تساعديني في حل كل المشاكل ومنها مشكلتي مع شقيقك.
آركان :
– هل تصالحتما ؟
هزت آسيا رأسها مؤكدة :
– و اعتذر مني ايضا وكل هذا بفضلك….. المهم بمجرد ان يعود والدك من الشركة نفذ الخطة.
هز رأسه بإيجاب فتركته و خرجت اخذ هو الهاتف و طلب رقمها لكنها لم ترد طلبها عدة مرات حتى فتحت الخط.
_____________________
في نفس الوقت.
صاح جلال بغضب و دهشة من كلام ابنته :
– هل انت تمزحين ؟!! ابن اتان اوغلو يريد الزواج منك ؟! هل انت مجنونة ام ماذا.
نازلي باحتجاج :
– يا أبي اسمعني ارجوك علاقتك المتوترة مع عائلة اركان لا يعني انكما اعداء لماذا لا تصلحون ما بينكم انا…. انا احب اركان وهو ايضا يحبني اريد امصاء باقي حياتي معه يا بابا ارجوك ااا….
قاطعتها زمرد بعبوس :
– افهمي يا نازلي تلك العائلة لا تناسبنا بتاتا تفكيرنا مختلف عن تفكيرهم هم لا يهمهم سوى المال مستعدون لخسارة اي شيء مقابل مصالحهم مالذي يضمن لك بأنك ستعيشين مرتاحة وسط اولئك الناس ؟
ابتسمت نازلي وهي تتذكر حبيبها :
– سأعيش مرتاحة مادمت مع آركان انا واثقة بأنه لن يدعني احزن و انا معه.
زمرد بحدة بعدما طفح بها الكيل :
– يكفي يا نازلي منذ متى وانت تعارضين كلام اهلك و كل هذا بسبب شاب غريب يزعم انه يحبك !!
غمغم جلال باقتضاب :
– لنفترض انني وافقت هل سيقتنع أمجد و يوافق على علاقتكما الا تعلمين انه يكرهني للغاية ؟
نازلي :
– لكنه بالتأكيد سيوافق من اجل سعادة ابنه ، آركان سيقنعه يا ابي انا متأكدة.
زفر جلال بغضب متشدقا ب :
– نااازلي افيقي هذا ليس حب هذا جنون تعلق انجذاب تهور مراهقة اركان لا يناسبك انت تستحقين رجلا افضل منه يعرف كيف يوفر لك حياة مريحة ليس شابا لم يبذل اي مجهود بل والده من ينفق عليه ؟!
نازلي بثقة :
– عن اي مستوى تتحدث آركان اغنى منا بكثير ولعلمك هو يعتبر من اهم المدراء في شركة والده كيف تقول عنه انه لم يبذل مجهودا ؟ ، وتابعت بهستيريا :
– ارجوك توقف عن الحكم على غيرك انت تظن بأن الجميع سيء و انك الافضل تعتقد بأن الكل تخلى عن مبادئه الا انت ، الست من تذم المتكبرين الا ترى نفسك مغرورا ايضا و….
قاطعتها والدتها بصراخ :
– اخرسي الواضح انك نسيت ان والدك من يقف امامك و اصبحت تتواقحين معه ايضا كل هذا بسبب الدلال الزائد الذي افسدك !!
نظر لها جلال بعتاب ثم حول نظره ل ابنته التي تدمع و تنهد ثم هتف ب :
– اذهبي لغرفتك يا نازلي هيا.
طالعته بصمت ثم ركضت للأعلى دلفت لغرفتها و رمت نفسها على السرير وهي تجهش بالبكاء هذه اول مرة تعارض والديها لكنها لا تستطيع ان تتخلى عن حبيبها بسبب افكار لا اساس لها من الصحة هي تثق ب آركان و تريد العيش معه حزوجة لكن كره والدها لتلك العائلة و كره والده لعائلتها يجعل الامر صعبا…. بل مستحيلا.
مسحت دموعها و لفت بعينيها تبحث عن هاتفها اخذته ووجدت عدة مكالمات من آركان كادت تتصل به لكن رن اسمه على شاشة هاتفها مجددا ففتحت الخط.
نازلي بصوت مبحوح :
– آركان.
عند سماع صوتها انتصب واقفا وهو يردد بقلق :
– نازلي مابه صوتك هل كنت تبكين ؟ مالذي حدث ؟
بكت نازلي اكثر واخبرته عما حدث و عندما انتهت قال لها بتريث :
– اهدئي حبيبتي و تاكدي ان لا احد يستطيع منع حبنا مهما كان.
اجابته نازلي ببكاء :
– لكن اهلي رفضوا و مؤكد ان عائلتك رفضت ايضا.
زفر آركان و تمتم :
– فعلا والدي رفض لكن لا تقلقي سأقنعه و انت ايضا والدك يحبك و اذا كلمته بهدوء سيقتنع لكن لا تبكي مجددا.
ابتسمت وهزت رأسها بنعم كأنه يراها و تشدقت ب :
– ماذا سنفعل لو لم يوافقوا ؟؟
آركان بمزاح :
– سأختطفك ونهرب سويا و اتزوجك اجبارا عنهم جميعا.
ضحكت نازلي من كلامه و ظلت تتحدث معه حتى اغلقت الهاتف.
______________________
في المساء.
في فيلا أتان اوغلو.
تجمعت العائلة على طاولة العشاء الا آركان كان أمجد يتناول طعامه بصمت و شمس ايضا اما انس فيغمز آسيا من لحظة لأخرى و يبعث لها قبلة في الهواء هي تضحك بخفوت لاحظتهما شمس فهمست :
– أنس عيب عليكما ما تفعلانه هناك غرفة اذهبا و تغزلا ببعضكما البعض فيها ليس هنا امام والدك.
خجلت آسيا بينما قال انس بهيام :
– انا لا اتمالك نفسي عندما اكون بجانب حبيبتي التي تغمرني بالسعادة دائما.
سمعه أمجد فغمغم بسخرية :
– مادامت تجلب لك السعادة لماذا لم تنجب طفلا يحمل اسمك اعتقد انها ستسعدك أكثر.
نظرت له آسيا بدموع ثم اخفضت بصرها فهي لا تستطيع التواقح معه في حين ان زوجها لا يعترض ، بينما و لصدمتها أمسك أنس يدها و قبلها ببطئ هاتفا بابتسامة :
– انا اكتفي بزوجتي يا ابي لا داعي لتنجب لي طفلا لكي اكون سعيدا…. قبل يدها ثانية و أكمل :
– يكفي ان تكون في حياتي والباقي لا يهم….. واذا حاول احدهم مضايقة حبيبتي ثانية فلن أصمت.
نظرت له آسيا بدهشة غير مصدقة لما تسمعه ثم ابتسمت و اخفضت يدها ، فينفس اللحظة نزل آركان وجلس بهدوء غير آبه بهم ظن امجد ان هدوء ابنه يعني تراجعه عن زواجه من تلك الفتاة فلو كان مصمما لما كان قد جلس ليتناول العشاء معاهم بل كان سيصرخ ويغضب ويرفض مقابلتهم اذا خطته في التهديد نجحت.
قطع الصمت صوت آركان وهو يغمغم بصوت قاتم :
– لا تفكر انني تراجعت عن الموضوع ، انا لازلت متمسكا برأيي.
وضع أمجد الشوكة و هتف بغضب :
– اذا انت اخترت حبيبتك بدلا من عائلتك !! حسنا اعتبر نفسك من هذا اليوم خارج عائلة اوغلو.
شهقت شمس بصدمة و آسيا و أنس ايضا نهض أمجد و تابع :
– و عملك في الشركة انتهى و ايضا املاكك سأستردها منك ولن ترث شيئا مني.
تحرك ليذهب لكن آركان اوقفه بكلامه وهو ينهض ويقابله :
– سيد أمجد انا املك 25٪ من اسهم الشركة و اعتبر واحدا من امهر الإداريين فيها اي انك لا تستطيع اخذ الاسهم مني الا بموافقتي لانها مسجلة بإسمي ، اما الاملاك فأنت تعلم ان جدي رحمه الله وزع علينا الاموال و الاراضي و الفنادق قبل ان يموت و كتب بإسمي أكبر حصة يعني انا لست محتاجا لأملاكك حتى هذه الفيلا لدي حق فيها لكن مع ذلك سأتركها و ارحل.
جز على اسنانه بانفعال ثم تحرك و دخل لغرفة المكتب صفع الباب بعنف فانتفضت شمس وصاحت بحدة :
– هل جننت حبك لتلك الفتاة جعلك تقلل من احترام والدك أهذا جزاء تربيتي و تعبي عليك طوال هذه السنين ؟!
تنهد آركان و أمسك يديها قبلهما و همس :
– انا اسف يا ماما سامحيني على كلامي تعلمين انني اتحمل تصرفات والدي من أجلك فقط لكنه الان يقف حائلا بيني و بين سعادتي حتى انت تؤيدينه اين العدل في ذلك ؟
شمس بدموع :
– انا لا اعارض زواجك منها لكنني معتادة على مساندة زوجي في كل قراراته ولا يحق لي المعارضة في اي شيء حتى لو لم اكن مقتنعة به ، ارجوك يابني انسى امر الفتاة لا تتخلى عنا بهذه السهولة وترحل.
هز آركان رأسه بنفي قائلا :
– انا لن اترك منزلي أبدا يا ماما يستحيل ان افكر بذلك حتى !!
شمس بعبوس :
– اذا ماذا عن كلامك منذ قليل ؟
ابتسمت آسيا التي كانت تتابع الموقف مع زوجها و قالت :
– كان مجرد تمثيل ليجعل أبي يتراجع عن كلامه فهو مهما كان صارما لكن لن يهون عليه ان يترك ابنه يرحل.
أنس باستغراب :
– هل انت من اخبره بقول هذا.
هزت رأسها فضحك قائلا :
– أصبحت ذكية للغاية عزيزتي.
آسيا بغرور :
– انا ذكية طوال حياتي يا حبيبي.
شمس بحدة :
– هذا يعني انها خدعة لماذا لم تخبروني من قبل ؟!!
آركان بابتسامة خفيفة :
– لم يتسنى لي الوقت المناسب ، الان انا ساذهب لأبي و احاول اقناعه.
هزت رأسها بقلة حيلة فتركهم و اتجه لغرفة المكتب طرق الباب ثم دخل.
كان امجد جالسا يفكر في كلام آركان برغم معارضته و تهديده لكنه لم يعتقد ان ابنه مستعد ليتخلى عنهم حقا بل و يترك المنزل ايضا كيف هذا لن يستطيع ترك ولده يرحل فهو فلذة كبده لن يستطيع العيش بدونه ، سمع طرق الباب فعدل وضعيته و شكله دخل آركان و قال بهدوء :
– هل يمكنني ان اتحدث معك ؟
أمجد بجفاء :
– اذا اتيت لتودعني فلا حاجة لذلك انا لست مهتما هيا اذهب.
ابتسم آركان و جلس بجانبه وتشدق ب :
– هل حقا لست مهتما بي ؟
نهض أمجد و قال :
– انت اخترت فتاة غريبة بدلا من ان تختار عائلتك بل و تقف ضدي ايضا !!
آركان :
– لن أذهب لمكان يا أبي مكاني هنا بينكم.
صمت امجد ودهش من كلامه لكنه تمالك نفسه و هتف ب :
– و مع ذلك لن اوافق على زواجك.
تنهد آركان ووقف امامه و سأله باقتضاب :
– هل من الممكن ان اعرف ماسبب رفضك ؟
– تعلم جيدا السبب ذلك الطبيب كان سببا في خسارتي لقضية العامل لذلك انا امقته وبشدة.
حمحم آركان ووضع يده على كتفه و همس :
– لكن يا أبي الزواج سيكون لمصلحتك ايضا.
نظر له امجد بتعجب :
– ماذا تقصد ؟
– اقصد انه اذا تزوجت من ابنة الطبيب ستتحسن علاقتك به و اذا حدث اي ضرر للعاملين ف جلال سيكون بجانبك.
هتف بها آركان باهتمام مزيف و تابع :
– فكر معي ، العلاقات بعد الزواج تتغير و الطبيب سيريد التقرب منك بما انك رجل اعمال كبير لذلك سيفعل كل ماهو لمصلحتك.
امجد بتفكير :
– لا جلال اوزغان ليس من هذا النوع هو يقف مع الحقيقة دائما ولا تهمه اموال او ما شابه.
آركان بتمثيل وهو يلف ظهره اليه لكي يستطيع التحكن في ضحكته :
– لكن يا ابي الناس تتغير ومهما ادعى المثالية سيسقط قناعه و يحاول نيل اعجابك و انت بدورك تستغله !!
حك امجد فروة راسه بتفكير في كلامه لماذا لم يفكر هكذا من قبل اذا جعل الطبيب في صفه فهذا سيكون لمصلحته ! قاطع آركان شروده :
– فكر جيدا ستكون انت المستفاد الأكبر و انا سأتزوج الفتاة التي اعجبت بها سنكون سعداء !
ثخ استدار اليه وردد بحزن مصطنع :
– في الحقيقة هذا هو الهدف الاساسي من زواجي منها كله من اجلك لكن اذا لم ترغب فلن استطيع تغيير رأيك و لن اعارضك سأنسى نازلي ، تصبح على خير.
تحرك ليخرج و بمجرد ان امسك مقبض الباب اوقفه والده :
– انتظر آركان…. انا موافق.
ابتسم بانتصار و صرخ بصوت مكتوم يدل على سعادته ثم استدار لأمجد قائلا :
– حقا ؟!
أمجد بابتسامة :
– أجل انت محق بكلامك لقد جعلتني اليوم فخورا بك و اثبت لي بأنك ابني حقا. سأحاول نسيان كرهي للطبيب و اتصل به لاتفق معه على موعد للذهاب و طلب يدها للزواج وهذا كله من اجلك ولانك ايضا معجب بابنته.
ابتسم بامتنان حقيقي :
– شكرا يا أبي ، الوقت متأخر الان ما رايك ان نؤجل الامر للغد ؟
امجد ببرود وهو يغادر المكتب :
– لا يهم.
بمجرد خروجه قبض على يده وهو يردد :
– يس يس ، ارجوا ان تستطيع نازلي اقناع والدها ايضا.
خرج هو ايضا وجد الجميع متعجبا من أمجد كيف وافق بهذه السرعة ابتسم آركان واخبرهم انه مامن شيء يصعب عليه ثم صعد لغرفته.
______________________
في فيلا اوزغان.
كانت جالسة في غرفتها تحتضن الدبدوب الذي اخذته يوم ان ذهبت مع آركان ، نزلت دموعها بصمت و فجأة سمعت طرق الباب فمسحت دموعها و اذنت بالدخول.
دلف والدها و همهم بابتسامة :
– ابنتي العزيزة هل استطيع التحدث معك ؟
نازلي بابتسامة خفيفة :
– طبعا بابا تفضل.
جلس بجانبها ومسح على شعرها ثم قبل جبينها بحنان و تمتم :
– هل انت غاضبة مني ؟
نازلي بسرعة :
– لالا مالذي تقوله يستحيل ان اغضب منك !!
– اذا لماذا رفضت تناول العشاء معنا ؟
اخفضت نازلي بصرها ولم تتكلم فتابع بحنان اب :
– هل تحبينه حقا ؟
هزت رأسها بنعم ولم تجب من خجلها فقال :
– هل انت متأكدة من حبه لك ؟ وانه جدي في كلامه ؟
نازلي :
– أجل انا واثقة منه.
تنهد جلال بعمق و اردف :
– اذا كان ارتباطك به سيسعدك ، ف انا موافق.
شهقت نازلي واتسعت عيناها بدهشة و سعادة هاتفة :
– حقا ؟!! هل انت موافق ؟
جلال :
– اي شيء يسعدك انا موافق عليه.
دمعت عيناها ثم انقضت عليه تحتضنه بقوة وهي تردد :
– شكرا شكرا يا اروع أب في الدنيا.
ضحك وقبل رأسها ثم نظر لزمرد التي دخلت الان وقالت بمزاح :
– أليس لي مكان معكما ؟؟
نازلي بضحكة :
– تعالي يا ماما.
اقتربت منهم فاحتضنهما جلال بقوة و هتف بدعاء :
– ادامكما الله نعمة لي و سبب سعادتي في الحياة.
مرت دقائق وهم يضحكون ويمزحون حتى رن هاتف نازلي و كان آركان توترت و اخذت الهاتف لتجيب لكن جلال اخذ الهاتف منها و فتح الخط ليسمع آركان يردد بهيام :
– ذات العينين العشبيتين يا قلب و روح و عقل آركان اشتقت لك.
رفع جلال احدى حاجبيه بعبوس فتابع الاخر :
– لماذا لا تردين حبيبتي.
جلال بسخرية :
– ربما لان والدها من معك على الخط !!
انتفض آركان جالسا على السرير و تمتم بتوتر :
– ااا…. انا كنت اتحدث مع نازلي اا اقصد ظننت انني اكلمها ، كيف حالك يا عمي ؟
جلال ببرود :
– بخير ، لكن اتمنى ان لا تغازلها بهذه الطريقة لانها ليست زوجتك او حتى خطيبتك واضح ؟
اغتاظ آركان بينما اغمضت نازلي عيناها بخوف فهي تعلم انه لا يحب من يكلمه بهذه الطريقة و سيعترض بالطبع لكن عكس ما توقعت ابتسم آركان و اردف :
– حاضر ، عمي بالمناسبة اتفقت مع ابي على ان نأتي غدا و نطلب يد ابنتك رسميا اتمنى ان لا تكون مشغولا.
جلال باستغراب :
– هل وافق والدك ؟ غريب جدا لكن من المفترض ان يكلمني اباك اليس كذلك ؟
آركان :
– هذا الذي كان سيفعله لكنني اخبرته بأن يتصل غدا لانه ربما تكون نائما و كنت اريد التحدث مع حبي… اقصد ابنتك لكن بما انك من معي على الخط دعني اخبرك.
همهم جلال ثم فجأة قال :
– انا موافق على الزواج لكن بشرط !!
انتبهت نازلي لما يحدث و زمرد ايضا في حين عقد آركان حاجبيه قائلا :
– ماهو ؟؟
حمحم جلال و اردف :
– …………….
_______________________
نوفيلا نبض القلب 💓
الفصل الثامن : شرط مصيري !
______________________
عقد آركان حاجبيه بتعجب هاتفا :
– ماهو هذا الشرط ؟
ترقبت نازلي لما سيقوله فتمتم جلال بنبرة عادية :
– غدا عندما تحضرون سأخبرك بشرطي ، و ان لم توافق عليه ف انسى إبنتي !!
شحنات متوترة كانت تنتقل في اوردة نازلي خوفا من كلام والدها أما آركان فابتسم و قال :
– حسنا سيد جلال ، سأدع والدي يكلمك غدا و يتفق معك.
– جيد.
اغلق الخط و اعطى الهاتف لنازلي التي بادرته بالسؤال :
– اي شرط هذا يا أبي ؟ مالذي تحاول فعله ؟
زمرد بفضول هي الاخرى :
– مالذي تخطط له يا جلال ؟
نهض و اتجه للباب لكي يغادر وهو يردد :
– غدا ستعرفون ، تصبحان على خير.
خرج فاستدارت نازلي لوالدتها بخوف :
– انا متوترة اخشى ان يشترط أبي شيئا صعبا يستحيل تحقيقه !!
زمرد بابتسامة متريثة :
– لا داعي للخوف والدك رجل واعي ويعلم ما يفعله جيدا…
.. سيكون كل شيء على مايرام و ستتزوجين من تحبينه بإذن الله.
ابتسمت نازلي ببعض من الخجل ثم استدركت شيئا فقالت :
– ماما انا اسفة بخصوص ماحدث صباحا لم يكن علي ان اصرخ في وجهيكما و اقول كلاما وقحا خاصة مع أبي ، لكن كنت غاضبة و خائفة من خسارة ااا…..
قاطعتها زمرد وهي تحتضنها :
– لا داعي للاعتذار انت ابنتنا العزيزة ومهما اخطأتي نحن موجودين لنصحح أخطاءك و ننصحك.
ابتسمت نازلي و تمتمت :
– أدامك الله لي يا اغلى ام في الدنيا.
_______________________
في منزل فتون.
كانت في غرفتها تتكلم مع مراد في الهاتف وهي تضحك وتردد :
– هل تريد اقناعي بأنك لا تخاف عندما تأتي لهذه الحارة ؟
اجابها مراد بشبه ابتسامة :
– بالطبع لا !
فتون بمكر :
– اذا لماذا تكون متوترا و تلتف حولك يمينا وشمالا عندما توصلني للمنزل بسيارتك ؟
مراد بجدية :
– اتوتر لكن ليس خوفا على نفسي بل خوفا من ان يراك احد برفقة شاب…. انا لا اريد ان يتكلم احد عليك بالباطل لا اقبل هذا على عرضي ! ثم تنهد هامسا :
– ياليت علاقتنا تصبح رسمية لكي نجتنب هذه المخاوف.
ابتسمت فتون بحب من كلامه فهو يخاف عليها من مجرد كلمة ، تمتمت بنبرة ناعمة :
– مراد انت تعلم ان هذا ليس الوقت المناسب للخطبة والدي صعب ولن يوافق اولا سيسأل من اين تعرفها و متى قابلتها ولماذا تريد الزواج منها ابي متحفظ و صارم لا يحبذ فكرة ان تكون الفتاة على علاقة مع الشاب قبل الزواج و….
قاطعها بتهكم ساخط :
– اي علاقة انت لا تدعينني المس يدك لأكثر من ثانيتين اصلا ، سأخبره بالحقيقة انني رايتك في الجامعة وسألت عنك و الجميع مدح في اخلاقك و اريدك زوجة لي !!
همهمت فتون ضاحكة :
– هههه مراد انس الأمر انا لم ابلغ ال 20 بعد و ابي يراني صغيرة على الزواج . ثم انت تخاف دخول الحارة اصلا كيف ستدخل لمنزلنا وتقابل والدي وجها لوجه ياحبيلي سيغمى عليك لا محالة !!
مراد بغيظ :
– لماذا ؟؟ هل ترينني جبانا ؟ حسنا انا سآتي و أقابل والدك دون خوف.
كتمت ضحكتها لكي لا يغضب منها و تشدقت ب :
– هههه حسنا حسنا.
– الست مصدقة لكلامي ؟
– هههههه لا بل مصدقة تماما ، احم مراد امي تناديني علي الذهاب الوداع و ابقى في منزلك هههههه.
اغلقت الخط و خرجت من غرفتها وجدت والدها ووالدتها على طاولة العشاء جلست معهما و بدآ بتناول الطعام و بينما هم كذلك رن جرس الباب فقال الأب ( حسن ) باستغراب :
– من أتى في هذا الوقت المتأخر ؟
ردت عليه جميلة ( والدة فتون ) :
– لا أعلم !!
فتون وهي تنهض :
– سأذهب لأرى من.
اوقفها حسن وهو يغمغم بصوت رخيم :
– لا انا من سأرى.
نزل للاسفل و فتح الباب ليرى لحدهم يقف امامه وعلى وجهه ابتسامة ثم قال :
– مساء الخير يا عمي.
سمعت فتون صوتا مألوفا جدا بالنسبة لها فتحت عيناها بدهشة و همست :
– م.م.مراد ؟! ، نزلت للاسفل هي ايضا وصدمت عندما وجدته هو بالفعل يقف امام والدها نظر اليها مراد بطرف عينها ثم قال :
– ارجوا ان لا اكون قد ازعجتك في هذا الوقت يا عمي.
حسن باقتضاب :
– لا أبدا ، خير ؟
ضربت فتون بيدها على جبينها وحدثت نفسها :
– يا الهي ماهذا المجنون لقد كنت امزح معه لكنه أتى بالفعل ، مالذي سيقوله لأبي الآن ؟!
قطعها من شرودها صوت مراد ببراءة مصطنعة :
– عمي بعد اذنك لقد كنت مسافرا بالسيارة لوقت طويل جدا و تعطلت سيارتي و لسوء الحظ اضعت هاتفي ومحفظتي ولا استطيع التواصل مع احد حاليا وايضا لا اعرف هذا المكان جيدا، هل من الممكن ان تدلني على مكان محل تصليح السيارات ؟
حسن بتفكير :
المكان بعيد نسبيا من هنا لن تستطيع أخذ السيارة.
تنهد مراد بأسف مزيف :
– مالذي علي فعله الان . حسنا يا عمي شكرا و اسف على الازعاج.
رفعت فتون حاجبيها وهي تحدث نفسها ” ممثل بارع ” بينما استدار مراد يدعي الذهاب لكن حسن اوقفه :
– مهلا بني اين ستذهب الآن وسيارتك معطلة و ايضا اضعت هاتفك و محفظتك ؟
اجابه ببساطة :
– لا اعلم لكن سأدبر نفسي.
حمحم ثم قال وهو يفسح له الطريق :
– اذا تفضل الى الداخل و سأنا سأتصل بصديقي فهو عامل صيانة سيأتي و يصلح سيارتك و الى ذلك الحين ستبقى هنا.
فتحت فتون عيناها و فمها بدهشة بينما ابتسم مراد بانتصار و اردف :
– شكرا جزيلا يا عم لا اعرف كيف سأرد جميلك.
ربت على كتفه و قال :
– لا داعي للشكر هذا واجبي ، فتون افسحي لنا الطريق.
قالها وهو يأخذ مراد للأعلى وكزها بخفة و غمز لها ثم صعد في حين بقيت هي تنظر للفراغ غير مستوعبة لما يحصل ! ، هزت رأسها ثم صعدت هي ايضا وجدته جالسا على طاولة الكعام و والدتها جميلة تقول له بحنان :
– مؤكد انك جائع تفضل يابني كل و اعتبر المنزل منزلك.
ابتسم باحراج فجلست الاخرى وهي ترمقه بغيظ و خوف من والدها ابتسم مراد دون ان يلاحظ احد ليتكلم حسن قائلا :
– ما اسمك يابني ومن اين انت ؟
رد عليه بلباقة :
– مراد اوزجيف كنت اقيم في انقرة وجئت الى اسطمبول للعمل منذ فترة.
جميلة بابتسامة :
– وفقك الله يابني.
– شكرا.
تابعوا تناول العشاء ثم نهضوا و ذهبوا للصالون ، اتصل حسن بصديقه الميكانيكي و خرج ليتكلم معه اما جميلة ذهبت لتحضر الشاي فبقيت فتون بمفردها مع مراد.
نظرت له و همست بغضب :
– هل جننت كيف تأتي الى هنا ؟؟
ابتسم مراد باستفزاز :
– ألم اخبرك بانني افعل اي شيء ولا اخاف من احد ؟!
زفرت ثم هتفت بتوتر :
– أجل و انا صدقتك…. هيا ارحل ارجوك لا اريد ان يلاحظ ابي شيء.
ضحك مراد واردف :
– بالمناسبة انت من تكشفين اللعبة انظري لنفسك كم انت مرتبكة ، عموما لن استطيع الذهاب الان لقد عطلت سيارتي عن عمد لتبدو القصة حقيقية و سأنتظر لحين اصلاحها.
فتحت فمها بدهشة وكادت تتكلم لكن اتت والدتها فالتزمت بالصمت ، بعد ثواني حاء حسن وغمغم بجدية :
– اتصلت بصديقي و هو آت الان ليصلح سيارتك لا تقلق.
نهض مراد و ردد بامتنان :
– شكرا جزيلا لقد اخجلتموني بكرمكم لن انسى فضلكم هذا.
حسن :
– اخبرتك لا داعي للشكر لكن انتبه على أشيائك مرة ثانية لكي لا تضيع مجددا.
هز رأسه بإيجاب وبعد فترة حضر صديقه و أصلح السيارة شكرهم مراد ثانية و ذهب و بمجرد مغادرته رن هاتف فتون بوصول رسالة فتحتها و كان محتواها ” بالمناسبة شكلك جميل جدا وانتي ترتدين البيجاما “.
ابتسمت فتون بخجل و بعثت له ” مجنون لكنني أحبك “.
_____________________
في صباح اليوم التالي.
تمتم بسخط وهو ينظر لإبنه :
– هل من الضروىي ان اتصل به يا آركان ؟؟
رد عليه آركان بعبوس :
– بالطبع يا ابي بما انك والد العريس عليك ان تتصل بوالد العروس وتأخذ منه موعدا.
أمجد باستهزاء :
– أظن انه يعرف اننا ستذهب اليه اليوم لاداعي لأشياء غير واجب فعلها !!
طلب آركان الرقم ثم وضعه على اذن أبيه وهمس :
– إنها الأصول أبي العزيز….. انتظر الرد.
زفر امجد بضيق و لم تمر سوى ثواني حتى فتح الهاتف ليصله صوت جلال :
– ألو.
حمحم امجد واردف بنبرة عملية :
– صباح الخير سيد جلال انا أمجد أتان اوغلو من يتصل بك.
جلال بتفهم :
– صباح الخير سيد اوغلو.
نظر امجد ل آركان الذي يشير له بالتكلم فقال :
– احم سيد جلال اتمنى ان لا تكون مشغولا اليوم فنحن نريد المجيء لمنزل حضرتك و طلب يد ابنتك ل ابننا آركان هذا ان لم تمانع بالطبع.
ابتسم جلال بتعجب فهو لا يصدق ان هذا المغرور يتكلم بلباقة ، تنحنح وهتف بنبرة عادية :
– لست مشغولا و نحن نتشرف بقدومكم سيد أمجد.
ابتسم امجد و تكلم معه لبضع ثواني ثم اغلق الخط رمى الهاتف على آركان وهو يتمتم بضيق :
– فعلا لم يتبقى لي حياء في زمننا كنا نخجل من سيرة الزواج اما الان ف انت تكلمني عن حبيبتك و كم انت تعشقها وتريد الزواج منها بكل بساطة ! على العموم سنذهب اليهم اليوم و سأحاول قدر الامكان ان يحدث ما تريده ف انا اعلم تماما كم تحبها وانت ابني العزيز مستعد ان افعل كل شيء لتكون سعيدا.
ضحك آركان و قبل جبينه قائلا :
– شكرا يا أبي كنت اعلم انك لن تستطيع رؤيتي حزينا.
جاءهما صوت شمس وهي تردد بابتسامة :
– اذا انتهيتم تعالو لتتناولوا الفطور نحن بانتظاركما.
ابتسم آركان ونهض مع والده و جلسوا يتناولون الطعام مع العائلة كان الجميع يمزحون و ضحكاتهم ترن في جدران الفيلا مر وقت طويل منذ ان تجمعوا هكذا اخر مرة…….
صعد آركان لغرفته و اتصل بنازلي رن رن ثم فتح الخط و قال بهيام :
– Günaydin Nazli ( صباح الخير نازلي ) يا حبيبتي و فتاتي الناعمة و الرقيقة.
ضحكت نازلي وردت عليه :
– الست خائفا من ان يكون ابي هو الذي رد عليك ؟
آركان بعبث :
– انا اشعر بك عندما تكونين معي على الخط ياذات العينين العشبيتين.
ابتسمت و همست برقة :
– أتعلم اصبحت اعشق هذا الاسم.
– و انا اعشقك !!
هتف بها و تابع وكأنه استدرك شيئا :
– المهم سآتي مع أبي و امي اليوم لكي اطلب يدك للزواج…… اريدك ان تعجبيهم فلقد استطعت بصعوبة كبيرة ان اقنع والدي بالقبول.
نازلي برفعة حاجب :
– ومالذي فعلته لتقنعه ؟؟
ضحك آركان و اخبرها و عندما انتخى هتفت بذهول :
– Deli misin !! ( هل انت مجنون ) ، كيف خطرت لك هذه الفكرة مستحيل ان تخطر على بال اي احد ؟
تشدق بغرور مصطنع :
– نحن نختلف عن الآخرين….. هههه كان علي قول هذا للموافقة.
بعبوس وعتاب اجابته :
– لكن لماذا اخبرته بأن الزواج سيكون لمصلحته و ابي سيفعل كل ما يرضيه ليضمن سلامتي وانا وسطكم اذا هو وافق من اجل هذا فقط ؟!
آركان :
– كنت مضطر و بالمناسبة أبي كشفني و اخبرني بأنه وافق لانه يعلم بأن سعادتي مرتبطة بك…. انا اعرفه جيدا مهما كان صارما و مغرورا لكن سعادة ابنائه اهم من اي شيء.
ابتسمت بسعادة و مر وقت وهما يتكلمان حتى اغلق الخط.
_____________________
في المساء.
كانت في غرفتها تتجهز و على وجهها ملامح التوتر ارتدت فستانا باللون الزهري الفاتح بنص كم ضيق من الاعلى و متسع قليلا من الاسفل به ورود باللون الابيض في نهاية الفستان و فوقه جاكيت تصل لمنتصف الخصر باللون الابيض اسدلت شعرها البني الحريري ووضعت كحل و ملمع شفاه فقط فكان مظهرها يجسد المعنى الحقيقي ل اسمها ” نازلي ” ( الملاك الرقيق و الناعم ).
زاد توترها عندما سمعت صوت رن جرس الباب و بعد دقائق دلفت والدتها و قالت لها :
– هيا عزيزتي لقد وصل اهل العريس.
– لم اوافق بعد ليصبحوا اهل العريس !
كان هذا صوت جلال فاستدارت اليه نازلي و رددت بحزن :
– بابا أرجوك.
ابتسم جلال و اقترب منها قبل جبينها و تمتم :
– تأكدي من انني لن افعل شيئا يضرك.
ارتبكت اكثر خاصة بعد تذكرها للشرط الذي سيقوله اليوم لكنها اقنعت نفسها بان والدها لن يكون ضد ما تريده ، هتف جلال بجدية موحها كلامه لوالدة نازلي :
– سأذهب للجماعة انزلي معي الان وبعد دقائق احضريها يا زمرد.
زمرد بإيجاب :
– حاضر.
و بالفعل غادر جلال ومعه ومرد و بعد دقائق عادت و امسكت بيد نازلي و اخذتها ، دلفتا للصالون و كان وجه نازلي في الارض فهي رغم المجتمع المتحرر الذي تعيش فيه لكنها لم تتخلى عن خجلها و مبادئها التي تربت عليها عندما كانت تعيش في قرية في صغرها….
كان آركان يجلس على الاريكة المقابلة بجانب والده ووالدته و اخيه اما آسيا فلم تحضر لأنها كانت تشعر بالتعب الشديد صباحا ، جلست نازلي على الاريكة المقابلة وكانت تفصل بينهما طاولة زجاجية و بعد السلام و الكلام هتفت شمس بإعجاب :
– ماشاء الله نازلي فتاة جميلة حقا و اجمل مافيها هو خجلها ، المرة الماضية لم ادقق فيها حقا لكنك بالفعل عرفت ما تختاره.
زمرد بابتسامة :
– شكرا يا سيدة زمرد.
ساد الصمت لثواني حتى غمز آركان ل أنس ليشير بدوره لوالده بالتكلم ، حمحم أمجد و غمغم :
– انت تعلم لماذا جئنا يا جلال بيه ، نحن نطلب يد ابنتك للزواج من ابننا آركان على سنة الله و رسوله و نتشرف بأن تكون نازلي كنة عائلتنا و اتمنى ايضا ان ننسى الخلافات التي كانت بيننا ولا تجعلها سببا للوقوف بين مستقبل الاولاد.
اردف آركان وهو ينظر لنازلي :
– اعدك بأن اهتم بنازلي و لا اجعلها تحتاج لشيء ابدا طول ماهي موجودة معي تحت سقف واحد….. سأحبها دائما و ابدا اعدك بأن احرصها كما احرص عيناي لا بل اكثر قليلا.
ضحك الجميع على مزاحه فسأل جلال ابنته :
– هل انت موافقة ؟
لم تتكلم نازلي من شدة الخجل فأعادت والدتها سؤالها :
– حبيبتي هل انت موافقة ؟
هزت رأسها ببطئ و همست :
– ن…ن…نعم… اا… انا… انا موافقة.
ابتسم الجميع لكن سرعان مازالت الابتسامة عندما هتف جلال بجدية :
– لن اوافق بشرط.
أنس بصوت هادئ :
– و ماهو هذا الشرط ؟
جلال :
– هذا الشرط ل آركان اذا وافق عليه ف انا سأوافق ايضا….. آركان انت تحب ابنتي لأي درجة ؟
آركان بثبات :
– لدرجة ان افعل كل شيء من أجلها.
– هل انت متأكد ؟
هتف بها جلال في غموض فانتقلت جنيع الابصار اليه و اولهم نازلي التي كانت خائفة جدا من كلامها في حين ان آركان هز رأسه و غمغم بصوت قاتم :
– نعم انا متأكد.
تنهد جلال بعمق ليردف ويقول كلاما جعل الجميع في صدمة :
– سأوافق على زواجك من ابنتي بشرط ان تتخلى عن عائلتك و تنسى وجودها و تأتي للعيش معنا بعد الزواج…… !!!
_____________________
نوفيلا نبض القلب 💓
الفصل التاسع ( الجزء الاول و الثاني ) : زفاف بالسر !
_______________________
تنهد جلال بعمق ليردف ويقول كلاما جعل الجميع في صدمة :
– سأوافق على زواجك من ابنتي بشرط ان تتخلى عن عائلتك وتنسى وجودها وتأتي للعيش معنا بعد الزواج….!!
انتفض الجميع و انتصب آركان واقفا ينظر له بصدمة و ذهول بينما نظرت نازلي لوالدها وهي تردد بعدم تصديق :
– أبي ماهذا الكلام ؟
جلال بثبات :
– هذا هو شرطي اذا اردت ابنتي فعليك ان تبتعد عن عائلتك ف انا لا اثق بهم ولن اضمن سلامة نازلي اذا عاشت معهم.
قبض آركان على يده بعنف ليقول أمجد بغضب :
– اذا هذا هو سبب قبولك لزيارتنا لك تريد اهانتنا في منزلك ؟ آركان لماذا انت صامت ؟
شمس بخوف من ان يوافق آركان على شرطه :
– بني انا لا استطيع العيش بدونك…. اا…ارجوك لماذا انت صامت ؟!
نظر له أمجد وجده مغمض عيناه و على وجهه ملامح باردة لا يستطيع احد تفسيرها ابتسم بألم فالواضح ان ابنه سيختار حبيبته بدلا من عائلته.
جلال بهدوء :
– ليكن في معلومك انك لو رفضت ستخسر نازلي للابد… لقد قلت انك تحبها لدرجة ان تفعل كل شيء من اجلها اثبت لي الآن.
اقتربت منه زمرد وكادت تتكلم لكنه اوقفها اما نازلي فصاحت بدموع :
– لماذا تفعل هذا يا ابي انا….
قاطعها بحدة :
– لا تتدخلي نازلي !! انا افعل كل هذا من اجلك والقرار الآن للشخص الذي تقولين بأنه يحبك.
اخيرا تحدث آركان وغمغم بصوت قاتم :
– انا لا احبها بل أعشقها….. ومستعد لأن افعل المستحيل من اجلها.
نظر له أنس و امجد ووالدته بصدمة فتابع و قد رفع رأسه ببرود :
– لكنني أحب عائلتي أكثر و يستحيل ان افكر بالتخلي عنهم عذرا لكن مهما بلغ حبي ل ابنتك لن يفوق حبي لأهلي.
نازلي بهمس وقد نزلت دموعها :
– آركان !
طالعها بألم ثم اخفاه وتحدث بصرامة :
– و انا الان من ارفض الزواج و نادم لانني فكرت بأن آتي و اتقدم لطلب يد ابنتك…..مبارك سيد جلال لن تضطر بأن ترسل ابنتك للعيش معنا.
سقطت نازلي جالسة على الاريكة و انهمرت في البكاء و قلب آركان يتقطع عليها يا الله كم ان هذا الشعور مؤلم حد الجحيم شعور الانفصال عن من تعشقه و عن من نبض قلبك لها !! ابعد وجهه عنها و تمتم موجها كلامه لأخيه :
– هيا.
انس بإشفاق عليه :
– آركان لا تتسرع دعنا نترجاه لكي ااا…
قاطعه بجدية لا تحتمل النقاش :
– عائلة أتان اوغلو لا تترجى أحدا يا أخي ، هيا لنذهب.
تنهد و اومأ فتحرك والده بغضب و شمس و أنس و آركان خلفهم يمشي بخطوات بطيئة ومع كل خطوة تشعر نازلي بروحها تنسحب فقامت و صرخت ببكاء حارق :
– آركــــااااان….آركــــان انتظر أرجوك لا تذهب !!
تحركت باتجاهه لكن زمرد أمسكتها وهي تتألم لبكاء ابنتها انهارت نازلي جالسة على الأرض و تنادي بإسمه فالتف آركان قبل ان يخرج و من دون شعور منه سقطت دمعة حارقة من عينيه ثم تمالك نفسه و غادر….. !!
_____________________
مستلقية على فراشها وهي تبكي بصمت و دموعها تبلل الوسادة شعور بالنار تحرق قلبها بل سكين يطعنه بقوة و دون رحمة كيف يفعل والدها هذا كيف يدمر حياة ابنته بحجة ان يحميها يا الله هل هذه هي النهاية حبيبها تخلى عنها وهو من كان يستعد للزواج منها و اخذها الى عالمه تركها بسبب والدها بسبب من كانت تراه سندا وكل هذا بسبب اعتقادات وهمية لا اساس لها من الصحة.
نهضت جالسة و اخذت هاتفها طلبت رقمه ولم يجب طلبته ثانية و عدة مرات لكنه لم يجب حتى اغلق الخط في وجهها ، زفرت بضيق ثم فجأة مسحت دموعها و خرجت من غرفتها اتجهت لغرفة والدها ودخلت بدون استئذان و قالت بحدة :
– لماذا فعلت هذا ؟
كان والدها يقرأ كتابا عن الطب و عندما دلفت بهذه الطريقة و القت كلامها اغلق الكتاب و نظر لها بصمت ، صاحت نازلي ببكاء حارق و غضب :
– لماااذاا مالذي استفدت منه لماذا ابعدتني عن من احبه !!
جلال بشيء من الحدة
– نازلي لا تنسي انك تكلمين والدك ! ثم لماذا انت حزينة انا كنت اريد التأكد من حبه لك و اعطيته اختبار وفشل فيه اذا انا لست الملام ؟
مسحت دموعها و اردفت بسخرية حادة :
– لست الملام ؟ ابي انت تعلم جيدا ان شرطا مثل هذا يستحيل ان يوافق عليه احد كيف ل آركان ان يقبل بأن يتخلى عن اهله من أجلي ؟
دخلت زمرد للغرفة عندما سمعت صوت الشجار و عندما رأت نازلي في حالة يرثى لها اقتربت منها و همست ب :
– اهدئي عزيزتي…. كل شيء سيحل و لن تبتعدي عن آركان.
تشدق جلال بصرامة :
– لا لم يعد هنالك وجود ل آركان في حياتك انا اشترطت عليه وهو لم ينفذ الشرط اذا فلينساكي ، ثم رفع اصبعه و تابع بتحذير :
– و اياك ان تقومي بفعل يعاكس كلامي والا ستندمين !!
صدمت من كلامه وهي لا تزال منذهلة من تصرفات والدها الذي لطالما كانت تراه الاب المثالي الذي لا يستطيع احزان ابنته كانت تراه سندها و الان هو من خدعها و اوهمها بأنه موافق على زواجها ثم اهان عائلة حبيبها !! تنهدت و استدارت لتذهب لكن فجأة توقفت و همست بصوت مبحوح :
– برغم ماحدث ستظل والدي ولن استطيع عصيانك لكن ليكن في معلومك انني ان لم اتزوج آركان فلن أتزوج غيره ، و بالمناسبة رفضه للشرط لا يعني بأنه لا يحبني بالعكس لو وافق لم اكن لأكمل الزواج لانني لن اثق بمن ترك أهله و عندما رفض زاد احترامي وحبي له أكثر.
غادرت فالتفت زمرد له و صرخت بعصبية :
– منذ متى وانت هكذا كيف تفعل هذا بابنتك الوحيدة ؟!!
صاح الاخر بغضب ايضا :
– لم افعل شيئا خطأ انا احاول حماية ابنتي من تلك العائلة الا تعلمين طبيعتهم خاثة أمجد سينتقم مني بواسطة نازلي سيعاملها بقسوة مثلما يعامل كنته الاولى و آركان لن يستطيع الاعتراض على تصرفات والده ووالدته !!
زمرد بتريث :
– انا اعلم انك تعتقد بأن ماتفعله هو الصواب لكن صدقني آركان يحب نازلي حقا و لن يدعها تحزم مادامت معه…. انت كنت تعلم بأن آركان سيرفض شرطك وهكذا ستتخلص منه لكن هكذا ابنتنا ستتدمر….ارجوك يا جلال اعدل عن قرارك قبل فوات الأوان و قبل ان يتخلى عنها بالفعل.
لم يتكلم فتنهدت بيأس و خرجت….
_____________________
في فيلا أتان اوغلو.
كان في غرفته يمارس تمارين الضغط كعادته عندما يكون غاضبا و يجد الرياضة الطؤيقة الوحيدة لاخراج غضبه ، كانت فانلته السوداء الرياضية التي يرتديها مبللة بالعرق و كل جزء من جسده يتعرق بشدة و حتى عضلات ذراعيه كان يشعر بها تتمزق لكن لم يكتفي بل يسرع اكثر وكأنه يعاقب نفسه لرؤية دموع نازلي و صوتها وهي تناديه اما هو فتركها و ذهب ، عند هذا الحد وتوقف استلقى بظهره على الارض وهو يلهث بعنف و يسحب الهواء بقوة اغمض عيناه و تذكر اخر موقف حصل فزمجر بعصبية و صرخ :
– ســــحــقــا لماااذااا حدث هذاا لمااااذااا !!!
مسح على وجهه ليسمع رنين هاتفه للمرة العشرين فتجاهل و لم يرد رن مجددا و اضيء اسم نازلي على الشاشة فأغلق الخط بغضب والقى الهاتف.
في نفس الوقت كانت آسيا قد دخلت لغرفته و قالت :
– لا تعاقبها على شيء لا ذنب لها فيه لا تقسوا عليها هكذا يا آركان هي ايضا مجروحة بسبب ابيها !
رفع رأسه و عندما رآها نهض و جلس على السرير بتعب جلست بجانبه و ربتت على كتفه فهمس بصوت اجش و مرهق :
– لم اتوقع ان يحدث ماحدث ، منذ ساعات كنت سعيدا لانني سأحصل على من اتمناها لكن انفصلت عنها بل و تسببت في اهانة عائلتي ايضا.
آسيا بحزن :
– لا يا آركان انت لم تنفصل عنها لم ينتهي شيء بعد….. نازلي تحبك صحيح اذا هي ايضا لن ترضى بأن تبتعد عنك كلمها و تناقشا مؤكد ستجدان حل !
صمت ولم يجب عليها فأكملت :
– فكر ولا تتسرع لكي لا تندم.
نظر لها آركان بابتسامة باهتة :
– حسنا ، ثم استدرك شيئا و سألها باهتمام :
– لقد كنت مريضة هذا الصباح هل انت بخير الآن ؟
حمحمت آسيا ثم اردفت بارتباك :
– ها….ل.ل. لا ل داعي هذا مجرد تعب بسيط.
آركان باستغراب :
– هل انت متأكدة ؟
ضحكت الاخرى و اجابت :
– ههههه نعم متأكدة انت تعلم انني طبيبة و استطيع معرفة مابي ، حسنا انا سأذهب الآن لا تنسى ان تكلم نازلي.
همهم ولم يعلق فنهضت واقفة في نفس الوقت الذي دخل فيه أنس للغرفة وهو يردد بابتسامة :
– كلما تضيع زوجتي سآتي لغرفتك و اجدها ، ترى مالذي تخططون له ايتها العصابة ؟
آسيا بضحكة :
– هذا سر أليس كذلك ؟
ابتسم آركان بخفوت فتنهد أنس بحزن على حالته ثم نظر ل آسيا ولاحظ ملامحها الشاحبة و ايضا تترنح في وقفتها…. تقدم منها و تمتم بقلق :
– آسيا مالذي يحدث معك هل انت بخير ؟
هزت رأسها بتعب فنهض آركان وحدجها بقلق ايضا و تشدق ب :
– سأتصل بالطبيبة لتحضر وتفحصك.
آسيا بنبرة مرهقة :
– لا… انا….
لم تكمل لأنها اغمضت عيناها و استسلمت للتعب لتقع و قبل ان يلمس جسدها الارض أمسكها أنس وهو ينتفض بخوف عليها اخذها لغرفته بسرعة و احضر الطبيبة وقف الجميع خارج الغرفة بتوتر و بعد دقائق خرجت الطبيبة ، اقترب أنس منها بلهفة :
– كيف حال آسيا هل هي بخير لماذا اغمى عليها ؟
ابتسمت الطبيبة مهدئة اياه :
– لا تقلق على المدام آسيا هذا أمر شائع حدوثه في حالتها خاصة انه كان عليها ان ترتاح جسديا ونفسيا على العموم كتبت لها على فيتامينات يجب أخذها في فترة الحمل لكي لا….
قاطعها أنس بصدمة :
– م.م.ماذا ؟ فترة حمل !!
اندهش امجد و شمس و آركان بينما قالت الدكتورة بتعجب :
– ألم تكن تعلم ؟ آسيا ذهبت الى عيادتي منذ يومين و فحصتها و ظهر انها حامل في شهرين.
سعد أنس للغاية و احتضن آركان بقوة وهو يردد :
– آسيا حامل… انا سأصبح أبا !!
آركان بسعادة هو الاخر :
– مبارك لك انا سعيد جدا من أجلك.
أمجد بفرحة :
– مبارك لك يا بني انا سعيد من اجلك.
احتضنته شمس ايصا و هنأته ثم دخل أنس للغرفة وجدها مستلقية على السرير و عندما رأته ابتسمت له ، تقدم انس منها و قبل يدها هامسا :
– مبارك لك حبيبتي.
آسيا بحب :
– مبارك لك ايضا أخيرا ستصبح أب.
تنهد بفرحة و قبل جبينها ليتشدق بعتاب خفيف :
– لماذا لم تخبريني بأنك حامل وكلما اطلب منك الذهاب للطبيب تتحججين بأنك جيدة الم تريدي اسعادي…. ثم تابع بتوجس :
– آسيا الا تريدين هذا الطفل ؟ ام انه بسبب معاملة اهلي لك ااا…
قاطعته آسيا بسرعة :
– لا ابدا اقسم لك انت لا تعلم كم انتظرت هذه اللحظة انتظرت سماع خبر الحمل انتظرت ان احمل طفلك في احشائي و عندما تحقق حلمي كدت اطير من السعادة وفكرت ان اخفي الموضوع لحين تحسن اوضاع المنزل و أجعلها مفاجأة لك….. لكن للاسف كشف السر و افسدت خطتي.
ابتسم أنس وهو يرى تذمرها ثم قبل بطنها و قال :
– ليت الاوضاع تتحسن فعلا لكن بعد ماحدث اليوم مع آركان لا اتوقع……
حزنت آسيا و قبل ان تتكلم فتح الباب ودلف آركان و البقية تقدم منها و هتف بمرح :
– اتفهم انك اخفيت حملك عن اهلي لكن انا كيف لم تخبريني انا مثل صديقك حتى.
ضحكت آسيا و اجابته باندفاع :
– و انت ايضا لم تخبرني عن حبيبتك اليس كذلك.
ساد الصمت في الغرفة و تضايق امجد و الجميع بينما صمت آركان قليلا ثم هتف بضحكة حزينة :
– لم يكن هناك داعي في كل الاحوال انتهت القصة.
آسيا بندم :
– انا اسفة لم اقصد اا…
قاطعها بهدوء مشجع وهو ينهض :
– لا بأس عزيزتي ، عن اذنكم.
غادر بسرعة فقال امجد مغيرا للحوار :
– مبارك لك بنيتي.
شمس بابتسامة :
– انا سعيدة من اجلك.
آسيا :
– شكرا لكما ، ثم تابعت بحزن :
– و مبارك ايضا لانك ستحصل على الوريث الذي كنت تريده يا عمي.
نظر اليها انس بعبوس فحمحم امجد بحرج قائلا :
– انا اعلم انني كنت اوجه لك كلاما قاسيا احيانا لكن اتمنى ان ننسى ما مضى و تسامحيني فلقد ادركت خطئي يا ابنتي.
تمتمت بصفاء وهي تجيبه :
– انا لطالما اعتبرتك ابي و لم اكن احمل بغضا اتجاهك لكي اسامحك….. لقد نسيت كل ما فات.
ابتسم بامتنان ثم احتضنتها شمس و مر الوقت وهم يتحدثون حتى قالت شمس بحزن :
– ليت هذه السعادة تكتمل…. بسبب ذلك الطبيب تحطم قلب ابني.
امجد :
– انا لم اكن اتوقع ان جلال سيفعل هذا اقصد لطالما كان حكيما عاقلا لا اعلم ماجرى له بالضبط ليشترط مثل هذا الشرط وهو يعلم تماما ان آركان سيرفض التخلي عنا.
_____________________
في غرفة آركان.
دخل ببطئ و استلقى على سريره بهدوء تام لا يعلم هل يفرح لأخيه وزوجته ام يحزن لأجل نفسه هل يعقل ان نبض قلبه سيتركه الآن هل يعقل ان من احبها لن تكون معه….
قاطع شروده رنين هاتفه وكانت نازلي ظل ينظر لاسمها وهو يضيء الشاشة ثم فتح الخط و غمغم بصلابة :
– ألو.
عند سماع صوته تهللت اسارير نازلي وهتفت بدموع ارتياح :
– أجبت اخيرا…. لماذا لم ترد على اتصالاتي يا آركان انا اعلم انك مستاء جدا لكن ماذنبي بالذي حدث انا لم اكن اعلم ان ابي سيقول ذلك الكلام اعتذر بالنيابة عنه انا….
قاطعها بهدوء :
– لا تعتذري فعلا لا ذنب لك فيما حدث….. الظروف هي من تحكم على الشخص حتى أهلي اصبحوا معارضين تماما لفكرة الزواج بعد الذي حدث اليوم.
نازلي ببكاء :
– آركان ماذا سنفعل الآن أبي غير موافق ابدا ولن يوافق انا اعرفه جيدا يستحيل ان يتراجع عن قرار أخذه… و كذلك والدك.
ابتسم وهو يهمس بعمق :
– لا تبكي انا لا احتمل رؤيتك هكذا كل شيء سيتصلح وان لم يرضى والدك…. فسنتزوج بالاجبار.
انتبهت لما قاله فعقدت حاجبيها بتعجب :
– بالاجبار ؟ هل تقصد….. ان نتزوج بدون موافقة أهلنا ؟
تشدق بصوت قاتم وجدية تامة :
– نازلي ، انا مستعد لافعل اي شيء مهما كانت نتائجه سيئة فقط لأحصل عليك ، مستحيل ان ادعك لرجل غيري انت ملكي فقط يا نازلي و ستكونين لي اجبارا عن الجميع حتى لو لم توافقي سأخطفك و اتزوجك ايضا.
ضحكت بدون ان تشعر فقال بمزاح :
– صاحبة العينين العشبيتين امسحي دموعك بسرعة فعينيكي لا يجب ان تسكب مياه ملحية.
اجابته بابتسامة وهي تمسح دموعها :
– حسنا انا موافقة ، مستعدة لأتزوجك حتى لو رفض الجميع لا يهمني سوى ان اكون معك.
تنهد براحة فأكملت بأمل :
– بالطبع مع مرور الوقت ابي سينسى غضبه مني و سيرضى بزواجنا أليس كذلك ؟
– نعم.
تنهدت بعمق و همست ب :
– احبك.
ابتسم و قال بهمس مماثل :
– وانا أعشقك….. حبيبتي سأغلق الخط الان و ساتصل بك بعد دقائق لنتفق على ما سنفعله.
اومأت نازلي واردفت :
– حسنا الى اللقاء.
اغلقت الخط ثم اغمضت عيناها وهي تدعوا بأن تتحسن الاوضاع.
______________________
بعد مرور اسبوع.
حاولت نازلي اقناع والدها كثيرا لكي يتراجع عن كلامه لكنه لم يوافق بل و عرض عليها الزواج من ابن صديقه و اخبرها بأنه سيأتي ويتقدم لها لطلب الزواج ! و بعدما أخبرت آركان غضب و انفعل جدا ثم قرر بأن يتزوجا سريعا بالسر ثم الاعلان بعد الزواج لكي لا يستطيع احد ايقافهما…..
أنس و آسيا يعيشان حياة سعيدة و اضاف الطفل الموجود داخلها السعادة و الاطمئنان الا من بعض المشاكل التي تحصل احيانا بين آركان و امجد بسبب نازلي تجعلهما يقلقان من القادم ف امجد بعددا تعرض لتلك الاهانة اصبح يرفض و يغضب من سيرة عائلة اوزغان و اصر على آركان بالزواج من فتاة اخرى لينسى حبيبته.
مراد و فتون قلقان ايضا من المشاكل التي تواجه اصدقاءهما فهما يعلمان جيدا كم ان نازلي و اركان يحبان بعضهما البعض و يعلمان ايضا ان ذلك الثنائي لا يستطيع الافتراق و رغم المشاكل لا يزال آركان متمسكا بعشقه…… فهل سيبقى هكذا ام ان للقدر رأي آخر ؟!!
_____________________
صباح يوم جديد.
استيقظت نازلي على صوت رنين هاتفها فتحت الخط بسرعة و رددت بسعادة :
– Günaydin ( صباح الخير ) آركان !
رد عليها بضحكة خفيفة :
– أجمل صباح على اجمل عروس ! كيف تشعرين واليوم هو زفافك ؟
ابتسمت وهي تتذكر ان اليوم زفافها هي و آركان سيعقدان العقد وتصبح زوجته رسميا و بعدها يعلنان الزواج وهكذا لن يستطيع احد الرفض و سيوضعون تحت الامر الواقع ….. تنهدت و اجابته :
– بقدر توتري لكنني متشوقة للحظة التي سأصبح فيها زوجتك آركان اهلك و اهلي سيوافقون صحيح ؟
آركان بهدوء مشجع :
– بالطبع ثقي بي يا نازلي و اعدك ان لا اخذلك ابدا…… ثم تابع بمكر :
– بالمناسبة انا ايضا متشوق لليلة الزفاف لا تعلمين كم انتظرت لحظة ان اتجاوز حدود الادب معك و….
قاطعته وهي تشهق بغيظ و خجل :
– انت منحط و قليل الادب ايضا انا اتكلم ان لحظة الزواج و ليس الليلة.
– هههههه أليس نفس الشيء ؟؟
هتف بها في خبث أكبر فضحكت و اغلقت الخط بسرعة وهي تتنهد بحالمية :
– احبك.
– و انا ايضا.
قالتها فتون النائمة بجانبها فلقد قضت الليلة الماضية معها بحجة انهما ستدرسان معا ، انتفضت نازلي بخفة و تشدقت ب :
– فتون منذ متى وانت مستيقظة ؟!
فتون بغمزة :
– منذ ان تكلمتما عن ليلة الزفاف و ماسيحدث فيها هااا.
وكزتها في كتفها بقوة وهي تتمتم من بين اسنانها :
– من العيب ان نتسمع على كلام الناس.
بضحكة بسيطة اجابتها :
– لكنك لست اي احد….. انت صديقتي و اختي ايضا.
ابتسمت نازلي و احتضنتها بحرارة وهي تهمس :
– انا احمد الله لانه رزقني بصديقة مثلك تسندني وتقف بجانبي في كل المواقف الصعبة و لا تتخلى عني مهما حدث….. شكرا لانك موجودة في حياتي.
ابتسمت فتون و قالت :
– تأكدي بأنني سأكون معك دائما ولن اتخلى عنك مهما بلغت قراراتك مستويات الجنون لكن سأساندك في كل مرة.
ابتعدت عنها و تابعت :
– هيا الان يجب ان نخرج لنذهب للقاعة و توقعا على عقد الزواج وتصبحين زوجة آركان أتان اوغلو رسميا !!
شهقت نازلي بصوت مكتوم ووضعت يدها على فم الاخرى وهي تهمس بتحذير :
– هششش لا ترفعي صوتك اخاف ان يسمعك أبي و يكشف ما نخطط له.
اومأت فتون ثم نهضت وارتدت ملابسها و وضعت اللوازم في حقيبتها خرجت مع نازلي ليتناولا طعام الافطار وكأن شيئا لن يحدث فهما لا تريدان اثارة الشكوك حولهما.
جلال :
– نازلي أليس من المفترض ان لا تدرسي اليوم كالعادة فهو يوم عطلة ؟؟
توترت نازلي فتشدقت بتلعثم :
– اا… لدينا م.م. محاضرات اضافية اليوم ومهمة للامتحانات لذا علي الذهاب.
زمرد بحنان :
– وفقكم الله يا ابنتي فلتكن ايامك سعيدة.
تنهدت بعمق وكم ارتاحت لهذه الدعوة غمزت لفتون فقالت الاخرى :
– هيا يا نازلي لقد تأخرنا لنذهب.
هزت رأسها موافقة و نهضت معها خرجتا من الفيلا و قبل ان تركب السيارة شهقت و قالت وهي تضرب رأسها :
– اووف فتون لقد نسيت بطاقتي ، سأذهب لاحضرها.
– حسنا.
دلفت للفيلا مجددا و قالت لوالدتها بأنها نست كتبها صعدت لغرفتها و بحثت عن البطاقة لكنها لم تجدها زفرت بضيق و اتصلت بفتون :
– فتون لم اجد بطاقتي سآخذ وقتا لكي اجدها لا تنتظريني و اذهبي للقاعة و تأكدي من ان فستان الزفاف جاهز …… لا لن اتأخر كثيرا…. حسنا الى اللقاء.
اغلقت الخط وبدأت بالبحث مجددا حتى وجدتها ابتسمت براحة ووضعتها في حقيبة يدها ثم فتحت باب غرفتها لتصدم بوالدها يقف أمامها !!!
______________________
بعد مرور ساعة ونصف.
زفرت بضيق و نظرت ل آسيا وهي تقول :
– لقد تأخرت نازلي كثيرا ولا ترد على اتصالاتي ايضا ترى مالذي حدث ؟
آسيا بطمأنة رغم قلقها :
– يمكن ان تكون قد تأخرت بسبب عرقلة السير او انشغلت مع والدتها لا تقلقي.
بمجرد انهاء كلامها لمحتا سيارة نازلي تأتي من بعيد توقفت وخرجت لتقترب منهم فقالت فتون بغضب :
– أين كنت ولماذا تتجاهلين اتصالاتي ؟
ابتسمت بخفوت واجابتها :
– اسفة اضطررت للذهاب مع امي للمستشفى ولم استطع ان ارد على اتصالاتك لكي لا تشك بي.
آسيا بابتسامة سعادة :
– لا مشكلة هيا ادخلي لتتجهزي.
هزت رأسها بإيجاب و دخلت جلست على الكرسي وبدأت المصففة بتجهيزها وبعد مدة كانت نازلي تقف امام المرآة تنظر لنفسها ترتدي فستان زفاف ابيض ناصع بدون حمالات ضيق لغاية الخصر ثم يتسع بعدها باتساع جميل ومزين بحبات اللؤلؤ الامع زادت الفستان جمالا اما شعرها فكان يرتفع لأعلى في تسريحة جميلة و عصرية و تركت بعض الخصلات البنية تنسدل على وجهها ووضعت عليه تاج رقيق من الالماس و ميك اب خفيف فكان مظهرها ينطبق على اسمها نازلي ” الملاك الرقيق و الناعم ” ، ابتسمت بفرحة بينما نظرتا لها فتون و آسيا بانبهار تام لتقولا في نفس الوقت :
– تبارك الله !!
فتون بسعادة :
– اقسم انني لم ارى عروسا بجمالك في حياتي يا الهي ماكل هذه الرقة ؟!
آسيا :
– ماشاء الله تبدين كالملاك آركان محظوظ بك حقا….. ليت الجميع كان حاضرا كنا سنسعد أكثر.
قالتها بتذمر فابتسمت نازلي و اردفت :
– كل شيء يعتمد على القدر لا نستطيع تغييره للاسف.
طرق الباب فجأة و جاء صوت آركان وهو يردد :
– كم سنة تحتاجون لتنهوا ما تفعلونه ؟
ضحكت آسيا و فتحت الباب و هي تقول :
– اصبر قليلا عزيزي بعد قليل ستصبح زوجتك للابد !!
غمز لها بحالمية :
– لم اعد اطيق الصبر متى ستمر هذه الدقائق….. أين نازلي انا لا ار…..
توقف عن الكلام عندما رآها تقترب منه وعلى وجهها ابتسامة ساحرة فتح عيناه بدهسة وهو يطالعها من الاعلى للاسفل و لا يشعر بأحد من حوله فقط يراها هي تقترب منه يا الهي ماكل هذا الجمال ؟!!
ايضا نازلي نظرت له بهيام كان يرتدي بنطال اسود جينز و قميص ابيض و بليزر أسود و حذاء رياضي باللون الابيض صفف شعره الاسود الغزير بطريقة جميلة بلحيته الخفيفة و ابتسامته الرائعة فكان جذابا ايضا ، تقدم منها بخطوات بطيئة و امسك يدها ليقبلها ببطئ ورقة وهو يهمس :
– ملاكي الجميل.
اخفضت عينيها و لم تعلق فوضع يده حول خصرها و نزلا للاسفل كان انس و مراد و بعض الاصدقاء يقفون بانتظار العريسين و بمجرد رؤيتهما بدأ التصفيق و اشتعلت القاعة بالحماس….. سحب آركان الكرسي و اجلسها عليه ثم جلس و تقدم انس ومراد كشاهدين ، جلس القاضي و بدأ بانشاء العقد و بعد دقائق ارتفع صوت التصفيق مجددا فلقد تزوج بها و اصبحت زوجته رسميا !!
نهض آركان و احتضنها بسعادة و همس :
– مبارك لك مدام نازلي آركان اتان اوغلو.
ابتسمت بخجل و ردت عليه :
– شكرا.
تقدم منهما اصدقاؤهما و بدؤوا بالمباركة و الاحتفال حتى المساء…..
صاح آركان بصوت عال فجأة :
– هيا يا اصدقاء الى اللقاء اراكم غدا الان سآخذ حبيبتي و نذهب.
ضحك مراد و انس و الفتيات و خجلت نازلي فحملها آركان بين يديه و صعد للغرفة في الاعلى….. ادخلها ووضعها على السرير ومال عليها وهي ترتجف من الخوف و تغمض عينيها بقوة و قلبها نبض بسرعة شديدة شعر بها آركان فطبع قبلة على وجنتها و همس :
– لا تخافي…. اهدئي قليلا.
– اا…انا…ل.ل….لست خائفة.
ضحك بخفوت و اجابها :
– هذا واضح جدا ، طبع قبلة على شفتيها هذه المرة ثم نهض وقال بهدوء :
– هيا انزعي الفستان و ارتدي ملابسك لكي آخذك لمنزلك.
فتحت عيناها و حدجته بدهشة فتشدق بنبرة جادة :
– نازلي انا لن اقترب منك الان انا اريد ان تكوني معي بإرادتك ورضا اهلك….. وعدتك بأن احافظ عليك وسأفي بوعدي.
وقفت نازلي و اقتربت منه حتى اصبحت امامه وضعت يدها على وجهه و تمتمت بصدق :
– آركان مادمت معك لا يهمني شيء اخر…. انا اثق بك تماما و اعلم بأنك لن تخذلني او تفعل شيئا يؤذيني.
ابتسم بحب و احتضنها بشوق جارف وهو يمرر يده على ظهرها وكتفيها العاريان اما هي فاستطاعت بصعوبة احتجاز دموعها وهي تفكر فيما سيحدث مستقبلا….. همس بالقرب من اذنها وهو يقبلها :
– هل انت متأكدة ؟
هزت رأسها بإيجاب فحملها بسرعة ووضعها على السرير مال عليها وهو يقبلها بلهفة وحب فلفت يديها حول عنقه وهي تغمض عينيها بخجل….. شعرت به يفتح سوستة الفستان فتصلب جسدها شعر بها آركان فتمتم بصوت اجش من فرط رغبته :
– انا احبك !!
نازلي بانفاس متسارعة :
– و انا اعشقك.
استسلمت له لتكون هذه الليلة الاولى التي تجمعهما سويا…… و ربما اخر ليلة !!
______________________
نوفيلا نبض القلب 💓
الفصل العاشر والاخييير ( الجزء الاول )
_____________________
صباح اليوم التالي.
استيقظت نازلي ووجدت نفسها في حضن آركان وتضع رأسها على صدره العاري تذكرت ماحدث فابتسمت وقبلت وجنته برقة ، تململ وهو نائم فضحكت بخفوت فتح عيناه و عندما رآها همس بصوت اجش :
– هذا اجمل صباح بالنسبة إلي عندما انظر لملاكي و لعينيها الساحرتان.
ابتسمت بخجل ولم تجب فطبع قبلة على وجنتها وقال :
– ألست نادمة على الليلة الماضية ؟ اقصد انك سلمتني نفسك و بدون علم اهلك و…..
قاطعته بنفي :
– لا لست نادمة ولن اندم على اي لحظة امضيتها معك ، احتضنته بقوة و اغمضت عينيها تحاول كتم شهقاتها فاستغرب آركان وسألها :
– نازلي لماذا تحتضنينني هكذا ؟ كأن هذه اخر مرة سنلتقي فيها ههههههه.
نازلي بابتسامة :
– سأنهض لأحضر الفطور لك.
شدد على احتضانها وهمس بخبث :
– لا ابقي معي اريد اعادة امجاد الليلة السابقة لم اكتفي منك بعد.
تصاعدت الدماء لوجهها فوكزته بقوة قائلة :
– توقف عن قلة ادبك لا تخجلني هكذا !!
مط شفته بتذمر ثم ابتسم :
– سأتفهم خجلك الآن لكن لا تعتقدي انني سأتركك تذهبين مجددا.
لم تعلب على كلامه ونهضت دلفت للحمام و استحمت وخرجت كان آركان يرتدي بنطاله فابعدت وجهها عنه و حمحمت بإحراج لتقول بتلعثم :
– أين أجد المطبخ ؟
آركان بابتسامة :
– في الطابق الاول على الجهة اليسار.
– حسنا ، خرجت فدلف هو للحمام و استحم و خرج نزل للاسفل وجدها تنتظره على طاولة الافطار فجلس بجانبها و اردف :
– سأخبر أهلي اليوم بزواجنا ولن يعارضوا بالطبع.
هزت رأسها بشرود فامسك آركان يدها و هتف ب :
– حبيبتي هل انت بخير ؟ لماذا انت قلقة هكذا ؟!
سحبت يدها بارتباك ؛
– ها….. اا…انا بخير لكن ف.ف.فقط متوترة من رد فعل اهلنا.
غمغم بجدية وهو ينظر اليها :
– لا تتوتري….. انا معك اطمئني.
ابتسمت بوهن و نهضت :
– سأذهب لأتصل بفتون عن اذنك.
صعدت للاعلى ودلفت للغرفة وهي تزفر بقلق أخذت هاتفها و ظلت تنظر اليه بشرود حتى سمعت صوت خطوات آركان فتح الباب فوضعت الهاتف على اذنها وهي تردد بصوت عال :
– كل شيء تم مثلما أردناه يا أبي الان آركان فعل ما كنت اخطط له بل اكثر والان حان وقت الضربة القاضية وسأدمره بعدها….. سأفتعل الان حجة للذهاب لقد سئمت منه ولم اعد اطيقه …. اوك الى اللقاء.
استدارت لتجده واقفا امامها يحدجها بصدمة اقترب منها وهمس بترقب :
– مالذي سمعته ؟؟
حمحمت نازلي بهدوء :
– يبدو ان الاسرار بدأت تنكشف حسنا لا بأس…. آركان كل ماحدث ليس حقيقيا كل شيء كان لعبة مني.
تراجع خطوة للخلف وهو يرمقها بصدمة و عدم استيعاب ثم تمالك نفسه و تمتم بحدة :
– توقفي عن هذا المزاح الثقيل يا نازلي !!
ابتسمت بسخرية و اجابته :
– هذا ليس مزاحا انا اتكلم بكل جدية كل ماحدث بيننا كان مجرد لعبة و حبي لك و الزواج و ما الى آخره كان لعبة مني مارستها بإتقان تام و جعلتك تصدق بأنني احبك وهذا من اجل الانتقام.
لم بتكلم بل ظل ينظر لها بحدة مخيفة فاكملت بضحكة وهي توليه ظهرها :
– هههههه مؤكد انك تسأل عن اي انتقام اتكلم اسمعني جيدا انت تعلم مدى كره أبي لوالدك لكنك لا تعرف السبب….. امجد اوغلو كان له نزاعات قديمة مع ابي و بسببه تعرض لخسائر كبيرة في عمله و اضطر لترك المستشفى التي كان يعمل فيها لذلك تولدت عند ابي عزيمة ان يبني كيان لنفسه و مثلما ترى الان اصبح له مستشفى خاصة به لكنه كان يريد الانتقام من والدك و عندما علمت بالقصة قررت اكمال مخططه.
استدارت له تطالع ملامحه المصدومة و تمتمت بدموع حاولت احتباسها قدر الامكان :
– و حتى لقاؤنا في مضمار السباق كان من تخطيطي هههه كنت اعرف انك ستجري وراء اي فتاة جميلة و فعلا هذا ماحدث….. جعلتك تتعلق بي و تقف ضد عائلتك من أجلي و تتزوجني ايضا وهذا كله لأكسر قلبك و بالتالي أمجد اوغلو سيتعذب لرؤية ابنه منهزما و…..
لم تكمل لانه انقض عليها كالثور الهائج يرفعها من كتفيها وهو يزمجر بشراسة :
– كاذبة هذا غير صحيح يستحيل ان تفعلي هذا و تدمري حبنا….. مالذي حدث يا نازلي من اخبرك بأن تقولي هذا الكلام هااا من هددك انا اعلم بأنك تحبينني مثلما انا احبك والا لم تكوني لتتزوجينني و تسلمينني جسدك.
نازلي بتهكم واضح :
– أرجوك آركان هذا امر عادي حدوثه بين متزوجين و كذلك سلمتك نفسي لكي لا تشك بي….. ثم تابعت بهمس واستفزاز :
– و بالمناسبة من ستحب مستهترا مثلك لا يهمه سوى التسكع في الشوارع و يضيع امواله في اشياء تافهة ويضحك في كل الاوقات انا اريد رجلا وليس طفلا غبيا ي……
صدع صوت صفعة قوية من آركان جعلت نازلي تقع أرضا شهقت بصدمة و نظرت إليه وجدته يطالعها بنظرات لم تراها من قبل نظرة شر و حقد و غل وكره نظرة اشمئزاز جعلتها تشهر بقلبها يتمزق ، اخفضت بصرها فاستدار آركان و غادر صفع الباب خلفه بعنف فانتفضت باكية وهي تردد بصوت متحشرج :
– أنا آسفة آركان….. أنا آسفة.
اجهشت في البكاء و تذكرت ماحدث أمس…
Flash back
( عندما كانت ستخرج من غرفتها قابلت والدها الذي قال بدهشة :
– هل تريدين الزواج وبالسر ايضا ؟!!
تمالكت نازلي نفسها فهتفت بثبات :
– ان لن اضحي بحبي من اجل اسباب تافهة.
صرخ جلال بعصبية وانفعال :
– ليست اسبااااب تافهة يا نااازلي عداوتي مع أمجد ليست لأسباب تافهة !!!
انتفضت من صراخه و هرعت زمرد للغرفة اليهما بينما وضع جلال يده على صدره بألم فشهقت نازلي و ركضت اليه هي و وامها وضعتاه على السرير فأمسك جلال يدها و همهم بصوت اجش :
– سأخبرك الحقيقة و عن عداوتي انا و عائلة اوغلو ولك حرية الاختيار.
صمتت ولم تعلق فقال :
– منذ سنوات كنت طبيبا عاديا في مشفى خاصة وفي يوم من الايام وصلت الي حالة خطيرة سيدة حامل تعرضت لحادث سيارة جعلتها تجهض وتسبب اصابات بالغة تمنعها من الحمل مجددا….. اجريت لها العملية رغم انها لم تكن من اختصاصي وبلغت الشرطة و بعد الاستجوابات تبين ان أمجد اتان اوغلو هو من قام بدهسها بسيارته و الهرب ايضا…. جميع الشرطة تراجعت عندما عرفت مركزه و حاولت اقناع المرأة بالتنازل عن المحضر و امجد حاول اغراءها بالمال لكنها رفضت وانا ايضا اقنعتها برفع القضية و التقرير الذي اعددته ساعدها في ربحها مما جعل أمجد يسجن ل 6 اشهر و دفع غرامات مالية مبلغ ضخم جدا للسيدة لذلك اراد الانتقام مني و لفق لي تهمة مزيفة وجعل صاحب المستشفى يطردني حتى المستشفيات الاخرى رفضت تشغيلي ثانية….
عدت للقرية و تزوجت زمرد وبعد سنة ظهرت فجأة املاك من جدي تبين انه كان له اراضي و فنادق ولانني كنت الحفيد الوحيد ورثت كل هذا و بنيت مستشفى خاصة بي لكن مع مرور كل هذه السنوات لم انسى ما فعله بي رغم ان امجد نسى ماحدث ونسي اسمي ايضا ، تلك العائلة دمرتني وقضت على سمعتي كطبيب لهذا ارفض الزواج من ابنهم.
طالعته زمرد ونازلي بدهشة اذا هو السبب الحقيقي لكره جلال له انه معذور فما حدث كان صعبا لكن هل هذا يعني ان يدفع اثنين ثمن ماحدث !!
تابع جلال بإرهاق :
– لن امنعك من الزواط منه لكن تأكدي اذا فعلتي ذلك سأموت قلبي الذي اعالجه من سنوات سيتوقف فانا لم اعد احتمل المزيد من النوبات القلبية اختاري بيننا اما والدك او آركان.
تراجعت للخلف وهي تبكي بحيرة و حسرة يالله ماذا تفعل في هذا الموقف…. مسحت دموعها وهمست بشرود :
– حسنا سأفعل ماتريده…. سأنهي علاقتي ب آركان.
استدارت لتذهب فسألتها زمرد :
– الى اين انت ذاهبة ؟
ببرود اجابتها :
– سأذهب لتوديعه…. ل اخر مرة )
Back
انتفضت عندما سمعت صوت الباب يفتح رفعت رأسها ووجدت آركان يقف امامها بهيئة مخيفة عيناه حمراوتان كالجحيم ملامحه مظلمة مرعبة تقدم منها بخطوات بطيئة فزحفت للخلف بتوتر وسرعان ما صرخت عندما امسكها من شعرها واوقفها وهو يزمجر :
– لآخر مرة سأسألك هل كلامك حقيقي ام ان احدا اجبرك على قوله !!
نازلي وهي تحاول التحرر منه :
– الا تفهم قلت انا لم احبك ولن احبك وكل ما فعلته كان انتقاما ل أبي !!
دفعها للحائط وقبض على فكها بعنف رفع يده ليضربها فشهقت واخفت وجهها بسرعة وهي تبكي بخوف….. ابتسم بسخرية و انزل يده وهو يردد :
– خائفة مني ؟ لست انت من تخافين انا من يجب عليه الخوف من الاعيبك مبارك لك استطعت الانتقام و بجدارة.
اخفضت بصرها فرفع رأسها اليه و همس بصوت كحفيف الافعى :
– لكن اقسم أنه من اليوم ستعيشين في جحيم وخوف مستمر لن ادعك ترتاحين ستعيشين في خوف مستمر من اليوم الذي ارد فيه كرامتي…. و قلبي الذي جرح بسببك انتظري فقط و سترين من هو آركان حاولت جاهدا عن اخفي شخصيتي الحقيقية عنك لكن لا داعي بعد الان سترينها بنفسك و تتمنين الموت الف مرة سأؤذيك في كل من يخصك….. خاصة والدك.
نازلي بخوف :
– لا لاتفعل شيئا في والدي أرجوك !!
ابتسم بشر ثم تجهمت ملامحه وتركها مغادرا لتضع يدها على فمها وهي تبكي ثانية ياالله هذا الألم لا يحتمل !!
_____________________
اما آركان بمجرد خروجه و ركوبه لسيارته صرخ بهستيريا وهو يضرب المقود :
– لمااااذاااا لماذا فعلت هذا بي انا لم احب غيرك كنت ارى فيك كل شيء جميل لماذا فعلت هذا يا نازلي ؟؟!! نزلت دموعه بدون ان يشعر وهمس بصوت مختنق :
– مالذي فعلته لك لتنتقمي مني بهذا الشكل هل يعقل ان تلك النظرات و الابتسامات والضحكات وحتى رضاك وانت في حضني كل هذا كان كذبة ؟!
مسح على وجهه وهو يزفر بعمق لحد الان لا يصدق ما سمعه كأن هذا مجرد كابوس بشع سينتهي عاجلا ام آجلا لكن قبل انتهائه سيتدمر و يتحطم ما تبقى من قلبه المولع بحبها…. بحب تلك الخائنة !!
انطلق بسيارته بسرعة البرق وهو لا يرى شيئا امامه فقط كلامها يتردد في اذنه يجعله يبدو كالأحمق امام نفسه كبرياؤه كرامته تحطموا بسبب من كان يدعوها ب ملاكه الرقيق لكنه لن يستسلم سينتقم منها ابشع انتقام ولن يكتفي برؤية دموعها لن تنطفئ النار المشتعلة بداخله حتى يرى اقرب الناس لقلبه تنهار…..
وصل للفيلا فتوقف ونزل دخل ووجد آسيا و أنس على طاولة الافطار و عندما رأوه سألته آسيا بدهشة :
– آركان مالذي تفعله هنا ؟!
تجاهل سؤالها و غمغم بهدوء :
– أين ابي و امي ؟
أنس :
– خرجا باكرا لا اعلم اين ذهبا لكن لماذا جئت من المفترض انك عريس يجب ان تكون موجودا مع زوجتك.
قبض على يده بعنف وجز على اسنانه بانفعال فتابعت الاخرى بمزاح :
– هل سمحت لك نازلي بالقدوم م…..
قاطعها آركان بعصبية وقد فقد كل اعصابه :
– يكفي لا اريد سماع اسم تلك الخائنة في هذا المنزل مجددا ! علاقتي بها انتهت ولا اريد ذكر اسمها ابدا مفهوم !!!
انتفضا بصدمة لكنه لم يترك لهما الفرصة للسؤال بل صعد لأعلى وصفع الباب خلفه بقوة وجلس على السرير ، بعد ثواني طرق الباب ودخل أنس وخلفه زوجته و جلسا بجانبه.
أنس :
– مابك آركان لماذا انت منزعج هكذا و ماهذا الكلام الذي قلته ؟
آسيا بقلق :
– لقد كنت سعيدا للغاية البارحة لماذا انت بهذه الحالة الان ، هل تشاجرتما ؟
وضع رأسه بين يديه و قبض على كفه وهو يهمس :
– اخرجوا ، لا اريد احدا هنا.
نظرا لبعضهما البعض بحيرة ثم خرجا بينما اغمض آركان عيناه يعتصرهما بألم….
_______________________
في منزل اوزغان.
رن جرس الباب ففتحت زمرد لتجد نازلي تقف امامها في حالة مزرية تقف بترنح و شعرها غير مرتب و الدموع على وجهها وتنظر للفراغ بشرود ، شهقت بفزع و هتفت ب :
– نازلي اين كنت وماهذه الحالة التي انت فيها الان ؟!
لم تجبها بل دخلت لتجد والدها يقف امامها ، سألها جلال باستغراب :
– أين كنت ؟
ردت عليه بخفوت :
– مع آركان.
جلال بترقب :
– و مالذي حدث ؟
ابتسمت نازلي بسخرية و قالت :
– حدث مثلما كنت تريد …. لقد تركته…. تركته بعدما اصبح اسمي مرتبطا ب اسمه.
وضعت زمرد يدها على فمها بصدمة في حين صرخ الاخر بغضب :
– هل جننت مالذي تعنيه بكلامك ؟ الم تقولي بأنك ستنهين علاقتك به ؟؟؟!!
لم تجبه و صعدت لغرفتها فصعدت زمرد خلفها و صاحت بعصبية وهي تمسك بكتفيها :
– لماذا لا تجيبين هل تزوجت آركان ؟
هزت رأسها بابتسامة باهتة فصفعتها والدتها و هتفت بعدم تصديق :
– تزوجت اكثر شخص يكرهه والدك ؟ هل سلمته نفسك ؟! أجيييبي !!
قالتها بصوت عالي فصاحت نازلي بانفعال :
– نعم سملته نفسي ليس جسدي فقط بل عقلي و قلبي وكل ذرة بي هي ملك آركان لقد جعلته يكرهني ولا يطيق سماع اسمي او رؤية وجهي هكذا تحقق ما تتمنوه دعوني و شأني !!!
زمرد بعبوس :
– و هل سيطلقك ام ماذا ؟ ستصبحين مطلقة وانت لم تتجاوزي ال 20 بعد ؟
– لايهم….. يكفي ان احلى ايام حياتي قضيتها مع من احبه حتى لو انتهت لكن الحب الذي بيننا لن ينتهي.
استدارت و تشدقت بثبات :
– انا اشعر بالتعب واريد ان ارتاح ارجوك غادري.
زفرت زمرد بضيق و خرجت ذهبت لجلال و اخبرته بما حدث فانصدم هو الاخر هو لم يتوقع ان تتزوج ابنته من ذلك الشاب بالفعل !!
______________________
بعد مرور شهرين.
علم أنس و آسيا من آركان بما حدث و بالكلام الذي قالته نازلي عن الانتقام انصدما من الحقيقة فهما لم يتوقعا ان تكون تلك الفتاة البريئة خبيثة لهذا الحد لكن مع ذلك آسيا لم تقتنع كثيرا فالقصة ليست واقعية البتة هي رأت اللمعة الموجودة في عيني نازلي لمعة الحب و العشق ل آركان وايضا دموع الالم عندما رفض والدها طلب الزواج لا يعقل ان يكون كل هذا تمثيلا !!
تغير آركان تغيرا جذريا اصبح معظم الوقت صامتا شاردا و انهك نفسه في عمل الشركة لينسى ماحدث لكن هل فعلا سينسى و يتخلى القلب عن نبضاته ؟!!
اخبرت نازلي فتون عما حدث و عن اتفاقها مع والدها و مدى تألمها عندما انفصلت عن حبيبها وزوجها اصبحت هي ايضا طوال الوقت شاردة و تبكي و تحتضن الدبدوب الذي يذكرها به حاولت الاتصال به مرات عديدة لكن في كل مرة تتراجع وتقنع نفسها بأنه اصبح يكرهها ولا يريد سماع صوتها.
في هذا الوقت تقدم مراد لطلب يد فتون للزواج فهو لم يعد يستطيع الانتظار اكثر من ذلك ووافق والدها بعد تذكره لمراد جيدا فهو نفس الشخص الذي طلب مساعدته من قبل و زعم مراد بأنه اعجب بابنته عندما جاء تلك المرة لذلك يريد الزواج منها.
وكثير من القصص بدأت و الاخرى انتهت فهل ستبقى هكذا الاحزال ام ان للقدر رأي اخر ؟!!
_____________________
في يوم آخر.
كان آركان في غرفته يدرس احدى الملفات حتى سمع صوت صراخ والده زفر بضجر و خرج وجد العائلة متجمعة في الصالون وعندما رآه أمجد اعطى له اوراق ما و قال بغضب :
– ماهذا يا آركان ؟؟
رد عليه ببرود تام :
– أوراق طلاق.
شمس :
– نعلم انها اوراق طلاق و لكن اسمك و اسم نازلي مكتوب عليها ماذا يعني هذا ؟!!
حمحم أنس واردف بجدية :
– في الحقيقة أخي تزوج نازلي منذ شهرين و بدون ان يعلم احد سواي انا و آسيا !
نظر له أمجد بصدمة قائلا :
– زواج بالسر ؟! ومنذ شهرين أيضا !!
آركان بدون مبالاة :
– لا داعي لهذا الانفعال انا و نازلي سننفصل اصلا اخبرت المحامي بأن يجهز أوراق الطلاق و الان سأوقع عليها وهي ايضا ستوقع….. و هكذا سننفصل رسميا.
شمس بدهشة :
– انا لا افهم ما يحدث بالضبط تزوجت بالسر و الان تريد الطلاق اليست هي نفس الفتاة التي كنت تعشقها وتفعل اي شيء من اجلها مالذي حدث لك الان ؟!! اخبرني يا آركان !
زفر بانزعاج و اخذ الاوراق من والده وقع عليها بدون تردد ثم اعطاها للمحامي هاتفا بحدة :
– خذها لمنزل اوزغان اريد ان أرى توقيعها على الاوراق و ان تنتهي اجراءات الطلاق بسرعة !
– حسنا.
غادر المحامي بينما صعد هو لغرفته تاركا الجميع يتطلع له بصدمة….. هو جدي في قصة انفصاله عن حبيبته او بالاحرى زوجته !!
______________________
في المساء.
في الغرفة المخصصة للرياضة كان آركان يمارس تمارين الضغط بعنف كعادته عتدما يكون منزعجا انتهى و كل انش من جسده يتعلق اتجه لجهاز الركض و بدأ يركض عليه بأقصى سرعة وهو يفكر…. هل تكون نازلي قد وقعت الان هل حزنت ام سعدت هل ترددت قبل ان توافق على الطلاق ام انها ما كادت تصدق…. لكن مهما حدث يجب ان توقع وتنتهي تبك المهزلة و يبدأ انتقامه فلقد مر شهران لحد الان و جهز لقضية كبيرة سيلفقها ب جلال قضية ستطعله ينقطع عن للعمل للابد حتى والدتها ستتوقف عن مهنة الطب و بهذا تكون ضربته الأولى.
افاق من شروده على صوت رنين الهاتف توقف و فتح الخط وهو بتنفس بقوة و عنف :
– نعم يا مراد ؟
وصله صوت مراد المتوتر :
– آركان اين انت الان ؟
– في المنزل….. لماذا هل هناك شيء بخصوص العمل ؟
بلع ريقه بارتباك وتشدق ب :
– ل.ل.لا….. بل يتعلق بزوجتك….. اقصد نازلي.
اغمض عيناه ثم فتحهما وزمجر بشراسة :
– نازلي ليست زوجتي يا مراااد اخبرتك مرارا بأنني لا اريد سماع اسمها مجددا الا تفهم ؟
كاد يقطع الاتصال لكن توقف عندما سمع كلام مراد الصادم :
– نازلي حاولت قتل نفسها قطعت شرايينها والان هي في غرفة العمليات و بين الحياة و الموت…….!!
____________________
نوفيلا نبض القلب 💓
الفصل الاخير ( الجزء الثاني )
_______________________
كنت ساخبرك
عندما التقينا ذات يوم
اننـا سنفتـرق
ولكنني قررت ان ابقى الى جوارك
ان اسرق أجمل اللحظات التي تجمعنا
على امل ان يطول اللقاء
و ينسى الفراق موعده معنا
او ياذن لي القدر بالموت
قبل ان تضيع على وجه الحياه ملامحنا
كنت ساخبرك عندما عشقتك ان القدر لن يسمح لنا بالبقاء مع بعضنا…..
سيفرقنا و يشتتنا…
لكن اردت الاستمتاع بلحظاتي معك قدر الامكان….
فهل كنت على خطأ عندما سمحت لك بالرحيل…؟
هل اقترفت ذنبا عندما ابتعدت بسبب جرحك لي…؟؟
لا اعلم….. لكن كل ما اعلمه ان لقلبينا نبض واحد ان توقف احدهما توقف الاخر…. ومات العاشقان !!…….
______________________
قبل ساعة.
عادت نازلي من جامعتها و دخلت للفيلا وهي تمشي بدون تركيز لتتفاجأ بوجود رجل لا تعرفه و جلال يكلمه بجدية و حذر ، انتبه لها المحامي فسألها :
– هل انت نازلي اوزغان ؟
هزت رأسها بإيجاب فاقترب منها و اعطاها اوراق الطلاق و اردف :
– لقد وقع السيد آركان على اوراق طلاقكما ولم يبقى سوى توقيعك و بعض الاجراءات و ستتطلقين منه رسميا سيدة نازلي.
انتفضت بصدمة و عادت للخلف هامسة :
– ااا….اوراق طلاق ؟
جلال بهدوء :
– هيا يا نازلي وقعي لتتخلصي من ذلك الشخص نهائيا.
نظرت له زمرد بعتاب ثم اقتربت من نازلي وهي تراها ساكنة و ملامحها جامدة وقبل ان تتكلم معها تحركت نازلي و ركضت لغرفتها وهي تمسك الاوراق بيدها….. تنهدت بحزن على ابنتها و نظرت للمحامي الذي قال :
– ارجوا ان توقع في اسرع وقت ممكن لان السيد آركان لا يريد تضييع المزيد من الوقت.
جلال بغضب :
– حتى نحن لا نريد ان يبقى مرتبطا بإبنتنا اكثر من ذلك ! اخبره بأنهما سيتطلقان في أسرع وقت.
غادر المحامي بينما قالت زمرد بحزن :
– ابنتي المسكينة بالتأكيد هي تبكي الان وتتألم بشدة.
جلال ببرود :
– لن يحدث لها شيء ستتعود على غيابه و تنساه و تحب رجلا اخر مجرد ايام و لن تتذكره مجددا.
……………………………….
اما نازلي بمجرد دخولها للغرفة انهارت و سقطت على الارض وهي تبكي بشدة و قلبها يتلوى ألما تشعر بنبضاتها تتوقف حتى لم تعد تقدر على التنفس !!
نظرت للاوراق بيد مرتجفة طالعتها لثواني وهمست بصوت مبحوح :
– لقد تخليت عني….. تركتني يا آركان انت لم تعد تريدني في حياتك تود الانفصال في أسرع وقت ممكن هل لهذه الدرجة تكرهني ؟!!
تشجعت قليلا و اخذت هاتفها اتصلت به و رن عدة مرات ثم فصل الخط…… اغمضت عيناها تعتصرهما بألم ثم هتفت بحزم :
– اذا لن اعيش مع من احبه فلا داعي لحياتي من الأصل !
نهضت واقفة و اتجهت للتسريحة نظرت اليها لثواني ثم في لحظة مجنونة القت الفازة على المرآة وهي تصرخ بهستيريا !!! نظرت للقطع الزجاجية الملقاة على الأرض و اخذت قطعة منها بلعت ريقها وهي تتنفس بصوت عال ثم و بدون تردد سحبتها على معصمها بقوة وهي تصرخ بألم…..!!
سقطت على الارض وهي تشعر بدوار شديد يلفح رأسها و الدماء تنزف بغزارة….. اغمضت عينيها باستسلام و انفرجت شفتيها هامسة :
– لا تتركني آركان….
ثم لم تسمع بعدها سوى صرخات والدتها….
_____________________
عندما سماع كلامه شعر بأنفاسه تتوقف و مراد يتابع :
– وجدوها ملقاة في غرفتها و حولها بركة من الدماء….. انتحرت بعدما رأت اوراق الطلاق !!
هز رأسه بنفي وهو يردد بعدم تصديق :
– لا…. لم يحدث هذا…. نازلي بخير ا…
قاطعه مراد بعصبية :
– توقف عن قسوتك هذه نازلي حاولت قتل نفسها بسببك هاهي تدفع ثمن شيء لا دخل لها فيه و…
لم يستمع آركان لباقي كلامه بل اغلق الخط وهو يقنع نفسه بأن ما سمعه ليس سوى مسرحية منها فهي مثلت عليه الحب لن يصعب عليها تمثيل الانتحار !!
مسح على شعره ودلف للحمام استحم و ارتدى ملابسه و جلس على سريره يفكر فيها يشعر بالاختناق رغم دقات قلبه المتسارعة يشعر بأنه يفقد شيئا عزيزا عليه لم يكلف الامر الكثير من الذكاء حتى يدرك ان نازلي حقا بين الحياة و الموت الآن انتصب واقفا و غادر غرفته ركضا وهو يردد اسمها وكأنه اخر اسم سينطقه !
كان الجميع موجودا في الصالون و رأوا آركان وهو يركض للخارج ارتعبت شمس و نادته بصوت عال :
– آركــــااااان الى اين تذهب !!
لم يجبها و في لمح البصر كان قد اختفى فقال أمجد بحدة :
– أنس اذهب خلف شقيقك بسرعة الواضح انه منزعج و اخشى ان يتهور في القيام بتصرف ما !!
اومأ أنس و تحرك ليذهب فأمسكت آسيا بيده و هتفت بقلق :
– اريد الذهاب معك ارجوك لا تمانع !
نظر لوالده و لم يلمح اشارة انزعاج على وجهه فتنهد أنس بقلة حيلة :
– هيا تعالي بسرعة.
……………………………….
في المستشفى.
دخل بسرعة و سأل على اسمها ثم اتجه لغرفة العمليات وجد الجميع هناك زمرد و جلال الذي يجلس على الكرسي بإرهاق و تعب و مراد و فتون…. اقترب من مراد و تمتم بلهفة خوف :
– نازلي بخير صحيح ؟
مراد بإنزعاج :
– ما شأنك لا تأتي و تدعي الاهتمام الآن !!
فقد آركان اعصابه فأمسكه من ياقة قميصه و هو يزمجر بغضب حد الجحيم :
– مرااااد لا تستفزني كيف حال نازلي الآن مالذي حدث لها ؟!!
أبعد مراد يده عنه و قال وهو يحاول تهدئته :
– لا تقلق ستكون بخير و….
لم يكمل كلامه لأن الطبيب خرج من غرفة العمليات تزامنا مع وصول أنس و زوجته تقدم منه الجميع و اولهم آركان :
– أخبرني نازلي تحسنت صحيح لقد تجاوزت مرحلة الخطر أليس كذلك ؟
زمرد ببكاء :
– قل لي ان ابنتي بخير ارجوك.
لم يستطع جلال الكلام فاكتفى بالنظر له نظرات رجاء ليتمتم الطبيب مواسيا :
– دكتور جلال دكتورة زمرد حالة المريضة ليست مطمئنة لقد قامت بقطع مراكز حساسة و خطيرة للغاية يبدو انها كانت تعلم ما تفعله جيدا….. لقد فقدت كمية دم كبيرة و محتاج لمتبرع في الحال.
سأله آركان عن زمرة دمها بسرعة و كانت نفس زمرته رشح نفسه للتبرع فسأله الطبيب عن هويته ليقول بتردد :
– انا…. انا ز.ز. زوجها.
الطبيب بجدية :
– اذا تعال بسرعة.
دخل معه بينما ذهبت آسيا لفتون تسألها بعدم تصديق :
– هل حاولت نازلي الانتحار ؟
اجابتها فتون ببكاء :
– نعم…. بعدما رأت اوراق الطلاق اصابتها حالة هستيرية بدأت تصرخ بقوة حتى سمعنا صوت تحطم زجاج صعدنا اليها لنجدها غارقة في دمائها.
وضعت يدها على فمها بدون تصديق فأمسك أنس يدها مواسيا اياها وهم يدعون ان تتحسن…….
اما عند آركان كان مستلقيا على السرير بجانب السرير الذي تنام عليه نازلي نظر لها بألم وهو يرى وجهها شاحبا و عدة اسلاك موصولة بها لا يعلم كيف يكون بهذه القسوة لقد انكر حقيقة وجودها في المستشفى و اعتقد انها تمثل لتستطيع استمالته إليها مجددا نازلي ملاكه الرقيق كانت تتعذب وهو لم يصدق…..
افاق من تفكيره على رؤية الدماء وهي تسري بسرعة في الانبوب لتصل اليها رفع رأسه للممرضة و غمغم بصلابة :
– خذي اكبر كمية ممكنة من الدماء.
الممرضة بتوتر :
– لكن هذا ليس جيدا لك و….
قاطعها بحدة مميتة :
– انا اعلم ماهو جيد لي وماهو سيء ايضا اسحبي قدر المستطاع لا يهمني سوى سلامتها !!
هزت رأسها بإيجاب و فعلت ما قاله و عندما انتهت نهض جالسا ثم اقترب منها و مرر يده على وجنتها بحنان…. شعر بالدوار يلفح رأسه و الضعف في سائر جسده تأوه بتعب فلاحظت الممرضة لذلك احضرت له كأس عصير وطلبت منه شربه…..
مرت دقائق حتى خرج للجميع و غمغم بحدة :
– لماذا فعلت نازلي هذا ؟ لماذا اقدمت على الانتحار ؟!!
لم يتكلم جلال بل اخفض رأسه بخزي و ندم من افعاله التي عرضت حياة ابنته للخطر و زمرد تبكي بصمت أعاد آركان سؤاله بحدة أكبر فأجابت فتون :
– لقد انهارت عندما رأت اوراق الطلاق و علمت انك تود الانفصال عنها لذلك ق…. قطعت شرايينها.
صاح آركان بصوته القاتم :
– أليست هي من أرادت ذلك ؟ لقد خدعتني و تبين ان حبها لي كان كذبة و الان عندما قررت الطلاق أرادت قتل نفسها ؟ مالذي يحدث انا لا افهم !!
مسح جلال دموعه و نهض نظر لآركان و همس :
– لا نازلي لم تكن تريد ذلك….. انا من أجبرتها على تركك بأي طريقة كانت.
استغربت آسيا و انس ومراد بينما تمتم آركان بترقب :
– ماذا تقصد ؟
تنهد بعمق و سرد له عندما رأى نازلي تستعد للزواج منه و اخبرها بحقيقة كرهه ل أمجد اتان اوغلو و استغل مرضه لصالحه لكي ترضخ لطلبه…. انهى كلامه و دموعه تتساقط :
– أخبرتها بأنها لو تزوجتك سأموت من قهري أجبرتها على الانفصال بطريقة غير مباشرة لذلك اخترعت حجة لجعلك تكرهها…. لكنني لم اكن أعلم مقدار عشقها لك طوال الشهرين الماضيين كانت تجلس بمفردها تبكي لا ترضى ان تتكلم مع احد حتى جامعتها كانت تذهب اليها على امل ان تجدك هناك تنتظرها و عندما رأت الاوراق انهارت….. تابع ببكاء وهو ينظر ليديه :
– لقد قضيت على ابنتي بيدي هاتين…. لم اتفهم حبها لك انهيت حياتها بسبب كرهي لعائلتك انتما الاثنان دفعتما ثمن خطأ لا دخل لكما فيه ، سامحني يا بني لكن ارجوك لا تترك ابنتي نازلي هي تحتاجك كثيرا في حياتها و بمجرد ان تستيقظ ستبحث عنك بالتأكيد…. ارجوك لا تتركها بسببي كل ما قالته و كل ما فعلته كان اجبارا عنها.
ساد الصمت لثواني حتى تمتم آركان بشرود :
– عندما أخبرت أبي بنيتي بالزواج من ابنتك عارضني و هددني بأنه سيتبرأ مني و يحرمني من الاملاك ، ومع ذلك صممت على قراري و لم اتخلى عن حبي بل حاولت جاهدا اقناعه اما نازلي فبمجرد تخييرها بيني و بينك اختارتك بدون تفكير.
زمرد بلهفة :
– لا يابني لا تظن بأنك لا تهمها ب….
قاطعها بحدة :
– لن اظن شيئا يا سيدة ، بسبب عقم تفكيركما و عدم الاهتمام برأي نازلي و حبها هي الآن هنا في المشفى و انا مجروح و قلبي محطم….. لو أخبرتني بما حدث لم اكن لأحزن بل كنت سأتركها بهدوء لكنها فضلت جرحي و اهانة كرامتي على ان تخبرني الحقيقة طوال الشهرين الماضيين كان الحقد و الكره يملأ قلبي اصبحت قاسيا حتى على اهلي …… صحيح ان نازلي لم تقصد ذلك لكن من سينسيني كلامها وكيف قتلت روحي يوم زفافنا ؟؟
كاد مراد يتكلم لكن خرج الطبيب من الغرفة الموجودة فيها نازلي و قال بابتسامة :
– العملية كانت ناجحة و انقذنا المريضة ، هي الان نائمة و ستستيقظ بعد فترة قصيرة حمد لله على سلامتها دكتور جلال.
هز رأسه بينما اغمض آركان عيناه و تنهد براحة وهو يشكر ربه بداخله ، تمالك نفسه و ابتعد خطوتين للخلف ثم استدار و غادر غير آبه بنداءاتهم جلس على كرسي في رواق فارغ بعض الشيء ووضع يديه على وجهه وهو يردد :
– لماذا يا نازلي لماذا لم تخبريني بالحقيقة من قبل لقد عذبت نفسك و عذبتني معك أذيت نفسك و تأذيت انا كذلك…. لا اعلم ما يجب علي فعله الان هل أسامحك و كأن شيئا لم يحدث ام اظل غاضبا منك على ما عانيته في الفترة السابقة.
شعر بيد توضع على كتفه فرفع رأسه بتعب واندهش عندما رأى والده كاد يقف لكن أمجد جلس بجانبه و اردف :
– أنس اخبرني بكل ما حدث و بت اعلم الان سبب تغيرك للاسوء هكذا…… آركان نحن نرتكب اخطاء كثيرة في حياتنا و هذه الاخطاء احيانا يدفع ثمنها اشخاص مقربين منا ، و الخطأ الذي ارتكبته من قبل ها انت تدفعه.
آركان بهدوء :
– ما يحدث معي ليس خطأك يا أبي لا الم نفسك.
هز رأسه بنفي و هتف بصوت نادم :
– لا ، يجب ان ألوم نفسي غروري و تكبري و قسوتي أذت أشخاص كثر و منهم جلال لديه الحق الكامل في ان يكرهني و يحاول الانتقام مني انا اععرف بأنني ارتكبت ذنبا كبيرا في حقه لكن لم اتوقع يوما بأن الانتقام سيكون عن طريق إبني ، آركان نازلي لم تخطئ اي شخص كان مكانها سيفعل الشيء ذاته بمعنى لو خيرتك بين حياتي و حبيبتك اي انك لو تزوجتها سأموت من الحزن من كنت لتختاره ؟؟
نظر له و همس :
– كنت سأختارك أنت ، لكن ااا….
قاطعه أمجد :
– الفرق الوحيد هو ان كنت ستخبرها بالحقيقة من غير كذب….. لكن نازلي طفلة صغيرة ستخاف على حياة والدها حتى لو على حساب حبها ستخاف من ان يموت والدها حقا . خاصة مع ضغطه عليها…. ارجوك يا بني انسى ما حدث لا داعي لان تضيعوا حياتكما بسببنا.
تنهد بعمق و هتف :
– أبي انا لا استطيع العيش بدون نازلي…. لا استطيع التنفس وهي بعيدة تنيخلا استطيع ان اضحك و افرح و ارتاح الا وهي معي انا لم اعش هذه الاحاسيس من قبل الا معها فكيف استطيع الابتعاد عنها ؟!
امجد بابتسامة :
– ممتاز هكذا اريدك ابناء عائلة اتان اوغلو لا يطلقون زوجاتهم انسوا ما مضى و عيشوا للحاضر و المستقبل.
هز آركان رأسه بإيجاب و احتضنه لأول مرة في حياته قائلا بصدق :
– شكرا يا أبي ، انت افضل أب في الدنيا.
ابتسم امجد بسعادة فهذه اول مرة يشعر بأنه قريب من ابنه هكذا لطالما اراد زرع الحب و الاحترام في قلب ولديه اتجاهه وهذا من خلاص صرامته لكن الان ادرك ان الحنان و التفهم و معاملة الاولاد كأصدقاء هو ما يجعلهم يحترمونه…..
نهض آركان و نظر لساعة يده و قال :
– من الممكن ان تكون نازلي قد استيقظت الان سأذهب إليها.
– حسنا.
غادر آركان بينما جلس الاخر على الكرسي مجددا جاءت اليه شمس و تشدقت ب :
– انا سعيدة لانه لم يعد هناك رفض لعلاقتهما من طرفك و سعيدة اكثر لانك تقربت من آركان كثيرا.
حاوطها أمجد من كتفها و اردف :
– استغرقت وقتا طويلا لأفهم ان الغرور و التكبر خطأ جسيم يقع فيه الشخص و يجعلانه يرتكب اخطاء كثيرة….. أرجوا ان يسامحني جلال على ما فعلت معه سابقا و تنتهي المشاكل.
شمس بخفوت :
– ان شاء الله.
_____________________
دلف آركان لغرفة نازلي بعدما طلب من الجميع ان يدخل بمفرده جلس على الكرسي بجانب السرير و أمسك يدها المجروحة قبلها ببطئ شديد و همس بصوت مختنق :
– كنت تودين الذهاب و تركي بمفردي صحيح ؟ الا تعلمين انك تعنين لي الحياة بأكملها لماذا لم تخبريني بالحقيقة يا نازلي كنت سأحاول اقناع والدك و ايضا حاولت الانتحار نسيت ان حياتك لم تعد ملكك لقد اصبحت ملكي منذ ان رأيتك اول مرة….. نازلي حبيبتي لقد تألمت كثيرا ببعدك اصبحت شخصا ثانيا اشبه بالآلة اختفت الضحكة التي كانت ترسم على وجهي بسببك تغيرت شخصيتي و اصبحت قاسيا مع الجميع حتى نفسي لدرجة انني لم اهتم بما قاله مراد عن وجودك في المشفى لقد ظننت انها كذبة.
نزلت دموعه و قبل يدها ثانية هامسا :
– الحمد لله انك بخير كنت سأموت لو حدث لك شيء.
– ا…. آركان….. آركان.
كان هذا صوت همهمة من نازلي وهي تحرك رأسها قليلا طالعها آركان بلهفة ففتكت عينيها و عندما رأته همست :
– آركان ؟
اومأ و على وجهه ضحكة فرحة :
– نعم حبيبتي…. لقد جئت اليك ولن اتركك مجددا لن ادع شيئا يفرقنا.
نزلت دموعها وكادت تتكلم لكنه وصع اصبعه على فمها و اردف :
– لا تقولي كلمة لقد علمت بالحقيقة و علمت لماذا قلت ذلك الكلام…. لكن هل جننت لكي تقدمي على الانتحار منذ متى وانت متهورة هكذا ؟
اخفضت نازلي رأسها و رددت ببكاء :
– عندما رأيت تلك الاوراق شعرت بقلبي يتوقف عن النبض ادركت ما يحدث فعلا لم اكن لأستطيع الانفصال عنك لذلك فقدت صوابي و حاولت قتل نفسي….. انا اسفة لم اكن اقصد قول ذلك الكلام اقسم انني لم احب احدا بقدر ما احببتك انت حبيبي و حياتي و دنياي وكل شيء جميل……Sen benim kalbimin nabzisin ( انت نبض قلبي ).
ابتسم آركان و قبل جبينها ثم وجنتها ثم نظر لشفتيها ثواني ليقترب منها ببطئ حتى لفحت انفاسه الساخنة بشرتها…… اقترب أكثر و امتلك شفتيها في قبلة عميقة و شغوفة اغمضت نازلي عينيها فانحنى عليها أكثر و قد نسي العالم وماحوله تعمق في قبلته أكثر و أكثر حتى دفعته نازلي لتلتقط الهواء الذي سحب منها لدقائق بسبب قبلته القوية….
أمسك آركان يدها و مسح باليد الاخرى على شعرها وهو يهمس بأنفاس متسارعة :
– لم اعد احتمل اكثر من ذلك….. يجب ان تصبحي زوجتي امام الجميع و آخذك لمنزلي لم اعد اطيق البعد عنك…. انا أحبك نازلي.
اجابته بخجل و قد اخفضت بصرها :
– و انا اعشقك.
_____________________
بعد مرور 3 اسابيع.
خرجت نازلي من المستشفى و عادت لمنزلها بعدما اعتذر منها والدها ووالدتها فعنادهم كاد يأخذ اعز الناس على قلبهما و نازلي اعتذرت ايضا لانها اقدمت على تصرف متهور مثل الانتحار…..
أمجد و جلال تصالحا بعد طلب السماح من بعضهما البعض و اتفقا على جعل نازلي زوجة آركان رسميا امام الناس أجمع و ليس بالسر…..
و فتون و مراد عقدت خطوبتهما و تحدد موعد الزفاف بعد فترة قصيرة و آسيا و أنس يعيشان حياة سعيدة خاصة بعد ظهور علامات الحمل عليها و قيامها بتصرفات غريبة……
و كثير من القصص بدأت من جديد و ختمت بأجمل اللحظات بعد حزن و مجهود كبيرين…..
______________________
في مساء يوم آخر.
فتح باب غرفة آركان بعدما دلف وهو يحمل نازلي بين يديه فاليوم اقيم حفل زفاف كبير لهما حضر فيه كل الاقارب و تزوجا من جديد و مرت لحظات عظيمة لا تنسى من ضحك و غناء و رقص و سعادة….
انزلها آركان وقال بجدية :
– انزعي فستانك و غيري ملابسك وعندما تنتهين ناديني.
اومأت ولم تعلق و دلفت لغرفة تغيير الملابس بينما جلس هو على السرير و بعد دقائق طويلة سمع صوت الباب فاستدار وهو يقول :
– أخيرا انهيت كنت انتظ…..
صمت عندما وجدها لا تزال بالفستان عقد حاجبيه بتعجب فهمست بتوتر :
– انا.. ل.ل. لم اا… استطع فتح سوستة الفستان يا آركان.
ابتسم و اقترب منها ببطئ وقف امامها ورفع رأسها وهو يهمس :
– دعي هذه المهمة الرائعة لي.
توترت أكثر خاصة عندما شعرت بيديه تتلمس ظهرها العاري شهقت عندما جذبها اليه ليلتصق وجهها في صدره اغمضت عينيها بقوة فهمس :
– seni seviyorum ( أحبك ). بدونك لا استطيع العيش ولا التنفس حتى دقات قلبي تنبض بإسمك واذا غبت تتوقف عن الخفقان….. انت نبض قلبي….. Kalp atisi ( نبض القلب ) !!
ابتسمت فنزع الفستان بأكمله و حملها وضعها على السرير و انحنى عليها يقبلها و هي تبادله القبلات و تقبض عليه بقوة من شدة الاحراج و الخجل….. ليسطر بالقلم الذهبي اجمل نهاية لعاشقين ارتبطت شرايين قلبهما ببعضها منذ اول دقة حب…..!!
النهاية.
نوفيلا نبض القلب 💓