
.
نبض القلب 💓
الفصل الأول : هل سأجدك ؟
________________________
في مدينة اسطنبول-تركيا و تحديدا داخل مضمار سباق الدراجات النارية نجد العديد من المتسابقين يصطفون بجانب بعضهم متأهبين تماما للإنطلاق و اصوات الجماهير المشجعة ترتفع بشدة و كذلك الفتيات فكان الجو حماسيا للغاية !!
ساد صمت مفاجأ اخفضت فيه احدى الفتيات المنديل لتنطلق الدراجات بسرعة جنونية وكل منهم يهدف للفوز و المعلق يبدأ بالتعليق :
– يبدو ان سباق اليوم سيكون اقوى السباقات اللي جرت على هذا المضمار المتسابق رقم 8 في في الصدارة ثم… ماهذا استطاع صاحب الرقم 10 تجاوزه نعم لابد ان الفوز سيكون اليوم من نصيبه و… مهلا مالذي يحدث ؟
تحولت النظرات فجأة لذلك الشخص الذي دخل للتو واضعا الخوذة على رأسه منطلقا كالسهم و عيناه التي تشبه الصقر بهم لمعة الثقة و الإستمتاع اكمل الآخر معلقا بدهشة :
– من هذا الذي دخل متأهرا هل يعتقد انه سيفوز من بين كل هؤلاء ؟
المعلق الآخر وهو يرى المتسابق المجهول يتجاوز واحدا تلوى الآخر :
– ليس هو فقط بل انا كذلك اظن انه سيفوز !!
ابتسم الشاب بغرور وزاد السرعة لأقصى درجة و بعد مدة وصل لذلك الذي كان في الصدارة رمقه بطرف عينه ليبادله الاخر نظرات تحدي وغضب….. وصلا الاثنان لشريط النهاية استطاع المجهول تجاوزه بكل بساطة فارتفعت صيحات الجمهور مجددا و المتسابق يرفع يداه في الهواء وضحكاته ترتفع ايضا.
المعلق بإعجاب وهو يرى الشاب ينزع الخوذة لتظهر هويته :
– كان يجب علينا ان نعلم من هو المتسابق رقم 1 الذي لم يخسر سباقا من قبل انه آركان اوغلو !!
نزع آركان الخوذة لتظهر ابتسامته التي تزيده وسامة عبث بشعره بطريقة عشوائية وبعث قبلة في الهواء لتخرج الفتيات من المدرجات و تركضن له و هن يتهافتن على التقاط صورة معه.
احدى الفتيات بحماس :
– هل يمكنني التقاط صورة معك آركان ؟؟
اجابها آركان بغمزة وهو يحتضنها :
– بالطبع عزيزتي !!
بدأ بإلتقاط الصور مع الجميع كتى اقترب منه صديقه مراد و قال له :
– آركان والدتك تتصل بك !!
ابتعد آركان عنهم وسحب منه الهاتف قائلا :
– izilmis !! ( سحقا ) ، لماذا لم تخبرني ايها الأحمق ؟
مراد بغيظ :
– انا اناديك منذ نصف ساعة تقريبا وانت لا تريد ترك الفتيات…. هيا التقط هاتفه وكلمها امك تريد معرفة مكانك و أنا اتهرب منها.
تنهد و امسك الهاتف صدع رنينه معلنا عن الاتصال مجددا ففتح الخط بابتسامة :
– أهلا بأجمل أم على وجه الارض !!
اجابته أمه بعتاب رقيق :
– اركان لا تتوقع أنك ستخدعني بهذا الكلام الجميل ، قل لي أين أنت الآن والدك يبحث عنك و يريدك في الشركة.
مسح اركان على وجهه و رفع رأسه مجيبا :
– جميلتي أنت تعلمين انني لست مهتما بتلك السخافات أنا الان في المضمار لقد فزت مثل كل مرة.
تنهدت والدته ” شمس ” و قالت :
– متى ستكف عن التصرف كأولاد الشوارع انت من عائلة مرموقة و مكانك الحقيقي في…
قاطعها اركان بمزاح :
– شمسي انا الآن أقود السيارة و سأكون في الفيلا بعد دقائق و يمكنك حينها تقديم المواعظ المؤثرة اتفقنا ؟
شمس بضحكة مغتاظة :
– ههههه لن تتغير ستظل عديم الفائدة انا أنتظرك لا تتأخر.
– حاضر.
اغلق الخط و ركب سيارته و مراد بجانبه بعدما اخفى دراجته وارتدى بدلة رسمية ضحك مراد ليغمغم الاخر بحنق :
– لماذا تضحك يا مراد أضحكني معك !!
مراد وقد علت ضحكاته :
– ههههه لا شيء لكنني افكر كيف تكون ابن أمجد اتان اوغلو و شقيق مهندس مثل أنس ومع ذلك تكره مجال ادارة الأعمال.
اركان بضحكة مماثلة :
– تعلم جيدا أنني لا أحب القيود و الرسمية المبالغ فيها . انا احب ان أعيش في حرية بعيدا عن الأعمال.
وصلا للفيلا بعد دقائق دخل اركان ركضا وجد والدته وشقيقه أنس و زوجة شقيقه على طاولة الطعام فقال :
– صباح الخير !!
– صباح النور سيد آركان !
اغمض عيناه ثم التف لناحية الصوت وجد والده أمجد يقف بصرامة وعلى وجهه ملامح الغضب ، أكمل بنبرة جادة :
– أين كنت ؟
حمحم آركان بتوتر :
– احم كان هناك اجتماع مهم مع الوفد الإيطالي و اضطررت للذهاب مبكرا وهاقد عدت.
امجد باستغراب :
– اعتقد ان مراد هو من عقد الإجتماع أليس كذلك ؟
ارتبك و نظر لمراد الذي قال بضحكة :
– آركان كان معي يا عمي في الحقيقة لم اكن سأقدم جيدا لو لم يكن موجودا معي بفضله اخذنا الصفقة.
هز رأسه بعدم اقتناع و أشار لهما بالجلوس على الطاولة جلس الجميع و بدؤوا في تناول الطعام حتى همست آسيا زوجة أنس :
– ما أخبار السباق ؟
رد عليها آركان بهمس مماثل :
– مثل كل مرة يا زوجة أخي أخذت المركز الاول.
آسيا بابتسامة :
– جيد لكن احذر من ان يعلم عمي بما تفعله والا سنموت جميعا.
ضحك بخفوت و بعد فترة نهض امجد و أنس و ذهبا للشركة و ذهب مراد ايضا ، نظرت شمس ل آركان و قالت بعبوس :
– ألن تمل من هذه العادة تستيقظ صباحا و توهم والدك بأنك ذاهب للشركة و تذهب لل….
قاطعها آركان وهو يحتضنها :
– أمي أرجوك تعلمين انني أعشق الدراجات و لست مهتما بالشركة و غيره والدي و أخي موجودان و مراد كذلك اذا لماذا اتعب نفسي.
آسيا مؤيدة إياه :
– أمي دعيه يفعل مايريده.
– اصمتي يا آسيا انت تزيدين الأمور تعقيدا و تشجعينه على مايفعله.
آسيا بدهشة مزيفة :
– أنا ؟ لماذا ماذا فعلت ؟
رمقتها شمس باستنكار :
– هيا يا آسيا انا اعلم أنك من تشجعينه على تصرفاته الطفولية.
عضت على لسانها مدركة انه قد تم كشفها فقالت بضحكة متوترة :
– هههه بالطبع لا لماذا أدعم هذا الأبله ؟
آركان بلؤم :
– أنا أبله حسنا فلتنس أمر سفرك انت و أنس سأقوم بإلغاء التذاكر.
آسيا بسرعة :
– لالا أنا امزح لا تقم بفعل هذا و إلا…. سأقتلك.
هزت شمس رأسها بقلة حيلة و غادرت بينما احتضن آركان زوجة شقيقه من كتفها و قال بصفاء :
– لا اعلم ماكنت سأفعله لولا وطودك بجانبي…. لو لم تكوني زوجة أخي لكنت تزوجتك.
وكزته آسيا في كتفه بابتسامة :
– دعك مني انت ستجد فتاة احلامك التي ستعيدك لرشدك ستحبها بطريقة تجعلك تفعل كل شيء للحصول عليها.
ابتعد عنها وهو يهز رأسه بنفي :
– اممم انا لا اؤمن بالحب و بأنني سأجد من تناسبني.
– لماذا ؟
ابتسم و أجابها بشرود :
– أنا اريد فتاة تحب شخصي و ليس هويتي… فتاة تسحرني بعينيها كلما أراها تجعلني أنسى بوجودها كل شيء و أي شيء…. استدار لها و تابع :
– لو وجدت هذه الفتاة حينها سأستطيع القول بأن آركان وقع في الحب !!
______________________
رن المنبه للمرة العاشرة لتصرخ بنبرة اقرب للبكاء بعدما طفح الكيل :
– يا الهي الا يستطيع أحد النوم في هذا المنزل ؟!!
فتحت عيناها ليتحد ضوء الشمس مع لونها و تصبح تلك العينان بلون الأخضر العشبي نهضت جالسة تفرك شعرها بملل لتلمح الساعة المعلقة على الحائط ، شهقت بصدمة و صاحت :
– Aman Tanrim ( ياللهول ) !! الساعة العاشرة ستفوتني المحاظرة ماهذا الحظ !!
قفزت من سريرها ذو الفراش الوردي وركضت للحمام وهي لا تعي جيدا لما يحدث هذا هو حالها كل يوم تسهر طوال الليل على التلفاز و الهاتف و تستيقظ متأخرة و تبدأ بالركض في انحاء الغرفة لتتجهز و تذهب لجامعتها.
( نازلي اوزغان من عائلة مرتاحة ماديا فوالدها يملك مستشفى ووالدتها تعمل معه كطبيبة نساء تدرس سنة اولى كلية صيدلة لكنها تبدو اصغر من عمرها بسنوات ذات قامة متوسطة و بشرة بيضاء صافية و شعر اسود ناعم و عينان خضراوتان تتغيران للون العشبي الداكن عند تعرضها لأشعة الشمس ).
خرجت من الحمام و ارتدت ملابسها على عجل بنطال ابيض و تيشرت ازرق ربطت شعرها ذيل حصان وتركت خصلات تنسدل على وجهها حملت هاتفها و كتبها و ركضت خارج غرفتها ، نزلت للأسفل وهي تردد بصوت عال :
– ماما لماذا لم توقظيني لقد تأخرت على الجامعة ؟!
انتفضت ” زمرد ” من صوتها العالي و قالت :
– ربما لأنك قضيت الليل بأكمله في قراءة الروايات و عندما جئت لأوقضك لم ترضي ؟
ضحكت نازلي و قالت :
– تعلمين أنني اعيش من اجل الروايات عزيزتي.
اجابتها باستهجان :
– وهل تتوقعين ان تجدي بطلا كأبطال الروايات ؟ إبنتي الواقع مختلف عن عالم الأوهام متى ستدركين ذلك ؟
ابتسمت نازلي بشرود وحب :
– أنا أثق تماما بأنني سأجد الفارس الذي انتظره منذ وقت طويل سيجعلني أعيش كالروايات تماما ليس من المهم ان يكون من عائلة غنية او ما شابه يكفي ان يحبني بإخلاص هذا يغنيني عن كل اموال العالم ، أفاقت من شرودها و استطردت باحثة بعينيها عن شخص ما :
– أين أبي ؟ يا جلاااااال.
زمرد بحزم :
– أصمتي والدك ذهب للمستشفى و انا انتظرت استيقاظك لأذهب هيا أجلسي و تناول فطورك.
طبعت نازلي على وجنتها قبلة صغيرة و قالت وهي تركض للخارج :
– لا أريد لقد تأخرت الودااااع.
ضحكت والدتها عليها و تمتمت :
– أيتها الطفلة المجنونة من يراك هكذا لا يصدق انك نفس الفتاة التي تظهر للجميع هدوءها و رزانتها.
…………………………….
بعد فترة.
توقف السائق بالسيارة امام الجامعة و قبل ان يخرج ويفتح الباب لإبنة سيده تمتمت نازلي بنبرة هادئة :
– لا داعي يا عم ابقى مكانك.
ابتسم السائق فخرجت بعدما اخبرته عن الوقت الذي تخرج فيه دلفت للحرم الجامعي و هنا وجدت صديقتها المقربة فتون تقترب منها لتتشدق ب :
– لقد فقدت الأمل في تغيرك دائما ما تتأخرين هكذا و انا اجلس بإنتظارك امام البوابة كالبلهاء.
ضحكت نازلي و اجابتها :
– فتون حبيبتي ان لم تنتظريني فمن ستفعل هذا ؟ تعلمين انني اقضي معظم الوقت في الدراسة و قراءة الروايات لن أجد وقتا كافيا للنوم وبالتالي يصعب علي الاستيقاظ باكرا ، المهم أخبريني هل بدأت المحاضرة ؟
هزت رأسها بنفي و ردت بغيظ :
– لم تبدأ بل انتهت منذ ربع ساعة عزيزتي لكن لا تقلقي سجلت كلام الدكتور و سأبعثه لك لتعلمي عما كنا ندرس.
ابتسمت نازلي ثم ذهبتا لتحضرا محاضرة أخرى و مر الوقت سريعا…
في المساء.
كان آركان يستند بظهره على السيارة عندما نظر لمراد بضيق :
– اللعنة عليك أيها البائس الى متى ستظل تحضرني للجامعة و نقف امامها بالساعات ؟!!
مراد بحنق :
– اصمت انت لا تعلم شيئا.
اجابه بابتسامة عابثة :
– حسنا ايها العاشق الولهان سأدعي بأنني لا أعلم لماذا تأتي الى هنا كل يوم و تطالع إحداهن بحب و شغف و…. صمت عندما لاحظ تعلق عيني مراد على احدى الفتيات نظر لها وجدها فتاة جميلة بحق ذات شعر أحمر ناري و قوام ممشوق كعارضات الأزياء حول ناظريه الى مراد و غمغم بسخرية :
– هل هذه…..
قاطعه مراد بحالمية :
– فاتنتي التي أحبها بجنون….. فتون.
مط آركان شفته بإمتعاض فكيف لأحد ان يحب هكذا لدرجة أنه يراقبها كل يوم بصمت ولم يجرؤ يوما على محادثتها آركان يكلم الفتيات يوميا و عندما يعجب بفتاة ما يأخذ رقمها بلمح البصر كيف لمراد ان يحرج من تحديثها.
أفاق من شروده على صديقه وهو يتحرك ليذهب إليها زفر بضيق و حدث نفسه :
– أحمق بالفعل من يقع في حب فتاة لم يراها سوى بضع مرات ؟!
اما عند فتون فكانت تمشي وهي تنظر خلفها تنتظر مجيء نازلي تنهدت و تمتمت بحنق :
– سأجن من هذه التي تتأخر دوما.
– لو سمحت يا آنسة !!
كان هذا صوت رجولي صلب استدارت وجدت شابا لا تعرفه فقالت :
– نعم ؟
حمحم ووقف امامها قائلا :
– مرحبا أنا مراد ، احم كنت أريد سؤالك هل غادر جميع طلاب السنة الأولى ؟
ابتسمت فتون مجيبة :
– نعم غادر الجميع . هل تنتظر أحدهم ؟
مراد بابتسامة :
– أجل ….. انتظر خروج احد أصدقائي.
بضحكة رقيقة قالت فتون :
– غريب هل أنت طالب هنا ايضا ؟ تبدو اكبر من ذلك.
مراد بإندفاع :
– لا أبدا انا انهيت دراستي منذ سنوات ، على كل أشكرك على إجابتك لسؤالي.
فتون بابتسامة استغراب :
– العفو.
بادلها الابتسامة و رحل سريعا أما هي فبقيت تطالعه حتى اختفى…..
عند نازلي.
خرجت وهي تركض غير منتبهة للطريق أمامها فجأة اصطدمت في جسد صلب ارتدت على إثره للخلف ووقعت على الارض ، صاحت بألم و قالت دون ان تنظر إليه :
– أيها الأحمق ألا ترى أمامك ؟
سمعت صوته وهو يغمغم بجدية :
– بغض النظر عن أنك المخطأة و تمشين دون الانتباه لمن هو أمامك لكن هل انت بخير ؟
رأت يده تمتد اليها وهي تنظر للأرض ابعدت يده بفظاظة و قالت :
– لا أحتاج لمساعدتك شكرا.
هز الشاب كتفه بدون مبالاة و فجأة سمع صوت صديقه يناديه :
– آركان هيا !!
نظر له آركان ثم نظر لتلك الواقعة أرضا وهي تلملم أغراضها لم يستطع رؤية وجهها لأن شعرها يخفيه انخفض لمستواها و أعطى لها هاتفها الذي وقع بجانبه و لم يحاول رؤية وجهها ثم نهض و غادر.
نازلي بغيظ :
– من ذلك الأبله أقسم أنني لو رأيته ثانية سأقتله ، ثم تابعت :
– لكنني لم أرى وجهه أصلا !! ههههه لا يهم.
وقفت هي ايضا و ذهبت لحيث صديقتها في نفس الوقت الذي جاء فيه السائق….
________________________
بعد مرور أسبوع.
في مضمار سباق الدراجات النارية نجد المتسابقين يتجهزون لخوض سباق من أعلى المستويات دخل آركان بدراجته و على وجهه الامبالاة نزع الخوذة عن رأسه و بدأ يعبث بهاتفه حتى جاء مراد ليقول له :
– على كم سنراهن اليوم أيها البطل ؟
اجابه بابتسامة واثقة :
– مثل كل مرة أكبر مبلغ ممكن… لكن هذه المرة ستراهن على فوز يوسف و ليس فوزي أنا.
بدهشة و تعجب رد عليه :
– ماذا ؟!! يوسف تقصد منافسك الأول ؟! كيف هل أنت تشك في فوزك ؟
آركان : بالطبع لا لكنني اليوم لا أريد الفوز لقد اتفقت معه و أخبرته بأنه سيفوز اليوم…. لقد مللت من المرتبة الأولى دائما سأغير القواعد و هيا لتراهن قبل بدأ السباق.
تنهد و هز رأسه بإيجاب نظر آركان ليوسف الذي يرسم على وطهه ابتسامة خبث و انتصار فتمتم بتهكم :
– أبله تافه.
………………………….
في نفس الوقت.
دخلت نازلي مع صديقتها هيام التي أصرت عليها القدوم معها ، نظرت اليها وقالت بمضض :
– هيام لماذا احضرتني لهذا المكان انت تعلمين أنني لا احب الاماكن المكتضة التي تعم بالضجيج.
ردت عليها هيام و هي تلف نظرها في المكان :
– أخبرتك بأن صديقي متسابق وجئت لأشجعه.
نازلي بغيظ :
– وما شأني بك أنت وصديقك ؟
أمسكت هيام يدها و ردت عليها برجاء :
– في الحقيقة لقد تشاجرنا و لا أريد التكلم معه لكنني أيضا اريد تشجيعه و بما أنك صديقتي فلتذهبي إليه وتقولي له أن يفوز من أجلي.
صاحت نازلي باستنكار :
– ماذا ؟! ماهذا الذي تقولينه انا….
قاطعتها بسرعة :
– أرجوك انت صديقتي ويجب أن تفعلي هذا من أجلي.
تنهدت بعمق لتردف باستسلام :
– حسنا ، ما اسم صديقك هذا ؟
– سامر ، انظري انه هناك الشخص الذي يرتدي اللون الأسود !!
نظرت له نازلي فتابعت الأخرى :
– هيا بسرعة سيبدأ السباق أسرعي.
– حاضر أنا ذاهبة.
قالتها وهي تتجه لمكان المتسابقين حيث يوجد معهم أشخاص آخرين يشجعونهم…. وقفت امام اكد يرتدي الأسود كان يضع الخوذة على رأسه فحمحمت و هتفت برقة :
– لو سمحت !!
نظر لها و نزع الخوذة ليظهر بأنه آركان و ليس من كانت تقصده ابتسمت وقالت :
– أنت سامر ؟؟
لم يجب عليها آركان بل طالعها وعلى عينيه أمارات الإعجاب يالله ما أجمل هذه الفتاة الواقفة أمامه لأول مرة يرى شخصا ذو عينين كعينيها لون داكن كلون الأعشاب الخضراء و ملامح تنبض بالبراءة و ابتسامة تبعث فيك الحياة… ” سبحان الله ” ، همس بها بغير شعور فقالت نازلي بتساؤل :
– مابك سيد سامر ؟
افاق من شروده و كاد يخبرها بهويته لكنها قاطعته :
– حسنا انا نازلي صديقة هيام ، في الحقيقة هي من بعثتني إليك تريد تشجيعك و أيضا أخبرتني بشيء يجب ان أقوله لك.
آركان بابتسامة :
– ماهو ؟
اجابته بعفوية و صفاء :
– أنا احبك ولا أستطيع رؤيتك حزينا أو غاضبا بسببي… لو كنت تحبني فز من أجلي ، هذا ما أخبرتني به الوداع.
رحلت نازلي بدون مقدمات كما حضرت وهي مستغربة و متعجبة أيضا لم تتوقع أن يكون صظيقها بهذه الوسامة و أيضا عيناه كانت تلمعان بشدة عند ذكر إسمها و هذا يدل على حبه الشديد لها ، هزت رأسها و صعدت للمدرجات جلست بجوار هيام و قالت :
– لقد فعلت ما تريدينه لنرى ان كان سيحقق امنيتك أم لا.
اما عند آركان فكان مغيبا تماما عن العالم من هذه الفتاة التي جاءت إليه وكلمته يبدو انها اعتقدته شخصا اخر ، يا الهي لماذا قلبه ينبض بهذه الطريقة مالذي يحدث لآركان أتان اوغلو الآن !!
هز رأسه وهو يبتسم هامسا :
– حورية بديعة الجمال حقا !!!
انتبه فجأة لصوت المعلق وهو يعلن بدأ السباق وضع الخوذة على رأسه وقد ظهرت الصرامة على وجهه نظر بطرف عينه لتلك الفتاة المدعوة ب ” نازلي ” رآها تبتسم ليبتسم هو ايضا…. بدأ السباق و انطلقت الدراجات النارية بسرعة تسابق الرياح و أصوات المشجعين و المعلق ترتفع و كتى الفتيات لكن آركان كان يريد سماع صوت فتاة واحدة فقط وهي تلك التي كانت معه منذ قليل ، استمر السباق لدقائق معدودة و أصبح يوسف و آركان في الصدارة حانت منه التفاتة ليوسف فنظر إليه الأخير مشيرا لأن يخفف سرعته و يخسر كما اتفقا لكنه لم يبالي به و بالاتفاق ابتسم و غمز له ثم زاد السرعة ليقطع شريط النهاية و يكون الفائز في هذا السباق ايضا !!
وقفت نازلي و هي تصفق مع الجماهير و تضحك صائحة :
– راااائع ممتااااز !!
سحبتها هيام لتجلس وقالت بحنق :
– مابك لماذا تصيحين هكذا ؟
نازلي بضحكة وهي تصفق :
– ألست سعيدة صديقك فاز ايتها البلهاء ألم….
قاطعتها بضجر :
– هل تسخرين مني صديقي لم يفز انه هناك و الواضح أنه حزين… المسكين !
تعجبت نازلي من كلامها و قالت :
– مهلا لحظة… من هو سامر بالضبط ؟؟
زفرت و أشارت عليه قائلة :
– الذي يقف في الزاوية…. هذا هو سامر !!
جحظت نازلي عيناها و نظرت ل آركان في نفس اللحظة الذي نظر فيها اليها وهو يضحك غمزها و بعث لها قبلة في الهواء فشهقت وحدثت نفسها :
– اللعنة لقد اخطأت و حدثت شابا آخر !!!
………………………..
عند آركان.
نظر لنازلي بنظرة لامعة ذات معنى وكأنه يخبرها ” فزت من أجلك ” وعتدما لاحظ صدمتها أدرك أنها قد علمت بأنه ليس من كانت تقصده ! افاق على صراخ مراد بصدمة :
– آركان ماذا فعلت لقد أخبرتني بأنك لا تريد الفوز و أن أراهن على فوز يوسف…. هل تعلم كم يجب علينا أن ندفع الآن ؟!!!
دفعه بخفة وهو يرى تلك الفتاة تغادر مع صديقتها بسرعة :
– اللعنة على يوسف واليوم الذي ولد فيه لا يهمني هو والمال !!
ركض خلف الفتاتان حتى وصل لمنتصف الشارع ناداها بصوت عال :
– نااازلي انتظري !!
التفت له و عندما رأته أسرعت لكنه وصل اليها و هتف بأنفاس متسارعة :
– لماذا تركضين هكذا أنا الحق بك منذ وقت طويل !!
نازلي بضيق و حرج فهي لم تتعرض لمثل هذه المواقف من قبل :
– من أنت و ماذا تريد ؟ ابتعد عن طريقي يا سيد.
كادت تذهب لكنه اعترض طريقها :
– آركان…. ادعى آركان و انت من تكلمت معي و طلبت مني الفوز ألا تذكرين ؟؟ انا لم أكن انو الفوز لكن من أجلك حققت لك ما تمنيته.
هيام بدهشة :
– ماذا ؟! استدارت لنازلي بغضب :
– نازلي قلت لك ان تذهبي لصديقي سامر و ليس هذا الشخص ! لا أريد ان أكلمك بعد الآن.
– لقد اخطأت وبدل ان اذهب لسامر ذهبت لهذا الشاب لم أكن اعلم أنه….
قاطعها آركان بابتسامة :
– يمكنك الحديث معها في وقت آخر اما الآن أريد رقم هاتفك بعد اذنك.
طالعته باستنكار ثم سحبت صديقتها و مشيتا بخطوات سريعة وهو يقف امامها و يتحرك للخلف :
– أريد رقمك يا آنسة ارجووك !!
نازلي بانفعال :
– اسمع يا هذا من الأحسن ان تبتعد عن طريقي ثم إنني لا أعرف عنك شيئا !!
ضحك آركان و أجاب ببلاهة :
– أنا آركان أتان اوغلو 25 سنة أعشق الدراجات النارية و غير مرتبط….. لكن يمكن ان أصبح في علاقة ان سمحت لي بمهاتفتك.
هيام بإعجاب :
– وااو نازلي انه مثالي اعط له رقمك هيا !!
نظرت لها بحدة ثم له و فجأة دفعته و ركضت بعيدا و صديقتها خلفها توقف و ارتفعت أصوات قهقهته وهو يراقبها حتى اختفت عجيب حقا لم يسبق ان شعر بهذه الأحاسيس من قبل هل هذا ما يدعى ب ” حب من أول نظرة ” ؟؟؟!!!!
مسح على شعره الكثيف و استدار لتقابله لكمة قوية من أحدهم نظر له وجده المدعو بيوسف وهو يقول بحقد :
– من تظن نفسك حتى تتحداني و تخلف الاتفاق هل تعلم ماسيحدث لك الآن أيها الصغير المدلل ؟!!
جز على اسنانه و فجأة رفع يده ليلكمه بقوة فجرت الدماء من انف الاخر و فمه سدد له لكمة اخرى في بطنه و أمسك رأسه و دفعه على الحائط ليصرخ يوسف بألم ، تركه آركان يقع على الارض و غمغم بحدة مخيفة :
– انصحك بعدم العبث معي ايها الفاشل البائس و لتعلم أنني سأتركك الآن بمحض ارادتي لكن اقسم انني لن أرحمك لو كررت ما فعلته !!
ركله بعنف و أبتعد عنه مسح الدماء عن فمه و عن يده التي تلطخت بيد ذلك الأبله ثم ركب سيارته الرياضية تاركا يوسف يتوعد له :
– أقسم أنك ستندم و تأتي إلي راكعا تطلب المغفرة !!!
______________________
نوفيلا نبض القلب 💓
الفصل الثاني : حادث
_______________________
في فيلا جلال اوزغان.
عادت نازلي بعد يوم متعب قضته في الجامعة بعد نهاية السباق ولقاء ذلك – المجنون – حسب اعتقادها دلفت للمطبخ وجدت والدتها تعد طعام العشاء فقالت وهي تمرر يدها على معدتها :
– مــامــا انا اتضور جوعا متى تشفقين علي و ترحمي معدتي الفارغة ؟
ضحكت زمرد وهي تجيبها :
– اذهبي لغرفتك و غيري ملابسك سيكون والدك قد عاد و نأكل سويا.
اومأت بمضض و صعدت لغرفتها استحمت و ارتدت ملابس بيتية و خرجت وجدت والدها على طاولة الطعام فابتسمت و ذهبت تقبله من وجنته.
نازلي بابتسامة ناعمة :
– أبي اشتقت اليك لماذا عدت متأخرا كان من المفترض ان تعود مع امي ؟
اجابها جلال بابتسامة مماثلة :
– كانت لدي عملية جراحية يجب ان أجريها لذلك تأخرت يا طفلتي العاقلة.
زمرد بنبرة عادية :
– انت تتعب نفسك كثيرا لا تنسى انك صاحب المشفى و الجميع تحت خدمتك لا داعي لأن تجري كل العمليات.
رد عليها جلال بعتاب بعض الشيء :
– العمل لا يعرف تفرقة يا زمرد انا بصفتي طبيب يجب علي معالجة جميع المرضى و تقديم افضل ما يمكن من أجلهم لا فرق بيني و بين باقي الأطباء !!
– حبيبي أنا احمد الله دوما لأنه رزقني برجل نبيل مثلك و فتاة كنازلي ادامكما الله لي.
كانت نازلي تتابع مايحدث امامها بابتسامة فخر فوالدها رغم صرامته الا انه يمتلك قلبا طيبا ولم يفرق يوما بين الغني والفقير ووالدتها لا تقل حنانا و طيبة عنه ، دعت في قرارة نفسها ان تحضى برجل كوالدها فلاشيء افضل من ان تتزوج شخصا يملك صفاته…. افاقت من شرودها على رنين هاتفها بوصول رسالة على الفيسبوك فتحتها لتعقد حاجبيها بتعجب وهي تقرأ ” يا صاحبة العينان العشبيتان اقسم أنني لم أرى عيونا بجمالهما ” ، مطت شفتها بازدراء ولم تهتم اغلقت هاتفها وتابعت حديثها مع والدها ووالدتها….
________________________
في فيلا أتان اوغلو.
دلف آركان وهو يبتسم بانتصار فلقد حصل على رقم نازلي و اسم حسابها بعد مجهود طويل وبعث لها رسالة أيضا . لا يعلم مايحدث له تحديدا فلم يسبق له أن يفكر في فتاة لهذا الحد لكن ” نازلي ” مختلفة عن غيرها تلك اللمعة في عينيها و صوتها الناعم الرقيق تجذب كل شخص ينظر اليها بدون بذل اي مجهود حقا انها مميزة !!
هز رأسه وهو يبتسم بخفة كاد يصعد لغرفته لكن وجد آسيا تعترض طريقه قائلة بمكر :
– مابك أراك شاردا مالذي تفكر به ؟
ضحك وهو يدفع زوجة أخيه من كتفها :
– لا شأن لك إبتعدي عن طريقي.
شهقت بغيظ و كادت تتكلم لكنها لمحت اثر جرح على يده فهتفت بفزع :
– آركان هل تشاجرت مع أحدهم انظر ليدك !!
حمحم و غمغم وهو يتركها و يصعد :
– لا شيء مجرد حادثة بسيطة…. دخل الى غرفته و غير ملابسه ثم نزل للاسفل ليجد والده و أنس قد حضرا وهاهما على طاولة العشاء ألقى التحية و جلس فقال أمجد بجدية :
– آركان أين كنت طوال اليوم لما لم تأتي للشركة ؟؟
نظر لوالدته ثم لآسيا التي قالت مسرعة :
– عمي انا من طلبت منه ان يذهب معي للسوق لشراء بعض الحاجيات هذا ليس خطأه !!
رد عليها امجد برضا :
– جيد انك من أخذتها ، وتابع بنبرة ذات معنى :
– على الأقل فعلت شيئا مفيدا.
تنهد ولم يرد التجادل معه فالتزم الصمت أما شمس فنظرت ل آسيا بضيق فهي دائما تدافع عنه و تحفظ أسراره وهذا يجعله يتمادى في تصرفاته الطائشة…. بعد انتهاءهم نهض أنس لتنهض خلفه آسيا و تردد :
– أنس جهزت لك الحمام اذهب لتستحم وانا سأعد لك القهوة.
أنس وهو يقبل يدها :
– حاضر عزيزتي.
نظر لهما آركان وقال وهو يجذب خصلة من شعرها :
– إذهبي من هنا يامن تدعين المثالية.
آسيا بحنق :
– و ماشأنك ايها الأبله.
أنس بحزم مصطنع :
– لا تزعج زوجتي يا آركان.
مط شفته بتملل وهو يأخذ حبة تفاح ضحكت سمس من صراعهم الدائم ليقول أمجد بصرامة :
– آركان هيا الى المكتب لدينا عمل علينا انجازه.
اومأ بمضض لتخرج له آسيا لسانها قاصدة استفزازه و تحركت لتذهب لكنه قال في نفس الوقت الذي توقف فيه والده يستمع لما سيقوله :
– آسيا انتظري نسيت ان اخبرك سفرك انت و أنس الى روسيا سيكون الاسبوع القادم لا تنسي يا مجنونة.
استدارت له آسيا بسعادة :
– حقا !!
ضمها أنس و تشدق ب :
– هل انت سعيدة ؟
ابتسمت وكادت تجيبه لكن سمعت صوت أمجد الحاد :
– لا يوجد سفر انا و أنس سنسافر ل أنقرة من اجل بعض الاجراءات بعد أسبوع.
أنس :
– لكن ااا….
قاطعه بحدة أكبر :
– هيا آركان الى المكتب ، ثم ذهب.
نظر آركان لوجهها الحزين و عيناها الدامعتان فكم كانت تريد قضاء وقت مع زوجها بمفردهما لكن سرعان ما تبددت أحلامها كان سيتكلم لكنها سبقته وهي تردد بضحكة مزيفة :
– ليست هناك مشكلة انا اصلا لم أكن اريد الذهاب ثم ان هناك أعمال تخص الشركة من سيقوم بها…. انس ماما آركان سأءهب لأعد لكم القهوة.
ذهبت سريعا و آركان يطالعها بشفقة زفر أنس بضيق و غادر فالتفت آركان لوالدته و هتف بانزعاج :
– ألن يكف أبي عن القيام بهذه التصرفات التافهة ؟؟ يعلم جيدا أن آسيا كانت تخطط للسفر مع زوجها من اين جاءت حكاية سفره مع أنس الان !!!
شمس بخوف وصوت منخفض :
– اصمت سيسمعك والدك و تحدث مشكلة !!
زفر بغضب و انفعال و اتجه للمطبخ وجد آسيا تنظر للقهوة بشرود و سرعان ما انتفضت برعب عندما صرخ بمرح :
– أيتها المجنوووونة !!
آسيا بغضب :
– أحمق لقد افزعتني هل تريد قتلي ؟!!
ضحك ثم تنحنح و تمتم بهدوء :
– عزيزتي لا تحزني أعدك بأن احجز لكما تذكرة لأجمل بلد و…
قاطعته بخفوت وهي تستدير لتكمل عملها :
– لا داعي لن نذهب بأي حال أبي لن يسمح لنا….. ادمعت عيناها وتابعت بصوت مخنوق :
– لا أعلم لماذا يتعمد إحزاني و القضاء على اي شيء يسعدني.
اقترب منها آركان و مسح دموعها هامسا :
– اهدئي لا داعي للدموع لو رآك أخي سيحزن.
مسحت دموعها بسرعة فأكمل :
– تعلمين ان والدي يهتم بأمور الشركة كثيرا حتى لو كان على حساب نفسه وعائلته لا تفكري بأنه يستقصدك هل فهمت ؟
هزت رأسها فعاد لمزاحه المعتاد معها :
– يكفي أيتها البلهلء ضيعت وقتا كبيرا معك سأذهب لأبي الذي يناديني منذ ساعة لا تنسي القهوة الى اللقاء.
غادر مسرعا فضحكت وهي تهمس :
– مجنون.
_______________________
بعد مرور يومين دون أحداث تذكر.
في المساء.
استلقت نازلي على سريرها بعد قراءة احدى الروايات الفرنسية نزعت نظارتها الطبية التي ترتديها اثناء القراءة و اغمضت عيناها لكن فجأة رن هاتفها برقم غريب ففتحت الخط :
– ألو ؟
– مساء الخير يا صاحبة العيون الجميلة.
كان هذا صوت آركان الذي كان مستلقيا على سربره ايضا لكن نازلي لم تتعرف عليه فتمتمت باستنكار :
– من انت ايها الشاعر ؟
رد عليهة بضحكة خفيفة :
– كيف نسيتني بهذه السرعة أنا آركان الذي كلمته و شجعته اا…
قاطعته وقد تذكرته :
– لم أشجعك أنت انا لا اعرفك حتى كف عن مضايقتي و القيام بتصرفات صبيانية….. لحظة هل انت نفس الشخص الذي بعث لي تلك الرسالة ؟ من اين احضرت حسابي و رقم هاتفي ؟؟!!
آركان بضحكة خبيثة :
– ألم اخبرك انني اريد رقمك لم تعطني إياه اذا احضرته بنفسي ما رأيك ؟؟
زفرت وكادت تغلق الخط لكنه قال لها :
– أريد ان ألتقي بك غدا نازلي.
نازلي بحدة :
– هل جننت بالطبع لا !!
آركان بجدية :
– أريك تحديثك في أمر مهم و أقسم انني لن اضايقك مجددا.
نازلي باستغراب :
– أمر مهم ؟؟
– أجل…. لن اخذ من وقتك سوى 5 دقائق.
فكرت سريعا ثم تنهدت مجيبة :
– حسنا سنلتقي للمرة الأولى و الأخيرة آمل ان يكون هذا الموضوع مهما حقا.
ابتسم بانتصار و املى لها العنوان ثم أغلق الخط و همس :
– لكن في ماذا تود ان تكلمها ماهذا الشيء الذي تريد اخبارها به ؟؟ ههههه لا يهم المهم أن أراها.
في نفس الوقت.
نظرت نازلي للهاتف و حدثت نفسها :
– ليتني لم أوافق انا لم اكلم شاب من قبل كيف سأقابل شخصا لا أعرفه ؟! تنهدت بعمق و حاولت تهدئة نفسها :
– لا داعي للتوتر هذه مجرد دقائق قصيرة سأتكلم فيها معه و أغادر سريعا.
أغمضت نازلي عيناها مستسلمة لأحلامها بعد تفكير في ذلك الدراج الوسيم….
______________________
في صباح اليوم التالي.
كان مراد في سيارته ينظر للجامعة منتظرا قدومها حتى رآها تخرج من سيارته فخرج هو ايضا و ناداها :
– فـــتـــون !!
انتفضت فتون و نظرت له بتعجب :
– ألست انت من قابلته تلك المرة ؟
اجابها مراد بتوتر :
– ها… نعم… أنا هو مراد.
ابتسمت وقالت :
– مرحبا ، هل تنتظر احدهم اليوم ايضا ؟
مراد بنبرة مخدرة وهو ينظر لها :
– أجل…. كنت أنتظرك.
فتون :- تنتظرني أنا ؟ لماذا ؟؟
أخذ مراد نفسا عميقا و كاد يتكلم لكن رن هاتفها ففتحت الخط و قالت :
– نعم نازلي…. لن تأتي ؟…. حسنا أراك غدا…. الوداع.
اغلقت هاتفها و تحركت لتذهب لكن مراد أوقفها فجأة بكلامه :
– أنا أحــــبـــــك !!
…………………………………
في نفس الوقت.
توقف آركان بسيارته الرياضية عندما لمحها تجلس على احدى المقاعد نزل وعلى وجهه ابتسامة زادته وسامة أما نازلي فنظرت اليه و بادلته الابتسامة دون ان تشعر…… لم يلحظ آركان ذلك الذي يقف بعيدا ينظر له بغل و حقد انطلق بدراجته النارية متجها بسرعة قصوى نحوه لاحظته نازلي فصرخت بقوة :
– آركاااااااااااان !!!!
______________________
نوفيلا نبض القلب 💓
الفصل الثالث :
_____________________
اقترب آركان من نازلي في نفس الوقت الذي انطلق فيه المجهول بدراجته النارية متجها نحوه بأقصى سرعة لم يلحظه آركان لكن نازلي لمحته فصرخت بقوة :
– آركــــــااااااان !!!
انتفض من صراخها و نظر خلفه وجد الدراجة قادمة إليه لم يستطع الابتعاد في الوقت المناسب وحدث كل شيء في رمشة عين…. ببساطة كان آركان يصرخ اثر الضربة العنيفة التي أصابته سقط على الارض بقوة جعلت رأسه ينزف صاحت نازلي بفزع وهي تركض اليه اما ذلك المقنع فابتعد سريعا مثلما جاء !!
تجمع الناس اما نازلي فانخفضت اليه ووضعت رأسه على ركبتها وهي تردد بهلع :
– ey Allah’im !! ( يا الله ! ) ، آركان…. آركان هل تسمعني !!
فتح عيناه وهو يشعر بثقل و ألم كالجحيم في رأسه كانت الرؤية مشوشة فلم يستطع سوى رؤية خيال احدهم وصوت يكاد يسمع ينادي بإسمه… حاول التركيز لكي لا يفقد وعيه لكن لم يستطع فالضربة كانت قاضية !! استسلم للألم بعد صراع و اغمض عيناه…
كانت نازلي تحاول جعله يظل مستيقظا و أن لايفقد وعيه فقالت :
– آركان لا تغمض عيناك حاول ان تبقى مستيقظا آركان ركز معي لن يحدث لك شيء ، لاحظت فقدان وعيه تماما ففزعت أكثر و نزعت الوشاح الذي كان يلف على عنقها و لفته حول رأسه ليتوقف النزيف صرخت طالبة الإسعاف ثم أمسكت يده كأنها تمد له القوة….
______________________
في الجامعة.
توقفت فتون بصدمة و استدارت له قائلة :
– نعم ؟؟ هل تتكلم معي ؟؟
اومأ مراد وتابع بصدق :
– أجل… Seni Seviyorum ( أحبك ) ،
لم تتكلم فتابع مراد :
– انظري فتون انا اعلم أنك مستغربة من كلامي فأنت لا تعرفينني حتى لكنني أعرفك ومن وقت طويل ايضا…… اول مرة رأيتك فيها كانت منذ سنة تقريبا عندما أتيت لأزور احد اصدقائي رأيتك تدخلين شبه راكضة و خصلات شعرك الحمراء النارية تتطاير بفعل الهواء سحرتني بركتي العسل الموجودة في عينيك وجدت نفسي اسأل عن المعلومات التي تخصك و أراقبك دائما …… منذ رؤيتك توقفت عن التعامل مع الفتيات احسست ان قلبي و عقلي ملكك أنت فقط و يوما عن يوم كان يزداد حبك بداخلي لا أعلم كيف فأنا لم أحدثك ابدا ولم امتلك الشجاعة لذلك كنت اراقبك بصمت لكن لم أعد أريد هذا كل ما أريده هو ان تكوني معي ان تحبيني مثلما احبك.
صمت و نظر اليها كانت تطالعه ببلاهة و عيناها متسعتان وكل ما تفكر به هل يوجد شخص يحب بهذه الطريقة ؟؟ هي لما تراه من قبل ابدا اذا كيف كان يراقبها وهي لم اشعر بوجوده ؟؟
هزت رأسها و قالت بعدما تمالكت نفسها :
– أنا لا اصدق ما أسمعه سيد مراد كلامك بالنسبة لي غير منطقي أقصد كيف يمكن أن تحب فتاة بهذه الطريقة لم يسبق لي أن حدثتك سوى مرة واحدة و…..
قاطعها بابتسامة زادته وسامة عن وسامته :
– أعلم أنك متفاجأة و يصعب عليك تصديق ما أقوله ، لكن أعطني فرصة لأثبت لك حبي و مدى صدقي.
حمحمت و توردت وجنتاها بشدة فهي لم يسبق و ان حدثها شاب عن الحب او ما شابه لذلك كلام هذا الغريب احرجها للغاية و ايضا نبضات قلبها التي تدق بعنف تجعل جسدها يكاد يفقد توازنه و يسقط تبا ما هذا الإحساس ؟! و أيضا هي ليست متأكدة منه فمن الممكن ان يكون هذا كلام غير حقيقي و قد اخترعه ليجذبها نحوه ليس غريبا على شباب اليوم الذين لا ينفكون يوهمون الفتاة بالحب و الغرام اذا مالذي يجعلها تصدقه ؟
أدرك مراد حرب المشاعر بداخلها و ايضا أحاسيسها المتناقضة لكن هذا طبيعي جدا فمن سيصدق شابا احب فتاة من النظرة الأولى و ظل يحبها و يتابعها بصمت دون ان يتكلم….. حسنا هذا غريب فعلا !! اخذ نفسا طويلا و اقترب منها أمسك يدها غير متجاهل للرعشة التي اصابتها و قد أحس بها ، طالع عيناها مباشرة و همس ببحة رجولية :
– ألن تقولي شيئا ؟
سحبت يدها بسرعة و أجابته بتلعثم وهي تتجنب النظر إليه :
– اسمعني انا لا أريد جرح مشاعرك و ايضا لا أريدك ان تتوهم حصول شيء صعب حدوثه اعتقد أنك تدرك جيدا كم من الصعب تصديق كلامك خاصة أننا لم نلتقي سابقا…. اقصد انا لم التقي بك ف انت تراقبني منذ سنة كاملة و أنا لا أعلم.
ضحك بخفة و ضحكت فتون معه و أكملت :
– مراد أنا لا اعلم ما يجب علي قوله.
رد عليها مراد بابتسامة هادئة :
– لا يجب عليك قول شئ…. هل يمكن ان نكون أصدقاء ؟
تجهمت و أخفضت نظرها فاستطرد بسرعة :
– ستكون هذه فرصة لكلينا كي تتعرفي علي أكثر و اعدك ان لا تتجاوز علاقتنا حدود الصداقة حتى لو كنت أحبك سأدع لك المجال لتعرفي مشاعرك اتجاهي…. هل تقبلين أن تكوني صديقتي… صدقيني لن تندمي !!
تنهدت فتون ثم نظرت لساعة يدها و قالت :
– يجب علي الذهاب الآن لقد تأخرت عن المحاظرة سنتكلم لاحقا.
قضب مراد حاجباه و قبل ان يتكلم استدارت و تحركت مبتعدة عنه ، ظهرت على وجهه خيبة أمل لكن سرعان ما تبددت عندما نظرت له فتون و ابتسمت قائلة :
– هل ستكون متفرغا الساعة الرابعة مساء ؟
هز رأسه متمتما :
– نعم.
اتسعت ابتسامتها و اردفت :
– حسنا هذا جيدا سأكون بانتظارك في مطعم ***** أرجوا ان لا تتأخر.
ضحك مراد و قد تهللت أساريره :
– بالطبع لن اتأخر…. في الواقع سأذهب الى المطعم الآن و أجلس بانتظارك 7 ساعات لا بأس.
ضحكت عليه و دخلت للحرم الجامعي تنهظ مراد وهو يكاد يرقص من السعادة عاد لسيارته وهو غير مصدق الجرأة التي اكتسبها وكيف اعترف لها بحبه….. ركب سيارته و إنطلق بها متجها للشركة ظل يعمل وقتا طويلا ثم فجأة تذكر آركان الذي لم يتصل به على غير العادة ، أخذ هاتفه و طلب رقمه رن رن ثم فتح الخط.
مراد بحنق :
– متى ستأتي آركان اتان اوغلو هناك عمل كثير لن أقوم به بمفردي…. لم لا تجيب ؟؟
جاءه صوت انثوي :
– أحم اا… آركان الان متواجد في المستشفى لان…..
قاطعها مراد بدهشة وهو ينتصب واقفا :
– ماذا ؟؟ مابه و من أنت ؟؟
أجابته بإيجاز :
– تعرض لحادث بسيط و نقلته لمشفى المدينة…. لا تقلق انه بخير و سيستيقظ بعد دقائق.
فتح مراد باب المكتب و خرج بخطوات شبه راكضة وهو يردد :
– حسنا أنا آت.
_______________________
في مستشفى جلال اوزڨان.
كانت نازلي تقف امام باب الغرفة التي يقطن بها آركان و على وجهها علامات التوتر خرجت الممرضة من الغرفة فأسرعت إليها قائلة :
– كيف حاله الآن ؟
أجابتها الممرضة بإحترام فهي إبنة صاحب المشفى :
– آنسة نازلي لا داعي للقلق حالته مستقرة الآن لكن الإصابة في رأسه كانت شديدة و سيعاني من صداع شديد عندما يستيقظ.
نازلي بجدية :
– اذا يجب اعطاؤه حقنة تخدير لكي لا يشعر بالألم أليس كذلك ؟؟
الممرضة بتوتر :
– اا… نعم كنت سأفعل ذلك انا الآن ذاهبة لأحضر الحقنة.
اومأت و تابعت بنفس النبرة الجادة :
– أريد تقديم عناية خاصة له و لجميع المرضى يا سيدة أرجوا ان تستوعبي ما أقوله !!
– أجل ب.ب. بالطبع ، عن إذنك.
غادرت سريعا فزفرت نازلي بضيق يبدو ان هذه الممرضة لا تعرف شيئا عن عملها أصلا من الواضح انها ستضطر للتكلم مع والدها بخصوص هذا الموضوع.
صدع رنين الهاتف الذي في يدها فجأة تذكرت الطبيب عندما اعطاها هاتف آركان بما أنها هي من احضرته ، قرأت إسم مراد و أدركت انه صديقه او شقيقه ففتحت الخط و أخبرته بما حدث وعندما انتهت دلفت للغرفة وجدت آركان نائما على السرير رأسه ملفوف بشاش و صدره العاري عليه كدمات زرقاء و آثار جروح غائرة اقتربت و جلست على الأريكة وهي تفكر من هذا المقنع الذي صدم آركان و لماذا هرب أيعقل ان يكون مدبرا و ليس حادثة عابرة ؟!!
افاقت من شرودها على صوت تأوه آركان وهو يفتح عيناه و رأسه على وشك الانفجار من الصداع الذي أصابه ليتمتم :
– مالذي حدث ؟
نهضت نازلي و اقتربت منه بسرعة و هي تردد بلهفة :
– استيقظت أخيرا هل أنت بخير هل تشعر بشئ ؟
نظر لها آركان و همس بصوت أجش :
– اا..اين أنا ؟ و من أنت ؟
اتسعت عينا نازلي بصدمة و قالت :
– ألم تتعرف علي يا آركان ؟ هل نسيتني لكن ك.ك.كيف ؟!!
تحدث آركان بجهل :
– و هل أعرفك ؟ ثم من أنا لماذا تنادينني آركان من هذا ؟؟ انا لا أتذكر شيئا.
وضعت يدها على فمها بدهشة و اردفت :
– هذا يعني انك فقدت الذاكرة !! يا الهي ….. انتظر لا تتوتر سأذهب لأنادي الطبيب.
استدارت و كادت تذهب لكن فجأة توقفت و نظرت له باستغراب :
– كيف فقدت ذاكرتك مع ان الاصابة لم تكن شديدة لهذه الدرجة و لم يكتب شيء في التقرير يدل على ان…. مهلا هل انت تمثل ؟
قالتها بحدة فانفجر آركان ضحكا ولم يعد يستطيع تمالك نفسه أكثر من ذلك ضيقت نازلي عيناها بغيظ و تشدقت ب :
– كيف تمزح هكذا و انت لم تفق الا منذ دقيقتين ألم يسبق لك و ان كنت جدي ؟
آركان بنبرة قاتمة :
– لا لم اكن جدي….. بل كنت جدتي.
اطلقت نازلي ضحكة رنانة لم تستطع كتمها فقال بهيام :
– يالله لم أرى ضحكة بجمال ضحكتك من قبل .
توقفت عن الضحك و توردت وجنتها و لتداري خجلها تمتمت بحزم :
– كف عن كلامك هذا و أخبرني بماذا تشعر ؟
آركان بتعب وهو يضع يده على رأسه :
– صداع شديد و ألم في سائر جسدي.
كادت تتكلم لكن كرق الباب و دلفت الممرضة اعطته الحقنة ثم قالت بابتسامة :
-اعطيتك ابرة مخدر سيزول الألم الآن و لن تشعر بشئ.
أومأ و لم يجبها فخرجت بينما نظرت له نازلي و تمتمت :
– لكن من هذا الذي صدمك بالدراجة ؟ اظن انه حادث مفتعل.
آركان بصوت قاتم وهو ينظر للفراغ بشرود :
– لا اعتقد ذلك.
– حسنا على اي حال انا حفظت رقم الدراجة لن تجد صعوبة في إيجاده اذا أردت رؤيته فهو هرب مباشرة بعد الحادث.
حول ناظريه إليها بشيء من الحدة :
– كم هو الرقم ؟
نازلي بتعجب من نبرته و ملامحه فهي لم تراه هكذا مسبقا :
– ااا 52078165 و بالمناسبة كان يضع خوذة على رأسه.
قبض على يده بعنف حتى برزت عروقها اغمض عيناه يحاول تمالك أعصابه فهو لا يريد اخافة نازلي بعصبيته….. فتحهما مجددا و ابتسم قائلا :
– لا يهم….. بالمناسبة أخبريني هل خفت علي انا اتذكر جيدا كيف ركضت اتجاهي و كنت تصرخين طلبا للإسعاف…. هل وقعت في غرامي ام ماذا ؟
أجابته نازلي بضحكة استنكار :
– وقعت في حبك ؟ لماذا من تظن نفسك ؟
آركان بابتسامة عابثة :
– ربما لأنني وسيم لدرجة تجعل اي فتاة تغرم بي…. هل تنكرين ؟
لم تتكلم بل نقلت عينيها لوجهه الوسيم و شعره الاسود الكثيف و الناعم ثم لحيته الخفيفة و ذراعاه المتكدستان بالعضلات و ايضا عضلات بطنه و صدره المفتولة حقا هو وسيم و جسده يمتلك مرونة تليق به كرياضي.
افاقت من تأملها على غمزة آركان وهو يهمس بخبث :
– بماذا تنظرين الي هكذا عزيزتي هل اقتنعت انني وسيم.
حمحمت و ابعدت وجهها عنه و هي تردد :
– لا أرى سوى الكدمات و الجروح…. لكن وجهك لا بأس به ، بالمناسبة مالموضوع الذي كنت تريدني من أجله ؟
– اي موضوع ؟
قالها آركان باستغراب فأردفت :
– أخبرتني البارحة بأنك تريدني من أجل موضوع مهم ماهو ؟
تذكر آركان كذبته التي جعلها حجة ليلتقيها تنحنح و لم ينقذه سوى فتح الباب و دخول والده ووالدته و آسيا و مراد ايضا ، اقتربت منه والدته شمس و أمسكت وجهه وهي تسأله بدموع :
– حبيبي هل أنت بخير ؟ مالذي حدث لك و…
قاطعها بابتسامة واهنة وهو يمسح دموعها :
– انا بخير يا أمي لا تقلقي هذا مجرد حادث بسيط.
امجد بصوت رخيم :
– من تسبب في ذلك قل لي إسمه و سأجعله يخاف القيادة مجددا.
أجابه آركان بإيجاز :
– لا داعي لن اتخذ اي اجراءات قانونية ضده فهو لم يقصد….. تعالي يا آسيا لماذا تقفين بعيدا.
اقتربت منه و قالت بحنان :
– بماذا تشعر الآن ؟
اجابها بابتسامة :
– بصداع خفيف لا تقلقي ، أين أخي ؟
رد عليه أمجد هذه المرة :
– سافر لأنقرة من أجل العمل.
هز رأسه و لم يعلق اطمئن عليه الجميع و نازلي تنظر إليهم بصمت حتى لاحظتها شمس فسألت باستغراب :
– من أنت ؟
حمحمت بإحراج فقال آركان بضحكة صغيرة :
– هذه من أنقذتني و أوقفت النزيف و أحضرتني للمستشفى.
ظهر على وجه أمجد الاستنكار مؤكد انها احدى حبيباته و أنقذته لتنال الثناء….. بادرت آسيا بالكلام :
– شكرا لك… هل تعرفان بعضكما البعض ؟
نازلي بعفوية :
– نعم إلتقينا مرة في مض ااا….
قاطعها مراد بسرعة :
– أشكرك يا آنسة.
نازلي باستغراب من توتره :
– العفو.
تنهد آركان براحة لقد كانت على وشك ان تذكر المضمار أمام والده….. طرق الباب فجأة و دلف الطبيب نظرت إليه نازلي بدهشة :
– أبي ؟!!
اقترب منها جلال بسرعة :
– نازلي أخبرتني الممرضة أنك هنا هل أنت بخير ؟
نازلي مطمئنة إياه :
– انا بخير….. لقد رأيت هذا الشاب يتعرض لحادث فأسعفته و أحضرته هنا.
رمقه بهدوء مغمغما :
– حمد لله على سلامتك.
أمجد بغرور :
– اذا انت هو الطبيب المشرف على حالة إبني ؟ أتمنى ان يتلقى معاملة تليق به كإبن أتان اوغلو.
رد عليه جلال بابتسامة حادة :
– لست الطبيب المشرف عليه انا مالك النشفى و مختص في الجراحات العصبية لكن لا تقلق المستشفى يقدم أفضل رعاية لجميع المرضى سواء كانوا أشخاصا عاديين أو حتى أبناء آل اوغلو يا سيد.
توتر الجو فهتفت نازلي مغيرة الموضوع :
– أبي انا أريد رؤية ماما هيا لنذهب.
تنهد و هز رأسه بإيجاب نظرت هي ل آركان و قالت :
– حمد لله على سلامتك الى اللقاء.
– وداعا.
خرجت هي مع والدها بينما تشدق أمجد ببرود :
– لم أكن أعلم انك تعرف هذا النوع الرديئ من الفتيات.
آركان بحدة :
– لاداعي للتكلم عنها هكذا لولاها لما كنت تراني بحالة جيدة الآن يا والدي و بالمناسبة نازلي ليست كما تظنها !!
تجاهل كلامه و تمتم بحدة مماثلة :
– أسعفتك لكنها لم تنقذ حياتك لاداعي للمبالغة !!
كاد يتكلم لكن نظرات أمه المحذرة من مجادلته اوقفته تنهد بعمق ليسيطر على أعصابه ثم لف وجهه للإتجاه الثاني.
طرق الباب ثانية و دخل الطبيب المشرف عليه اجرى له فحوصات ثم هتف وهو يدرس التقرير :
– حالته جيدة الآن و يمكنه الخروج ان أراد لكن يجب الإعتناء به جيدا مع اعطاء الحقن الازمة و كذلك عدم ممارسة أي مجهود ولو كان صغيرا.
أمجد بصوت رخيم :
– أليس من الأحسن ان يظل هنا اليوم.
شمس موافقة إياه :
– أجل هكذا سنظمن تقديم الرعاية الازمة إليه.
نظر آركان ل آسيا و غمز لها فابتسمت و قالت :
– لا داعي يا أبي انا سأعتني به جيدا ولن أغفل عنه دقيقة في المنزل سنكون مطمئنين عليه أكثر.
آركان : نعم لا داعي لأبقى هنا سأمل كثيرا ثم ان زوجة أخي طبيبة أيضا و تعرف الازم.
زفر أمجد بضيق ووافق على مضض ثم غادر الغرفة و خلفه شمس و الطبيب أيضا ليأخذا تصريح الخروج ، رن هاتف آسيا و كان زوجها أنس المتصل فتمتم آركان بنبرة جادة :
– لا تقولي له ماحدث لا أريده أن يقلق علي.
– حسنا ، بالإذن.
خرجت هي أيضا فالتف مراد له و تشدق باستجواب :
– هذا ليس حادثا عاديا أليس كذلك إنه مفتعل…. من قام بذلك ؟؟
زفر مغمغما بصوت قاتم وقد احتدت عيناه مظهرة شخصيته الحقيقية :
– كان مقنعا لكن أعلم انه يوسف الحقير.
– كيف هذا من الممكن ان يكون شخص آخر.
هتف بها مراد في تعجب فأجابه بإيجاز :
– نازلي أخبرتني رقم الدراجة و طبعا لأن يوسف أحمق و غبي لم يخفي رقم دراجته….. لا بأس سأتفرغ له عندما اتعافى كليا.
مراد بمكر :
– لكن قل لي من الفتاة التي كانت هنا هل هي حبيبة جديدة ام…
قاطعه بحدة شرسة :
– تكلم عنها بإحترام لكي لا نخسر بعضنا يا مراد !!
مراد بتعجب :
– أنا كنت أمزح لماذا غضبت هكذا ؟ هل تحبها !!
هتف بالجملة الاخيرة بتفكير فرد عليه آركان بابتسامة :
– لا أعلم…. لكن منذ أن رأيتها اول مرة من أسبوع تقريبا و انا أفكر بها و اتصلت بها البارحة وطلبت منها ان نلتقي لنتحدث لكن انظر ماحدث تبا.
صمت مراد ولم يتكلم فطالعه آركان باستغراب و تساؤل لينفجر الآخر ضحكا حتى ادمعت عيناه ، تمتم آركان من بين أسنانه :
– هل تسخر مني أيها ال….
قاطعه مراد بضحكة عالية :
– هههههه أنت من كنت تهزأ مني لأنني أحب فتاة رأيتها مرات قليلة فقط و ههههههه انت الآن معجب بفتاة رأيتها مرة واحدة ؟! ههههه ألم أخبرك انك ستقع يوما في حب فتاة في ظروف غريبة.
ابتسم رغما عنه ثم ردد بغرور :
– على الأقل لست مثلك أراقب حبيبتي بصمت منذ اكثر من سنة.
حمحم مراد و عدل لياقة قميصه باستفزاز :
– تحدث عن نفسك لقد كلمتها اليوم و أخبرتها بمشاعري و اقترحت عليها ان نكون أصدقاء كفترة تعارف و هي وافقت.
رفع حاجبيه بإعجاب هاتفا :
– اممم نطق الحجر أخيرا لست سيئا.
ضحك و قال :
– لكن أخبرني أين التقيت بهذه الفتاة ؟
تنهد آركان و قص له ماحدث يوم ان كلمته بدلا من خطيب صديقتها و هو فاز من أجلها مع انه كان متفقا مع يوسف على الخسارة ، انتهى فصاح مراد بصدمة :
– هذا يعني أنك فزت بالسباق و خسرت مبلغا ضخما من المال من أجلها ؟؟!!
– هههههه و لم أندم.
نفى برأسه بعدم رضى وكاد يتكلم لكن دلف والده و أخبره بأنه سيخرج بعد دقائق ، ساعد مراد آركان في النهوض و ارتدى ملابسه و خرج من المشفى منطلقا لفيلا أتان اوغلو….
______________________
بعد مرور 3 أسابيع.
كثرت لقاءات مراد و فتون و أصبحا صديقان مقربان لم يتكلم معها مراد حول موضوع مشاعره اتجاهها فكونها قبلت صداقته فهذا جيد جيدا و لاداعي لإفسادها بشيئ لا تحبه.
سارت حياة الآخرين بشكل طبيعي تحسنت صحة آركان كثيرا و عاد مثلما كان في السابق اما نازلي فلم تلتقي به مجددا او حتى يتصل بها حسنا هي استغربت فلقد كانت تتوقع أن يكلمها خاصة انها كانت تفكر به طوال هذه الأيام.
______________________
صباح يوم جديد.
في احدى المستودعات كان يوسف يجلس مع اصدقائه يضحكون و يسخرون على أحدهم.
يوسف بضحكة ثقة :
– مؤكد أنه خاف مني اعلم انه يعرف أنني من تسبب في الحادث لكن المسكين المدلل لا يملك الجرأة لمواجهتي.
ارتفعت الضحكات ثانية و قال صديقه :
– من الطبيعي أنه سيخاف آركان مدلل تافه لا يعرف كيف يتصرف من غير والده لقد لقنته درسا لن ينساه.
ساد الصمت فجأة عندما سمعوا صوت باب المستودع الحديدي يغلق تحولت نظراتهم اليهم وجدوا شابا يقف موليا ظهره وهو يوصد الباب ، وقف يوسف بسرعة و صاح :
– من أنت يا بطل ؟؟
ابتسم بتهكم ثم احتدت قسمات وجهه و صوت اصطكاك أسنانه يسمع التف لهم ليظهر أنه آركان فتراجع الشباب للخلف.
غمغم آركان بنبرة حادة مخيفة و هو يخرج مسدسه :
– أنا عملك الأسود !!
_____________________
نوفيلا نبض القلب 💓
الفصل الرابع : مشاعر متداخلة !!
______________________
بمجرد رؤية يوسف ل آركان وهو يقف بغروره المعتاد لكن وجهه هذه المرة تكسوه ملامح الانفعال و العصبية برغم نبرة صوته الهادئة تراجع خطوة للخلف وهو يسأله بترقب :
– مالذي تقصده بكلامك ؟ ولماذا انت هنا ؟
ابتسم آركان بسخرية حادة و تشدق ب :
– بالنسبة لكلامي فأنا اقصد ان حياتك ستنتهي اليوم…. اما بالنسبة لوجودي هنا بالطبع انا جئت لألقنك درسا لن تنساه و لنرى ان كنت ستنجوا مني ام أنك لا تعرف سوى التخفي و الطعن في الظهر ؟؟
ضحك يوسف و قال وهو يقترب منه :
– اممم هذا يعني انك علمت انني الدراج المقنع الذي قام بدهسك جيد يا ابن أتان اوغلو لم تخيب ظني…. على كل هذا كان درس صغير لك لتتجنب التلاعب معي والان اذهب لا تحاول ان تكون شجاعا ايتها الصغير المدلل و لا تلعب بمسدس الأطفال ههههههه.
ارتفعت ضحكات اصدقائه و فجأة ساد الصمت عندما ترنح يوسف و سقط على الارض أثر اللكمة العنيفة التي تلقاها من قبضة آركان وضع المسدس جانبا و مرر اصبعه على ذقنه مبتسما بشر و توعد :
– حذرتك من التذاكي علي و التعرض لي من قبل لكنك لم تستمع لكلامي فلتجرب عقاب المدلل اذا…. انهى كلامه وهو يركله بعنف في بطنه صرخ يوسف بتألم في نفس الوقت الذي هرع الشباب ليضربوا آركان تقدم الاول منه و رفع يده ليلكمه لكن آركان امسك ذراعه بأكملها ولواها دفعه على الحائط بقوة فأطلق الاخر صيحة متوجعة وهو يمسك رأسه المصاب…. تقدم منه الاخر رافعا السكين توقف آركان عن الضرب فقال الشاب بانتصار :
– توقف وإلا ستندم.
ضحك بخفة وفي مجرد ثواني كان السكين في يده مرر على ذراع الشاب بسرعة ليصرخ الأخير وهو يرى الدماء على ذراعه !!!
بقي شابان فقط ركضوا نحوه ليمسكوه لكن بدلا من ذلك امسك آركان بهم و صدم رأس الأول في رأس الثاني ثم دفعهم على الارض و انهال على الجميع باللكمات و الركلات و يوسف ينظر له بفزع….. ابتعد عنهم وهو يتنفس بقوة ليزمجر بشراسة :
– من يريد العيش فليخرج من هنا و إياكم أن أرى أحدا مجددا !!!
نهض أصدقاء يوسف بصعوبة وركضوا للخارج بدون نقاش تاركين اياه مع آركان بمفرده ابتسم بطلنا بخبث و في رمشة عين كان يقبض عليه من ياقة قميصه و يسحبه لينهض دفعه على الحائط و لكمه صارخا بنبرة مميتة :
– لقد حذرتك أكثر من مرة نصحتك بعدم العبث معي لكنك لم تسمع !!
يوسف وهو يلكمه أيضا :
– و انا حذرتك من التلاعب معي لست نادما على جعلك تبكي كالنساء !
جز على اسنانه بغل و انهال عليه بالضرب وهو يصيح بحدة :
– انت ايها ***** من تهاجم من الخلف و تعود لتبكي كالنساء أيها الجبان لن أتركك حيا أيها الحقير.
سقط يوسف على الارض بعدما خارت قواه نظر بطرف عينه لمسدس آركان الذي وضعه جانبا قبل ان يبدأ الشجار… ابتسم بمكر ثم رفع رأسه ل آركان بخوف مصطنع :
– أنا اعتذر أرجوك سامحني لن اكررها ثانية اقسم لك !!
ضيق الاخر عيناه الحمراء بشكل مخيف و عبث بشعره ثم تراجع للخلف وهو يغمغم :
– لن أصفح عنك اذا حاولت اغتيالي ثانية !!
إستدار و أولاه ظهره في نفس اللحظة التي مد فيها يوسف يده الى المسدس ليقف سريعا و يضرب رأس آركان من الخلف صاح بصوت مكتوم و إستدار اليه وعيناه تشعان شررا ، رمقه بحدة وهمس بنبرة مخيفة :
– لن تتغير…..ستظل تهاجم من الخلف طيلة حياتك !!
يوسف وهو يشير للمسدس في يده :
– مالذي اعتقدته ؟ أنني سأخاف و ألوذ بالفرار ؟ او أنني سأسمح لك بإيذاءي لا تنسى مع من تتعامل يا آركان أخبرتك ان تذهب و أنك مجرد صغير مدلل لن يستطيع القتال لكنك صممت على لعب دور البطل الشجاع ههههه والآن استعد لتموت بسلاحك يا صغيري.
بقي ينظر إليه بثبات وعيناه لم ترمشا قط ضغط يوسف على الزناد وهو يبتسم بحقارة لكن فجأة تلاشت إبتسامته فلماذا لم تطلق الرصاصة ؟!!!
لم يدع له آركان فرصة للاندهاش رفع قدمه ليد يوسف وضربها بقوة فطار المسدس بعيدا عنهما لكمه ثم ركل بطنه وهو يضحك و يردد :
– مبارك عليك المقلب يا صغيري هذا المسدس مثلما قلت لعبة اطفال !!
نظر له يوسف بفزع حقيقي هذه المرة و بلع ريقه وهو يتوسله :
– س….سامحني…. أرجوك اعدك انني لن افعل شيئا كهذا مجددا بل لن تراني نهائيا أعدك لكن اصفح عني ارجوك !!
طالعه ببرود للحظات ثم مط شفته باشمئزاز وهو يبتعد :
– حسنا سأكون أفضل منك بالرغم من أنني لا أسامح عادة لكن سأصفح عنك هذه المرة لا أريد تلطيخ يدي بدمك….. ؤفع اصبعه في وجهه محذرا :
– لكن أقسم لو رأيتك مجددا سيكون هذا آخر يوم في حياتك و بالنسبة لهذا المستودع اعتقد انه مستودع والدك صحيح و اذا احترق بما فيه ستصبحون متسولين و بالطبع انت لا تريد هذا أليس كذلك ؟!!
اومأ بسرعة فابتسم آركان وهو بنظر لحالته المزرية أخذ المسدس المزيف و هتف :
– الى الوداع اتمتى ان لا أرى وجهك مجددا.
يوسف بسرعة :
– لن تراني أقسم لك.
هز رأسه برضى ثم تحرك و غادر المستودع ركب دراجته النارية ووضع الخوذة عاى رأسه و انطلق بها بأقصى سرعة…..
______________________
في كلية الطب.
خرجت نازلي مع فتون بعد انتهاء المحاضرة وكانتا تتحدثان.
نازلي بضحكة استغراب :
– يعني ذلك الشاب يحبك منذ سنة كاملة و ظل يراقبك بصمت طيلة هذه المدة ؟! ههههه أشعر وكأنني اقرأ احدى الروايات.
وكزتها فتون في كتفها ضاحكة :
– ههههه دعك من الروايات عزيزتي و عيشي واقعك الحياة الواقعية ليست كالخيال.
مطت شفتها بعدم رضا من كلامها لكنها قالت :
– معك حق لكن ااا….
قاطع كلامها صوت احتكاك عجلات في الارض بعنف انتفضت بخضة و استدارت لتجد احدهم على دراجة نارية سوداء يرتدي كل شيء أسود البنطال و السترة الحلدية و الحذاء حتى الخوذة…. لم تأخذ وقتا للتعرف على هويته بل ابتسمت بعدم تصديق و قالت :
– آركان هذا أنت ؟!
نزع الخوذة لتظهر ابتسامته الساحرة عبث بشعره و تمتم :
– نازلي !!
ابتسمت أكثر ولم تجب بينما طالعتهما فتون باستغراب :
– من هذا يا نازلي ؟؟
اجابتها بعدما استعادت نفسها :
– هذا آركان…. احم الشاب الذي أخبرتك عنه.
شهقت فجأة عندما قفز آركان من الدراجة وهو يقول :
– حدثتها عني ؟؟ هذا يعني أنك وقعت في حبي !!
نظرت له باستغراب و استنكار :
– أخبرتها عن الشاب الذي تعرض لحادث و انا أسعفته و تأخرت عن المحاضرة ذلك اليوم و الدكتور أحرجني !!
كتم ضحكته ثم نظر لفتون و قال وهو يدقق في ملامحها :
– أعتقد أنني رأيتك من قبل …… لكن أين ؟
رفعت فتون حاجبيها بتعجب و قبل ان تتكلم سمعت صوتا رجوليا من الخلف يقول :
– آركان مالذي تفعله هنا ؟؟
استدار له ليجده مراد ابتسم و قد تذكر من تلك الفتاة :
– أهلا مراد لماذا أنت هنا.
فتون بدهشة :
– هل تعرفان بعضكما ؟؟
أجابها آركان بضحكة :
– نعم نحن اصدقاء طفولة.
مراد بابتسامة وهو يهمس بصوت لا يسمعه :
– مالذي فعلته بيوسف و اصدقاءه ؟
رد عليه ببرود :
– لم افعل شيئا سوى نصحهم و إرشاده تعلم أنني لا أحب العنف !!
ضحك بخفوت و نظر للفتاتان اللتان تنظران لهما باستغراب تحركت نازلي لتذهب لكن آركان اعترض طريقها :
– الى أين انت ذاهبة ؟
نازلي بتحذير وهي تلتفت يمينا وشمالا خوفا من انتباه احدهم لها :
– و ماشأنك ؟؟ هيا ابتعد عن طريقي وكف عن هذه التصرفات الطفولية.
هز مراد رأسه و أشار لفتون ب الذهاب معه ابتسمت الأخرى و تشدقت ب :
– نازلي عزيزتي انا ذاهبة الان الى الوداع أراك غدا.
هزت نازلي رأسها نفيا وكادت تمنعها لكن آركان سد عليها الطريق بجسده الطويل الضخم زمت شفتها بحنق و همست :
– مالذي تريده ؟!!
– لماذا لم تسألي عني طوال هذه الأسابيع ألا أعني لك شيئا ؟
اغمضت عيناها تتنفس بقوة ثم فتحتهما و أجابت بنبرة هادئة :
– اعتقد انك كنت بصحة جيدة ثم انا سأسأل عنك بصفتي من ؟
بابتسامة بسيطة رد عليها آركان :
– صديقتي ؟
ابتسمت رغما عنها و سألته :
– ومن قال أنني صديقتك ؟
– أنا !!
هتف بها في تلاعب لترفع احدى حاجبيها بدهاء :
– انت تتذاكى علي أليس كذلك ؟
همس بنبرة مضحكة بعض الشيء :
– نعم…. ما رأيك ؟
و لثاني مرة تضحك من تصرفاته حسنا هي سعيدة لأنها تراه واقفا على قدميه و بصحة جيدة لا تعلم ما هذا الاحساس الذي غمرها بمجرد رؤيته لكن فسرت ذلك بأنه تعود….. مع انها لم تتعامل معه سوى مؤة واحدة او مرتان و من ذلك الوقت لن تراه لحد الآن !
افاقت من شرودها على طرقعة اصابع آركان امام وجهها نظرت إليه فقال بابتسامة :
– مابك…. هل تفكرين بي ؟
نازلي :
– ولما سأفكر بك ؟
ضحك و غمغم وهو يطالع عيناها المشابهة للون العشب :
– ربما لأنك ااا….
قاطعته نازلي وهي تحرك يدها في الهواء :
– حسنا لا أريد تفسيرا غريبا اخترعته هيا قل لي لماذا أتيت الى هنا هل هناك شخص تود مقابلته ؟
– نعم فتاة التقيت بها البارحة و أصرت علي لأراها هنا فهي طالبة في هذه الجامعة ايضا.
ضيقت عيناها و عضت على شفتها بحنق انتقل نظر آركان لموضعهما و بلع ريقه بصعوبة خاصة عندما بدأت تحركهما وهي تتكلم بخنق :
– و بما أنك على موعد بإحداهن لماذا تقف معي الآن ؟ هيا اغرب عن وجهي.
تحركت و تجاوزته لكنه جذبها من ذراعها وهو يضحك بعلو صوته و يردد :
– هههههههه تعالي الى هنا أنا امزح لماذا كل هذا الغضب صغيرتي ؟
– لست صغيرة !!
قالتها بغضب ليتشدق آركان باستفزاز :
– ألم تلاحظي فرق العمر بيننا و ايضا فرق اجسادنا أيتها الصغيرة انا استطيع سحقك بإصبعي الصغير.
لم تتكلم بل حركت عيناها لتتأمله فهو حقا أطول منها بكثير و ايضا جسده ممشوق و ضخم باعتباره رياضي يمارس جميع انواع الرياضات و أجمل مايميزه هي تلك العروق النافرة من عنقه و ذراعيه مع انه هادئ فكيف ستصبح تلك العروق ان غضب….. لا من المستحيل ان تكون شخصية مرحة كهذه تغضب هي لا تستطيع تخيله عصبيا او ماشابه ربما لأنها كلما تراه تراه يبتسم و يضحك……ارتفعت بعينيها لوجهه ذقنه الخفيفة و انفه الحاد الملائم لوجهه و بشرته الخمرية و ابتسامته التي تزيده وسامة و عيناه الحاد و حاجباه الأكثر حدة بالاضافة لكثافة شعره ونعومته.
أيضا آركان كان يتأملها ابتداء من عينيها باللون الاخضر الداكن و شعرها البني الحريري الطويل و بشرتها البيضاء كالحليب و انفها الصغير المدبب و شفتاها الورديتان لون يجذبك لإلتهامها…. نزل بعينيه لجسدها ليس ممشوقا للغاية و ايضا ليس ممتلئا وهذا يعود لقصر قامتها لكن شكلها رائع و مثالي و اجمل مافيها هي ضحكتها التي تسحره و روحها الجميلة سحقا لقد بدأت مشاعره تسلك طريقا لطالما حاول الابتعاد عنه.
افاق من تفكيره على صوتها وهي تسأله بتعجب :
– آركااااان فيما أنت شارد ؟!!!
أمسك كتفيها فجأة و همس :
– نازلي انا احبـــــــك !!
نوفيلا نبض القلب 💓
الفصل الخامس : أصدقاء !!
_______________________
افاق من تفكيره على صوتها وهي تسأله بتعجب :
– آركااااان فيما أنت شارد ؟!!!
أمسك كتفيها فجأة و همس :
– نازلي انا احبـــــــك !!
شهقت بصوت مكتوم وفتحت عيناها بإتساع لتهمس :
– م….ماذا ؟!
لم يتكلم بل بقي يتطلع إليها فتابعت :
– مالذي تقوله آركان ؟
مط شفته بابتسامة ثم انفجر ضحكا وهو يبتعد عنها نظرت له بتعجب فهمهم من بين ضحكاته :
– ههههه انظري لنفسك كيف تبدين هههههه شكلك مضحك وانت مصدومة هكذا ههههه.
ضيقت نازلي عينيها و ضمت ذراعيها لصدرها لتقول :
– انت تمزح إذا…… بالمناسبة مزاحك ثقيل جدا.
توقف آركان عن الضحك و اقترب منها ليهمس بغمزة :
– كل كنت تريدين ان يكون كلامي حقيقيا ؟
– نعم.
هتفت بها وهي تنظر له بحب اختفت ابتسامة آركان وحدق بها في اندهاش لتضحك الأخرى قائلة :
– ههههه أرأيت كم هو سهل خداعك و انك لست الوحيد من تجيد المزاح هههههه.
حمحم آركان ثم عبث بشعره و تشدق ب :
– حسنا تعلمت هذا مني ف انت لا تجيدين المزاح أصلا ولا تعرفين طريقة العيش.
تفاجأت نازلي من كلامه و سألته باستغراب :
– طريقة العيش ؟ ماذا تقصد ؟؟
– ليس من الائق ان نقف عند بوابة الجامعة ونتحدث هيا لنذهب لمكان آخر.
قالها وهو يركب دراجته فتجهمت ملامحها و ترددت في القبول لكنه لم يدع لها الفرصة بل امسك يدها ضاحكا :
– نازلي لا تخافي أنا لن اخطفك ثم انا سآخذك الى مكان عام لا داعي للخوف.
نازلي بتوتر :
– لست خائفة لكن….. تنفست بعمق و استطردت :
– حسنا هيا.
ركبت خلفه و تركت بينهما مسافة ابتسم آركان و قال :
– بالمناسبة اذا أردت ان تموتي فأنصحك بالموت بعيدا عني.
نازلي بدهشة :
– ماذا ؟! ماقصدك ؟؟
أجابها وهو يضع الخوذة على رأسه و يعطيها خوذة أيضا :
– اقصد انك تجلسين على طرف المقعد و ستقعين هكذا….. ما رأيك ان تتمسكي بي هههههه.
وكزته في كتفه بغيظ ووضعت الخوذة على رأسها اقتربت منه قليلا ومدت يديها بتردد ، احاطت خصره من الخلف و هي تشعر بنار تشتعل في وجنتيها اتسعت ابتسامته اكثر خاصة بعد سماعه لصوت أنفاسها المتسارعة و تأكد من احراجها وهي مقتربة منه هكذا ، انطلق بالدراجة بسرعة فائقة وهي تتمسك مال للجانب قليلا فصرخت نازلي برعب :
– آركااااان سنقع لا تفعل هذا ارجوووك !!
قهقه آركان ثم نزع الخوذة لتبدأ خصلات شعره بالتطاير مع الهواء بقوة رفع يداه عاليا و صرخ :
– الحياة جميلة نازلي لا تعقيدها عزيزتي !!
صاحت بخوف وهي تردد :
– عااااا اللعنة عليك انظر أمامك أيها المجنون سنتعرض لحادث !!
ضحك و فتح عيناه و زاد في السرعة بعدما نزعت نازلي الخوذة أيضا و شعرها يتطاير بقوة بفعل الرياح رغم خوفها لكنها تشعر بشيء رائع لم تحس به من قبل وكأن قيود الحياة تفككت و أصبحت حرة طليقة تشعر وكأنها تعيش لأول مرة !!!
بعد مدة توقف فجأة فارتدت للأمام واصطدمت به شهقت و ابتعدت وهي تهتف بأنفاس لاهثة :
– يا الهي كاد قلبي يتوقف !!
آركان بغمزة :
– أراهن على أنك لم تركبي دراجة نارية من قبل صحيح ؟
ابتسمت وهي تهز رأسها بنعم مد آركان يده و تمتم :
– هيا ؟
نظرت ليده ثواني ثم أمسكت يده و بدآ يمشيان في الشارع و يمزحان حتى قال لها آركان وهو يشير الى مجموعة من الاطفال يقومون بحركات بهلوانية و حولهم جمهور غفير يصفقةن لهم :
– انظري مالذي هناك هيا لنذهب و نشاهدهم نازلي !!
أجابته بنفي و استنكار :
– بالطبع لا يا آركان ماذا لو رآني احدهم هنا سيقول ان ابنة الطبيب تقف و تلعب في الشوارع.
رفع احدى حاجبيه بتمعض واستنكار ولم يعلق تابعا سيرهما حتى قاطعه مجددا بسؤاله :
– هل تعلمين ماهي مشكلتك ؟
نظرت له نازلي ب اهتمام :
– ماذا تقصد أي مشكلة هذه ؟؟
توقف عن السير و قال لها :
– شخصيتك مملة و مصطنعة كثيرا انت تريدين اللعب و المرح لكنك تخافين على مظهرك ، أنا ايضا إبن أكبر رجل أعمال في البلاد لكن مع ذلك أفعل ما يحلو لي ولا أهتم بنظرات الناس.
نازلي بغيظ وهي تضع يديها حول خصرها :
– أنا لست مملة بالعكس أنا مرحة يا آركان !!
لم يعلق عليها و اكتفى بابتسامة سخرية فتابعت مؤكدة :
– كوني أهتم بمظهري هذا لا يعني انني مملة.
– أثبتي لي ذلك….. سأقوم ببعض التحديات و عليك ان تفوزي لتثبتي صحة كلامك !!
قالها بثقة لترد عليه بثقة مماثلة :
– موافقة.
_______________________
في إحدى المطاعم.
امسك يدها و تشدق بحماس :
– هيا لا ترفضي سنستمتع كثيرا يا فتون.
نظرت فتون ليده المحتضنة ليدها ثم سحبتها و قالت بخفوت و تردد :
– لكن أنا لست متعودة على اجواء السينما و ام اتعود على الخروج مساء بمفردي يا مراد.
مراد بعبوس :
– لكنك ستكونين معي وليس بمفردك ….. ألا تثقين بي ؟
أجابته باندفاع و سرعة :
– ليس هذا ما أقصده….. حسنا سآتي معك.
ابتسم بانشراح صدر و فجأة رن هاتفه وكان أنس فتح الخط بسرعة :
– نعم يا أنس.
– أهلا مراد هل انت مشغول الآن ؟
أجابه وهو ينظر لفتون :
– ليس تماما لكن لماذا تسأل ؟؟
أنس بضيق :
– تعال الى منزلنا بسرعة هناك اشياء متعلقة بالعمل.
زفر مراد و اجاب بمضض :
– سأكون عندك في غضون دقائق ، اغلق الخط و طالعها قائلا :
– أنا اعتذر علي الذهاب الآن.
فتون بقلق لم تحاول اخفاءه :
– هل هناك شيئ ؟
ابتسم مراد و غمغم وهو ينهض :
– لا شقيق آركان اتصل به و يحتاجني في بعض الأمور انا آسف لتركك لكنني مضطر ، سأذهب الان و آتي لأقلك من منزلك الساعة 8 مساء كوني جاهزة.
فتون بابتسامة :
– انا اتفهم الأمر و بالطبع سأكون جاهزة ، مع السلامة.
– مع السلامة.
هتف بها في استعجال وهو يخرج من المطعم ركب سيارته بضيق فهو من عزم فتون وليس من الائق ان يتركها بمفردها لكن الحمد لله انها لم تنزعج و تقبلت الوضع.
انطلق بسيارته و بعد دقائق وصل لفيلا أتان اوغلو ترجل من سيارته و دلف سمع صوت شجار يأتي من غرفة المكتب فقضب حاجباه باستغراب و طرق الباب ثم دخل ليجد أمجد يوبخ أنس و يقول :
– أين كنت أنت عندما ذهب ذلك الملعون ليرفع قضية ضدنا ؟!!!
أنس وعيناه في الأرض :
– أبي انا لم اتوقع انه سيقدم شكوى حقا كنت اظن ان…..
قاطعه أمجد بسخط جلي وهو يجلس على كرسيه :
– إخرس لا أريد سماع تفاهاتك.
حمحم مراد و قال :
– هل من الممكن ان اعلم مالذي يحدث هنا لماذا انت غاضب هكذا يا عمي ؟
أمجد بغضب :
– أحد المهندسين سقط من الطابق الاول اثناء بناء احدى العمارات و رفع شكوى ضدنا يتهمنا فيها بالاهمال و أيضا سوء الأدوات التي نعمل بها قدمنا له مبلغا من المال ليصمت لكنه رفض و قال بأنه لن يتخلى عن قراره.
اندهش مراد لكن تمالك نفسه وقال :
– هل لديه ما يثبت ذلك ؟
اجابه انس هذه المرة :
– نعم ذهب لإحدى المستشفيات و قدم له الطبيب تقريرا بحالته الصحية و لسوء الحظ كان العامل متضررا فعلا….. هذا التقرير سيقضي علينا لا محالة !!
أمجد بشرود و حقد :
– ذلك الدكتور جلال اوزغان هو من جهز التقرير باقي الأطباء رفضوا بطلب مني لكن لم أستطع شراء المدعو بجلال…. اللعنة عليه.
مط مراد شفته بضيق من تفكيره ألا يكفي ان عاملا سقط وتضرر وفوق كل هذا يمنعه حتى من أخذ حقه ….. تنحنح و تشدق بجدية :
– لا تقلق يا عمي لن يحدث شيئ سيئ سأعمل على تحسين الاوضاع اعدك.
هتف أمجد و كأنه تذكر شيئا :
– لحظة أليس الطبيب جلال اوزغان هو نفسه من التقينا به يوم حادث آركان ؟ اتذكر ان صديقة إبني هي نفسها ابنة الطبيب يمكننا الاستفادة من هذا !!
أنس و مراد بدهشة :
– كيف ؟
أمجد بتجاهل لسؤالهم :
– أين آركان الان انا اتصل به منذ ساعات لكنه لا يجيب متى سيتوقف عن التسكع في الشوارع هذا الطفل المتهور ؟!!
أخرج أنس هاتفه وهو يقول :
– سأحاول الاتصال به مجددا.
طلب رقمه لكنه كالعادة لا يجيب زفر بضيق و نظر لوالده :
– فصل الخط.
أمجد بعصبية غير مبررة :
– اذهب من وجهي يا أنس يا أنس لا أريد رؤيتك الان سحقا لك…. هيا إذهب !!
صرخ بآخر جملة فانتفض مراد بينما قبض انس على يده بقوة يحاول السيطرة على أعصابه ، تحرك و خرج من الغرفة وجد شمس و آسيا تقفان بقلق فصوت امجد كان يصل للجميع حدجهم أنس بنظرات غاضبة ثم صعد لغرفته في الأعلى وهو يلعن تحت انفاسه دخل ولم تمر ثواني حتى دخلت آسيا خلفه.
اقتربت منه متسائلة بقلق :
– أنس هل كل شيئ على ما يرام لماذا كان والدي يصرخ هكذا ؟!
اغمض عيناه و قال من بين اسنانه :
– لا شيئ…… اتركيني بمفردي لو سمحت.
آسيا بابتسامة حانية :
– هل سأترك زوجي في هذه الحالة و أذهب ؟ اقتربت منه ووضعت يدها على كتفه و تابعت :
– أخبرني يمكن ان أستطيع مساعدتك و ااا….
قاطعها بصوت عالي وهو يدفع يدها بفضاضة :
– كيف ستساعديني هااا أنت لا تعرفين شيئا سوى الطبخ و التنظيف و الكي و الترتيب لا تفقهين شيئا في الأعمال ثم ان مشاكلي لا تعنيكي لا تتدخلي فيما يخصني يا آسيا !!
انصدمت من كلامه و دمعت عيناها مما تسمعه تراجعت للخلف خطوة ثم استدارت و ركضت للخارج زفر أنس بغضب من نفسه لقد افرغ عصبيته و انفعاله في المسكينة التي كانت تريد مساعدته فقط.
_____________________
في مول كبير و تحديدا في محل خاص بالألعاب تقف نازلي مع آركان و هي تتأمل الألعاب بابتسامة و انبهار.
نظر لها آركان و قال :
– هل أعجبك المحل ؟
أجابته نازلي بسعادة :
– نعم كثيرا هناك ألعاب كثيرة هنا و كلها جميلة خاصة الدباديب…. لكن لماذا احضرتني إلى هنا ؟
– سأشرح لك لكن أولا إختاري ما أعجبك و خذيه.
اومأت وهي تلف عيناها حول المكان ثم ابتسمت و أخذت دبدوب كبير و تشدقت بطفولة و حماس :
– أعجبني هذا الدبدوب إنه رائع سأذهب و أدفع ثمنه.
كادت تذهب لكنه أمسك يدها بعبوس :
– بالمناسبة يستحيل أن أسمح لك بالدفع في وجودي أنا لست رجل كرسي….. المهم هذا لبس موضوعنا الآن.
وضعت يدها حول خصرها و ههمهمت بنبرة مضحكة :
– اذا ماهو موضوعنا سيد آركان ؟ و اكملت بمزاح :
– هل تخطط لأن نهرب من دون ان ندفع ههههه.
– تماما.
هتف بها في نبرة عابثة لتعتدل في وضعيتها و على وجهها علامات الدهشة :
– أنت تمزح صحيح ؟
نفى برأسه و اردف بابتسامة تحدي :
– أنت قلت بأنك شخصية مرحة و ليس العكس ووافقتي على تحدياتي و يجب عليك إثبات ذلك….. ببساطة سنأخذ الدبدوب و نهرب سيكون ممتعا جدا ان نجد الحراس يركضون خلفنا ههههه.
بلعت ريقها و كادت ترفض لكنها صمتت عندما قال آركان :
– أتحداك !!
اخذت نفسا عميقا ثم هزت رأسها و أجابت بتردد :
– حسنا موافقة هيا.
ابتسم و مد يده فأمسكتها و بيدها الأخرى تمسك الدبدوب تحركا بإتجاه المحاسب الذي كان بحانب الباب ، همس آركان بصوت لا يسمعه غيرها :
– عندما أعد لثلاثة اركضي بكل طاقتك مفهوم ؟
نازلي بهمس مماثل :
– حسنا.
حمحم و وقفا أمام المحاسب الذي قال ببرود :
– تفضلوا كيف أساعدكم.
لم تتكلم نازلي و نظرت له بابتسامة بلهاء فقال آركان :
– 1….2…..3 ، اركضي !!
شهقت و أمسكت يده ليبدآ بالركض خارج المول وبمجرد ان تجاوزوا الباب انكلقت أصوات الانذارات تعم المكان انتبه لهم المدير و الحراس الذين ركضوا خلفهم ايضا. صرخ الحارس وهو يركض :
– هيييي انتظروا اللعنة عليكم الى اين تذهبون توقفوا والإ سنبلغ الشرطة.
نظرت نازلي هلفها وجدت الجميع يلاحقهم ارتفعت ضحكاتها و زادت في سرعتها و آركان يضحك بقوة أيضا ليصبحا مجنونان يركضان في شوارع اسطنبول !!!
بعد دقائق طويلة توقفا في شارع منعزل بعض الشيئ انحنا للأمام يتنفسان بقوة و يقهقهان أيضا…… استندت نازلي على الحائط و هي تضع يدها على قلبها وتحتضن الدبدوب باليد الأخرى :
– هههههههه يا الهي ماهذا ههههه لا أصدق انني ركضت في الشارع و الاخرون يلحقون بي لم أجرب هذا الاحساس من قبل لكن صدقا كان رائعا للغاية !!!
ضحك آركان ثم اعتدل و نظر إليها ليغرق في بحر عينيها و يضيع في ضحكتها الساحرة ، اقترب منها ليقف أمامها مباشرة وهي لا تزال تضحك رفع يده بدون شعور و مسح على وجنتها فتوقفت عن الضحك و رفعت رأسها إليه….. انخفض آركان لمستواها وهو يهمس بصوت أجش :
– ذات العينين العشبيتين.
اغمضت عيناها بقوة غير متجاهلة لنبضات قلبها المتسارعة ليس بسبب الركض بل بسبب قربه و أنفاسهم الساخنة التي تلفح بشرتها شعرت بيده تلعب بخصلات شعرها ففتحت عينيها و همست بصوت متقطع :
– ا… آركان.
– هششش ، وضع يدها على فمها و لف ذراعه الفولاذية حول خصرها شهقت بصوت مكتوم و حاولت إبعاده لكنها لم تستطع احتدت عيناها و ضربت صدره بقبضتها الصغيرة لكنه دفعها للحائط اكثر و اكثر وهو يكتم صوتها و يحدق بعينيها.
مرت دقيقتان على هذه الحال حتى سمعت صوتا رجوليا رخيما يقول :
– ليسوا هنا لنذهب.
زفر آركان براحة و ابتعد عنها وقبل ان تتكلم تمتم وهو يلتف حوله :
– لقد ذهبوا لم يعد هناك خطر !!
عقدت نازلي حاجبيها بتعجب :
– عن من تتحدث ؟؟
آركان من بين اسنانه :
– على أبي…. بالطبع على اولئك الحراس لقد كانوا على وشك شعرة من رؤيتنا نختبأ هنا ثم ماهذا الذي كنت تفعلينه هل تعرفين انه لولا أنني كتمت صوتك و خبأتك كانوا سيجدونا و نتعرض لفضيحة كبيرة.
فتحت فمها بدهشة تحاول استيعاب الأمر اذا قربه منها لم يكن سوى محاولته للإختباء وهي من ظنت انه…. ماهذا الغباء.
ضربت جبينها بيدها وهي تلعن تفكيرها ايقضها من شرودها كلامه :
– نازلي لم يكن علي الاقتراب منك لهذا الحد لكن كان يجب أن افعل ذلك لكي لا يلاحظوا وجودنا اتمنى ان تتفهمي الموقف.
اخفضت رأسها وشعرت بتورد وجنتيها لتردف بخجل :
– احم لا بأس.
آركان بضحكة ليغير الموضوع :
– حسنا ما رأيك بالتجربة ؟
نازلي بحماس :
– ممتعة حقا كان هذا رااائعا !!!!
ابتسم ثم أخرج هاتفه و اجرى مكالمة ما وهو يغمغم بجدية :
– إذهب للمول التحاري في شارع ***** و ادفع ثمن لعبة أخذتها من هناك….. من دون اسئلة نفذ ماقلته حالا ! .
اغلق الخط وكاد يتكلم لكنه وجدها تطالعه بابتسامة استغراب لتتشدق ب :
– كم شخصية لديك يا إبن أتان اوغلو ؟
رد عليها آركان بغمزة :
– ستعرفين مع مرور الوقت…. أصدقاء ؟
قالها وهو يمد يده فابتسمت و صافحته قائلة بخفوت :
– أصدقاء.
شعر بالسعادة ثم سحبها خلفه وهو يلتف يمينا وشمالا فهمست له :
– لماذا كنا نركض بدلا من ركوب دراجتك ؟
– للركض متعة خاصة لا يعرفها الجميع عزيزتي.
نازلي بضحكة جميلة :
– نعم معك حق ، على ماذا تبحث ؟
رمقها بطرف عينه وهو يردد :
– عن سيارتي….. انها هناك هيا !!
تحركت معه نحو سيارته الرياضية التي كانت مركونة بجانب بعض الأشجار على طرف الطريق ركباها فسألته نازلي :
– متى تركت سيارتك هنا ؟
آركان بنصف ابتسامة :
– منذ يومين تقريبا….. انا لا أهوى قيادة السيارات بقدر حبي لقيادة الدراجات النارية لذلك لا أستعملها الا نادرا و اركنها في أي مكان يعجبني.
اشاحت نازلي وجهها وهي تحدث نفسها :
– هههه أقسم أنه مجنون تماما !! تنهدت و احتضنت الدبدوب بقوة فرمقها آركان بطرف عينه ثم ابتسم و شغل السيارة……
______________________
في المساء.
في منزل فتون.
كانت تقف أمام المرآة تجهز نفسها ارتدت بنطال جينز اسود و تيشرت أبيض و فوقها سترة باللون الأسود أيضا تركت شعرها الأحمر الناري منسدلا ووضعت بعض الكحل كانت متوترة للغاية فهذه اول مرة تخرج في هذا الوقت ومع شاب و بمفردهما أيضا خاصة مراد الذي تخجل منه لأنها تعلم بأنه يحبها وهي للآن لم تجب عليه سواء بالرفض او القبول.
رن هاتفها و كان مراد يخبرها بأنه امام باب منزلها أغلقت الخط و خرجت من غرفتها كانت والدتها تجهز العشاء و عندما رأتها سألتها باستغراب :
– فتون الى اين انت ذاهبة الآن ؟
فتون بارتباك وهي تشير للباب :
-ااااا امممم احم انا…. ها أنا ذاهبة مع صديقتي للسينما سنحضر فيلما جديدا.
سألتها بتعجب :
– مع من نازلي ؟
– أجل ماما.
ابتسمت أمها بحنان :
– لقد اشتقت لها كثيرا مر وقت طويل منذ ان رأيتها بلغيها سلامي و لا تتأخري.
ابتسمت فتون و قبلت وجنتها ثم هرعت للباب وهي تقول بصوت عال :
– حسنا ماما الودااااع لن أتأخر.
خرجت من الشقة لتجد سيارته مركونة بجانب الباب تماما ركبت و قالت بفزع :
– لماذا تقف هنا ماذا إن رآك أحد ؟
مراد باستغراب :
– مالذي سيحدث ؟؟
ضحكت فتون و قالت :
– مراد هذا الحي و سكانه ليسوا مثلكم اذا رأوك مع فتاة من حيهم لن يرحموك ههههه هيا لنذهب بسرعة.
ضحك و انطلق بسيارته و أخذا يتحدثان في مواضيع جانبية حتى وصلوا للسينما خرج مراد و فتح لها باب السيارة فابتسمت و امسكت يده ، دخلا و اشترا الفشار و العصائر و بمجرد ان التف وجد فتاة تحتضنه و تصرخ بسعادة :
– واااو مرااااد أنت هنا انا لا اصدق.
سعل مراد و نظر لفتون وجدها قد اشاحت نظرها فابتسم باصطناع و ابتعد عنها قائلا :
– هاندا لقد سررت برؤيتك مالذي تفعلينه هنا ؟
هاندا بدلال وهي تمسح على صدره :
– انا أيضا سعيدة برؤيتك لقد اشتقت إليك يا عزيزي مر وقت طويل منذ ان رأيتك انت و صديقك آركان أيضا.
عضت فتون على شفتها بحنق ثم ازاحت عينيها عنهم وهي تحاول تهدئة نفسها خاصة بعد اقتراب المدعوة ب هاندا من مراد حتى التصقت به سحقا ماهذه الجرأة !!
لاحظت هاندا وجود فتون فسألته وهي ترمقها باستخفاف :
– من هذه ؟ حبيبتك الجديدة ؟
امسك مراد يد فتون و هتف بهيام :
– لا…. انها فتون خطيبتي و زوجتي المستقبلية.
فتحت عيناها بصدمة و نظرت له في حين تشدقت هاندا بغيظ :
– اممم مبارك لكما…. عن اذنك انا ذاهبة الآن.
ذهبت وكادت فتون تتكلم لكن سبقها مراد بقوله :
– سيبدأ الفيلم بعد دقيقتين هيا.
لم تعلق بل اكتفت بهز رأسها ف أمسك يدها و مشى معها وهي تنظر له من حين لآخر و كلما تتذكر تلك الفتاة وكيف كانت تقترب منه تجتاحها مشاعر عديدة….. ومنها مشاعر الغيرة !!!
______________________
في فيلا أتان اوغلو.
دلف آركان وصعد لغرفته استحم و ارتدى ملابس بيتية و استلقى على سريره بعدما عقم الجروح التي اصيب بها عندما كان يتشاجر مع يوسف و اصدقائه….. دق الباب فجأة ثم دخلت آسيا وهي تقول بخفوت :
– آركان أمي تناديك للعشاء.
تثاءب بنعاس هاتفا :
– لست جائعا.
– حسنا.
استغرب آركان من ردها فهي من عادتها ان تغيظه و تجبره على النزول معها لكن هذه المرة لم تفعل هذا بل وتتكلم بجفاء أيضا…. رفع رأسه لها وجد وجهها شاحبا وحزينا فناداها قبل أن تخرج :
– آسيا انتظري !!
رمقته بعبوس و تمتمت :
– ماذا ؟؟
ابتسم آركان ونهض اقترب منها و سحبها لتجلس بجانبه ليسألها :
– مابك لماذا انت منزعجة ؟
حاولت اخفاء حزنها و غضبها فقالت بضحكة :
– مالذي تقوله أنا بخير !!
آركان :
– آسيا انا اعرفك جيدا لا تنسي انه قبل ان تكوني زوجة أخي أنت صديقة طفولتي و مثل أختي أيضا و اعلم متى تكونين بخير و عندما تكونين حزينة هيا أخبريني ماذا حدث هل تشاجرت مع أخي ؟
تنهدت باستسلام و أخبرته ماحدث باختصار عن مشاجرتها مع أنس و وصفها بأنها لا تصلح سوى للطبخ و التنظيف ولن تستطيع مساعدته في شيء يخص عمله و عندما انتهت همست بنبرة متحشرجة :
– قال لي بكل بساطة بأنني لا انفع لشيء و نسي أنني تحملت من اجله الكثير تحملت معاملة أباه و أيضا تدخله في خصوصياتنا و في سفرنا حتى حملي الذي تأخر وليس لي علاقة به يلومني عليه و….
صمتت عندما أدركت انها تتحدث عن والده بالسوء فقالت بسرعة :
– انا اسفة لم اقصد ان ااا…
قاطعها آركان بضحكة خفيفة :
– ههههه لا بأس فأنا اعلم مايحدث و ايضا تصرفات والدي…… المهم الان يجب انت تجعلي أخي يندم على كلامه فليس هناك مبرى لأي شخص بأن يلوم زوجته و يصب غضبه عليها خاصة انك عزيزة علي كثيرا يجب ان يدرك قيمتك فعلا.
آسيا بانتباه :
– و كيف هذا ؟؟
ابتسم آركان و نظر للفراغ بتفكير :
– ان تغيري دور الزوجة العاقلة التي تقوم بجميع مسؤولياتها الى فتاة لا يهمها سوى نفسها.
نوفيلا نبض القلب 💓
الفصل السادس ( الجزء الاول ) : تغير جذري !!
_______________________
بعد قول آركان بأنه يجب ان تتحول من آسيا الزوجة المطيعة الى فتاة لا تهتم الا بنفسها سألته آسيا باستغراب :
– انا لم افهم ؟ مالذي تقصده ؟
ضرب آركان مؤخرة رأسها بخفة و أردف :
– أقصد بأنه يجب ان تغيري عاداتك و تصرفاتك مع الجميع و هذا ب……
شرح لها الخطة كاملة وعندما انتهى شهقت هي بدهشة قائلة :
– مستحيل كيف سأفعل هذا لالا ااا…
قاطعها آركان بحنق :
– انا لا أطلب منك انا أخبرك بما يجب عليك فعله و انتبهي جيدا اذا رفضتي فإعتبري ان صداقتنا انتهت.
حاولت الاعتراض لكن ملامح وجهه اوقفتها زفرت بقلة حيلة لتتمتم :
– حسنا موافقة.
ابتسم بانتصار ثم نهض وهو يردد :
– هيا اذهبي لغرفتك بسرعة.
– حاضر.
قالتها وهي تخرج فتنهد و نزل للاسفل كانت العائلة متجمعة على طاولة العشاء فجلس معهم ليهتف أمجد ب :
– لماذا أتيت متأخرا ألا تعرف انني لا احب من يتأخر عن مواعيد الطعام ؟
حمحم آركان و اجابه بإيجاز :
– لم تأتي زوجة أخي لمناداتي فإعتقدت انه لم يحن وقت العشاء بعد حتى نزلت بمفردي.
شمس بتعجب :
– لكنني قلت ل آسيا بأن تناديك ؟؟ أين هي الآن ؟
آركان بجهل مصطنع :
– لا أعلم ربما تكون في المطبخ.
تجهم أنس من غيابها فهو تعود أن تجلس دائما جانبه ليس معتادا على تأخرها هكذا….. خشى ان تكون الان تبكي في غرفتها فالمطبخ فارغ و ليست موجودة فيه كاد ينهض و يذهب إليها لكنه رآها تنزل من على الدرج بخطوات بطيئة و على وجهها ابتسامة باردة جلست بجانبهم دون ان تلقي السلام كعادتها فاستغرب الجميع ، سألها أنس باقتضاب :
– أين كنت لماذا تأخرت يا آسيا ؟
نظرت له برفعة حاجب ثم رفعت يدها و قالت :
– كنت اطلي أظافري يا عزيزي ، هل لديك مشكلة ؟
نظر لها أمجد هذه المرة ثم تأفأف و ابعد وجهه عنها غمزها آركان فابتسمت له دون ان ينتبه الآخرون ، تابعوا تناول طعامهم و بعدما انتهوا نهضت شمس و غادرت امسك أنس يد زوجته و همس :
– مابك هل انت بخير ؟
آسيا بسخرية :
– لماذا تسأل ؟
حمحم و اردف بتعجب :
– لأنك تتصرفين بطريقة غريبة….. هل انت حزينة لأنني صرخت في وجهك !!
ابعدت يدها و هتفت بدون اكتراث :
– لا لست حزينة.
تنهد أنس براحة وابتسم قائلا :
– حسنا انا ذاهب مع أبي لغرفة المكتب لدي بعض الاعمال علي انهاؤها.
هزت رأسها ولم تعلق و استدارت لتذهب لكنه اوقفها مجددا :
– الى اين انت ذاهبة.
– بالطبع ذاهبة لغرفتي الى اين تريدني الذهاب.
ابتسم آركان الذي يجلس على الطاولة يدعي انشغاله بالطعام بينما قال أنس باستغراب أكبر :
– ألن تعدي لي القهوة كالعادة ؟
التفت له آسيا و تشدقت بنفاذ صبر :
– هناك العديد من الخدم سينفذون أوامرك انا أشعر بالتعب و سأذهب لأنام تصبح على خير.
– لكن ااا…. لم يكمل لانها ذهبت فهمس وكأنه يحدث نفسه :
– لا أحد يعد القهوة مثلك يا آسيا.
حمحم آركان و وقف قائلا بابتسامة :
– أخي هيا لغرفة المكتب و انا سأكلف الخادمة بإعداد القهوة لك !!
رد عليه انس بضيق :
– لا أريد شكرا.
تركه و ذهب بإنزعاج فضحك آركان و تمتم :
– هذه هي البداية عزيزي.
______________________
في منزل اوزغان ( uzgan ).
أغلقت كتاب رواية كانت تطالعها و استندت على السرير وهي تفكر ب آركان وعلى وجهها ابتسامة شاردة هذه أول مرة تشعر بهذه الأحاسيس وسامته ابتسامته ضحكاته مرحه حتى شخصياته المتغيرة كل شيء فيه يجذب حتى نبرة صوته الرجولية الخشنة جذابة اذا كانت هكذا وهو يضحك فكيف سيكون صوته وهو غاضب…. أيضا عيناه السوداء و الحادة كالصقر تسحرها بها مغناطيس من نوع خاص يجذب كل من يتطلع إليها و اه من شعره الكثيف وخصلاته السوداء الناعمة كسواد الليل بدون قمر حقا آركان وسيم للغاية !!
أفاقت من شرودها على صوت امها وهي تناديها للعشاء وضعت الرواية جانبا و نزعت نظارتها الطبية لتشرد في كلامه وهو يهمس ” ذات العينان العشبيتين ” .
ابتسمت من افكارها و نزلت للأسفل وجدت والدها ووالدتها جالسين فالقت السلام وجلست معهما لاحظت والدتها انزعاج جلال فسألته بقلق :
– جلال مابك تبدو منزعجا ؟
أجابها جلال بضيق وهو يرتشف العصير :
– أتذكرين الحادثة التي أخبرتك عنها ؟ تلك التي كانت تخص عاملا سقط أثناء بناء احدى العمارات.
زمرد بتذكر :
– اه هل تقصد الرجل الذي يعمل لصالح شركات أتان اوغلو و انت اعددت له تقريرا يوضح الضرر اللي أصابه و اقنعته بتقديم شكوى ؟
انتبهت نازلي لحديثهما فيما قال جلال باستنكار :
– نعم هو بالضبط تخيلي ان سكرتيرة السيد المحترم أمجد اوغلو اتصلت بي و عرضت علي اقناع العامل بالتراجع عن الشكوى مقابل مبلغ مادي ضخم ، ذلك الوقح لم يكلف نفسه بجلب معدات جديدة او حتى الاطمئنان على العامل حتى انه لم يقدم له حق الضرر بل يساومني و يطلب مني ان ازور التقرير أيضا ما أوقحه !!
زمرد :
– عزيزي تلك العائلة لا يهمها سوى المال و السمعة لا داعي لأن تقحم نفسك في المشاكل معهم.
ابتسم ووضع يده على يدها مطمئنا :
– لا تقلقي علي حبيبتي انت تعلمين انني لا أبيع ضميري ويستحيل ان اسكت عن الظلم ذلك العامل المسكين لجأ الي لأنه يعلم جيدا بأن باقي الدكاترة سيزورون التقرير الخاص به ، و تابع باشمئزاز :
– عند رؤيتي لتلك العائلة في المستشفى يوم ان تعرض ابنهم لخادث و أسعفته نازلي هناك لاحظت ان أمجد مغرور حقا و الان تأكدت بأنه مجرد بائس يسعى وراء المال و يعتقد بأن الجميع أقل شأنا منه.
تدخلت نازلي قائلة بإحتجاج :
– ليس كل العائلة متكبرة يا أبي.
زمرد بتعجب :
– و هل تعرفين أحدا من تلك العائلة ؟
توترت نازلي و نظرت لصحنها متمتمة بخفوت :
– في الحقيقة….. احم خطيب صديقتي هو قريب السيد آركان و التقينا مع بعضنا مرات عديدة و لقد لاحظت انه لطيف عكس والده و ايضا زوجة شقيقه رأيتها في المستشفى و بدت طيبة.
جلال بعدم اقتناع :
– اممم ، من الاحسن ان تجتنبي اي فرد من تلك العائلة يا ابنتي هذا افضل للجميع !!
– احم حاضر.
هتفت بها و هي تتنهد براحة أكملت تناول عشائها ثم قامت لتساعد أمها و بعدما انتهت صعدت لغرفتها ثانية.
جلست تراجع دروسها حتى رن هاتفها بوصول رسالة فتحت الهاتف وكان آركان قد بعث لها من حسابه على الفيسبوك ” لا تنسي ان تحتضني الدبدوب قبل تنامي….. سيذكرك بي ”
ضحكت و قبل ان ترد بعث لها رسالة أخرى ” اغلقي باب شرفتك الجو بارد و ستمرضين عزيزتي “.
فغرت فاهها بتعجب و نهضت بسرعة اتجهت لشرفتها و اطلت منها لتجده راكبا دراجته النارية كالعادة و عندما رآها ابتسم و غمز لها و لوح بيده ، وضعت يدها على فمها وهي تضحك ثم لوحت له بيدها أيضا و بعثت له رسالة ” أنت مجنون كيف عرفت عنوان منزلي ؟ ”
ضحك و رد عليها ” و من لا يعرف عنوان منزل صديقته….. على اي حال لا يوجد أحد يجهل منزل أشهر دكتور في البلد ههههه ”
ضحكت نازلي و تابعت التحدث معه حتى منتصف الليل ثم غادر وهي ايضا دخلت الى غرفتها….. اخذت الدبدوب و احتضنته بقوة وهي تبتسم بحالمية….
_____________________”
أمسك بيدها وهما يخرجان من السينما نظر لها بابتسامة قائلا :
– هل أعجبك الفيلم ؟
ردت عليه بتلقائية :
– بالطبع كان رائعا للغاية…. لكنني لم اتوقع ان يكون طويلا هكذا لقد تأخر الوقت كثيرا أمي ستقلق علي !!
رن هاتفها في هذه اللحظة وكانت والدتها فتحت الخط و قالت بارتباك :
– نعم ماما.
جاء صوت أمها القلق :
– فتون أين انت لماذا تأخرت هكذا ؟!
فتون بتلعثم :
– في الحقيقة… ااا ذهبت مع نازلي للسينما و لم ننتبه للوقت… لا تقلقي سآتي حالا.
– أسرعي يا فتون والدك سيأتي بعد نصف ياعة واذا لم يجدك ستقعبن في مشكلة.
فتون بإيجاز :
– حسنا انا آتية.
اغلقت الخط و ركبا السيارة و انطلقا نظر اليها مراد و تشدق وهو يرى عبوسها :
– مابك هل انت بخير ؟
فتون بخفوت :
– أشعر بالسوء لأنني اكذب على أمي لم افعل هذا من قبل.
ابتسم مراد قائلا وهو ينظر امامه :
– بإمكاني جعل علاقتنا رسمية و هكذا ستجتنبين الكذب لكنك لا تريدين.
كان يقصد بكلامه عن حبه لها و تقدمه لطلب يدها للزواج فحمحمت بحرج و لم تعلق ، افاقها من شرودها كلامه المازح :
– مهلا نسيت ان اسألك لماذا تضايقت عندما رأيت هاندا تحتضنني ؟ لا تنكري لقد لاحظت عليك انك منزعجة.
ارتبكت و شعرت بالخجل ثانية فقالت باستنكار :
– اذا يجب عليك تنضيف عينيك لترى جيدا….. بربك لماذا سأتضايق من فتاة تقترب منك ؟
عند هذا الكلام توقف بسيارته امام منزلها و على وجهه ملامح الانزعاج و الاقتضاب لكنه تشدق ب :
– لقد وصلنا…. هيا اذهبي.
شعرت فتون بالندم على كلامها مؤكد انه انزعج عندما أشارت له بأنه لا يهمها ولن تتضايق ان رأت فتاة تقترب منه ، بللت شفتيها و همست :
– الى اللقاء.
– الى اللقاء.
قالها بجمود فتنهدت و خرجت من السيارة لينطلق مباشرة دون ان يودعها كعادته ، زفرت بضيق و دلفت للشقة كانت والدتها جالسة تنتظرها طمأنتها ثم دخلت لغرفتها وهي تفكر…
فعلا لقد تصايقت عندما رأت المدعوة ب هاندا تحتضن مراد و تمزح معه و تلمسه بكل أريحية لا تعلم لما لكنها تشعر بأن مراد ملكها فقط صديقها هي و ليس لغيرها ولن تسمح لاحداهن بأخذ هذا الحق خاصة ان كانت جميلة مثل هاندا.
اخذت هاتفها و طلبت رقمه لكنه لم يرد فمطت شفتيها بخنق و وضعته لتغمض عيناها استسلاما للنوم….
______________________
في صباح اليوم التالي.
في فيلا اتان اوغلو.
كان آركان جالسا في الصالون مع أمجد و انس يتناقشون بخصوص صفقة جديدة حتى لمحوا شمس وهي تنهص واقفة و تنظر للاعلى بدهشة نظروا لحيث هي تنظر ووجدوا آسيا تنزل ببطئ و في حالة متغيرة تماما !! اشاح آركان وجهه عنها و امجد ايضا بينما رمقها زوجها بدهشة كانت ترتدي فستان باللون الاحمر ذو حمالات رفيعة يصل لأعلى الركبة بكثير و ضيق عليها حتى اصبح يبرز مفاتنها و شعرها الاسود متموج على غير العادة فلطالما كانت تسرحه أما وجهها فكانت تضع ميك اب مبالغ فيه خاصة احمر الشفاه الداكن كانت جميلة لكن مظهرها مخالف لمظهرها الاعتيادي.
وقفت أمامه و قالت بنبرة مغرورة :
– أنس انا ذاهبة مع صديقتي للنادي و سأتأخر في العودة لا تنتظرني.
تحركت لتءهب لكن اوقفتها شمس بكلامها الحازم :
– انتظري انت لن تخرجي لأي مكان بهذا المنظر المخزي !!
التفت إليها آسيا بسخرية :
– لماذا ؟ مابه منظري ؟؟ هل هذه اول مرة ارتدي فيها فستانا ؟
شمس :
– ليست اول مرة لكن ايضا لا يصح ان ترتدي فستانا قصيرا و ضيقا هكذا انت كنة عائلة محترمة لست راقصة.
حمحم آركان كإشارة في بدأ الخطة لتصيح آسيا بحدة :
– انتبهي لكلامك انا لا اسمح لك بقول ما ارتديه ومالا ارتديه لم أطلب رأيك.
– آســــــيــــــا !!
صرخ بها أنس بصرامة انتفضت و نظرت إليه وهي تقول بصوت عالي و بغضب حقيقي وليس مزيفا :
– لا تصرخ في وجهي هكذا انا أحذرك يا أنس لا تنس من أكون !!!
أمجد بصرامة :
– انا ذاهب للشركة الآن أريد ان تنتهي هذه المهزلة بأسرع وقت و تلحق بي انا و شقيقك.
غادر بسرعة بينما جلس آركان على الاريكة يراقب مايحدث باستمتاع جحظ أنس عيناه بصدمة من تصرفاتها المتحولة 360° و هتف ب :
– آسياااا هل جننت مالذي حدث لك ؟!
بعدم مبالاة أجابته :
– لم يحدث شيء انا اتصرف بطبيعتي الحقيقية ، المهم انا ذاهبة الان الى الوداع.
تحركت لتذهب لكنه أمسك يدها بقوة و سحبها خلفه للغرفة شهقت و صاحت به في غضب :
– اللعنة عليك أترك يدي ااانس دعني و شأني !!
لم يصغ اليها و صعدا لجناحهما ابتسمت شمس بشماتة و قالت :
– مؤكد سيلقنها درسا لن تنساه احسنت يا ولدي !!
مط آركان شفتيه بامتعاض ثم حدث نفسه بإعجاب :
– لقد اتقنت دورك جيدا ممتاز يا آسيا.
………………………………..
أدخلها للغرفة بقوة فكادت تسقط لكنها تماسكت نظرت له و صرخت بعصبية :
– كيف تجرؤ و تدفعني هكذا من تظن نفسك !!
أنس بذهول اكبر من غضبه لظهورها بهذا الشكل امام والده و شقيقه :
– انت لست آسيا التي أعرفها…. انا لا اعلم مايحدث معك بالضبط لكن كل ما اعرفه انك جننت و فقدت عقلك تماما ، تابع بصوت منفعل وهو يضرب بقبضته على الحائط :
– كيف ترتدين هذا الفستان الذي يظهر جسدك كله حتى وجهك لم يسلم منك و كنت تنوين الخروج بهذا الشكل ؟!! ألا تعلمين عواقب ما فعلته.
آسيا بارتباك وهي تراه يتقدم منها و غيناه حمراوتان من الانفعال :
– انا…. انا أفعل ما أراه مناسبا لا دخل لأحد ااااه.
صاحت بألم عندما دفعها على الخزانة خلفها امسك فكها بقوة و غمغم :
– و ايضا تجرأت و صرخت في وجه أمي….. ستندمين اقسم لك.
قالها وهو يطالع جسدها برغبة و عيناه تلمعان ببريق خاص بلعت آسيا ريقها بصعوبة و تلعثمت :
– ااا….. ابتعد عني.
تجاهل كلامها و اقترب منها وهو يمرر يده على كتفها و على طول ذراعها لمس وجنتها بشفتيه فهمست :
– أنس.
أنس بنبرة مخدرة :
– امممممم.
ابتسمت هي و تابعت :
– في خيالك يا حبيبي ، قالتها وهي تدفعه من صدره و تركض للحمام انتفض بغيظ و صرخ :
– لن تبقي في الحمام طوال حياتك عندما أعود سأتصرف معك بخصوص الملابس و ايضا طريقة كلامك مع أمي !!
سمع صوتها من الداخل وهي تقول :
– ههههه لست خائفة منك.
ازداد غيظه فغادر الغرفة قبل ان يفقد اعصابه و يمسر باب الحمام عليها نزل للاسفل ووجد امه التي قالت بعبوس :
– اتمنى ان تكون قد أريتها قيمتها الحقيقية خاصة انها صرخت في وجهي !!
أنس بهدوء :
– لا تنزعجي آسيا ليس من طبيعتها التصرف هكذا لا اعلم مالذي يحدث معها ، المهم ان حاولت الخروج ثانية اتصلي بي الى اللقاء.
خرج من الفيلا غي حين يضحك آركان بخفوت و يهمس :
– قطة شرسة.
يتبع…