
مانا واقفة انا وصاحبتي في المستشفى لقينا حاله طوارئ جامدة لحادثة كبيرة تقريبا شاحنة نقل اتقلبت على عربيتين وحصل انتكاسات لحالات كتير جدا،
وانا وصاحبتي رحنا وقفنا علشان نشوف واحنا قلبنا بينبض من الرعب،
عمالين نبص على الحالات اللي داخله وعيوننا الدموع بتلمع فيها من شكلهم الصعب جدا لكن اللي ما كنتش اتخيله وخلاني اول ما شفته أغمى عليا ان عامر خطيبي وابن عمي كان من ضمن اللي عاملين الحادثة ،
وفقت بعد أسبوع من الحادثة اتاريه مات وانا كل لما اعرف يجي لي انهيار عصبي واروح في دنيا تانية وما كنتش مصدقة نفسي ان حب العمر وحلمه ضاع في لحظة وما بقاش موجود ،
مش عايزه اقول لكم احساسي كان عامل ازاي حاسة اني ضايعة شريدة وحيدة من غيره ،
حاسه كأني حد تاني مش انا مش عارفه اتاقلم ولا اعيش حياتي وهو مش موجود فيها ،
وللأسف ما قدرتش احضر الامتحانات وضاعت علي السنه وانا في حاله انهيار لا تحتمل،
بعد مرور عشر شهور بالظبط وانا فيهم عامله زي اللي ميتة بالحياه اضطريت ان انزل الجامعة علشان خاطر ارجع اكمل تعليمي وطبعا تحت ضغط بابا وماما ان لازم امارس حياتي الطبيعية وان ده قدر ومكتوب ونزلت الجامعه بقلب مكسور،
عايزه اقول لكم على حاجه ان عدي طول العشر شهور كان بيحاول يبعت لي ويكلمني وانا ما كنتش برد عليه ولا مرة لكن جات له الجرأة تلت مرات وجالي البيت مع مجموعة من أصحابي وصاحباتي اللي طبعا بيطمنوا عليا وكل مره نظراته ليا اللي كنت بلمحها من بعيد لبعيد كانت كلها اصرار اني هكون ليه وانا طبعا مش في دماغي خالص انا بعد عامر يستحيل احب حد تاني أو قلبي يكون ملك حد ،
اول ما دخلت الجامعة هو تقريبا كان عارف له مصادر كده بيعرف منها بيسأل وبيقصص ورايا بصيت لقيت اللي واقف قدامي وبيتكلم بعيون كلها لمعة حب ووحشه:
_وحشتيني وحشتيني يا صبا، كده 10 شهور بحالهم ما اشوفكيش فيهم ما صعبتش عليكي ؟
طبعا لما قال لي كده انا اتعاملت معاه بشراسة شديدة انا واحدة خطيبها وحب عمرها مات حتى لو من بقاله سنه لكن حالتي صعبة ومتدمرة رديت عليه بكل عـ,ـنف:
_هو انت ايه يا بني ادم ما عندكش احساس ما تبعد عني بقى قلت لك بدل المره 100 انا مش بحبك ولا هحبك ولا انا ليك ولا هكون ابعد عني بقى علشان ما اروحش اشتكيك لعميد الكليه ان انت بتأـ,ـذيني وكل شويه تحاول تعترض طريقي .
رديت عليه الرد العنيف ده ولسه همشي من قدامه بخطوات كلها غضب لقيته لحقني وجه وقف قدامي وسد طريقي وقال لي بإصرار وتصميم:
_كان حجتك زمان انك مخطوبه دلوقتي خطيبك مات من سنه والحي ابقى من الميت وانا والله العظيم بحبك يا صبا اعمل ايه تاني اكتر من كده بقى لي سنه مستنيكي تيجي الجامعه وبحاول اكلمك كتير وانتي مش بتردي عليا كفايه بقى اللي مات مش هيرجع تاني لو فضلتي مضيعه شبابك والحزن يضيع ملامحك الجميله كلنا هنمـ,ـوت وده قدر ونصيبه .
مهما يقول ما استوعبتش ولا كلمه من كلامه عامر كان بالنسبه لي روحي وحياتي وكل حاجه وما يتنسيش بسهوله ورفعت راسي وقصدت ان انا ابص في عينيه ورديت عليه بنفس تصميمه:
_بس انا لسه بحبه وهفضل احبه وعمري ما هنساه وريح دماغك وابعد عني يا عدي علشان خاطر محاولاتك كلها بالنسبه لي نتيجتها الفشل ولا انا ليك ولا انت ليا بقولها لك للمره المليون .
لقيته اول ما خلصت كلامي زعق بعلو صوته وكان جيوش الغضب اتجمعت قدام عينيه:
_طب يكون في معلومك بقى يا صبا انا هصبر عليكي كمان شويه ومش هبطل مطاردتك وهتبقي ليا واللي يحصل يحصل .
بعد ما قال لي اللي هو عايز يوصله لي سابني ومشي وهو غضبان جدا وانا ما عملتش لكلامه اعتبار ودخلت على جامعتي لكن مش زي ما دخلتها اول مره دخلت وانا حزينه مكسوره لما افتكرت عامر وتشجيعه ليا اول يوم وكلامه ولقيت عيوني بتنزل دموعها لوحدها زي ما هي متعوده,
الأيام بتمر عليا شبه بعضها وبابا وماما بقوا قلقانين جدا عليا شكلي بقى مش لطيف وجسمي وزنه قل خالص وما بقتش صبا الجميلة المرحة،
فكنت قاعده كالعاده قافله على نفسي الأوضه لقيت ماما داخله لي بابتسامتها المعتاده وفي ايديها كوبايه الكاكاو باللبن اللي انا بعشقه وقعدت وسالتني:
_عامله ايه يا حبيبتي عايزاكي تذاكري بقى وتعوضي السنه اللي ضاعت وتحاولي تشغلي نفسك بالمذاكره وتبطلي تفكير علشان ربنا ما يزعلش منك ان انتي مش راضيه بقدره ونصيبه .
رديت على ماما وانا حاضنه رجلي بين ايديا:
_هو الحزن لينا ذنب فيه يا ماما ولا المشاعر والأحاسيس بالفقدان بنقدر نسيطر عليها غصب عني مش قادره انساه.
طبطبت ماما على ضهري وباستني من راسي وفكت ايدي من على رجلي وشدتني من ايديا ووقفتني قدام المرايه:
_اه يا صبا الحزن نقدر نتغلب عليه والمشاعر والأحاسيس بايدينا نغيرها علشان خاطر ما تدمريش نفسك وتمـ,ـوتي بحسرتك وساعتها هتبقي قدام ربنا انتحرتي وتبقى خسرتي دنيتك واخرتك،
بصي على نفسك كده في المراية وشوفي صبا اللي في الصوره اللي فوقها وصبا اللي في المرايه عاملين ازاي،
يا بنتي فكري في نفسك ومستقبلك الحزن مش هيرجع عامر تاني والله لو هيرجعه لا هخليكي تحزني عليه لما تشبعي ،
انا بمـ,ـوت كل يوم بسببك يا صبا .
هديت اعصابي لأن كل كلمه ماما بتقولها حقيقه ولازم فعلا افوق لنفسي واقرب من ربنا اكتر بدل ما انا ما ببعد عنه،
وعدتها اني ههتم بنفسي وهاخد بالي منها وهحاول اطلعها من دوامه الحزن،
فبدات اشغل دايما سوره البقره واسمع برامج دينيه ولقيتني برتاح جدا ومرت الايام وانا على نفس النمط ده لحد ما عدى شهر كامل بتفرج على البرامج دي وبقيت حاسه ان انا نفسيتي مستريحه وبقرأ القرآن كتير وكمان قررت اني البس الحجاب وفعلا خدت الخطوه دي وماما شجعتني عليها هي اصلا محجبه ولقيتني بقيت واحده تانيه خالص فعلا بقيت جميله وبقيت ارجع لطبيعتي الأولى واحده واحده ،
وطبعا قرار الحجاب عجب عدي جدا وعبر لي بإعجابه بيا في الحجاب وانا طبعا مطنشاه كالعاده،
وخلصت امتحانات الترم الأولاني وكنت نوعا ما راضية عن نفسي وعن نتيجتي اللي كانت جيد بس ماما شجعتني وقالت لي كويس جدا ،
ومرت الأيام وخلصت السنه الأولى وبقيت مقربه من ربنا اكتر لكن مش قادره انسى عامر ولا يطلع من دماغي ابدا،
وتقدم لي ناس كتير لكن كنت برفض وماما وبابا كان متضايقين مني جدا لحد ما حصل اللي ما كنتش اتوقعه،
لقيت ماما داخله عليا الأوضة وبتقول لي وهي عيونها فرحانه:
_هقول لك على خبر هيفرحك جدا يا صبا عايزاك تقومي تلبسي احسن ما عندك وتتشيكي وتبقي على سنجه عشرة .
بصيت لها استغراب وقلت لها: