منوعات

غنوه

التفت عليها من جديد وتحدث بما فاجأها:
-أنا أسف علي سوء التفاهم اللي حصل يا غنوة

رفعت رأسها لتطالعه بعينين متسعة وعدم استيعاب لما وصل لاذنيها وقد تلجم
لسانها من كلماته ونظراته الساحرة التي شملت ملامح وجهها
و بمجرد إلتقاء العيون تاهت منها الكلمات جراء تأثير ساحرتاه، إبتسم لها وهمس بنبرة صوت جديدة على مسامعها وعليه هو أيضًا:
-مش عاوزة تقولي لي حاجة؟

تحمحمت وبصعوبة أخرجت صوتها وتحدثت:
-متشكرة يا دكتور على توضيح حضرتك للموقف

-ده حقك يا غنوة.
نطق حروف اسمها بطريقة أذابت قلبها وجعلتها تتمعن بحروفه وكأنها ولأول مرة تستمع إليه
-لسة زعلانة مني؟
استرسلها بهمسٍ انهى على ما تبقى من تماسكها لتتطلع اليه بخجل ويظلا ينظران لبعضهما وكأن عينين كُلاً منهما راحت تسبحُ في بحور عين الآخر وتغوصُ بسحرها

فاقا على تصفيق الطلاب وكلماتهم المشجعة لغنوة وايضًا ثناءهم في حق أستاذهم الذي لم يخجل في اعلان آسفه أمام الجميع كي يعفيها الحرج أشار لها بكفه بأن تعود وتكمل لوحتها، انسحبت بهدوء وتحركت عائدة لاستكمال عملها، همست لها تلك التي تجاورها الوقوف أمام حامل لوحتها:
-غنوة هو إيه اللي حصل برة، إنتِ كويسة؟
نظرت إلى دنيا ثم تحدثت بصوتٍ هادئ أشبه بنغمة موسيقية ناعمة:
-ما تقلقيش يا دنيا، أنا كويسة.

تطلعت عليها بفاهٍ فاغر ثم تحدثت بغرابة:
-لا ما هو واضح إنك كويسة وجدًا كمان

أمسكت بريشتها وقربتها من لوحتها المُثبتة ثم بدأت تكمل ما بدأته بشعورٍ مختلف كليًا عن ذي قبل، نعم هي تحب الرسم بل تعشقهُ حد الجنون منذ الصِغر، لكنها الآن ترى العالم بأعيُن مختلفة،

تعجبت لأمرها كثيرًا وباتت تسأل نفسها:
“ماذا دهاكِ حين نظرت بعينيه “غنوة”،هل أصابك ما يطلقون عليه “سهم الهوىّ”؟
أم أنه مجرد تمنىّ لحُلمٍ طالما انتظرتي ولوجهُ وبالأخير هَلّ وكان أثرهُ على قلبك الصغيرُ كفرحة طفلة بثياب ليلة عيد”

أخرجها من شرودها الهائم صوتهُ الرجولي وهو يتحدث باسطًا ذراعه بقنينة مياهٍ في مشهدٍ اظهر كم إهتمامه بتلك الرقيقة والتي تم اكتشاف شخصيتها من جديد:
-إشربي ماية هتساعدك أكثر في إنك تهدي وتعرفي تركزي في رسمتك

رفعت بصرها لتنظر إليه وياليتها لم تفعل، فقد شعرت بالقشعريرة ذاتها التى أصابتها مُنذ القليل، وما كان حالهُ ببعيدًا عنها، بكثيرًا من الإرتباك مدت يدها لتتناول منه القنينة وتحدثت بهمسٍ أثار مشاعرهُ وليدة اللحظة:
-ميرسي يا دكتور

أومأ لها بعدما ابتلع لعابه ثم انصرف ليتابع طلابه، وقف بعيدًا يتطلع إليها بترقُبٍ تام لملامحها وكأنهُ يراها لأول مرة أصابع يدها الرقيقة الممسكة بريشتها وكأنها تعزف سيمفونية رائعة،اكتشف كم كان يحتاج إلى أن يكون له موعدًا مع الحبّ كي يحيا قلبه وينتعش،تسائل داخلهُ:

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل