
تهربت “ناهد” من بقائها مع “حسام” بمكان واحد فقامت بإستئجار إحدى الشقق المفروشة بالقرب من سكن “حسام” حتى تستطيع المرور به من وقت لآخر يخططان ويدبران للتمكن من “ورد” لكنهم بإنتظار تماثلها للشفاء أولاً لينفذوا مخططهم الشيطانى …
قضى “حسام” معظم وقته مغيباً بإدمانه للخمور والمخدرات التى إكتسحت حياته منذ زمن طويل …
حاول “يوسف” التركيز بعمله فقط مقصياً تلك الأفكار التى تعصف به من وقت لآخر بتمنيه للقاء آخر ثم يعود معنفاً نفسه على ذلك فعليه تحديد طريقه بعيداً عن تلك الأفكار الغريبه …
حاول كذلك مساعده “علا” بتقديم أوراقها بالشركه لكن لم تتاح فرصه بعد لها فجميع الوظائف مشغوله …
إستعدا “يوسف” و”شريف” للسفر إلى إيطاليا للانتهاء من مراجعه تلك العقود الخاصه بالشركه بسفرتهم القصيرة …
شقه يوسف …
وقف “يوسف” بباب الشقه مودعاً والدته وأخته قبل التوجه للمطار صباح اليوم ، لم يستطع إيقاف إنهمار دموع والدته الحارة وهى تبكى مودعه إياه …
ام يوسف : خلى بالك من نفسك يا إبنى
… ؟؟
يوسف: كفايه بقى يا ماما دول يا دوب كام يوم ..
ام يوسف: أصل دى أول مره تبعد عنى كده …
رفعت “دعاء” حاحبيها بإندهاش من تلك المشاعر الجياشه والتأثر المبالغ فيه من قبل والدتها فـ”يوسف” لن يغيب أكثر من أسبوع واحد …
دعاء: أمال حتعملى إيه لما يتجوز …..؟؟؟!!!!
ام يوسف: يتجوز معانا هنا ….. دى شقتنا كبيرة أوى الحمد لله .. دى خمس أوض …. دى هى دى إللى طلعنا بيها من الدنيا …
دعاء: الشقه هنا قديمه أوى يا ماما دى بتاعه جدى الله يرحمه …
ام يوسف: ولو … وشقه “يوسف” بعد كده .. حيتجوز معانا هنا …
ضحك “يوسف” على مشادتهم الظريفه وهو يضرب كفيه بعضهما البعض …
يوسف: إحنا فى إيه ولا فى إيه بس !!! … خلينا فى السفر … أنا نازل خدوا بالكم من نفسكم وأنتى يا “دعاء” خدى بالك من ماما كويس …
دعاء: متخفش يا “يوسف”.. خد بالك إنت من نفسك …
يوسف: لا إله إلا الله …
“محمد رسول الله …”
تركهم “يوسف” متجها نحو المطار لمقابله “شريف” وإستقلال طائرتهم المتجهه اليوم إلى ايطاليا ..
ورغم حزنه لفراق أهله لأول مره إلا أنه سعيد لخوض تجربه السفر فطالما أراد ذلك لكن إلتزامه مع أهله جعله دوماً يتراجع ، وربما تكون فرصه جيده للإبتعاد بتفكيره بتلك الحسناء رغماً عنه ، تلك الناعمه التى سيطرت عليه منذ لحظه وقوع عينيه عليها ، فمنذ ذلك اليوم يبحث عنها دون قصد منه يومياً حين يحين موعد تناول الطعام وذهابهم إلى المطعم ..
وكلما ذهب يبحث عنها لكنه يشعر بخيبه حين لا يجدها لكن ما أقلقه حقاً هو غياب والدها كثيراً بصلاة الفجر كما إعتاد لهذا قرر حين عودته السؤال عنه فهو لا ينقطع أبداً عن المسجد ولابد أن شئ عظيم سبب ذلك …
قابل “شريف” صديقه “يوسف” مرحباً به …
شريف: حبيبى … تعالى تعالى …
يوسف: إنت هنا من بدرى ولا إيه …؟؟
شريف: لا لسه واصل … يلا بينا ..
بدأ “يوسف” و”شريف” إجراءات سفرهم إستعداداً للإقلاع مع إنبهار يوسف بالطائرة وحجمها عن قرب ، جلس إلى شريف مستمتعاً بتلك الأجواء الجديده عليه …