
بيت عبد المقصود العالى …
بحماس مفرط خرجت “ورد” ترتدى فستان طويل أسود اللون به زهور ورديه كبيرة لاقت لها كثيراً ، إستندت على عصاها لآخر يوم فبعد قليل ستتحرر من تلك الجبيرة التى تقيدها ، ستعود كما كانت كالعصفورة الطليقه محلقه بخفه …
إحساس العافيه مبهج للنفس لا يشعر به سوى العليل ، فكم من نعمه نفيض بها لكننا غافلون عنها …
أعادت خصله شعرها الذهبى للخلف وهى تردف بنعومه ..
ورد: أنا جاهزه يا بابا ..
ابو ورد: يلا يا بنتى .. نادى السواق الجديد يحضر العربيه لأنى مش قادر أسوق خالص ….
قلبت شفتيها إستياءً بحاله والدها الذى يرفض أن يخضع لفحص الطبيب لمعرفه مما يعانى …
ورد: أنا مش عارفه يا بابا مالك بجد اليومين دول !!!! .. ما تيجى نكشف طالما حنبقى فى المستشفى …!!!
ابو ورد: ده حاجه متستاهلش .. الضغط عالى بس اليومين دول متشغليش إنتى بالك …
ورد: طيب يا بابا إللى تشوفه …
إستقلا السيارة متجهين نحو المستشفى برفقه السائق الجديد ، دلفت إلى المستشفى للمرور بالطبيب المعالج لها ليزيل تلك الجبيرة أولاً …
الطبيب: حمد الله على سلامتك …
ورد: أنا مش مصدقه إنى حقدر أمشى على رجلى من تانى … الحمد لله …
الطبيب : بس يا ريت مترهقيش نفسك ..
ورد: إن شاء الله …
رسم “عبد المقصود” إبتسامه مرهقه للغايه سعيداً بعودة “ورد” لطبيعتها حين أخبرته بحماس طفله …
ورد: شفت يا بابا … الحمد لله …
أبو ورد : الحمد لله يا بنتى … روحى إنتى معادك مع الدكتوره “سماح” وأنا حستناكى فى الإستقبال …
ورد: حاضر يا بابا …
سارت بخطوات ثقيله تجاه مكتب “سماح” فمازالت تشعر ببعض الثقل الخفيف بساقها لكنها سعيدة للغايه لأنها تخطو خطواتها دون مساعده …
طرقت الباب بخفه لتستمع لصوت “سماح” الشجى من خلف الباب تسمح للطارق بالدخول …
سماح: إدخل ..
طلت “ورد” بوجهها المبتسم وطلتها المريحه للنفس قائله ببهجه …
ورد: أنا جيت ..
سماح: “ورد” …!!!! .. إيه ده ما شاء الله إنتى فكيتى الجبس أخيراً ..
ورد: أيوه الدكتور قالى أنى خلاص مش محتاجه الجبس ده بقى ما أنا بقالى شهر أهو …
بملامه خفيفه إستطردت “سماح” حديثها وهى تدعو “ورد” للجلوس مشيرة لها بكفها …
سماح: وحشتينى على فكره .. إيه مش بتتصلى بيا ليه ….؟؟
أجابتها “ورد” ساخرة من نفسها …
ورد: أصل أنتى متعرفينيش .. أنا مش النوع بتاع الموبايلات ده خالص ودايماً بنساه .. عارفه .. ده أنا حتى كالعاده إفتكرته لما دخلنا المستشفى ونسيته برضه فى البيت …
سماح: ماشى يا ستى … إحكيلى بقى على كل حاجه بالتفصيل …
جلست “ورد” جلسه أقرب لجلسات الأصدقاء مع “سماح” لتتحدث معها عن طلاق والدها من “ناهد” الذى لم تعلم سببه حتى الآن كذلك عن مقابلتها لـ”يوسف” فى المطعم هذا اليوم …”
سماح: إنتى قلتى لى إسمه إيه …؟؟
ورد: “يوسف” … مش عارفه ليه حاسه زى ما أكون عارفاه من زمان …!!!
سماح: ما تسمعيش عن حاجه إسمها الأرواح بتتلاقى ..
بإندهاش تسائلت “ورد” عن ذلك المصطلح الغريب تستفسر عن مقصدها به …
ورد : الأرواح بتتلاقى …!!!!
سماح: أيوه ليه لأ ..
هى لم تدرى بعد إن كانت تخطت ما حدث مع “حسام” أم لا … لكنها تدرك تماماً أنها وصمت بلقب لم تختاره ( مطلقه) لتردف بنبره تعسه للغايه …
ورد : متنسيش أنى دلوقتى مطلقه .. إيه إللى حيخلى واحد زى ده ممكن يفكر فى واحد زيي …؟!!
سماح: إسمحيلى يا “ورد” إللى يفكر بالتفكير ده يبقى راجعى .. يعنى إيه يحكم على واحده من مجرد تجربه فاشله مرت بيها … وبعدين إنتى جميله ومتعلمه ورقيقه أوى .. أى حد يتمنى فعلاً إنسانه جميله زيك .. خليكى واثقه من نفسك …
ورد: أنا بحاول فعلاً …
نظرت “ورد” لساعه يدها قبل أن تعتذر من “سماح” للعودة لوالدها منتظراً بالأسفل ….
ورد: معلش بقى أستأذن أنا عشان بابا مستنينى تحت ..
سماح: ماشى بس أبقى إفتكرى الموبايل وكلمينى ..
ورد ضاحكه: حاضر .. إن شاء الله …