منوعات

قوت القلوب ج2

يوسف …
بعد عودته من صلاة الفجر تحضر للذهاب للشركه بموعده الروتينى ككل صباح …

هبط درجات السلم بهذا الوقت الساكن للغايه حين إستمع لباب شقه جيرانهم تفتح قبل أن يصل إليها …

طلت “علا” بطولها الفارع واقفه بإبتسامه عريضه تنتظره بهدوء …

نكس “يوسف” عيناه إحتراماً وتأدباً وهى يلقى السلام قبل عبوره من جوارها …
يوسف : السلام عليكم …

صوته سمفونيه شجيه طربت آذانها وخفق لها قلبها وهى ترد التحيه بود بالغ …
علا: وعليكم السلام …

مر “يوسف” من أمامها متخذاً طريقه للعمل حين إستوقفته “علا” مناديه إياه …
علا : “يوسف” ….

توقف “يوسف” ليلتفت نحوها قائلا ببسمه دبلوماسية …
يوسف: خير يا “علا” فيه حاجه …؟؟.

تنحنحت قليلاً قبل أن تستجمع نفسها المبعثرة بحضورة وهى تردف بإرتباك لا يليق بها …
علا: كنت عايزة أطلب منك طلب … بس خايفه أكون بتقل عليك …!!!

يوسف مجامله: لا طبعاً إزاى … إتفضلى …

علا : أنا بقالى فترة بدور على شغل وكنت عايزاك لو ممكن يعنى … تقدمى لى ورقى عندكم فى الشركه يمكن ألاقى شغل …

مثلما ساعده “عبد المقصود” لن يبخل عن غيره بمساعدته ليهتف بترحاب شديد فجميعنا مسخرون لخدمه بعضنا بعضا …
يوسف: أه طبعا تحت أمرك …جهزى أنتى بس الورق وأنا أخده منك وإن شاء الله لو فيه نصيب تلاقى شغل كويس …

علا : يا ريت … أنا مستنيه فعلا النصيب ده ….

يوسف: ربنا يوفقك .. بعد إذنك عشان متأخرش …

أومأت “علا” بخفه متفهمه ليغيب عنها “يوسف” ذاهباً لعمله تاركاً إياها تعبث بأحلامها مع هذا الشاب الذى امتلك قلبها وعقلها ظناً منها أنها تتقرب له خطوة بخطوة …

البنك ….
بعد إتمام تلك البيعه ووضع الوديعه بالبنك إصطحب “عبد المقصود” لإبنته بسيارته متجهاً صوب البيت …

لم تتحمل “ورد” البقاء صامته بتلك الصورة فعليها فهم سبب كل ذلك الأمر فلا داعى لهذا الغموض …

ورد: ممكن تفهمنى أى حاجه يا بابا ….؟؟

هو متفهم لذلك تماماً لكن يبدو أنه من الأفضل ألا تعلم شيئاً الآن حتى يستكمل بقيه مخططه الذى سيطمئن عقله وقلبه عليها أولاً فبالتأكيد ستعارض ما يفكر به لكن ذلك هو الحل الأمثل لأمانها وحمايتها …

ابو ورد: بصى يا بنتى كل إللى أقدر أقولهولك دلوقتى إن فيه حاجات عايز أعملها وعايزك تثقى فى إللى بعمله من غير ما تفكرى وحبقى أشرح لك كل حاجه فى وقتها …

ورد: خلاص إللى تشوفه يا بابا ….

اعتقدت “ورد” أن أبيها قد فعل كل ذلك بسبب ما حدث بينه وبين “ناهد” وطلاقهما …

ولهذا أراد أن يحفظ لـ”ورد” حقها لكن لماذا وضع كل أمواله بإسمها هى فقط … أين حق أخيها ؟!!! … ربما لصغر سنه و أن “ورد” ستتكفل به وتعطيه حقه عندما يكبُر خوفاً من “ناهد” وما يمكنها فعله .. ربما .. هكذا ظنت وأرجعت سبب تصرف والدها بهذه الطريقة …

الشركه الأقصى …
إنتصف النهار وتعامدت تلك الشمس الحارقه بوسط السماء الصافيه …

نظر “يوسف” لساعه الحائط المعلقه بالمكتب للمرة العاشرة ربما ثم هتف بحماس بالغ …
يوسف: إيه يا “شريف” .. مش جعان النهارده ولا إيه ….؟؟

تعجب “شريف” من سؤال “يوسف” لأول مرة عن الطعام فهو دوماً من يحثه على ذلك ولم يهتم مطلقاً بالطعام وموعده من قبل …
شريف: جعان .. .!! .. غريبه إنت إللى بتسـأل النهارده …؟؟

بإنكار غريب وتعجب مزيف من إندهاش “شريف” عن سؤاله أردف “يوسف” معللاً ذلك ..
يوسف: ولا غريبه ولا حاجه … بس مفطرتش كويس .. ومعاد البريك جه ..

شريف: طبعاً جعان ودى فيها كلام دى …

إبتسم “يوسف” قائلاً بحماس ..
يوسف: طب يلا ….

ألقى “شريف” الملف الذى كان يحمله بيده بسرعه فوق المكتب …
شريف: يلا …

انت في الصفحة 6 من 13 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل