
اليوم التالى …
بيت عبد المقصود العالى …
إستيقظ متعب للغايه فالألم أصبح شئ ملازم له بصورة مقيته ، تناول أحد الأقراص المسكنه فوراً فليس اليوم مناسب لأى نوع من التراخى إطلاقاً …
فاليوم يجب أن يتمم بيع المصنع ووضع النقود بإسم “ورد” بالبنك كما خطط .. لكنه قبل ذلك يجب أن يوضح سبب ذلك لـ”ورد” …
أخذ يفكر كثيراً كيف سينقل لها خبر أن “محمد” ليس أخيها وأنه قد طلق “ناهد” … خاصه وهى بهذه الحاله الصحيه .. أسيرهقها بهذه المشكلات الآن …؟!!
أم يكفيها ما تشعر به ولا يزيدها ألماً …؟!!
أصبح قلقاً من مستقبل إبنته فهى على كل ذلك قد وصمت فى هذا المجتمع المتحجر بلقب (مطلقه) …
إرتدى ملابسه سريعاً وتحرك نحو غرفه “ورد” بالدور السفلى متفكراً بإسلوب يبسط لها الأمر به ….
ورد …
إستيقظت “ورد” بعد ليله طويله تخللها إستيقاظ متكرر كعادتها هذه الأيام فقد كانت أحلامها كلها مفزعه خاصه عندما يظهر فيها وجه “حسام” الذى أصبح يصيبها بالرعب …
أبدلت ملابسها بصعوبه خاصه فمازال ذراعها مضمد بتلك اللفافه وجبيرة قدمها ثقيله للغايه …
طُرق الباب بخفه بثلاث طرقات إتسعت لهم إبتسامتها فتلك طرقه والدها المميزة لتردف بنبره فرحه …
ورد : إتفضل يابابا …
ابو ورد: صباح الخير يا وردتى … عامله إيه النهارده …؟!!!
ورد: الحمد لله …
تمعنت “ورد” قليلاً بملامح والدها المتعبه لتهتف بقلق …
ورد: مال وشك أصفر ليه كده يا بابا …؟!!
ابو ورد: مفيش حاجه يا بنتى … أقعدى كنت عايزك فى موضوع مهم …
ورد: خير يا بابا فيه حاجه …؟؟
ابو ورد: حصلت بس شويه مشاكل كده وأنتى فى المستشفى وو …. أنا طلقت أم “حسام” ..
لقد لاحظت بالفعل غيابها عن المنزل لكنها لم تتوقع ذلك مطلقاً لتهتف مندهشه بغير تصديق …
ورد : إيه …؟؟؟ ..بسببى مش كده …؟؟
إحساسها بالذنب جعلها تظن أن ما حدث لها سبب تلك الفجوة بين والدها وزوجته لتسقط عيناها أرضاً بتحسر على ما فعلته بحياة والدها حينما نفى “عبد المقصود” ذلك على الإطلاق فلا سبب لها بغدر وكذب تلك المرأه …
ابو ورد: لا يا حبيبتى .. مش أنتى السبب خالص …المهم فيه مشوار مهم لازم أنا وأنتى نعمله النهارده ..
ورد: بجد … مشوار ….!!! مشوار إيه …؟؟
ابو ورد: أنا خلاص حبيع المصنع وححط الفلوس وديعه فى البنك بإسمك أنتى بس …
لم يكن موضحاً بالقدر الكافى ليترك تساؤلات كثيرة بعقلها ، لم طلق زوجته بتلك السرعه ولم سيبيع مصنعهم ووضع المال بإسمها بالبنك … لم سيقدم على تلك الخطوة المفاجئه والتى لا سبب ولا مبرر لها …
ورد: ليه عملت كده يا بابا …؟؟
ابو ورد: حبقى أفهمك كل حاجه بعدين .. بس دلوقتى تيجى معايا البنك عشان نخلص إجراءات الوديعه دى … إنتى دلوقتى مش قاصر ولازم تيجى معايا ..
ورد: بس يا بابا …؟!!!
ابو ورد: مش عايزك تجادلينى إسمعى الكلام على طول .. مش عايز نقاش ..
لم تكن يوماً تناقشه أو تعارضه بل دوماً ما كانت تنصاع لرغبته دون إبداء أي رفض أو إمتعاض لأنه بالتأكيد يعلم ما لا تعلمه هى لتردف بإنصياع تام …
ورد: إللى تشوفه يا بابا ..
إكتفى “عبد المقصود” بهذا التوضيح البسيط لـ”ورد” وقرر الشرح لها فيما بعد لكن خطوة اليوم مهمه للغايه ولا يجب تأخيرها …
تحامل “عبد المقصود” على نفسه متحملاً آلامه ليتقابل مع “حنفى” المحامى ومعه إبنته “ورد” ودون أن يظهرها لها سبب هذا القرار المفاجئ والغير منطقى إطلاقاً لـ”ورد” قد أتما بيع المصنع وتحويل المبلغ المطلوب فى حساب بإسم “ورد” كوديعه هى فقط المتصرف الوحيد بها ..
شعرت “ورد” بالقلق تجاه تصرف والدها هذا لكنها لم تشأ معارضته لأنه بالتأكيد له أسبابه التى جعلته يقوم بهذا الأمر … خاصه وهى ترى صحته ليست مثل سابقها وأنه يخفى عنها شئ ما …