منوعات

بقلم قوت القلوب ج1

فرنسا ….
مكتب لامار …..
دلفت “لامار” إلى مكتبها الجديد ترتدى تنورة سوداء أنيقه وكنزه حريريه بيضاء برباط من العنق مميز للغايه أكسبها رقى وعمليه شديدين …
ألقت تحيه الصباح على مساعدتها الجديده “ليزا” بفرنسيه طليقه …
لامار : صباح الخير “ليزا” …

ليزا : صباح الخير مادموازيل(آنسه) “لامار” ….

لامار : هل هناك أى ميعاد اليوم …؟؟

ليزا: نعم .. هناك موعد واحد فقط …

لامار : حسناً …. فعندى اليوم موعد على الغذاء ولا أريد أن أتأخر …

ليزا : حسناً ….

دلفت “لامار” إلى داخل غرفه مكتبها الخاصه لتنهى بعض الأوراق قبل إنصرافها لموعد الغذاء الذى ترتبط به ..

بعد قليل دلفت “ليزا” لمكتب “لامار” لتخبرها بوصول صاحب الموعد الذى أخبرتها بخصوصه …..

ليزا: مادموازيل (آنسه) “لامار” …مسيو (أستاذ) “آدم” وصل هل أدخله إليكِ ….؟؟

لامار: حسناً ….

دلف إلى داخل مكتبها شاب متوسط الطول أبيض البشرة ذو أنف مدبب وعينان بنيتان وشعر يماثلهما تماماً …

تقدم بعمليه نحو مكتب “لامار” يمد يده مصافحاً إياها قائلاً بفرنسيه تتمتع بلكنه غريبه نوعاً أرجعت “لامار” ذلك ربما لنشأته بضيعه ما بعيداً عن باريس …
آدم: صباح الخير مادموازيل(آنسه) … أنا “آدم” من شركه (النجوم الزرقاء) للعطور …

إستكملت “لامار” حديثها معه بالفرنسيه مشيرة له بالجلوس أولاً …
لامار : أهلاً .. تفضل بالجلوس …

آدم: يسعدنا أننا نتعامل سوياً مع شركتكم للتسويق والتصدير .. فلقد سمعنا عن علاقاتكم الرائعه التى سوف تساعد شركتنا فى تسويق العطور …

لامار : تأكد أنكم لن تندموا بالتعامل معنا مسيو (أستاذ) “آدم” ….

آدم : معى بعض الكتالوجات لعرضها عليك ..

فتح “آدم” حقيبته ليخرج الكتالوجات التى تبرز منتجاتهم من العطور حين وجد أوراقاً فقط ولم يجد الكتالوجات فعلى ما يبدو أنه قد نسي وضعهم بالحقيبه معه قبل خروجه من الشركه …
تمتم “آدم” بلهجه مصريه دون وعى منه ظناً أن “لامار” فرنسيه لا تدرك اللغه العربيه …

آدم: يا نهار إسود على دماغى … أقولها إيه دى دلوقتى …؟؟

قهقهت “لامار” بضحك هستيرى بصوت عالٍ للغايه ثم أردفت بلهجتها المصريه الخالصه …
لامار : بالراحه كده على نفسك … إنت مصرى …؟؟؟ مش تقول يا راجل …!!!

إندهش “آدم” للغايه بل صدم من نطقها بالعاميه المصريه ليهتف بأعين متسعه …

آدم: إنتى مصريه ….؟؟!!!

أجابته “لامار” بفخر وإعتزاز شديدين ..
لامار : مصريه بنت مصريه … بنت مصرى …

آدم : غريبه … كنت فاكر إنك فرنسيه …. و إيه إللى جابك فرنسا ….؟؟

لامار: أنا عايشه هنا بقالى أكتر من 20 سنه … والدى الدبلوماسى المعروف “نشأت يحيي” سفير فى السفاره المصريه هنا …

آدم: أنا إتشرفت بيكى جداً والله ..

هدأت “لامار” من ضحكتها لتكتفى بإبتسامه خفيفه وهى تردف بلطافه …
لامار : نكمل بالمصرى أسهل بقى ..

أجابها “آدم” ممازحاً إياها ..
آدم: يبقى كتر خيرك والله …

لامار : أنا من حبى لمصر عندى إستعداد أنى أعمل شغل مع كل المصريين هنا .. وإن شاء الله حتنبسط أوى من الشغل معانا ..

آدم: ده شئ أنا متأكد منه .. أينعم إنتوا لسه شركه جديده بس سمعت عن شبكه العلاقات إللى عند حضرتك .. ودى حاجه تخلينى متفائل جداً بالتعاون معاكى …

لامار: أكيد إن شاء الله … أنا كمان حنزل مصر قريب أعمل شغل هناك مع شركه جديده …

آدم: أكيد حيبقى شغل ممتاز … وعموماً أنا سعيد جداً بمعرفتك وسعيد جداً بالشغل معاكى وإن شاء الله بكره حجيب لك الكتالوجات عشان نتفق على طريقه الشغل والتسويق إللى حضرتك تشوفيها مناسبه ….

لامار : تمام …

المستشفى ….
لجلسه أخرى جمعت بين “سماح” و”ورد” وإستماع بإهتمام لكل ما تتفوه به “ورد” عقبت عنه “سماح” بسؤال متحير …
سماح: وأنتى إنبسطتى من خبر الطلاق ده …؟؟!!!

هنا وبدون أدنى تفكير أجابتها “ورد” إجابه قاطعه لم تتردد بها للحظه واحده …
ورد: أكيد … ده يمكن أكتر خبر فرحنى فعلاً .. أنى حبعد عن الشخص ده ومش حشوفه تانى .. أنا مش عايزة أشوفه تانى ابدااااااااا …

كانت كل كلمه تخرج من فم “ورد” يحمل آسى وحزن شديد ، دون إدراك ما مرت به تستطيع رؤيه تحطمها وألمها فحاولت “سماح” وضع بعض التفاؤل بالمستقبل أمام أعين تلك المحبطه المنكسره …
سماح: بكره إن شاء الله تتجوزى وتفرحى مع الأحسن منه ….

مجرد ذكر فكرة الزواج أمامها وجدت نفسها تلقائياً تتذكر ليله زفافها ، تلك الليله التى كانت بالعمر كله ، ليله لن تنسى مطلقاً لتهتف بفزع رافضه برفض مطلق لإعادة ليله مثل تلك بحياتها مرة أخرى …
ورد : لأ … لأ طبعاً … إستحاله …. إنتى بتقولى إيه ..!!!!! ولا عمرى حكرر التجربه البشعه دى تانى …

ثم أضافت بنبره متألمه موجعه : أنا !!! … أنا أتجوز تانى .. وأعيش المأساه دى تانى … لا …. لا طبعاً …

سماح: بس مش كل الناس زى “حسام” … مش كل الناس وحشه كده … مش معنى إنك مريتى بتجربه سيئه مع شخصيه زى دة .. إن إنتى تحكمى على كل الناس بنفس المنطق …

علت عينا “ورد” نظرات يائسه للغايه وهى تردف بصوت مرتجف …
ورد : أنا خلاص معنديش القدرة أنى أتعامل مع إللى زيه …ولا مع غيره … أنا جوايا وجع وشرخ فى قلبى كبير … مقدرش حتى أحاول … مقدرش أعيد التجربه دى تانى …

شعرت “سماح” بأنها تضغط على “ورد” الآن بفكره تجربه جديده فتوقفت تماماً عن الحديث معها بتلك النقطه .. و بدأت تتحدث معها عن مواضيع أخرى حتى تستعيد “ورد” هدوئها قليلاً …

بعد وقت قليل مستكملات حديثهن ..

سماح: تفتكرى عشان والدك ترمى نفسك مع واحد متعرفيهوش بالشكل ده …؟؟

ورد: أنا مقتنعه إن بابا مكنش عايز غير مصلحتى بس “حسام” هو إللى طلع …. وحش ميتعاشرش … عايش فى الحرام …

بكت “ورد” مره أخرى لتذكرها هذه الليله المشؤمه فمازال لا يسيطر على تفكيرها سوى تلك الليله وما حدث بها ، تلك الليله التى تظن انها لن تنساها أبداً ..

فكلما تحدثن بأى موضوع تعود أدراجها وتفكيرها لتتحدث عما حدث فى هذه الليله وكأنها لن تنتهى ولن تخرج منها مرة أخرى ستبقى بقيه حياتها حبيسه تلك الليله فقط ….

ورد: مكنتش عايزاه يقرب منى غصب عنى .. كنت خايفه منه .. بس هو كان أقوى منى … ضربنى ووجعنى … حاول إنه … يعنى …

سماح: حاول إيه … إللى أعرفه إنه يعتبر مقربش منك … وإنك لسه عذراء زى ما إنتى …!!

بحياء شديد إكتسى وجه “ورد” بحمرة غير طبيعيه وهى تحاول إيصال فكرة ما حدث لـ”سماح” دون التلفظ بالمعنى الحرفي لما حدث بينهما ..
ورد: هو … يعنى … من الخمره إللى بيشربها بقى عاجز … لكن الإحساس نفسه أنه يقرب منى كده غصب عنى … كنت حاسه أنى بموت … إتمنيت فعلاً وقتها أنى أموت … بس الحمد لله ربنا أنقذنى منه …

رفعت “سماح” رأسها بتفاؤل لتتمسك بالعبارة الأخيرة التى تلفظت بها “ورد” ..
سماح: أيوه كده هى تجربه صعبه لكن لازم نبص للحاجات الكويسه إللى فيها .. إن أنتى لحد دلوقتى زى ما إنتى … وربنا أنقذك من بين إيديه … وكمان إتطلقتى منه … إعتبريه تجربه سيئه وخلصت خلاص …

ورد: خلصت …؟؟!! خلصت بعد ما خلصت على كل حاجه حلوة جوايا … إحساس بتتمناه أى بنت فى ليله فرحها … عمرى ما حفكر أنى أعيد الإحساس ده تانى .. مش عايزة …. مش عايزة أتجوز تانى ابدااا …

سماح : “حسام” ملقاش أى حاجه تانيه يدافع بيها عن عجزة ده إلا إنه يضربك وده دليل قوى على ضعفه لكن إنتى قويه … مش لازم تستسلمى للضعف إللى جواكى ده وتحاولى تكونى أقوى وأقوى متبقيش صيد سهل للحزن واليأس .. عموماً كده كويس أوى النهارده وبكرة إن شاء الله حجيلك تانى نتكلم سوا ….

•• الفصل الثامن••
•• سأعود يوماً ••

كاد اليوم أن ينقضى ولم يتحرك “عبد المقصود” بعيداً عن غاليته وكيف ذلك وهى سبب حياته وفرحته ، تلك الفرحه التى أهدرت غدراً …
بعد أن إطمئن على حال “ورد” لهذا اليوم متجاهلاً ألم رأسه الذى إشتد به منذ الصباح وقف أمام إحدى الصيدليات بطريق عودته ليبتاع بعض الأقراص المسكنه للآلام فيبدو أن ضغط الدم لديه غير مستقر وبالتأكيد سبب ذلك لا يتعدى قلقه على غاليته فإحساسه بالذنب يكاد يقتله فهو متيقن أن ما حل بـ”ورد” نتيجه إختياره هو الخاطئ …

تناول أحد الأقراص المسكنه على الفور أثناء إتخاذ طريقه نحو المنزل …

ظل يفكر فى حال إبنته وما وصلت إليه ، خاصه بعد طلاقها بيوم واحد من “حسام” ليحدث نفسه بحيره ….
ابو محمد: اكيد أنا ما إتسرعتش فى طلاقها … مكنش ينفع أخليها تكمل مع إنسان همـ،ـجى بالشكل ده … بس هى برضه إتظلمت معايا فى موضوع طلاقها ده غير كلام الناس عليها …. أستغفر الله العظيم … دبرنى يا رحيم …

مر الوقت سريعا دون أن يشعر “عبد المقصود” بذلك لثقل همومه وكثره تفكيره فى مستقبل إبنته الذى اصبح ضبابى بالنسبه له فكيف ستتعامل مع الناس فهم ألسنتهم لا ترحم …

إقترب موعد صلاة الفجر فبدلاً من أن يتوجه إلى البيت قرر الذهاب للمسجد لتستكين روحه قليلا ويصلى ويصفى ذهنه بذكر الله كما إعتاد دوماً ….

فى المسجد ….
بصفاء نفس شديد جلس ” عبد المقصود” بهذا المكان الوحيد الذى يطهر قلبه من كل شوائبه وهمومه ، ليت تلك الراحه تعم حياته بأكملها …

زفر بقوة وذهن شارد بتلك المسكينه التى أصبحت ملقاه بالمستشفى بين ليله وضحاها ، لم يجد سوى الإستغفار سبيلا ليتمتم به بسكون منتظراً حلول وقت صلاة الفجر …

لم ينتبه “عبد المقصود” لصوت “يوسف” من خلفه وهو يلقى عليه التحيه بصوت شجى …

جلس “يوسف” إلى جوار “عبد المقصود” وهو يعيد على مسامعه بصوت أعلى لينتبه له “عبد المقصود” …

يوسف: السلام عليكم … إزيك يا أبو محمد …؟؟

ابو محمد: يوسف!!! … وعليكم السلام ورحمه الله .. معلش يا إبنى مأخدتش بالى …

إبتسم “يوسف” إبتسامه خفيفه تجاه “عبد المقصود” وهو يردف بود بالغ فهذا الرجل يقف مقام والده محبه وإحتراماً …

يوسف: ولا يهمك .. مالك يا أبو “محمد” شكلك متضايق !!!! … أنا قلقت عليك بقالك يومين مجتش المسجد ودى مش عادتك بصراحه … خير إن شاء الله …؟؟

نكس “عبد المقصود” عيناه بأسى وهو يردف بنبره منكسره للغايه …
ابو محمد: الحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه …

كلماته لم تكن مطمئنه بالمرة ليعتدل “يوسف” بمقابله “عبد المقصود” متسائلاً بقلق وإهتمام شديد …

يوسف : مكروه ….!! خير يا أبو “محمد”… طمنى إنت بخير ….؟!!

أجابه “عبد المقصود” بغموض أكبر لم يستطع به “يوسف” فهم أى شئ …
ابو محمد: أنا كويس الحمد لله بس بنتى …!!!!!!! … الحمد لله على كل حال ..

ضغط “يوسف” على عيناه قليلاً محاولاً فهم عما يتحدث “عبد المقصود” ليردف مستفهماً …
يوسف: بنتك مين ….؟؟ العروسه ….؟؟!!

بإبتسامه ساخرة جانبيه أجاب “عبد المقصود” بحزن عميق …
أبو محمد : أيوه العروسه ….!! قال عروسه قال !!!! .. إتطلقت خلاص …!!!

إتسعت عينا “يوسف” بصدمه شديده فهى لم يمر على زواجها يومان فقط ، كيف تطلقت … ؟! كيف حدث ذلك … ولماذا …؟!!!

يوسف : إتطلقت …..!!!!! معقول ده …. ؟!! دى فرحها كان من يومين …؟؟

لم يشأ ” عبد المقصود” أن يزيدها ألماً على نفسه بإسترجاع تفاصيل ما حدث ليجيب بغموض أكبر …
ابو محمد: مش عارف يا إبنى … هو قدرها كده …. الأمر لله من قبل ومن بعد …

دارت أسئله عديدة برأس “يوسف” حول سبب طلاقها بعد زفافها مباشرةً وقبل أن يتفوه بكلمه سُمع المنادى ينادى بإقامه الصلاه …

فنحى أفكاره جانباً وإعتدل بالصف الى جوار “عبد المقصود” ليصلى الفجر …

إلتزم بعدها “عبد المقصود” بالصمت التام فقد شعر بالإنهاك الشديد ليتجه بعد الصلاة مباشرة إلى المنزل فلا طاقه له بالحديث الآن ، خاصه وقد إشتد به ألم رأسه وتملك الصداع منه بشده وشعر برغبه قويه بالراحه والنوم فإستاذن من “يوسف” تاركاً إياه بعد خروجه من المسجد مباشرة …

يوسف….
إتخذ طريق عودته بشرود تام متفكراً بحال هذا الرجل الطيب متألماً لرؤيته بهذا الحزن والإنكسار تأثراً بطلاق إبنته ليتسائل بغرابه عن سبب ذلك …
يوسف: بنت زى دى يا ترى تتطلق ليه بعد فرحها على طول كده ؟!! … معقول !!! … يا ترى المشكله فيها ولا فى جوزها ؟!! … دول حتى مكملوش أسبوع !!! … بس أبو “محمد” ونعم الناس والأخلاق معقول تبقى بنته …؟؟؟!!

نهر “يوسف” نفسه بشده على تفكيره بسوء بإبنه هذا الرجل الطيب ليحرك رأسه رافضاً موبخاً نفسه على ظنه السئ …
يوسف : أستغفر الله العظيم … إيه إللى أنا بقوله ده ؟!!!!!!!!!! … أنا برضه أظن فى الناس كده ؟؟!!!! ..أنا بس الراجل الطيب ده صعبان عليا أوى انه يتكسر بالشكل ده …

وصل “يوسف” بتلك اللحظه إلى البيت الذى يقطن به ليصعد درجات السلم ومازال ذهنه شارداً بـ”عبد المقصود” وطلاق إبنته حين فوجئ بصوت أحد الأبواب يُفتح فجأه إلى جواره وهو يعبر تلك الردهه المتوسطه لدرجات السلم …

صوت صرير الباب المفاجئ إلى جواره جعله ينتفض فزعاً قليلاً فسكون البيت بهذا الوقت يضخم من الأصوات من حوله …
يوسف: بسم الله ….!!!!

توقف “يوسف” عن حركته للحظه وهو يرفع ببصره تجاه باب الشقه الذى فُتح للتو ناظراً لتلك الفتاه المطله بملامحها الهادئه تردف بصوتها الرخيم المميز …
علا : يوسف ….!!! أنا أسفه والله خضيتك مكنش قصدى ….

” (علا)فتاه خمريه جذابه متوسطه الطول هادئه الملامح لها أسلوب لبق للغايه بالحديث ، يعمل والدها محاسباً بإحدى الدول العربيه منذ فتره طويله ووالدتها ناظره المدرسه الإعداديه بالمنطقه ، تعشق “يوسف” منذ زمن طويل لكنها لم تُصرح له بذلك فخجلها يمنعها دوماً لكنها تنتظر فرصه حتى ينتبه لوجودها ليشعر بها وبعشقها المتيم له .. ”

أجابها “يوسف” بعدما نكس عيناه أرضاً بتأدب بالغ …
يوسف: لا أبداً .. أنا إللى كنت سرحان …

تمنت لو أن يرفع وجهه نحوها وتلاقيه بتلك النظرات العاشقه المتلهفه نحوه لكنه دوماً بعيد عنها ، يعاملها بتحفظ شديد وتأدب مبالغ فيه …

تسائلت “علا” بإهتمام شديد ..
علا : خير فيه حاجه ؟؟

يوسف: لا أبداً …

لن تترك تلك المقابله تمر كغيرها ، يجب أن تستطرد بالحديث معه ، كم تعشق وجوده الذى لا يشعر بوجودها لتهتف بنبره ودوده للغايه لو أنه فقط يرفع بصره نحوها ليدرك وله عشقها المتيم بعيونها المسلطه نحوه ..

علا : معلش فتحت الباب مره واحده أصلنا رايحين نجيب بابا من المطار …

يوسف: بجد .. حمد الله على سلامته … بعد إذنك …

أنهى بسرعه كعادته هذا اللقاء القصير لتزم “علا” فمها بقوة وتحسر على ضياع فرصه جديده لها معه ، بينما صعد “يوسف” درجات السلم إلى شقتهم بالأعلى وسط متابعه “علا” له بعينيها حتى غاب عن نظرها تماماً …

سمعت صوت والدتها من خلفها قائله بإستراب ..
ام علا : بتتكلمى مع مين يا علا …؟؟؟

إنتبهت “علا” لوالدتها من خلفها لتستدير على الفور وهى تغلق باب الشقه من خلفها …
علا : ده …ااا … ده “يوسف” جارنا يا ماما … تقريبا كان راجع من الصلاه…

ام علا : الشاب ده ما شاء الله عليه أدب وأخلاق والله هو وأخته …

بتذمر شديد وقفت “علا” تتعجب بضيق بالغ …
علا: أنا مش فاهمه ….. يعنى إحنا جيران بقالنا سنين أهو …. ليه مش بنزورهم ويزورونا ونود بعض كده …؟؟

ام لمياء: يا بنتى هم مقتصرين أوى خصوصاً بعد وفاه أبو “يوسف” ووالدته تعبانه طول الوقت برجليها .. وأنا زى ما إنتى شايفه الحِمل عليا كبير من ساعه سفر أبوكى ده غير الشغل فى المدرسه ومفيش وقت لا للروحه ولا الجايه … بس هم ونعم الناس بصراحه …

ضيقت “علا” حاجبيها بترجى …
علا : طيب ما نبقى نودهم ونزورهم كده …!!

ام علا : إن شاء الله … يلا نادى أخوكى عشان نلحق نروح نجيب باباكى من المطار معاد الطياره قرب ….

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
18

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل