
ناهد …
وصلت للمستشفى بعد أن تركت “حسام” منذ قليل لتهاتف زوجها أولاً ، وبعد عدة محاولات أجابها “عبد المقصود” أخيراً..
ام حسام: ألو .. أيوة يا أبو محمد … برن عليك من بدرى كنت فين ….؟؟
ابو محمد: ولا حاجه … كنت مع “ورد” …
ام حسام: طيب أنا تحت فى الإستقبال … تعالى عاوزاك ضرورى …
ابو محمد: نازل أهو على طول ….
انتظرت “ناهد” قليلاً حتى أقبل نحوها بخطواته المتباطئه منتظراً منها إخباره بما توصلت له …
ابو محمد: عملتى إيه يا أم “حسام” ..؟؟
دارت بعينيها بضيق وهى تلوح بأحد الأوراق بوجهه قائله …
ام حسام : ورقه الطلاق أهى ..
شعر “عبد المقصود” بالراحه فور إمساكه لورقه خلاص “ورد” …
ابو محمد: كويس أوى … حطلع أطمن على “ورد” وأرجعلك نروح سوا عشان نطمن على “محمد” ….
ام حسام : ماشى … مستنياك متتأخرش …
إطمئن “عبد المقصود” سريعاً على حال “ورد” التى وجدها نائمه ، ثم مر بمكتب “سماح” فور أن علم بأنها تنتظره هناك …
طلبت منه “سماح” إبقاء “ورد” بالمستشفى لفتره حتى تستطيع إكمال جلسات العلاج النفسى ….
توجه بعد ذلك نحو المنزل للإطمئنان على الصغير “محمد” و إنهاء هذا اليوم الطويل ….
شقه يوسف ….
تأخر “يوسف” كثيراً عن موعده لتهتف به والدته حين عودته بقلق …
ام يوسف: إتأخرت ليه كده النهارده يا “يوسف” …؟؟
ألقى “يوسف” بجسده بإنهاك مردفاً …
يوسف : الشغل النهارده كان كتير بصوره متعبه … بقالى أسبوع مرحتش بقى …
ام يوسف: ربنا يقويك يا حبيبى ….
إعتدلت “دعاء” بجلستها وهى تدعى التأثر قائله ..
دعاء: مبقناش نشوفك خالص .. بتوحشنا … بتوحشنا أوى والله ..
إرتسمت إبتسامه عريضه على محيا “يوسف” وهو ينظر تجاه “دعاء” بنظرة تفحصيه غير مصدقه لهذا التأثر المزيف …
يوسف: أيوه … أنا عارف الدخله دى وراها حاجه … أؤمرى ..
توسطت “دعاء” خصرها بكفيها بإستنكار …
دعاء: يا سلام … ليه يعنى .. مينفعش أقولك كده من نفسى يعنى … مش أخويا وبتوحشنى ….
يوسف: والله …!!
أدركت “دعاء” أنه قد كشفها تماماً لترتبك بحديثها …
دعاء : يعنى ….!! أصل ….!!!!
يوسف بإبتسامه : قولى قولى .. هاااا …
دعاء: عايزة أطلع رحله …؟؟ بالله عليك متقولش لأ … إله ربنا ينولك إللى فى بالك …
يوسف: أنتى حتشحتى … أنتى عارفه مش بحب موضوع الرحلات ده …
دعاء بطفوليه وهى تتصنع البكاء تحاول ترجى “يوسف” أن يوافق ولو لمرة واحدة …
دعاء : بلييييز …. إله يا رب تحج ….
يوسف بضحكه اظهرت بياض أسنانه الناصع ….
يوسف: بحب أشوفك وأنتى بتعملى كده …..
دعاء: ليه ….؟؟؟
يوسف: عشان بتبقى شبه المجانين ….
وقفت “دعاء” بتذمر من تهكم “يوسف” قائله بسخط …
دعاء : بقى كده … طب وربنا منا قايلالك على العروسه …
ضيق “يوسف” بين حاجبيه بإستراب متسائلاً…
يوسف : عروسه …!!! عروسه إيه … ؟؟
ام يوسف: لا أبداً يا إبنى … هى كده مسحوبه من لسانها على طول …
دعاء: بقى كده … طب أنا داخله أنام … ويكون فى علمكم …. أنا حموتكم كلكم … وححطلكم المسدس فى الشوربه … هاه …
دلفت “دعاء” إلى غرفتها متصنعه الغضب فهى بالفعل تود الذهاب لهذه الرحله فلقد تعبت كثيراً من تصنع هذه البهجه وهى تشعر بوحدتها دائماً ومسؤليتها التى حملتها مع أخيها منذ صغرهم بالإهتمام بوالدتهم المريضه …
ضحك كلا من “يوسف” ووالدته ….
يوسف : مجنونه …
ام يوسف: ربنا يهديها …
يوسف: إيه حكايه العروسه دى .. هى “دعاء” جاى لها عريس ولا إيه …؟؟؟
ام يوسف: لا أبداً … دى عروسه عشانك إنت … نفسنا نفرح بيك بقى …
يوسف: تفرحوا بيا ولا تخلصوا منى …؟؟ بصى يا ماما أنا مش حتجوز إلا لما أطمن على “دعاء” الأول …
ام يوسف: ومالها “دعاء” ؟!!!!! … ماهى برضه حتبقى تحت رعايتك وعينك …
يوسف: مينفعش يا ماما .. دى أمانه فى رقبتى ….
ام يوسف: بس آن الأوان أفرح بيك وبعيالك بقى .. وبعدين العروسه دى كويسه أوى …
يوسف: إنتوا كمان إخترتوا العروسه …
ام يوسف: دى بنت جارتنا .. “علا” بنت “سهير” ناظره المدرسه …
يوسف: خلى موضوع الجواز ده شويه كده يا ماما .. مش بفكر خالص فى الموضوع ده دلوقتى ..
ام يوسف: طب فكر طيب … دى بنت كويسه و محترمه …
يوسف بملل: حاضر يا ماما …
ترك “يوسف” والدته بعد تناول الطعام ليرتاح فى غرفته وينال قسطاً من النوم ليستطيع الإستيقاظ لصلاه الفجر فى المسجد كما إعتاد منذ صغره مع والده رحمه الله …
•• الفصل السابع ••
•• لن أنسى ••
المستشفى ….
أخذت “ورد” تنتفض بإرتجاف شديد فى نومها وكأنها ترى كابوساً يطبق أنفاسها … إستفاقت فجأه مفزوعه لتتأكد أنها مازالت بالمستشفى بعيداً عن “حسام” … وأن كل ما رأته ما كان إلا حُلماً لا أكثر …
تمتلكتها نوبه بكاء أخرى حتى أنهكت قواها وبدأت تلك النوبه تضمحل حتى هدأت نفسها قليلاً لكنها لم تكن قادره على إيقاف سيل الدموع الذى مازال ينهمر من زرقاوتيها المتورمتين …
تذكرت ذاك اليوم الذى جلست به برفقه والدها وهو يسألها بحماس عن رأيها بزواجها من “حسام” فصغيرته عروس الآن ..
(( ابو محمد: ها يا “ورد” إيه رأيك …؟؟؟
ورد: بس أنا مشفتش “حسام” ده خالص يا بابا ….
ابو محمد: والله يا بنتى شكله راجل محترم .. هو عايش فى أستراليا بقاله كتير وعامل شغل كويس ليه مركزة زى ما أم “حسام” بتقول …
ورد: إللى تشوفه يا بابا … أنا بثق فى رأيك دايماً ….
ابو محمد: على خيرة الله .. هو كمان جهز هنا شقه وحينزل أجازة نعمل الفرح وتسافروا سوا …
ورد: إن شاء الله …))
عادت “ورد” إلى الواقع لترى نتيجه تسرعها بقرار الزواج دون أن تعرفه أو تعرف عنه شيئاً فقط لأنها تريد البُعد عن زوجه أبيها وظنت أن ولدها الذى كان رافضاً لزواج والدته من والدها أفضل من والدته ومن العيش معها تحت سقف واحد …
بيت عبد المقصود العالى …..
لم تمرر “ناهد” طلاق “حسام” و “ورد” بتلك السهولة بل ظلت تؤنب زوجها على تسرعه بحكمه على ولدها و الإشتراط عليه بطلاقهما فقد حاولت “ناهد” لشهور طويله التمهيد وإقناع زوجها بقبول هذا الزواج الذى لا مثيل له …
ام حسام: مبسوط إنت دلوقتى يا أبو “محمد” … يعنى كده تفرق ما بينهم عشان غلطه صغيره …؟؟
لم يكترث “عبد المقصود” لثرثرتها التى ظلت لساعات وأجابها بهدوئه الشديد ولا مبالاه أثارت حنقها للغايه …
ابو محمد: من جهه مبسوط أنا مبسوط جداً .. وأنتى عارفه ومتأكده إنها مش غلطه صغيره .. ونقفل بقى كلام فى الموضوع ده عشان ميحصلش بينا مشاكل أكتر من كده …
إبتلعت “ناهد” لسانها بغيظ فلن تسمح لنفسها بخسارة كل شئ ولن تتسبب بأزمه تقع بينها وبين “عبد المقصود” الآن لتلتزم الصمت بغيظ شديد وهى تردف مجبرة …
ام حسام : حاضر يا أبو محمد … حاضر … حتعمل إيه فى المحضر …؟؟؟
ابو محمد: بكره الصبح وأنا رايح المستشفى لـ”ورد” حعدى على القسم و أتنازل عنه .. وأبقى أنا كده وفيت بوعدى ..
إتجه نحو غرفته تاركاً إياها تحترق من بركان غضبها المستعر بداخلها فقد أتت الدنيا بعكس ما كانت تريده وتدبر له على الإطلاق ….
دارت حول نفسها عدة مرات تريد التنفيس عن هذا الغضب لتتصل بولدها تخبره بما حدث بينها وبين “عبد المقصود” منذ قليل …
حسام: أيوة يا ماما … إيه الأخبار …؟!!
ألقت “ناهد” نظرة بإتجاه غرفتهما أولاً لتطمئن أن “عبد المقصود” لا يستمع إليها ثم أجابت بخفوت شديد …
ام حسام: أيوه يا “حسام” … خلاص إطمن .. بكره حيروح ويتنازل …
حسام: متأكده يا ماما …؟؟
ام حسام: لا متقلقش .. الراجل ده مبيكدبش … حيروح متخافش … بس بقولك إيه إنت لازم تصلح إللى إنت عملته ده …
بحيرة شديده وضيق تملك نفسه أجابها …
حسام : إزاى بس …؟؟
ام حسام: مش عارفه … عموماً كام يوم بس تطلع “ورد” من المستشفى وأكون لقيت حل .. مش لازم نخسر كل حاجه دى لوحدها معاها فلوس على قلبها قد كدة … ده غير نصيبها فى ورثها من أبوها ده … يعنى حاجه متتسابش …
لمعت عيناه ببريق طامع وقد عادت وتيره الهدوء لنفسه مستمتعاً بما سيصل إليه إذا إستطاع إصلاح ما أفسده مع “ورد” ليجيبها بإيجاب شديد …
حسام : و أنا معاكى ..
ام حسام: خلاص يبقى إتفقا .. يومين تلاته كده ونشوف حنعمل إيه … يلا سلام بقى دلوقتى أحسن حد يسمعنا …
أنهت مكالمتها لتدلف إلى داخل غرفتها بعد أن إرتسمت إبتسامه مزيفه على محياها تشعره بها أن هذه المشكله لم تغير بينهم شئ ، فهى لا تريد خسارة كل شئ ….
____________________________________
اليوم التالى ….
أقبل “يوسف” من صلاه الفجر كعادته ليقابل “دعاء” التى تنتظره منذ خروجه من المسجد محضره له طعام الإفطار على الطاوله …
نظر نحوها “يوسف” بإستراب شديد فليس من عادتها أن تستيقظ مبكراً إلى هذا الحد ، وما زاد تعجبه هو نشاطها الزائد وتحضير الفطور وإنتظاره بتلك الإبتسامه العريضه ليدرك بفطنته أن هناك شئ ما خلف كل هذا الإهتمام …
يوسف : هو إيه الرضا ده على الصبح …؟؟
دعاء: والله لو عملتلكم إيه مش عاجب برضه …!!!
يوسف: لا يا ستى .. أنتى كلك بركه … بس هو الأكل ده كله لله فى لله كده …؟!!
لم تجد بُد سوى أن تخبره بما تريده صراحة فلا داعى للإلتفاف حول الأمر كثيراً …
دعاء: أصل …. اااا … بص بقى … من غير لف ولا دوران .. نفسى أروح رحله إسكندريه دى .. ميرضكش يبقى كل علاقتى بيها صور من النت والتليفزيون وعمرى ما شفتها …!!!
يوسف بجديه: طب وماما يا “دعاء” … حتسيبيها كده طول اليوم لوحدها … ما إنتى عارفه هى مش بتقدر تقف على رجليها من التعب ….
رغم شقاوتها ومعارضتها الدائمه له بمزاح إلا أنها لا ترفض له أمر ولابد أن تنصاع لرأيه حتى لو كان ذلك ضد رغبتها …
نكست عيناها بتعاسه وتملل وهى تردف بإنصياع وهدوء ..
دعاء : حاضر يا “يوسف” .. إللى تشوفه ….
لم يتعامل معها يوماً كأخ أكبر بل كان يشعر أنها إبنته ليمسك بمرفقها بحنو ليطيب خاطرها بوعد حقيقى …
يوسف: معلش .. و أوعدك حعوضك بخروجه حلوة قريب …
إبتسمت “دعاء” بحزن فقد كانت بالفعل تود الذهاب لهذه الرحله مع أصدقائها بالجامعه لكنها لن ترد له أمر وحاولت تغيير مجرى حديثهم قائله بهدوء ….
دعاء: طب أفطر بقى قبل ما الأكل يبرد وأنا حـ….
قاطع حديثهم حين أتت والدتهم تتكئ إلى عصاها ببطء …
ام يوسف: خليها تروح يا “يوسف” … وأنا متخفش عليا حنرتب أنا وهى كل حاجه قبل ما تروح وهو يوم واحد وحترجع فى نفس اليوم … متحرمهاش عشانى …
تهللت أسارير “دعاء” من الفرحه وهى تقفز بطفوليه نحو والدتها لتعانق والدتها بإنفعال وفرحه شديده قائله ..
د
عاء : حبيبتى حبيبتى يا ست الكل … ربنا يخليكى لينا يا رب .. إلهى تحجى وتفرحى بيا …
ضحكت أم “يوسف” لرد فعل “دعاء” خفيف الظل ، بينما شعر “يوسف” بالقلق تجاه والدته فكيف يتركاها إثنيهما طوال اليوم بدون رعايتهما لها وهى لا تستطيع التحرك بهذا الشكل …
يوسف بقلق: بس يا ماما … أنتى متقدريش … تـ…
ام يوسف: متقلقش …حنرتبها إحنا مع بعض .. متخفش بقى …
يوسف: خلاص إللى تشوفوه … حفطر أنا بقى وألحق أروح الشغل عشان متأخرش …
المستشفى …
سأزيل الشوك من طريق الورد ، سأحمى غاليتى الناعمه من تلك الأيادي الخشنه وذلك هو أول طريقى ، أن تنتهى تلك الزيجه وتتحرر “ورد” من ذلك الخطأ …
مر “عبد المقصود” أولاً بقسم الشرطه للتنازل عن المحضر الذى قدمه بالمستشفى ضد “حسام” بعد أن أمسك وثيقه طلاق “ورد” الرسميه بيديه …
ثم إتجه بعد ذلك إلى المستشفى ليلقى نظره على غاليته المسكينه …
فتح باب غرفتها ليجدها نائمه بسكينه ، كم يتألم قلبه لما أصابها ، تلك الفتاه التى لم تعنف يوماً أصبحت هشه محطمه بسبب هذا المتجبر الوحشى …
ضم “عبد المقصود” شفاهه بتحسر ثم توجه لمكتب “سماح” ليطمئن عن علاجها النفسى …
ابو محمد: صباح الخير يا دكتوره ..
سماح: صباح الخير يا أبو محمد …
ابو محمد: أخبار “ورد” إيه النهارده أنا عديت عليها لقيتها نايمه ….
سماح: إحنا بدأنا معاها العلاج النفسى بجلسه بسيطه كده والحمد لله كانت كويسه جداً … بس إمبارح بالليل تعبت بكوابيس فإضطرينا نديها حبايه منومه كعلاج مؤقت عشان تستغرق فى النوم شويه بس برضه زى ما قلت لحضرتك خليها فى المستشفى على الأقل إسبوعين تاخد جلسات مكثفه للعلاج النفسى .. وبعدين تخرج ونبقى نكمل باقى الجلسات بجدول محدد ..
ابو محمد: أه طبعاً .. إللى فيه مصلحه “ورد” حعمله على طول .. أنا حتى خليت “حسام” يطلقها عشان متحسش إنها فى ضغط …
سماح: إللى عرفته إن جوازها من “حسام” كان فجأه وملحقتش تتعرف بيه صح …؟!!!
ابو محمد: أيوه مظبوط …
أومأت “سماح” رأسها بتفهم فيبدو أن والد “ورد” إتخذ خطوة سليمه تماماً فى علاجها النفسى لتشيد بهذا التصرف المصيب …
سماح: كويس أوى … أظن إن موضوع الطلاق ده حيريحها كتير جداً … وحيساعد فى علاجها النفسى بصورة كبيرة …
ابو محمد: أنا قلت كده برضه .. وجاى مخصوص أبلغها بالخبر ده …
سماح: تمام .. ممكن حضرتك تبلغها أول ما تفوق وأنا إن شاء الله معادى معاها بعد الضهر عشان جلسه النهارده …
بحفاوة شديد شكر “عبد المقصود” مجهود “سماح” مع ابنته فيبدو أن جروح “ورد” النفسيه عميقه للغايه وستسبب لها ضرراً بالغاً ووجود “سماح” معها ربما يجعلها تتخطى تلك الأزمة وتعود كسابق عهدها …
ابو محمد: شكرا لحضرتك يا دكتوره على إللى بتعمليه مع “ورد” …
سماح: بعيداً عن الطب أنا فعلاً حبيتها و إرتحت لها زى ما تكون أختى الصغيره ..
ابو محمد: ربنا يجعله فى ميزان حسناتك يا رب … حروح انا اطمن عليها يمكن تكون صحيت …
غرفه ورد …
بدأت تستفق من نومتها المتعبه طوال الليل لتجد والدها يجلس إلى جوارها فى حنان منتظر إستيقاظها ليبتسم لها بمحبه ..كم شعرت بالهدوء والراحه عند رؤيته ، وجوده فقط سنداً لها ولروحها ، عيناه المرهقتان مصابيح تضئ طريقها الممتلئ بالأشواك لكن يكفيها وجوده لتشعر بالطمأنينه والأمان ….
دنا “عبد المقصود” من جبهتها ليطبع قبله حانيه إهتز لها قلبها المتألم أغمضت عينيها تلتمس من حنانه قوة لتكمل دربها فعلاجه بقربها يسكن ألامها و يتغلغل بها بصورة أقوى من أى علاج بالأدوية والمسكنات التى تتناولها ..
ابو محمد: عامله إيه النهارده حبيبتى ..؟؟؟
أجابته “ورد” رغم إعيائها الشديد …
ورد : الحمد لله يا بابا …
إبتسم “عبد المقصود” إبتسامه حزينه على حال إبنته ثم أردف يزف لها خبر طلاقها فربما يسعدها ما فعل …
ابو محمد: عندى ليكى خبر حيفرحك أوى ….
ورد : خير إن شاء الله …
ابو محمد: “حسام” طلقك .. وورقه الطلاق أهى …
تعمقت نحوه بنظرة ثابته وتهدجت أنفاسها بغير تصديق لتضئ عينيها ببريق حياة مرة أخرى …
لم تصدق “ورد” نفسها ، لم تظن أنها حين تستمع إلى خبر طلاقها ستكون بمثل تلك السعاده …
ترقرقت دمعه بزرقاوتيها لكنها دموع مختلفه تماماً فقد كانت دموع من شدة فرحتها بخلاصها من هذا الشخص المنفر المتوحش ..
نعم لم تعرفه جيداً لكنها فى ليله واحده رأت فيه كل الصفات التى تكرهها على الإطلاق ….
شعر “عبد المقصود” بالسعادة لرؤيه إبتسامتها تعلو شفتيها المجروحه ، شعر بأنه أعاد إلي صغيرته الحياة مرة أخرى ….
أخذ يتحدث معها بموضوعات عده محاولاً إخراجها من حاله الحزن والإنكسار التى أصابتها فى تلك الليله اللعينه …
إنتهى الوقت سريعاً وإنتهت زيارته لها وأخبرها أنها ستبقى بالمستشفى أسبوعين آخرين حتى تسترد عافيتها ثم يعودان بعد ذلك إلى بيتهما مره أخرى …
إرتاحت “ورد” لخبر بقاءها بالمستشفى فهى لا تود مقابله زوجه والدها فى هذا الوقت أبداً .. فهى تفضل الإبتعاد عنها قدر الإمكان فالطالما لم ترتاح لها لكنها كانت رغبه والدها للزواج من هذه السيده ولم تعارضه “ورد” فربما تسعده هذه المرأه ….