منوعات

بقلم قوت القلوب ج1

المستشفى …
غرفه ورد ….
حان موعد مرورها بمريضتها “ورد” فربما تستطيع كسر ذلك الحاجز النفسى الذى يعيق اخراج مكنونات نفسها المهشمه و التعبير عما يجول بداخلها …

دلفت “سماح” وقد إرتسمت إبتسامه خفيفه فوق ثغرها وهى تدنو من “ورد” المستلقيه بصمت شديد تحملقان بالسقف بنظرات بارده لا حياة فيها ….

حاولت “سماح” كسر حاجز هذا الصمت قائله …
سماح: “ورد” … أنا جيتلك تانى … إرتحتى شويه …؟!!!

لكن كان الصمت إجابتها لتعيد “سماح” توجيه حديثها إليها حتى لو لم تتجاوب معها ، فبالتأكيد ستنفعل بلحظه ما وتبدأ بالتحدث وإخراج كل ما في جعبتها …

سماح: أنا عارفه إنك متعرفنيش كويس بس ا؟عتبرينى واحده صاحبتك وفضفضى معايا شويه عن إللى مضايقك … عارفه … إحكى لى عن أى حاجه عن الفرح .. عن باباكى … عن جوزك ….

أنهت “سماح” كلمتها وترددت صدى كلمه ( جوزك) فى أسماع “ورد” ، تلك الكلمه كانت موجعه قاسيه للغايه ، كلمه أثاره حنقها وترقرقت الدموع بمقلتيها فور سماعها ، أهذا هو من يسمى زوجها …؟! أهذا من المفترض أن تقترن حياتها به بقيه عمرها ..؟!! ستظل تحيا مع هذا الحقير المتوحش شارب الخمر ….

رؤيه “سماح” لتلك العبرات بعينا “ورد” كانت إشاره إستجابه لحديثها معها لتستكمل حديثها …
سماح: أنا عارفه إنك متضايقه وزعلانه .. إتكلمى معايا شويه .. جربى يمكن ترتاحى … قوليلى .. إنتى عرفتى حسام إزاى …؟!!

نظرت لها “ورد” بإنكسار محاوله التحدث مع “سماح” فقد شعرت بالراحه لوجود هذه السيده إلى جوارها الآن لتخرج الكلمات بنبرة خفيضه منكسرة للغايه ….
ورد: أنا معرفوش … هو إبن مرات بابا …

سماح: ومشفتيهوش أبداً قبل كده …؟!!!

ورد: لأ .. كان مسافر أستراليا …

سماح: ها وبعدين …

حاولت “ورد” رفع جزعها للأعلى بإنهاك لتساعدها “سماح” على ذلك ثم بدأت تقص لها ببطء متذكرة ما حدث …

تذكرت كيف أن “حسام” تقدم لطلب يدها من والدها عن طريق والدته فرحب به والدها لدوم شكر زوجته به وبأخلاقه ، تذكرت يوم طلب منها والدها أن تتفكر ملياً بزواجها من “حسام” وهذا ما لم تفعله مطلقاً فقد كانت “ورد” تثق تماماً بصورة مطلقه وعمياء برأى والدها وأن إختياره سيكون أفضل من إختيارها فهو لا يريد سوى سعادتها ، كانت واثقه أنه يدرك الكثير عنها … لكن ما لا يعمله والدها هو بالفعل هذا الشخص الغريب الذى ظن به خيراً لم يستحقه …

شعرت “سماح” أن “ورد” فتاه بسيطه بريئه للغايه ، بريئه في زمن لا يناسبها مطلقاً لتنتظر منصته بإصغاء تام لـ “ورد” تحثها على إستكمال حديثها …
سماح : كويس … يعنى إنتى شفتى إن والدك راجل مدرك وكنتى واثقه فى إختياره لما وافق على “حسام” … إيه بقى إللى حصل إمبارح وخلى “حسام” يخرج كدة عن شعوره …

زفرت “ورد” بإرتعاش وهى تتذكر تفاصيل تلك الليله المؤلمه الطويله التى لن تنساها مطلقاً مهما حيت …

بدأت تسرد لها بواقع ما حدث وسط إندهاش شديد وربما صدمه مما تسمعه مؤكدة عليها بأن ما تسرده لها من تفاصيل سيظل سراً بينهما ولن يعرفه غيرهما فقط فإستطردت “ورد” بحريه بكل التفاصيل لتلك الليله المشؤمه حتى إنتهت تماماً …

سماح: يمكن كانت تجربه قاسيه جداً …بس أكيد فيه درس كبير إتعلمتيه .. مفيش حاجه بتحصل لنا من غير سبب .. أنا عايزاكى تكونى قويه وتحاولى معايا نتغلب على إللى حصل ده وترجعى أحسن من الأول …

بتحسر على حالها أجابتها “ورد” بيأس تام …
ورد: أحسن من الأول !!!! …. أنا حاسه إن كل حاجه فى عنيا وحشه أوى … دى كانت ليله فرحى … عارفه يعنى إيه ليله فرحى .. اليوم إللى بتستناه كل بنت عشان تفرح .. بقى أسوأ وأبشع يوم فى حياتى ….

سماح: واحده واحده حنعدى الأزمه دى مع بعض ….

إكتفت “ورد” بدموعها رداً على ما تشعر به بينما سعدت “سماح” بقدرة “ورد” على التعبير عن كل ما حدث و إعتبرت ذلك بدايه إستجابتها للخطه العلاجيه الموضوعه لها لتتخطى هذه المحنه …
وإكتفت بهذه الجلسه مؤقتاً ….

خرجت “سماح” من الغرفه وظلت “ورد” بمفردها … إنهارت باكيه بنشيج تتقطع له القلوب … شهقاتها العاليه والمسموعه إستطاعت “سماح” سماعها من خارج الغرفه بعدما أغلقت الباب …أومأت “سماح” بخفه فتعبير “ورد” عن حزنها أفضل من كتمان ذلك … طلبت “سماح” من الممرضه ألا تسمح لأحد بدخول الغرفه حتى تهدأ أولاً …

كما طلبت أن ترسل لها والدها حين عودته …

عبد المقصود …
ظن أن وجوده بالمستشفى فرصه سانحه للذهاب لأحد الأطباء المتخصصين لمعرفه سبب هذا الدوار الذى يلازمه منذ فترة …

إستغل “عبد المقصود” وقت جلسه “سماح” و “ورد” ليتجه لأحد الأطباء بالمستشفى ليطمئن عن حاله …

دلف “عبد المقصود” لغرفه الطبيب الذى جلس خلف مكتبه بعمليه شديد منتظراً المريض التالى …
ابو محمد: السلام عليكم ….

الطبيب : وعليكم السلام … إتفضل … خير … بتشتكى من إيه …؟!!

ابو محمد: أنا حاسس بصداع بقالى كام يوم ودوخه فبقول يمكن الضغط عالى شويه فممكن بس حضرتك تقيس لى الضغط وتطمنى …

الطبيب : تمام إتفضل يا فندم ……

نهض الطبيب من مقعده حاملاً الجهاز الخاص بقياس ضغط الدم بينما إستلقى “عبد المقصود” على السرير الخاص بالكشف ليفحصه الطبيب جيداً …

بعد أن إنتهى الطبيب من فحص “عبد المقصود” عقب ببعض التساؤلات …
الطبيب : هو ضغطك مش عالى بالصوره إللى تتعبك كده !!! .. ممكن تقولى إنت حاسس بالأعراض دى بقالك قد إيه …؟؟

ابو محمد: مش فاكر بصراحه .. لأنى أساساً مريض ضغط عالى ومن وقت للتانى ضغطى بيعلى وبيجيب لى شويه صداع .. بس بقالى كام يوم الصداع زايد معايا شويه …

الطبيب : طيب عشان نطمن أكتر .. ممكن حضرتك تعملى التحاليل دى والأشعة إللى حطلبها منك وترجع لى تانى ..

ابو محمد: قلقتنى يا دكتور .. هو فيه حاجه ولا إيه …؟؟

الطبيب : لا متقلقش .. ده بس عشان نطمن أكتر وبما إننا فى المستشفى الموضوع ده حيبقى سهل جداً ..

ابو محمد: إللى تشوفه يا دكتور حعمل التحاليل والأشعة وأجيبها لحضرتك …

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
18

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل