
بيت عبد المقصود العالى ….
كان الوقت إقترب من أذان الفجر ليتهيأ “عبد المقصود” مرتدياً جلباباً مريحاً قبل أن يتجه صوب باب البيت حين لحقته زوجته “ناهد” بإستنكار شديد …
ناهد: إنت بتعمل إيه يا أبو محمد …؟!!
عبد المقصود : حنزل أشم شويه هوا وأصلى فى المسجد وأرجع ….
رفعت ناهد حاجبيها بإندهاش من تصرفات زوجها الغير موزونه إطلاقاً لتهتف بإستنكار وهى تأشر على الساعه بتعجب …
ناهد: تنزل تتمشى … دلوقتى …؟؟!!!
عبد المقصود : أيوه …حاسس البيت وحش من غير “ورد” فقلت أنزل أشم شويه هوا وأصلى يمكن أرتاح ….
ناهد: ما تصلى هنا … إحنا من الصبح بره وتعبنا أوى فى الفرح …!!
عبد المقصود : لأ …دى عاده ومش عايز أقطعها أبداً …. حصلى وأرجع …
زمت “ناهد” شفتيها بلا إهتمام لتردف بلا مبالاه …
ناهد: على راحتك …
شقه ورد وحسام …
إحتارت “ورد” فيما ترتدى … أخذت تبحث عن شئ مناسب لكن كل هذه الملابس تخجلها تماماً مجرد فكرة رؤيتها ما بال إرتدائها ….
بعد حيره أختارت قميص نوم أبيض طويل ومعه روب بنفس اللون إرتدتهم وأغلقت الروب بإحكام ..
وضعت فستانها الكبير بداخل الخزانه وإنتظرت قدوم “حسام” لكنه تأخر كثيراً …
حضرت “ورد” إسدال الصلاه حتى يتسنى لهم الصلاه أولاً فهى دوماً كانت تحلم بأن تبدأ حياتها بهذه الصلاه مع زوجها …
ومع تأخر “حسام” لوقت طويل ولم يأت بعد خرجت من الغرفه لتبحث عنه وترى إلى أين ذهب ولماذا تأخر كل هذا الوقت …..
المسجد …
توضئ “عبد المقصود” وجلس بإبتهال فى إنتظار إقامه الصلاه فهذا ما تعوده كل يوم …
أثناء إنتظاره لصلاه الفجر أخذ يسبح لله ويستغفر له حتى إقامه الصلاه ….
فى هذه الاثناء دخل شاب إلى المسجد وما أن دلف إلى الداخل ووقعت عيناه على “عبد المقصود” أسرع تجاهه لإلقاء التحيه عليه بحفاوه …
” السلام عليكم ..”
رفع “عبد المقصود” وجهه تجاه صاحب الصوت لتعلو وجهه إبتسامه صادقه مرحباً بهذا الشاب متمعنا ً بملامحه الهادئه الواثقه لتتجلى لمعه بريق بعيناه تنم عن الذكاء والفراسه والقوة …
عبد المقصود : وعليكم السلام … إزيك يا “يوسف” يا إبنى …؟؟
يوسف: الحمد لله .. إزاى حضرتك يا “عبد المقصود” بيه …
بإستنكار شديد أجابه “عبد المقصود” ماهراً إياه عن تلك الألقاب والتفاخر الذى لا يحبذه مطلقاً …
عبد المقصود: يا بنى لا بيه ولا باشا .. بلاش الألقاب إللى ودتنا فى داهيه دى … قولى يا أبو “محمد” …
يوسف: وهو مقام حضرتك بالكلام … حضرتك بس إللى متواضع زياده عن اللزوم ….ده حضرتك من عيله “العالى” المعروفه طبعاً …
عبد المقصود: وهو الواحد بياخد إيه من الدنيا غير رضى ربنا …
يوسف : الحمد لله …
عبد المقصود: أمال بقالى فترة مش بشوفك فى المسجد … خير يا إبنى لعله خير …؟!!
يوسف: أبداً كنت بس تعبان شويه ومش بنزل من البيت …
ابو محمد: وأنت دلوقتى أحسن الحمد لله ….
يوسف: الحمد لله … أحسن كتير …
ابو محمد : وأخبار شغلك إيه …؟؟
هنا تذكر “يوسف” جميل “عبد المقصود” بمساعدته للعمل بتلك الشركه ليردف بإمتنان شديد …
يوسف: أنا مش عارف أشكر حضرتك إزاى على جميلك معايا …لولا حضرتك مكنتش عرفت ولا أعيش ولا أشتغل الشغلانه دى وأعرف أصرف على أهلى …
عبد المقصود: يا أبنى أنا بس قدمت لك الشغل والباقى كان بتعبك وإجتهادك .. وربنا يعلم أنا بحبك قد إيه زى إبنى محمد بالضبط …
يوسف: ربنا يخليهولك يا أبو “محمد”… هو حضرتك معندكش غير “محمد” …؟؟
عبد المقصود: “محمد” ده إبنى الصغير عنده سنتين بس …. لكن عندى بنتى الكبيرة “ورد” ..كان فرحها النهارده عقبالك يا إبنى …
يوسف : متشكر .. ألف مبروك … بس مش فرق كبير أوى بين الإثنين …؟؟؟
عبد المقصود :”ورد” بنتى الكبيرة من مراتى الأولانيه الله يرحمها ..لكن “محمد” إبنى من زوجتى التانيه بقى …. عشان كده فيه فرق ما بين الإتنين …
يوسف: ربنا يبارك لك فيهم ….
وأقيمت الصلاه ليستعد الجميع بالوقوف معتدلين لبدايه الصلاه …..