
بيت عبد المقصود …
بعد الإطمئنان على “ورد” و”حسام” وإيصالهم إلى شقتهم الجديده ، عاد “عبد المقصود” وزوجته وإبنه الصغير “محمد” الذى لم يتجاوز العامين إلى بيتهم بأحد أحياء القاهره القديمه …
ربما كان يملك “عبد المقصود” مالاً وفيراً إلا أنه لم يترك ذلك الحى الذى نشأ وترعرع به ليقيم بيته الكبير بتلك البقعه قريباً من القلوب الطيبه التى نشأ وسطها …
وصل “عبد المقصود” إلى بيته وهو يدعو زوجته “ناهد” للترجل من السيارة بعد أن قام بصفها بالمرآب الخاص به …
عبد المقصود: الحمد لله …تعالى يا أم محمد …
زفرت ناهد بعصبيه من ذلك الرجل غليظ الفهم الذى على ما يبدو يتعمد مضايقتها بإطلاق هذا الإسم دوماً عليها ….
ناهد : يا راجل إنت غاوى تعصبنى !!!!! …قلت لك أم حسااام .. أم حسااااام …
زم “عبد المقصود” فمه بخفه كاظماً ضيقته من عصبيتها متذكراً إصرارها بندائها بإسم ولدها الأكبر “حسام” قائلاً بنبره تميل للإعتذار …
عبد المقصود : خلاص يا أم حسام .. نسيت … إدخلى نيمى محمد جوه .. شكله تعب من السهر …
تحركت “ناهد” بإنصياع لطلب زوجها مردفه ..
ناهد: حااضر ..
فى إحدى البنايات السكنيه الحديثه …
شقه ورد وحسام …
دلف “حسام” إلى داخل الشقه وهو يأشر بإبتسامه عريضه نحو “ورد” قائلاً بحبور ..
حسام: إدخلى يا عروسه .. نورتى بيتك ….
دلفت “ورد” بمشاعر مختلطه بين التوتر والإضطراب والرهبه بذات الوقت فزوجها مازال غريب عنها ولم تألفه بعد …
نكست رأسها خجلاً وهى تخطو أولى خطواتها إلى داخل الشقه لتدلف نحو غرفه المعيشه ممسكه بطرف فستان زفافها الأبيض ثقيل الوزن حتى جلست بطرف الأريكة بخجل شديد حينما أغلق “حسام” باب الشقه ليزيد ذلك من توترها ورهبتها …
تقدم “حسام” ليقف قباله “ورد” متسائلاً بإبتسامه ليقطع هذا الصمت الخَجِل ….
حسام : أنتى مكسوفه ولا إيه …؟؟
أجابته “ورد” بخجل تام متحليه ببسمه خفيفه فوق ثغرها …
ورد: يعنى ..!!!
تمعن “حسام” بملامحها رائعه الجمال التى لم يكن يتخيلها بالمرة فيبدو أن حظه السعيد قد إبتسم له بزواجه من تلك الفاتنه التى بالتأكيد ستسعده بفتنتها فائقه الحد …
تحدث “حسام” بنبره جريئه وهو يحث “ورد” على رفع رأسها المنكس للأسفل ..
حسام: ما ترفعى وشك الحلو ده خلينى أشوفك براحتى .. إنتى عارفه إننا ملحقناش نتعرف على بعض كويس وجوازنا جه بسرعه …
إبتلعت “ورد” ريقها الجاف وهى ترفع من رأسها تجاهه ليكتسب حمرة خجل غير طبيعية زمن نظرات “حسام” المتفحصه الجريئه نحوها …
لم يكن “حسام” الوحيد الذى يتمعن بملامح “ورد” فهى بدورها أخذت تنظر لتقاسيم وجهه الغير مألوفه إليها جيداً تتملى به فهى لم تستطيع التحقق من ملامحه من قبل …
فقد كان “حسام” شاب طويل قمحى البشرة ذو أنف حاد وعينان عسليتان له شعر أسود طويل يصل إلى رقبته …”
تعجبت “ورد” من هيئته التى تأثرت بسفره خارج البلاد لإقامته بأستراليا منذ سنوات طويله لتحدث “ورد” نفسها قائله …
(مش شبه مامته خالص .. مختلف أوى .. يمكن بس العينين … صحيح وأنا حعرفه إزاى !!! …ما هو من ساعه ما عرف إن مامته حتتجوز بابا وسافر أستراليا مع أبوه لأنه كان رافض جواز مامته بعد إنفصالها من أبوة … ويا دوب جه على معاد الفرح …..)
زاغت عينا “حسام”هامساً بصوت خفيض …
حسام ( دى طلعت أحلى من إللى ماما قالتلى عليه بكتير .. بكتير أوى ….)
تذكر “حسام” حديثه مع والدته قبل الزواج من “ورد” ….
(( ناهد : يا حسام دى قمر .. ملكه جمال والله طاوعنى ومش حتندم …
حسام : بس أنا مش بفكر فى الجواز دلوقتى خالص يا ماما …
ناهد: ومتفكرش ليه بس … طاوعنى و أسمع كلامى وأنت مش حتندم .. وأول ما تشوفها حتنسى كل إللى أنت بتقوله ده …. وحتشوف … ))
ليميل “حسام” فمه بإنبهار تام قائلاً ببريق لامع بعيناه المتفحصتان ..
حسام : فعلا يا ماما … عندك حق …
وقف “حسام” لفتره ينظر إلى ورد متمعن بكل تفاصيلها محدثاً نفسه غائباً فى الواقع الخيالى بالنسبه له …
حسام : مكنتش فاكر إنها جميله كده بعيونها الزرقاء وشعرها الناعم الذهبى وجسمها الملفوف ده …. دى مش بنى آدمه زينا لأ … أعمل معاها إيه دى بس ….!!!
كانت نظرات “حسام” إلى “ورد” تتغير شيئاً فشيئاً لتصبح شهوانيه للغايه مما جعل “ورد” تخجل أكثر وأكثر ، زاغت عيناها كثيراً بعيداً عن نظراته التى تدارك فيها نفسه بعد قليل قائلاً ….
حسام : ااا .. مش حتدخلى تغيرى هدومك يا عروسه ولا إيه …؟؟؟
ورد: أيوة … داخله أهو ….
دلفت ورد إلى غرفه النوم حامله فستانها الثقيل وهى تلهث من شده التوتر … جلست على طرف السرير تحاول إستجماع أعصابها فهى الآن زوجته ولا داعى لهذا الخوف …
بينما تابعها “حسام” برغبه حتى غابت عن ناظريه ، زفر “حسام” ببطء مسيطراً على أعصابه وتوجه نحو المطبخ أولاً …..