منوعات

ج4

ألتف إليها قبل أن يفتح باب السيارة من أجلها وحدق بها كانت دموعها تسيل على وجنتيها كالفيضان ويدها تنتفض بين يده لكنه سرعان ما تركها بعد كلمتها وقال بة:-
-ايه؟

كررت كلمتها بجدية دون مزاح وعينيها تحدق به رغم بكائها وأنكسارها بهذه اللحظة قائلة:-
-تتجوزني يا حسام؟….

 

الفصل الســـــابـع والثـــلاثــــــون ( 37 )

أندهشت “مريم” مما تقرأه فى الأخبار عن حادثة “ليلي”، مُنذ مرضها و”جمال” يحذر عنها الخبر قدر المُستطاع، تركت الهاتف من يدها ورفعت نظرها للأمام حيث يقف “جمال” يصفف شعره المبلل بعد الأستحمام أمام المرآة فقالت بهدوء:-
-أنت عرفت باللى حصل لليلي؟

أجابها بنبرة باردة دون أن يستدير ويكمل ما يفعله:-
-قرأت فى الاخبار

-غريب مين ممكن يعمل فى حد كدة، أيه كمية الغل والحقد والوحشية دى… دا معندوش قلب
قالتها بتذمر رغم كرهها لهذه المرأة وما فعلته بزوجها سابقًا لكنها تشفق على نهايتها القاسية وما تعرضت له، ترك “جمال” فرشة الشعر من يده وأستدار بلا مبالاة لا يهتم أو يشفق لو قليل عليها، جلس جوار “مريم” على الأريكة وقال بهدوء:-
-كل واحد بيأخد على قد أعماله يا مريم… الوحشية دى هى عملت زيها، لو كانت أتقت ربنا في الناس وفى تعاملها معهم مكنش أبدًا ممكن تكون دى نهايتها

نظرت “مريم” له بهدوء رغم غضبها من قسوة زوجها وقالت بتمتمة:-
-مش معنى أنها خانتك أو ت أنها تستاهل دا يا جمال، مين ممكن تستاهل أنها تموت عشان أى غلط دى روح بنى أدم، ما بالك بقي تموت بالطريقة البشعة دى وحد يفتح بطنها ويسرق عضو من جسدها، مين ممكن يكون بالقسوة والوحشية دى.. مستحيل يكون بنى أدم دا أكيد شيطان وحتى أبليس زمانه بيصقف له وبيتعلم منه

تبسم “جمال” بسخرية على براءة زوجته ونقاءها، رغم كل ما حدث ما زالت تشفق على امرأة مثل “ليلي” قبلت أن تخون زوجها ولم تكتفي بالزنة بل أرتكبته مع اخاه، تحدث “جمال” بهدوء أكثر بعد أن نظر فى عيني “مريم” بسخرية وقال:-
-أنتِ جايبة البراءة دى منين، معقول رغم كل اللى عيشتي وشوفتيه لسه قلبك بيشفق على الناس من الفصيلة دى، فى الحقيقة مش هستغرب بعد ما شوفت حزنك وك على موت حمزة اللى هو أساسًا دمر حياتك

تذمرت “مريم” على سخرية زوجها منها أو عدم أستيعابه لتسامحها كأنها تغفر لأى شخص يأذيها بسهولة، قالت بجدية رحيمة:-
-لأني إنسانة يا جمال، ربنا غفور رحيم… أنا مش شيطانة ولو ليا حق فأنا مش عايزاه فى الدنيا كفاية أن ربنا بينصرني فى الدنيا وهجيبلي حقي لحد عندي وأن مكنش فى الدنيا هيكون فى الأخرة لأنه عادل وميرضاش بالظلم وأكيد ليلي مهما عملت متستاهلش دا

تحدث بنبرة قوية قائلًا:-
-طب قبل ما دفعى عنها كدة، أنتِ عارفة أنها حطت لك دواء فى العصير عشان ت أبنك!! مريم متتخدعيش فى الناس

أتسعت عينيها على مصراعيها بة ألجمتها لا تصدق كم الغل والكره الذي كان بداخلها ليجعلها ترغب فى طفل داخل رحم والدته قبل أن يولد، تابع “جمال” بهدوء بعد أن رأى دموعها تتلألأ فى عينيها الذهبيتين كأشعة الشمس:-
-ليلي عملت اللى اتعمل فيها يا مريم عشان كدة اللى أنتقم منها ردلها اللى عملته

بدأ يخبرها بكل شيء عن “ليلي” وماضيها مع “سارة” وأن “سارة” هي الشيطان الذي أنتقم منها بهذه القسوة، أخبرها أنه كان يريد من “ليلي” أن تساعده فى القضاء على “مختار” كليًا حتى لا يجد سبيلًا للخلاص من السجن لكنه قُـ,ــ,ـتل بالداخل، أخبرها بكل شيء كان يخفيه عنها كما وعدها وهى تستمع إليه فى هدوء دون أن تتفوه بكلمة واحدة أو تقاطعه حتى أنتهي، نظر إليها بهدوء فى صمت مُنتظر جوابها لكنها فتحت ذراعيها على مصراعيها وأقتربت منه أكثر لتعانقه بوجه عابس ثم قالت بهمس:-
-أنت شايل كل دا لوحدك

طوقها “جمال” بذراعيه بحنان رغم ثُقل الحياة على عاتقه لكن بعناق واحدًا منها تعطيه قوة حتى يُغلب هذه الحياة، شعرت بذراعيه التى تحيط بظهرها أنها على وشك أعتصر كل عظامها بينه وبأحكامه عليها أوشكت على شق صدره والدخول لضلوعه يخفيها من العالم بداخله ويحملها بخفة الريشة على قلبه، تبسمت بلطف أكثر ثم قالت:-
-جمال أنا معاك!!

همس إليها بعد أن دفن رأسه فى كتفها وتكاد تسمع صوتها المدفون بجسدها الدافئ:-
-ودا اللى مقوينى ومخلينى مكمل

حركت رأسها لليمين قليلًا حتى تتمكن من تقبيل جبينه بحنان وقالت بحُب :-
-أنا حبيبي قوي طول الوقت، ربنا يحميك ليا ويحرسك

أخرج رأسه من كتفها حتى تتقابل عيونهما ونظر إليها فى صمت لتقول بلطف وبسمة تنير وجهها المتوج بالعشق:-
-أنا بحبك يا جمال، بحبك عشان كل وعد بتوعده ليا بتوفيه، وأسفة عشان زعلتك وخصمتك، كان لازم أستن لما تيجي وتحكي ليا كل حاجة براحة من غير ضغط زى ما عملت دلوقت كدة، مكنش لازم أبعد عنك وأنت أقرب ليا من قلبي اللى جوايا وروحي اللى بتتنفس فيا

رفع يده يلمس وجنتها بحب يحتضنها وهي على قُرب شديد منه كأنهما جسد واحد وأنفاسهما مُختلطة معًا لا يمكن تفرقتها كات قلبهما التى كونت سيمفونية ساحرة معًا، تحدث بنبرة ناعمة وعينيه تعانق عينيها فى نظرات عاشقة هائمة:-
-متعتذريش يا مريم أنت أقرب وأغلي من أنك تعتذري ليا، أنتِ روحي وقلبي وعمرى كله، أنا لو هعاتبك على حاجة هيكون على بُعدك عنى متبعديش يا مريم عن ي ولا تختفي عن عيني لحظة، حتى لو زعلانة منى تعالي أزعلى وعيطي وأتعصبي وزعقي وأعملي كل اللى نفسك فيه بس جوا ى وصدقنى مش هطلعك منه غير وأنتِ متراضية ومبسوطة ومُطمنة، محدش هيجبلك حقك مني غير دا..

قالها وهى يضع يدها فوق قلبه باللين، تبسمت بحب وكلماته الدافئة تغمرها وتغلب قلبها وعقلها أمامه، كلماته جعلت من قلبها أسيرة إليه لا مهرب لها من زنزانته قلبه لكن زنزانته كالجنة إليها، تابع كلماته بلطف شديد ولهجة عاشق بلغ أقصي درجات الهوى:-
-يعلم ربنا أزاى بيكون حال قلبي فى بُعدك يا مريم، كأن الدنيا فى بعدك جحيم وضلمة

سحبت “مريم” يدها من فوق قلبه ووضعت رأسها تستكين على هذه الدقات وصوتها المُتسارعة، ما زال قلبه يرتجف فى حضرتها وأمامها يراقص على أوتار العشق..
-وأنا مش عايزة من الدنيا كلها غير ك يا جمال، مش أعيط فيه لكن أطمن به وأحبه..
قبل جبينها بحب لتغمض عينيها مُستسلمة للحظتهما الدافئة المليئة بالحب…

___________________________

نظرت “سارة” إلى هذا الرجل الذي يتحدث أمامها بغضب يجتاحها ثم قالت:-
-نادر قالك كدة

أعطها مقطع فيديو فى الهاتف، مدت يدها إلى المكتب تلتقط الهاتف ورأت فيديو مُصور لها مع “نادر” فى لحظة حميمية لتستشيط غضبًا منه فنظرت إلى الرجل وقالت:-
-بيصورني

-النهار دا طلب منى أرفع الفيديو على مواقع لا مؤاخذة
قالها بحذر شديد فى الحديث ثم أخرج لها رسالة تثبت لها حديثه فقالت بغل وبخنق:-
-الواطي!! بعد ما صرفت عليه ونصرته

تنحنح الرجل وهو يحدق بها بعيني ثاقبة كالصقر الذي يتلذذ برؤية فريسته وقال:-
-كمان طلب مني أبلغه بميعاد العملية إياها عشان بيخطط يبلغ البوليس

أومأت إليه بنعم ثم أشارت له بأن يذهب من أمامها وقليلًا ودلف رجلها ومساعدها فألقت على المكتب إيصالات الأمانة الخاصة بـ “نادر” وقالت:-
-أطلع على النيابة وأرفع قضية على نادر بالمبلغ دا خلي وروينى هيسد مننا 30 مليون دولار

أومأ إليها بنعم ثم أخذ الأوراق وغادر لتقول:-
-ماشي يا نادر الكلب…

____________________________

“قصــــــــر جمـــــال المصـــري”

ت “ولاء” كانت جالسة على الأريكة فى الصالون تستمع لحديث ابنتها ثم قالت صارخة:-
-يعنى رفضته؟

-هو حضرتك مشوفتيش بيتكلم أزاى، دا بيتكلم على أنى سلعة جاي يشتريها عشان يكمل مثاليته الاجتماعية قصاد الناس، بلاش دا مأخدتش بالك أنه بيهين فيا، ماما دا قالها فى وشي أنتِ عانس.. لدرجة دى أنا ومشاعر وكرامتى عندك رخيصين كدة

ت “ولاء” قدميها بيديها الأثنين وقالت:-
-ما أنتِ اللى عملتي فى نفسك كدة، كل ما افتح معاكي موضوع الجواز تقوليلي لا يا ماما انا مش هتجوز، أنا مش مستعدة لحد ما بقيت ..

صمتت بضيق شديد قبل أن تتحدث لتقول “جميلة” بضيق وحزن:-
-لحد ما بقيت عانس مش دى الكلمة اللى حضرتك كنتِ هتقوليها

-يا جميلة أنا …
قالتها “ولاء” بهدوء شديد لتقول “جميلة” بنبرة هادئة:-
-متخافيش يا ماما أنا هتجوز لكن مش الحيوان المتخلف دا، أنا طلبت من حسام يتجوزني …

وقفت “ولاء” من محلها بة ألجمتها من حديث أبنتها ثم قالت بعنف شديد:-
-أنتِ عايزة تجلطيني، أنا ولاء هانم أجوز بنتي لواحد شغال عندنا

تأففت “جميلة” بغضب سافر من حديث والدتها ثم ت مُنفعلة تاركة العنان لحزنها وسخطها:-
-أهو اللى شغال عندك دا رفض يتجوز بنت الهانم اللى أتربت فى القصور، شوفي رغم كل دا شايف أني قليلة عليه، وبعدين تنجلطي ليه مش حضرتك كل اللى يهمك أنى أتجوز أديني هجبلك عريس ولو حسام موافقش… فى غيره هيوافق، حتى لو حكم الأمر أنى أشتري عريس بفلوسي ما دام حضرتك شايفة أنى سلعة ممكن تتباع
لم تتحمل “ولاء” أكثر من هذه الفتاة العنيدة، ابنتها المتمردة لتصفعها بقوة على وجنتها وتصيح بوجهها:-
-الظاهر أنى مربتكيش كفاية يا جميلة… ولازم أرابيكي من الأول وجديد، أنا بنتى وبنت عائلة المصري وأخت جمال بيه المصري على سن ورمح تطلب من راجل يتجوزها شفقة… ليه رخيصة؟!
وضعت “جميلة” يدها على وجنتها بة ألجمتها من لطم والدتها لوجهها وقالت بحزن ونبرة يأس مُستاءة مما تعيشه:-
-اه وحتى لو اضطرت اشحت راجل أو أدفع كل ما أملك مقابل عقد جواز يكش يطلقنى تاني يوم هعمل كدة لأن حضرتك اللى عايزة كدة ووصلتنى للرخص دا
غادرت من القصر باكية بأنهيار وسارت فى الحديقة تجاه المرأب لكي تأخذ سيارتها وتغادر، ترتجف وتبكي بألم وحزن خيم على قلبها كغيمة سوداء على سماءها العتمة تمنع رؤيتها تمامًا، فقدت وعيها من الحزن وسقطت فوق العشب بجسد هزيل، رأها “حسام” وهى تغادر القصر مُنهارة وظل يتتبعها بنظره حتى فقدت الوعي أمامه فهرع إليها مُسرعًا كالمجنون بقلق وخوف، وصل إليها وكانت فاقدة للوعي وجسدها هزيل خامل، رفع رأسها على ذراعه ليرى وجهها الشاحب جدًا يحمل أصابع يد يخبره بصفع والدتها لها، أنتفض قلبه رعبًا مما تعاني منه بسبب تأخرها فى الزواج وتمسكها بحلمها فى الطيران، حملها على ذراعيه بجسدها النحيل من الحزن وقد فقدت الكثير من الوزن من الضغط والبكاء وحالتها التعيسة التى تعيش بها، أخذها للقصر بخوف وذعر من أن يكون أصابها شي، وضعها على الأريكة وظل واقفًا و”حنان” تحاول جاهدة فى إفاقتها، فتحت “جميلة” عينيها بتتعب ورؤيتها مشوشة لكنها ترى ظله حتى وضحت الرؤية أمامها ورأت وجهه بوضوح شديد، أعتدلت فى جلستها بحزن لا تعلم أتغضب منه أم من حالها على طلبها ورفضه، قالت بهدوء:-
-خدوني أوضتي يا حنان

أشارت “حنان” لـ “نانسي” بأن تساعدها وصعدوا بها ثم غادر “حسام القصر وهو يتذكر أمس عندما طلبت منه الزواج..
جلس معها فى مطعم هادئًا وطلب مشروبًا لها حتى تهدأ من روعتها وحزنها بسبب هذا الطبيب اللعين، تحدثت “جميلة” بهدوء:-
-أنا مش قصدي جواز جواز… مجرد صفقة جواز صورى تكتب عليا حتى لو شهر واحد وطلقني وفى المقابل أنا مستعدة أديك اللى أنت عايزاه أو المبلغ اللى تطلبه

تنحنح “حسام” بهدوء وهو يستمع لعرض زواجها ثم قال بغضب مكبوح بداخله:-
-سامحنى فى ردي لكن أحمدي ربنا أن حضرتك أخت جمال بيه لأن لو واحدة تانية اللى قالت ليا كدة كنت طختها، حضرتك مش قليلة أو ناقص حاجة عشان تلجأي للجواز بطريقة رخيصة زى دي.. بتشتري راجل بفلوسك

تنحنحت بهدوء بعد أن تحاشت النظر إليه بحرج من فعلتها ثم قالت:-
-لو شوفيه رخص تمام، لكن أنا مش شايفة أن عيب أنى أشتري سعادتي وراحتى

كز على أسنانه بغيظ شديد، قد بدأ يعجب بهذه الفتاة حقًا لكن بهذا الحديث أغضبته تمنى لو كان يستطيع صفعها للتو لفعل حتى تعود لوعيها وتعلم انها كالجوهرة الثمينة التى يجب أن تصان وتلمع فى السماء ليس أن تدهس بنفسها بالأرض تحت أقدام المارة، تحدث “حسام” بحدة وعينيه ترمقها كالصقر يها بهذه النظرات:-
-العيب أنك مش شايفة نفسك غلطانة فى اللى بتعمليه، ونصيحة من راجل متطلبهاش من حد تاني لأنك متعرفيش الرجالة ممكن تعمل أيه

وقف من مكانه بغضب ثم قال بعصبية مُنفعلة وقد تخلي عن رسميته معها وتخلي عن مكانتها أمامه:-
-أتفضلي خلينى أروحك لقصرك

رفعت نظرها إليه بضيق شديد من رفضه، وقفت بانفعال وسارت أمامه غاضبة وغضبها واضحًا فى خطواتها المُتسرعة، فتحت باب السيارة وصعدت بها أولًا دون أن تنتظر أن يفعل لأجلها، تأفف بضيق شديد من حديثها ولا يُصدق أن فتاة القصر وصلت لهذا الوضع، ألتف وصعد بمقعد السائق وينظر إليها فى المرآة تارة وللطريق تارة، كانت غاضبة وتتحاشي النظر إليه بنار بركانية بداخلها، سألها بنبرة خافتة:-
-أسمحيلي واحدة حلوة زي حضرتك وزي القمر وناجحة فى شغلها وبنت عائلة مش أى عائلة وعندك فلوس لو حطتيها فوق بعض ووقفتي هتشوفي برج إيفيل من هنا، أيه اللى يوصلك لـ دا؟

نظرت إليه بضيق شديد ثم قالت:-
-وانت مفاكر نفسك مين عشان تتدخل فى حياتي ومين اللى اداك الحق فى أنك فى اللى ما يخصكش

نظر للطريق النظر إليها بهدوء ثم قال:-
-حضرتك اللى أديتنى الحق دا لما طلبتي منى اللى طلبته؟

-كنت فاكراك راجل
قالتها بسخرية وعينيها تنظر فى الطريق ليقول بهدوء:-
-أنا عشان راجل مقبلش أن واحدة ست تشترينى بفلوسها، حضرتك مش عايزة راجل حضرتك عايز دكر ميعرفش عن الرجولة حاجة

أستشاطت غيظًا من حديثه وظلت صامتة حتى وصلت للقصر، ترجلت من السيارة وت الباب بقوة وهى تسرع فى الدخول ركضًا وعينيها متورمًا من البكاء، رأها “عاشور” وهو يخرج من القصر وقال:-
-فى أيه

هندم “حسام” سترته بغيظ شديد وعينيه ترمقها من الخلف وقال بعصبية واضحة كوضوح الشمس:-
-مفيش….

جاء “عاشور” إليه حتى يقطع شروده فى يوم الامس وجلس جواره بعد أن ربت على ظهره وقال:-
-ما لك؟

تأفف “حسام” بضيق ثم قال:-
-مفيش!! بقولك.. ولا أقولك خلاص… أنا ماشي

كادت أن ته حيرته فى تصرفاتها، كانت كاللؤلؤة الجوهرية لا يجرأ على النظر إليها أو أن يطمع فى الحصول عليها والآن حين جاءت إليه برغبتها رفضها، طلبها طعن رجولته كأنها ردت له الإهانة التى فعلها الطبيب بها..

__________________________

دق باب منزل “نادر” وفتحت الخادمة وكانت “سارة”، دفعتها بسبابتها بلطف وهى تسير للداخل وقالت:-
-نادر هنا؟

أومأت الخادمة إليها بنعم ثم قالت بجدية:-
-اه ثواني أبلغه

أوقفتها “سارة” عندما قالت بهدوء:-
-لا خليكي أنتِ

سارت نحو باب المكتب بنفسها، فتحت الباب وكان “نادر” غارقًا فى العمل مع “تامر” وفور رؤيتها وقف “تامر” بضيق من هذه المرأة وقال:-
-هسيبكم وأجيلك بعدين يا ريس

غادر “تامر” الغرفة وأغلق الباب، حدق “نادر” بها وهو جالسًا على مقعده خلف المكتب، مُرتدية فستان أسود طويل بكم واحد وذراعها الأخر عاري بصدرها وعنقها، مفتوحًا من الفخذ الأيسر للأسفل.. ضيقًا يظهر فاتنة جسدها وراشقته كالعود الاسيوي بنحافتها، ترتدي كعب عالي رفيع كالمسمار يطقطق مع خطواتها على الأرض الرخامية السوداء، تبتسم بوجهها الحسن ومساحيق التجميل تزيدها جمالًا كالقناع الذي تخفي به مكرها وشرها، قالت بعفوية وأصابعها النحيل تداعب سطح مكتبه مع خطواتها:-
-جايبلك هدية غالية وأستثنائية مكنش ينفع أبعتها مع حد تاني

وقفت أمامه ليبتسم إليها بإعجاب شديد بها وسأل بفضول:-
-أيه؟ جبيتى الشيكات

هزت رأسها بلطف وهى تجلس على المكتب أمامه وقالت:-
-لا نسيتهم أبقي أبعت معايا حد يأخدهم، هديتي هدية عمرك ما هتنساها العمر كله

قالتها وهى ترفع قدميها تضعها على الأخري ومع رفعها ترفع فستانها حتى تظهر أقدامها العارية أمام نظره، تطلع بها بشهوانية ثم سأل ويديه تلمس أخمص قدميها وتتسلل رويدًا رويدًا للأعلي:-
-أيه؟!

انت في الصفحة 6 من 11 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
6

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل