
غادر “جمال” الغرفة بعد أن رن هاتفه وكان “عاشور” ينتظره أمام الغرفة ليخبره بما حدث فأتسعت عينيه على مصراعيها بة ألجمته، لا يُصدق نهائيًا أن هناك من يسعى خلف “ليلي”، هذه المرأة لم تأذي أحدًا من قبل سواه بخيانته مع “مختار” وكاد أن يفقد عقله فهل فعلت هذا من تلقاء نفسها حتى تهرب من سيطرته ….
_______________________
فتحت “ليلي” عينيها المعصومتين مُنذ أن خُطفت لتُ عندما رأت “سارة” أمامها تجلس على مقعد من الجلد الأسود وتضع قدم على الأخري مُرتدية تنورة بيضاء قصيرة تصل لأعلي فخذيها وبلوزة من الدانتيل بطبقات كثيرة بقط ومفتوحة من الصدر وتصفف شعرها خلف مؤخرة رأسها بدبابيس الشعر وترتدي كعب عالي أحمر اللون وتضع مساحيق التجميل..
أبتلعت “ليلي” لعابها بقلق من “سارة” ورؤيتها ثم قالت:-
-أنتِ!!
تبسمت “سارة” بعد أن وقفت من مكانها وسارت نحوها بخطوات ثابتة وتحمل فى يدها كأس من الخمر ذات اللون الأحمر وتُديرها بمهارة ثم قالت بهدوء شديد مُخيف:-
-كويس أنك فاكراني، أنا كنت خايفة متعرفنيش أو تنكري دا
تنحنحت “ليلي” بخوف لكنها تصطنع الجراءة أمام هذه المرأة ثم قالت:-
-أحم! وعايزة منى أيه؟ لتكوني جايبني هنا عشان تنتقمي مني لأنه حبني أنا وأنتِ كنت مجرد وسيلة نسيان
قهقهت “سارة” ضاحكة على هذه المرأة الساذجة ثم قالت بغرور:-
-وسيلة نسيان… تفتكري كل اللى بيني وبينك مجرد مشاعر تافهة فى واحد زبالة زى مختار
مسكت “سارة” شعرها بقوة لت “ليلي” من الألم بينما وضعت “سارة” يدها على رحم “ليلي” وقالت بنبرة مُخيفة وعيني يتطاير من الشر:-
-أنا بينى وبينك دا، اللى سرقتي مني. فاكرة عاملتيها أزاى
أرتعبت “ليلي” بذعر من “سارة” ونظرات الشر تتطاير منها، أبتلعت لعابها بخوف ثم قالت:-
-ولما تأخديه هتكوني أم، أنتِ مستحيل تكوني أم تاني .. أنتِ السبب فى اللى حصلك
دفعتها “سارة” بقوة ثم قالت بسخرية مما ستفعله بها:-
-وأنتِ كمان السبب فى اللى هيحصلك
سكبت كأس الخمر على ملابس “ليلي” ببطيء شديد ترعبها أكثر مع بطئها وتتحدث بنبرة مُرعبة حادة:-
-أنا هخليكي تتمني الموت ومش هتحصل عليه… عارفة أنك كنت هخدرك بالكأس دا وأهو كفاية الة اللى هتعيش فيها لما تفوقي زى ما عملتي معايا بس بعد ما شوفتك جالي فكرة أحلى… أنتِ لازم تعيشي ال كله وصوت تك عجبني ممكن يطفي نارى
سكبت الكأس كاملًا و”ليلي” ترتجف ذعرًا لتقترب “سارة” منها ومزقت بلوزتها بقوة لتسقط الأزرار أرضًا وتظهر ملابسها الداخلية وقالت:-
-وجبة هنية يا ولاد
غادرت الغرفة وبدأت “ليلي” ت بألم بعد أن تركتها لهؤلاء الوحوش ينتهكوها بقسوة وألم، تبسمت “سارة” بحماس وسعادة مع سماعها ل “ليلي” الذي يعبأ المكان ويملؤه بأستغاثة تتمني أن ينجدها أحدًا من هؤلاء الوحوش، صعدت “سارة” للأعلي ووجدت “نادر” فى أنتظارها بعد أن أحضر لها “ليلي” كما طلبت فقال بحماس:-
-الشيكات
فتح يده إليها كي تعطيه الإيصالات ويتخلص من سيطرتها وأبتزازها له، لكنه صُدم عندما هرعت إليه تنهل عليه بقبلاتها من سعادتها بسبب تحقيق هدفها وأنتقامها من هؤلاء كل من تجرأ على أذيتها تحملت لسنوات حتى أصبحت بهذه القوة لتنتقم وتتمكن من الوقوف أمامهم، لولا مالها وسيطرتها ما كانت جعلت “نادر” تحت أمرها ورحمتها ليساعدها رغمًا عنه فى أنتقامها، لم يقاومها بل بادلها القبلات وبدأ فى نزع ملابسها بيديه كالمجنون بها، مُدمنًا وحصل للتو على جرعته من السُكر والمخدرات، صوت “ليلي” لم يتوقف للحظة وكلما سمعته “سارة” كلما أرتفع الأدرينالين بها أكثر من السعادة وزادت من لحظتها الحميمية معه…..
________________________
عاد “حسام” للقصر صباحًا بها بعد قضاء الليل فى المستشفي حتى أطمن على ابنته الصغيرة، أستعدت “جميلة” للسفر فى رحلة عمل ربما يهدأ عقلها عن التفكير ويخفف الطيران من قيود عقلها وضغطها الذي تعيش به الآن هنا، أنطلقت فى رحلة عملها وعادت “مريم” للقصر بعد أصرار “جمال” على خروجها وكثف الحماية عليها أكثر، بحث “عاشور” عن “ليلي” بكل مكان وقد مر الكثير من الوقت ولم تظهر نهائيًا، نزل “جمال” من الأعلي صباحًا وكان “عاشور” فى أنتظاره بة كبيرة، فرك “جمال” عينيه بتعب وهو يقول:-
-خير يا عاشور على الصبح… لا صبح أيه دا الفجر لسه بيأذن
أعطاه “عاشور” الهاتف فنظر به وكان به مقالة مكتوبة عن العثور على جثة أنثي مُحرقة فى الطريق الزراعي بعد تعرضها للإاب الشديد وبطنها مفتوحة بوحشية ة دون رحمة وأنتزاع الفاعل رحمها وترك بطنها بأعضاءها واضحة كأنه كان ينتقم لأخذ الرحم منها فقط وبجواره حقيبة صغيرة تحمل أغراضها وبطاقة هويتها التى تخبرهما بهوية الضحية “ليلي”، كان هذا الخبر كفيل بأن يقظه تمامًا من نومه ورفع رأسه للأعلي بة ألجمته حادقًا بـ “عاشور” لا يُصدق هذا وقال:-
-أيه دا؟
-فى واحد كان قاعد جنب الجثة وأعترف بالجريمة أنه أبها وها بعد ما طلع الرحم منها لأنها عملت فى مراته الأولى كدة وتها زمان
قالها “عاشور” بجدية ليُ “جمال” من تلقي هذا الخبر ليتابع “عاشور” الحديث:-
-لكن لما دورت وراء طلع شغال عند سارة فى الملهي الليلي وساب الشغل من شهر تحديدًا فى اليوم اللى ظهرت فيه ليلي يوم الأفراج عن حضرتك، ولما روحنا بيته لاقينا مراته وعياله عزلوا من حي شعبي لمنتجع سكني من أسبوع فى اليوم اللى اتخطفت فيه ليلي
تنهد “جمال” بهدوء شديد ثم قال:-
-جريمة متركبة صح، الواد دا شال التهمة مقابل الفلوس واللى عملها سارة
أومأ “عاشور” له بنعم ثم قال:-
-دا حقيقي لأن لما اتحرت عن القصة دى أكتشفت أن سارة أتفقت مع دكتور تحت السلم أنه يخرج الرحم من جسم ليلي وهى عايشة ولما هددنا قال أنه استئصل رحم سارة زمان وكانت حامل بأمر من مختار وليلي وهددته لو معملش فى ليلي كدة هتبلغ عنه وتسجنه
وقف “جمال” من مكانه بة ألجمته تمامًا مما يسمعه وبدأ يستوعب الأمر كليًا وقال:-
-يعنى سارة كل اللى عملته دا عشان توصل لليلي وأنا جبتها لحد عندها مقشرة
تحدث “عاشور” بهدوء شديد قائلًا:-
-متلومش نفسك يا جمال بيه، أنت مفيش أى ذنب فى رقبتك لأنك بنى أدم مش شيطان زيها، مين ممكن يتخيل أن فى حد بالوحشية دى… دا إحنا كرجالة عمرنا ما نفكر ننتقم من حد بالطريقة الوحشية دى
تنهد “جمال” بهدوء ثم قال:-
-دى شيطانة ولازم تأخد جزاءها وقريب، عملت اللى شريف قالك عليه
أومأ إليه بنعم فتنهد “جمال” بضيق ثم أعطي الهاتف لـ “عاشور” وصعد إلى غرفته مُجددًا، دخل للفراش بجوار “مريم” التى فتحت عينيها بوجه شبه نائم وقالت بع:-
-كنت فين؟
-تحت
قالها بهدوء، أقتربت “مريم” تضع رأسها على صدره بلطف ليطوقها “جمال” بدفء وعقله لا يتوقف عن التفكير فى النهاية التى نالتها “ليلي” هل حقًا أستحقت نهاية بشعة ووحشية كهذا؟ ….
_______________________
سارت “جميلة” فى الحديقة بتوتر نحو “حسام” ورأته يمزح مع صديق له ويلف ذراعه حول عنق صديقه ويضغط عليه بقوة وصوت ضحكاتهم عالي، وقفت خلفه وقالت بتوتر:-
-حسام
ترك زميله وألتف إليها مُسرعًا كانت مُرتدية فستان بلون اللافندر بقط ويصل لأسفل ركبتها وحذاء بكعب عالي أسود اللون وتحمل حقيبة يد صغيرة سوداء وتصفف شعرها المفرود بمكواة الشعر على الجانب الأيسر وخلف ظهرها وتضع مساحيق تجميل باللون البني الهادي، أخذ خطوة نحوها ثم قال:-
-تحت أمرك
تحدثت بحرج دون أن تنظر إليه وعينيها تتجول فى العدم:-
-ممكن تجي معايا مشوار
هز رأسه لليسار بحيرة لا يفهم شيء فتابعت بخفة:-
-عندي ميعاد ومش عايزة أروح لوحدي لو مش فاضي ممكن تبعت معايا حد من الرجال دول
تنحنح بهدوء ثم قال:-
-تحت أمرك
سارت مسرعة كأنها تهرب من حرجها أمامه، أخذ سترته وأنطلق خلفها ليقود بها السيارة إلى المطعم ثم ترجل أولًا وفتح باب السيارة لها لكنها ظلت محلها مُتوترة وخائفة فقال بقلق:-
-حضرتك كويسة؟
نظرت له بحزن شديد ثم أومأت بنعم وترجلت من السيارة ليغلق الباب ووقف خلفها، قادت الطريق للداخل وفور دخولهما رأي الطبيب هذا الرجل الذي تقدم لخطبتها فى أنتظارها ليُ من وجوده وعلم سبب طلبها للقدوم معه فهى تخشي البقاء مع هذا الرجل وحدها، نظر إليها بأندهاش لصمتها وقبولها للأكراه لكنه مُدرك أنها تفعل هذا بسبب ضغط والدتها عليها مُستغلة المرض..
جلست “جميلة” على الطاولة معه وجلس “حسام” على طاولة مجاورة ينتظر أنتهاء هذا الموعد بملل وطلب قهوته، تحدث الطبيب بجدية:-
-أنا بقول أتكلم مع جمال ونحدد ميعاد الخطوبة على الأسبوع الجاي ونتفق على الفرح بعد شهرين ثلاثة
حاولت “جميلة” كبح غضبها مما تفعله لكنها صُدمت من جملته ورفعت نظرها إليه بة إلجمتها وقالت:-
-شهرين ثلاثة.. وأسبوع أيه.. أنت مش شايف أنك مستعجل شوية
نظر الطبيب لها بسخرية وقال ببرود مع بسمة مُستفزة:-
-مستعجل أزاى، أنتِ عايزة خطوبة قد أيه سنتين ثلاثة، أنا ماليش فى المياعة وبعدين أنتِ مش واخدة بالك من سنك أنا دكتور نسا يعنى اللى زيك فرص الحمل بتبقي خطر كل ما تكبر
أتسعت عيني “جميلة” على مصراعيها من إهانته ومسكت كوب الماء بقبضتها وأرتشفت القليل منه ثم قالت:-
-اللى زي اللى هم مين
-اللى دخلوا الثلاثين لما نعمل خطوبة سنتين ثلاثة هتكون داخلة على الكام الخمسة وثلاثين
قالها بسخرية شديد فكزت على أسنانها وهى تسمعه يتابع قائلًا:-
-هتتجوزى وتخلفي أمتي… صحيح ياريت تعدي عليا فى المستشفي أعملك أشعة نطمن عليك برضو
قالها ببرود شديد كأنه لم يفهم ما يقول أو لا يشعر بحجم الإهانة الذي يُقدمها لها فلم تتحمل نرجسيته وإهانته أكثر، رفعت يدها بكوب الماء وقبل أن تلقي به فى وجهه، شعرت بيد “حسام” تمنعها، رفعت نظرها إليه وهى تكز على شفتها السفلية من الألم الذي يجتاحها وعينيها تتلألأ بها الدموع كأنها تترجاه أن يتركها تلقن هذا الغبي درسًا حتى يعرف كيف يتحدث،نظر “حسام”إليه بغضب مكبوح وقال:-
-أعتقد أنك لازم تعتذر
نظر الطبيب له بأندهاش ثم قال:-
-أفندم.. ثم أنت نسيت نفسك أنت مجرد بودي جرد هنا مين أدك الحق تمسك أيدها
تأفف “حسام” بغيظ شديد منه وخصيصًا أنه سمع بكل شيء دار فى حديثهما، ترك يدها وبسرعة البرق أخرج مسدسه وسحب بيده الأخري هذا الرجل من لياقته يوقفه بالقوة وقال بغضب سافر:-
-أفكرك أنا بمكانتي، أنا مستحيل أسمح لحد يهينها طول ما أنا موجود… أعتذر
أبتلع الطبيب لعابه بخوف من غضب هذا الرجل الذي يضع المسدس على عنقه موجهه إلى رأسه ونظر إلى “جميلة” التى ظلت مكانها لم تتفوه بكلمة أو تنظر إليه بل كل نظرها مُثبت على “حسام” والجميع ذعروا وهربوا من المكان فور إخراجه للمسدس، تحدث الطبيب بخفوت:-
-أنا أسف
دفعه “حسام” بقوة على المقعد وهو يقول:-
-نصيحة متخلينش أشوف وشك مرة تاني دا لو خايف على روحك
ألتف إليها وأخذ يدها بلطف فى راحة يده وغادر بها المكان لتدمع عينيها بألم وتتساقط الدموع، دفع باب المطعم بغضب أمامه وخرج بها من هذا المكان اللعين غاضبًا وبداخله بركان من الغضب لا يتحمله لتكمل “جميلة” عليه الغضب بصاعقة ألقتها عليه حين قالت بحزن:-
-تتجوزني؟