
دفعته “مريم” بعيدًا عنها برفق تفصل قبلتهما وقالت بخجل:-
-أنزل يا جمال الرجل وصل
هندم ملابسه بضيق بعد أن أبتعد عنها وقال:-
-يا دي البيت اللى الواحد مش عارف يرتاح فيه دا
تبسمت بعد أن أخذت خطوة نحوه ومسحت فمه بالمناديل المبلل بلطف حتى ترفع عنه أثر أحمر الشفايف الخاص بها بدلال وقالت:-
-الموضوع كله مش هيأخد ساعة يا حبيبي
حدق بها بهيام وقلبه غارقًا بها فى هذه اللحظة لا يقوى على مُغادرتها أو رفع نظره عنها ليقول بهمس:-
-ونسفر بعد الساعة دى، تعالي أخدك وأشتري جزيرة مفهاش جنس بشر ونعيش سوى هناك لوحدينا
تبسمت بلطف على كلماته ثم رفعت نظرها إلى عينيه وقالت بحب:-
-موافقة طبعًا
دق باب غرفته بواسطة “حنان” تخبره بوصول الضيف فتأفف بغيظ شديد مما يعيشه فى هذا المنزل وغادر الغرفة مُتمتمًا بضيق:-
-حتى يا رب وهى مراتي مش عارف أستفرد بيها
فتح باب الغرفة ووجد “حنان” فى أنتظاره لي غيظًا بها وهى دائمًا تأتى فى اللحظات الحرجة:-
-أنا مش قولتلك فكريني أديكى إجازة أبدية… أبقي فكريني أهج من هنا .. غورى من وشي
قهقهت ضاحكة عليه بينما مر “جمال” أمامها لكي ينزل للأسفل تاركًا زوجته تضحك بقوة علي تذمره اليوم، نزلت “مريم” أولًا للأسفل مُرتدية بنطلون أبيض فضفاض من القماش وقميص نسائي أسود اللون وفوقه سترة بدون أكمام بيضاء وتسدل شعرها على ظهرها بحرية وتضع القليل من مساحيق التجميل، رحبت به بلطف ثم جلست بجوار زوجها الذي يتحدث بجدية:-
-مريم مراتي ، جميلة كمان زيك مدمنة على العمل وبتحب الطيران
تبسم الطبيب لأجلها بلطف ثم قال:-
-بصراحة أنا بحترم جدًا المرأة الناجحة ودا اللى عجبنى فى أنسة جميلة من قبل ما أعرفها أو أشوفها، الكلام اللى سمعته عنها وعن حبها للعمل… حضرتك برضو عارف أنا دكتور وليا وضعي يهمنى جدًا أن مراتي يكون لها وضعها فى المجتمع اللى يخلينى أتشرف بها قدم الناس والمعارف
نظر “جمال” إليه بهدوء ثم إلى زوجته وهكذا والدته التى تستمع لهذا الحديث فكل ما اعجبه بـ “جميلة” كونها وجهة مُشرفة لمكانته الأجتماعية كأنه يكمل بقية وجهته بعد السيارة والمنزل الفاخر الآن زوجة تكمل مثاليته، قائدة طيران ومن عائلة مرموقة وجميلة الوجه ماذا سيريد أكثر؟…
وقفت “جميلة” مع “حنان” فى المطبخ بقلق من الخروج و”ليلي” تتناول الطعام قبل مُغادرتها، وعينيها ترمقهما بحذر تارة وتنظر إلى صينية المشروبات تارة بقلق، وقفت من مكانها وأخذت كوب الماء تصطنع الشرب وأخرجت من كم ملابسها قطارة صغيرة وأفرغت ما بها فى كوب عصير التوت وهى تعلم بأنه يخص “مريم” وحدها، تركت المطبخ بسرعة قبل أن تخرج “جميلة” بالعصير وأخذت حقيبتها ومع خروجها من الغرفة رأت “نانسي” تقدم المشروبات وكوب عصير التوت كان من نصيب “مريم” حقًا فتمتمت “ليلي” مع مغادرة:-
-بالشفاء دا ثمن موت مختار وحريتي
خرجت لترى سيارة فى أنتظارها من رجال “جمال” ليأخذوها إلى حيث جاءت، جلست “جميلة” بضيق بعيدًا عنه بة ألجمتها من شكله فحقًا يبدو عليه الكبر رغم أنه بعمر أخاها لكن “جمال” أمامه كأنه يصغره بسنوات، أرتشفت “مريم” العصير ببسمة لطيفة وصامتة تتابع حديث زوجها مع هذا الرجل وقد علمت أن “جمال” لا يرحب به ولن يقبل به كزوج لأخته من جديته وتحفظه الشديد فى الحديث، بينما بدأت تشعر بألم فى بطنها من الأسفل لكنها حاولت كبح هذا الألم أمام الضيف لكنه يزداد سوا ، نظرت على “جميلة” التى جلست تتحدث معه على بُعد وهمست فى أذن “جمال” بتعب محاولة كبح أنينها:-
-أنا هطلع شوية
نظر “جمال” لها بعد أن سمع أنينها التى تكبحه فسأل بقلق:-
-أنتِ كويسة؟
-تعبانة شوية، أنت عارف أنى نزلت الشغل النهاردة واليوم كان طويل
قالتها بتعب تحاول تحمله فأومأ إليها بنعم وأشار إلى “نانسي” بأن تأخذها إلى غرفتها حتى تستريح، وقفت “مريم” معها وسارت إلى الأمام لكنها ت بألم لم تتحمله وسقطت أرضًا على الأرض، ذعر الجميع وهرع “جمال” إليها ليُ عندما رأى بنطلونها الأبيض به بركة من الدماء تكبر رويدًا رويدًا مع النزيف وهى ت من ألم رحمها الذي يتمزق لأشلاء بداخلها وكأن طفلها سيخرج للتو قبل أن يُكمل ولم يُدرك أن الأنتقام جاءه عن طريق سرقة طفله من أحشائها قبل أن يولد…..
للحكــــــايــة بقيــــة…..
الفصل الســـــادس والثـــلاثــــــون ( 36 )
لحسن حظ “مريم” كان هذا الطبيب موجودًا بالقصر حينها وتخصصه هو النسا والتوليد، فحصها جيدًا حتى وصلت سيارة الإسعاف بمعداتها الطبية وأكمل معالجتها فى الطريق، كانت ترتجف وتنتفض من الألم وتتشبث بيد “جمال” وهو يغلق قبضتيه الأثنين على يدها بأستماتة خوفًا من أى شيء قد يُصيبها، وصلوا للمستشفي ليفرقهم الاطباء ويأخذون “مريم” منه نهائيًا، ظل مجنونًا من القلق لكنه يكبح هذا الجنون مُحاولًا التماسك من أجل زوجته وطفله، جاءت “ولاء” له وقالت بهدوء:-
-إن شاء الله خير يا جمال ومتشوفتش حاجة وحشة فى ابنك
بغضب شديد وقلق يحتل عقله على زوجته التى كانت تتلوي وجعًا بين ذراعيه:-
-وأن شوفت دا قدر ربنا لكن المهم مريم يا أمى .. مريم
خرج الطبيب من غرفة الفحص فأسرع “جمال” إليه بقلق شديد وقال:-
-طمني يا دكتور مريم عاملة أيه؟
تنحنح الطبيب بقلق قبل أن يتحدث ثم قال بهدوء:-
-للأسف مدام مريم أتعرضت لتسمم أو بالمعنى الأدق والأصح أن حد حاول يقضي على الطفل
أتسعت عيني “جمال” على مصراعيها بة الجمته وقال بتلعثم:-
-لا مستحيل!! أنت متأكد
أومأ الطبيب له بنعم ثم قال بثقة من خبرته:-
-إحنا لاقينا فى دمها مادة للإجهاض وأكيد هى مش هتعوز تجهض فى الشهر الثالث بعد ما الجنين اتكون فى رحمها، بس الحمد لله أطمن لحسن حظها أني كنت موجود وعرفت الأعراض بسرعة والإسعافات الأولية اللى عملتها ساعدتها كثير ودلوقت هى والطفل بخير، إحنا هنخلص وممكن بعدها تدخل تطمن عليها أنا قولت أطمنك بس
عاد الطبيب للغرفة حتى يكمل فحصها ومعالجتها، أغمض “جمال” عينيه بغضب سافر مما سمعه للتو ثم قال بتمتمة:-
-ليلي!! مفيش غيرها.. عاااااااشور
أقترب “عاشور” منه بسرعة بعد ما سمع ما حدث للتو وقال:-
-أمرك
-خليهم يرجعوها، ليلي متطلعش على الطيارة لازم أرد لها الدين
قالها “جمال” بمكر وغضب سافر منها، من قبل قدمت له الخيانة وعفى عنها لكن اليوم تجرأت على “مريم” حبيبته وطفله لذا سيها حتمًا اليوم دون تردد، أنطلق “عاشور” يلبي طلبه بينما نظر “جمال” إلى “حسام” وقال بهدوء:-
-حسام، خد الهانم وجميلة روحهم
تحدثت “ولاء” بغضب شديد قائلة:-
-لا أنا مش هروح، أنا قاعدة معاك هنا
لم يقوي على الدخول فى جدال معها وعينيه تنظر إلى راحة يديها المُلوثة بدمها بعد أن حملها غارقة فى دمائها وتتألم، ذهبت “جميلة” بأمر أخاها مع “حسام” للخارج، فتح لها باب السيارة الخلفي فصعدت به بحزن شديد دون أن تجادله كعادتها أو تشاجره، أنطلق بها للقصر وطيلة الطريق كان ينظر إليها فى المرآة تارة وإلى الطريق تارة، كانت شاردة وحزينة حتى دموعها تتلألأ فى عينيها لكنها تكبحها جيدًا، مُتكئة بجسدها ورأسها على مقعدها من الخلف وتنظر فى الشارع رغم أنه يكاد يجزم بأنها لن تعرف ماذا ترى الآن؟، تنحنح “حسام” بخفة وقال بهدوء:-
-إن شاء الله تكون مدام مريم بخير
نظرت للمرآة عليه فى صمت ثم قالت بخفة:-
-إن شاء الله شكرًا
قالتها بحرج والجميع لا يهتموا إلا لـ “مريم” لكن هى وألمها لا يعرف أحد عنهما شيء، رن هاتفه برقم طليقته كثيرًا ولكنه لم يجيب فقالت “جميلة” بضيق:-
-رد
نظر للمرآة عليها ثم أجابه على الهاتف، ظلت تفكر كيف تخبرهم بأنها لم تجد القبول فى هذا الشخص بل حتى فى حديثه وشخصيته النرجسية يقدس نفسه تمامًا، أشعرها بأنها سلعة ستكمل مثاليته الأجتماعية لتدمع عينيها بخوف من والدتها وعليها من الرفض، فاقت من شرودها وألمها على “حسام” يقول:-
-أنتِ فين يعنى؟….. خلاص أنا جايلك متتحركيش من مكانك
نظر إلى “جميلة” بحرج بعد ان أغلق الخط ثم قال:-
-أسف، لكن ممكن أروح المستشفي.. بنتى تعبانة
أومأت إليه بنعم ليغير طريق سيارته وأتجه إلى مستشفى فى المعادي، ترجل من السيارة وركض للداخل بذعر وقلق يجتاحه على ابنته، لم يعري أنتباه إلى “جميلة” التى تسير خلفه حتى وصل إلى سرير ابنته فى قسم الطؤاري وكانت مريضة بالحمي جدًا ودرجة حرارتها 41 وعلى وشك الموت، وضعوها بحوض مليء بالثلج لي “حسام” فى طليقته بانفعال قائلًا:-
-أنتِ السبب قولتلك لو مش هتقدري ترعيها أديهالي
كزت المرأة على أسنانها بضيق شديد ثم قالت:-
-ولما أديهالك هترعيها أزاى هتأخدها الشغل ولا هتقعد من الشغل وتشتغل بيبي سيتر
كاد أن يفقد عقله أمامها من برودها وأستفزازها ورفع يده أمام وجهها وقبل أن يلطمها أوقفه صوت “جميلة” تناديه بحدة قائلة:-
-حســـــــاااااام
توقف قبل أن يفعل لتنتبه هذه المرأة إلى “جميلة” التى لفظت اسمه وتقدمت إليهما، أنزلت “جميلة” يده للأسفل بهدوء وقالت:-
-إحنا فى مستشفي، أحترم المكان اللى إحنا فيه
ألتف “حسام” بغيظ شديد من هذه المرأة ورؤيتها تفقده عقله، ضحكت طليقته بسخرية وعينيها ترمق “جميلة” من الرأس لأخمص القدم وقالت بسخرية:-
-لاحقت بالسرعة دى تلف على واحدة ولا أنت من الأساس كنت بتخوني منها وبتتلكك فى الشغل، وببجاحتك جايبلي عيشقتك هنا، أحب أقولك أنه هيضحك عليكي بكلمتين ويرسم عليكي الحب وأول ما يملكك هيرميكي زى الكرسي فى شقته
أستدار “حسام” إليها وقبل أن يها للتو وقفت “جميلة” أمامه بقوة وتحدق فى وجه المرأة الغليظة هذه وهى تشبه كثيرًا هذا الرجل الذي تركه من قليل وتحمل فى وجهها نفس طاقته السلبية والنرجسية ثم قالت ببسمة مُستفزة:-
-أكون زى الكرسي معاه أحسن ما اكون ملكة من غيره
أتسعت عيني “حسام” على مصراعيها من جوابه وتبسم بلطف على جراءة هذه الفتاة التى لا تقبل بالهزيمة نهائيًا، تحولت ألوان طليقته من الغيظ بسبب ما تسمع و”جميلة” تفوقها جراءة وجمال حقًا فقالت بضيق:-
-بكرة تندمي لما قلبك يتكسر من الوحدة
-أنا وحدتي معاه أحسن من جنتي فى بعده
قالتها “جميلة” بطريقة مُثيرة تثير أستفزاز هذه المرأة أنتقامًا لما قالته عليها للتو ونعتها بعشيقته لتها خائنة وخطفت زوجها منها، تنحنح “حسام” بلطف من خلفها لتبتسم “جميلة” بعفوية وأستدارت إليه بخفة ثم قالت:-
-تعال يا حسام نستني الدكتور فى مكان تاني لأحسن الهواء هنا مكتوم وطابق على نفسي
أخذته من يده بالقوة وخرجا معًا، أبتعدت عنه ببرود فور خروجهما وقالت بضيق:-
-سورى لكن أنا متعودتش حد يغلط فيا ومردش القلم وقتي
ظل صامتًا لم يُعقب على حديثها وهى تتحاشي النظر له بحرج من كلماتها التى قالتها دون قصد وتتغزل به…
________________________
قاد السائق السيارة فى طريقها للمطار بـ “ليلي” لكن قاطع طريقه سيارات فان سوداء، ترجل منها الكثير من الرجال كأنهم فى حرب أمام سيارة رجال “جمال” وبدأوا فى معركة قوية هجومية والعدد الذي يفوق رجال “جمال” نجح فى هزيمتهم وأخذوه “ليلي” بالقوة من السيارة وبعد أنطلقهم تبسم “تامر” الذي يراقب من بعيد وقال فى الهاتف الذي وضعه على أذنه:-
-كله تمام يا ريس ليلي بقيت معانا…
_________________________
وصل الخبر لـ “عاشور” بعد أن نقل رجاله بأصابتهم للمستشفي ف بهم بغضب سافر:-
-أنتوا رجالة أنتوا
تحدث أحدهم بتعب شديد قائلًا:-
-يا ريس عاشور دول خدونا غدر وكانوا فوق الست عربيات محملين رجالة كأنهم داخلين حرب، دى مقصودة واللى عملها عارف إحنا مين عشان كدة جاب العدد دا كله عشان ميبقاش فى مجال أننا نهزمهم
تأفف “عاشور” بضيق شديد ثم قال بغيظ من فقده لها وفشله الذي لحق به بسبب رجاله:-
-دا اللى فالح فيه أنت وهو، أبقوا فكروني أخلي جمال بيه يضحي بيكم فى العيد كتكم القرف
غادر المستشفي غاضبًا لا يعلم كيف يخبر “جمال” بهذا الخبر وخصيصًا بعد ما فعلته “ليلي”، سيه “جمال” مقابل غضبه الذي يحرقه للتو على زوجته وينتقم منه هو….
___________________________
دخل “جمال” إلى غرفة “مريم” بقلق بعد أن سمح الطبيب له برؤيتها، رأها نائمة على الفراش وفى يدها المحلول الطبي المالح وترتدي ملابس المستشفي، جلس جوارها ومسح على رأسها بلطف، فتحت “مريم” عينيها بتعب بعد أن شعرت به وتبسمت إليه رغم تعبها الشديد وقالت بلطف:-
-جمال
تبسم إليه بعفوية وأخذ يدها فى راحة يده وقال:-
-عيونى وقلبي وروحي يا مريم
قبل يدها بأريحية بعد أن تحدثت معه وأطمن قلبه على سلامتها وتوقف عن القلق من أجلها ثم رفع رأسه إليه وقال بخفة هامسًا إليها:-
-ألف سلامة عليكي يا حبيبة قلبي، إن شاء الله ….
قاطعته “مريم” بهدوء وعينيها تعانقه عوضًا عن ذراعيها المُنهكة من التعب تقول:-
-متكملش يا جمال، ربنا ما يورينى فيك حاجة وحشة أبدًا يا حبيبي.. ومتخافش عليا أنا قوية وبستحمل وألا كان زماني مُت من أول ة من حمزة
وقف من مكانه بذعر من كلمتها ليقبل جبينها بدفء وقال ناظرًا إلي عينها:-
-ألف بعد الشر عليكي يا مريم، أنا ماليش غيرك
أومأت إليه بلطف وبسمتها تنير وجهها الشاحب وتمتص كل غضبه وقلقه من أجلها، قالت بدفء:-
-ولا أنا ليا غيرك يا حبيبي
دق باب الغرفة لتدخل “ولاء” بعد أن أستقام فى وقفته، حدقت بـ “مريم” بتوتر رغم غضبها من هذه الفتاة لكنها أشفقت حقًا عليها من كم المصائب التى تقع عليها وقالت بهدوء:-
-حمد الله على السلامة
تبسمت “مريم” إليه برحب ثم قالت بنبرة خافتة:-
-الله يسلم حضرتك
جلست “ولاء” على الأريكة بهدوء ثم قالت:-
-أنا موجودة معاكي لو أحتجتي حاجة أطلبها مسموح لك بيوم واحد ودا عشان خاطر ابنى وحفيدي
تبسمت “مريم” إليها بلطف وقالت:-
-دا كرم من حضرتك، شكرًا