
تبسم بغرور شديد ثم قال:-
-اه نفسي أعرف ليه كلهم بيسبوكي أمانة عندي
أعتدلت فى جلستها ببراءة ثم وضعت خصلات شعرها خلف أذنها بلطف وقالت حادقة بعينيه:-
-عشان أنت قد الأمانة، لازم تحافظ عليها يا جمال كلهم محفظوش عليها لا مختار ولا حمزة..
تبسم إليها بلطف ثم جذب رأسها بحنان ليضع قبلة على جبينها بدلال ونظر إلى عينيها بحب ثم قال بجدية:-
-حاططها فى عيني وقلبي ويشهد عليا ربنا
تبسمت بحماس على هذه الكلمات التى تفوه بها وقد أقترب كثيرًا إليها وعن قريب سيخبرها بالحب الكامن بداخله لأجلها، تسارعت نبضات قلبه بهذه النبضات الخافتة، نظرت إلي ربكته وتوتره الذي ظهر فى ملامحها وحبيبات العرق التى ظهرت فى جبينه لتضحك بحب شديد ثم قالت:-
-شكرًا، شكرًا لأانك معايا فى كل صعب
أخذ يدها فى راحة يده ثم قال بهدوء:-
-أنا عايزاك تبقي قوية يا مريم، عايزاك تتغلبي على خوفك وتنجحي، أنشغلي فى شغلك وأنجحي فيه، أتوصلي مع مشاهدينك وأديهم كل وقتك، ما تكتفيش بالحياة جوا أوضتك وتسيبي الخوف يغلبك، أخرجي وأعملي كل اللى نفسك فيا وأنا قادر أحميكي من العالم كله مش مختار بس، الدكتور قال أن طول ما أنتِ مستخبية فى أوضتك مستحيل تتخطي المرحلة دى، أنا عايزاك قوية وتعدي دا زى ما عديتي اللى فاتت، شاركي فى مسابقات الخيل بإيلا والمرة دي مش همنعك، أعملي أى حاجة بتحبيها وبتبسط، المهم متسبيش دقيقة واحدة فى يومك تفكري فيها فى اللى راح وعدي
-خايفة يا جمال، خايفة أفرح، مفيش مرة فرحت وفرحتي تمت، أنت أهو شايفة فرحتي بالثانوية العامة متمتش وأتت لما رفضتني وفرحتى بالتخرج متمتش وظهر ياسين وفرحتي بجوازي ويوم العمر متمتش برضو وظهر مختار، أنا فرحتي مبتكملش
قالتها بحزن شديد خيم على قلبها ونبرتها ليشير لها بنعم وهو يقول بجدية:-
-هتم المرة دى هتم، لأني معاكي.. دى أول فرحة هتم
نظرت إلي يده الممدودة إليها ببطاقة مشاركة فى سباق للخيل بشرم الشيخ ثم قال:-
-أنا عندي شغل فى شرم ثلاث أيام، هأخدك معايا وكمان هنأخد إيلا وهتشاركي هناك، أنتِ محتاجة تغيري جوا وتخرجي من حالة الحزن دي
أومأت إليه بنعم بحماس ثم قال مُتابعًا:-
-أرتاحي دلوقت والصبح أنا هروح الشركة أخلص كام حاجة وعلى الساعة 10 كدة تكوني صحيتي نتحرك علي هناك
هزت رأسها إليه بنعم ليغادر الغرفة ثم ولجت “نانسي” لتراها جالسة داخل الخزانة الكبيرة وتجمع أغراضها من أجل السفر، جمعت ملاا والقليل من مساحيق التجميل والكثيرة من مستحضرات العناية بالبشرة والعطور، تبسمت “نانسي” على حماس هذه الفتاة التى ظهر للتو بعد أن تواري الحزن والضعف عنها فقالت بلطف:-
-أساعدك
-لا أنا خلصت…. اه ناقص المايو
قالتها وفتحت أحد الأدراج ثم قالت:-
-أخد البينك ولا الأسود
حدقت “نانسي” بهذه الملابس ثم قالت:-
-معتقديش أن الحيرة هتكون فى اللون، هو مستر جمال هيوافق تلبسي أى واحد فيهم
تبسمت “مريم” بخبث شديد وقالت:-
-دى شرم الشيخ يا نانسي
وضعت الأثنين فى الحقيبة وأغلقتها تمامًا ثم صعدت للفراش وأخذت علاجها الذي أوصي به طبيبها النفسي وخلدت للنوم، خرجت “نانسي” من الغرفة وأغلقت الباب بعد أن أطمئنت أن “مريم” غاصت فى نومها….
جهز “حاتم” فرستها الجميلة “إيلا” من أجل السفر وحممها جيدًا وفى الصبح عندما وصلت سيارة نقل “إيلا” جاءت “مريم” إليها بسعادة ثم قالت:-
-متقلقيش يا إيلا
صعدت “إيلا” داخل سيارة النقل بهدوء فربتت “مريم” على عنقها وترجلت من السيارة ليغلق “حاتم” الباب ثم أنطلقت السيارة وخلفها سيارة خاصة للحراسة من أجل “إيلا” وهى أثمن شيء لدي “مريم” ، صعدت “مريم” إلى سيارته وكان “شريف” جالسًا فى المقعد الأمامي بجوار “صادق” وهما بالخلف، كان يتحدث مع “جمال” عن الوفد القادم من السعودية من أجل التعاقد معهم ويباشرون عملهم داخل السيارة بينما “مريم” صنعت قناة على اليوتيوب كي تتحدث مع مشاهدين بأريحية أكثر من القناة ليقول “شريف” بجدية:-
-أعتقد أنهم هيرحبوا بالمنتج لكن حملة الإعلانات هتحتاج مجهود أكبر، أنا بفكر أشوف وجه جديد من الممثلات اللي ليهم شعبية بين الناس تكون وجه الشركة
أومأ “جمال” له بنعم وعينيه لا تفارق التابلت بأنشغال تام ثم قال:-
-مفيش مانع أختار اللى مناسبة وهاتلى العقد وأنا همضي
-أكيد، أنا مجهز خطة متكاملة نقدر بيها نعوض المشروع اللى أخده نادر مننا
قالها “شريف” بثقة ليؤمأ “جمال” فى صمت وما زال لا يعرف من الخائن الذي سرق مخطوطته وأرسلها إلى “نادر”، وصل للفندق وأخذوا “إيلا” إلى مكان خاص أمان أختاره “جمال” من أجلها بعيدًا عن الأسطبل العام، بل كان داخل الفيلا التى أجرها “شريف” من أجل “جمال” لتظل تحت نظر “مريم” وتسهل حمايتها على “عاشور”، تحدث مسئول الفندق بجدية :-
-أبعت لحضرتك حد للعناية بالفرسة
نظر “جمال” إلى “مريم” فهزت رأسها بلا لأنها ستفعل كل شيء بنفسها وهى تتقن هذا العمل جدًا فقال بجدية:-
-لا متتعبش نفسك ولو أحتجت حاجة هبلغكم
غادر مسئول الفندق ودلف إلى الفيلا وكانت تتكون من طابقين فى الأعلى الغرف وبالطابق الأول كان غرفة معيشة والسفرة جوارها فى البهو وحديقة واسعة بداخلها حمام سباحة، تبسم بلطف ثم قال:-
-أنا عندي شغل مش هتأخر عليكي وحسام برا لو أحتجتي حاجة أطلبيها منه لكن رجاءًا متخرجيش لوحدك يا مريم
أومأت إليه بنعم ثم قالت بحماس:-
-متقلقش أنا كمان عندي شوية شغل وهسجل أول فيديو ليا على اليوتيوب
هز رأسه بنعم ثم غادر مع “شريف” حتى يتأكد من الغرف التى حجزها من أجل الوفد القادم بعد ساعات قليلًا، جلست “مريم” على السفرة وجهزت الكاميرا والمعدات لتسجل أول فيديو لها، أخذت دواءها لكنها ما زالت تشعر بالخوف فخرجت للخارج وكان “حسام” جالسًا فى الحديقة الأمامية مع رجلين لتقول:-
-حسام
وقف مهرولًا إليها فقال:-
-تحت أمرك، أمرني
تنحنحت بحرج ثم قالت:-
-ممكن تيجوا تقعدوا جوا! أو على الأقل أنت
نظر “حسام” إليها بحيرة فى بداية الأمر ثم دخل وترك الرجلين بالخارج لحماية مدخل الفيلا و”إيلا” حسب أوامر “جمال” جعلته يجلس على الأريكة أمامها بسبب الخوف الذي يلحقها حالما تبقي وحيدة فى مكان، لا تريد رؤية وجه “مختار” أو “حمزة” الذي يحاول جاهدًا ها رغم ثقتها بأنه توفي ودفنته بنفسه..
__________________________
وصل “راغب” إلى المكان المحدد وكان “مختار” جالسًا فى أنتظاره على أحد الطاولات، جلس بهدوء أمامه ليقول:-
-تشرب أيه؟
تحدث “راغب” بنبرة جادة قائلة:-
-مش عايز وياريت متنساش أن محامي الخصم، يعنى لقاءاتنا ممنوعة
أرتشف “مختار” قليلًا من قهوته ثم قال:-
-محامي الخصم، تطلع منك أنت يا راغب، ترفع عليا قضية طلاق
تبسم “راغب” بعفوية وثقة من نجاحه ثم قال:-
-أنا محامي جمال بيه فى الأساس وخليني أنصحك نصيحة بمناسبة أنك فتحت الموضوع دا، طلقها وأرتاح من دوشة المحاكم، لأن أتخن محامي هتجيبه ومهما كان القاضي هيحكم لصالحها لأن حضرتك مش مثال على الزوج الصالح دا غير أن حضرتك الآن 53 سنة وهى شابة لسه مكملتش 25 سنة، حضرتك فاتح نوادي ليلية وبتاجر فى أقذر التجارة وسُكري وبتاع ستات ودا أنا هثبته من أول جلسه دا غير أن ممكن لو جمال بيه وافق وحب نحول القضية من قضية طلاق لقضية تجارة مخدرات ودعارة ونفتح عيون الحكومة عليك أكثر من طلاق…. وفى النهاية هتكون خسران وحضرتك عارف دا
وقف “راغب” ليغادر المكان بعد أن ألقي قنبلته المؤقتة على “مختار” فأستشاط غيظًا وغضبًا مما يسعي إليه أخاه وهو يعلم جيدًا بانه يسير فى طريق مسدود و”مريم” ستكسب القضية بمهارة “راغب” وقذارة سمعته كزوج..
___________________________
أستقبل “جمال” الوفد القادم وأوصلهم لغرفهم فى أستقبال حار ثم عاد إليها ليراها نائمة على الأريكة و”حسام” أمامها، تنحنح “حسام” بحرج من وجوده وقال:-
-حضرتها اللى أمرتني ما أتحركش من هنا إلا لما حضرتك توصل
أومأ “جمال” إليه بنعم وهو يعلم بانها أصبحت تخاف البقاء وحدها وتري هذه الهلاوس التى تأخذها للموت، غادر “حسام” من المكان للخارج فذهب “جمال” إليها وحملها على ذراعيه بلطف لتشعر به ففتحت عيونها ببطيء لترى وجهه المنهك من السفر والعمل فقالت بهدوء:-
-جمال، مش هتنام شوية قولتلي مش هتتأخر
تبسم “جمال” إليها بلطف ثم قال:-
-لسه عندي شوية حاجات محتاج اخلصها
فتح باب الغرفة وأدخلها لسريرها ثم وضع الغطاء عليها وقال:-
-تصبحي على خير
تبسمت إليه بسعادة وقالت:-