
-دا إذا كان هيبقي فى غداء النهار دا
أتجهت “مريم” إلى الأسطبل وهناك رأت “سلمي” تقربه فى العمر وجميلة بهيئتها وتهتم بنفسها كثيرًا ووضح هذا فى مساحيق التجميل والموضة فى ملا ا، رأت “حاتم” يخرج من الداخل بحصان “جمال” المُفضل كم يسميه “مرجان” و”إيلا” من أجل “سلمي” تمامًا كم أخبرتها “نانسي” لتشتعل غضبًا وهى تشعر بأن هذه الفتاة تتعدي على أملاكها أولًا هو والآن حصانها، أقتربت منهم لكن سرعان ما توقفت فجأة عندما رأت “جمال” يمسك يدها يساعدها فى الصعود على ظهر “إيلا” التي تتذمر الآن بعد أن وضع اللجام فى فم “إيلا” لأول مرة من أجل “سلمي”، ال والغيرة تحكما بها نهائيًا وظلت تراقبهما
حتى دخلوا معًا إلى السياج وهناك تبسمت بخبث بعد أن وقفت على السياج الخشبي مُكتئة بذراعيها عليه ببرود أعصاب وأطلقت صافرتها إلى “إيلا”، نظر “جمال” نحوها ورأها تراقبهم وتبتسم بمكر إليه ليفهم أنها ستعاقبه على فعلته وقبل أن يتحدث إلى “سلمي” ركضت “إيلا” بسرعة جنونية و”سلمي” على ظهرها لتنفجر “مريم” ضاحكة بعفوية ووضعت يديها على فمها من شدة الضحك، أسرع “جمال” بحصانه إلى “إيلا” التى لم تتوقف محلها بعد هذه الصافرة كأنها أخذت إشارة بأن ت لصديقتها من هذه الفتاة التى على ظهرها، حاولت “سلمي” التشبث جيدًا باللجام لكن بسرعة “إيلا” أخذته منها بفمها لتكاد “سلمي” أن تسقط لكن ألتقطتها “جمال” بذراعه قبل أن تفعل، توقفت “مريم” عن الضحك بغيرة تأكلها وهى تراها بين ذراعيه، وصلت “إيلا” إلى صديقتها لتنزع عنها “مريم” اللجام وقالت بلطف:-
-أحسنتي يا جميلتي
توقف “مرجان” قربها وترجل “جمال” أولًا ثم أخذ “سلمي” من خصرها وعينيه تحدق بـ “مريم” ثم قال:-
-أنتِ جيتي أمتي؟
تسللت أصابعها بين شعرات “إيلا” الجميلة بعفوية مُحاولة إخفاء غيرتها عنه وقالت:-
-ميخصكش
كاد أن يفقد أعصابه عليها لكن منعته “سلمي” عندما مدت يدها إلى “مريم” تصافحها وقدمت نفسها إليها قائلة:-
-هاي أنا سلمي كابتن طيران وصاحبة جمال من سنين
أدارت “مريم” رأسها إليهم بسخرية ثم نظرت إلى يدها الممدودة وقالت:-
-صاحبته!! خليني نمشي يا إيلا
أخذت فرستها بتجاهل تام إلى “سلمي” وعينيه تراقبها أثناء رحيلها فقالت “سلمي” بعفوية:-
-أنا عيد ميلادي النهار دا لازم تيجي مع جمال الحفلة
سمعتها “مريم” وهى تسير بجوار “إيلا” التى أصدرت صهيلها فقالت ب شديد:-
-مش هروح يا إيلا….
وقف “جمال” أمام الدرج ينتظرها مُطولاً وقد تأخر بالفعل على الحفل، سمع صوت طقطق كعبها العالي على الدرج ليرفع نظره عن الساعة إليها فرأها ترتدي فستان أحمر طويل يخفي أخمص قدمها يظهر نحافتها وجسدها الرفيع بقط يظهر عنقها وعقدها المصنوع من اللولو الخالص ويأخذ شكل أفعي، تحمل فى يدها حقيبة بحجم هاتفها تلمع ذات اللون الفضي كعقدها وحلق أذنها الطويل الواضح تمامًا بعد أن صفف شعرها فى مؤخرة رأسها تمامًا فلم ينسدل منه خصلة واحدة سوى غرتها الطويلة التى تصل لذقنها وتصففها على الجانب الأيسر تزيدها جمالًا، تضع مساحيق التجميل وأحمر شفايف باللون الأحمر البارز، خجلت “مريم” من نظراته المُثبتة عليها وأحمرت وجنتها خجلًا فممرت سبابتها مع غرتها من التوتر، وصلت أمامه وهو يحدق بها بإعجاب شديد وقلبه كاد أن يقفز من مكانه ويرتطم بها، لا يشعر بشيء سواها ورائحة عطرها التى وصلت لأنفه مع طلتها، رفعت نظرها أخيرًا إليه لتتقابل عيونهما معًا وي ها قلبها بقوة غاضبًا من تجاهلها وتصرفاتها التى تفعلها كي تبتعد عن حبيبه الواقف أمامها للتو، عينيه الخضراء تفقدها الوعي رغم عينيها المُفتوحتين، رائحته الجذابة ووسامته، لا يعلم كم دقيقة مرت على هذه النظرة الطويلة والعناق الذي تقابل فيه أعينهم معًا، رأي يدها ترفع قليلًا لتقترب من لحيته فنظر إليها بينما أناملها أستقرت على لحيته ونزعت عنها الخيط الصغير الذي تشابك مع شعرات ذقنه من المنشفة تقريبًا، ظل ينظر إليها فى صمت حتى قاطع هذا الصمت ظهور “نانسي” من الأعلي تحمل البلطو الخاص بـ “مريم” لتقدم للأمام بخطواته ووضعت “نانسي” البلطو على أكتاف وقالت:-
-أنتِ جميلة أوى يا مريم الله يحفظك يا حبيبتى
تبسمت “مريم” بلطف ثم خرجت من القصر خلفه ليأخذها بسيارته الطويلة البيضاء التى بلغت ثلاثة أمتار وأنطلق “صادق” بهما إلى مقر الحفل..
فور وصولهم بدأ الجميع بالترحيب ب”جمال” رجل الأعمال الذي يجتاح السوق العربي والغربي فى مجاله للألكترونيات ونادرًا ما يذهب إلى حفلات كهذا فبعضهم جاء من أجل لقائه وليس لمباركة “سلمي” بعيد ميلادها، ظلت تقف جواره بحرج من كثرة الرجال المُلتصقين به حتى وصلت “أصالة” وأنطلقت معها فى المكان …
كانت تقف هناك مع “سلمي” وبعض الفتيات يتسامرون معًا والضحكات لا تخلو من بينهم، بسمتها الساحرة لا تفارق وجهها فأراد أن يشكر صديقته على فعلتها التى جعلت هذه البسمة تنير وجهها العابس وت حزنها، لطالما أشتاق لوجهها المُبتسم لتنير حياته وقلبه بهذه الإبتسامة، رغم وقوفه هنا عن بُعد ويتحدث مع رجال من مكانته المرموقة فى العمل لكن عينيه لا تفارقها نهائيًا لا يعلم أهو خوف عليها أم عشقًا بها وهذا العشق من يجبره على النظر إليها ولا يستطيع تحاشي النظر عنها..
أقتربت “أصالة” منهم وهمست فى أذنيه بلطف:-
-عارفة أنا لحد من ساعة مكنتش متوقعة أنك هتيجي معاه
ردت “مريم” بهمس وهى تذهب بعيدًا عن الفتيات:-
-سلمي جت البيت وعزمتني، أنا واثقة أن دا بأمر منه أكيد
سارت “أصالة” معها بعفوية وبسمتها لا تفارقها من هذا الثنائي ثم قالت بجدية:-
-أكيد، لأن أى حد يعرف مين هو جمال المصري مستحيل يطلب دا غير بعد موافقته، صدقينى يا مريم أنا عمري ما شوفته مهتم بحد الأهتمام اللى هو بيقدمه ليكي، أنا أكتر واحدة تشهد على دا من كتر الطلبات اللى بيطلبها مني عشانك، هدايا وكتب وأول ما يسمع أن نفسيتك وحش أو مخنوقة فور بيقولي أتشقلبي المهم أعمل حاجة عشانك، رغم أنكم مقعدتوش على سفرة واحدة لكن أقسم لك أن جمال عارف كل حاجة عنك بتحبي أيه وبتكرهي أيه، ألوانك المفضلة، حتي لحظات خوفك أنا واثقة أن جين بينقلوا كل ات قلبك المُختلفة عن معدلها الطبيعي، الحساسية اللى عندك شريف قالي أنه بطل سجاير فى القصر عشانك، غيرته عليكي اللى بتخليه يعاقبني مجرد ما يشوفك لابسة فستان حلو أنا اللى أشتريته، عينيه اللى مش مش مفارقكى دلوقت وفى أي مكان أنتي فيه..قوليلي لو مكنش كل حب يبقي أيه
صمتت “مريم” قليلًا لتجمع شجاعتها بعد أن تذكرت رفضه لها قائلة:-
-أسفة يا أصالة بس أنا مش محتاجة لمراقبة ليا، كل اللى بتقولي دا عندى معناه كلمة واحدة أنه بيراقبني بس..
تركتها وخرجت من المكان فى صمت وحدها، تنفست بأختناق ثم قالت:-
-أن كان حب فأنا فى غني عن بطريقته دى..
ظلت فى البهو وحدها تسير دون توقف حتى ينتهي هذا الحفل وتستطيع العودة للمنزل، شعرت بخطوات خلفها تقترب تحفظها جيدًا لتأخذ نفس عميق قبل أن تشعر بالبلطو الخاص به يوضع على أكتافها، نظرت للبلطو بصمت ثم رفعت نظرها إليه، وقف جوارها ينظر للأمام لتقول:-
-أنا مش سقعانة!
حاولت خلع البلطو عنها لكنه أوقفها بكلمته البسيطة التى تفوه بها:-
-لكنك جميلة
عادت “مريم” بنظرها إليه بأندهاش فهل أستغرق كل هذا الوقت حتى يجمع شجاعته ويخبرها بأنها جميلة اليوم فى حين أن كل من رأها قالوا هذا الشيء، لكن قلبها الأحمق أنتظرها منه والآن تراقص فرحًا بين ضلوعها ورغم سماعها لهذه الكلمة كثيرًا اليوم إلا أن منه كانت كالسحر الذي وقع عليها ليهزم لكل حصونها والحواجز التى صنعتها بينهما..
تابع “جمال” كلماته بنبرة هادئة يسخر من موظفيه دون النظر إليها:-
-الأغبياء قولتلهم متخلهوش جميلة جداً، تفتكري دا غلطهم ولا غلطتك أنتِ لأنك جميلة
نظرت للجهة الأخري مُبتسمة خفيًا عليه وهو يحاول أن يعلم سر جمالها اليوم حتى يعاقب المُسبب على هذا الجمال الذي جعل الجميع ينظرون إليها بإعجاب، تنحنحت بجدية تحاول أن تخفي سعادتها حين قالت:-
-عن أذنك!!
ألتفت لكي تغادر فأستوقفها بنبرة هادئة مناديًا إياها:-
-مريم!!
توقفت محلها لتُصدم عندما ألتصق بها من الخلف وأصبحت أنفاسه ت خديها بسبب قربه ويديه تتسلل إلى خصرها برفق فهمس إليها بنبرة أفقدتها المتبقي من صمودها أمام قلبها المُتسارع:-
-لحظة من فضلك!!
أغمضت عينيها بأستسلام لطلبه وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة فى حضرته وعطره الرجولي يب أنفها مع أنفاسها وتشعر بدفئه الذي لطالما أحبته وأخبرته به، أبتعد عنها مُبتسمًا بمكر بعد أن أفقدها قوتها أمامه وأشعل نيران العشق بداخلها بتصرفه عن عمد لتفتح عينيها بعد أن ترك أسرها ونظرت له فأشار إليها بعلبة سجائره والقداحة التى حصل عليها من جيب البلطو فكزت على أسنانها غيظًا منه وذهبت من أمامه، ضحك “جمال” عليها وأشعل سيجارته بينما دلفت هى للداخل غاضبة وتشتعل من الضجر منه بسبب ما فعله بقلبها وكأنها هزمت أمامه من جديد وقالت بعتاب لحالها:-
-غبية كان لازم تردي له القلم، لكن أنتِ يا مريم أستسلمي لقلبك الغبي..
______________________________
حاول “حمزة” العثور على رقم هاتفها الجديد حتى يتصل بها ويخبرها بما طلبته “سارة” لكن لا أحد يساعده فى ذلك فقرر مراقبتها حتى تسنح له الفرصة بالحديث معها، ظل يجلس فى سيارته قرب القصر حتى رأي سيارة “جمال” تمر من امامه وهى تجلس بداخلها فتأفف ب من هذه الفرصة التى فشلت قبل أن يفعل شيء بسبب وجود “جمال”، دخلت السيارة للقصر بعد أنهوا الحفل وترجلت هى أولًا غاضبة منه وأتجهت للأعلي وقدميها تكاد تكسر الأرض من تها فى المشي لتقول “حنان” بقلق:-
-فى أيه؟
تأفف “جمال” بأختناق من تصرفاتها العنيدة وال الذي أصبح جزءًا منها وقال:-
-مفيش، أنا طالع أنام
صعد إلى غرفته بأختناق وأخذ حمام دافئ ثم صعد للفراش ووضع الهاتف جوراه على الكمودينو فوقع نظره على هذه الدمية التى صنعتها له فى عيد ميلاده وأحتفظ بها قرب فراشه وهذه العلبة السوداء ليلتقطها بحيرة ثم فتحها وظل ينظر إلى خاتم الزفاف الذي أشتراه من فرنسا فى سفره لأجلها، أعتقد أن طلبها للزواج والأعتراف بمشاعر شيء سهلًا وأشتري الخاتم لكن الأمر صعبًا عليه تمامًا كلمس نجمة فى السماء، وضع الخاتم مكانه على الكمودينو وأشعل سيجارته ينفث بها ه ….
______________________________
كانت “سارة” تقود سيارتها فى الطريق وتوقفت فجأة لتصطدم السيارة الموجودة بالخلف فى سيارتها وترجل منها رجل فى أواخر الأربعينات من عمره يرتدي بدلة سوداء ويصفف شعره الأسود للأعلي بجسد نحيف وعيني سوداء ببشرة فاتحة قليلًا ونظر للسيارة الخاصة به بعد أن كُسر مصباحها الأمامي فتأفف ب وهو يغلق زر سترته وسار نحو السيارة ليطرق بأصابعه على النافذة، فتحت باب السيارة وترجلت “سارة” سكيرة وجسدها يهتز يمينًا ويسارًا تكاد تفقد توازنها وقالت بلطف:-
-أنا أسفة جدًا
تتطلع الرجل بها امرأة جميلة تصغره بالعمر تضع مساحيق التجميل وشعرها الأسود القصير يداعب عنقها المُثير، ترتدي فستان أسود اللون قصير يصل لفخذيها وبدون أكمام يظهر أكتافها النحيفتين وعظام رقبتها الجميلة، تبسم بإعجاب بهذه المرآة وقال:-