
قالتها بغيظ شديد فتبسم “جمال” بمكر ثم قال:-
-مريم تحت حمايتي وبغبائك أنتِ وابنك عقلكم صورلكم أن ممكن تأذوها
نظرت إلى ابنها المصاب ووجهه المليئة بالجروح وقالت بتوتر:-
-عايز ايه
رفع قدمه ليضعها على الأخري بغرور ثم أشعل سيجارته وكأنه يلتزم الصمت حتى يفقدها أعصابها أكثر وقال بجدية:-
-تتنازلي عن نصيبك فى القصر لأني بصراحة معنديش خلق أتحمل زبالة زيكم فى بيتي أنا كنت هعرض عليكي المبلغ اللى تعوزيه لكن أبنك سبق وحط نفسه تحت جزمتي اهرسه زى ما أحب
نظرت “سارة” إلى ابنها ب شديد مما وضعها به ووافقت على التخلي عن نصيبها ووقعت العقد ليتركها “جمال” ترحل مع ابنها الذي أخذ من نصيبه ما يكفي من لكمة “جمال”…
صعد “جمال” إلى غرفته وأتجه إلى المرح..اض ليأخذ حمامه والمياه الباردة تسقط فوق رأسه ربما تهدأ من نيران جسده الذي يشتعل من الداخل بسبب جمالها الذي رأه وصورتها لا تفارق عينيه وذاكرته، هذه القبلة التى نالها منها دون قصد تحتل عقله ولا تخرج من داخله، الحائط بقبضته بقوة وهو يتذكر كيف تقرب هذا الشاب منها وحاول تقبيلها بالقوة
، لا يعلم سبب ه وكلما رأها أشتعل ال بداخله، خرج من المرحاض مُرتدي بنطلونه وفي يده المُنشفة يجفف شعره لتتسع عينيه على مصراعيها عندما وجد “مريم” تقف بجوار باب غرفته فى انتظاره مُرتدية بيجامتها الفضفاضة عبارة عن بنطلون أزرق وبدي أبيض بحمالة فوقه سترة زرقاء مفتوحة وحافية القدمين، أبتلعت لعابها بتوتر شديد من رؤيته فأستدارت بخجل من صدره العاري وقالت بتلعثم:-
-والله مش شوفت حاجة… صدقنى والله ولا عضلات بطنك ولا الحسنة اللى على صدرك … اااه قصدى…
أغمضت عينيها بحرج من هذا الموقف فتنحنح بحرج وأتجه إلى فراشه وألتقط تي شيرته ول ب من دخولها إلى غرفته دون أذن لتتابع حديثها بأرتباك و ات قلبها تتسارع هاتفة:-
-أنا كنت .. .أصلًا … بصراحة يعنى… هو
هربت منها كلماتها بعد رؤيته، شعرت ببرودة جسده خلفها فأستدارت إليه وقدميها تعود خطوة للخلف لتصطدم بالباب بظهرها وأحمرت وجنتيها من الخجل، تقابلت أعينهما معًا لتشتعل نيرانه الذي أخمدها بصعوبة للتو بالمياه الباردة، تطلع بعينيها فى صمت ثم أخفض نظره إلى شفتيها الصغيرتين، شعرت “مريم” ب ات قلبها تتسارع بجنون وأوشكت على الهزيمة أمام هذا الرجل القاسي لكنه دافئ كفاية حتى يربكها ويحتلها، نظرت إلى عينيه المُثبتة على شفتيها وهى تعلم بأنه الآن يريد تذوقهما وألا لما يلتهمهما بعينيه فى الحال، أزدردت لعابها بخجل شديد ثم قالت:-
-أنا أسفة، خبطت قبل ما أدخل
-ومحدش سمح لك تدخلي، بتدخلي ليه
قالها بحدة ونبرة غليظة لتقول:-
-كنت عايزة أقولك شكرًا على اللى عملته عشاني
أومأ إليها بنعم دون أن يتحدث لتذهب من أمامه بسرعة حتى وصلت إلى غرفتها وأغلقت الباب بحذر ثم وضعت يديها على قلبها الذي يخفق بجنون ولمست شفتيها بأناملها وهى تتذكر هذه اللحظة التى لمست شفتيه دون قصد وكأن قلبها فتح للتو أبواب قلبه لهذا الرجل…..
_______________________________
خرج “حمزة” من البار فى حالة سُكر بعد أن شرب ما يكفيه من الخمر وأستقل أول سيارة أجرة ليفقد وعيه تمامًا ولم يفتحهما إلا عندما سكب دلو من الماء على رأسه ورأي “سارة” أمامه لتقول:-
-شايفاك بطلت تجري وراء الفلوس
تنفس الصعد وأعتدل فى جلسته ثم قال ببرود:-
-شوفتك فى شكلك الجديد معناه أنكم فتحتوا الوصية وورثتي
صفعته على وجهه ب شديد وهي تقول:-
-ورثت وبسبب بنتك الحقيرة خسرت أمبارح جزء من ورثي
تمتم “حمزة” بأسمها بنبرة كامن ونيران يتمنى ان تلتهمها وت ها:-
-مريم!!
-اه زفتة مريم، أفتكر يا حمزة أن اتفاقنا أننا ن مختار وأنا أورث ومريم تورث وبعدها ت ها وتورث أنتِ
قالتها “سارة” بأختناق شديد ثم تابعت ب سافر:-
-لكن أنت ما شاء الله عليك موجود عشان تخرب كل حاجة أنا بخطط ليها، زى بالضبط ما قعدت أقنع مختار أنها بتخونه ولازم يعاقبها وكبرت فى دماغه فكرة أنه يأخذ حقه الشرعي منها بالعافية وأنها جميلة وصحابه ممكن يدفعوه فيها كثير ولما جه ينفذ حضرتك ظهرت وأن لولاك كان زمان جمال مصدق أنها زي واحدة رخيصة لكن بسبب غباءك مريم دلوقت فى عينه بنت بريئة ومتكشفتش على رجالة
ضحك “حمزة” بس..خرية من حديثها وقال:-
-طب ما دي الحقيقة هى مريم كان لمسها حد، لما تحاولي تخططي خططي وقول كلام يتصدق، ومع ذلك أنا عند كلامي وه مريم لكن لما أعرف الأول هى ورثت ايه
أنفجرت “سارة” ضاحكة على حديثه وقالت:-
-ولا حاجة!! مجرد 5% من الشركة وملك جمال، لكن أوعدك لو تها اديك 10 مليون زى ما كنا مُتفقين على موت مختار ومريم.. قولت أيه؟
نظرت إلى عينيها الخبيثة ونظرات الشر التى تتطاير منها ثم قال:-
-موافق لكن أخد حقي الأول فى موت مختار ومريم خليه لما أنفذ ودا قريب أوي كمان……..
رواية جمال الأسود الحلقة الثامنة
أستعدت “مريم” لأستكمال دراستها فى السنة الأخيرة فى الثانوية العامة وبسبب علاقات “جمال” أستطاعت البدء هذا العام دون أن تنتظر العام القادم رغم أن الدراسة بدأت مُنذ شهرين تقريبًا هذا العام، جلب لها نخبة من المعلمين ليشرحوا لها دروسها وقدم ملفها فى مدرسة خاصة، جاءت “نانسي” إليها نحو السفرة وهي جالسة تذاكر وتجتهد مع الكتب والأوراق المنثورة على السفرة أمامها، وضعت لها صينية تحمل سندوتشات وكوب من النسكافيه الساخن ليساعدها على التركيز أكثر، وقفت “نانسي” جوارها تراقبها ثم قالت:-
-ربنا معاكي مع أنى كنت قلقانة شوية لأنك بدأتي متأخر
تبسمت “مريم” وهى تحل الأسئلة بتركيز ثم قالت:-
-متقلقيش يا نانسي، يمكن فضل من ربنا عليا أني شاطرة فى مذاكرتي وتعليمي لأن دايمًا عمتي كانت بتقولي أنها سلاحي وهتكون سبب قوتي ونجاحي وخلاصي من حمزة… أقعدي هتفضلي واقفة
أجابتها “نانسي” بنبرة خافتة وحرج شديد:-
-ميصحش أقعد قصادك، متنسيش أن حضرتك الهانم الصغيرة
رفعت “مريم” رأسها للأعلي نحو “نانسي” ثم قالت ب معارضة هذا الكلف الذي بينهما وقالت:-
-أقعدي يا نانسي وأنا مش الهانم الصغيرة قولتلك، أنا مجرد ضيفة ويا ستي لو مُصرة أوى خليني هانم صغيرة بس أقعدي معايا، أنا معنديش صحاب ومن يوم ما جيت هنا وأنا معتبراكي صاحبة ليا
تنحنحت “نانسي” بلطف ثم جلست على المقعد المجاور لها وقالت بنبرة خافتة:-
-دا شرف ليا..
عادت لتركيزها الشديد فى الدراسة حتى مر ساعتين و”نانسي” ملت من مراقبتها فى صمت لكن هذا عملها فقالت بعفوية:-
-ناوية على كلية معينة؟
حركت “مريم” رأسها للجانبين بقوة تطقطق رقبتها من شدة تركيزها ومرور الوقت ثم تركت القلم من يدها وقالت:-
-كنت ناوية على أداب أو تربية وأشتغل مدرسة أسهل حاجة لعيشتي فى الفيوم لكن بفكر الأيام دى على أعلام ، تفتكري هوصلها
أومأت “نانسي” بسعادة لها وتدعمها بكلمات تشجيعية قائلة:-
-أكيد طبعًا المدرسين بيشكروا فيكي لمدام حنان