
-هتقوليلها أيه بمنظرك دا؟!
ألتفت “سارة إليه ب شديد وقالت:-
-ميخصكش وما دام شايفني بالوقاحة دى فأفتكر أني مرات أخوك اللى هى مش مريم خالص
لم يجيب عليها ودلف إلى غرفته كي يبدل ملا ويستعد لمقابلة والدته، أرتدي بنطلون أسود وتي شيرت سماوي اللون وصفف شعره للأعلي ثم خرج من غرفته وكانت “نانسي” الخادمة تدخل للغرفة بصينية الفطار وقبل أن تمر ثواني سمعها ت وتكسر الأشياء، دلف للغرفة ورأها تجلس على الأرض منكمشة فى ذاتها لا تقبل شيء من أى شخص كأنها حرمت على نفسها التعامل مع البشر وأعتنقت الوحدة حتى تلفظ نفسها الأخيرة وتموت، أشار إلى “نانسي” بأن تذهب لتخرج وتتركه فقال بجدية:-
-أنتِ فعلًا وثقتي فيها للدرجة دى؟
رفعت نظرها إليه بحزن وإنكسار ليرى ملامح وجهها شديدة الأحمرار وعينيها تبكي دون توقف ومنتفخة من كثر البكاء وأنفها تسيل مع دموعها رغمًا عنها، لم يرى طيرًا مكسور مثلها من قبل فتابع حديثه القاسي بنبرة أكثر حدة كأنه أراد أن تواجه العاصفة بدلًا من أن تختبي منها هنا:-
-معرفش أزاى وثقتي فى حاجة من طرف مُختار لكن العياط والبكاء هنا هيعملوا أيه؟ هيصلحوا اللى حصل ولا هيغيروا القدر، ما تقومي تخرجي كدة وشوفيها برا وهى متلونة على أنها سيدة القصر بعد ما قلعت القناع اللي أنتِ قاعدة تبكي عليه
لم تتحرك من مكانها ليتأفف ب شديد ثم أقترب منها بأختناق من أستسلامها للخيبة والهزيمة كأنها تقبل بتعرضها للظلم، حملها على ذراعيه بالقوة ونزل بها للأسفل حتى يجعلها ترى “سارة” فى هيئتها الجديدة لكنه لم يجدها نهائيًا ف ت به ب :-
-أبعد عني، نزلني
لم يفلتها لتنزل قدميها عن ذراعيه مما أفقده توازنه له يتشبث بخصرها جيدًا حتى لا تسقط على قدمها المصاب لكنها لم تستسلم لقوته البدنية وعضت عنقه بقوة ليسقط بها على الأريكة مُتشبثًا بها وتلامست شفتيهما معًا ليتوقف الوقت بهذه اللحظة على الأثنين من الصدمة….
__________________________________
كانت “ولاء” تعرف بكل شيء يدور فى القصر أثناء وجودها فى لندن ربما من الخدم، فقالت بقلق:-
-البنت دى جميلة؟
أجابها “شريف” بنبرة خافتة مؤكدًا على جملتها أثناء جلوسه فى السيارة بجوار السائق:-
-جميلة جداً
عقدت “ولاء” ذراعيها أمام صدر..ها بغرور ورفعت راسها بشموخ للحظات ثم قالت بثقة:-
-أكيد جميلة وألا مكنش البيه ابني اتجوزها..، أوصفهالي
صمت “شريف” قليًا يفكر كيف يصفها وعينيه تتذكر وجه “مريم” الجميل ثم قال بهدوء:-
-صدقيني يا هانم لو جمالها ينفع يتوصف بالكلام لقولت أنه يدوب قلوب الرجالة ويسرق عينيهم، ولو كان كل اللى يهم أى راجل فى الدنيا هو جمال الست لأقسمت لك أن مريم كفيلة أن كل راجل يشوفها يحارب عشان يطولها.. أنا لما بشوفها بخاف لتسرق قلب جمال بيه بجمالها لكن برجع أطمن أن مش هيحصل لأنه بسبب عمايل مختار وبفضله مستر جمال كاره أى ست جميلة
-إذن هي جميلة بالقدر دا
تبسم “شريف” بلطف وقال:-
-هتشوفيها يا هانم بمجرد ما هنوصل على القصر
وصلت السيارة للقصر وترجلت منها “ولاء”أولًا فهندمت ملا ا بوقار ودلفت للداخل تحت أنظار الخدم وترحيبهم بوصول والدة” جمال” وقبل أن تتحدث “حنان” مرحبة بها قاطعتها “ولاء” عندما رفعت يدها أمام وجهها تسكتها وعينيها مُتسعة على مصراعيها من الدهشة بسبب ما تراه وعينيها لا تفارق “جمال” وهو نائمًا على الأريكة وفوقه “مريم” مُلتصقان ببعضهم كأنهم جسد واحد وشفتيهم تقابلت فى قبلة ناعمة ويديه تحيط خصرها النحيلة ولا يشعران بشيء ولا عما يدور حوالهما وهى لا تقوى على تميز ملامحها بسبب شعرها المُنسدل على الجانبين يحيط بوجهها ويداعب لحيته وشعرات ذقنه…
أنتفضت “مريم” بكيانها وروحها من هذا التلامس الذي لا يمسي بقبلة لكنه كفيلة بأرباك قلبها وعقلها على عكس “جمال” الذي كاد أن يفقد عقله من ال بسبب هذه اللامسة، قاطع صدمتهما صوت “ولاء” تقول:-
-والله مكنتش أعرف أن دا اللي شاغلاك يا جمال بيه
دفعها بقوة بعيدًا عنه بعد أن سمع صوت والدته التي رأته فى هذا الوضع، سقطت “مريم” أرضًا وأرتطم فخذها المًطاب بحافة الطاولة لت بألم لكنه لم يبالي بشيء ويحدق بوجه زوجته، أشار “شريف” للخادمة بان تساعدها وهو لم يقل صدمة عن والدته عندما رأه فى هذا الوضع، أسرعت”نانسي” إليها وأخذتها للغرفة وعيني “جمال” تتجول هنا وهناك بحرج من والدته لينتبه إلى بقعة الدم الذي لوثت السجادة من قدمها حتى يدرك فعلته…
جلس مع والدته وأعطاها نسخة من الوصية وهو يقول ب :-
-دى أفعال ابنك حتى بعد مماته
تحدثت “ولاء” بصدمة ألجمتها مما سمعته للتو هاتفة:-
-يعنى مختار متجوز أتنين وعنده ولد..
قال “جمال” بسخرية بعد أن وقف من محله:-
-حفيدك من عاهرة يا مدام ولاء
قاطعه “شريف” بنبرة خافتة يقول:-
-لكن سارة ست متدينة
قهقه “جمال” بسخيرة شديدة وهو يتذكر رؤيته لها صباحًا وقال:-
-أستعد يا شريف عشان تشوف الشيخة طاهرة فى هيئتها الجديدة
غادر المكان غاضبًا مما جعل “شريف” يتسائل ماذا فعلت “سارة” بهيئتها ونظر إلى “ولاء” بقلق مماثل من الطرفين…
رواية جمال الأسود الحلقة السابعة
جلست “مريم” على الفراش باكية بعد أن بدلت ملا ا وأرتدت فستان قطني فضفاض قصير وجلست “نانسي” الخادمة أمامها تطهر لها ال بلطف ومريم لا تعري أهتمام كبير بما يحدث، رفعت “نانسي” نظرها إلي وجه “مريم” ثم قالت:-
-متعيطيش، أنا معرفش اللي حصل غير اللى كل الخدم بيقولوا أن مربيتك طلعت ضرتك لكن قوليلي العياط هيصلح حاجة
نظرت “مريم” لها بصمت لتتابع بخفوت شديد:-
-أعذرني فى كلامي لو تخطيت الحدود لكن عياطك هيخلي الكل يقسى عليكي، أجمدي وأقفي وقولي لا واللى معجبكيش متقبليش بيه، اه بت الثقة لما بتتكسر لكن صدقني لما تشوفي مربيتك الغالية فى شكلها الجديدة هتعرفي أن محدش أدس عليه غيرك…
تساءلت كثيرًا ماذا بها “سارة” ليخبرها الجميع أنه يجب أن تراها حتى تكفي عن البكاء وتستجمع شجاعتها لتُصدم عندما فتح باب الغرفة على سهو ودلفت “سارة”، أتسعت عيني “مريم” على مصراعيها وهى لا تصدق ما تراه وكيف لامرأة محجبة أن تتعري هكذا وتصبح تشبه عارضات الأزياء بمساحيق التجميل وملا ا الغالية لتقول:-
-فهمت!!
كادت “سارة” أن تتحدث لتاقطعها “مريم” بنبرة غليظة قوية:-
-أطلعي برا، أنا مش عايزة أشوفك ولا أسمعك؟ لأن مهما كان اللى هتقوليه فهو كدبة كبيرة زيك بالظبط
-مريم انا
قالتها بلطف لتقفها “مريم” بالوسادة الموجودة على الفراش بانفعال شديد وغاضب سافر ثم قالت:-
-أوعي تنطقي أسمي على لسانك، أطلعي برا
خرجت “سارة” من الغرفة غاضبة من تصرف “مريم” ثم أتصلت بنفس الرقم المجهول وأول كلمة قالتها:-
-لازم تيجي والنهار دا؟ وإلا كل اللى خططنا له هيبوظ
_________________________
“شــــركـــــة الجمـــال جي أند أم للألكترونيات”
دلفت “أصالة” بفنجان القهوة ووضعتها على المكتب أمامه بينما هو مُنغمسًا فى عمله على الشاشات الألكترونية باللمس، قالت بلطف ونبرة رسمية:-
-أى أوامر تانية يا مستر جمال
-لا يا أصالة
قالها بلا مبالاة وعينيه تنظر إلى الشاشة فسارت بخطواتها نحو الباب، توقف “جمال” لبرهة من الوقت وقال بجدية:-
-أصالة!
ألتفت عليه بجدية قبل أن تخرج وقالت:-
-تحت أمرك يا مستر جمال
تنحنح بحرج ثم قال بتوتر على غير المعتاد:-
-ممكن أطلب منك طلب شخصي شوية يحق لك الرفض طبعًا لأنه خارج وظيفتك
عادت بخطواتها إلى المكتب أمامه وقالت بترحيب شديد لطلبه قبل أن تعلم ما هو:-
-تحت أمرك يا مستر جمال، من غير ما أعرف موافقة أكيد لأن عملية مامتي مكنتش من نطاق وظيفة حضرتك كرئيسي فى الشغل.. أتفضلي
تنحنح بأمتنان على مساعدتها وقال بجدية:-
-عاوزة تعرفي المطلوب لو فى حد خرج من ثانوية عامة فى ثانية سنة وحابب يكمل، وحاجة كمان لو ممكن تروحي القصر وتأخدي مريم بنت صغيرة عاوزاك تساعديها تشتري هدوم ومستلزمات البنات اللى ممكن تحتاجها اى بنت