منوعات

بقلم هناء النمر ج1

الحلقه 6
كانت تبكى على بكائها دون توقف وكأنها تشعر بما يتصارع داخلها من حزن وغضب ولوم ويأس ، مر وقت طويل حتى هدأت كل منهما ، جلست
رانيا تتأمل أميرة لمدة من انفتح باب الغرفة ودخلت منه رانيا ، اقتربت من أميرة ووقفت قبالتها ، ماكانت عليه منذ دقائق واضح وضوح الشمس على وجهها ، يفصل بينهما خطوات بسيطة لكن العيون تواصلت بشكل قوى ، فهمت منه أميرة أن رانيا قد سمعت الحديث الذى كان بل وشعرت بها لدرجة ابكتها ، لم تنطق أحدهما بكلمة طوال مدة هذا التواصل ، فقد كانت نظرة كل منهما للاخرى أبلغ بكثير من الكلام ، قطعت رانيا هذا التواصل بتقسائل حيويها ناحية أميرة ، واميرة تتابعها بعينيها حتى وصلت إليها وجلست على نفس الكرسى التى كان يجلس عليه والدها ، وقالت

بجدية تامة وعيناها تعى ما تقول … قوليلى اقدر اعمل ايه عشان اخفف اللى بيكى وانا هعمله مهما كان … استمرت أميرة فى النظر إليها دون تعبير على وجهها ، تحاول سبر اغوارها لتفهم أن كانت مشاعرها هذه حقيقية أم أنها مجرد مشاعر الشفقة التى تعودتها من الجميع ، فحاولت جعلها تفصح أكثر عما بداخلها لتفهم أكثر ما تقصد ، …متشكرة ، كتر خيرك … … أنا مش بجامل ولا بعزم ياأميرة ، انا أقصد كل كلمة بقولها ، انا عندى استعداد اعمل اى حاجة عشان ترتاحى … … ليه ؟ مالك ومالى ، دا انتى مشوفتنيش غير مرة واحدة

، متعرفنيش اصلا ، الاستعداد اللى انتى بتتكلمى عنه ده جالك منين … … صدقينى معرفش ، لكن موجود ، وبجد … … للأسف ، محدش يقدر يعمل اى حاجة ، أميرة هى الشخص الوحيد اللى تقدر تساعد نفسها ، مش حد تانى ، بس زى ما انتى شايفانى كدة ، وهقضى بقية حياتى كدة ، يبقى السكوت والاستسلام احسن ، لأنى مش هقدر أقف تانى … … لو الوقوف هو إللى هيساعدك ، يبقى لازم تقفى … انعقد ما بين حاجبى أميرة باستفسار وهى تتطلع لرانيا ثم قالت : … نعم .. قالت رانيا بتأكيد … ايوة ، بأى

شكل لازم تقفى … … اذاى ، انتى عارفة انتى بتقولى ايه ، مفيش دكتور إدانا أى أمل فى وقوفى تانى … … تعرفى منين انتى ، اللى عرفته أن آخر دكتور اتعرضتى عليه كان بعد سنتين من الحادثة ، يعنى من 6 سنين فاتوا ، وبعد كدة ابوكى استسلم ورفض يجبلك دكاترة تانيين … … بس .. .. مفيش بس ، سيبيلى الموضوع ده وانا هشوف هعمل ايه … ………………………………………….. انتهى الاجتماع واتجه كل موظف لمكتبه ، جلس محسن على مكتبه ، واشعل سيجارة ، اتجه ناحيته سعد ، وهو مسؤول المبيعات فى المصنع ، ومن عائلة سلام ايضا

لكن من بعيد بعض الشئ ، … إيه ياأستاذ محسن ، حضرتك مش مظبوط انهارضة ، كنت سرحان معظم الاجتماع … رفع رأسه له وقال … سيبك الاجتماع دلوقتى ، عملت اللى انا قلتلك عليه امبارح . .. … بخصوص ايه يافنسائل حيوي ، حضرتك قلتلى على حاجات كتير … … رانيا سلام … … أاه ، ايوة يافنسائل حيوي ، سألت عليها زى ما حضرتك طلبت … … ها … … كل الناس بتأكد أن ملهاش اى علاقة بأى حد ، حتى أيام الكلية ، مبتكلمش حد .. .. ليه ، مكانش ليها زمايل رجالة … … كان ليها

طبعا يافنسائل حيوي ، بس محدش شافها بتخرج أو بتقعد مع حد من زمايلها لوحدهم … … وبعد الكلية … … برده مفيش ، اتخطبت مرة واحد لمدة شهر وفكت الخطوبة ، ومن بعدها بقت ترفض كل اللى بيتقسائل حيويلها ، حتى الواد اللى شغال فى العيادة اللى هى فاتحاها فى المزرعة بتاعتهم ، بيقول أن مفيش حد غريب بيتصل بيها أو شافها واقفة مع أى حد لوحدهم …. سند محسن رأسه أظهر الكرسى العالى وقال بصوت منخفض نسبيا … مش معقول ، عايز تفهمنى انها معرفتش حد ابدا ، ولو ده صحيح ، اذاى تتكلم معايا بالجرأة دى وتقول

الكلام اللى قالته ده ؟ … كلام ايه يافنسائل حيوي … كان هذا صوت سعد الذى نبه محسن إلى أنه يفكر بصوت عالى ، … لا مفيش ، اتفضل انت دلوقتى … خرج سعد ، واعتدل محسن وسند يديها على حافة المكتب وهو يفكر فى الفتاة التى احتلت كامل عقله طوال الوقت ، وفى خضم تفكيره فيها ، قفز إلى عقله ابنته أميرة وما قالته له صباحا ، هو يشعر بتأنيب ضمير تجاهها ويسأل نفسه دائما لماذا لا يتصرف حيال هذا الأمر ؟ ………………………………………….. … ليه الدخلة دى ياسعاد ، ما تخدى بالك من كلامك وشوفى انتى بتكلمى مين …

… واخدة بالى كويس اوى يارضا ، وبعدين انا مقولتش حاجة غلط ولا حتى غلطت فيكى … … أمال اللى بتقوليه ده معناه ايه ، لأ وايه واخدانى على جمب زى الحرامية ، ما كنتى قلتى قدام الناس عشان تبقى كملت … … أنتى محموقة كدة ليه يارضا ، كل اللى انا قلته انى هجوز ابنى للى انا عايزاها ، دى حاجة تزعلك. . … لأ متزعلنيش ياسعاد ، وانتى فاهمة قصدى كويس اوى ، تجوزيه ولا متحوزهوش ، ملناش دعوة ، متجيبيش سيرتى انا وبنتى فى الموضوع ، ولا ناوية تعيدى اللى كان ، السكوت احسن ياسعاد … …

أنتى بتهددينى يارضا … … لا بهدد ولا غيره ، اللى راح خلاص ، بس يارب انتى اللى تنسيه ، وبعد اذنك بقى ، انا لازم امشى … تركتها رضا واقفة وحدها فى الحديقة ، واتجهت ناحية السيارات المكونة قريبا من مكان عزاء السيدات ، وهى متأكدة أن محسن بالفعل بدأ يفكر فى رانيا ، وإلا لن تقول سعاد مثل هذا الكلام ، فتح لها السائق الباب ، ركبت وتحركت بها السيارة وهى تفكر فى كيفية تكثيف جهودها ليتم حلمها على أرض الواقع ، ويجب أن تسرع فى هذا فلم يبقى الا أيام وتترك الفيوم . ……………………………………………. مضى يومان على

النقاش الذى تم بين رانيا واميرة دون البوح بالطرق التى سوف يتم بها ذلك ، كانت رانيا تقضى النهار كله مع أميرة ، تقربت كل منهما للاخرى بشكل كبير جدا وفى وقت قصير جدا ، وكأنه تقارب قلوب ، لا يحتاج لوقت ليتم ، حكت أميرة لرانيا عن أمور كثيرة وأحداث أكثر لكنها لم تتطرق ابدا للحديث عن والدها وما حدث بينهما ومع انها ، بل اكتفت أميرة بوضع كل هذه الأمور التى تخص والدها فى صندوق اسود مغلق لا يفتح إلا للضرورة ، أو من الممكن أن الحديث عنه يؤرقها ويؤلمها ، لهذا تتجنب الخوض فيه ، كانتا تجلسان

فى الحديقة تتحدثان كما تعودا منذ يومين ، أميرة على كرسيها المتحرك ، ورانيا على كرسى آخر بجانبها وقد وضعا كرسى ثالث بجانبهما، فهما ينتظران ثالث الحكاية معهما . … أنتى متأكدة انه هييجى ياأميرة … … طبعا ، مفيش مرة اتصلت بيه يجيلى واتأخر ابدا ، بس انا برده مفهمتش انتى عايزاه فى ايه … … متستعجليش ، أما ييجى هتفهمى … … صباح الخير … كان هذا صوت نادر ردت رانيا باقتضاب … قول مساء الخير ، الساعة داخلة على واحدة … اندهش نادر من اقتحام رانيا عليه بهذا الشكل ، فلم يتقابلا إلا ثلاث مرات ومعظمهم سلام

لا أكثر، نظر لأميرة باستفسار فقالت له .. سورى ياعموا ، أصل رانيا هى اللى عايزاك مش انا … زادت حيرته واندهاشه و أعاد النظر لرانيا فقالت .. اتفضل اقعد الأول … جلس نادر وعينيه على رانيا منتظرا ما ستقول .. بص يادكتور نادر ، انا مبحبش اللف والدوران فهدخل فى الموضوع على طول، تمام … .. يبقى احسن ، اتفضلى ، انا سامعك … … أنت بتحب أميرة و عندك استعداد تساعدها … … طبعا ، لكن اساعدها فى ايه … … تساعدها انها تسافر وتتعالج عشان تقوم تقف تانى ، خاصة أنها مش مولودة كدة … … ياريت

اقدر ، انا اتكلمت مع أبوها كتير جدا بس هو كان رافض على طول الخط .. … وهيفضل رافض ، فالحل بقى أن احنا نخرجها من تحت وصاية أبوها … أخذت عينى نادر تتحول من رانيا لأميرة ليخبره أحدهما انها جادة فى كلامها ، ثم تثبتت عينيه على رانيا وهو يقول … وده هيتم اذاى أن شاء الله … … أنا فى سائل حيوياغى خطة معينة ، لو اتنفذت صح هناخدها ومن غير مشاكل وهنعالجها براحتنا … .. معقول ، اتفضلى انا سامعك … … لأ مش دلوقتى ، لأنها مش متظبطة صح فى سائل حيوياغى ، المهم دلوقتى ،

أن فى شوية خطوات مهمة لازم تتم ، وأول واصعب خطوة عليك أنت … … أنا ، ايه هى … … انك تروح تطلبنى من أبويا ، لازم تتجوزنى …

انت في الصفحة 10 من 13 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
18

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل