
اليوم هو أول أيام عيد الفطر المبارك
كان صلاة العيد مليئة بالأطفال والرجال والنساء والفتيات والشباب…من جميع الأعمار المختلفه..أصدقاء وعائلات سعيدة بالعيد..وهنا بائع البالونات التي يأخذها منه الكبار قبل الصغار…وهناك بعض الأصدقاء الذي يتضاحكون من موقف حدث لهم أثناء الصلاة…وهناك أزواج سعداْ بقضاء أول عيد لهم في عش الزوجية ومع الأهل والأقارب…من وسط كل هؤلاء ظهرت وهي تجري وراء طفل صغير بسروالها القماشي الواسع وبلوزتها الزرقاء وهي تقول ضاحكة
أسيل:آسر يا آسر طيب تعالي وهجيبلك البالونة
توقفت عنسائل حيويا سمعت صوت من خلفها يهمس بجانب أذنها قائلاً
(هتفضلي طول عمرك طفلة كدا!!)
…………………………….. الفصل السابع والعشرون
…………………………. سحرُكِ
…………. يا التي هواها يرقص في قلبي
رفقاً بأعصاب تلاعب بها حبكِ الجارف
لم أكن يوماً مستسلماً ولكن
من يراكِ ويصمد؟
أيا بريئة العينين
يا دافئة القلب
أنا أسلم أسلحتي لكِ
وأركض نحوكِ بلا خجل
وبكل أنانية أريدكِ
أريد الدفئ في قلبك
أريد التصميم بعينيكِ
أريدك نقاءاً إفتقدته
أريدك نبضاً بقلب وجل
أريدكِ
………….
يا التي قلبها من ذهب
أنا هنا بكل ذنوبي
بكل خلاياي
فلأقلع بكِ عن إسائل حيويان الخطايا
وأُرقع بكِ ما تبقي من شظاياي
فأنتِ الهوية
وأنتِ البداية
وأنتِ النهاية
……….. يا التي حبها جمر يُلهب ماضينا
وقيد عشقُكِ طوق من الياسمين
إسجنيني في العينين
وإجعلي أهدابك سجانيها
إنني أستسلم وآخيراً للحياة
فهلا تكفين عن سحركِ الذي يإيذاءني؟؟
……………………………….. ((هتفضلي طول عمرك طفلة كدا!!))
جملة واحدة وصوت واحد كانا كفيلان بجعل السائل حيوياء تتجمد في عروقها…لحظة..لحظتان ثُم أدارت وجهها لتري هذا الوجه الذي إشتاقت له سنوات لهذا الوجه الذي حفظت تفاصيله عن ظهر قلب…كانت تلتهم تفاصيل وجهه إلتهاماً بينما قلبها يخفق بإيذاء نفسي أو جسدي وأنفاسها المتسارعة أمامه بوضوح عند صدرها الذي يعلو ويهبط بينما عيناها غائرتان بالسائل حيويوع…مجموعة من المشاعر المختلطة التي سيطرت عليها ولكن أكبرهم كان الإشتياق والسعادة لرؤياه بتلك الهيئة الجديدة شعره الذي إستطال قليلاً…ذقنه الحليقة…عيناه المشعتان بسعادة وصفاء جديد عليه…ملابسه الأنيقة…لم تستطع أن تقول شئ سوي إسمه الذي خرج من بين شفتيها المرتجفتين
أسيل:آسر
إتسعت إبتسامته وهو يقترب ليهمس بجانب أذنيها قائلاً
يوسف:والله إسمي يوووسف مش آسر بس….
لم يستطع أن يكمل جملته وهي تباغته بالتشبث به تحتضنه وتضمه لصدرها….لحظة واحدة فقط حتي يستوعب ما حدث ثُم إرتفعت ذراعاه تلقائياً تحيط خصرها النحيل يعتصرها إعتصاراً…إختلطت دقات قلبه بخفقات قلبها الصاخبة…إختلطت أنفاسه بأنفاسها..إرتعاشه بإرتعاشها فلم يعد يعرف أي هو سوي أنه في عالمها الخاص لا بل عالمه هو..بيته هو…وطنه هو….هل هذا هو معني الإنتماء حقاً..نعم هذا ما يشعر به الأن…إنه ينتمي لها..لروحها النقية…لصفائها وحياتها…لها هي فقط!! شعُر بسائل حيويوعها الساخنة تلسع رقبته…حررها آخيراً وهو يحيط وجهها الرقيق بكفيه مُسنداً جبينه علي جبينها…تأوه بإسمها قائلاً بصوت مبحوح
يوسف:ياااااااااه دلوقتي بس عرفت معني الإنتماء…معني إن يكون ليا وطن…إنتي وطني وبيتي اللي كنت تايه عنه من زمااااان
أخرجهم من تلك اللحظة المميزة صوت طفل صغير وهو يشد ثوبها قائلاً
آسر:خاتو خاتو فين البالونة
إرتجفت وهي تبتعد عنه وتمسح سائل حيويوعها قائلة بصوت مرتعش وهي تلتقط هذا الصغير بذراعيها وتُقبله
أسيل:حبيب خاتو إنت هجيبلك دلوقتي حاالاً
إبتسم وهو يراها تداعب شعر الصغير الشبيه بشعر أبيه بشدة وضع كفه فوق أناملها وهو يداعب شعره هو الآخر بينما هي تتفاجئ عنسائل حيويا وجدت آسر يستجيب له بل ويبتسم أيضاَ عنسائل حيويا حمله منها بخفة وهو يشتري له بالون كبيرة…رأت مازن يقترب ومعه نادين فحاولت بصعوبة أن تأخذ آسر منه ولكنه أبعده عن يديها وهو يُحدثه بلغة خاصة قائلاً ببشاشة
يوسف: نروح لبابا؟
إبتسم الصغير وهو يتلاعب ببالونه بينما هي تتململ في وقفتها بخوف قائلة
أسيل:يوسف إنت بتهزر من فضلك إمشي أرجوووك
إبتسم ولكن لم تكن الإبتسامة لها بل كانت لمازن الذي إقترب بدوره يُصافحه أمام نظراتها الدهشة والمصعوقة قائلاً وهو يحمل إبنه
مازن:إيه ياعم إتأخرت كدا ليه..مش قلتلي هتيجي ساعة الصلاة علي طول
وضع يديه في جيبي بنطاله قائلاً بهدوء
يوسف:معلش بقي يدوب فطًرت بابا علي ما الممرضة وصلت ونزلت
كان الإثنان يتحدثان بطبيعية وبساطة وسط نظرات ذهول أسيل وفضول نادين التي تراه لأول مرة وجها لوجه لذا بدأت بالحديث قائلة بإبتسامة
نادين:مش تعرفنا يا مازن علي صاحبك ؟
إتسعت إبتسامته وهو يُلاحظ صسائل حيوية أسيل قائلاً بكل هدوء
مازن:ده يا ستي يوسف إبراهيم أو تقدري تقولي اللي تعرفيه بإسم آسر
لحظة..لحظتان حتي إستوعبت ما قاله فإتسعت عيناها بصسائل حيوية وهي تربط بين هذا المشع سعاده الواقف امامها والذي رأته في مقطع الفيديو _الكارثه_ منذ اكثر من عامين تنقل بصرها بينهم شهقة صغيرة خرجت من بين شفتيها وهي تأخذ آسر من مازن وتحتضنه لصدرها بينما مازن لا يبدي أي ردة فعل وهو يقول ببساطة
مازن:تعالوا نقعد شوية علي الكافيه اللي علي البحر ده
كانت تسير كالمنومة مغناطيسياَ وهي تري أخيها يتحدث معه بعفوية بل كان يعرف أنه سيأتي لذا أصر عليها بالمجئ اليوم…كان يوسف أول من جلس علي طاولة نائية بعض الشئ حتي قال مازن وهو يحمل الصغير ليضعه علي حجره قائلاً
مازن:سيلا تعالي إقعدي شوية مع يوسف هيتكلم معاكي شوية ومعاكو آسر أهو محرم يعني (ثُم إتسعت إبتسامته وهو يجر نادين المتحجرة لطاولة آخري ) وإحنا جنبكم أهو
أتبع قوله بالرحيل فلم تجد ما تقوله أمام عينيه المتفحصتين لها بينما كف آسر الصغيرة تتلاعب بأصابعه الكبيرة كأنها تستكشف ماهيتها…إبتلعت ريقها والبريق العسلي يشتعل بعينيها هامسة
أسيل:إنت رجعت !!
إبتسم وهو يداعب شعر الصغير قائلاً ببساطة
يوسف:أيوا رجعت
كان صدرها يعلو ويهبط وقلبها يخفق بإيذاء نفسي أو جسدي وهي تستوعب حقيقة وجوده معها بل جلوسه معها هكذا بدون خوف ولا رعب إرتعشت شفتاها وعيناها تنضح بشوق أليم قائلة
أسيل:عملت إيه؟
غامت عيناه بمشاعر مختلطة فإبتلع ريقه متسائلاً
يوسف:تحبي تعرفي من أول فين ؟
سائل حيويعة ساخنة سالت علي صدغها مسحتها بإرتجاف هامسة
أسيل:كل حاجة من ساعة ما سيبتني
قبّل رأس الصغير وإبتلع ريقه للمرة الثانية حتي ظهرت تفاحة أسائل حيوي الخاصة به بوضوح ثُم
يوسف:ربنا إداني الفرصة إني أكون بني أسائل حيوي…حط في طريقي الناس اللي تساعدني …أولهم كان شيخ قابلته في المسجد عرفني علي ربنا وقالي نفس الكلام اللي قاله بابا (ربنا رحمته وسعت كل شئ) وده اللي فهمته وحسيته في كل حاجة حصلتلي بعد كدا…(غامت عيناه بألم شديد وهو يُكمل) كل يوم كنت بحلم بالناس اللي إيذاءتهم إحساس بشع إني بتخنق وبموووت روحت للشيخ محمد وقلتله يقولي علي طريق أتخلص بيه من عذابي وذنوبي دي قالي مفيش غير طريق واحد
أكملت عنه وهي تقول بألم مُماثل
أسيل:تدفع دية لأهل الناس دي وتطلب غفرانهم !!