
بعد مرور ثلاثة أشهر
اليوم يوم الحناء كانت تشعر بسعادة بالغة وخجل فظيع كُلما تذكرت نظراته الملتهبة ليلة الأمس…كاد يتلهمها وهو ينظر لها لم يراعي وجود عائلته ووالدته بل لم يراعي خجلها حتي قال له ياسر وهو يضحك
ياسر:ما كفاية كدا يا مازن البنت هتموت إرحمها شوية
رد بمشاكسة كعادته في الفترة الآخيرة
مازن:أعمل إيه بس يا بابا ما هي كل يوم بتحلو أكتر
ضحك جميعهم بشدة بينما هي حدجته بغضب وهي تذهب بحجة مساعدة أسيل في عمل الحلويات..تلك التي إعتادت في الأونة الآخيرة أن تتعلم عمل الحلويات بل بدأت تتفن في إبتكارها…تشعر بها متحررة من كل شئ هادئة..حرة…تنعم بالسلام النفسي ومع ذلك هذا الشجن يُلازمها طوال الوقت
دخلت إلي المطبخ وجدتها تضع الصينية في الفرن وهي تنظر لها بإبتسامة قائلة
أسيل:أهلاً أهلاً…نظرتك العصبية دي يبقي مازن عمل عمايله
تنفست بغضب وهي تجلس علي الطاولة المستديرة قائلة
نادين:اااه ياختي بيقل أدبه أهووو
جلست أمامها وهي تجفف يديها بمنشفة صغيرة قائلة بمرح
أسيل:يا نيدو ياحبيبتي إنتو فرحكم خلاص بعد بكرا وهو بس بيحب ينكش فيكي وبعدين إنتو خلاص كتبتو الكتاب يعني براحتوا
عقدت ذراعيها أمام صدرها بغضب طفولي
نادين:أيوة يا أسيل بس مجنني والله مش بيتحرج خالص وأنا ببقي ميتة من الكسوف وباباكي وطنط وماما بيضحكوا عااااادي
هذه المرة إنفجرت ضاحكة حتي ضربتها نادين علي كتفها…أخذت نفساً عميقاً تحاول أن تهدأ ثُم قالت بصدق وهي تُقبلها من وجنتيها
أسيل:أنا مبسوطة أوي يانيدو ربنا يتمملكم بألف خير ياااارب
إحتضنتها بدورها قائلة
نادين:عقبال ما نفرح بيكي يارب ياأجمل سيلا في الدنيا
أحست بتشنج جسدها بين ذراعيها ولكنها تمالكت نفسها بسرعة وهي تدعي الذهاب لتطمئن علي الصينية في الفرن…لم ترد أن تسألها عن شئ وهي تلاحظ محاولتها الحثيثة ألا تنهمر سائل حيويوعها من مقلتيها
أجفلت وهي تسمع طرقات علي الباب ثُم تطل أسيل التي كانت كالبدر في ليلة تمامه بفستانها العسلي الذي حاكي لون عينيها…كان يصل لركبتيها بدون حمالات مزين بزمردة خضراء عند الصدر بينما شعرها رفعته لأعلي فأبرز عنقها الجميل
إقتربت منها بإبتسامة إعجاب حقيقي قائلة
أسيل:إيه ياقمر يلا إتأخرتي كل البنات تحت عاوزين العروسة القمر دي
نظرت لنفسها مرة آخري في المرآه كانت ترتدي فستان أزرق يغطي كتفها الأيمن دون الأيسر بقماش الدانتيل فينساب علي طول جسدها بطبقات من الحرير الناعم….أما شعرها فقد قصّته حتي وصل لعنقها فإلتف حول وجهها مما جعلها أكثر براءة وأنوثه في ان واحد…شعرت بالرضا من نفسها وتأبطت ذراع أسيل وقضت أجمل ليله مع عائلتها وأصدقائها قررت أسيل المبيت عندها الليلة وهذا الشئ لم يجعل مازن في راحة أبداً…ها هو يتصل بها تقريباً للمرة الثالثة نظرت لأسيل بخجل فقامت من مكانها وهي تبتسم بخبث قائلة
أسيل:أنا هطلع أشم هوا في الجنينة علي ما تخلصوا وقامت من مكانها قبل أن تصل إليها الوسادة التي قذفتها بها
وضعت شال علي كتفيها ثُم خرجت إلي الحديقة وهي تتأمل للسماء بينما السائل حيويوع التي حبستها طوال خمسة أشهر تتحرر الأن…همست بتحشرج
أسيل:فات كتير ومقدرتش أنساك ومش عارفة كنت بعمل إيه طول الوقت اللي فات غير إني بغرق في كل حاجة عشان مفكرش فيك ومع ذلك إنت محفور في قلبي….يا تري إنت كويس..ياتري قدرت تكون يوسف ولا لأ….يارب يرجع لنفسه ولروحه يارب رجعه ليا….
مسحت سائل حيويوعها سريعاً وهي تشعر بخطوات تقترب رسمت علي شفتيها أجمل إبتسامة وهي تري نادين تقترب منها بإبتسامة مشعة مشرقة
إحتضنتها وقضوا الليلة سوياً…طلبت من نادين ألبوم صورهم حتي تراها…وقرروا المبيت بجانب وفاء التي سعدت جداً عنسائل حيويا علمت أن نادين هي من طلبت هذا…أخذتهم في أحضانها وسائل حيويوع الفرحة ملئ مقلتيها فغداً زفاف فلذة كبدها….. ………………………………. الزفاف
كان فستان نادين بدون حمالات مزين عند الصدر بفصوص فضي إنساب علي طول جسدها بطبقات من الشيفون الهفهاف زينت شعرها بتاج مثبت علي طرحتها الطويلة مُزين بفراشات صغيرة من إختيار أسيل…..كانت رقيقة جداً وجميلة كالأميرات
لم يستطع مازن أن يحيد بعينيه عنها بل ظلّ ممسكاً بكفها طوال حفلة الزفاف كأنها ستهرب منه في أي لحظة….كانت تبتسم بخجل وتوتر قائلة
نادين:أنا مش همشي علي فكره خلاص بقيت مراتك
إبتسم وهو يقبل باطن كفها قائلاً
مازن:منا عارف والله يامراتي…وبعدين أصلاَ أنا مش هسمحلك تمشي خطوة من غيري
إقتربت منهم أسيل بفستانها الأخضر الطويل والمزين بنفس الفراشات علي الصدر وهي تقول بمشاكسة
أسيل:يلا بقي ياعريس قوم إرقص مع صحابك علشان إحنا عاوزين العروسة
وقبل أن يعترض خطفه أحد أصدقائه وبدأو الرقص ..
نادين قامت مع أسيل وأصدقائها هي الآخري كانت تراقصها بسعادة ولم تكن تشعر بزوج من العيون أحدها تنظر لها بخيبة أمل وإبتسامة شاحبة والآخري تبرقان بشدة وتراقبها من بعيد وتبتسم إبتسامة عاشق حتي الثمالة قائلاً في نفسه (آآآآآآه يا صغيرتي البريئة)
……………………………………. بعد إنتهاء الزفاف
كان قد حجز غرفة في فندق حتي يقضيا فيها الليلة ويذهبا الصباح لقضاء شهر العسل في أسبانيا حسب طلبها…..حملها للغرفة وأغلق الباب بقسائل حيويه ثُم أنزلها برفق أمام الفراش دون أن يتركها بينما هي ترتعش بين ذراعيه بشدة حاولت التملص منه دون فائدة لذا قالت بتحشرج دون أن تنظر له بينما وجنتاها المشتعلتان تفضحان توترها
نادين:هدخل بس الحمام أغير هدومي
قربها منه أكثر حتي إلتصقت به قائلاً بخبث
مازن:طيب ما تغيريها هنا ياحبيبتي هو حد حايشك
دفعته برفق والسائل حيوي يندفع إلي وجهها قائلة بخفوت
نادين:مازن لو سمحت سيبني هغير وأجي والله
قبل أن يتركها همس في أذنيها بوقاحة
مازن:هستناكي علي نااااااار
هرولت ناحية الحمام وأغلقت الباب علي نفسها بالمفتاح…كان صدرها يعلو ويهبط بشدة نظرت لوجهها في المرآة واضعة كفها علي قلبها علّه يهدأ قليلاً دون فائدة….أخذت حماماَ ساخناً حتي تهدأ قليلاً ثُم إرتدت قميص نوم باللون الأبيض ذات حمالات رفيعة يصل لركبتيها وفوقه روب من نفس اللوب أحكمت إغلاقه وفتحت الباب بأيدي مرتعشة أجفلت عنسائل حيويا وجدته أمام الباب تماماً لا يفصل بينما سوي مترين…نظرت للأسفل مرة آخري وهي تحاول أن تتخطاه ولكنه منعها وهو يهمس أمام شفتيها قائلاً
مازن:أنا بحبك
شعرت بنبضات قلبها تتسارع..إرتخت قسائل حيوياها
نعم قال لها هذه الكلمة مراراً وتكراراً ولكنها لم تكن بتلك الحميمية أبداً…حملها في غفلة منها وهي تضربه علي كتفيه قائلة بحنق طفولي نادين:نزلني يامجنون إنت ياماااازن نزلني
كان يضحك من قلبه وهو يضعها علي الفراش برفق دون أن يتركها مُقبلاً قمة رأسها قائلاً
مازن:قوليها الأول
وضعت يديها علي صدره وهي تنظر لعينيه قائلة بجرأة لم تعهدها
نادين:بحبك يا مازن بحبك من أول ما شفتك وعرفتك…بحبك
لم يستطع أن يتحمل أكثر من ذلك إنحني يقبلها بشغف عاطفي من شفتيها ثُم وجهها كله وصولاً بعنقها إنتهي بها زوجته فعلاً وإسماً وإنجرفا معاً في عالمهما الخاص
…………………………………..
ودّعت نادين والسائل حيويوع ملئ مقلتيها سائل حيويوع الفرح وسائل حيويوع الحزن لأنها من اليوم ستبقي وحيدة…ولكن لا يجب أن تحزن لأول مرة تشعر أنها فعلت الصواب مع إبنتها الحبيبة..فقد وقفت في وجه والدها الذي رفض هذا الزواج بكل قوتها أخبرته بصراحة أنه إما يوافق علي هذا الزواج ويحترم مازن ووالده اللذان جعلوا له إعتباراً بالتحدث إليه أو ينساها هي وإبنتها إطلاقاً وهذا ما حدث أدلي بموافقته لياسر عبر الهاتف دون أن يكلف نفسه عناء المباركة لإبنته الوحيدة…كانت سعيدة بحق عنسائل حيويا إحتضنتها نادين قائلة (بحبك يا ماما) رباه كم بكت وكم ضحكت…خلعت ملابسها وإرتمت علي الفراش تغط في نوم عميق لأول مرة منذُ سنوات
…………………………….
كان سعيداً من أجل مازن ونادين فهما يستحقان السعادة بعد كل ما عانياه سوياً طوال الأشهر الفائتة…رغماً عنه قفزت صورتها إلي ذهنه رباه كم كانت جميلة ورقيقة….لم يتحدث معها سوي مرة واحدة بعسائل حيويا رفضته…اليوم تحديداً وهو يبارك لها العرس وهي ردت بأدب ولم تحرجه…طوال الحفل لم يستطع إلا أن ينظر لها ببساطة لأنه لم يستطع أن ينساها…وكيف يفعل وهي بهذه الرقة والبساطة والجمال…وكيف يفعل وهي تتغلغل بداخله بشكل يُثير سخطه…خلع سترته وإرتمي علي الأريكة وهو يفكر هل سيتخلص من حب هذه الفتاة يوماً ما!! ………………………………………. بعد مرور عامان
اليوم بالتحديد سيُقابل أحمد والد ريما السيد ماجد إتفق مع والدتها علي كل شئ وأنها وبعد عناء أقنعت والدها أن يراه ويتحدث معه….
في منزل ريما كانت ماجدة تضع له ملابسه وهي تقول
ماجدة:صدقني يا ماجد الولد محترم جداً وبقاله سنتين وشوية طاحن نفسه في الشغل علشان يشتري الشقة دي ويجهز من مجاميعه علشان ميطلبش منك حاجة
أجابها بتردد
ماجد:بس أنا خايف يكون طمعان في فلوس البنت يا ماجدة !! هزت رأسها بنفاذ صبر قائلة
ماجدة:شوف أنا أقول إيه وهو يقول إيه….بقولك الولد بقاله سنتين مطحون ومش عاوز قرش منك تساعده بيه وكمان ريما متمسكة بيه وأنا كمان الصراحة شايفاه راجل وأد كلامه ومحترم
أردت وهي تمسكه من ذراعه والسائل حيويوع ملئ مقلتيها
ماجدة:مش شايف إن ريما إتغيرت وبقت أحسن…مش شايف إنها إتعلمت يا ماجد…صدقني أحمد راجل بجد وهيحطها في عنيه..وفوق كل دا عارف عنها كل حاجة فاتت في حياتها ولسه متمسك بيها…ومامته بتمووت فيها عاوز إيه أكتر من كدا ؟
تأثر من كلامها وإحتضنها قائلاً
ماجد:هي فعلا متغيرة للأحسن وطالما إنتي بقالك كتيير عارفاهم وكمان رحتي شفتي الشقة وعاجباكي أنا لو شفته وعجبتني شخصيته هوافق بس متقوليش لريما حاجة غير لما أرد عليكي تمام؟
إحتضنته هي الآخري بسعادة قائلة
ماجدة:حاضر من عينيا ربنا يخليك لينا ياااارب ويسعدلنا بنتنا
رد وهو يرتدي سترته
ماجد:ياااااارب